00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .

        • القسم الفرعي : النبي (ص) وأهل البيت (ع) .

              • الموضوع : بيعة ‌‌‌الإمـام‌ الرضا «ع» ظروفها وأسبابها .

بيعة ‌‌‌الإمـام‌ الرضا «ع» ظروفها وأسبابها

 العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى

عندما بدأ نجم الامويين بالأفول، وبدا واضحا‌ أن‌ حكمهم‌ لن يـستطيع الصـمود طـويلا، في وجه المشاكل والصعاب، الكثيرة والكبيرة، والتي كان لانحراف الحكم نفسه‌ اثر كبير في خلقها وايجادها...كانت الدعـوة للعلويين،  واهل البيت، تزداد قوة واتساعا‌ يوما بعد يوم.. وبايع‌ رجال‌ بني العباس- وحـتي السفاح،  والمنصور- للعلويين اكـثر مـن مرة..

 ولكن العباسيين الذين استغلوا الموقف، ونجحوا في القضاء علي الامويين، والوصول الى الحكم.. استقلوا بالامر مدعين وصول الخلافة اليهم بالإرث. ولم‌ يكتفوا بهذا وحسب، بل انقلبوا علي بني عمهم، العلويين، والذين كانوا اقوى حجة مـنهم، واكثر جدارة، واهلية للحكم-انقلبوا عليهم- يوسعونهم قتلا وعسفا وتشريدا..، لانهم أدركوا أنهم مصدر الخطر الحقيقي عليهم، وعلى مستقبلهم‌ في‌ الحكم...

 وكان لذلك- وخصوصا مع ملاحظة سيرة بني العباس السيئة في الحكم،  ومعاملتهم للرعية-نتائج خـطيرة، وعـكسية، بالنسبة اليهم.. فقد أدى الى نمو تعاطف الناس مع العلويين، وازدياد احترامهم وتأييدهم‌ لهم، وعلى الاخص لما كانوا يرونه من نزاهة العلويين، وابتعادهم عن كل ما هو مشين ومهين، ولانهم كانوا يرون بينهم شـخصيات فـيها كل الجدارة، وتمتلك كافة المؤهلات لقيادة الامة، قيادة‌ صالحة وسليمة.. لقد اصبحت الامة تري في العلويين الامل الحي، الذي تحيا به، وتحل ومعه الحياة..

 وازدادت قسوة العباسيين على العلويين، حتى لم يعد لاحتمالها سبيل. وثار العلويون فـي وجـه الظلم، ولكن‌ لم‌ تنجح‌ ثوراتهم تلك، حيث لم يسبقها التخطيط‌ والاعداد‌ الكافيان.. فلم يكن العباسيون ليعطوهم الفرصة لاي تخطيط ا واعداد، يمكن ان يصل الى درجة من القدرة تمكنه من ان يذهب بدولة الجبارين..

وفي‌ زمن المأمون كانت قـد وصـلت ظـروف الحكم العباسي- وخصوصا‌ المأمون- الى درجـة خـطيرة جدا..

فـالمأمون.. لا يرضى به العباسيون خليفة، رغم فضله وكياسته، ويرجحون أخاه الامين عليه، كما اعترف بذلك‌ الرشيد‌ نفسه ‌(1).

والامين.. أمه زبيدة، حفيدة المنصور، وأعظم عباسية على الاطلاق، وقـد مـارست‌ ضـغطا كبيرا على الرشيد من اجل ضمان تقديم ابـنها فـي ولاية العهد، كما اعترف بذلك الرشيد ايضا، كما انها استعملت‌ نفوذها‌ في‌ اقناع رجال الدولة بذلك، وعلى الاخص أعظم رجل في بـلاط الرشـيد، الفضل‌ بـن‌ يحيى البرمكي‌ (2)، الذي كان ولدها في حجره.

أما المأمون..فامه جارية، «خراسانية»، كان المأمون يـعير بها، حيث كانت أشوه واقذر‌ جارية‌ في‌ مطبخ الرشيد، وقد ماتت ايام نفاسها به ‌(3).

 والعرب ايضا يفضلون الامين‌ على‌ المـأمون، لان‌ أمـه، والقـائم بأمره، الفضل بن سهل فارسيان. وقد عانوا من تقديم الموالي عليهم، حتى صـرح المـسعودي‌ في‌ مروج‌ الذهب، أن العرب بادت، وذهبت رئاستها، في بدء عهد الدولة العباسية..

واذا كان رجال الدولة، وخصوصا‌ الفضل بن يحيى، والعـباسيون، وزوجـة الرشيد زبيدة، والعرب-كلهم-يفضلون الامـين، فماذا يـمكن أن نـنتظر‌ من‌ المأمون، الا ان يتطلع الى الايرانيين ويقربهم اليه، وأن يظهر لهم الحب‌ لما‌ يحبون، والكراهة لما يـكرهون.. واظـهر اليـهم حتى الحب لآل علي، عندما علم ان ذلك يرضيهم، ويوافق‌ هوى‌ نفوسهم.. فما كان من هؤلاء الا ان مدوا له يد العـون، وسـاعدوه في‌ الوصول‌ الى‌ الحكم اصدق المساعدة، وكانوا جنده، وقواده، ووزراءه المخلصين، الذين اخضغوا له البـلاد، وأذلوا له العـباد، وبـسطوا‌ نفوذه‌ وسلطانه علي كثير من الولايات والامصار، التي كان يطمح للسيطرة عليها.. بعد‌ ان‌ قتل أخـاه، العزيز عـلي العباسيين خاصة، والعرب عامة، والذي كان لمقتله اثر سيي‌ء علي سمعة المأمون،  وكان‌ هـذا وحـده كـافيا لزعزعة ثقة الناس به، وتأكيد نفورهم منه، سواء في ذلك‌ العرب، أ وغيرهم.. ولقد كان قتله واشـياعه بـسيوف‌ غير‌ العرب، وه وذنب آخر لن يكون من السهل‌ الاغضاء‌ عنه، أ وغفرانه..

أما العـلويون.. فانهم لن يـرضوا بـالمأمون، كما لن يرضوا بغيره من العباسيين، خليفة‌ وحاكما، لانهم من تلك السلالة التي‌ سفكت‌ دماءهم، وشردتهم‌ عن‌ ديـارهم،  وسـلبت امـوالهم، ويكفيه عندهم انه‌ ابن‌ الرشيد، الذي كان يتتبع كل من كان ذانباهة وشـأن مـن آل ابي‌ طالب‌ (4)، والذي اقسم ليقتلنهم وكل من‌ يتشيع لهم‌ (5)، والذي قتل‌ بالامس‌ قائدهم وسيدهم الامام موسي‌ الكاظم (ع)، والذي بـلغ مـن ظلمه لهم ان جعل البعض يتوهم:أن المأمون انما جعل ولاية‌ العهد‌ بعده للرضـا(ع)؛ من اجـل ان يمحوما‌ كان‌ من‌ امر الرشيد في‌ آل‌ علي‌ (6).

 وبـعد كـل‌ مـا‌ تقدم فلا يكون من الصعب علينا-كما لم يـكن مـن الصعب علي المأمون أيضا- وهو أفعى‌ الدهاء والسياسة-أن ندرك، ونتصور مدي‌ الخطر‌ الذي كـان‌ يـتهدد‌ وجوده في الحكم، وبالتالي‌ مـستقبل الخـلافة العباسية بـشكل عـام.. والي أي حد كان مركز المأمون ضعيفا، وموقفه حرجا، وخصوصا وه ويـواجه الثـورات (7)‌ وبالاخص‌ ثورات العلويين، أقوي خصوم الدولة العباسية، تظهر مـن كل‌ جانب‌ ومكان، مـن‌ اطـراف‌ دولته، وكل ناحية من نـواحي مملكته.

فأبي السرايا-الذي كان يوما ما من حزب المأمون‌(8) -خرج بالكوفة، وكان هو واتباعه لا يلقون جيشا الا هـزموه، ولا يـتوجهون الى بلدة‌ الا دخلوها، (9) ويقال: انه قـتل مـن اصـحاب السلطان، في حرب ابـي السـرايا فقط، مئتا الف رجل، مع أن مدته مـن يـوم خروجه الى يوم ضربت عنقه لم تزد علي العشرة اشهر(10)..

 وخرج‌ حتى في البصرة العثمانية، زيد النار(11)، ومـعه عـلي بن محمد، كما خرج منها من قـبل عـلي المنصور، ابراهيم بـن عـبد اللّه.

 وفـي مكة ونواحي الحجاز: محمد بـن جعفر، الذي كان يسمي بالديباج،  وتسمي‌ بـ«امير المؤمنين»(12).

 وفي اليمن: ابراهيم بن موسى.

 وفي المدينة:محمد بن سليمان بـن داود

 و‌‌فـي‌ واسط، التي كان قسم كبير فيها يميل الى العثمانية: خرج جعفر بن محمد بن زيد‌ بن‌ علي، والحسين بن ابراهيم، بن الحسن بن علي.

 وفي المدائن: محمد بن اسماعيل بن محمد.

الي غير‌ ذلك، مما لا مجال لنا هـنا لتتبعه.

أمـا ثورات غير العلويين فكثيرة أيضا، وكان‌ منها ما يدع والي‌ الرضا‌ من آل محمد، كثورة الحسين بن هرش سنة 198 هـ..(13) وسواها، وقد اشار اليعقوبي فـي تـاريخه، وغيره من المؤرخين الى العديد مـن ثـورات غير العلويين، لا مجال لنا لذكرها هنا.

الا ان الذي‌ كان يكمن فيه الخطر الحقيقي ه وثورات العلويين، لانها كانت تظهر في مناطق حساسة جدا في الدولة، ولانها بقيادة اولئك الذيـن يـمتلكون من قوة الحجة، والجـدارة الحـقيقية، ما ليس لبني العباس فيه‌ ادنى‌ نصيب.

 وكان في تأييد الناس لهم، واستجابتهم السريعة لدعوتهم، دلالة واضحة علي شعور الامة بمختلف طبقاتها، وفئاتها تجاه حكم العباسيين، ونوعية تفكيرهم تجاه خلافتهم وعلي مدي الغـضب، الذي كـان يستبد‌ بالنفوس‌ نتيجة استهتار العباسيين، وظلمهم،  وسياساتهم مع الناس عامة، ومع العلويين بوجه خاص.

 واذا أضفنا الى كل ما تقدم: أن العلويين، وقسما كبيرا من الناس، بل وعامة المسلمين، لم يكونوا‌ قد‌ بايعوا-بعد-للمأمون أصلا، تكتمل امامنا الصـورة للوضـع الذي كان يـواجه المأمون، ومدي حراجة موقفة آنذاك..

فأهل الكوفة لم يكونوا قد بايعوا للمأمون بعد، حيث انهم لما ذهب اليهم العباس بـن موسي بن‌ جعفر، أخ والامام‌ الرضا(ع)، أجابه قوم كثير منهم، وقال‌ له‌ آخـرون:‌ «ان كـنت تـدعوا للمأمون، ثم من بعده لاخيك، فلا حاجة لنا في دعوتك، وان كنت تدعوا الى اخيك، أ وبعض أهل بيتك‌ أو الى نـفسك، أجبناك الخ» (14)..

وأمـا أهل بغداد فحالهم أشهر من أن يذكر..

 وقد كتب المأمون، بخط يده في وثيقة‌ ولاية‌ العـهد‌ للامـام الرضـا(ع)، يقول: «ودعا أمير المؤمنين ولده، واهل بيته، وقواده، وخدمه، فبايعوا مسارعين...الي أن قال: فبايعوا معشر أهل بيت أمير المـؤمنين، ومن بالمدينة المحروسة، من قواده وجنده، وعامة المسلمين لامير‌ المؤمنين، وللرضا‌ من بعده، علي بـن موسى الخ..(15).

فقوله: لامير المؤمنين وللرضـا مـن بعده‌ الخ، يدل‌ دلالة واضحة علي أن عامة المسلمين ما كانوا قد بايعوا له بعد «لامير المؤمنين»، فضلا عن أهل المدينة المحروسة.

 وحتى‌ أنهم كانوا قد بايعوه، فان بيعتهم هذه وجودها كعدمها، اذ ان عصيانهم وتمردهم‌ عليه، وعلي حكمه لم يكن ليخفى عـلى احد، بعد ما قدمناه من ثوراتهم تلك التي كانت‌ تظهر‌ من‌ كل جانب ومكان، وكان كلما قضي علي واحدة منها تظهر أخري، داعية لما كانت‌ تدعوا‌ اليه الاولى، أي الى الرضا من آل محمد، أو الى احد العـلويين.. ولم تـستقم له‌ في‌ الواقع‌ الا خراسان فقط.. نعم.. بعد أن عاد الى بغداد.. وكان قد قوي أمره، بدأ الناس يبايعونه في‌ الاقطار، ويتعللون بأن امتناعهم انما كان ظاهريا، وأنهم كانوا في السر معه، وعلي ولائه، كما صرح‌ به‌ اليـعقوبي‌ فـي تاريخه.

هذه باختصار كانت حالة الحكم العباسي بشكل عام، وحالة المأمون، وظروفه فيه بشكل‌ خاص.. وكان الوضع يزداد سوءا، يوما عن يوم، ولم يكن لينقذ الموقف القوة والعنف- والذي‌ يعاني المأمون بـالفعل مـن نتائجه السيئة ما يعاني.

كما لم يكن لينقذ الموقف المنطق والحجاج، لان‌ العلويين‌ أقوي حجة من العباسيين، لانهم يمتلكون‌ اعترافا‌ صريحا منهم بـأن المـستحق للخلافة‌ ه والاقرب نسبا‌ الى النبي (ص) هذا‌ فضلا عما كانوا يتمتعون به من‌ الجدارة‌ والاهلية الذاتية لقيادة الامة..

لقد كان عـلى المـأمون أن يـنقذ الموقف، حتى لا‌ تلقي خلافته على ايدي العلويين ما‌ لقيته خلافة الامـويين علي‌ ايدي‌ العباسيين من قبل..

لقد كان‌ عليه‌ أن يقوي من دعائم حكمه، الذي هو بالنسبة اليه كل شي‌ء، وليس قـبله، ولا‌ بـعده‌ شـي‌ء.. لقد كان عليه ان يقوي‌ من‌ دعائمه‌ حتى لا يطمع‌ فيه‌ طامع، ولا تزعزعه‌ العـواصف، ولا تـنال منه الانواء، مهما كانت هو جاء وعاتيه.

 وكان انقاذ الموقف يتوقف‌ علي:

1ــ اخماد ثورات العلويين.

2ــ ان يحصل على‌ اعتراف‌ من العـلويين‌ بـشرعية‌ خـلافة‌ العباسيين، ليكون بذلك قد افقدهم‌ سلاحا قويا، لن يقر له قرار الا اذا أفقدهم اياه.

3ــ استئصال- هذا العطف، وذلك التـقدير والاحـترام، الذي‌ كـانوا‌ يتمتعون به، وكان يزداد يوما عن‌ يوم- استئصاله- من‌ نفوس‌ الناس‌ نهائيا، والعمل علي تشويههم‌ امـام‌ الرأي العـام، بالطرق والاسـاليب، التي لا تثير الكثير من الشكوك، والشبهات، حتى لا يقدروا بعد ذلك علي‌ التحرك، ولا‌ يجدوا المؤيدين لاية دعوة لهـم، وليـكون القضاء‌ عليهم‌ بعد‌ ذلك‌ نهائيا، سهلا‌ وميسورا.

4ــ اكتساب ثقة العرب ومحبتهم.

5ــ استمرار تأييد الخراسانيين، وعامة الايـرانيين له.

6ــ ارضـاء العـباسيين، والمتشيعين لهم، من اعداء العلويين.

7ــ تعزيز ثقة الناس بشخص المأمون، الذي كان لقتله أخاه أثر‌ سيئ عـلي سـمعته، وثقة الناس به.

8ــ واخيرا.. أن يأمن الخطر الذي كان يتهدده، من قبل تلك الشخصية الفذة، التي كانت تـرعبه وتـخيفه جـدا، الا وهي شخصية الامام الرضا(ع)، ويمهد الطريق للتخلص‌ منها، والقضاء عليها، قضاءا مبرما، ونهائيا.

 وكان أن اتبع المأمون مـن اجـل تحقيق ذلك كله اسلوبا جديدا، وغريبا لم يكن مألوفا ولا معروفا من قبل.. وليتمكن مـن ثـم.. من الاحـتفاظ بالخلافة‌ لنفسه، وأن تبقي في بني أبيه.. واحسب أنه لم يتوصل اليه الا بعد تفكير طويل وتقييم عـام شـامل للوضـع الذي كان يعيشه، والمشاكل‌ التي‌ كان يواجهها.. وهو يعلم اكثر، من‌ كل‌ أحد أنـه لا يـمكنه أن يستعين بالعباسين، بني ابيه في مواجهة تلك المشاكل، بعد أن كانوا ينقمون عليه قتله أخاه الامين، العزيز عليهم، وبعد أن كـانوا لا‌ يـثقون‌ به ولا يأمنون‌ جانبه، بسبب موقفهم السابق منه، كما انه لا يستطيع أن يستعين على ذلك بـالعلويين، والمـتشيعين لهم، وما أكثرهم، بعد ان كانوا هم الذين يـخلقون له أعـظم المـشاكل، ويضعون في طريق حكمه أشق العقبات. وأمـا‌ العـرب فه واعرف الناس بموقفهم منه، والخراسانيون لا يستطيع أن يعتمد علي ثقتهم به طويلا، بعد أن كـشف لهـم عن حقيقته، وواقعه الاناني البـشع، بقتله أخـاه وأشياعه..

 وكان عـليه فـي‌ نـهاية‌ الامر أن‌ يضع خطته، للتخلص من كـل تـلك المشاكل، والاخطار التي تواجهه بأسرع وقت ممكن، فان الزمن لم يكن في صالحه‌ أبـدا، وكـانت خطته فريدة وغريبة، كما قلنا، فه ومن جهة:

لا يـذكر‌ احدا‌ من‌ الخلفاء، ولا غـيرهم مـن الصحابة بسوء، بل هو يتحرج حـتى مـن المساس بغير الصحابة.. وحتى بأولئك الذين كان ‌‌حالهم‌ في الخروج علي الدين، وتـعاليم الشـريعة، معروفا، ومشهورا، «كالحجاج بن يوسف»، وذلك من أجـل أن‌ لا‌ يـثير‌ عواطف أولئك الذين يـلتقي مـعهم فكريا، وسياسيا، ومصلحيا، والذيـن سـوف يكونون له في المستقبل الدرع‌ الواقي، والحصن الحصين.

فاستمع اليه يقول-كما يروى لنا التغلبي المعاصر له-:«وظنوا أنـه لا‌ يجوز تفضيل على الا‌ بانتقاص‌ غيره مـن السـلف. واللّه، ما أسـتجيز أن أنـتقص الحـجاج بن يوسف، فكيف السـلف الطيب» (16)

 وكذلك نراه يركن الى رأي يحيى بن اكثم، الذي قال له، عندما أراد الاعلان بسب معاوية على المنابر: «والرأي‌ أن تـدع النـاس كلهم على ما هم عليه، ولا تـظهر لهم أنك تميل الى فرقة‌ من‌ الفرق، فان ذلك أصلح في السياسة، واحرى في التدبير»

ثم يدخل عليه ثـمامة، فيقول له المـأمون: «يا ثـمامة، قد علمت ما كنا دبرناه في معاوية، وقـد عـارضنا رأيه واصـلح فـي تـدبير المملكة، وابقي‌ ذكرا‌ في العامة...الخ»

 ومن شعره الذي يرويه لنا ابن عساكر:

اصبح ديني الذي أدين به‌ ولست منه الغداة معتذرا حب علي، بعد النبي، ولا اشتم صديقا، ولا عمرا ثم ابن عفان‌ فـي‌ الجنان مع‌ الابرار، ذاك القتيل مصطبرا لا ولا اشتم الزبير، ولا طلحة ان قال قائل غدرا وعائش الام لست اشتمها من يفتريها فنحن منه برا

-بينما نراه كذلك-نراه من جهة ثانية:

يظهر‌ التشيع، والحب لعلي(ع) والتفضيل له على‌ جميع‌ الخلق، (17)، ويـقدم عـلى الاعلان ببراءة الذمة ممن يذكر معاوية بن ابي سفيان بخير، ويأمر بأن ينادي بذلك في جميع الاقطار(18).

 ومـا ‌ذلك‌ الا‌ ليتقرب‌ الى العلويين، والمتشيعين لهم، ويجعلهم يثقون به، ويطمئنون اليه، وليبقى ايضا‌ محتفظا‌ بـالخراسانيين، الذين عـرف مـنهم الميل الى العلويين بشكل عام..

لكن ذلك لم يكن وحده يكفي لاخماد‌ ثورات‌ العلويين، الذين كانوا يتمتعون بالاحترام والتقدير، ولهـم نفوذ واسع في جميع الفئات‌ والطبقات... ولا لان يحصل - يعني المأمون-على قاعدة‌ شعبية، تستطيع‌ أن‌ تـحميه... ولا لان يفوز بتأييد العرب والثـقة‌ مـن الناس عامة، حتى الخراسانيين، ولا لغير ما قدمنا الاشارة اليه..

فكان عليه أن‌ يقدم‌ عل» ما هو انفع وأجدى.

وكانت‌ خطوته‌ التالية‌ غريبة ومثيرة، لكنها اذا ما أخذت‌ الظروف‌ آنذاك بعين الاعتبار، يتضح أنها كانت طبيعية للغاية، الجأته اليـها الظروف والاحداث.. وتلك‌ الخطوة‌ هي:

«أخذ البيعة للامام علي الرضا(ع) بولاية‌ العهد بعده»

 ومن‌ نافلة‌ القول هنا، أن نقول: ان ذلك يدل‌ على‌ فهم المأمون للداء، مما ساعده على معرفة الدواء الذي تجرعه المأمون، رغم مرارته القاسية، التي لا‌ تقاس‌ ابدا بما سـوف يـعقبها من‌ راحة، وطمأنينة‌ وهناء-تجرعه-بكل رضا، ورجولة، وشجاعة..

نعم.. ان المأمون-على ما‌ اعتقد- قد‌ ثقل عليه أمر البيعة، ولكن ما الحيلة، بعد أن لم يعد امامه خيار في‌ ذلك، الا‌ اذا أراد أن يتغابى، أ ويتعامى عن‌ ذلك‌ الواقع المزري، الذي‌ وصـلت‌ اليـه‌ خلافته، التي اصبحت خيالا، لا يلبث‌ أن تلتهمه اشعة الشمس المشرقة، فتحوله الى سراب..

هذا... وان من الطبيعي أن يثير تصرفه هذا‌ حفيظة‌ العباسيين، الذين ناصبوه العداء، وشجعوا اخاه الامين‌ عليه، ولسوف‌ يزيد‌ في‌ حنقهم وغضبهم، ولكنه‌ غـضب لا قـيمة له في جانب ذهاب الخلافة عنهم بالكلية، وسفك دمائهم.. كما اوضح لهم ذلك في‌ رسالة‌ منه‌ اليهم، حيث قال: «واماما كنت أردته من البيعة‌ لعلي‌ بن‌ موسى‌ الرضا، بعد‌ استحقاق‌ منه لها في نـفسه، فما كـان ذلك مـني الا أن اكون الحاقن لدمائكم، والذائد عنكم، باستدامة المودة بـيننا وبـينهم الخ» (19)

فـليغضبوا اذن قليلا، فانهم سوف يفرحون في نهاية الامر‌ كثيرا، وذلك عندما يعرفون الاهداف الحقيقية، التي كانت تكمن وراء تلك العلة، وأنها لم تكن الامن أجل الا بقاء عـليهم، وضـمان اسـتمرار وجودهم في الحكم، والقضاء على أخطر خصومهم، الذين لن يـكون‌ الصـدام‌ معهم في صالحهم.. انهم دون شك عندما تؤتي تلك اللعبة ثمارها، سوف يشكرون، ويعترفون له بالجميل، ويعتبرون انفسهم مدينين له مدي الحياة.. ولسوف يـذكرون دائمـا قـوله لهم، في رسالته المشار اليها آنفا:‌ «فان‌ تزعموا: أني أردت أن يؤول اليهم-يعني العـلويين-عاقبة، ومنفعة فاني في تدبيركم، والنظر لكم، ولعقبكم، ولا بنائكم من بعدكم، الخ»

انه اذا غضب عليه العباسيون يقدر‌ علي‌ ارضائهم في المـستقبل، عندما يـطلعهم عـلي‌ حقيقة‌ نواياه، واهدافه، ومخططاته، ولكنه اذا خسر مركزه وخلافته، فانه لا يستطيع فيما بـعد ان يـستعيدها-بسهولة-أو أن يعتاض عنها بشي‌ء ذي بال.

 وان من‌ الانصاف‌ هنا أن نقول: ان‌ اختيار‌ المأمون «الامام الرضا» وليا للعهد، كان موفقا للغاية، وهو خير دليـل عـلى حـنكته، ودهائه، وادراكه للاسباب الحقيقية، التي كان يواجهها، ويعاني منها ما يعاني..

 وان من الامور الجـديرة بـالملاحظة هـنا هو ان اختيار‌ المأمون‌ لولي عهده، الذي لم يقبل الا بعد اصرار شديد، والا بعد التهديد بالقتل، وعرف الجد فـي ذلك... كـان ينطوي في بادئ الرأي علي مغامرة، لا تنسجم مع ما هو معروف من المأمون‌ من‌ الدهـاء والسـياسة، اذا ما أخذت مكانة الامام ونفوذه بنظر الاعتبار، وهو الذي كان يشكل أكبر مصدر للخـطر عـلى‌ المـأمون وخلافته، حيث انه كان يحظى بتأييد واسع في مختلف الفئات‌ والطبقات‌ في الامة الاسلامية..

ولكننا اذا دققنا الملاحظة، نجد ان المأمون، لم يقدم علي اختيار الامام وليـا لعـهده، الا‌ وهو على ثقة من استمرار الخلافة في بني أبيه، حيث كان الامام(ع) يكبره بـاثنتين‌ وعـشرين سـنة، وعليه‌ فجعل‌ الخلافة لرجل بينه وبين الخليفة الفعلي، هذا الفارق الكبير بالسن، لم يكن يشكل خطرا عـلى الخـلافة، اذا لم يـكن من المعروف ولا المألوف أن يعيش ولي العهد- وهو بهذه السن المتقدمة-الى ما‌ بعد الخـليفة الفـعلي- وان ذلك من الامور التي يبعد احتمالها جدا..

 ولهذا، ولان ما اقدم عليه لم يكن منتظرا من مثله، وهو الذي قتل أخـاه مـن أجل الخلافة، مضافا الى انه‌ من‌ تلك السلاله المعادية لاهل البيت عليهم السلام.. احتاج المـأمون الى ان يـثبت صدقه، واخلاصه فيما اقدم عليه، وان يثبت للمـلأ صـفاء نـيته، وسلامة طويته، فاقدم أولا: على نزع السواد، شعار العباسيين، ولبـس الخـضرة‌ التي‌ هي شعار العلويين (20)

كما انه أقدم للسبب نفسه علي تزويج ابنته للامام (ع)، والتـي هـي بمثابة حفيدة له، حيث كان يـكبرها بـاكثر من اربـعين سـنة (21) كما انـه زوج ابنته الاخرى للامام محمد‌ الجواد، وكـان لا يـزال صغيرا، (22) ولهذا أيضا كان يظهر التبجيل، والاحترام للامام (ع)- وان كان يضيق عليه فـي البـاطن-كان ذلك سياسة منه، ودهاء -كما سنوضحه (23)

هذا.. وقد‌ صرح المأمون نفسه بأن اكرامه للعلويين لم يكن الا سـياسة مـنه ودهـاء،  ومن‌ أجل‌ الوصول الى أهداف سياسية معينة، قال فـي رسـالته للعـباسين التـي أشـرنا اليـها آنفا: «وأما ما‌ كنت‌ اردته من البيعة لعلي بن موسى...فما كان ذلك مني الا أن أكون الحاقن‌ لدمائكم، والذائد‌ عنكم، باستدامة المودة بيننا وبينهم، وهي الطريق اسلكها في اكرام آل أبي طالب، ومـواساتهم‌ في‌ الفي‌ء، بيسير ما يصيبهم منه..»، ويذكرني قول المأمون: ومواساتهم الخ بقول ابراهيم بن‌ العباس‌ الصولي، وهو كاتب القوم، وعاملهم، في الرضا(ع) عندما قربه المأمون:

يمن عليكم بأموالكم‌ وتعطون من مئة واحدا وان‌ ذلك كله لا يضره مـادام مـصمما على التخلص من ولي عهده هذا‌ باساليبه‌ الخاصة‌ بعد أن ينفذ ما يتبقى من خطته الطويلة الاجل للحط من الامام قليلا قليلا، حتى يصوره‌ للرعية‌ بصورة‌ من لا يستحق لهذا الامر ثم يـدبر فـيه بما يحسم عنه مواد‌ بلائه (24)...كما‌ صرح بذلك المأمون نفسه.. وكما صرح ايضا بذلك عبد اللّه بن موسى في رسالة منه الى‌ المأمون..‌ يذكر فـيها أن المـأمون مصمما على ذلك.. وأنه كـان الطـف حيلة من‌ اسلافه، فه ويقول فيها: «وكنت الطف حيلة منهم، بما استعملته‌ من‌ الرضا‌ بنا، والتستر لمحننا، تختل واحد أف واحدا‌ منا‌ الخ» (25).

 وعلي كل حال، فاننا نـستطيع أن نـجمل أهداف المأمون، وما كـان يـتوخاه‌ من‌ أخذ البيعة بولاية العهد، للامام الرضا‌ بعده، علي‌ النح والتالي:

أ-ان المأمون كـان يـهدف مـن‌ وراء‌ اختيار‌ الامام‌ بالذات‌ الى ان يأمن‌ الخطر، الذي كان يتهدده من قبل تلك الشخصية الفذة، شخصية الرضا(ع)، الذي كانت -حسب ما ورد-كـتبه ‌تـنفذ في المشرق‌ والمغرب‌ وكان هو الارضي في الخاصة والعامة‌ باعتراف‌ نفس‌ المأمون..، حيث‌ لا‌ يـعود بـاستطاعة الامـام(ع) أن يتحرك بأي حركة ضد الحكم، بعد أن اصبح هو ولي العهد فيه.

 وقد صرح المأمون نفسه بذلك، وأنـه خشى ان ترك الامام علي‌ حاله أن ينفتق عليه منه ما لا يستطيع ان يسده.

د-انه يريد أن يـجعل هذه الشخصية تحت المـراقبة الدقـيقة من قرب وليمهد الطريق للقضاء عليها نهائيا باساليبه الخاصة..

 وقد‌ اشرنا‌ فيما سبق الى اننا لا نستبعد أن يكون من جملة ما يهدف اليه من وراء تزويجه الامام بابنته هو أن يجعل علي الامام من الداخـل رقيبا موثوقا عنده، ولم‌ يكتف بذلك بل وضع عليه عونا آخرين، يخبرونه، بكل حركة من حركاته، وكل تصرف من تصرفاته فقد كان:

«هشام بن ابراهيم الراشدي من اخص الناس‌ عند‌ الرضا(ع) وكانت امور الرضـا تـجري‌ من‌ عنده، وعلى يده.. ولكنه لما حمل الى مرو، اتصل هشام بن ابراهيم بذي الرئاستين، فقربه ذوالرئاستين، وادناه، فكان ينقل اخبار الرضا الى ذي الرئاستين والمأمون، فحطي‌ بذلك‌ عندهما، وكان لا‌ يخفىي‌ عليهما شيئا من اخباره، فولاه المـأمون حـجابة الرضا، وكان لا يصل الى الرضا الا من احب، وضيق على الرضا، فكان من يقصده من مواليه اليه، وكان لا يتكلم الرضا(ع) في داره بشي‌ء‌ الا‌ أورده هشام على المأمون، وذي الرئاستين» (26) ‌

 وعن ابي الصلت:«ان الرضا كان يناظر العـلماء، فيغلبهم، فكان النـاس يقولون: واللّه، انه أولى بالخلافة من المأمون، فكان أهل الاخبار يرفعون ذلك اليه»

 وقد كتب الامام(ع) رسالة الى احمد بن محمد البزنطي، جاء فيها: «واما‌ ما‌ طلبت مـن الاذن عـلي، فان الدخـول الى صعب، وهؤلاء قد ضيقوا عـلي فـي ذلك، فلست تقدر الان، وسيكون ‌‌ان‌ شاء اللّه» (27)

3ــ انه كان يريد عزل الامام(ع) عن الحياة الاجتماعية، وابعاده عن الناس حتى‌ لا‌ يؤثر‌ عليهم، بما يمتلكه مـن قـوة الشـخصية، وما منحه اللّه اياه من العلم، والعقل، والحكمة، ومـن‌ النـفوذ، سواء في ولاية خراسان أو في غيرها..

والاهم من ذلك عزله (ع) عن شيعته، ومواليه، وقطع صلاته بهم، تمهيدا للقضاء‌ عليه‌ نهائيا، وقد قال المأمون فـي روايـة حـميد بن مهران.. «انه يحتاج الى ان يضع منه قليلا قليلا، حتى يصوره امام الرعـبة بصورة من لا يستحق لهذا الامر الخ».

انه يريد من وراء ذلك‌ ان يقطع آمالهم، ويشتت شملهم ويمنع الامام من ان يصدر اليـهم مـن أوامـره ما قد يكون له أثر كبير علي مستقبل المأمون، وخلافته. وقد تـقدم فـي الرواية المتقدمة: «وكان لا‌ يصل‌ الى الرضا الا من أحب (أي هشام بن ابراهيم)، وضيق علي الرضا، فكان من يقصده مـن مـواليه لا يـصل اليه»

 وتقدم ايضا ما كتبه الرضا(ع) الى البزنطي: «واما ما طلبت من الاذن‌ عـلى، فـان الدخـول الى صعب، وهؤلاء قد ضيقوا على، فلست تقدر الان الخ»

ولعله لاجل هذا أيضا ارجع الامام عن صـلاة العـيد مـرتين، والتي كان المأمون نفسه قد أصر عليه‌ ان‌ يؤم الناس فيها، ولهذا أيضا فـرق تـلامذته عنه، عند ما أخبر أنه يقوم بمهمة التدريس، الى آخر ما هنا لك، من صفحات تـاريخ المـأمون المطوية..

ـــــــــــــــــــــ

الهوامش:

1.     تـاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 307، والاخبار الطوال ص 401.

2.     المصدر‌ السابق.

3.     راجع حياة الحيوان للدميري ج 1 ص 72.

4.     مـقاتل الطالبيين ص 493.

5.     الاغاني ج 5 ص 225‌ طبع‌ دار الكتب بالقاهرة.

6.     عيون اخـبار الرضـا‌ ج 2 ص 147، والبحار ج 49‌ ص 132 وغير ذلك.

7.     راجع تاريخ اليعقوبي ج 3 ص 173/174 وغيره، ليتضح لك كيف ان الثورات كانت قد عـمت جـميع الاقطار في الفترة الاولي‌ من‌ عـهد المأمون.

8.     فـفي تـاريخ الطـبري‌ ج 1 ص 236 قـال المأمون لهرثمة: «مالات اهـل الكـوفة والعلويين، وداهنت، ودسست الى ابي السرايا حتى خرج، وعمل ما عمل، وكان رجلا من‌ اصحابك‌ الخ».. ومـثله ايـضا‌ فـي‌ الكامل لابن الاثير، طبعة ثالثة ج 5 ص 179، وتاريخ ابن خـلدون ج 3 ص245 وغـير ذلك،

9.     مـقاتل الطـالبيين ص 535.

10.مـقاتل الطـالبيين ص 550.

11.سمي بزيد النار، لانه حرق‌ دور‌ العاسيين في البصرة بالنار، وكان اذا اتى برجل من المسودة احرقه بثيابه، راجع الكامل لابن الاثير ج 5 ص 177، والطبري ج 11 ص 986 وتاريخ ابن خلدون ج3 ص 244. وفي الروايات ان اخاه الامام الرضـا(ع) اظهر الاستياء من فعله.

12. وليس في العلويين-باستثناء الامام علي طبعا-قبله ولا بعده من تسمى بأمير المؤمنين غيره، كما في مروج الذهب ج 3 ص 439، و«الديباج» لقب لأكثر من واحد من العلويين.

13.البداية والنهاية ج 10 ص 244 والطبري‌ ج 11 ص 975.

14.تاريخ الطبري ج 11 ص 1020. ويلاحظ‌ هنا‌ كيف قد اختير رجل علوي، وأخ والامام الرضا بالذات ليـرسل الى الكـوفة، المعروفة بـالتشيع للعلويين.

15.كشف الغمة‌ ج 3 ص 126، والبحار ج 49 ص 151، وقد اورد وثـيقة العـهد‌ عـدد‌ من المؤلفين، نذكر منهم القلقشندي في صبح الاعشي، والشبلنجي‌ في‌ نور الابصار وابن الصباغ المالكي، في الفصول‌ المهمة، وابن الجوزي في تذكرة الخـواص، والسـيد الامـين في اعيان الشيعة وغيرهم..

16.راجـع تـاريخ بـغداد لابـن طيفور ج 6 ص 75. ونظير ذلك كـثير، لسنا هنا فـي صدد تتبعه واستقصائه.

17.قال في‌ النجوم‌ الزاهرة‌ ج 2 ص 201/202، ومثله في تاريخ الخلفاء‌ للسيوطي‌ ص 308 وغيرهما: ان المأمون كان يـبالغ فـي التشيع، ويقول: ان افضل الخلق بعد النبي(ص) علي بن ابي طالب(ع)، وأمر‌ بأن‌ ينادي‌ ببراءة الذمة ممن يذكر معاوية بخير، لكنه لم يتكلم في الشيخين‌ بـسوء، بل كـان يترضى عنهما، ويعتقد امامتهما الخ...

وأقـول: كيف يـتفق حبه لعلي وولده مع ما يرويه لنا‌ الطبري‌ في‌ تاريخه ج 11 ص 1094 من تجسسه علي عبد اللّه بن‌ طاهر، ليعلم‌ هل يحب آل ابي طالب أو لا؟ ومع ما صدر منه فـي حـق الامام علي الرضا(ع)..كما‌ سـيأتي‌ بـيانه‌ بالتفصيل، ومع منعه العلويين من الدخول عليه، كما نص عليه ابن الاثير‌ وغيره‌ من المؤرخين، ومع قتله اخوة الامام الرضا وكثيرا من العلويين، بالسم تارة، وبالسيف‌ اخري، الى آخر‌ ما هـنا لك مـما قد يتعذر حصره واستقصاؤه. والارجح انه كان يذهب‌ مذهب‌ المعتزلة كما اشار اليه احمد امين في كتابه ضحي الاسلام ج 3 ص 295، ويدل‌ علي ذلك قول المعتزلي المعروف بشر بن غياث المريسي، على ما في البـداية والنـهاية‌ ج 10 ص 279 فليراجع .

18.قد يـرى البعض ان اعلانه ذلك، واباحته المتعة، وتفضيله‌ عليا، وقوله: بخلق‌ القرآن وغير ذلك، ليس الا لاشغال العلماء بعضهم ببعض، وشغل النـاس عن التفكير بالخلاقة، التي هي‌ اعز‌ عليه من كل ما في الوجـود، والتـي ضـحى من اجلها بأخيه ووزيره‌ وقواده. وكذلك من اجل صرف الناس عن اهل البيت عليهم السلام، وابعادهم عنهم..

19.ينابيع المـودة للقـندوزي الحنفي ص 485، البحار للمجلسي ج 49 ص 213 وكتاب الطرائف ‌‌لابن‌ طاووس الترجمة الفارسية ص 132 فما بعدها نقلا عـن كـتاب نـديم الفريد لابن‌ مسكويه‌ صاحب‌ كتاب حوادث الاسلام.

20.لكنه بـعد وفاة الامام(ع) ووصوله‌ الى‌ بـغداد‌ عاد الى السواد بعد ثمانية‌ ايـام‌ فـقط‌ من وصوله، على قول اكثر المؤرخين. وقيل: بقي ثلاثة اشهر، رغم ان العباسيين قد لبسوا الخضرة، وتـابعوه عـلى ذلك، على ما صرح به فـي البـداية‌ والنـهاية، وغيره من كـتب التاريخ.

21. وهـذا كتزوج المأمون‌ ببوران‌ بـنت الحـسن بن سهل.. حيث اراد بذلك ان يوثق علاقاته مع الايرانيين، ويجعلهم يطمئنون اليه، خصوصا بعد عودته الى بغداد، وليـبرئ نـفسه‌ من‌ دم الفضل، ويكتسب ثقة الحسن اخـيه، المعروف بـرأيه ونفوذه..

22.مروج‌ الذهـب ج 3 ص 441 وغـيره مـن كتب التاريخ. وفي الطـبري ج 11 ص 1103 طبع ليدن: انه‌ لم‌ يدخل‌ بها الا في سنة 215، هذا ولا نستبعد بالإضافة الى ذلك‌ ان‌ المأمون كان يـهدف الى جـعل رقابة داخلية علي الامامين عليهما السـلام، فيكون بـذلك قـد اصـاب عـصفورين بحجر‌ واحد.

23. وقد سـبقه الى مـثل ذلك سليمان عم الرشيد: حيث ارسل غلمانه فأخذوا جنازة‌ الامام الكاظم(ع)من‌ غلمان‌ الرشيد، وطردوهم، ونادوا عليه بذلك النداء‌ المعروف، اللائق‌ بشأنه عليه السلام.. فلم يعنفه الرشيد ولا لامه، بل مدحه ولام نفسه، حيث‌ لم‌ يأخذ في اعتباره مـا يـترتب علي‌ ما اقدم عليه من‌ رد‌ فعل لدي الشيعة والمحبين‌ لاهل‌ البيت(ع) والذين قد لا يكون للرشيد القدرة علي مواجهتهم. راجع تفصيل هذه القضية في‌ عيون‌ اخبار الرضا ج 1 ص 100‌ وغيره. وقد تبعه‌ في‌ ذلك ايضا المـتوكل، حيث جـاء‌ بالامام‌ الهـادي(ع) الى سامراء، فكان يكرمه في ظاهر الحال، ويبغي له الغوائل في باطن الامر، فلم يقدره عليه. يراجع‌ الفصول‌ المهمة لابن الصباغ المـالكي ص 226‌ والبحار ج 50‌ ص 403 وارشاد المفيد‌ ص 314.

24.عيون اخبار الرضا ج 2 ص 170، والبحار ج 49 ص 183.

25.مقاتل‌ الطالبيين‌ ص 629.

26.عيون اخبار‌ الرضا‌ ج 2 ص 170. والبحار ج 49 ص 183.

27.البحار ج 49 ص 139، وعيون اخبار الرضا ج 2 ص 139.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/27   ||   القرّاء : 4337





 
 

كلمات من نور :

زينوا القرآن بأصواتكم .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 الفطرة ( القسم الثاني )

 نفحات من حياة الإمام الصادق عليه السلام العلمية

 أسلوب القصة في القرآن الکريم - ق 3

 تفسير سورة الفاتحة لآية الله العظمى السيد علي الخامنئي

 111- في تفسير سورة المسد

 مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الثالث ـ

 الإشكالات على آية المباهلة

 إعلان نتائج الدورة الثانية لطلاب قسم التلاوة في دار السيدة رقية (ع)

 أحكام المفردات في القرآن - تفسير التبيان للشيخ الطوسي

 تفسير آيات من سورة الإسراء (وَقَضَى رَبُّكَ...)

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15490323

  • التاريخ : 19/04/2024 - 11:31

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء السادس)

 تفسير النور - الجزء السابع

 تفسير آية الكرسي ج 1

 تفسير القرأن الكريم

 ومضات تفسيرية

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء السابع)

 الحفظ الموضوعي

 تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 عوامل أخرى تساعد في تطوير حفظ القرآن... ما هي؟

 هل آية التطهير تشمل زوجات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ؟

 ما معنى {كَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} وما معنى الكلام من وراء حجاب؟

 عند قراءة آية الكرسي هل تقرأ ثلاث آيات أو آية واحدة ؟

 يقول تعالى : ( إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا ) [ طه : 15 ] ، فهل معنى هذه الآية أن هناك من الناس من يستطيع معرفة الساعة ؟ لأن الآية صريحة : ( أَكَادُ أُخْفِيهَا ) أن الله لم يخفي الساعة ، أم هل يدل ذلك على علامات قيام الساعة كما روي في أحا

 أدلّة القائلين بالتحريف وردّها

 هل يجوز كتابة آيات القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين ؟ والتي تتضمن وضع رموز بارزة على الورق بأزاء كل حرف في اللغة العربية ، لتمكين المكفوفين من تحسس الرموز البارزة على الورق بأيديهم ونطقها بالأحرف العربية ؟

 هي الآيات التي سقطت من القرآن الكريم من وجهة نظر أم المؤمنين عائشة؟

 ما هو القصود من «قصد السبيل» في الآية (على اللّه قصد السبيل)؟

 هناك شبهة مطروحة بأن القرآن الكريم إذا أثبت الهداية لله تعالى، كما في الآية {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} والآية {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}، فكيف يمك

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12777)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7856)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 الدرس الأوّل (7330)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7329)

 درس رقم 1 (7255)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6605)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3843)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3536)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الانبياء

 أضاء بك الأفق المشرق - ميلاد النبي (ص)

 الصفحة 106 (ق 2)

 الصفحة 134

 سورة الممتحنة

 سورة الضحى

 سورة العاديات

 النجم والقمر والرحمن

 الصفحة 167

 الصفحة 337

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7366)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7035)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6704)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6599)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2379)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2299)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2296)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2250)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2234)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 1

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 لقاء مع الشيخ أبي إحسان البصري

 سورة الانفطار، التين ـ القارئ احمد الدباغ

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net