00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : القرآن والمجتمع .

              • الموضوع : بناء الإنسان في القرآن .

بناء الإنسان في القرآن

السيد عزالدين الموسوي

الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين واللعنُ الدائم على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.

يقع البحث في ثلاتة فصول، ينضم تحت الفصل الأول عنوان تكوين الإنسان والمراحل التي يمر بها، وكذلك التمييز مابين الإنسان النوع، والإنسان الجنس، والفرق بين تكون آدم أبي البشر، وتكوين بنى آدم، وكيف أنه خلق من تراب كقوله {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون}، وكيف خلق من سلالة من طين، ثم جعل في قرار مكين، أو انه كيف خلق من ماء مهين أو من ماء دافق، هذه الآيات وغيرها تخص الإنسان الجنس، وكيف خلق ونشأ وصار.

ويضم الفصل الثاني بناء الإنسان وتنميته الروحية والأخلاقية والفكرية والحضارية، وما يتعلق به كماله وسداده، والدعوة إلى صياغة الإنسان المثالي النموذجي، الذي يذكر القرآن لنا جملة أمثلة وأسماء منهم، وهو مدار بحثنا، في هذا البحث.

أما الفصل الثالث فينعقد على بحث حول فضائل ورذائل الإنسان، بين المناقب والرذائل، بين الإيجاب والسلب، وبيان الآيات التي تمدح الإنسان، وهو النموذجي الكامل، والآيات التي تذمه، وتبرز صفاته السلبية، من هلع وجزع ومنع، وماشاكل وهذا البحث أوكلناه إلى دراسة أخرى.

وفي هذه الدراسة سوف نبحث البحث الاول، وهو بناء الإنسان في القرآن.

أولاً الإنسان لغة

جاء في مفردات الراغب الأصفهاني في تعريف الإنسان ما يلي: (إنسُ: الإنسُ خِلافُ الجن. والأنُسُ خلافُ النُفُور. والإنسيُّ منسوب إلى الإنس، يقال ذلك لمن كثر أنسه، ولكل مايؤنس به، لهذا قيل: إنسيُّ الدابة للجانبِ الذي يلي الراكب وإنسيُّ القوس للجانب الذي يُقبلُ على الرامي. والانسيُّ من كل شيءٍ ما يلي الإنسان والوحشي ما يلي الجانب الآخر له. والإنسان قيل سُمِّيَ بذلك لأنَهُ خُلِق خِلقة لا قوام له إلاَّ بأنس بعضهم ببعض، ولهذا قيل: الإنسانُ مدنيٌّ بالطبع من حيث لاقوام لبعضهم إلا ببعض ولا يُمكنُه أن يقوم بجميع أسبابه. وقيل سمي بذلك لأنه يأنسُ بكل ما يألفهُ، وقيل هو من النسيان لأنه عُهدِ إليه فنسي) (المفردات في غريب القرآن ص28 كتاب الألف - حرف السين الراغب الأصفهاني).

وكلا الصفتين يمتاز بهما الإنسان، فقد ورد في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم (أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً الموطَّؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم).

وكذا جاء في القرآن الكريم: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}.

لقد وردت لفظة الإنسان في القرآن الكريم في أكثر من خمسة وستين آية في مختلف سوره بمختلف الصفات والخصائص من التكوين والنشأة والروح والفضائل والرذائل، كما ذكرت لفظة (أناسي) و (أنُاسُ) ومشتقاتها في سبع آيات، وقد أحصينا هذه الأرقام في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمؤلفه محمد فؤاد عبدالباقي ص93/94 مادة إنسان وأناس.

كما ذُكرت سورةُ خاصة في الكتاب العزيز باسم سورة الإنسان وهي السورة التي ذكرت فيها فضائل ومناقب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والتي تبتدئ بسم الله الرحمن الرحيم: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً، إنا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتيله فجعلناه سميعاً بصيراً} (1)، ثم تشرع السورة الكريمة لتبين لنا نماذج من بني الإنسان منهم الشاكر ومنهم الكفور، ومنهم الأبرار ومنهم الكفار، فجعل للطائفة الأولى كأساً كان مزاجها كافوراً كما جعل للطائفة الثانية سلاسل وأغلالاً وسعيراً.

وآيات القرآن، كلها تدل على خلق الإنسان من تراب. أو من سلالةٍ من طين أو من حماءٍ مسنون أو من ماءٍ مهين أو من صلصالٍ كالفخار كما ذكرت الآيات الكريمة هذه الصفات في سورٍ مختلفة. فلقد جاء في سورةِ المؤمنون: {لقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين ثم جعلناه نطفةً في قرارٍ مكين، ثم خلقنا النطفة علقةً فخلقنا العلقةً مضغةً فخلقنا المضغةً عظاماً فكسونا العظام لحماً، ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك اللهُ أحسنُ الخالقين}.

وقوله في سورة السجدة. الآية السابعة والثامنة منها: {الذي أحسن كلَّ شيءٍ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالةٍ من ماء مهين}.

وفي سورة الحجر الآية السادسة والعشرين قوله عز من قائل: {ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأً مسنون}.

والصلصال كما قال الراغب في مفرداته هو:

تردد الصوت من الشيء اليابس، ومنه قيل: صلَّ المسمارُ، وسُمِّي الطينُ الجافّ صلصالاً: قال سبحانه {من صلصال كالفخار}.

وقيل: الصلصال المنُتنِ من الطين. من قولهم: صلَّ اللحم.

وقال في معنى الحمأ المسنون: الطين الأسود المنتن المتغير.

وجاء في سورة الرحمن الآية 14 توكد خلقة الإنسان من صلصال فتقول {خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجانَّ من مارجٍ من نار}. وهو نفس المعنى المتقدم.

وجاء في سورة الطارق أنه من ماء دافق. قوله عز من قائل {فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماءٍ دافق، يخرجُ من بين الصلب والترائب}، والماء الدافق هو المني الذي يتدفق كما الماء يتصبب بدفع وبسرعة.

والصلب هو ظهر الرجل - والترائب جمع تريبة وهي عظام الصدر.

وهناك آياتٌ أخرى وروايات كثيرة تؤكد هذا المعنى، ونحن في بيان هذا الموضوع وهو بناء الإنسان في القرآن الكريم، إنما استطردنا لمعرفة خلقةِ هذا الكائن المسؤول والمكلف، الذي خلقه الله سبحانه وتعالى وجعله خليفة له في الأرض ليعمرها ويستثمر خيراتها ويستخرج كنوزها ويبني الحضارة الإنسانية عليها. إنما ذكرنا بعض الآيات لصلتها ببحثنا، وإلا فإن البحث لو تناولنا فيه بدء الخلقة وأصل الخلقة، والمراحل التي يمر بها الإنسان، والتمييز بين نوع الإنسان والجنس والشخص لأخذ منا وقتاً كثيراً، على أن بحثنا يدور حول بناء الإنسان، وإنما ذكرنا هذه الآيات كمقدمة للبحث ولما له دخل به. وبعد هذه المقدمة ندخل إلى صلب الموضوع وهو:

أولاً: بناء الإنسان أخلاقياً..

يؤكد القرآن على هذا الجانب من حياة الإنسان تأكيداً كثيراً، حيث يُخاطب رسوله محمداً صلى الله عليه وآله قائلاً {وإنك لعلى خلق عظيم} يبين فيه هذه السجية والطبيعة الموصوفة بالعظمة وهي الأخلاق، يريد بذلك من أمته أن تقتدي به لأنه النموذج الأكمل، ويجعلها رائدةً له في هذا الجانب الذي تبتنى على أساسه الأمم والشعوب، فالأمة التي تفتقد الأخلاق، إنما تفتقد كل فضيلة وسمو ورفعة، ولا يحق لها العيش في الحياة. ولذا عبر الشاعر عن هذه الطبيعة بقوله:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

فالقرآن إنما يريد من الإنسان أن يكون نموذجاً ومثالاً في هذا الجانب، ويحتذي برسول الله صلى الله عليه وآله، وبالأئمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، الذين عبروا في حياتهم أفضل تعبير عن السلوك المرضي الذي أراده الله من الإنسان في الأرض.

وفي هذا المورد قال رسول الله (ص) (إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق).

نعود إلى القرآن لنستمع إلى بعض آياته الأخرى في بناء الإنسان الكامل، الذي يمكنه التعايش مع بني قومه ومع أمته، حينما يتصف بهذه المواصفات الإيجابية البناءة، والتي تكون معياراً وميزاناً في منهجيته وسلوكه في الحياة. يقول الله عزوجل:

{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}.

{فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}.

فالله سبحانه وتعالى يستنكر على الإنسان أن يكون فظاً غليظ القلب جافٍ، لأن المجتمع ينفر من هذا النمط من الناس، لذلك منّ الله سبحانه على رسوله بهذه الرحمة وهذا اللطف الإلهي، حتى يمكن له أن يؤدي دوره في تبليغ الرسالة، ثم يأمره بالتسامح والعفو عن المذنبين والاستغفار لهم ومشاورتهم في الأمر، حتى يُعطي للأفراد القيمة الإنسانية بوجودهم وشخصيتهم.

هذا ما يطلبه الإسلام، فإن الإنسان محترم في الشريعة مادام يسير على المنهج الرباني الذي رسمه الباري جل وعلا له. وإذا ما انحرف فإنه يفقد هذه الفضيلة ويكون هو والحيوان سواء، بل يكون أضلَّ منه كما عبرَّ القرآن حيث قال:

{إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا}.

وإذا طالعنا آيات القرآن في هذا الجانب وهو بناء الإنسان النموذجي المثالي، فإنا نرى قائمة كبيرة بالصفات المثلى التي يُعزز القرآن وجودها في الإنسان، كما في سورة المؤمنون إذ يقول عزوجل.

{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.

فالمطلوب القرآني هو:

الإنسان المؤمن الخاشع، المعرض عن اللغو، المؤدي للحقوق، الحافظ للشرف، الأمين الملتزم بالعهد، والمحافظ على الصلوات فإذا ما وجد فإن الأرض تعمر به وكذلك الآخرة حيث يرثُ الفردوس.

فالمقياس القرآني في الإنسان ليس المقياس المادي الدنيوي الذي ترمي إليه المبادئ الأرضية، والنظريات المادية والفلسفات البشرية، انما المقياس هي الصفات الإنسانية الوحدانية التي رسمتها لنا سورة المؤمنون، وهناك آيات مليئة في القرآن العزيز تهدف هذا الجانب لا يسعُنا أن نذكرها كلها خصوصاً إذا عرفنا بأن موضوع القرآن هو الإنسان كما قلنا أول البحث، وأن الأمور تدور حوله وهو قطب دائرة الوجود، لذلك فإن الله سبحانه كرمه على كثير ممن خلق على وجه البسيطة بقوله عزوجل:

{ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً}.

كما وصف القرآن عباده الصالحين بأحسن وصف، فقال في سورة الفرقان: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً، والذين يبيتون لربهم سُجَّداً وقياماً، والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً. والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً}.

{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}.

فالقرآن يدعو إلى صياغة وبناء هذا الإنسان النموذجي، الذي تسمو روحه إلى الفضائل والمناقب، ويبتعد عن زهو الدنيا، عن الكبر والفخر والخيلاء، فمشيهم التواضع، -كما قال علي (ع)- في خطبة المتقين، وقولهم سلاماً للجاهل، وهو عبارة عن الإغضاء وإعمارهم الليل بالعبادة، والرجاء من الله النجاة من النار.

والاعتدال بالصرف بلا إسراف ولا إقتار بل قوام بين ذلك، ويؤمنون بالتوحيد الخالص لله سبحانه، الخالي من الشرك والهوى وعبادة النفس والشيطان، ولا يقتلون النفوس البريئة المحرمة في قانون الله وشرعه إلا بالحق، ولا يفسدون في الأرض بإشاعة الزنا، ولا يشهدون الكذب والباطل، وإذا مروا باللاهين والعابثين وأهل اللغو مروا بهم أعزاء كرام النفوس.

هؤلاء هم النماذج السوية التي يطلب القرآن وجودهم في المجتمع، ليقتدي بهم الآخرون وينهجون منهجهم، وهو المنهج الذي جاء به الأنبياء والمرسلون والأئمة الصالحون، وهو إيجاد المجتمع الصالح والإنسان الصالح المتواصي بالحق والصبر، كما جاء في القرآن الكريم في سورة العصر:

{والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}.

إلى هنا نكتفي بهذا البيان الوجيز في بناء الإنسان أخلاقياً، ونأتي على الجانب الثاني وهو:

2 - البناء الاجتماعي للإنسان.

يدعو القرآن الإنسان إلى الالتزام بالأعراف والأخلاق الاجتماعية الإيجابية الطيبة، التي تنمي روح الأواصر الصميمية، والعلائق الأخوية، وتذكي العواطف والأحاسيس العميقة في النفس الإنسانية، لذلك يقول في آياته.

{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}.

فيشيع الإسلام روح الإصلاح والتسامح والمحبة بين الإخوة المؤمنين، وإذا ما حصلت فيما بينهم خصومة وخلاف فإنه يدعوهم إلى العفو والتغاضي عن الذنب الحاصل من أحدهم إزاء الآخر. ولقد ترجم رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الحالة بأحسن صورها، يوم آخى بين المهاجرين والأنصار وآخى بينه وبين ابن عمه علي بن أبي طالب(ع). ثم قال له: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).

وفي الأبعاد الاجتماعية التي فطر الله الناس عليها، التعارف والعلاقات الاجتماعية الفاضلة، القائمة على أساس التعارف والتعاون والإيثار والتضحية من أجل خدمة الإنسان والإنسانية، وهنا يقول الله عزوجل.

{ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فإذا المجتمع الذي يقوم على أساس التقوى والعمل الصالح هو المجتمع النموذجي المتكامل الذي يدعو إليه الإسلام.

ولقد كون الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، أول مجتمع قائم على أساس الأخوة والعلاقات الودية الخيرية، وعلى روح الإيمان والأخلاص والمحبة. المجتمع الذي يسوده الارتباط الإيماني التوحيدي، وليست العلائق المصلحية والمادية والنفسية كما هي المجتمعات الدنيوية اليوم.

المجتمع الذي وضع لبناته الأولى سلمان وعمار والمقداد وأبو ذر وبلال وحذيفة وغيرهم، يقول الله عز وجل في بيان صفات المجتمع النبوي وأصحاب الرسالة والرسول صلى الله عليه وآله وسلم: {محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء علىالكفار، رحماء بينهم، تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا، سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه، يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرةً وأجراً عظيماً}.

فصفات أصحابه عليه السلام: الشدّةُ والقوّةُ فهم أشداء أقوياء متماسكون على جبهة الكفر المعادية لهم. رحماء متعاطفون مترابطون فيما بينهم، يبتغون من العبادة والصلاة لله سبحانه وتعالى الفضل والرضوان وهي أعلى درجات الجنان. هؤلاء الأصحاب ذكر مثلهم في الكتب السماوية النازلة على الرسل من قبل في التوراة والإنجيل وإن سيماهم أي علامتهم في وجوههم من أثر السجود والعبادة المخلصة للحق جلا وعلا.

هؤلاء الأصحاب كزرع كثيف أخرج شطأه فتآزر معه، ثم استغلظ فاستوى على سوقه فأعجب الزراع منه أو أعجبوا به. وفي النهاية من كانت هذه أوصافه وأخلاقه وآمن وعمل صالحاً أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً.

فرسول الله صلى لله عليه وآله إنما بنى هذا المجتمع النموذجي الأمثل، القائم على أساس العدل والحرية والمساواة والائتلاف والإخاء إنما يريد أن يرشدنا إلى بناء الإنسان القرآني السليم القلب. الشفاف الروح، السمح النفس، الذي لا يعرف الغل والحقد والحسد.

{ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم}، تراجع هذه الآية والقواعد الاجتماعية في صلة الأرحام وبر الوالدين والإحسان إلى الأصدقاء وتوثيق علاقة الجوار وحب الآخرين والتعاون، وبذل الإنفاق والعطاء، قال الله سبحانه وتعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.

فالمطلوب الإنسان المتعاون على تحقيق عوامل البر وأسس التقوى والنهي عن الإثم والعدوان والظلم، كما في الآية المارة الذكر وهذه الآية الكريمة.

وقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً}.

إنما يؤكد القرآن الكريم على تواضع الإنسان في جميع جوانب حياته، من المأكل والملبس والمشرب والمشي والحديث وأمثالها، كما جاءت في وصية لقمان لابنه وهو يعظه:

{يابني أقم الصلاة وأْمُر بالمعروف وانْهَ عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور، ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}(2).

فلقد جاء في الوصية النيرة هذه جملة مسائل تخص الإنسان، منها شؤون عبادية فردية كإقامة الصلاة والصبر والتحمل، ومنها اجتماعية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدَّ ذلك من عزم الأمور.

ومنها مايخص الجانب السلوكي والتربوي للإنسان، وكيف يساير الناس ويعايشهم. قوله: {لا تصعر خدك للناس}، دلاله على التواضع، أي لا تمله كبراً وتعاظماً. {ولا تمشِ في الأرض مرحاً}: أي لا تمشِ مشية الخيلاء والبطر، والمختال الفخور، المتكبر المباهي بمناقبه. {واقصد في مشيك}: يعود القرآن ليعلم الإنسان كيف يمشي وما هي آداب المشي بقوله واقصد: أي توسط واعتدل فيه، {واغضض من صوتك}: أي اخفض وأنقص.

ومن هنا يتبين لنا كيف يعلم القرآن الفرد كما يعلم المجتمع، في كل صغيرة وكبيرة، ويهتم بجانب الإنسان بالحياة أيما اهتمام، لأنه كما قلنا فيما سبق محور الحديث في القرآن الكريم.

3- البناء الروحي..

{إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} إنه كتاب هداية للإنسان، الهداية بمعناها العام وفي جميع المجالات، يهديه إلى الله إلى سبله إلى الرشد إلى العلم إلى الإيمان إلى الروح إلى جميع شؤون الحياة المختلفة. {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}.

ومنها الجانب الروحي وتوجيه الإنسان إليه، لأن الروح هي الوجود الحقيقي للإنسان، لا هذا البدن المادي والهيكل العام، لأن هذا الهيكل لولا ولوج الروح فيه لم يتحرك لحظة، انظر حينما تخرج الروح من البدن عند الموت هل يعود لهذه الجوارح من الحركة شيء؟ إذن الروح هي الوجود الحقيقي للإنسان، ولابد من تربيتها وتهذيبها وتوجيهها نحو الكمالات الإنسانية التي يريدها الله سبحانه وتعال،ى لذا يقول الشاعر:

(فأنت بالروح لا بالجسم إنسانُ)

وكما قال الإمام أمير المؤمنين(ع) (وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى، لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق) (3) أي تذليلها.

فالإمام يؤكد على أن النفس هي التي يجب ترويضها بالتقوى، حتى تنجو يوم الخوف الأكب،ر وهو يوم القيامة، وتثبت على الصراط، وبنفس المعنى نظموا:

نفسي وشيطاني ودنيا والهوى *****كيف الخلاص وكلهم أعدائي

فأول ما يبدأ به الشاعر من العوامل التي تؤدي إلى الانحراف عن الحق، هي النفس، هذه النفس التي إذا تربّت روحياً، وإذا زكت كانت في أعلى الجنان، وإذا ماتركت سفلت وفجرت، فأصبحت في قعر النيران. قال العزيز: {ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها}.(4).

فتربية الروح باستشعار الخوف من الله، وتعويدها الوجل والخشية منه جل وعلا {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}(5).

هؤلاء هم عباد الرحمن الذين مرت صفاتهم في الآيات المارة الذكر في أخلاقهم وتربيتهم، فهم كذلك بمجرد ما يذكر الله عندهم تراهم يخشعون وتأخذهم حالة الوجل والخشية من ذكره، ويزدادون إيماناً وتثبيتاً وعمقاً بالله سبحانه وتعالى، ويفوضون الأمر إليه، ويتوكلون عليه وينفقون من أجله، هؤلاء هم المؤمنون حقاً حيث لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.

فدعوة القرآن إلى تزكية النفس وتربية الروح، إنما هو لأجل أن الروح هي أولاً وبالذات المسؤولة عن تصرفات الإنسان في الخير والشر، والحق والباطل، والمواقف والأحداث، لأنها هي التي تسول للإنسان القيام والإقدام على الأعمال، وبالتالي هي التي تجازى لقوله تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة}.

فالكتاب الكريم يدعو الإنسان إلى التأكيد على بناء الجانب الروحي في حياته، فيأمره أن يؤدي الفرائض في وقتها، فيقول عز من قائل: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً}، ويدعوه إلى صيام شهر رمضان المبارك، لتقوية جانب الإرادة والتصميم، والقدرة على التحمل وصد النفس عن الرغبات والشهوات المادية، التي تنازعه في كل وقت.

وكذلك يدعو القرآن الكريم النفس الإنسانية إلى ممارسة الأعمال العبادية الأخرى كالحج وإعطاء الزكاة والخمس والجهاد وأمثال ذلك، من أجل تربية روح الإنسان على المقاومة والمجاهدة والبذل والعطاء في سبيل الله. ويؤكد القرآن من أجل هذا الشأن على مطالعة القرآن وقراءته حين يقول (فاقرأوا ما تيسر منه) وقوله: {الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم} فذكر الله سبحانه وتعالى لايبارح ألسنتهم بل وقلوبهم وعقولهم ومشاعرهم وأرواحهم، كل كيانهم معجون بذكر الله تعالى. هؤلاء الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً أي على كل حال لا ينفك ذكر الله عن وجدانهم وشعورهم، القرآن يطلب من الإنسان المسلم أن يبني نفسه على هذا المنوال وهذا النسق، لأنه هو الإنسان المطلوب قرآنياً. وبهذا المعنى جاء قوله تعالى: {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً الا الله وكفى بالله حسيباً}(6).

فالخشية لابد أن تكون من الله وحده، لأنه وحده الذي يراقب الإنسان ويعلم ما توسوس له نفسه، وهو أقرب إليه من حبل الوريد. ولأنه سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، ولا تخفى عليه خافية في السموات والأرض، وغيرها من الآيات القرآنية الكريمة التي تكشف لنا قدرة الله سبحانه وتعالى على معرفة كل خطواتنا بل أنفاسنا، {ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد}، بل النوايا التي يعقدها الإنسان في قلبه يعلمها الله. فإذا كانت حسنة طيبة ولم يوفق لأدائها يعطيه سبحانه وتعالى أجرها وثوابها، وإن كانت والعياذ بالله سيئة فإن عملها فيحاسبه على ذلك، وإن تركها دون عمل ومجرد نية لا يؤاخذه عليها. كما ورد في أحاديث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ومن هنا فإن القرآن العظيم يُشدد على جوانب المراقبة والخوف من الله سبحانه وتعالى، وأن يكون الإنسان دائماً على حذر من الذنوب، وارتكاب المعاصي والوقوع في الجريمة، واسشعار نفسه الخوف من الله دائماً، فإنه إن كان لا يرى الله فإن الله يراه، كما قال الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام لبعض أصحابه (أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

فغرض القرآن هو تنمية الإنسان روحياً بالتوجه والتضرع والخوف من الباري جل وعلا حتى تأتي نفسه يوم القيامة قريرة فرحةً مستبشرة، وبقدر ما يكون الإنسان عارفاً بالله سبحانه وتعالى تكون خشيته منه، لذا قال عزوجل {إنما يخشى الله من عباده العلماء} لأنهم يعرفون الله حق معرفته لذلك فهم يخشونه حق خشيته، فإلى التربية الروحية وبناء الإنسان المؤمن الحقيقي، وهو المطلوب القرآني في عملية بناء الإنسان.

4 - البناء الفكري والعملي:

{الذين يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار}.

فلقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتفكر والتدبر في آياته الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى، في السموات وما فيها من شموس وأقمار وكواكب ومجراتٍ وشهب ونيازك، حيث تموت شموس وتنطفي كواكب، وتخلق أخرى محلها، وتتجدد نجوم ومخلوقات غيرها.

يقول الله عز اسمه: {والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون} إنها تتجدد وبصورة مستمرة، وكذلك لابد للإنسان أن يتفكر في أنواع الطيور المحلقة في جو السماء، وسائر ما خلق، وهكذا الأرض ومافيها من بحار وأنهار وسهول وجبال ووديان، وما فيها من سائر المخلوقات من الإنسان والحيوان والجماد في الطبيعة بكل ما فيها من جمال ونضارة.

فالقرآن يدعو الإنسان إلى التفكر في الطبيعة، في مخلوقات الله سبحانه وتعالى، ليعمق عقيدته بالخالق جل وعلا ويرى بديع الصنع، وإتقان الخلق.

1 - {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق}.

2 - {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق من ربهم}.

3 - {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب}.

فدعوة القرآن إلى النظر والتفكر في الآفاق البعيدة التي خلقها الله في هذا الكون وكذلك النظر في النفس الإنسانية بكل أبعادها.

4 - {إنَّ في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض، لآياتٍ لقوم يتقون}(7).

حتى يعلموا أنه الحق والعدل وحتى يعتبروا:

إذا المرءُ كانت له فكرةٌ ففي كل شيءٍ له عبرةُ.

فلقد جاء في الأثر: إنَّ تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة، وفي رواية أخرى: أفضل من عبادة ألف سنة.

وجاء كذلك: لوتفكر الناس في عظم الله ما عصوا الله.

وعن ابن عباس: ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة بلا قلب.

وقال كذلك: التفكر في الخير يدعو إلى العمل به، والندم على الشر يدعو إلى تركه.

وقال رسول الله (ص): اعطوا أعينكم حظها من العبادة فقالوا:

يارسول الله وما حظها من العبادة قال:

النظر في المصحف.

والتفكر فيه.

والاعتبار عند عجائبه.

وكان لقمان يُطيل الجلوس وحده وكان يمر به مولاه فيقول:

يالقمان إنك تديم الجلوس وحدك، فلو جلست مع الناس كان آنس لك، فيقول لقمان: إن طول الوحدة أفهم للفكرة وطول الفكرة دليل على طريق الجنة.

ومن أكمل مصاديق التفكر في خلق الله والنظر في آياته، التفكر في أعظم آياته الذي خلق الكون من أجله وهو الإنسان، هذا المخلوق العجيب الذي سخر الله سبحانه وتعالى لأجله كل هذه الحياة، وجعله خليفته عليها، وأعطاه من القدرات والإمكانات، من العقل والإرادة والقلب ما عجز عن التمكن من التصرف والاستفادة منها لعظمتها وغزارتها، حتى أنه لم يستفد إلا القليل القليل منها. هذا الكائن العظيم الذي خلق الله الأشياء كلها له، وكرمه على كثير مما خلق، كما في آية التكريم: {ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً} (8) وجعل قوى الطبيعة تحت اختياره.

إنه بمقدار ما هو كريم عند الله وعزيز إذا طبق أحكامه ودساتيره كما أراد، وبمقدارما هو مدحور مذموم إذا لم يلتزم بتطبيق أحكامه، فيقول الإمام أمير المؤمنين(ع) في شأن الإنسان وخطورته:

دواؤك منك وما تذكر *** وداؤك فيك وما تشعرُ

وتزعم أنك جرم صغير *** وفيك انطوى العالم الأكبرُ

وكذلك فإنه حينما يخرج على تعاليم الله ويحكم بغير ما أنزل الله ويتجبر في الأرض، فتكون الحيوانات أفضل منه فيصفهم الله بالأنعام فيقول: {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضلُّ سبيلا}.

وإن الآيات التي ذكرها الله في القرآن تصف كيفية خلق الإنسان والنظر إليه هي:

1 - {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفةٍ فإذا هو خصيم مبين} (9).

2 - {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً أخر فتبارك الله أحسن الخالقين} (10).

3 - {ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون} (11).

4 - {ألم نخلقكم من ماءٍ مهين فجعلناه في قرار مكين، إلى قدرٍ معلوم} (12).

5 - {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاجٍ نبتيله فجعلناه سميعاً بصيراً} (13).

إلى سائر الآيات الأخرى التي تدعو إلى التفكر في خلق الإنسان وكيفية تكوينه من ماء مهين، ودوران هذا الماء في مراحل متعددة حتى يكون هذا الخلق العظيم، الذي تدور الدنيا حوله، وبوجوده تم إعمار الحياة وبناء الحضارة والمدنية، وقامت الدول والأمم وبنيت الأرض واستخرجت معادن الأرض، واستثمرت الطبيعة وقامت المدنيات في العالم.

هذه هي رؤية القرآن للإنسان السليم السوي، الذي خلقه على أحسن وجه، لقوله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}، احسن هيئة وتركيب وصورة ومن جميع الجهات. {ثم رددناه أسفل سافلين}، حينما انحرف عن خط الاستقامة، حينما انحرف عن الله في عدم تطبيق تعاليمه وقوانينه ودساتيره التي أمره باتباعها والالتزام بها.

5 - البناء الحضاري..

بناء الإنسان الحضاري. وفق منهج القرآن.

إن أول سورة نزلت على الرسول الأكرم هي سورة العلق التي تبتدىء بقوله تعالى: {إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرمُ الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}.

لنستمع الىهذه الآية التي تشير إلى التعليم بالقلم أي تدوين المعلومات والوثائق حتى تبقى وتستفيد منها الأجيال، علم بالقلم لتبقى الكتابة للحياة وتنعش بواسطتها الأمم التي تأتي فيما بعد. وأنه علم الإنسان مالم يعلم، لأنه فقير إلى الله الغني، إنه فقير إلى العلم المطلق لأن البشر لا يعلم شيئاً، وما كان له من علم ومعرفة واطلاع فيما بعد فهو منه جلت عظمته. فكل ما علمه اليوم من علوم الطبيعة والفلك والفيزياء والرياضيات والتكنولوجيا وما شابه فإنها نفحات إلهية إلى البشر، حتى يستفيد من ثروات الطبيعة وخيراتها بالشكل الأكمل والأتم، ويستفيد منها في مجال الخير والسعادة، لا في مجال الشر والشقاوة، يضع كل هذه الخدمات في سبيل الإنسان، فالقرآن يدعو إلى البناء الحضاري على أحسن وجه، كما في جملة من الآيات القرآنية والتي سنشير إلى بعضها خلال البحث.

1 - ومن أوضح الدعوات في القرآن دعوته إلى العلم وتنشيط الحركة العلمية فيقول:

{هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}.

وآيات العلم:

{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.

2 - ويدعو إلى الحكمة والتزكية..

{هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.

وقوله: {يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذّكّرُ الاَّ أولوا الألباب}.

وفي مجال تزكية النفس يقول عزوجل..

{ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها}..

{قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}.

3 - القرآن: كتاب الشريعة والقانون الشامل للحياة الإنسانية، إنه يأمر بالعدل والإحسان..

{إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون}.

والحكم بالعدل وأداء الأمانة إلى أهلها..

{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}.

4 - في الاقتصاد والمعاش للإنسان..

{هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}.

{ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلاً ما تشكرون} (14).

5 - في الطبيعة وحركة الشمس والقمر..

{والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}.

{والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم}.

6 - وهو يهدف إلى السلام والتعايش السلمي.

{ياأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}، {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}.

7 - والقرآن منهج ونظام سياسي.

فهو يأمر بالتسليم والانقياد إلى القيادة الإلهية الربانية بقوله: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}.

{فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها. والله سميعٌ عليم}.

8 - وهو كتاب بناء الإنسان عسكرياً للقتال ضد الأعداء.

{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم}.

{قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}.

9 - وهو كتاب دعوة للعمل والسعي والكدح من أجل البناء.

{ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه}.

{وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأنَّ سعيه سوف يرى}.

{وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}.

10 - كتاب الشريعة وقانون لحفظ الإنسان.

{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}، {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}.

11 - كتاب الوحدة والأخوة.

{وأنَّ هذه أمتكم أمةًواحدةً وأنا ربكم فاعبدون}.

12 - وهو كتاب البصائر للإنسان.

{هذا بصائر للناس وهدى ورحمةٌ لقوم يؤمنون}.

13 - كتاب السلوك والمنهج التربوي للإنسان.

{خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين}، {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}.

14 - كتاب العبرة للأمم.

{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب فاعتبروا ياأولي الأبصار}.

15 - يدعو إلى استقامة الإنسان والصبر على البلاء.

{فلذلك فادع واستقم كما أُمِرتَ ولا تتبع أهواءَهم وقل آمنتُ بما أنزل الله من كتابٍ وأُمرِتُ لأعدل بينكم}.

16 - يدعو إلى الصبر.

{واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجههُ ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا}.

17 - تعيين مسؤولية الإنسان ووظائفه العامة.

{إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً}.

فهذه سبعة عشر عنواناً في القرآن الكريم في مختلف مجالات الحياة، تدعو الإنسان إلى الالتزام بها كقوانين وضوابط لتنظيم شؤونه في الحياة، وهي أفضل منهج حضاري لبناء أفضل وأكمل حضارة على البسيطة، تعمر بها الدنيا ويفلح بها الإنسان، وتسير البشرية إلى مرافئ السلام والسعادة، تلك هي حضارة القرآن التي تدعو إلى الإعمار والبناء والاستثمار في الأرض على أحسن الوجوه، بخلاف الحضارات البشرية التي تسير نحو الإفراط والتفريط، وبخلاف التمدن البشري الذي يسير نحو الانزلاق والهاوية.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وفي ظلم الليالي مؤنسنا، واجعلنا من المتمسكين به، ومن التالين لآياته آناء الليل وأطراف النهار، ومن المطبقين لأحكامه في حياتنا إنك أنت السميع المجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصادر :

ـــــــــــــــــ

1 ـ سورة الإنسان: آية/1-2 .

2 ـ سورة لقمان، آية:17-19 .

3 ـ نهج البلاغة ج3 محمد عبده ص71 .

4 ـ سورة الشمس، آية: 7 – 10 .

5 ـ سورة الانفال، آية: 4 .

6 ـ سورة الأحزاب: آية/31 .

7 ـ سورة يونس: آية/6 .

8 ـ سورة الإسراء: آية/70 .

9 ـ سورة يس: آية /77 .

10 ـ سورة المؤمنون: آية/12 -14 .

11 ـ سورة الروم: آية/20 .

12 ـ سورة المرسلات: آية/20 – 22 .

13 ـ سورة الإنسان:آية/1 – 2 .

14 ـ سورة الأعراف: آية/9 .

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/01/10   ||   القرّاء : 11269





 
 

كلمات من نور :

زينوا القرآن بأصواتكم .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 الإمام المهدي الموعود والقرآن الكريم

 الإنسان بين نقاط الضعف والقوة

 استشهاد الأربعين مبلغاً

 

 كلمة المشرف العام للعام الدراسي 1429 - 1430هـ

 ملامح الاقتصاد الاسلامي في القرآن الكريم

 الدور الزينبي في نهضة الحسين (ع)

 فكرة النظم بين وجوه الإعجاز * ـ القسم الثاني ـ

 لقاء مع الحافظ والأستاذ الشيخ محمد الراضي العبدالله

 الرسول (ص) في القرآن الكريم

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15964902

  • التاريخ :

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير الصافي ( الجزء الخامس )

 رسالة الإمام الصادق عليه السلام لجماعة الشيعة

 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء الثاني)

 تفسير العياشي ( الجزء الأول )

 القرآن حكمة الحياة

 التفسير البنائي للقرآن الكريم – ج 4

 الابتلاء الالهي ـ نبي الله ايوب نموذجا

 قصص القرآن

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الرابع)

 الحفظ الموضوعي

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما المقصود بقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؟ وهل هنالك أيّ شروط

 التقية

 الإنسان وغريزة الشعور الديني

 معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)

 حديث النفس وانشغال البال

 الجواب على مقولة نسخ التلاوة

 هل المصحف المكتوب بطريقة برايل للمكفوفين تسري عليه أحكام المصحف ؟

 طرق تحصيل تقوية الإيمان، قطع التعلق بالدنيا ومعالجة الخوف

 ورد ذكر للجدار الحديدي لذي القرنين في القرآن المجيد، و قد واجه هذا الذكر اعتراضاً من المسيحيين. الرجاء تفضلوا علينا، هل يوجد هذا الجدار إلى وقتنا الحاضر؟ و إن كان كذلك فأين هو الآن؟

 عند مطالعتنا لكتب التجويد أو لدروس بعض الأساتذة في الفضائيات، نرى وجود اختلاف كبير في كيفية النطق بحرف الضاد, فما هو الرأي الأصوب في هذا المجال؟ مع الإيضاح ولكم الشكر الجزيل.

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الصفحة 604

 الصفحة 603

 الصفحة 602

 الصفحة 601

 الصفحة 600

 الصفحة 599

 الصفحة 598

 الصفحة 597

 الصفحة 596

 الصفحة 595



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24843)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12927)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9823)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9305)

 الدرس الأول (8312)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (8062)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7569)

 الدرس الأوّل (7554)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7510)

 درس رقم 1 (7405)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6694)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4935)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4159)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3928)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3655)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3480)

 الدرس الأول (3290)

 تطبيق على سورة الواقعة (3171)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3154)

 الدرس الأوّل (3088)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الليل

 الصفحة 111

 الصفحة 307

 الجزء 11 - الحزب 21 - القسم الثاني

 الصفحة 361

 سورة الكوثر

 سورة التوبة

 الصفحة 317

 سورة المرسلات

 سورة الطلاق

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (9095)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8476)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7526)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7216)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (7066)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6947)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6779)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6775)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6769)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6544)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3176)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2831)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2641)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2493)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2401)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2347)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2341)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2333)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2315)



. :  ملفات متنوعة  : .
 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 تواشيح الاستاذ أبي حيدر الدهدشتي_ مدينة القاسم(ع)

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس التاسع

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net