00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .

        • القسم الفرعي : عاشوراء والأربعين .

              • الموضوع : تأثير الصلح الحسني في الجهاد الحسيني .

تأثير الصلح الحسني في الجهاد الحسيني

دراسة تاريخية موثقة يتناول فيها العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي تأثيرات صلح الامام الحسن المجتبى عليه السلام مع معاوية بن أبي سفيان على الجهاد الذي تبناه الامام الحسين بن علي عليه السلام.

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

لقد جاهد الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الناكثين، والمارقين والقاسطين.. ثم كان ما يسمى بـ «صلح» أو عقد وعهد الإمام الحسن عليه السلام، الذي ألجأته الظروف إلى عقده مع معاوية.

واللافت: أن هذا العهد قد حقق إنجازا عظيما على صعيد تأكيد الحق، وترسيخ الشرعية فيما يرتبط بإمامة أهل البيت عليهم السلام، وسلب ذلك عن الطرف الآخر، وانتزاع اعتراف خطي منه بأنه باغ ومتغلب، حين أكدت بنوده على:

1 ـ أن الحق لا بُدَّ أن يعود للإمام الحسن عليه السلام، ثم من بعده للإمام الحسين عليه السلام.

2 ـ أن ليس لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.

3 ـ أن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام شهادة عند معاوية.

4 ـ أن لا يسميه أمير المؤمنين.

5 ـ أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه.

6 ـ أن لا يذكر علياً إلا بخير.

7 ـ أن يكون أصحاب علي وشيعته آمنين حيث كانوا من أرض الله.

8 ـ أن يكون الناس جميعاً آمنين حيث كانوا من أرض الله.

وثمة شروط أخرى ذكرها المؤرخون أيضاً.

وقد كان معاوية يعلم أن نقض أي بند من هذه البنود سيحرمه من صفة الشرعية، وسيظهر وفقا لما تعهد به من أهلية الإستمرار في ذلك الموقع.

وقد أعطى معاوية هذه الشروط، وهو يرى نفسه أنه الأقوى، وأنه هو المنتصر، وخزائن الأموال بيده، والجيوش تحت أمرته، والناس رهن إشارته. ومعه ومن ورائه الأخطبوط الأموي المنتشر في طول البلاد وعرضها، الذي ما فتئ لم يزل يعمل على هدم ما يبنيه علي وولده، وعلى تثبيت أمر معاوية وترسيخه.

وفي مقابل ذلك فإن جيش الإمام الحسن عليه السلام كان مفكك العرى، متفرق الأهواء، يضم حتى فلول الخوارج، الموتورين على يد أبيه أمير المؤمنين عليه السلام.. وقد ظهرت في هذا الجيش الخيانات الكبرى حتى من أقرب الناس إلى الإمام الحسن عليه السلام نسباً، وهو عبيد الله بن العباس الذي ذبح له عمال وأنصار معاوية طفلين، ولكن ذلك لم يمنعه من بيع دينه لمعاوية بمليون درهم فقط، حيث نسي ولديه، بعد أن نسي ربه، وخان إمامه.

واللافت أن بنود هذا العهد لتبطل أمر معاوية حتى قبل أن يبدأ، إذ أننا لو أخذنا بنداً واحداً من هذه البنود، وهو البند الذي يشترط أن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام شهادة عند معاوية، فإن هذا البند الذي لا يخطر على بال أحد أن يذكر في صلح بهذه الخطورة، تحقن به دماء ألوف من المسلمين، ولا يخطر على بال أحد أن يكون هناك حديث عن إقامة شهادة عند قاض، قد لا يحتاج إليها على مدى عمر الإنسان كله، ولو لمرة واحدة، فضلا عن أن يسجل ذلك في هذا الصلح الخطير.

نعم إننا لو لاحظنا ذلك لرأينا: أن معاوية يقبل بأن لا يقيم الإمام الحسن عليه السلام عنده حتى الشهادة، مع أنه يعلم: أن الشهادة قد لا تزيد على حفظ حق إنسان مّا في أرض أو فرس، أو الاقتصاص للطمة أو جرح.

وذلك الشرط إنما يعني إبطال أمر معاوية من أساسه، حتى قبل أن يتصدى ويمارس أمور الحكم، لأن معنى هذا الشرط أن معاوية:

إما غير قادر على معرفة أحكام الله، ولو في مثل هذه الأمور الجزئية والبسيطة، فكيف يتصدى إذن لموقع خلافة الرسول صلى الله عليه وآله، الذي يعني لزوم أداء مهماته صلى الله عليه وآله في تعليم الدين، وبيان شرائعه وأحكامه، وفي التصدي للشبهات، وحل المعضلات؟

وإما أن معاوية كان يعرف كيف يقضي بين الناس ـ لكنه لم يكن مأموناً على القضاء بالحق.

فمن لا يؤمن على القضاء في فرس، أو دار، أو لطمة أو نحو ذلك، فهل يؤمن على دماء الأمة، وأعراضها وأموالها، وعلى دينها ومستقبلها؟

وإذا كان معاوية لا يستطيع أولا يؤتمن على القضاء بهذا المستوى فكيف يفي بتعهداته بالعمل بالكتاب والسنة؟

و إذا كان هو المؤسس والأساس لدولة بني أمية، فقد اتضح أن هذا الأساس لا يملك ما يؤهله لهذا الموقع باعتراف منه، وبتوقيع عهد وعقد مع من ينكر له أي حق فيما يدعيه.. ثم إنه يسجل ذلك ويوقع عليه في مقام لا بُدَّ له فيه من وضع النقاط على الحروف بكل دقة وحرص.. وحيث لا مجال للتغاضي، ولا للغفلة ولا للتسامح.

فإذا كان هذا البند يعطينا ذلك كله فما بالك بسائر البنود؟! مثل أن لا يسميه الإمام الحسن عليه السلام بأمير المؤمنين، فمن كان رأس أهل الإيمان، لا يرضاه أميرا للمؤمنين، فهل يرضاه أميراً له؟!.

كما أنه هو بنفسه يسجل: أن ليس لأحد من ولده، ولا من قومه أي حق في هذا الأمر.. بل الأمر يرجع إلى الحسن، ثم للحسين عليهما السلام.

وبعدما تقدم يتضح: أن إمامة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام تصبح مفروضة ولازمة، بمقتضى جميع الأعراف، وعند سائر الأمم.

فالحسنان عليهما السلام بنظر المسلم الملتزم إمامان: قاما أو قعدا. بمقتضى نص رسول الله صلى الله عليه وآله.

والحسن عليه السلام هو وصي أبيه سلام الله عليه، كما سجله لنا التاريخ أيضاً [راجع الحياة السياسية للإمام الحسن عليه السلام] وذلك يكفي حجة على من يرى لزوم العهد من الخليفة السابق للاحق.

أضف إلى ما تقدم: أن هذا العقد الذي تم بين الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية لا بُدَّ من الوفاء به حتى عند أهل الجاهلية. بل إن كل المجتمعات الإنسانية حتى التي لا تدين بدين اصلاً تحتم الإلتزام به، ولا تجيز نقضه.

و ذلك لأن المجتمعات الإنسانية تعتبر الوفاء بالالتزامات والعهود والعقود أساسا لبناء حياتهم في مختلف المجالات، حتى السياسية والإجتماعية منها، وعلى وفق هذه الرؤية ومن هذا المنطلق تنظم علاقاتها بالأمم والشعوب، والجماعات.

ولا تجد أحدا يجيز لأحد الطرفين نقض العهد والعقد إلا بالتراضي والتوافق، والاتفاق مع سائر الأطراف.

يزيد هو الباغي:

وبذلك يتضح لكل أحد وفق هذا المنطق الشرعي، والعقلي، والعقلاني، والإنساني، أن يزيد بن معاوية هو الباغي على الحسين عليه السلام، وهو الخارج عليه، حتى لو أعلن أبوه معاوية نقضه للعهد. فإن العهد لا ينتقض بذلك.

بل إن العهد نفسه قد سلب معاوية حق نقض العهد لو توهم جاهل أن له أي حق في ذلك. وذلك حين صرح بقوله: ولا يحق لمعاوية أن يعهد لأحد من بعده.

فترة تأسيس الدين:

و من جهة أخرى نقول: لقد كانت الفترة التي تلت وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.. هي فترة تأسيس الدين، وترسيخ دعائمه، وتقرير أحكامه وشرائعه، وسياساته وقيمه.

فكل ما يقال ويمارس في هذه الفترة سوف يصبح جزءً من الدين، وستتداوله الأجيال، حقا كان أو باطلا.

وحتى لا يبقى الباطل وحده هو سيد الموقف، والمطروح للتداول، كان لا بُدَّ لأمير المؤمنين عليه السلام والخلص من أصحابه من أن يشاركوا في هذا التأسيس، وأن يطرحوا للناس الحق الذي يسعى الآخرون، إما لتجاهله والابتعاد عنه، أو للعبث والتلاعب به.

و لذلك دخل عمار، وسلمان، وحذيفة، ومالك الأشتر، وأضرابهم في مناصب الدولة، فتولى عمار الكوفة، وسلمان المدائن، وحذيفة كان قائداً للجيوش الفاتحة، في فتوح نهاوند المعروف بفتح الفتوح، وكان هو السبب في زوال ملك الأكاسرة. وشارك الأشتر في الحروب معهم، وشترت عينه فيها فقيل له الأشتر ـ ولا شك في أن ذلك كان برضى من أمير المؤمنين عليه السلام، أو بتوجيه منه.

و قد كان عليه السلام يسعى لحفظ التوازن والهدوء في العلاقة مع الخلفاء. وكان يحضر مجالسهم، ويشارك في بيان مسائل الدين، وحل معضلات الأمور، حتى لقد كثر قول عمر: «لولا علي لهلك عمر».

و لكن الأمر كان أعظم من ذلك أيضاً.

فقد كان الخلفاء يدّعون: أن لهم ما للرسول صلى الله عليه وآله، وأنهم يقومون بما يقوم به، فلهم القضاء، والحكم، وقيادة الجيوش، وتعليم الناس أحكام دينهم، وتربيتهم، وسياستهم وتدبير أمورهم. تماماً كما كان ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله. بل لقد زعموا أن لهم حق التشريع في الدين، والفتوى بآرائهم فيه!

وقد مارسوا ذلك بالفعل، ومنعوا الناس من رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن كتابته وتدوينه، وحبسوا كبار الصحابة بالمدينة، واستعاضوا عن سنة الرسول صلى الله عليه وآله، وأقواله وسيره، بثقافات أهل الكتاب، وملأوا عقول الناس بها، ومنعوا الناس من السؤال عن معاني القرآن، ومن كتابة تفسيره.

ثم إنهم قد عملوا على أن يضفوا على أنفسهم هالة من القداسة، لا مجال لاختراقها، فكان من آثار هذه القداسة أن أصبحت سياسات الخلفاء هذه دينا يدان به وشرعاً يتبع.

وكانت النتيجة هي ما ذكرنا من أنه لم يبق من الدين إلا رسمه، ومن الإسلام إلا اسمه.

فكان لا بُدَّ من إسقاط هذه الهالة، وإسقاط قناع الزيف عن وجوه أولئك المجرمين. وقد قام أمير المؤمنين عليه السلام بما كان يمكن القيام به في هذا السبيل، فأعاد التأكيد على الخطوط العامة، وأصحر للناس بالعقائد الحقة، وبين سياسات الإسلام تجاه كل هذا الواقع الذي يواجهه.. وحارب الناكثين والمارقين والقاسطين.

و جاء الإمام الحسن عليه السلام ليخطو الخطوات التي أتيح له أن يخطوها أيضاً في نفس هذا الإتجاه، فأنجز الصلح الذي تحدثنا عنه آنفاً.

و لم يبق إلا أن يحدث الزلزال الذي فرض على الأمة أن تراجع حساباتها، بعد أن سقط القناع المزيّف الذي حاول الغاصبون والطامعون أن يستروا به حقيقتهم.

و أفاق الناس على واقعهم المرير، ليجدوا أن ثقافة أهل الكتاب هي التي تهيمن عليهم، بعد أن سلبت منهم معارف الإسلام، وليجدوا أنهم يقدسون أشد الناس انحرافاً عن الله. أو أعظمهم طغياناً عليه.

و ليجدوا أن الذين يقدسونهم ليسوا هم الأمناء على وحي الله سبحانه وتعالى، ولا هم العالمون بشرايعه سبحانه.

و ليجدوا..

و ليجدوا.. إلى ما لا نهاية..

و قد جاءت حركة الإمام الحسين عليه السلام الجهادية بصورة لا تقبل التأويل، ولا مجال فيها لإثارة أية شبهة أو لبس، فأسقطت هالة القداسة، وفرضت على الناس أن يعيدوا النظر في كل شيء، وأن يبحثوا عن الإسلام وأهله، وأن يميزوا بين مصادر المعرفة فيه من جديد.. وأصبح هذا الأمر هو الوظيفة المفروضة على كل إنسان إلى يوم القيامة.

لماذا الحسين ولماذا على يزيد بالذات:

هذا، ولقد كان الناس يعرفون الكثير الكثير مما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله عن مصير أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وكانوا قد عرفوا أيضا الحسين عليه السلام، وأخاه وأباه سلام الله عليهم أجمعين.. عرفوهم في ممارساتهم، وفي توجهاتهم، وفي كل حالاتهم.

وعرفوا في مقابل ذلك: رموز الشجرة الملعونة وأهدافها، وسيرتها، ووقفوا على حالاتها. وكذلك على حالات وسير وأخلاق خصوم أهل البيت عليهم السلام بصورة عامة، الذين يريدون أن يكونوا ملوكاً جبارين.

والناس أيضا.. قد عرفوا بنود صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية.

وقرأوا على صفحات الواقع والتجربة، والمعايشة القريبة، خصائص الشخصية العلوية، والحسنية، والحسينية. وهم أهل بيت النبوة سلام الله عليهم.

ثم إن الناس قد قرأوا أيضاً على صفحات الواقع والتجربة، والمعايشة القريبة خصائص خصوم أهل البيت عليهم السلام، من أمثال معاوية ويزيد وغيرهما.

ثم إن الناس كذلك.. قد رأوا بأم أعينهم كيف أن هذا الباغي والمعتدي، والمدعي لمقام خلافة الرسول صلى الله عليه وآله لا يتحمل حتى أن يرفض إنسان واحد الإنقياد له مع أنه هو المعتدي على حق هذا الإنسان، ومع أن أباه بالذات قد سجل أن لا حق له، ولا لأحد من ولده في هذا الأمر، وأنه الحسين بالذات هو صاحب الحق.

نعم.. إن يزيد لم يتحمل حتى أن يرفض هذا الإنسان بالذات والإنقياد له. فراح يلاحقه بثلاثين ألف مقاتل إلى قلب الصحراء، ليقتله مع أهل بيته، وثلة يسيرة جدا من أصحابه، ويسبي نساءه وأطفاله.

رغم أنه من أهل بيت النبوة، وسيد شباب أهل الجنة الحسين عليه السلام بالذات، فكيف ـ يا ترى ـ سيتعامل مع سائر الناس، لو بدرت منهم أية بادرة مهما كانت تافهة وصغيرة؟!.

المعايير هي الأقوى والأبقى في الأمة:

ثم إن الإمام الحسين عليه السلام قد أعطى للمعايير الفطرية والعقلية، والإنسانية قوتها وفاعليتها، حين قال للناس في بداية حركته الجهادية:

«إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم. ويزيد رجل شارب الخمور، وقاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله».

و لتوضيح هذه الكلمة الشريفة نقول:

إنه لا ريب في أن قاتل النفس المحترمة لا يمكن أن يكون هو الأمين على دماء الناس، فهل يؤمن على أعراضهم وأموالهم؟!. ثم على مصيرهم ومستقبلهم، ويصبح هو الحاكم المتصرف في ذلك كله؟!.

و هو لا يملك ـ بسبب معاقرته للخمر ـ في أوقات كثيرة، حتى التوازن العقلي، الذي يحمي قراره من الضعف والرعونة، ومن أن يكون قرارا مدمرا للأمة، أو ملحقاً بها وبمستقبلها أضرارا فادحة على أقل تقدير.

هذا فضلا عن أن شارب الخمور، لا يمكن أن يحفظ الأسرار الخطيرة التي منها ما يلامس مستقبل الأمة وحياتها، حيث لا يجد الذي يتعاطى المسكرات أي وازع ورادع، من عقل أو دين عن البوح بها لغير أهلها.

ثم إنه إذا كان معلناً بالفسق أيضاً، ولا يخجل بفسقه وفجوره، فإنه لا يعتبر المنكر منكراً، ليتصدى لدفعه وإزالته من الواقع العام، كما أن من يكون كذلك لا يتوقع منه أن يربي الأمة على مكارم الأخلاق.

ويغرس فيها خصال الخير والصلاح ويقودها إلى مواقع العزة والكرامة والسؤود.

وفي الطرف المقابل نجد: أن الحسين عليه السلام هو من أهل بيت النبوة، على حد هذا التعبير المنقول عنه عليه السلام.

و اختيار كلمة النبوة قد جاء ليشير إلى الوحي الإلهي، الذي هو مصدر المعارف والعلوم الغيبية، ولم يقل: «أهل بيت النبي» حتى لا يتوهم أن المراد الإشارة إلى الارتباط به كشخص، لأجل نسب، أو سبب عادي قد يناله أناس آخرون.

فإذا كان يزيد أو غير يزيد يدّعي أنه خليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله، وله صلاحياته، فمن أين يمكنه أن يثبت لنفسه هذا المقام إلا من طريق الوحي والنبوة؟ وأهل بيت النبوة عليهم السلام ينكرون عليه ذلك.

والحسين عليه السلام هو المصدر والمرجع للناس كلهم، وهو الذي لا بُدَّ أن يؤخذ منه التشريع والأحكام الإلهية.. لأنه معدن الرسالة.. أي الأصل والمنشأ الذي تؤخذ منه سنن وأحكام الرسالة ومضامينها خالصة من الأغيار، وصافية من الشوائب، فلا يستطيع يزيد ولا غير يزيد أن يرد عليه ما يخبر به من أحكام الله سبحانه وتعالى وشرائعه، لأنه أعرف الناس بما يوافق الشرع أو يخالفه.

والحسين عليه السلام أيضا هو من نشأ في بيت الطهارة، والقداسة، والإيمان، البالغ أعلى الدرجات في ذلك، حتى صار بيته مختلف الملائكة.

ولا يستطيع أحد أن يدّعي لنفسه أو لبيته هذا المستوى من الطهارة أبداً، فهل يستطيع أن يدّعي ذلك يزيد الذي نشأ في بني كلب، حيث لا دين، ولا هدى، بل مفاهيم الجاهلية وأحكامها، هي المهيمنة، والطاغية. والأهواء والشهوات والمآثم هي السلوك العام، وهي القائد والسائق في مختلف الحالات، وفي شتى المجالات؟!.

بنا فتح الله وبنا ختم:

و يستمر الإمام الحسين في كلماته الهادية تلك فيؤكد على أن الله سبحانه قد فتح أبواب الهداية والصلاح والإصلاح للأمة بالحسين، وبأهل بيت النبوة عليهم السلام. وسيختم بهم عليهم السلام على يد ولي الله الأعظم الحجة القائم المهدي صلوات الله وسلامه عليه، فما معنى أن ينازع يزيد، أو غير يزيد هؤلاء الصفوة الذين يمثلون خط الهداية الإلهية للبشرية؟!.

وإذا كان يزيد وغيره ممن سبقه أو لحقه من غير أهل البيت يستطيع أن يدّعي للناس أنهم ليسوا أولى بالنبي صلى الله عليه وآله منه، ولا أعرف بشرائعه، ولا أليق بمقامه، ولا أجمع للصفات والمزايا المطلوبة في من يفترض فيه أن يأخذ موقع الرسول صلى الله عليه وآله، ويضطلع بمهماته، فقد يجد من يصدقه في ذلك. ولكن هل يستطيع أن يدّعي هؤلاء ذلك في مقابل الحسين عليه السلام، ولاسيما بملاحظة كل هذا الذي ذكرناه، وبملاحظة: ما ذكرناه من دلالات صلح الإمام الحسن عليه السلام؟.

وحسبنا هذا الذي ذكرناه، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/26   ||   القرّاء : 3197





 
 

كلمات من نور :

من أراد أن يتكلم مع ربه فليقرأ القرآن .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 المصحف المرتل بصوت القارئ الشيخ حسن النخلي المدني

 حقوق الإنسان في نهج البلاغة (*)

 السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) لمحة عن حياتها الشريفة (*)

 قرص أساليب الحفظ للحافظ الأستاذ مصطفى الطائي

 قرص في التجويد المبسط للأستاذ منتظر الاسدي

 القرآن ومنهج التفكيـر

 الحاكمية في رسالات الله

 خدیجة الكبری مثل أعلی للمرأة المسلمة 1

 خلاصة تفسير سورة الحمد (*)

 الشهيد الصدر.. أول منظر للتفسير الموضوعي للقرآن الكريم

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15414007

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:03

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني )

 دروس موجزة في علوم القرآن

 تفسير الصافي ( الجزء الثاني)

 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء الثالث)

 تفسير النور - الجزء السابع

 كيف نفهم القرآن؟

 دروس في علوم القرآن

 متى جمع القرآن؟

 تفسير النور - الجزء الثامن

 مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 كيف يراجع الحافظ للقرآن الكريم؟

 ما هي القراءات؟ وما هي عوامل نشوئها وتطوّرها؟

 ما هو المقصود من صفتي «العدل» و«الإحسان» في الآية (انَّ اللّه يأمر بالعدل و الاحسان)؟

 وقت غروب الشمس في القرآن

 السجود عند سماع آية السجدة

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كم كانت مدة خلق السماوات و الأرض و ما فيها؟

 في قول الله عز وجل {ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي}

  العلاقة بين الإنفاق والرزق

 هناك شبهة مطروحة بأن القرآن الكريم إذا أثبت الهداية لله تعالى، كما في الآية {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} والآية {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، فكيف يمك

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9629)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9057)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7828)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7300)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7225)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3830)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3355)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3056)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الجزء التاسع والعشرون

 سورة عبس

 لك يا محمد (ص)

 111- سورة المسد

 الصفحة 1

 النمل 15 - 22

 100- سورة العاديات

 الجزء الأول

 سورة الانسان

 الفيل (تعليمي للصغار)

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8243)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7008)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6814)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6605)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6577)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6353)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2745)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2368)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2286)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2282)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2238)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السادس

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم

 لقاء مع الشيخ أبي إحسان البصري

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net