انتهاك حرمة المقدسات من منظور القرآن الكريم

مترجم من مقالة الشيخ: عباس اميني (مجلة نسيم رحمت)

لجأ اعداء الإسلام بكافة الإمكانيات والدعم المادي والمعنوي المتاح لهم من الدول الاستكبارية والصهيونية العالمية إلى انتهاك حرمة المقدسات الإسلامية، بل حتى الإساءة إليها وإلى الديانات السماوية الأخرى مستخدمين الأساليب الهادفة والمنظمة في ذلك. إنّ هذه الظاهرة أخذت طابعاً منسجماً وهادفاً بعد انتصار الثورة الإسلامية في ايران للتعتيم على قدرات ومنجزات هذه الثورة الإسلامية والإسلام المحمدي الأصيل مادياً ومعنوياً، وكذلك منع انتشار الإسلام، واقبال شعوب الدول الغربية عليه وتشويه سمعته بأساليبهم المنظمة والمبرمجة مما دعا الغرب إلى التجرؤ على انتهاك حرمة أعظم المقدسات الإسلامية بكافة الوسائل المتاحة لهم.

إنّ هذه الظاهرة لم ولا تنحصر بزماننا وديننا الإسلامي الحنيف فحسب، بل لها تاريخها الممتد والوسيع في حد ذاته، وتوجد الدلالات على الإساءة إلى الديانات السماوية الأخرى التي كانت قبل الإسلام. إنّ لهذه الحملة الشرسة على المقدسات الإسلامية عامة والشيعية خاصة أهدافاً يروم اعداؤنا في الوقت الراهن إلى تحققها. وقد سعينا في هذا المقال على دراسة علل جذور وأسباب هذه الظواهر المسيئة إلى المقدسات الدينية خاصة، والإساءة التي تعرض لها نبينا رسول الرحمة (ص) من قبل أعداء الإسلام التي هي إحدى المصائب المؤلمة التي ألمّت بنا، وكذلك تفجير قبة الإمامين العسكريين (ع) في سامراء العراق على يد الفرق المتطرفة الضالة، وكذلك قراءة مختصرة حول مصير وعاقبة ممن انتهك الحرمات وأساء إليها من المنظور القرآني.

إنّ من الوقائع التاريخية التي يخبرنا القرآن الكريم عنها هي قصص الملحدين والمشركين الذين سعوا بكفرهم وعنادهم إلى محاربة دعوة الأنبياء والمرسلين وإفشالها من خلال أساليبهم الخبيثة واللاأخلاقية، واستخدامهم السبل المختلفة لانتهاك حرمة أنبياء الله وأوليائه.

إنّ قدرات العصر الحديثة وإمكانياته الثقافية والفنية الجديدة ساعدت على تنوع هذه الأساليب. فإنّ نشر الصور الكاريكاتورية المسيئة للنبي (ص) في الصحف الغربية ، وعرض الأفلام المنوّعة، وتأليف الكتب والمجلات، وكتابة المقالات السيئة، وتدمير وإخماد الآثار والمعالم الظاهرة المتعلقة بكبار الشخصيات الإسلامية كلها يقع في هذا الإطار. إنّ النقطة المهمة والأساسية في هذا المجال هي أنّ الأمور المادية والدنيوية والاعتماد بهما على مر التاريخ أصيبت بالضعف والاضمحلال في مواجهة منطق الوحي الإلهي وقدراته التكوينية لشخصية الإنسان، مما دعا أعداء الإسلام لعجزهم وضعفهم إلى اللجوء إلى انتهاك الحرمات والعناد، واستخدام أساليبهم المسيئة في تهديم أسس الإسلام القوية وجذوره العقائدية، ونذكر نبذة مختصرة في هذا المجال:

1 ـ أنّ مصطلح المقدسات الدينية مصطلح واسع، ويتضمن كل من الشخصيات الإلهية العظيمة كالأنبياء المعصومين (ع) ، والأماكن المقدسة ، كالمساجد، ومراقد الأنبياء والائمة المعصومين (ع) ، والأشياء المقدسة كالقرآن الكريم  والأوقات الزمنية الخاصة وغيرها. إنّ انتهاك حرمة المقدسات الدينية والإساءة اليها لها أبعادها الوسيعة الخاصة بها أيضاً.

2 ـ أنّ اللذين يلجؤون إلى انتهاك حرمة المقدسات الدينية والإسلامية بأساليبهم الخاطئة والشيطانية والخارجة عن المنطق هم أناس لايتمتعون بالشخصية الإنسانية، ولاترى لهم كرامة وقيماً إنسانية ومعنوية، ويُحرمون من الألطاف والكرامات الإلهية، ولايعير لهم احتراماً كل الأحرار والعقلاء.

وفي الواقع بناءً على قاعدة الجري والتطبيق ينطبق عليهم مفهوم هذه الآية المباركة: (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ) (1).

3 ـ أيادِ اليهود الخائنة.

كان ولايزال لليهود دور خفي وجلي في ظهور الكثير من المصائب والفتن وخاصة في الوقت الحديث، حيث يتمتعون بالقدرات الاقتصادية المختلفة والتقنية الحديثة، وقدراتهم الهائلة في الاستخبارات والاتصالات سواءً كان ذلك على الصعيد السياسي أم الثقافي، وكذلك سعيهم على السيطرة على كافة دول العالم، وأنّ العقبة الأساسية أمام طريقهم هو الإسلام وتعاليمه الروحية، وأنّ لهم دوراً فعالاً في التيارات المناهضة للإسلام والمسلمين على جميع الأصعدة السياسية، والاقتصادية والثقافية، ويذكر القرآن الكريم في آياته المباركة ظاهرة استهزاء اليهود بالدين وأحكامه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) المائدة: 57

وكذلك يصف القرآن اليهود بأنّهم قوم غرّهم الإيمان بدينهم، حيث يقول: (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون). آل عمران: 24

ويمكن ملاحظة هذه الحقائق في كتابات خاخامات اليهود كما جاء في البروتوكول الرابع من كتب اليهود حول السيطرة على العالم:

(لا بد من تضعيف الإيمان بالله تعالى والقضاء عليه، وعلى احترام الحرية في الشعوب الأخرى، وعلينا أن نجعل المسائل المادية محل الاعتقادات الدينية).

وكذلك جاء في البروتوكول الرابع عشر: (في بداية حكمنا الملكي لابد من القضاء على الديانات الأخرى إلاّ دين اليهود الذي هو دين الإيمان بالله الواحد القهار، ولاريب أنّ شعبنا هو شعب الله المختار الذي مصيره مرتبط بذات الله تعالى الذي جعل مصير العالم مرتبط بمصيرنا في حد ذاته. لذا لابد من استئصال المعتقدات الأخرى حتى إذا أدى ذلك إلى إنكار ذات الله تعالى، الأمر الذي ساد في الوقت الحاضر) (5).

وجاء في البروتوكول السابع عشر:

(سيواصل إعلامنا المعاصر على انتقاد شوؤن الدول المبنية على الأصول الدينية، وسيعكس عدم كفائتها مستخدمين في كتاباتهم أرذل المصطلحات والعبارات الأخلاقية للإطاحة بمقامها ومنزلتها الرفيعة بشتى الوسائل الممكنة).

وقد أشير الى دور اليهود والصهاينة في الأخبار والتحاليل السياسية حول انتهاكهم الحرمات والمقدسات الدينية بشكل صريح:

(إنّ هذه الظواهر يُديرها تيار ليس دينياً يعرف بالصهيونية التي لديها القدرات المالية، والسيطرة التامة على الصحف الأوروبية وكذلك لديها الكثير من الكتاب المرتزقة في هذا الإطار)(7)

يقول (آهرون كوهن) المناهض للصهيونية العالمية في تصريحاته: (إنّ هذه الأفعال قام بها الصهاينة العنصريون ودول الاستعمار الغربية بتخطيط دقيق ومبرمج).

ويعتقد أن نشر الصور الكاريكاتورية في الصحف الغربية لها تيار سياسي منظم) (8)

ويقول (فيساك) الكاتب البريطاني الشهير: (إذا كانت هذه الصور الكاريكاتورية ليست عن النبي (ص) بل حول حاخام يهودي واضعاً قبعة على هيئة قنبلة على رأسه  لارتفعت أصوات الدينا إلى السماء للوقوف ضد كل من ناهض الحركة الصهيونية الغربية)(9)

يصف القرآن الكريم كل من ينتهك الحرمات والمقدسات بالصفات التالية:

1 ـ الكفر: (ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب) (10).

2 ـ حبُ الدنيا: (زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا) (11).

3 ـ النفاق (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو الى شياطينهم قالوا إنا معكم إنّما نحن مستهزؤون) (12).

4 ـ الجهل (وإذ قال موسى لقومه إنّ لله يأمركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) (13).

5 ـ الشرك (فاصدع بما تؤمر واعرضْ عن المشركين * انا كفيناك المستهزئين) (14).

6 ـ الحسد: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم)(15).

7 ـ الإصرار على ارتكاب الذنوب واللاأبالية: (ثم كان عاقبة الذين اساؤوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون) (16).

8 ـ اللهو والجهالة: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين) (17).

9 ـ الاغترار بالدنيا: (ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لايخرجون عنها ولا هم يستتعتبون) (18).

10 ـ اتخاذ دينهم وعقائدهم ودين غيرهم لهواً ولعباً: (وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا) (18)

11 ـ الغرور بالدين والمعتقدات الدينية: (ذلك بأنّهم قالوا لن تمسنا النار إلاّ أياماً معدودات وغرّهم في دينهم ماكانوا يفترون) (20)

12 ـ الظلم: (ومن خفّت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا يآياتنا يظلمون)(21).

13 ـ صدّ الناس عن دين الله: (وأنّهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون) (22).

14 ـ الكيد والاحتيال: (وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين) (23).

15 ـ لا تقتصر الإساءة إلى المقدسات الإلهية في القرآن الكريم بالمقدسات الإسلامية فحسب، بل إنّ أنبياء الله وأولياءه والمؤمنين به تعرضوا على مر التاريخ إلى الإساءة والاستهزاء وانتهاك الحرمات: (ولقد استهزئ برسل من قبلك) (24).

16 ـ أنّ دفاع الله تعالى عن نبيه وكتابه من تعرّض المشركين وأعداء الإسلام إليهما، وعقاب كل من استهزأ بهما عقاباً إليماً في الدنيا والآخرة هو أحد القوانين والسنن الإلهية التي لاتغير ولاتحويل لها: (فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) (25)، (فاصابهم سيئات ماعملوا وحاق بهم ماكانوا به يستهزؤون) (26)

17 ـ أنّ من أهم أهداف أعداء الإسلام هو إطفاء نور الله تعالى وهؤلاء الأعداء فئتان:

الف: منهم من يظهر عداءه وعداوته للاسلام مثل ما نراه من عداء الدول الغربية للإسلام والمسلمين.

ب ـ ومنهم من أساء فهم الدين وبذرائع دينية ومتطرفة للغاية وجهالتهم بامور دينهم اضرّوا دين الإسلام بأفكارهم الخاطئة، ولايزالون على ضررهم كأمثال خوارج عصرنا الحاضر وأتباع الفرق الوهابية الضالة. وكلهم يعدون من أعداء محمد وآل محمد. إنّ قول القرآن عن هاتين الفتنتين صريح وواضح: (يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواهم ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره ولو كره الكافرون) (27).

18 ـ بعد هذه الدراسة والقراءة لعل أسباب وعوامل انتهاك وإساءة أعداء الديانات السماوية للمعتقدات الدينية سواءً كان ذلك قبل الإسلام أو بعده وإلى عصرنا الحاضر نتوصل إلى مجموعتين من هذه الأسباب:

1 ـ مجموعة العلل والأسباب من المنظور القرآني.

2 ـ مجموعة العلل والأسباب الأخرى.

إنّ من منظور القرآن الكريم لهذه العلل والأسباب عواملها الخاصة والمختلفة، ومن جملتها:

1 ـ التلبسُ بالظلم والكذب: (وقال الذين كفروا إن هذا إلاّ إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلماً وزوراً) (28)

2 ـ الاستكبار: (واصرّوا واستكبروا استكباراً) (29)

إنّ جهلة الاستكبار العالمي في الوقت الحاضر لجؤوا الى الاستهزاء بمقدسات الإسلام والمسلمين والإساءة إليها بغية الوقوف أمام الإسلام والمسلمين ومواجهتما باستخدام أساليبهم الاستكبارية في هذا المجال.

3 ـ الشعور بالضعف والذل أمام أنبياء الله وتعاليمهم.

4 ـ الظلم: (ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) (30).

5 ـ الظلال وعدم الهداية: (وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديمٌ) (31).

6 ـ إنكار آيات الله وجحدها: (يوفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون) (32).

7 ـ الكذب: (ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله) (33).

8 ـ الغرور: (وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون) (34).

9 ـ اتخاذ الدين لهواً ولعباً: (وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً) (35).

10 ـ الحسد: (ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم) (36).

11 ـ الجاذبية الفائقة لكتاب الله ورسوله (ص): (فقال إن هذا إلاّ سحر يؤثر) (37).

12 ـ الدفاع عن المقدسات بردود فعل جاهلية: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم) (38).

13 ـ اللغو في الحديث وإعراض الناس به عن الحق. (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (39).

إنّ عبارة (والغوا فيه) تدل على أنّ الذين كفروا يستخدمون كافة وسائل اللغو كالتصفير والتصفيق والضوضاء وتلفيق الأساطير ، وإثارة الشك والترديد في وطرح التساؤلات اللاموضوعية لكي ينحرف طريق الحق عن مسار قلوب الناس (40).

14 ـ النفاق: (إنّ المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم) (41)

15 ـ العداوة والبغضاء: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن) (42)

أسباب وعوامل انتهاك حرمة المقدسات في العصر الحديث

1 ـ ردود أفعال الشباب المسلم وإقبالهم على الدفاع عن حرمة المقدسات الدينية.

2 ـ مواجهة الصحوة الإسلامية وانتشار الإسلام في الدول الغربية.

3 ـ نفوذ وانتشار الإسلام والإقبال عليه، وعلى مذهب أهل البيت (ع) في دول العالم وخاصة في الغرب.

4 ـ المبادئ المادية وقيودها المنحلة واللاأبالية السائدة على نطاق واسع.

5 ـ مواجهة الثورة الإسلامية في إيران التي تفتحت بها قلوب المسلمين وبعثت الرغبة في اعتناق دين الإسلام في جميع أنحاء العالم.

6 ـ إطفاء نور الحرية والتحرير، والقضاء على صوت العدالة من خلال الإساءة إلى المعارف الإسلامية وانتهاك حرمة المقدسات الدينية.

7 ـ استهداف جميع أنبياء الله وكافة الديانات السماوية.

8 ـ ظهور الاستعمار الحديث أي ليس بمعنى السيطرة الجغرافية على البلدان، بل زرع عوامل الاستعمار فيها واستغلالها في الأسس التواصلية.

9 ـ جهل أعداء الإسلام والمسلمين لكتاب الله ورسوله وللاسلام.

10 ـ بغض وعداء الغرب مع الإسلام.

11 ـ انتشار الإسلام على نطاق واسع في قارة أوربا، وخشية الدول الغربية من نفوذه واستياء الغرب من ذلك، واتساع رقعة الاسلام في جميع دول العالم وخاصة الدول الغربية.

12 ـ وصف الإسلام وأتباعه بالإرهاب، لأنّ مخالفي الحق يسعون إلى إرساء عقيدة أنّ أساس الإسلام هو الإرهاب في أفكار شعوب العالم، لكي يتسنى لهم من خلال هذه الأفكار نفيذ مؤامراتهم المشبوهة.

13 ـ استسلام المسلمين وترويضهم من خلال الإساءة إليهم بشتى الطرق. قال أحد الخبراء السياسين في هذا المجال: (كما يتضح لنا أنّ علماء النفس في منظمات الغرب الاستعمارية يعتقدون أنّ في حين انتهاك حرمة المقدسات الدينية للشعوب، وحين عدم تأثير اعتراضها بالنسبة لهذه الانتهاكات في ذلك الوقت ستستسلم هذه الشعوب وسيتم ترويضها والتحكم بها كالشمع المذاب) (44).

14 ـ تقصير المسلمين في تعريف إسلامهم الأصيل.

15 ـ القضاء على مركزية الإسلام.

إنّ أحد أهداف أعداء الإسلام هو انتهاك قدسية النبي محمد (ص) والقضاء على مركزية الإسلام في الحركات الاسلامية.

إنّ الثقافة الأوربية تتركز على الأسس والمبادئ المادية، ولا تعير اهتماماً ولاتبدي رغبة من التعامل مع ما وراء الطبيعة والمادة، وأوصلت الإفراط والطغيان المادي اللامتناهي والإعراض عن المسائل الروحية والمعنوية إلى أعلى وأقصى حدودها، وتعتبر في حد ذاتها من العوامل والأسباب المهمة في هذا الإطار.

شواهد عن انتهاك حرمة المقدسات في الوقت الحاضر

1 ـ تأليف الكتب ككتاب (الآيات الشيطانية) وكتابة المقالات بالتوجيه من الصهيونية العالمية، ويقال: إنّ حالياً سلمان رشدي في صدد تاليف كتاب جديد ضد المقدسات الإسلامية.

2 ـ تدمير الأماكن المقدسة كتفجير قبة الإمامين العسكريين (ع) في سامراء العراق.

3 ـ سعى كريك وين ، الكاتب الأمريكي والمؤلف لكتاب (نبي الموت) إلى تشويه سمعة الإسلام من خلال اختيار بعض الأحاديث النبوية وسور القرآنية وقامت دار آمازون للنشر على طباعته وأيضاً يقال: إنّ بعض مكتبات بيع الكتب في أمريكا تسعى من خلال عناوين الكتب مثل (أدركوا حرب الإسلام مع الغرب) ، (المراجعة فقط للأذكياء) و (كافحوا رهبة من الإسلام) إلى تشجيع الناس على شراء المزيد من كتبها  (46).

4 ـ محاربة الحجاب الإسلامي الرسمية والعلنية.

5 ـ انتهاك حرمة النبي (ص) وبيت المقدس ، قبلة المسلمين الأولى على أيدي الصهاينة الغاصبين في فلسطين المحتلة.

6 ـ تم في إيطاليا مؤخراً إنتاج بعض الألبسة التي تحمل صوراً كاريكاتورية مسيئة إلى قدسية النبي (ص).

إن وزير الإصلاحات في إيطاليا ، روبرتو كالديروني لم يمنع هذه الإجراءات المسيئة، بل صرح في تصريحاته الجسورة قائلاً: (من اليوم فصاعداً سأبدأ بارتداء هذه الألبسة) (47).

7 ـ تكرار إهانة القرآن الكريم والإساءة إليه مراراً من قبل الأمريكان في معتقل غوانتانامو.

8 ـ عرض في التسعينات من القرن الماضي فيلم تحت عنوان (المسيح ووسواسه الأخير) على شاشات السينما في أوروبا ويروي لنا الفيلم قصة عن المسيح وعن حبه وعشقه للمرأة. أدى عرض هذا الفيلم إلى إحراق جميع مراكز السينما في باريس وإلى مصرع شخص واحد (رابرت فليسلك ، كاتب في الصحف البريطانية) (48).

9 ـ قامت الصحف الدنماركية بنشر الصور الكاريكاتورية المسيئة لشخصية النبي (ص) وعظمته مراراً وتكراراً تحت ذريعة أنّ حرية الرأي والتعبير يتقدم كل شيء.

ودفاعاً عن نشرها لهذه الصور الكاريكاتورية وتحت ذريعة حرية الرأي والتعبير ، قامت إحدى الصحف الدنماركية بإجراء مسابقة تحت عنوان: (كيف هي صورة محمد (ص) في أذهانكم؟ أرسمها واحرز على الجائزة).

وإن السعي من وراء هذه المسابقة هو إرساء هذه العقيدة على أنّ أسس الإسلام مبنية على الإرهاب، لكي يتسنى لهم تنفيذ مؤامراتهم المشبوة.

10 ـ اعتبرت الصحف الأوربية نشر هذه الصور بإنّه إجراء يقع في إطار حرية الرأي والتعبير، بل حتى يقع في إطار حرية الإساءة. كتبت الصحيفة الألمانية (ري ولت ) التي نشرت إحدى هذه الصور في صفحتها الأولى أنّ الإساءة هي حق من حقوق الديمقوطية) (50).

11 ـ أنّ انتهاك حرمة المقدسات الدينية والإساءة اليها هي إحدى الأمراض المزمنة الشائعة في الدول الغربية. إنّ هذه المقدسات لا تصان في الغرب من الإساءة والاستهزاء حتى أنّ الصحافة الغربية أساءت مراراً وتكراراً إلى قادتها السياسيين وزعمائها الروحانيين، بل حتى استهزأت بعظمة المسيح (ع)، وذات الله تعالى بنشرها للصور الكاريكاتورية المسيئة  (51).

12 ـ أنّ بعض الأقمشة في أحد معامل الهند للنسيج في مدينة كانبورات تحمل آيات من سورة الإخلاص على نقوشها  (52).

ـــــــــــــــــ

1 ـ سورة الحج ، الآية 18.

2 ـ سورة المائدة ، الآية 57.

3 ـ سورة آل عمران ، الآية 24.

4 ـ كتاب بروتوكولات القادة اليهود للسيطرة على العالم / دار مجمع انديشة الثقافي للطباعة النشر / البروتوكول الرابع / ص 40.

5 ـ الصفحة 97 من الكتاب نفسه.

6 ـ الصفحة 120 من الكتاب نفسه.

7 ـ وكالة أنباء أسينا / شهر كانون الأول عام 2005 / موقع الوكالة على الأنترنت.

8 ـ مؤتمر الدولى لكبار وعلماء الديانات السماوية في طهران / عام 2005.

9 ـ موقع وكالة فارس للأنباء على الأنترنت / تشرين الثاني عام 2005.

10 ـ سورة الرعد: الآية 32.

11 ـ سورة البقرة: الآية 212.

12 ـ سورة البقرة: الآية 14.

13 ـ سورة البقرة: الآية 67.

14 ـ سورة الحجر  الآيتان: 94 ـ 95.

15 ـ سورة البقرة: الآية 109.

16 ـ سورة الروم: الآية 10.

17 ـ سورة لقمان: الآية 6.

18 ـ سورة الجاثية: الآية 35.

19 ـ سورة الأنعام: الآية 70.

20 ـ سورة آل عمران: الآية 24.

21 ـ سورة الاعراف: الآية 9.

22 ـ سورة العنكبوت: الآية 49.

23 ـ سورة الأنبياء : الآية 70.

24 ـ سورة الأنبياء: الآية 41 ، وسورة الأنعام: الآية 10.

25 ـ سورة الحجر: الآيتان 45 و 94.

26 ـ سورة النحل : الآية 34.

27 ـ سورة التوبة: الآية 32.

28 ـ سورة الفرقان: الآية 4.

29 ـ سورة نوح: الآية 7.

30 ـ سورة الانعام: الآية 33.

31 ـ سورة الانعام: الآية 33.

32 ـ سورة غافر: الآية 53.

33 ـ سورة الصافات: الآيتان 151 و 152.

34 ـ سورة آل عمران: الآية 44.

35 ـ سورة الأنعام: الآية 18.

36 ـ سورة النساء: الآية 109.

37 ـ سورة المدثر: الآية 24.

38 ـ سورة الأنعام: الآية 108.

39 ـ سورة فصلت: الآية 26.

40 ـ تفسير سورة النور.

41 ـ سورة النساء : الآيتان 61 و 142.

42 ـ سورة الأنعام: الآية 112.

43 ـ Farsnews.com. انتهاك المقدسات الإسلامية. مرتضى نبوي ـ حميد مولانا كانون الأول 2005.

44 ـ  قديري أبيانه ، محمد حسن / الموقع الشخصي / تشرين الاول 2005. www.Godiri.org

45  ـ صفار الهرندي / المؤتمر القرآني / عام 2005.

46 ـ Etitiononline.com www.  نقلاً عن موقع بازتاب عام 2005 / مفتاح الخبر 20933.

47 ـ www.kayhannews.ir/841127/16.htm  موقع صحيفة كيهان.

48 ـ وكالة فارس للأنباء / عام 2005 / Farsnews.com.

49ـ قديري أبيانه ، محمد حسن / الموقع الشخصي / تشرين الاول 2005. www.Godiri.org خبير في المسائل الاستراتيجية.

50 ـ نفس الموقع.

51 ـ www.roozneveshths.com عام 2005.

52 ـ  Hindustantimes.com نقلاً عن وكالة إيران للأنباء / إيكنا / عام 2005.