00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (73)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (156)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (26)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (176)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (105)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (44)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (19)
  • الاجتماع وعلم النفس (13)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : قصص الأنبياء (ع) .

              • الموضوع : أصحاب القرية .

أصحاب القرية

قصّة رسل أنطاكية

(أنطاكية) واحد من أقدم مدن الشام التي بنيت-على قول البعض-بحدود ثلاثمائة سنة قبل الميلاد. وكانت تعد من أكبر ثلاث مدن روسية في ذلك الزمان من حيث الثروة والعلم والتجارة.

تبعد (أنطاكية) مائة كيلو متر من مدينة حلب، وستين كيلو متر عن الإسكندرية.

فتحت من قبل (أبو عبيدة الجراح) في زمن الخليفة الثاني وقبل أهلها دفع الجزية والبقاء على ديانتهم.

أحتلها الفرنسيون بعد الحرب العالمية الأولى، وحينما أراد الفرنسيون ترك الشام ألحقوها بالا راضى التركية خوفا على أهالي أنطاكية من أن يمسهم سوء بعد خروجهم لأنهم نصارى مثلهم.

(أنطاكية) تعتبر بالنسبة للنصارى كالمدينة المنورة بالنسبة للمسلمين، المدينة الثانية في الأهمية بعد بيت المقدس، التي ابتدأ المسيح عليه السلام منها دعوته، ثم هاجر بعد من آمن بالمسيح عليه السلام - بولس وبرنابا- إلى أنطاكيا ودعو الناس هناك إلي المسيحية، وبذا انتشرت المسيحية هناك.

أولا: يقول القرآن الكريم في بيان قصة هؤلاء القوم: ﴿وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ﴾ وبعد ذلك العرض الإجمالي العام، ينتقل القرآن إلي تفصيل الأحداث التي جرت فيقول: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ﴾

أما من هؤلاء الرسل ؟ هناك أخذ ورد بين المفسرين، بعضهم قال: إن أسماء الاثنين (شمعون) و(يوحنا) والثالث (بولس) وبعضهم ذكر أسماء أخرى لهم.

وكذلك هناك أخذ ورد أنهم رسل الله تعالى، أم أنهم رسل المسيح (عليه السلام) ولا منافاة مع قوله تعالى: ﴿إِذْ أَرْسَلْنَا﴾ اذ أن رسل المسيح أرسله الله تعالى أيضا، مع أن ظاهر القرآن ينسجم معه التفصيل الأول وان كان لا فرق بالنسبة إلي النتيجة التي يريد أن يخلص إليها القرآن الكريم.

الآن ننظر ماذا كان رد فعل هؤلاء القوم الضالين قبال دعوة الرسل، القرآن الكريم يقول: أنهم تعللوا بنفس الأعذار الواهية التي يتعذر بها الكثيرين من الكفار دائما في مواجهة الأنبياء ﴿قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ﴾.

فإذا كان مقررا إن يأتي رسول من قبل الله تعالى، فيجب أن يكون ملكا مقربا وليس إنسانا مثلنا. هذه هي الذريعة التي تذرعوا بها لتكذيب الرسل وإنكار نزول التشريعات الإلهية، والمحتمل أنهم يعرفون أن جميع الأنبياء على مدى الزمن كانوا من نسل آدم، من جملتهم إبراهيم الخليل عليه السلام، الذي عرف برسالته، ومن المسلم انه كان إنسانا، وناهيك أن منه هل يمكن لغير الإنسان إن يدرك حاجات الإنسان ومشاكله وآلامه ؟

على كل حال فأن هؤلاء الأنبياء لم ييأسوا جراء مخالفة هؤلاء القوم الضالين ولم يضعفوا، وفي جوابهم ﴿قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ﴾ ومسؤوليتنا إبلاغ الرسالة الإلهية بشكل واضح وبين فحسب.

﴿وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾:

من المسلم به أنهم لم يكتفوا بمجرد الادعاء، أو القسم بأنهم من قبل الله، بل إن مما يستفاد من التعبير (البلاغ المبين) إجمالا إنهم اظهروا دلائل و معاجز تشير إلي صدق ادعائهم وإلا فلا مصداقية (للبلاغ المبين) اذ إن البلاغ المبين يجب أن يكون بطريقة تجعل من اليسر للجميع أن يدركوا مراده، وذلك لا يمكن تحققه إلا من خلال الدلائل والمعجزات الواضحة.

وقد ورد في بعض الروايات أن هؤلاء الرسل كانت لهم القدرة على شفاء بعض المرضى المستعصي علاجهم - بإذن الله- كما كان لعيسى عليه السلام.

لنرجمنكم:

إن الوثنيين لم يسلموا أمام ذالك المنطق الواضح وتلك المعجزات, بل أنهم زادوا في عنفهم للمواجهة, وانتقلوا من مرحلة التكذيب إلي مرحلة التهديد والتعامل الشديد ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ﴾.

ويحتمل حدوث بعض الوقائع السلبية لهؤلاء القوم، أو كالإنذارات الإلهية لهم، وكما نقل بعض المفسرين فقد توقف نزول المطر عليهم مدة، ولكنهم لم يعتبروا من ذلك، بل أنهم اعتبروا تلك الحوادث مرتبطة ببعثة هؤلاء الرسل. ولم يكتفوا بذلك ؟, بل أنهم أظهروا سوء نواياهم من خلال التهديد الصريح والعلني وقالوا: ﴿لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

وهنا رد الرسل بمنطقهم العالي على هذيان هؤلاء: ﴿قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم﴾.

فإذا أصابكم سوء الحظ وحوادث الشؤم، ورحلت بركات الله عنكم، فان سبب ذلك في أعماق أرواحكم، وفي أفكاركم المنحطة وأعمالكم القبيحة المشئومة وليس في دعواتنا، فها أنتم ملأتم دنياكم بعبادة الأصنام وأتباع الهوى والشهوات، وقطعكم عنكم بركات الله سبحانه وتعالى.

وفي الختام قال الرسل لهؤلاء ﴿بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ﴾.

فان مشكلتكم هي الإسراف والتجاوز، فإذا أنكرتم التوحيد وأشركتم فسبب ذلك هو الإسراف وتجاوز الحق، فإذا أصاب مجتمعكم المصير المشئوم فسبب ذلك الإسراف في المعاصي والتلوث بالشهوات، وأخيرا ففي قبال الرغبة في العمل الصالح تهددون الهادفين إلي الخير بالموت، وهذا أيضا بسبب التجاوز والإسراف.

المجاهدون الذين حملوا أرواحهم على الأكف!!

يشير القرآن إلي جانب آخر من جهاد الرسل الذي وردت الإشارة إليه في هذه القصة. والإشارة تتعلق بالدفاع المدروس للمؤمنين القلائل وبشجاعتهم في قبال الأكثرية الكافرة المشركة.. وكيف وقفوا حتى الرمق الأخير متصدين للدفاع عن الرسل.

﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ﴾

هذا الرجل الذي يذكر أغلب المفسدين أن اسمه (حبيب النجار) هو من الأشخاص الذين قيض لهم الاستماع إلي هؤلاء الرسل والأيمان وأدركوا بحقانية دعوتهم ودقة تعليماتهم وكان مؤمنا ثابت القدم في إيمانه، وحينما بلغه بأن مركز المدينة مضطرب ويحتمل أن يقوم الناس بقتل هؤلاء الأنبياء أسرع وأوصل نفسه إلى مركز المدينة ودافع عن الحق بما استطاع بل انه لم يدخر وسعا في ذلك.

التعبير بـ(رجل) بصورة النكرة يحتمل انه إشارة إلي انه كان فردا عاديا، ليس له قدرة أو إمكانية متميزة في مجتمع، وسلك طريقه فردا وحيدا. وكيف أنه نفس الوقت دخل المعركة بين الكفر والأيمان مدافعا عن الحق.

التعبير بـ(أقصى المدينة) يدلل على أن دعوة هؤلاء الأنبياء وصلت إلي النقاط البعيدة من المدينة، وأثرت على القلوب المهيأة الأيمان، ناهيك عن أن أطراف المدن عادة تكون مراكز للمستضعفين المستعدين أكثر من غيرهم لقبول الحق والتصديق به، على عكس ساكني مراكز المدن الذين يعيشون حياة مرهفة تجعل من الصعب قبولهم لدعوة الحق.

والآن لننظر إلى هذا الرجل المجاهد، بأي منطق وبأي دليل خاطب أهل المدينة ؟

فقد أشار أولا إلى هذه القضية ﴿ اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا ﴾ فتلك القضية بحد ذاتها الدليل الأول على صدق هؤلاء الرسل، فهم لا يكسبون من دعوتهم تلك أية منفعة مادية شخصية، ولا يريدون منكم مالا ولا جاها ولا مقاما وحتى أنهم لا يريدون منكم أن تشكرونهم. والخلاصة: لا يريدون منكم أجرا ولا شيء آخر. ثم يضيف: إن هؤلاء الرسل كما يظهر من محتوى دعوتهم وكلامهم إنهم أشخاص مهتدون ﴿ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴾.

ثم ينتقل إلي ذكر دليل آخر على التوحيد الذي يعتبر عماد دعوة هؤلاء فيقول: ﴿ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي ﴾، فان من هو أهل لأن يعبد هو الخالق والمالك والوهاب وليس الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، الفطرة السليمة تقول: يجب أن تعبدوا الخالق لا تلك المخلوقات التافهة.

وبعد ذلك ينبه إلى إن المرجع والمآل إلي الله سبحانه فيقول ﴿ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ ﴾

ثم يقول ذلك المؤمن المجاهد بالتأكيد والتوضيح أكثر: إني حين أعبد هذه الأصنام وأجعلها شريكا الله فاني سأكون في ضلال بعيد ﴿ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ فأي ضلال أوضح من أن يجعل الإنسان العاقل تلك الموجودات الجامدة جنبا إلي جنب خالق السماوات والأرض!!

وعندما انتهى هذا المؤمن المجاهد المبارز من استعراض تلك الاستدلالات والتبليغات المؤثرة أعلن لجميع الحاضرين ﴿ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴾.

موقف الناس من المؤمن المضحي:

لكن لننظر ماذا كان رد فعل هؤلاء القوم إزاء المؤمن الطاهر ؟

القرآن لا يصرح بشيء حول ذلك، ولكن يستفاد من طريقة الآيات التالية بأنهم ثاروا عليه وقتلوه.

نعم فان حديثه المثير والباعث على الحماس والمليء بالاستدلالات القوية الدامغة، والملفتات الخاصة والنافذة إلي القلب، ليس لم يكن لها الأثر الايجابي في تلك القلوب السوداء المليئة بالمكر والغرور فحسب، بل إنها على العكس أثارت فيها الحقد والبغضاء وسعرت فيها نار العداوة، بحيث أنهم نهضوا إلي ذلك الرجل الشجاع وقتلوه بمنتهى القسوة والغلظة. وقيل أنهم رموه بالحجارة، وهو يقول: اللهم أهد قومي، حتى قتلوه.

وفي رواية أخرى أنهم وطئوه بأرجلهم حتى مات.

ولقد أوضح القرآن الكريم الحقيقة بعبارة جميلة مختصرة هي ﴿ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ﴾ وهذا التعبير ورد في خصوص شهداء طريق الحق في آيات أخرى من القرآن الكريم ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾.

والجدير بالذكر والملاحظة أن هذا التعبير يدلل على أن دخوله الجنة كان مقترنا باستشهاده شهادة هذا الرجل المؤمن، بحيث أن الفاصلة بين الاثنين قليلة إلي درجة أن القرآن المجيد بتعبيره اللطيف ذكر دوله بدلا عن شهادته، فما أقرب طريق الشهداء إلي السعادة الدائمة!!

على كل حال فان روح ذلك المؤمن الطاهر، عرجت إلي السماء إلي جوار رحمة الله وفي نعيم الجنان، وهناك لم تكن له سوى أمنية واحدة ﴿قال يا ليت قومي يعلمون﴾.

يا ليت قومي يعلمون بأي شيء ﴿بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾.

وفي حديث عن الرسول (ص) فيما يخص هذا المؤمن ﴿انه نصح لهم في حياته وبعد موته﴾.

وعلى كل حال فقد كان هذا مآل هذا الرجل المؤمن المجاهد الصادق الذي أدى رسالته ولم يقصر في حماية الرسل الإلهيين, وأرتشف في النهاية كأس الشهادة، وقفل راجعا إلي جوار رحمة ربه الكريم.

نهاية عمل أنبياء ثلاثة:

مع أن القرآن الكريم لم يورد شيئا في ما انتهى إليه عمل هؤلاء الثلاثة من الرسل الين بعثوا إلي هؤلاء القوم, لكن جمعا من المفسرين ذكروا أن هؤلاء قتلوا الرسل أيضا إضافة إلي قتلهم ذلك الرجل المؤمن, وفي حال أن البعض الآخر يصرح بان هذا الرجل الصالح شاغل هؤلاء القوم بحديثه وبشهادته لكي يتسنى لهؤلاء الرسل التخلص ممل حيك ضدهم من المؤامرات والانتقال إلي مكان أكثر أمنا.

عاقبة القوم الظالمين:

رأينا كيف أصر أهالي مدينة أنطاكية على مخالفة الإلهيين والآن لننظر ماذا كانت نتيجة عملهم ؟

القرآن الكريم يقول في هذا الخصوص: ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴾

فلسنا بحاجة إلي تلك الأمور وأساسا فأنه ليس من سنتنا لأهلاك قوم ظالمين أن نستخدم جنود من السماء لان إشارة واحدة كانت كافية للقضاء عليهم جميعا وإرسالهم إلي ديار العدم والفناء، إشارة واحدة كانت كافية لتبديل عوامل حياتهم ومعيشتهم إلي عوامل موت وفناء وفي لحظة خاطفة تقلب حياتهم عاليها سافلها.

ثم يضيف تعالى ﴿ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴾...

هل أن تلك الصيحة كانت صدى صاعقة نزلت من الغيوم على الأرض وهزت كل شيء ودمرت كل عمران موجود وجعلت القوم من شدة الخوف والوحشة يستسلمون للموت ؟ أو إنها كانت صيحة ناتجة عن زلزلة خرجت من قلب الأرض فضجت في الفضاء بحيث أن موج انفجارها اهلك الجميع.

أيا كانت فإنها لم تكن سوى صيحة لم تتجاوز اللحظة الخاطفة في وقوعها، صيحة أسكتت جميع الصيحات، هزة أوقفت كل شيء عن التحرك وهكذا قدرة الله سبحانه وتعالى، وهكذا هو مصير قوم ضالين لا ينفع فيهم.

قصة رسل أنطاكية في تفسير مجمع البيان:

(الطبرسي) - أعلى الله مقامه - في تفسير مجمع البيان يقول: قالوا بعث عيسى رسولين من الحواريين إلى مدينة أنطاكية، فلما قربا من المدينة رأيا شيخا يرعى غنيمات له وهو (حبيب) صاحب (يس) فسلما عليه.

فقال الشيخ لهما: من أنتما ؟

قالا: رسولا عيسى, ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن.

فقال: أمعكما آية ؟

قالا: نعم، نحن نشفي المريض ونبرى الأكمه والأبرص بإذن اله.

فقال الشيخ: إن عندي ابنا مريضا صاحب فراش منذ سنين.

قالا: فانطلق بنا إلي منزلك نتطلع حاله, فذهب بهما فمسحا أنبه فقام في الوقت بإذن الله صحيحا، ففشا الخبر في المدينة وشفى الله على يديهما كثيرا من المرضى.

وكان لهم ملك يعبد الأصنام فانتهى الخبر إليه، فدعاهما فقال لهما: من أنتما ؟

قالا: رسولا عيسى, جئنا ندعوك من عبادة مالا يسمع ولا يبصر إلي عبادة من يسمع ويبصر.

فقال الملك: ولنا اله سوى آلهتنا ؟

قالا: نعم, من أوجدك وآلهتك.

قال: قوما حتى أنظر في أمركما، فأخذهما الناس في السوق وضربوهما.

وروي إن عيسى عليه السلام بعث هذين الرسولين إلى أنطاكية فأتيا ولم يصلا إلي ملكها وطالت مدة مقامهما فخرج الملك ذات يوم فكبرا وذكرا الله فغضب الملك وأمر بحبسهما، وجلد كل واحد منهما مائة جلدة, فلما كذب الرسولان وضربا، بعث عيسى (شمعون صفا) رأس الحواريين على أثرهما لينصرهما, فدخل شمعون البلدة متنكرا فجعل يعاشر حاشية الملك حتى أنسوا به فرفعوا خبره إلي الملك فدعاه ورضي عشرته وأنس به وأكرمه، ثم قال له ذات يوم: أيهما ملك بلغني أنك حبست رجلين في السجن وضربتهما حين دعواك إلي غير دينك فهل سمعت قولهما. قال الملك حال الغضب بيني وبين ذلك. قال: فان رأى الملك دعاهما حتى نتطلع ما عندهما فدعاهما الملك.

فقال: لهما شمعون: من أرسلكما إلي هاهنا.

قالا: الله الذي خلق كل شيء لا شريك له.

قال: وما آيتكما.

قالا: ما تتمناه.

فأمر الملك أن يأتوا بغلام مطموس العينين وموضع عينه كالجبهة.فما زال يدعوان حتى انشق موضع البصر بندقتين من الطين فوضعاها في حدقتيه فصارا مقلتين يبصر بهما, فتعجب الملك.

فقال شمعون للملك: أرأيت لو سألت إلهك حتى يصنع صنيعا مثل هذا فيكون لك ولإلهك شرفا ؟

فقال الملك: ليس لي عنك سر، إن إلهنا الذي نعبده لا يضر ولا ينفع.

ثم قال الملك للرسولين: إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به وبكما.

قالا: إلهنا قادر على كل شيء.

فقال الملك: إن هاهنا ميتا مات من سبعة أيام لم ندفنه حتى يرجع أبوه-وكان غائبا- فجاءوا بالميت وقد تغير وأروح، فجعلا يدعوان ربهما علانية, وجعل شمعون يدعو ربه سرا, فقام الميت وقال لهم: إني قد من منذ سبعة أيام وأدخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذركم مما أنتم فيه, فآمنوا بالله فتعجب الملك.

فلما علم شمعون إن قوله أثر في الملك, دعاه إلي الله فآمن وآمن من أهل مملكته قوم وكفر آخرون.

ونقل (العياشي) في تفسيره مثل هذه الرواية عن الأمام الباقر والصادق عليهما السلام مع بعض التفاوت... ولكن بمطالعة الآيات السابقة، يبدو من المستبعد أن أهل تلك المدينة كانوا قد آمنوا، لان القرآن الكريم يقول ﴿إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾. ويمكن أن يكون هناك أشباه في الرواية من جهة الراوي.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2009/10/20   ||   القرّاء : 5233





 
 

كلمات من نور :

خيركم من تعلم القرآن وعلمه .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 السيرة القرآنية للإمام الرضا (عليه السلام)

 الأخوة في القرآن الكريم *

 مـلامـح الإبـداع في التجربة التفسيرية للشهيد الصدر (قدّس سرّه)

 قراءة في استعمال الإمام الخميني للظهور في الآيات الشريفات

 التفسير عند السيد الخوئي

 توجيهات لخدام القرآن الكريم لاستقبال شهر رمضان المبارك 1446هـ

 قصص القرآن حقائقُ وقعتْ في تاريخ الأُمم

 التزاور في الإسلام آدابه وآثاره وأهدافه

 حقيقة التفسير وتمييزه عن سائر شؤون القرآن الكريم

 أثر الأسباب المادية والغـيـبـيـة في حياة البشر

ملفات متنوعة :



 التسليم القلبي لأمر الله سورة النساء:64

 برنامج الرادود 1

 طلاب الدار يحققون إنجازاً قرآنياً نوعياً جديداً

 مدخل الى منهجية القرآن المعرفية ( القسم الأول )

 إقامة مسابقة حفظ السور القصار للبراعم

 المسابقة الثانية للحفظ الخاصة بالقسم التمهيدي

 الهرمنيوطيقا ومعضلة فهم النص *

 87 ـ في تفسير سورة الأعلى

 فضائل سورة يس

 تقرير جلسة المراجعة والمباحثة وزيارة سماحة الشيخ محمد اللويم

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2223

  • التصفحات : 17362845

  • التاريخ :

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 موسوعة التسبيح في مدرسة الثقلين - الجزء الثالث

 موسوعة التسبيح في مدرسة الثقلين - الجزء الثاني

 موسوعة التسبيح في مدرسة الثقلين - الجزء الأول

 معالم السجود في الإسلام

 معالم التسبيح في الإسلام

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير فرات الكوفي

 تفسير النور - الجزء العاشر

 القرآن حكمة الحياة

 تفسير كنز الدقائق ( الجزء الثاني )

 تفسير البسملة

 سلامة القرآن من التحريف

 الحفظ الموضوعي

 فهم القرآن - دراسة على ضوء المدرسة العرفانية _ الجزء الأول

 تفسير كنز الدقائق ( الجزء الأول )

 التدبّر الموضوعّي في القرآن

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 معنى قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله لك)

 تحريف القرآن الكريم

 ما هي الأسباب الكامنة وراء استخدام هكذا أساليب لمواجهة للدين الإسلامي؟ وما هي الاتهامات التي ذكرها القرآن الكريم؟

 ما هي فلسفة الإختبار الإلهي؟

 هل يتأثر النبي (صلى الله عليه وآله) بالسحر

 ما هي أهمّية الصلاة وما هي آثارها على الفرد والمجتمع؟

 شبهة "الآكل والمأكول" حول المعاد الجسماني

 معنى قوله تعالى (واستغفر لذنبك)

 ما الفائدة من القلقلة؟

 لماذا تحديد (المخارج غير الصحيحة) وعدم إدراجها تحت (اللّهجات العاميّة)؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الصفحة 604

 الصفحة 603

 الصفحة 602

 الصفحة 601

 الصفحة 600

 الصفحة 599

 الصفحة 598

 الصفحة 597

 الصفحة 596

 الصفحة 595



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (25368)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (13391)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (10289)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9747)

 الدرس الأول (8743)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (8434)

 الدرس الأوّل (8052)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7968)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7887)

 درس رقم 1 (7802)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6914)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (5153)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4355)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (4133)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3852)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3680)

 الدرس الأول (3499)

 تطبيق على سورة الواقعة (3366)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3357)

 الدرس الأوّل (3294)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الصفحة 257

 المسد

 يا سائلي أين حل الجود والكرم - ميلاد الإمام السجاد عليه السلام

 النجم 31- 32 ـ ميثم التمار

 سورة الانعام

 46- سورة الاحقاف

 التحريم ـ 8 ـ ميثم التمار

 سورة الكوثر

 سورة سبأ

 طلعت بك العليا بنجم اسعد - الإمام حسن العسكري (ع)

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (9482)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8833)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7941)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7593)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (7432)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (7406)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (7150)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (7138)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (7114)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6937)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3367)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (3042)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2831)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2719)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2600)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2560)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2556)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2546)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2526)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2511)



. :  ملفات متنوعة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس التاسع

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي

 تواشيح الاستاذ أبي حيدر الدهدشتي_ مدينة القاسم(ع)

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net