كلمة المشرف العام للدار لحفل الختام والتكريم لمسابقة الذكر الحكيم 12 بالبحرين
اختُّتِمت مُسابقة الذِّكر الحكيم الثَّانية عشر بكلمة لسماحة السيد عبدالله الغريفي وكلمة لرئيس مجلس إدارة الذِّكر الحكيم الحاج علي طريف وتكريم الدّاعمين والمُشاركين الفائزين بالمراكز الأولى وذلك مساء يوم الجمعة "ليلة السّبت" الموافق 28 مارس 2014م بمأتم السَّنابس.
وكان في ضمن الحفل إلقاء كلمة المشرف العام لدار السيدة رقية ع للقرآن الكريم سماحة الشيخ عبدالجليل المكراني ألقاها بالنيابة عنه نائب رئيس جمعية الذكر الحكيم الأستاذ حسن الخباز.
كما أنه كانت مشاركة أخرى لدار السيدة رقية ع وهي مشاركة أستاذها الحافظ الشيخ مصطفى الطائي في لجنة التحكيم عن بعد في المسابقة.
نص كلمة المشرف العام لدار السيدة رقية ع لحفل الختام والتكريم لمسابقة الذكر الحكيم 12
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
وبعد، يعدّ القرآن الكريم منهجاً ربّانياً شاملاً ومتكاملاً أنزله الله تعالى لبناء وصياغة الشخصية الإسلامية المتدينة بالدين القويم الحنيف؛ بناءً متّزناً يجعل المؤمن الملتزم به والمتمسّك بمفاهيمه خليفة لله في أرضه؛ يعمل على تحقيق العدل والسلام ونشر الثقافة بمفهومها الصحيح في المجتمعات الإنسانية، وذلك من خلال استثماره جميع ما سخّر الله له من إمكانات نفسية وجسمانية وعقلية.
ولا شكّ أنّ تطبيق هذا المنهج المتكامل لا يكون إلاّ بالإذعان والخضوع لله تعالى وحده وإخلاص العبودية والعمل له، والأخذ بكل ما جاء به رسوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من تعاليم أنزلها عليه من أجل إيصال البشرية إلى الكمالات. فكانت التربية القرآنية هي المنقذ للمسلمين من الذوبان وفقدان الهوية الإسلامية والإنسانية، فهي ضرورة يقوم عليها إعداد الإنسان المسلم إعداداً كاملاً لحياة الدنيا والآخرة.
فالعمل على طبق التربية القرآنية يهدف إلى جعل المسلم ينمو تنميةً صحيحةً في جميع جوانبه المختلفة الجسمية والعقلية والأخلاقية والنفسية. وفي الوقت نفسه يعتبر الاهتمام بتربية الأجيال من أهمّ المعايير التي يمكن أن يقاس بها تقدّم الشعوب وتطوّرها.
ولقد كان للمسلمين منذ اليوم الأول لحياتهم حلقات يتداولون فيها علومهم المختلفة حتى تحوّلت هذه الحلقات إلى مدارس ومؤسسات ومراكز مختلفة في مجالات المعرفة والعلوم والاختصاصات في الأمّة الإسلامية لأجل حلّ المشكلات الحضارية والثقافية الجديدة.
وإنّ المؤسسات والمراكز والمعاهد والمدارس القرآنية التي تعنى بنشر التربية والثقافة القرآنية وعلوم القرآن لهي من أهمّ تلك المراكز والمؤسسات التي حفل بها تاريخنا الإسلامي، لا سيما في الوقت الحاضر الذي اختلف فيه العمل القرآني من جهة الطريقة من بلد إلى آخر حتى أصبح كلّ مسلم اليوم ـ بفضل هذه المؤسسات ـ يحب القرآن ويتنافس ويتسابق عليه؛ بغية تبادل الخبرات والكفاءات لأجل انتشار المختصّين من الحفّاظ والقراء والمفسّرين وحاملي الثقافة القرآنية في مختلف البلدان الإسلامية، ولتزويد طبقات المجتمع الإسلامي بالعلوم الشرعية من فقه وحديث وتفسير وعقيدة وسيرة وغيرها. كل ذلك حفاظاً على تنمية الوعي الديني بين أفراد المجتمع وتصحيح الأفكار الخاطئة وتحصين المجتمع من أخطارها وحمايتها من الأفكار التي تهددها والعمل على نشر القيم والفضائل والأخلاق.
ولا شك أنّ توفر دور القرآن على توفير المناخ المناسب والملائم لإعداد مثل هذه الطاقات والنشاطات في حفظ كتاب الله عزّ وجلّ والتخصّص في علم التجويد لا يكون إلاّ بالتعاون مع الجهات المختلفة لتحقيق الأهداف المرجوة.
لذا تعتبر (مسابقة الذكر الحكيم الثانية عشرة) التي تقيمها (جمعية الذكر الحكيم لعلوم القرآن) فرصةً ثمينةً لحشد الأساتذة والمتعلًمين والقرّاء والحفّاظ من مختلف المناطق والبقاع لإحداث التطوّر في مجال المفاهيم والمفردات القرآنية لتعريف العالم بأهمية القرآن وأنّه الرافد الأول والأكبر للثقافة في جميع المجالات.
لذا فأنّا أتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنان والمحبّة إلى جميع الأخوة المشاركين في هذه المسابقة الكبيرة والأخوة في جمعية الذكر الحكيم الذين حملوا أقدس رسالة في الحياة ومهدوا الطريق للآخرين لنيل العلم والمعرفة على نشاطاتهم الملموسة والجهود الكبيرة المبذولة في كلّ مركز ومسجد في خدمة القرآن في دولة البحرين وخارجها.
وألتمس من حضراتكم العذر عن عدم حضوري مسابقتكم المباركة لسوء حالتي الصحية، طالباً منكم قبول العذر والدعاء لي بالشفاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المشرف العام في دار السيدة رقية ـ عليها السلام ـ للقرآن الكريم
الشيخ عبد الجليل أحمد المكراني
