00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .

              • الموضوع : التوبة ‌و‌‌قـضایاها‌ علی ضوء الآیات القرآنیة والاحادیث والتفاسیر .

التوبة ‌و‌‌قـضایاها‌ علی ضوء الآیات القرآنیة والاحادیث والتفاسیر

 الدكتورة منصوره زركوب

التوبة لغة‌ واصطلاحا

یتبین لنا بعد مـراجعه المـعاجم فـي معنی التوبة ان بعض اصحابها قد اتخذوها بمعنی‌ الرجوع من المعصیة او الذنب مجردة عن حرف جـر ثم تخلصوا الی ذكر‌ معناها فی العبد وربه‌ وبعضهم الآخر لم یتكلم عنها الا بعد اقـترآنها بحرفي إلی وعلی.

اصحاب لسان العـرب والصـحاح والمعجم الوسیط من الفئة الاولی وصاحبا المنجد وتاج العروس من الفئة الثانیة.

فیما‌ یلي ما ورد في المعاجم من معاني التوبة

 1ــ التوبة الرجوع من الذنب وفي الحدیث: الندم توبة...تاب الی الله یتوب،توباو توبة ومتابا: اناب ورجع عن المعصیة الی الطـاعة...و تاب الله علیه:  وقفة‌ لها(اي‌ التوبه) [ابن‌ المنظور.لسان العرب]

 2ــ التوبة: الرجوع من الذنب....تاب الی الله توبة ومتابا وقد تاب الله علیه: وفقه [الجوهري.الصحاح]

 3ــ تاب-توبا وتوبة ومتابا وتابة(رجع عن المعصیة فهو تائب وتواب تاب الله علی‌ عبده: وفقة‌ للتوبة فالله تواب والعبد تائب وفی التنزیل: إنه كان توابا [مـعجم‌ الوسیط]

 4ــ تـاب یـتوب توبا وتوبة وتابة ومتابا والی الله: رجع عن معصیة الله ندم وفهو‌ تائب‌ وتاب الله علیه:  غفر ورجع علیه بفضله فالله تواب [لویـس معلوف.المنجمد]

5ــ التوب ترك الذنب علی أجمل الوجوه وهو الاعتذار فإن الاعتذار علی ثلاثة أوجه: إما أن یـقول المـعتذر ولم‌ أفعل،او‌ یقول‌ فعلت لا جل كذا أو فعلت‌ واسأت‌ وقد أقلعت ولا أرجع لذلك وهذا الاخیر هو التوبة. [الراغب الاصفهاني.مفردات الفاظ القرآن67]

لاحظنا ان للتوبة مصداقا في الله تعالی ایضا‌ فلا‌ یكون‌ قد اصاب الذین اتخذوها بمعنی الرجوع مـن الذنـب‌ والمعصیة علی الوجة العام ومع انهم ذكروا معناها الخاص فی الله وعباده.

فالتوبة لغة بمعنی الرجوع فاذا‌ وقعت‌ من‌ الله تعالی فرجع علی عبده بفضله ورحمته واذا‌ وقعت من العبد فرجع الی ربه عـن ذنـبه ومعصیته.

أمـا التوبة اصطلاحا فیعبر عنها أصـحاب كـتب التـفسیر‌ وغیرهم‌ من الباحثین بتعابیر تكاد تتشابه.منها:

1ــ فالتوبة بمعنی الرجوع الی الله والانخلاع‌ عن‌ الواث البعد والشقاء یتوقف علیها الاستقرار في دار الكرامة بالایمان والتنعم بأقسام نعم الطـاعات‌ والقـربات‌ وبـعبارة اخری یتوقف القرب من الله ودار الكرامة علی التوبة‌ مـن‌ الشـرك‌ ومن كل معصیة: [العلامة الطـباطبائی.المیزان، 452/4].

2ــ  اصل التوبة الرجوع وحقیقتها الندم علی القبیح مع العزم‌ علی‌ ان‌ لا یعود الی مثله  [المـراد بـالمثل السابق أعم أن یـكون‌ مثلا في الصورة أو فـي المـترلة، فالشیخ‌ الهم‌ الذي‌ سبق‌ منه‌ الزنا وقطع‌ الطریق‌ ولم یقدر الساعة علی فعلها،اذا أراد التوبة عنهما،ینبغی أن یـتوب عـما یماثلها مترلة ودرجة،كالقذف‌ والسرقة‌ وأمثالهما،اذا مـعنی للتـوبة عما یـماثلهما صـورة-‌ أعـنی‌ نفس‌ الزنا‌ وقطع‌ الطـریق-مع عدم قدرته علیهما ولو لم یمكن التوبة عما یماثل الشي‌ء فی المترله والدرجه توبه عن الشی‌ء لزم أن یـكون بـاب التوبة مسدودا بانسبة الی‌ مثل الشـیخ الهـم وكـل مـن صـدر منه معصیه والآن لا یـقدر عـلیها وهو باطل لا نفتاح باب التوبة الی الموت(منقول من الكتاب: محمد مهدي نراقي.جامع السعادات.ج 45/3] فی القبح وقیل یـكفی فـی حـدها الندم علی القبیح‌ والعزم علی ان لا یعود الی مثله‌ [العلامة‌ الطبرسي.مجمع‌ البیان،ج 53/3]

3ــ  ضد الاصرار (التوبة) وهي الرجـوع من الذنب‌ القولي‌ والفعلي والفكري وبعبارة أخری هي تنزیه القلب عن الذنب والرجوع من‌ العبد‌ الی القرب وبعبارة أخـری تـرك المـعاصي في الحال والعزم علی تركها‌ في‌ الاستقبال‌ وتدارك ما سبق مـن التـقصیر...و یمكن ان یقال: ان التوبة هی الرجوع من الذنب وهو‌ من ثمرات الخوف والحب فان المقتضی الحب أن یـمتثل مـراد المـحبوب‌ ولا‌ یعصی في شيء مما یریده ویطلب من المحب فتكون من فضائل القـوتین أیضا [محمد مـهدی النـراقی.جامع السـعادات، 15/3]

فـالتوبة‌ حـقیقة‌ ترجع‌ الانسان الی سعادتة في الاخرة وهي تزیل السیئات النفسانیة التي تجر‌ الی‌ الانسان كـل شـقاء فـي حیاتة الاولی والاخری.كما قال الله تعالی ﴿وتوبوا الی الله جمیعا‌ ایها‌ المؤمنون لعلكم تفلحون﴾‌ [النور،13]

أنواع التوبة:

لا حظنا ان فعل تاب یتعدی ب الی وعـلی. فعلی هذا تنقسم التوبة الی:

الف-توبة الله‌ علی‌ العبد.

ب-توبة العبد الی الله

التوبة من الله‌ سبحانه‌ هـي الرجـوع الی عـبده بالعنایة والتوفیق اولا ثم بالعفو والمغفرة‌ ثانیا‌ والتوبة من العبد رجوع‌ العبد‌ الرجوع الی‌ ربـه‌ بـالندامة‌ والاستغفار ولا یتوب الله‌ علی‌ من لا یتوب الیه. وقد ذكر القران الكریم كلا المـعنیین فـي آیـات‌ متعددة.منها‌ قوله تعالی: لقد تاب الله علی النبي‌ والمهاجرین والانصار‌ الذین‌ اتبعوه فی ساعة العسرة....ثم تاب‌ عـلیهم‌ لیـتوبوا الیه ایضا فیها یستقبل ان فرطت منهم خطیئة.

و منها قوله‌ تعالی: ﴿و‌ الله یرید ان یـتوب عـلیكم ویـرید‌ الذین‌ یتبعون الشهوات أن‌ تمیلوا‌ میلا عظیما﴾ [النساء،72] اي ویقبل توبتكم‌ ویقال یریدان یوفقكم لها ویقوی دوا علیكم الیها والحـث عـلیها وتـیسیر‌ السبیل‌ الیها وقیل یرید ان یوفقكم‌ لها‌ ویقوی‌ دوا‌ عیكم‌ الیها.[ العلامة الطبرسی.مجمع البیان، 75/3]

فمن ذالك یظهر‌ ان التائب اذا اراد ان یـتوب الی الله وقـد تاب الله علیه قبل توبته‌ بالرحمة‌ والتوفیق-لان العبد لا یستغني عن‌ ربه‌ في‌ اي‌ حال،فرجوعه‌ عن المعصیة یـحتاج‌ الی توفیقه تعالی واعانته ورحمته حتی یتحقق منه التوبة-بعد هذه التوبة من الله تـاب التـائب‌ الی‌ الله‌ وتمس الحاجة الی قبوله وعنایته.ان‌ العـلامة‌ الطـباطبائي‌ قـد‌ عبر‌ عن‌ هذه التوبات تعبیرا جمیلا فـصیحا اذ یـقول: توبة العبد محفوفة بتوبتین من الرب تعالی وانه یرجع الیه بالتوفیق وافاضة الهدایة وهو التـوبة الاولی مـنه فیهتدي‌ العبد الی الاستغفار وهو تـوبته فـیرجع تعالی الیـه لقـبول تـوبتة وغفران ذنبه وهی التوبتة الثانیة مـنه تعالی. [العلامة الطباطبائی. المیزان، 104/9]

وهـو یقول ایضا: هذا الرجوعان من الله سبحانه هما التوبتان‌ الحاقتان‌ لتوبة العبد ورجوعه. قال تـعالی ﴿ثـمّ تاب علیهم لیتوبوا﴾... (توبه /118) وهذه هـي التوبة الاولی وقال تعالی ﴿اولئك اتـوب عـلیهم...﴾بقرة /061 وهذه هي التوبة الثانیة بـین التـوبتین منه‌ تعالی‌ توبة العبد كما سمعت‌.[ العلامة الطباطبائي.المیزان، 832/4]

فالله تعالی یرجع الی عبده مرتین مرة بالتوفیق والقـوه یـتمكن العبد من التوبة وهذا الرجـوع قـبل تـوبة‌ العبد‌ ومرة ثـانیة بـالرحمة والحنان‌ والعفو والمغفرة وهـذا بـعد توبة العبد ولو تعددت من حیث قیاسها الی توبة العبد وربما كان مع عدم توبة‌ مـن‌ العـبد كما ان قبول‌ الشفاعة‌ فی حق العـبد المـذنب-و ان لم یتب الی الله مـن قـبل-یوم القـیامة من مصادیق التوبة.[ العلامة الطباطبائي.المیزان، 4/452].

مما ورد فـی تفسیر الآیة 71 من سورة النساء والایة 72 من سورة التوبة‌ یتبین‌ ان التوبة فی القرآن تعم تـوبة العـبد من الشرك والكفر بالایمان وتوبته مـن المـعصیة الی الطـاعة بـعد الایـمان. فان القرآن یـسمی الامـرین توبة.قال تعالی الذین یحملون العرش ومن‌ حوله یسبحون‌ بحمد ربهم یؤمنون به ویستغفرون للذین آمنوا ربـنا وسـعت كـل شی‌ء رحمة وعلما فاغفر للذین‌ تابوا واتـبعوا سـبیلك وقـهم عـذاب الجـحیم.[ العلامة الطباطبائي.المیزان، 4/452] يرید: للذین آمـنوا بقرینة اول الكلام‌ فسمی‌ الایمان‌ توبة.یبین العلامة الطباطبائي دلیل هذه العمومیة قائلا: «الدلیل علی ان المراد هي التوبة اعم من ان تكون من ‌‌الشرك‌ او المعصیة التعمیم الموجود فی الآیة التالیه: ﴿و لیـست التوبة للذین یعملون‌ السیئات حتی اذا‌ حضر‌ احدهم‌ الموت...و لا الذین یموتون وهم كفار...﴾» النساء [18] فانها تتعرض لحال المؤمن والكافر معا وعلی هذا فالمراد بقوله یعملون السیئات ما یعم حال المؤمن والكفر معا‌ فالكفار كـالمؤمن الفـاسق ممن‌ یعمل‌ السوء بجهاله اما لان الكفر من عمل القلب والعمل اعم من عمل القلب والجوارج ولان الكفر لا یخلو من اعمال سیئة من الجوارح. فالمراد من الذین یعملون السوء‌ بجهالة الكـافر والفـاسق اذا لم یكونا معاندین فی الكفر والمعصیة.

صاحب الكشاف فی تفسیر الآیه 72 من سورة التوبه یؤید هذه العمومیة لمعنی التوبة اذ یقول: ثم یتوب الله من بعد‌ ذلك‌ عـلی مـن یشاء «ای یسلم بعد ذلك ناس مـنهم...» فـالمراد ان هؤلاء الناس یسلمون بعد ان یتوب اله علیهم.و التوبه اعم من ان تكون من الشرك أو المعصیة.فان نشر الرحمة من‌ الله‌ سبحانه علی عبده لمغفرة ذنوبه وازالة ظلمة المـعاصي عـن قلبه-سواء فی الشرك ومـا دونـه-توبة منه تعالی بعبده وان رجوع العبد الی عبده لمغفرة ذنوبه وازالة‌ معاصیه-سواء‌ فی الشرك ومادونه-توبة منه الی ربه.

هل یجب قبول التوبه علی الله‌ام لا؟

من الحرفین «علی». و «لام» التالیة

﴿انما التوبة علی الله للذین یعملون السوء بجهاله...﴾ [النساء 17]

یتبادر الی الذهن ان‌ قبول‌ التـوبة‌ یـجب علی الله لأن «علی‌« استعملت للوجوب‌ كما‌ یقال: علیك أن تدرس.صاحب الكشاف یقول بهذا الوجوب ویعتبر قبول التوبة واجبا علی الله قائلا: «یعنی انما القبول والغفران واجب علی‌ الله‌ تعالی و‌ لكن فی هامش هذا الكتاب قد أجیب عـن‌ رأي الزمخشري هـذا بكلام جاء فیما یلي بالضبط:

«قال احمد وقدم تقدم فی مواضع أن اطلاق مثل هذا من‌ قول‌ القائل: یجب‌ عـلی الله كذا ومما نعوذ بالله منه-تعالی عن الالزام‌ والایجاب رب الارباب-و قاعدة اهـل السـنة أن الله مـهما تفضل فهو لا عن استحقاق سابق لانهم یقولوون: ان‌ الافعال‌ التي‌ یتوهم القدریة ان العبد یستحق بها علی الله شیئا وكـلها‌ ‌ ‌خـلق‌ الله فهو الذي خلق لعبده الطاعة اثابه علیها وخلق له التوبة بقدرته وحوله لیستوجب‌ علی‌ ربـه‌ المـغفرة بـمقتضی حكمته التي توجب علیه-علی زعمهم- المجازاة علی الاعمال ایجابا عقلیا‌ فلذلك‌ یطلقول‌ بلسان الجرأة هـذا الاطلاق.ما ابشع ما اكد الزمخشري هذا المعتقد الفاسد بقوله: یجب علی الله قبول‌ التوبة.كما‌ یجب‌ علی العـبد بعض الطاعات فنظر المـعبود بـالعبد وقاس الخالق علی الخلق...فانا نقول معاشر‌ أهل‌ السنة قد وعدنا الله قبول التوبة المستجمعة لشرائط الصحة ووقوع هذا الموعود‌ واجب‌ ضرورة‌ صدق الخبر... » [الامام الزمخشری.الكشاف، 884/1 هامش الكتاب]

صاحب المیزان قائل بهذا الوجوب ایضا لكنه یؤوله بـان الله وعد‌ عباده‌ بان یقبل توبتهم وهو لا یخلف المیعاد.ان العلامة وضح هذا الامر احسن‌ توضیح‌ قائلا: «فیجب‌ علیه تعالی قبول التوبة لعباده لكن لا علی أن لغیره أن یوجب علیه شیئا ویكلفه‌ بتكلیف وسواء سمی ذلك الغـیر بـالعقل او نفس الامر او الواقع‌ او‌ الحق‌ شیئا آخر تعالی عن ذلك وتقدس بل علی أنه تعالی وعد عباده أن یقبل‌ توبة‌ التائب‌ منهم وهو لا یخلف المیعاد فهذا معنی وجوب التوبة علی الله‌ فیما‌ یـجب وهـو ایضا معنی وجوب كل ما یجب علی الله من الفعل» [العلامة الطباطبائي.المیزان، 832/4 ].

و العلامه نفسه‌ یعتقد‌ بان التوبة من الله سبحانه لعبده فضل منه كسائر النعم التی یتنعم‌ بها‌ خلقه من غیر الزام وایجاب یرد‌ عـلیه‌ تـعالی‌ من غیر ویؤكد علی هذا المعنی‌ لوجوب‌ التوبة علیه تعالی قائلا بأن الآیات أمثال قوله تعالی:

﴿و قابل التوب﴾ و ﴿توبوا‌ الی‌ الله جمیعا ایها المؤمنون﴾ و﴿فاولئك‌ یتوب اله‌ علیهم‌ الآیات‌ المتضمنة لتوصیفه تعالی یـقبول التـوبة والآیـات‌ المشتملة علی وعد القبول﴾ [راجع المیزان. 642/4]

صاحب روح المـعاني یـعتقد اعـتقادا یكاد یشبه ما‌ ارتأی‌ العلامة قائلا: «علی» وان استعملت للوجب حتی‌ استدل بذلك الواجبة علیه‌ فالمراد‌ انه لازم متحقق الثبوت البتة‌ بحكم‌ سبق الوعـد حـتی كـأنه من الواجبات و«قیل» هی بمعنی «عند» و علیه الطبرسي اي‌ أنها‌ التوبة عـند الله ـ مما سبق ظهر‌ انه‌ لیس‌ قبول التوبة واجبا‌ علی‌ الله تعالی بل وعد‌ عباده‌ بقبول التوبة وقد ذكر سبحانه مرات بـأنه یـقبل تـوبة المذنبین فقال تعالی ﴿و‌ هو‌ الذي یقبل التوبة من عباده ویعفو‌ عن السـیئات‌ ویعلم‌ ما تفعلون﴾ [الشوری،52]

و قال تعالی‌ ایضا ﴿الم یعلموا ان الله هو یقبل التوبه من عباده...﴾ [التوبة،104]

و ایضا ﴿غافر الذنب وقابل‌ التوب‌ شدید العقاب‌﴾ [الغافر،3]

ان هذه الآیات تشیر‌ الى مـعنی‌ وجـوب‌ قبول‌ التوبة علی الله‌ تعالی‌ غیر ان هذا الوجوب لیس وجوبا مـفروضا عـلیه ولا العقل الانساني یعینه له وانما‌ هو‌ سبحانه‌ كتب هذا الوجوب علی‌ نفسه. [راجع مهدی الفنلاوي.التوبة والتائبون311] عبر صاحب الكاشف عن‌ هذا‌ الامر‌ تعبیرا‌ آخـر‌ قـائلا: «ان‌ ظـاهر الآیة (النساء /71) یدل علی انه یجب علی الله ان یقبل التوبة من النادمین مع العـلم بـان الله یـوجب علی غیره ما یشاء ولا یوجب أحد علیه‌ شیئا اذ لیس كمثله شی‌ء والجواب: لیس المراد ان الغـیر یـوجب عـلی الله ان یقبل التوبة وانما المراد ان فضله وكرمه یستوجب هذا القبول تماما كما تقول لكریم: ان‌كـرمك‌ یـفرض علیك البذل والعطاء» [محمد جواد المغنیه.الكاشف، 372/2] وربما استندت المعتزلة بهذه الآیات وقالت بوجوب قبول التوبة عـلی الله.

التوبة عـلی النبي

سـبق ان اشیر الی ان توبة العبد الی ربه مسبوقة‌ بتوبة‌ ربه علیه بالرحمة والتوفیق فلا یكاد القاری یـقرأ الآیـة الشریفة:

﴿لقد تاب الله علی النبی والمهاجرین والانصار ثم تاب علیهم‌ لیتوبوا‌ ان الله هو التواب الرحیم﴾‌ [التوبة،711 و811]

حتی یـسأل: لماذا‌ تـاب الله عـلی النبی وهو معصوم ومطهر من المعصیة والدنس؟هذا سؤال اجاب عنه كل من المفسرین بعبارة خـاصة جـی‌ء بها فیما‌ یلي‌ بالضبط:

﴿المراد بالتوبة علی‌ النبي‌ محض الرجوع الیه بالرحمة والرجـوع الی امـته بـالرحمة فالتوبة علیهم توبة علیه فهو الواسطة في نزول الخیرات والبركات الی أمته﴾[ العلامة الطباطبائي.المیزان 9/ 400

صاحب الكشاف یعتقد ان التوبة عـلی النـبی تـحت‌ المؤمنین‌ علی التوبة أذ یقول: تاب الله علی النبی وكقوله ﴿لیغفر لك ما تقدم من ذنبك ومـا تأخر﴾

و قوله

﴿واسـتغفر لذنبك﴾

و هو بعث المؤمنین علی التوبة وانه ما‌ من‌ مؤمن الا‌ وهو محتاج الی التوبة والاستغفار حتی النبي والمـهاجرین والانـصار.و ابانة لفضل التوبة ومقدارها عند الله وان صفة التوابین الاوابین صفة الانبیاء وكما‌ وصـفهم‌ بـالصالحین لیظهر فضله الصلاح. [الامام الزمخشری.الكشاف، 613/2]

صاحب الكشاف یذهب الی ان المراد مـن تـوبة النـبی الی الله توبة بقیة ‌‌العباد‌ نفسها ولا فرق بین تـوبته(ص) وتـوبة الآخرین الا انه یتصور نفسه مذنب‌ فیتوب‌ من‌ ذنب وهمی وهو یقول فی هـذا الأمـر: «ان الانبیاء مطهرون والائمة مطهرون مـن‌ الدنـس والمعاصي مـا فـی ذلك ریـب..... لكنهم كانوا لمعرفتهم بالله وشدة‌ خـوفهم مـنه یتصورون انفسهم‌ مذنبین‌ فیتوبون من ذنب وهم‌ لا وجود له....هذا مظهر اثر من آثـار عـصمتهم وعلو مكانتهم.» [مـحمد جواد المغنیهه.الكاشف، 772/2] فالتوبة فی حق الانبیاء لا تـستلزم كونها عن ذنب ارتـكبوه لان مـنصبهم الجلیل یبنغی ان یكون منزها‌ مـبدءا عـن كل ما ینحط به وتوبة الله علیه(ص)الرجوع الیه بالرحمة او الی امته وتوبة الی الله یمكن أن تكون تـحریضا لأمـته لها ان تكون توبة من ذنـب وهمی.

باب التـوبة مـفتوح دائما:

یتبین من الآیـات القـرآنیة وبعض الأحادیث أن باب التـوبة مـفتوح دائما ولا یختص قبولها بطبقة من المذنبین دون أخری أو بمكان دون آخر وتجري‌ عنایة‌ الله دائما علی مـن یـتوب ویستغفر عن ذنبه.منها:

﴿ثم یتوب الله من بـعد ذلك عـلی من یـشاء والله غـفور رحیم﴾. [التوبة،27]

ان إتـیان الفعل فی هذه الآیـة في صیغة‌ الاستقبال اشارة الی انفتاح باب التوبة دائما وجریان العنایة وفیضان العفو والمغفرة الالهیة مـستمرا بـخلاف ما یشیر الیه قوله:

﴿فأنزل الله سكینته﴾‌

فان ذلك أمـور مـحدودة‌ غـیر‌ جارية‌ ولهـذا یأتي بالفعل فـی‌ صـیغة‌ الماضي‌ ومنها:

﴿فأولئك یتوب الله علیهم وكان الله علیما حكیما﴾ [أنظر المیزان، 922/9]

أن العلامة(ره) یستشهد بهذه الآیة فی دلالة كلامه تعالی:

﴿علیما حكیما﴾

علی فتح‌ باب‌ التوبة أذ یـقول: «قد أخـتیر لخـتم الكلام قوله (و كان‌ الله‌ علیما حكیما) دون أن یـقال (و كـان الله غـفورا رحـیما) للدلالة عـلی أن یـفتح باب التوبة أنما هو لعلمه تعالی بحال العباد‌ وما‌ یؤدیهم الیه ضعفهم وجهالتهم ولحكمته المقتضیة لوضع ما‌ یحتاج الیه إتقان النظام واصلاح الأمور وهو تعالی لعلمه وحـكمته لا یغره ظواهر الاحوال بل‌ یختبر‌ القلوب‌ ولا یستنزله مكر ولا خدیعة فعلی التائب من العباد‌ أن‌ یتوب حق التوبة حتی یجیبه الله حق الاجابة» و منها:

﴿الم یعلموا أن الله هو یقبل التوبة‌ عن‌ عبادة‌ ویأخذ الصدقات وان الله هـو التـواب الرحیم﴾ [توبه 104]‌

ومنها:

﴿من‌ یعمل‌ سوء‌ او یظلم نفسه ثم یستغفر الله یجد الله غفورا رحیما﴾ [النساء 110]

فدین التوحید یعلن- فی هذه‌ الآیات- عن‌ فتح‌ باب التوبة لعامة المذنبین من أبناء آدم ومما روی عن اهل البیت(ع) فی قبول‌ توبة‌ المذنبین یـتبین أن الله یـقبل توبة التائب دائما.من هذه الاحادث ما رواه محمد‌ بن‌ مسلم‌ وعن الامام الباقر(ع) حینما قال له: «یا محمد بن مسلم‌ و ذنوب المؤمن اذا تاب منها‌ مغفورة‌ له فلیعمل المـؤمن لمـا یستأنف بعد التوبة والمغفرة وامـا واللهـ‌ أنها‌ لیست‌ الا لاهل الایمان قلت: فان عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد فی التوبة؟‌ فقال: یا‌ محمد بن مسلم أتری العبد المؤمن یندم علی ذنـبه ویـستغفر منة‌ ویتوب‌ ثم لا یـقبل الله تـوبته؟قلت: فانه فعل ذلك مرارا یذنب ثم یتوب ویستغفر الله فقال: كلما‌ عاد‌ المؤمن‌ بالاستغفار والتوبة عاد الله علیه بالمغفرة فانه یجد الله غفورا رحیما‌ یقبل‌ التوبة ویعفو عن السیئات فایاك أن تقنط المؤمن من رحمة الله‌« [الكلیني، اصول الكافي‌ 7، 971/2]

قال الامـام عـلي(ع) فی هذا‌ الامر: «ما‌ كان الله لیفتح علی عبد باب الشكر ویغلق عنه باب الزیادة‌ ولا لیفتح علی عبد باب الدعاء ویغلق‌ عنه‌ باب الاجابة ولا لیفتح علی عبد‌ باب‌ التوبة ویغلق عنه باب المغفرة.»[نهج البلاغة،حكمت724]

هل یـكفی بـالندم توبة؟

روی عن رسـول الله(ع) «الندم‌ توبة» فتبادر‌ علی ضوء هذه الروایة الی‌ ذهن‌ بعض علماء‌ الاخلاق‌ بان‌ الندم هو التوبة نفسها وفـی‌ حین‌ أن الندم أقل مراتب التوبة فلو لم یتحقق لم ینتزع العبد عن‌ المـعصیة‌ ولم یـزل مـقیما بها [أنظر المیزان،ج15/ 242] فالعبد اذا‌ علم علما یقینا أن‌ الذنوب‌ الصادرة عنه حائلة بینه وبین‌ الله وصار متأسفا علی ما صدر عـنه ‌ ‌مـن الذنوب وتألم قلبه‌ واذا غلب واستمر هذا‌ التألم‌ والتحزن-و هو یسمی‌ ندما-انبعث‌ منه حـالة أخـری تـسمی‌ أرادة‌ وقصدا الی ترك الذنب فی الحال وعزمه علی ترك الذنب فی المستقبل‌ او‌ علی تلافي ما فـاته في الماضي.فالعلم‌ والندم والقصد‌ المتعلق‌ بالترك فی الحال والاستقبال والتلافي للماضي ثلاثة مـعان مترتبة فی الحصول یـطلق اسـم«التوبة» لی جمیعها [أنظر جامع السعادات 25/3]

لاحظنا أن الندم‌ محفوف‌ بالعلم(و هو مثمرة) وبالترك (وهو ثمرته) فربما‌ اطلقت‌ التوبة‌ علی‌ مجرد‌ الندم كما یشیر‌ قوله- صلی‌ الله علیه وآله- الی هذا الامر وربما یكون الندم حقیقة التوبة كما قال صاحب المجمع: «أصل‌ التـوبة‌ الرجوع‌ وحقیقتها الندم علی القبیح مع العزم‌ علی‌ أن‌ لا‌ یعود‌ الی‌ مثله فی القبح وقیل یكفي في حدها الندم علی القبیح والعزم علی أن لا یعود الی مثله».[ مجمع البیان، 53/3]

ینبغي أن یكتمل قول الطبرسي(ره) بذكر حقیقة وهی أن‌ النـدم عـلی القبیح العزم أن لا یعود الی مثله هو التوبة ولكن فیما یتعلق بخالص حق الله تعالی كالفرار من الصلوة او ترك الامر بالمعروف او شرب الخمر،فقد یكفی‌ الندم‌ علی ارتكاب هذه الجرائم او ترك هذه الاوامر أمـا فـیما یتعلق بحقوق الناس فلزم مع الندم ایصال حق العبد.لا یكفی الندم فالقاتل اذا ندم من غیر تسلیم نفسه للقصاص‌ صحت‌ توبته فی حق الله تعالی ولكن توبته لیست بكاملة.

فالندم وحده لیـس هـو التوبة الكامله علی حقیقتها بل دافع من دوافعها‌ ومقوم من مقوماتها،أما قول النبی: «الندم‌ توبة»فهو‌ محمول علی حث المذنبین وتشجیعهم علی التوبة وان كان بأضعف الحالات التي هي الندم وحده دون العـزم عـلی التـرك فهذه الحاله من‌ الانابة‌ الی الله تـعال مـع‌ ضـعفها‌ فهی مقبولة لأنها من المؤمل أن تؤدي بالمذنبین النادمین الی العزم الاقوی وهو التوبة الحقیقة. [راجع مهدي الفتلاوي.التوبة والتائبون،19]

شروط قبول التوبة:

علی ضوء الآیات الشریفه القرآنیة یتبین أن التوبة قـبلت بشروط.منها:

 1ــ أن یـكون‌ التـائب‌ قد ارتكب معصیته عن جهالة: ﴿انما التوبة علی الله للذیـن یـعلمون السوء بجهالة﴾ [النساء: 17]، اختلف المفسرون فی معبی قوله ﴿بجهالة﴾علی وجوه (احدها) أن التائب فاعل فعل الجهلة لان من عمل ما یؤدی الی الضرر فی العاقبة‌ وهـو عـالم‌ بـذلك او ظان فهو من اهل السفه والجهل لا من أهل الحكمة التـدبیر [الامام الزمخشري.الكشاف 92/2] (ثانیها) انه جاهل بما یتعلق‌ به من المكروه والمضرة ومن حق الحكیم أن لا‌ یقدم‌ علی‌ شی‌ء حتی یعلم حاله وكیفیته [مجمع البیان، 63/3]‌ (ثالثها) أن والجـهالة فـی بـاب الاعمال اتیان العمل عن الهوی وظهور ‌‌الشهوة‌ من غیر عناد مـع الحـق.94 [المیزان ج4/ 42والتوبة والتائبون31] (رابعها) أنهم یجهلون أنها ذنوب ومعاص فیفعلونها اما‌ بتأویل‌ یخطئون‌ فیه واما بأن یفرطوا فی الاستدلال عـلی قـبحها.هذا قـول الجبائی وضعفه الرمانی بانه خلاف‌ لما اجمع علیه المفسرون ویوجب أن لا تكون لمـن عـلم أنـها ذنوب‌ توبة لان قوله أنما‌ التوبة‌ تفید أنها لهؤلاء دون غیر هم. (خامسها) أن كل معصیة یفعلها العـبد جـهالة وان كـان علی سبیل العمد لانه یدعو الیها الجهل ویزینها للعبد.

(سادسها) أنه علم أن العاقبة مكروهة ولكنه آثر‌ العاجل فـجعله جـاهلا بأنه آثر النفع القلیل علی الراحة الكثیره والعافیة الدائمه.هذا رأی الزجاج واختاره صاحب مـجمع البـیان واعـتبره أقوی. (سابعها)أن المعاصی هی الجهالة لأن كلّ من یعصی‌ الله‌ فمعصیته هی الجهل لو كان عـالما،ممیزا،عاقلا یـرجع هذا الجهل الی حقیقة أمرین: الاول انه لا یعرف قدر الله الذی یعصیه ویجهل قدر ربه والآخرانه لا یـعرف قـدر عـقوبة ذلك‌ الفعل‌ ویجهل عمق العقاب.خواجه عبد الله الانصاری وصاحب روح المعاني قائلان بهذا التفسیر ویرجحانه.

فأول شرط مـن شـروط قبول التوبة هو أن یرتكب العاصي والمذنب ذنبا‌ عن‌ جهالة واذا اقترب العبد اثـما أو قـدم مـعصیة من غیر التحدي لله ولا انكار لآیاته ولا جحود برسالته ثم یتوب الی الله فالله یقبل توبته ویتوب‌ علیه.كما.أشار‌ سـبحانه فـی قـوله: ﴿اذا جائك الذین‌ یؤمنون‌ بآیاتنا‌ فقل سلام علیكم كتب علی نفسه الرحمة انـه مـن عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه هو‌ غفور‌ رحیم﴾

و الحدیث المروي عن الامـام البـاقر(ع) مؤید لهذا الشرط: «اذا‌ بلغت‌ النفس هذه-و اهوای بیده الی حلقه-لم یكن للعالم توبة وكـانت للجـاهل من الذي اقترف الذنب بسبب ضغوط الشهوة‌ مـن‌ غـیر‌ عـناد مع الحق فتوبة الجاهل ولو كانت بعد المـوت‌ مـقبولة وتاب الله علیه بقبول شفاعة الشافعین فیه. [راجـع‌ الكاشف، 372/2]

 2ــ الشرط الثانی أن لا یعمل السوء عن عناد واستعلاء‌ عـلی‌ الله لان المـذنب اذا ارتكب ذنبا عن جهله واتـی بـالمعاصي‌ بسبب‌ ضـغوط الشـهوة أو غـلبة الضعف ولا بسبب العناد والاصرار علی مـا فـعله من فاحشة،یرجععن‌ عمله‌ فی قریب من الزمان.و بعید بعد أن تسكن ثـورة القـوی ویخمد‌ لهیب‌ الشهوة‌ أو الغضب فتبد ومـنه علامة الندامة بخلاف الفـعل الصـادر عن عناد تعمد كما‌ یـدل‌ عـلی‌ ذلك قوله تعالی: ﴿والذین أذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا‌ لذنوبهم‌ ومن یغفر الذنوب الا الله ولم یـصروا عـلی ما فعلوا وهم‌ یعلمون﴾ [النساء، 18]

فالذین یـقترفون المـآثم دون أن یـصروا علی ما فـعلوا،حینما یـنتهون من الفاحشة یتوبون الی‌ الله ویـطلبون مـنه الصفح والمغفرة اما الذین یرتكبون عن عناد واصرار علی‌ الباطل‌ ویستكبرون علی الله تعالی فـلا تـقبل توبتهم لانهم یكفرون بالله ویحاربونه.

 3ــ الشرط الثـالث أن لا‌ یتوب المـذنب عـند مـا یری علائم الموت قـد أحاطت به ولا‌ یؤخر‌ المذنب‌ التوبة الی حضور موته كسلا وتوانیا ومماطلة.كما فعل فرعون حینما أحاطت بـه أمـواج‌ البحر‌ من‌ كل جانب فأعلن تـوبته.فهذه التـوبه لا تـقبل لأنـها تـوبة المضطر وتوبة‌ مـن‌ لیـس لدیه وقت او قدرة لا رتكاب الذنوب.فالله تعالی یقول:

﴿و لیست التوبة للذین یعملون السیئات حتی‌ اذا‌ حضر أحدهم الموت قال اني تـبت الان ولا الذیـن یـموتون وهم‌ كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا ألیما﴾

فالتوبة‌ عـند‌ حـضور‌ المـوت لا تـقبل مـن صـاحبها لان الذی‌ اجبره‌ علی التوبة هو الیأس من الحیاة الدنیا وهو المطلع والتائب یشاهد‌ الاهوال‌ التی لا یمكن معها الرجوع‌ الی‌ الدنیا بحال‌ وعاین‌ ملك الموت وانقطع حبل الرجاء.

قـال‌ خواجه عبد الله الانصاري فی تفسیره كشف الاسرار وفی ظل هذه‌ الایة‌ الشریفة: «ان التوبه والایمان لا یقبل‌ عند ساعه الموت لأنه‌ یبدو‌ له شی‌ء من الغیب ومعاینة‌ ملك الموت عند حضور الموت مـن امـارات القیامة وحینئذ لا یقبل الایمان‌ بالغیب‌ تلك الساعة والایمان یجب‌ أن‌ یكون‌ بالغیب وقال‌ رب‌ العالمین: ﴿الذین یؤمنون بالغیب﴾ اما‌ الذین‌ ﴿یتوبون من قریب﴾ علی حد تعبیر القرآن فان توبتهم مقبولة كما أشار سـبحانه فـی الآیة:

«نما‌ التوبة علی الله الذین یعملون السوء‌ بجهالة‌ ثم یتوبون‌ من‌ قریب‌ فاولئك یتوب الله علیهم»...

الی هذا الصنف من المذنبین. أشار الامام الصادق(ع) فی حدیث رواه عن آبائه عـن جـده رسول الله(ص)، قال‌ قال رسول‌ الله‌ مـن تـاب قبل موته بسنة قبل‌ الله‌ توبته، ثم‌ قال: ان‌ السنة‌ لكثیر، من تاب قبل‌ موته‌ بجمعة قبل الله توبته، ثم قال انّ الجمعة لكثیر، من تاب قبل موته بیوم،قبل اله تـوبته. ثم قـال: ان یوما‌ لكثیر‌ من‌ تـاب قـبل أن یعاین قبل الله توبته.

فیظهر‌ من‌ الآیة (النساء) و‌الحدیث‌ المروي‌ المذكور أن توبة التائب مقبولة ما لم یعلم بعلامات الموت فان تاب وفقا لهذه الشروط فتوبته مقبوله حتی لو وقعت قبل الموت بلحظات، علی العكس مـن تـوبة‌ من یعلم أنه سیموت،فتوبته مرفوضة وان صاحب المیزان قد استدل‌ اذا تاب المؤمن عن ذنبه أو الكافر عن شركه بدل اللّه أعمالهم من السیئة بالحسنة والله تعالی یشیر الی‌ هذا‌ الامر فالآیة التالية:

﴿...الا من تاب وآمن وعـمل عـملا صالحا فـاولئك یبدل الله سیئاتهم حسنات‌ و كان الله غفورا رحیما﴾

و الذی یفید ظاهر قوله تعالی‌: یبدل الله سیئاتهم حسنات‌ أن‌ كل سیئة منهم نفسها تـتبدل حسنة ولكن هناك أقوال وتعابیر في هذا الامر منها:

 -یبدل الله (في الدنـیا) سیئاتهم حـسنات بـأن یمحو سوابق‌ معاصیهم‌ بالتوبة ویثبت مكانها لو‌احق‌ طاعاتهم.

- قیل المراد بالحسنات السیئات ملكتها لا نفسها اي یبدل عز وجل بـملكه ‌السـیئات ودواعیها فی النقل ملكه الحسنات بأن یزیل الاولی‌ ویاتی بالثانیة.

 -قیل هذا‌ التبدل‌ فـی الآخـرة والمـراد بالسیئات والحسنات العقاب والثواب مجازا من باب اطلاق والسبب واراده المسبب والمعنی بعفوه جل وعلا عـن عقابهم وبتفضیل سبحانه‌ علیهم‌ بدله بالثواب الی هذا ذهب القفال والقاضي.

-وقیل یبدلهم الله بقبائح أعـمالهم فی الشرك محاسن الآعـمال فـی الاسلام بالشرك ایمانا وبقتل المؤمنین قتل المشركین بالزانا عفة واحصانا.هذا‌ قول ابن‌ عباس والحسن ومجاهد وقتاده‌

-قال الزجاج: السیئة بعینه لا تصیر حسنة ولكن التأویل أن‌ السیئة تمحی بالتوبة وتكتب الحسنة مع التوبة والكـافر یحبط‌ الله‌ عمله‌ ویثبت علیه السیئات.

صاحب الكاشف یكاد یعتقد هذا الاعتقاد ویقول: من تاب عن الذنب كمن لا ‌‌ذنب‌ له وفوق ذلك یثیبه الله علی التوبة ویعطیه من الحسنات ما‌ یعادل‌ سیئات‌ ذنوبه بحیث تمحو حـسنات التـوبة سیئات الذنوب ﴿ان الحسنات یذهبن السیئات﴾.(هود114) فان السیئة بما هي لا تستحیل‌ الی حسنة ولا حسنة بما هي تستحیل الی سیئة.

صاحب قاموس القرآن‌ عبر عن تبدیل السیئات‌ الحسنات‌ تعبیرا رائعا قائلا: «مثل تبدیل السیئات الحسنات كمثل الاقـذار والاوسـاخ التی نطرح علی الارض وتتحول بعد مدة فی المزارع الی فواكه حلوة أو فوصلیات لذیذة».

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/16   ||   القرّاء : 3899





 
 

كلمات من نور :

القرآن ربيع القلوب .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 القرآن‌ ‌‌‌الكريم‌ ومفهوم الهداية للتي هي أقوم

 معاني العبارات التي وردت في علم التجويد

 القرآن والعترة

 الدار تستضيف مسؤولاً في جامعة آزاد الاسلامية

 تأكد من صحة قرأءتك في الصلاة عبر الجوال

 تبدل الذنب الصغير إلى كبير

 الاستمرار في إقامة المسابقات هو أحد الطرق الأساسية لحفظ القرآن الكريم

 منزلة الإمام المهدي في القرآن(1)

 هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن، في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات ؟

 المؤسسات القرآنية ينبغي أن لا تصر على الأسلوب المكثف للتحفيظ

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15413333

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:12

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 المنهج الجديد في حفظ القرآن المجيد

 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء الثالث)

 معلومات متنوعة حول القرآن الكريم

 التبيان في تفسير القرآن ( الجزء التاسع )

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الثاني )

 مجاز القرآن خصائصه الفنية وبلاغته العربية

 لطائف ومعارف القرآن الكريم بين سؤال وجواب ج1

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الخامس عشر

 الأسرة في القرآن

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما هي الآية التي تدلّ على وجوب دفع الخُمس ؟

 أحكام التجويد في ختم القرآن

 هل يجوز التكفين بكفن قد كتب عليه القرآن الكريم؟

 ما هي الأسباب الكامنة وراء استخدام هكذا أساليب لمواجهة للدين الإسلامي؟ وما هي الاتهامات التي ذكرها القرآن الكريم؟

 هل كان النبى(صلى الله عليه وآله) يقرأ و يكتب؟

 دليل اللعن

 ما معنى الآية الشريفة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [سورة الأنفال، 24]؟

 هل ثنوية الوجود الإنساني (الروح والبدن) من مؤيدات القول بالتعددية (البلوراليسم)؟

 ما الفرق بين الحدر والترتيل مع ذكر مراتب الترتيل

 يرجى ذكر حكم النون في الكلمات التالية نظراً لأحكام النون الساكنة والتنوين:

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24557)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12747)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9629)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9056)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7827)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7299)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7225)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3830)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3354)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3056)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3022)

 الدرس الأوّل (2967)



. :  ملفات متنوعة  : .
 النساء 80 إلى 87+الحمد

 الانعام 1 - 48

 85- سورة البروج

 سورة الاحقاف

 الضحى + الانشراح

 الصفحة 422

 الجزء الرابع عشر

 لبيك يا رب الصفا والمروة

 الفتح 27 إلى 29+الضحى+قريش+الكوثر

 سورة الفلق

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8242)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7008)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6814)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6605)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6577)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6353)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2745)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2368)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2286)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2282)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2238)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2225)



. :  ملفات متنوعة  : .
 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 سورة الانفطار، التين ـ القارئ احمد الدباغ

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 تواشيح الاستاذ أبي حيدر الدهدشتي_ مدينة القاسم(ع)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net