00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : العقائد في القرآن .

              • الموضوع : المدخل إلى عقيدة الشيعة الإمامية في ولادة الإمام المهدي وغيبته (*) .

المدخل إلى عقيدة الشيعة الإمامية في ولادة الإمام المهدي وغيبته (*)

 الشيخ محمد مهدي الآصفي

بسم ‌ ‌‌‌اللّه الرحمن الرحيم

﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾‌ [الانـبياء:‌ 105].

بـين يـدينا ثلاث قضايا، يتلو بعضها بعضاً.

القضية الاولى الانقلاب الكوني الشامل الذي يشير‌ اليه القرآن في غير موقع:

يقول تعالى: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ [النور: 55].

ويقول تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ* وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ [القـصص: 5 و6].

ويقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.

ويتم‌ هذا الانقلاب عندما يتحكم المستكبرون في حياة الناس ويستضعفون عباد اللّه ويسلبون الناس قيمهم وعقولهم وضمائرهم، وتصل البشرية إلى طـريق مسدود، عندئذ تـتدخل الارادة الالهية، وتنقل القوة والسلطان من ايدي الظالمين‌ المستكبرين‌ إلى ايدي الصالحين المستضعفين.

وقد تكرر هذا الانقلاب الكوني في التاريخ، ومن ذلك ما حدث في تاريخ بني اسرائيل عندما استكبر فرعون وافسد في الارض.

يـقول تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص: 4].

وهذه هي الحتمية الاولى، وهي انقلاب القوة من المستكبرين إلى المستضعفين‌ الصـالحين،‌ وهـو‌ انقلاب شامل في القيم والمواقع‌ والقوة‌ والسيادة،‌ وهي سنة من سنن اللّه الحتمية.

القضية الثانية ان الذي يقود هذا الانقلاب الكوني الشامل هو المهدي من ذرية رسول اللّه‌ (ص)،‌ وقد‌ وردت في ذلك روايات صـحيحة بـلغت حـد التواتر.

وهذه‌ هي القضية الثانية التـي يـقررها الحـديث النبوي، ويتفق عليها المسلمون. وهي ثابتة، كما ان القضية الاولى ثابتة بحكم القرآن‌ الشريف،‌ وليس‌ في هذا شك ولا ذاك.

وقد بلغت احاديث المهدي (عـجل‌ اللّه فـرجه الشـريف) حداً لا يجعل التشكيك فيها غير ممكن، ولسنا نـريد ان نـدخل هذا البحث ولا البحث‌ السابق‌ عليه.

القضية الثالثة ان المهدي المنتظر (عجل اللّه فرجه الشريف) الذي اخبر‌ عنه‌ رسول اللّه (ص) هو محمد بن الحـسن العـسكري بـن على الهادي (ع)، ولد سنة 255هـ. بسامراء،‌ ثم‌ حجبه‌ اللّه تعالى، عـن اعين الناس، وهو الذي يرسله اللّه حين يشاء لإنقاذ‌ الناس‌ من‌ الظلم، وازالة الشرك من على وجه الارض، وتقرير التوحيد وعـبودية الانـسان للّه، وتحكيم شريعة‌ اللّه‌ وحدوده‌ في حياة الناس. وهو الذي يقود هذا الانـقلاب الكوني الشـامل الواسع، في انتقال القوة‌ من‌ الطبقة المترفة المستكبرة الفاسدة إلى الطبقة الصالحة المستضعفة: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ [القصص: 5].

وقد تواترت الرواية عن اهل البيت (ع) بان المهدي المنتظر (عجل اللّه فرجه الشريف) الذي بشر به رسول اللّه (ص) هو محمد بن الحسن العسكري، وهو الامام الثاني عشر من اهل البيت (ع).

وحديثنا اليوم يتركز حول هذه المسالة بالذات.

ومخاطبنا في هذا البحث هم الذين يؤمنون بحجية حديث اهل البيت (ع)، ويبحثون عن ادلة كافية وواضحة وصريحة ‏في الاثبات العلمي لعقيدة الامامية في تشخيص المهدي المنتظر من آل محمد (عجل اللّه فرجه الشريف).

فان الاختلاف بين الشيعة الامامية وسائر الفرق الاسلامية ليس في اصل قضية «المهدوية‏». فان المسلمين مجمعون الا من شذ منهم على الايمان بان اللّه تعالى قد ادخر المهدي (عجل اللّه فرجه الشريف) من اهل بيت رسول اللّه (ص) لانقاذ البشرية وللانقلاب الكوني الكبير في حياة الناس... ليس في ذلك شك، والروايات النبوية في ذلك صحيحة‏ ومتواترة، وانما الخلاف بين الشيعة الامامية وغيرهم من المسلمين في التشخيص والتعيين فقط.

فان الشيعة الامامية يذهبون قولاً واحداً الى ان الامام المهدي المنتظر (عجل اللّه فرجه الشريف) هو محمد بن الحسن ‏العسكري بن علي الهادي، المولود سنة 255هـ بسامراء.

وقد غيبه اللّه تعالى لحكمة يعرفها، وهو الذي ادخره اللّه تعالى ‏لنجاة البشرية، وبشر به الانبياء والكتب الالهية من قبل، بينما يذهب الاخرون الى ان المهدي الذي بشر به رسول اللّه(ص) لم يولد بعد، او ولد ولا نعرف عن اسمه شيئاً.

والادلة التي نستدل بها على اثبات عقيدة الامامية في تشخيص الامام المهدي المنتظر (عجل اللّه فرجه الشريف) وتعيينه على طائفتين، الطائفة الاولى: هي الروايات العامة التي لا تخص الامام (عجل اللّه فرجه الشريف) الا انها تنطبق ‏بصورة قهرية على عقيدة الامامية في المهدي (عجل اللّه فرجه الشريف)، ولا نعرف توجيهاً ولا تفسيراً لها اذا اسقطنا من حسابنا عقيدة الامامية في هذا الموضوع، وهذه الروايات صحيحة بالتأكيد، وبعضها يبلغ حد التواتر في المصادر الامامية من ناحية رجال السند في مختلف طبقاته ولا مجال للمناقشة فيها من حيث الاسناد. والايمان بصحة هذه ‏الاحاديث يؤدي الى الاثبات العلمي لعقيدة الامامية في تشخيص الامام المنتظر (عجل اللّه فرجه الشريف) وتعيينه، وذلك بسبب تطابقها اولاً مع ما هو المعروف عند الامامية كما سوف نرى ذلك ان شاء اللّه ولانتفاء حالة اخرى تصلح‏ ان تكون مصداقاً وتفسيراً لهذه الاحاديث ثانياً.

ونتيجة هاتين النقطتين (المطابقة والانحصار)، هي التطبيق القهري لهذه الاحاديث على عقيدة الامامية في تشخيص ‏الامام المهدي (عجل اللّه فرجه الشريف)، واليك هذه الاحاديث:

1 حديث الثقلين:

واول حديث نعتمده، في هذا المجال، هو حديث الثقلين الذي صح واستفاضت روايته وتواترت عن رسول اللّه (ص)، واجمع على تصحيحه المحدثون من جميع الفرق الاسلامية، وليس بين علماء المسلمين، ممن يحترم علمه، من يشك‏ في صحة هذا الحديث وصدوره عن رسول اللّه (ص).

ويكفي ان يكون من رواة هذا الحديث مسلم في الصحيح، والترمذي والدارمي في السنن، واحمد بن حنبل في مواضع‏ عديدة وكثيرة من المسند، والنسائي في الخصائص، والحاكم في المستدرك، وابو داود وابن ماجة في السنن، وغيرهم ‏ممن لا يمكن احصاؤهم في هذا المقال... وطرقه في كتب الامامية اكثر من ان تحصى في هذه الوجيزة.

ولفظ الحديث، كما في اغلب هذه المصادر:

«ايها الناس، انما انا بشر اوشك ان ادعى فاجيب، واني تارك فيكم الثقلين، وهما كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي، وانهما لن‏ يفترقا حتى يردا علي الحوض، فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم».

والحديث صريح في:

1 ان النبي (ص) يترك من بعده خليفتين هما القرآن واهل بيته لهداية الامة.

2 وانهما باقيان لن يفترق احدهما عن الاخر الى يوم القيامة.

3 وان رسول اللّه (ص) امر بالتمسك بهما، وقال: ان التمسك بهما يعصم الامة من الضلال. ومعنى التمسك هو الاتباع‏ والطاعة. وهذا هو معنى «الحجة‏»، وليس للحجة والحجية معنى غير الاتباع والطاعة.

واذا ضممنا النقطة الاولى (اني تارك فيكم الثقلين) الى النقطة الثانية (وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)،استنتجنا اصلاً هاماً، وهو وجود حجة وامام من اهل البيت (ع) في كل زمان لا يفترق عن كتاب اللّه قط.

يقول ابن حجر في «الصواعق‏»: «وفي احاديث الحث على التمسك باهل البيت اشارة الى عدم انقطاع متأهل منهم ‏للتمسك الى يوم القيامة، كما ان الكتاب العزيز كذلك، ولهذا كانوا اماناً لأهل الارض، كما يأتي، ويشهد لذلك الخبر السابق في كل خلف من امتي عدول من اهل بيتي‏» (1) ولا شك في دلالة الحديث على بقاء حجة من اهل البيت اماماً للناس...

وليس لهذا الحديث تفسير او تطبيق غير ما يعتقده الامامية من وجود الامام المهدي (عجل اللّه فرجه الشريف) وحياته ‏وبقائه وعصمته وامامته على المسلمين.

واذا اسقطنا هذا الامر عن الاعتبار، لم نجد تطبيقاً وتفسيراً له قط في هذه القرون من حياة المسلمين. فليس في ‏المسلمين اليوم، ولا قبل اليوم، من يدعي انه اعلم الناس، وان على الناس ان يتبعوه ولا يتقدموه، وان يتعلموا منه ولا يعلموه، كما في نص الحديث الشريف الذي لا يختلف فيه من يعبأ بقوله ورأيه من علماء المسلمين.

واذا قيل: فما نفع امام غائب عن الناس للناس؟ نقول: ان اللّه تعالى لم يطلعنا من اسرار غيبه الا على القليل، وما اخفى اللّه علمه عنا كثير، وما عرفنا منه قليل. وقد اخبرنا الصادق الامين (ص) ببقاء حجة من اهل بيته في الناس على وجه الارض الى يوم القيامة، فنتعبد بحديثه، ونحيل علم‏ ما لا نعلم الى من يعلم... وليس كل ما في شريعة اللّه ودينه مفهوم ومعروف لنا.

2 حديث من مات ولم يعرف امام زمانه:

رواه مسلم في الصحيح، ولفظ الحديث: عن رسول اللّه (ص):

«من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية‏» وروى البخاري (2)، في الصحيح، عن رسول اللّه (ص): «من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية‏» (3) ورواه احمد، في المسند، عن رسول اللّه (ص) ولفظ الحديث:

«من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية‏» ورواه الطيالسي(4)، في المسند، عن رسول اللّه (ص): «من مات بغير امام مات ميتة جاهلية‏» (5) ورواه الحاكم في المستدرك ولفظ الحديث: «من مات وليس عليه امام جماعة فان موتته جاهلية‏» (6) وصححه الحاكم ‏على شرط الشيخين البخاري ومسلم.

ورواه الذهبي، في تلخيص المستدرك (7)، وصححه على شرط الشيخين، وغير خفي تشدد الذهبي في تصحيح‏ احاديث المستدرك.

ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (8) بأسانيد كثيرة والفاظ عديدة.

وطرق الحديث والفاظه كثيرة تبلغ حد الاستفاضة. وقد علمنا ان بعضها صحيح كما شهد به الذهبي.

وروى الحديث ثقاة المحدثين من اصحابنا الامامية وطرقهم اليه كثيرة، وطائفة منها صحيحة، وهي في الجملة قريبة من‏ التواتر، وقد عقد المجلسي، رحمه اللّه، له باباً في بحار الانوار، روى فيه اربعين حديثاً في هذا المعنى بطرق كثيرة والفاظ‏ متقاربة تحت عنوان: «من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية‏» (9).

نذكر منها طريقين على سبيل المثال:

الطريق الاول: رواية البرقي في المحاسن بسند معتبر عن ابي عبد اللّه الصادق (ع): «ان الارض لا تصلح الا بامام. ومن ‏مات ولم يعرف امامه مات ميتة جاهلية‏». والسند معتبر.

الطريق الثاني: روى الكشي: عن ابن احمد عن صفوان عن ابي اليسع قال: «قلت لابي عبداللّه (ع): حدثني عن دعائم‏ الاسلام، فقال: شهادة ان لا اله الا اللّه... الى ان قال: قال رسول اللّه (ص): (من مات ولا يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية‏) (10).

ورجال السند كلهم ثقاة.

ولسنا نحتاج الى توثيق السند في امثال هذه الروايات التي تضافرت روايتها عن الطريقين، والروايات واضحة الدلالات ‏صحيحة السند، وهي تدل على الحقائق الاتية:

1 ان الارض لا تصلح الا بإمام.

2 ولابد، في كل زمان، من ان يعرف الانسان امام زمانه، ومعرفته من الدين والجهل به ورفضه من الجاهلية.

3 ولابد لكل احد، في كل زمان، من طاعة الامام، ولا يجوز لاحد ان يخرج عن طاعة امام زمانه.

4 ومن يمت وليس في عنقه بيعة للإمام يمت ميتة جاهلية.

5 ولابد من ان يكون في كل زمان امام تجب معرفته وطاعته، ولابد من ان تتصل حلقات الائمة في كل زمان، ومن ان لا يخلو منهم زمان.

ولا يصح ان يقال: ان هذا المورد من قبيل الحكم بشرط الموضوع، او تعليق الحكم على الموضوع كأية قضية حقيقية‏ اخرى.

فإننا نقول: ان الامر كذلك، ولا تدل القضية الحقيقية على اثبات موضوعها، وانما تثبت الحكم على فرض تحقق‏ موضوعه، ولكن الروايات الواردة في هذا الباب تدل على امر اكثر من ذلك، وهو ضرورة ارتباط الناس بالامام او معرفتهم به وقبولهم له، وانه شرط الاسلام، وخلافه الجاهلية. وهذه القضية تكشف عن وجود الامام في كل زمان، من‏ دون ان يكون معنى ذلك ان القضية الحقيقية تثبت موضوعها، فان القضية الحقيقية دائماً بشرط تحقق الموضوع، ولكننا نقول: ان الذي نستظهره من الروايات هو انها تكشف عن استمرار الموضوع، وهو وجود الامام الحجة في كل زمان، وهذا امر آخر غير الاثبات.

وبتعبير آخر: ان الروايات الواردة في هذا الباب تكشف عن ان سنة اللّه تعالى قد اقتضت وجود امام عدل في كل زمان، قد فرض اللّه طاعته، ولم يأذن بالخروج عن طاعته. والحكم الشرعي الوارد في هذه الروايات يستبطن الكشف عن سنة ‏الهية. اما الحكم فهو وجوب طاعته في كل زمان.

اما السنة الالهية التي يستبطنها هذا الحكم فهي وجود امام في كل زمان، والا فكيف يطلب من الانسان ان لا يموت ‏الا وهو في طاعة امام زمانه، وان يلتزم ببيعته وطاعته، غير ناقض ولا ناكث لها، وغير جاهل به، فاذا خرج عن الطاعة او نكث البيعة او جهل به مات ميتة جاهلية، بهذه الدرجة من التغليظ والتشديد في الجزاء والعقوبة.

ومن نافلة القول ان نقول: ان الحكام الظلمة وائمة الكفر والذين يحاربون اللّه ورسوله لا يكونون مصاديق للامام الذي‏ يفرض اللّه على الناس معرفته وطاعته في كل زمان وقد قال تعالى: ﴿ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار﴾ [هود:113].

﴿ولا تطيعوا امر المسرفين، الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون﴾ [الشعراء: 151 و152].

﴿ويريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به﴾ [الكهف: 28].

وبعد هذا الايضاح، نقول: ان التفسير الوحيد لهذه الروايات هو ما تعرفه الامامية وتعتقد به من استمرار الامامة في اهل ‏البيت (ع)، منذ وفاة رسول اللّه (ص) الى اليوم، وعدم انقطاع الامامة بوفاة الامام الحسن العسكري (ع). واي فرض آخر لا يستطيع ان يقدم تفسيراً معقولاً لهذه الروايات، الا ان نقول بوجوب الطاعة لكل بر وفاجر، كما يقول به بعض الناس، واثباته على عهدة من يدعيه.

ولسنا نعتقد ان الطاعة التي تساوي الاسلام، ويساوي خلافها الجاهلية، هي طاعة هؤلاء الذين امرنا اللّه تعالى بعدم ‏الركون اليهم والكفر بهم من الحكام الظلمة الذين حكموا المسلمين خلال التاريخ. ومن يضع هذه الطائفة من الروايات ‏الى جانب الطائفة الاولى من الروايات يجد تطابقاً واضحاً في ما بينهما.

فقد ورد في حديث الثقلين، من الطائفة الاولى، انهم حجج اللّه على عباده ويجب التمسك بهم، وهم العدل الآخر للكتاب، وما ان تمسك الناس بهم لن يضلوا ابداً.

وورد في الطائفة الثانية ان معرفتهم من دين اللّه والجهل بهم من الجاهلية والضلالة، والحديث مما تسالم عليه الفريقان، وقد ذكرنا بعض الفاظه وطرقه من قبل، وممن اخرجه الشيخان في الصحيحين.

3 حديث ان الارض لا تخلو من حجة:

روى هذا الحديث من اصحابنا الامامية محدثون ثقاة مثل المحمدين الثلاثة: الكليني والصدوق وابي جعفر الطوسي(رحمهم اللّه) بطرق كثيرة تبلغ حد التواتر في مختلف طبقات اسناده، وقد عقد له الكليني محمد بن يعقوب في كتاب ‏الحجة من الكافي باباً بهذا العنوان (12).

كما عقد العلامة المجلسي، في بحار الانوار، باباً بعنوان:

«الاضطرار الى الحجة، وان الارض لا تخلو من حجة‏»، وهو الباب الاول من المجلد السابع من الكتاب ذكر فيه 118 حديثاً بهذا المضمون، وفي ما يلي نذكر نماذج من هذه ‏الروايات:

ذكر الكليني في الكافي، كتاب الحجة، باب ان الارض لا تخلو من حجة: «عن عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن‏ عيسى عن محمد بن عمير عن الحسين بن ابي العلاء قال:

قلت لابي عبداللّه (ع): تكون الارض ليس فيها امام؟ قال: لا. قلت: يكون امامان؟ قال: الا وأحدهما صامت‏» (13).

والسند تام لا يتطرق اليه الشك.

وروى الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن محمد بن ابي عمير عن منصور بن يونس وسعدان بن مسلم عن اسحق‏ بن عمار عن ابي عبداللّه (ع)، قال سمعته يقول: «ان الارض لا تخلو الا وفيها امام‏» (14). والسند تام والرواية معتبرة.

وروى الكليني عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلي عن عبداللّه بن‏ سليمان العامري عن ابي عبداللّه (ع) قال: «ما زالت الارض الا وللّه فيها الحجة‏» (15). والسند تام والرواية معتبرة ايضاً. ورواة الحديث ثقاة.

وروى الكليني عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن مسكان عن ابي بصير عن احدهما (ع) قال: قال: «ان اللّه لم يدع الارض بغير عالم‏» (16).

والسند تام والرواية معتبرة كذلك.

وروى الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء، قال: سالت ابا الحسن الرضا (ع): «هل تبقى‏ الارض بغير امام؟ قال: لا. قلت: انا نروي انها لا تبقى الا ان يسخط اللّه عز وجل على العباد؟ قال: لا تبقى اذا لساخت‏» (17). والسند تام والرواية معتبرة.

وروى الشريف الرضي عن امير المؤمنين (ع)، في نهج البلاغة، ما له علاقة بذلك. قال (ع): «لا تخلو الارض من قائم للّه بحجة اما ظاهراً مشهوراً، واما خائفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج اللّه وبيناته‏».

هذه طائفة واسعة من الروايات تبلغ حد التواتر، وجملة منها تامة من حيث السند، كما اشرنا الى بعضها من كتاب‏ الكافي، وهي صريحة بان الارض لا تخلو من حجة للّه ظاهراً او مغموراً، والحجة في كلمات اهل البيت (ع) مصطلح ‏معروف لمن يألف كلماتهم (ع)، وهذه الاحاديث لا تحتاج الى تعليق كثير وتأمل وتوقف، فهي صريحة في ضرورة ‏وجود الامام في كل زمان، ولا تفسير لهذه الروايات بغير ما تعرفه الشيعة الامامية وتعتقده من وجود الامام وحياته ‏وغيبته، واذا اسقطنا هذا الامر من الاعتبار فلا نجد تفسيراً لهذه الروايات، البتة، وهي كثيرة، بالغة حد التواتر.

4 حديث الائمة الاثني عشر:

روى البخاري في الصحيح، كتاب الاحكام، عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (ص) يقول: يكون اثنا عشر اميراً، فقال كلمة لم اسمعها، فقال ابي: انه قال: كلهم من قريش.

وروى مسلم في الصحيح، كتاب الامارة، باب ان الناس تبع لقريش، عن جابر بن سمرة قال: «سمعت النبي (ص) يقول: لا يزال امر الناس ماضياً ما وليهم اثنا عشر رجلاً، ثم تكلم النبي (ص) بكلمة خفيت علي فسالت ابي: ماذا قال رسول اللّه(ص)؟، فقال: كلهم من قريش‏» (18).

وروى مسلم في الصحيح، كتاب الامارة، باب ان الناس تبع لقريش عن جابر بن سمرة يقول: «سمعت رسول اللّه (ص) يقول: لا يزال الاسلام عزيزاً الى اثني عشر خليفة، ثم قال كلمة لم افهمها، فقلت لابي: ما قال؟ فقال: كلهم من قريش‏»(19).

وروى ايضا مسلم في الصحيح، في الكتاب نفسه والباب نفسه عن جابر بن سمرة قال: دخلت مع ابي على النبي ‏فسمعته يقول: «ان هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة، ثم تكلم بكلام خفي علي، فقلت لابي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش‏» (20).

وروى الترمذي، في السنن، كتاب الفتن، باب ما جاء في الخلفاء، عن جابر بن سمرة قال: «قال رسول اللّه (ص): يكون من ‏بعدي اثنا عشر اميراً»، ثم عقب على ذلك بقوله: قال ابو عيسى: هذا حديث صحيح (21).

وروى ابو داود في السنن عن جابر بن سمرة قال: «سمعت رسول اللّه (ص): لا يزال هذا الدين عزيزاً الى اثني عشر خليفة، فكبر الناس، وضجوا، ثم قال كلمة خفيت علي، قلت لابي: يا ابه ما قال؟ قال: كلهم من قريش‏» (22).

وروى الحاكم في المستدرك في كتاب معرفة الصحابة عن جابر قال: «كنت عند رسول اللّه (ص) فسمعته يقول: لا يزال ‏امر هذه الامة ظاهراً حتى يقوم اثنا عشر خليفة‏».

وروى احمد بن حنبل في المسند هذا الحديث عن جابر من اربع وثلاثين طريقاً (23). وروى ابو عوانة هذا الحديث في ‏مسنده (24).

وابن كثير في البداية والنهاية (6/248)، والطبراني في المعجم الكبير (94 و97)، والمناوي في كنوز الحقائق (208)، والسيوطي في تاريخ الخلفاء (61)، والعسقلاني في فتح الباري (13/179)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/158)، والخطيب في تاريخ بغداد (14/353)، والعيني في شرح البخاري (24/281)، والحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل(1/455)، والقسطلاني في ارشاد الساري (10/328)، وغيرهم من المحدثين والحفاظ.

واخرج اصحابنا الامامية الحديث بطرق كثيرة جداً، بالغة حد التواتر، وفيها الصحيح الذي لا يمكن التشكيك في ‏سنده.

روى الحر العاملي، صاحب الوسائل، رحمه اللّه، في الجزء الثاني من كتابه القيم: «اثبات الهداة‏»، تسعمئة وسبعة ‏وعشرين (927) نصاً من النصوص العامة لاثبات امامة الائمة الاثني عشر (ع)، في الكثير منها تصريح بعدد الاثني عشر بشكل صريح وباسماء الائمة (ع)، وجملة من طرق هذه الروايات صحيحة بلا اشكال، وهي بالغة حد التواتر ايضاً بلا اشكال.

منها 95 رواية اخرجها الكليني في الكافي.

و53 رواية اخرجها الصدوق في عيون الاخبار.

و22 رواية اخرجها الصدوق في معاني الاخبار.

و92 رواية اخرجها الصدوق في اكمال الدين.

و22 رواية اخرجها الصدوق في الامالي.

و18 رواية اخرجها الشيخ ابو جعفر الطوسي في الغيبة.

و11 رواية اخرجها الشيخ ابو جعفر الطوسي في مصباح المتهجد.

وغير ذلك. ولست اعرف وجهاً علمياً موضوعياً للتشكيك في رواية يرويها المحدثون عن 927 طريقاً.

ولدينا مجموعة من النقاط في هذا الحديث:

1 لا اشكال في ان حديث الاثني عشر خليفة قد صدر عن رسول اللّه (ص)، فقد رواه الفريقان بطرق كثيرة، ويكفي ان‏ البخاري ومسلم من السنة والكليني والصدوق من الشيعة من رواة هذا الحديث.

2 والاحاديث ظاهرة في ان الامراء المذكورين في هذه الرواية امراء الحق، ولا يكونون من ائمة الظلم والجور، من امثال ‏معاوية ويزيد والوليد والمتوكل واضرابهم من حكام الظلم والجور.

3 وان عدتهم اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل.

يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ [المائدة: 12].

4 ولا يخلو منهم زمان.

ولا نعرف لهذه الاحاديث بمجموعها تطبيقاً قط غير الائمة الاثني عشر المعروفين عند الشيعة الامامية الاثني عشرية، وآخرهم المهدي المنتظر(عج)، وهو الامام الثاني عشر.

ولو رأينا التمحل الذي يتمحله علماء كبار، من امثال السيوطي، في ترتيب الاثني عشر اميراً بعد رسول اللّه (ص)، لاطمأن القلب الى ان رسول اللّه (ص) لم يرد غير الائمة الاثني عشر من اهل بيته الابرار الطاهرين (ع). ولقد احسن ‏محمود ابو رية في التعليق على التوجيه الذي وجه به السيوطي هذه الرواية، فقال عنه: «ورحم اللّه من قال عن السيوطي ‏انه حاطب ليل‏».

فلا نعرف تطبيقاً قط ينطبق بالتمام والدقة على هذه الروايات غير عقيدة الشيعة الامامية، وفي ضمنها ولادة الامام‏ محمد بن الحسن العسكري (ع) (عجل اللّه فرجه) وغيبته وظهوره.

وبعد، فهذه اربع طوائف من الروايات لا يتطرق اليها الشك من حيث السند والدلالة. واذا ضممنا بعضها الى بعض لا يبقى تطبيق حقيقي ودقيق لهذه الاحاديث غير ما تعرفه الشيعة الامامية (واقصد بهم الاثني عشرية) من القول بإمامه‏ ائمة اهل البيت (ع) في اثني عشر حلقة متصلة، وولادة الامام الثاني عشر منهم وغيبته، وهو محمد بن الحسن‏ العسكري (ع).

واذا ألغينا عقيدة الشيعة الامامية من الحساب لم يبق معنى ولا تطبيق لهذه الاحاديث البتة. اما المذاهب التي لا تتبنى‏ مسألة «الغيبة والانتظار» فلا يمكن تطبيق هذه الاحاديث على رأيها لانقطاع حلقات الامامة عنها في ادوار كثيرة ومراحل‏ طويلة من التاريخ، حتى لو اخذنا بتمحل السيوطي في ترتيب الاثني عشر اماماً. وعليه تتخلف معهم الطائفة الاولى ‏والثانية والثالثة من الاحاديث.

واما المذاهب التي تتبنى مسالة «الغيبة والانتظار» في الامام، كالاسماعيلية، فهي ايضاً غير قادرة على اعطاء تفسير صحيح لهذه الطوائف الاربع من الاحاديث لتخلف الطائفة الرابعة عنها (وهي الروايات التي تصرح بان عدد خلفاء رسول اللّه (ص) من بعده اثنا عشر اماماً او اميراً).

فينحصر الامر في تطبيق هذه الروايات في تاريخ الاسلام على ما تقول به الشيعة الامامية، وليس له من تطبيق آخر، ولا نعرف تطبيقاً آخر لهذه الطوائف الاربع من الروايات غير ما يقول به الامامية من الايمان بولادة الامام محمد بن الحسن ‏العسكري (ع) وغيبته، وهذا هو معنى «المطابقة والانحصار».

وعندئذ يتم الاستدلال بهذه الطوائف الاربع من الروايات بشكل كامل، لانحصار الامر في تطبيق هذه الروايات على ما تقول به الامامية، وعدم وجود اي تطبيق آخر معروف في تاريخ الاسلام لها.

ونقرب ذلك بمثال من القضاء.

لو ان احداً عثر على مال في دار لا يدخلها غير نفر معدود، ولا يدخلها غيرهم، فادعاه احدهم، لا يعرف الناس له ‏تناقضاً او كذباً، ولم يدعه غيره ممن يتردد على هذه الدار من اولئك النفر. فان القاضي يحكم بالضرورة بعائدية المال‏ الى المدعي مع عدم وجود ادعاء معارض، وليس يحتاج الى بينة او يمين او وسيلة اخرى من وسائل الاثبات القضائي ‏بالضرورة.

وواقع الائمة الاثني عشر من اهل البيت (ع) في التاريخ الاسلامي بالقياس الى الاخبار الصحيحة التي اخبر عنها رسول ‏اللّه (ص) يشبه الى حد ما هذا المثال القضائي.

ولذلك قلنا ان انطباق هذه الروايات على الائمة الاثني عشر من اهل البيت (ع)، ومنهم الامام الثاني عشر الغائب ‏المنتظر (عج) انطباق قطعي وضروري، ولا يحتاج الى جهد علمي كبير بقدر ما يحتاج الى رؤية صافية غير مثقلة‏ بالخلفيات والرواسب الفكرية والعصبيات، أعاذنا اللّه منها.

خلاصة الكلام ونلخص الكلام في هذا الباب ونقول:

ان امامنا افتراضين اثنين:

الافتراض الاول صحة عقيدة الشيعة الامامية من الائمة الاثني عشر من اهل البيت (ع)، بمن فيهم الامام الثاني عشر(عج)، وولادته وغيبته وظهوره.

والافتراض الثاني عدم صحة هذه العقيدة.

ومن الطبيعي ان نخضع هذين الافتراضين للدراسة والتحقيق في ضوء الطوائف الاربع المتقدمة من الحديث، التي لا يمكن انكارها ولا تكذيبها.

عندئذ نجد ان الافتراض الاول يقدم بسهولة تفسيراً واقعياً تاريخياً للطوائف الاربع المتقدمة من الحديث لانطباقها الكامل عليه.

بينما الافتراض الثاني يؤدي الى انكار الاحاديث الاربعة او تكذيبها. والاول منهما يعارض النهج العلمي المعروف ‏للفريقين في توثيق الحديث، والثاني منهما تكذيب لرسول اللّه (ص) واهل بيته الذي اذهب اللّه عنهم الرجس، وجعلهم ‏رسول اللّه (ص) العدل الاخر للكتاب.

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مجلة المنهاج، العدد 19.

1- الصواعق المحرقة، دار الطباعة المحمدية بمصر، ص 149.

2- صحيح مسلم، كتاب الامارة، باب الامر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن، 6/22.

3- صحيح البخاري، كتاب الفتن، الباب الثاني.

4- مسند احمد، 3/416.

5- مسند الطيالسي، طبعة حيدر آباد، ص 259.

6- الحاكم في المستدرك.

7- الذهبي في تصحيح المستدرك، 1/77.

8- الهيثمي في مجمع الزوائد، 5/218 225.

9- المجلسي، بحار الانوار، 23/76 93.

10- رجال السند كلهم ثقاة. والسند يبدا بالبرقي عن «ابن فضال‏»، وهو ثقة، عن «حماد بن عثمان‏»، وهو ثقة كذلك، عن ابي ‏اليسع عيسى بن السري، وهو ثقة من اصحاب الامام الصادق (ع).

11- بحار الانوار، 23/90، ورجال الكشي، ص 266 و267.

12- الكليني، الحجة من الكافي، 1/178.

13- المصدر نفسه.

14- المصدر نفسه. والرواية معتبرة من حيث السند ورواتها كلهم ثقاة، واما ابراهيم بن هاشم والد علي بن ابراهيم فقد رجح العلامة في «الخلاصة‏» الاخذ بروايته، واكثر ابنه علي بن ابراهيم من الرواية عنه في التفسير، وقد التزم في مقدمة ‏التفسير بالرواية عن الثقاة فقط، وصرح ابن طاووس عند ذكر رواية من امالي الصدوق في سندها ابراهيم بن هاشم‏ بان‏ رواة الحديث ثقاة بالاتفاق، وهو اول من نشر حديث الكوفيين في قم، وتلقوه عنه بالقبول، رغم اشتهار القميين‏ بالتشدد في قبول الحديث، ولا يتردد فقهاؤنا في الاخذ برواياته، يقول السيد الخوئي رحمه اللّه: لا ينبغي الشك في‏ وثاقة ابراهيم بن هشام.

15- المصدر نفسه. اما علي بن الحكم، فقد وثقه فقهاؤنا لوقوعه في اسناد كتاب التفسير لعلي بن ابراهيم القمي.

16- المصدر نفسه.

17- المصدر نفسه، 1/179، والسند معتبر تام، وحسين بن محمد الاشعري الثقة شيخ الكليني، ومعلى بن محمد هو البصري روى في تفسير القمي فهو ثقة، والوشاء هو الحسن بن علي بن زياد، قال البرقي عنه: لا ينبغي الشك في ‏وثاقته.

18- صحيح مسلم، ط دار الفكر، 6/3، ح‏6، باب ان الناس تبع لقريش، كتاب الامارة.

19- المصدر نفسه، ح‏8.

20- المصدر نفسه.

21- سنن الترمذي، 4/501، ط مصطفى البابي الحلبي.

22- سنن ابي داود، 2/421، ط مصطفى البابي الحلبي 1371، اول كتاب المهدي.

23- مسند احمد بن حنبل، 5/86 108.

24- مسند ابي عوانة، 4/396 و398 و399.

 

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/18   ||   القرّاء : 3792





 
 

كلمات من نور :

من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة ، إما معجلة وإما مؤجلة .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 حكم ساب النبي صلى الله عليه و آله - دراسة نقدية في المواقف الفقهية

 القـران والتحريف ( القسم الأول)

 النشرة الاسبوعية العدد ( 33 )

 سلسلة حلقات في الصوت والنغم للأستاذ السيد محمدرضا محمدي (الحلقة الثانية)

 أحاديث أهل البيت عن شهر رمضان

 حقيقة التذلل للوالدين

 العناصر النفسية المتألّقة في شخصية سيد الورى

 النشرة الاسبوعية العدد ( 43 )

 حقوق الطفل

 تعظيمُ شعائر الله في أوليائه

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15417803

  • التاريخ : 29/03/2024 - 08:04

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 وسيلة المعلّمين في رسم وتجويد الكتاب المبين

 تفسير النور - الجزء الأول

 الاصفى في تفسير القران (الجزء الاول)

 ترجمة كتاب تساؤلات معاصرة إلى اللغة الإنجليزية

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)

 تفسير القرآن الكريم المستخرج من آثار الإمام الخميني (ره) - المجلد 1

 114 لغزاً قرآنياً

 سلامة القرآن من التحريف

 فهم القرآن - دراسة على ضوء المدرسة العرفانية _ الجزء الأول

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 الشفاعة في البرزخ

 هل يتأثر النبي (صلى الله عليه وآله) بالسحر

 للقرآن ظاهر و باطن بل بطون...

 كيف يصحُّ لنا أن ننسب الأفعال القبيحة لله تعالى؟

 {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي}

 معنى الكفر في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله...)

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

 الآية الكريمة {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ}

 هل القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين هو نفس القرآن الذي نزل على الرسول الاعظم (ص) ، لا زيادة ولا نقصان فيه ؟

 س: ما هو الأساس أو الأصل في أصول حفظ القرآن الكريم؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7228)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4080)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3832)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3528)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3057)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الصفحة 459

 سورة الحجر

 الصفحة 412

 سورة الإنفطار

 الصفحة 172

 سورة السجدة

 62- سورة الجمعة

 44- سورة الدخان

 سورة محمد

 الجزء 18 - الحزب 35 - القسم الثاني

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8246)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7338)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6606)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6578)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2746)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2561)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2287)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2284)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثامن

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 سورة الاحزاب ـ السيد حسنين الحلو

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 سورة الذاريات ـ الاستاذ السيد محمد رضا محمد يوم ميلاد الرسول الأكرم(ص)

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net