00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المشرف العام .

        • القسم الفرعي : مقالاته .

              • الموضوع : الاصطفاء والاجتباء .

الاصطفاء والاجتباء

قال تعالى:

(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). آل عمران 33 - 34

بقلم: الشيخ عبد الجليل المكراني

 

تمهيد

الاصطفاء مفردة قرآنية مهمّة ذات دلائل وآثار عظيمة على صعيد المعرفة الدينية، فقد جاء ذكرها في القرآن الكريم والروايات الشريفة التي تناقلتها كتب الفريقين. وهي تساعد في حلّ الكثير من مشاكل المعرفة الدينية لدى الإنسان بحيث يستطيع الإنسان من خلال ذلك دفع الكثير من الإشكالات التي يواجهها الإنسان في مساره الديني، غير أنّ ذلك كلّه رهين الفهم الصحيح والسليم لمفهوم الاصطفاء وإدراك حقيقته الكاشفة عن العناية الربّانية الفائقة بالمصطفين، و من بينهم آل البيت (عليهم السلام)، الذين اختارهم الله تعالى على علمه بأنّهم لا يعصونه ولا يخالفونه طرفة عين أبداً، فاستحقّوا أن يكونوا محلّ عناية وجزيل منّة وعظيم نعمة على الناس أجمعين؛ بل على جميع العالمين. لأجل ذلك استحقّ أن يكون حبّهم ومولاتهم(عليهم السلام) النعيم الذي يُسأل عنه يومئذ الناس أجمعين(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (1) كما جاء عن الإمام الرضا (عليه السلام)، حيث قال: «ولقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنّ أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله تعالى: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) فغضب عليه السلام وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عمّا تفضّل عليهم به، ولا يمنّ بذلك عليهم، والامتنان بالانعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به ؟ ! ولكن النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا، يسأل الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوة؛ لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول»(2) .

ولولا علمه تعالى بهم وما يؤول إليه حالهم بعد خلقهم لما استحقوا أن تتعلق بهم إرادته التكوينية ليكونوا معصومين مطهّرين، كما جاء ذلك في قوله تعالى في آية التطهير؛ ليعرّف بهم وبحالهم للإنسانية جمعاء، فينزّل فيهم قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(3) .

فهذه العناية الإلهية بالنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) توضح للأمّة الإسلامية ما لهم من عظيم المنزلة عند الله تعالى، وأهميتهم ومكانتهم في أداء رسالتهم الوجودية، ودورهم في تكامل الفرد، والدور الريادي في قيادة الأمّة الإسلامية، وبيان ما تحتاج إليه في مختلف مجالاتها الحياتية المتعددة على مختلف مستوياتها من المجال الفكري والديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأخلاقي وغيرها.

روى الصدوق في كتابه(علل الشرائع) عن أبي عبد الله(عليه السلام)، أنّه قال: ((خرج الحسين بن علي(عليه السلام) على أصحابه فقال: أيّها الناس، إنّ الله جلَّ ذكره ما خلق العباد إلاّ ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه.

فقال له رجل: يابن رسول الله، بأبي أنت وأُمي فما معرفة الله؟ قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي يجب عليهم طاعته))(4) .

الاصطفاء في اللغة 

 الاصطفاء في اللغة بمعنى الاختيار، والصفو هو نقيض الكدر، بمعنى إيجاده صافياً عن الشوب الموجود في غيره. كما أنّ الاجتباء يلتقي مع الاصطفاء أيضاً في المعنى(5) .

قال الراغب الأصفهاني: ((أصل الصفاء خلوص الشيء من الشوب، ومنه الصفا للحجارة الصافية قال تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله)، وذلك اسم لموضع مخصوص. والاصطفاء تناول صفو الشيء، كما أنّ الاختيار تناول خيره، والاجتباء تناول جبايته))(6) .

الاصطفاء في القرآن

جاء الاصطفاء في القرآن الكريم بنفس المعنى اللغوي مع مزيد عناية إلهية بالمصطفين فأضاف مع الاصطفاء لفظ الطهارة و الخيرة والصلاح وغيرها ممّا يدل على الاهتمام والتأكيد بالمصطفين لأجل غاية ما.

قال تعالى: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(7) . وقال عز وجل في مريم الطاهرة: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)(8) . وقوله تعالى: (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ)(9) . وقوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى) وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(10). وقال تعالى عن لسان داود في اختيار طالوت ملكاً: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ)(11) وقوله تعالى في مخاطبة نبيّه موسى (عليه السلام): (قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)(12) 

وغيرها من الآيات الكريمة التي ورد فيها غير لفظ الاصطفاء، كالاختيار في قوله تعالى: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى)(13) ، والاصطناع في قوله تعالى: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي)(14) ، والامتنان في قوله تعالى: (قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(15) فإن هذه الآيات الكريمة تنبئ وتخبر عن إرادة ربّانية في اختيار الأمثل من البشر؛ وذلك من أجل غاية عظيمة تسهم في تكامل البشرية، وتحقق لهم السعادة في الدارين، ألا وهي حمل مسؤولية تبليغ الرسالة الإلهية، ولذا لم تشمل عملية الاختيار والاصطفاء الجهال من الناس.

الاصطفاء في الروايات الشريفة

جاء في الروايات الشريفة الواردة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (عليهم السلام) في الاصطفاء والاجتباء والاختيار الشيء الكثير، منها، ما أورده الصدوق في ذكر ما اختار الله تعالى من بين مخلوقاته، فروى بسنده إلى موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ((إنّ الله تبارك وتعالى اختار من كل شيء أربعة: اختار من الملائكة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، واختار من الأنبياء أربعة للسيف إبراهيم وداود وموسى وأنا، واختار من البيوتات أربعة، فقال: (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين)))(16)(17)  .

وفي رواية (الكافي) بسنده إلى علي بن يقطين، عمّن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ((أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن يا موسى، أتدري لم اصطفيتك بكلامي دون خلقي ؟ قال: يا رب ولم ذاك ؟ قال: فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: أن يا موسى إني قلبت عبادي ظهراً لبطن فلم أجد فيهم أحداً أذل لي نفساً منك. يا موسى، إنّك إذا صلّيت وضعت خدك على التراب))(18) .

وفي رواية ثالثة عن معاوية بن ثعلبة الكعبي، قال: لما قدم أبو ذر الغفاري مكة دخل المسجد وأخذ بحلقة باب الكعبة، ثم استقبل الناس بوجهه فقال: أيها الناس، (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(19).

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته: الأسرة من نوح، والآل من إبراهيم، والصفوة والسلالة من إسماعيل، والعترة الهادية من محمد عليه وعليهم السلام. شرف شرفهم وبه أخذوا الفضل من فوقهم. فهم فينا كالسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، والكعبة المستورة، والشجرة الزيتونة، أضاء زيتها وبورك زبدها، وكالشمس الضاحية، والنجوم الهادية. ومن الأوصياء وصي آدم في علمه ومعدن العلم بتأويله، وإمام المرحومين، وقائد الغرّ المحجلين، والصديق الأكبر علي بن أبي طالب عليه السلام(20) .

فهذه وغيرها من الروايات التي ملأت بطون الكتب الحديثية بذكر هذا المقام وأهله وكيفية تعلّق الإرادة الإلهية في اختيار واصطفاء من له صلاحية أن يكون أسوة وقدوة يقتدى به فكراً وعملاً.

بعض أقوال علماء الإمامية في الاصطفاء

لم تخلُ كتب علماء الشيعة  الإمامية من ذكر الاصطفاء والمصطفين الذين اختارهم الله مما يكشف عن اتفاقهم في المقام بشأن ما ورد في القرآن الكريم ومتون الروايات الشريفة بحق المصطفين وكيفية تعلّق الإرادة الإلهية بهم، والأهداف التي لأجلها اختارهم الله تعالى.

ومن ذلك ما جاء في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)(21) .قال الشيخ الطوسي (قدس سره) في ذلك: «اصطفى: اختار واجتبى، وأصله من الصفوة، وهذا من حسن البيان الذي يمثل فيه المعلوم بالمرئي، وذلك أنّ الصافي هو النقي من شائب الكدر فيما يشاهد، فمثّل به خلوص هؤلاء القوم من الفساد لما علم الله ذلك من حالهم؛ لأنّهم كخلوص الصافي من شائب الأدناس.

فان قيل: بماذا اختارهم، أباختيار دينهم أو بغيره؟ قيل: فيه ثلاثة أقوال:

أحدها: بمعنى أنّه اختار دينهم واصطفاه، كما قال: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ)(22)   وهذا قول الفراء.

والثاني: قال الزجاج واختاره الجبائي أنّه اختيارهم للنبوّة على عالمي زمانهم.

 الثالث: قال البلخي: بالتفضيل على غيرهم بما رتّبهم عليه من الأمور الجليلة، لما في ذلك من المصلحة.

والاصطفاء هو الاختصاص بحال خالصة من الأدناس، ويقال ذلك على وجهين: يقال: اصطفاه لنفسه، أي جعله خالصاً له يختصّ به.

والثاني: اصطفاه على غيره، أي اختصه بالتفضيل على غيره، وهو معنى الآية»(23) .

ثم ذكر إشكالاً مقدراً ربّما يتبادر في ذهن البعض، وهو كيف يمكن أن يقدّم الله تعالى اصطفاءهم، قبل امتحانهم واختبارهم وتكليفهم بالواجبات والأعمال؟

وأجاب عن ذلك قائلاً: «إذا كان في المعلوم أنّ صلاح الخلق لا يتمّ إلاّ بتقديم الأعلام لذلك بما قدم من البشارة بهم، والإخبار بما يكون من حسن أفعالهم، والتشويق إليهم بما يكون من جلالتهم، إلى غيره من الآيات التي تشهد لهم، والقوى في العقول والإفهام التي كانت لهم، وجب في الحكمة تقديم ذلك؛ لما فيه من حسن التدبير.

فان قيل: من آل إبراهيم؟ قيل: قال ابن عباس والحسن: هم المؤمنون الذين على دينه، فيكون بمعنى اختصهم بميرة كانت منهم على عالمي زمانهم.

وقيل: آل عمران هم آل إبراهيم كما قال: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) فهم موسى وهارون ابنا عمران.

وقال الحسن: آل عمران المسيح؛ لأنّ أمّه مريم بنت عمران. وفي قراءة أهل البيت: (وآل محمد على العالمين).

وقال أيضاً: إنّ آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهله.

وقد بيّنا فيما مضى أنّ الآل بمعنى الأهل، والآية تدلّ على أنّ الذين اصطفاهم معصومون منزهون؛ لأنّه لا يختار ولا يصطفي إلاّ من كان كذلك، ويكون ظاهره وباطنه واحداً. فإذاً يجب أن يختص الاصطفاء بآل إبراهيم وآل عمران من كان مرضياً معصوماً سواء كان نبياً أو إماماً»(24) .

وقال الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان): (الاصطفاء والاختيار والاجتباء نظائر، وهو افتعل من الصفوة. وهذا من أحسن البيان الذي يمثّل به المعلوم بالمرئي، وذلك أنّ الصافي هو النقي من شائب الكدر فيما يشاهد. فمثّل الله تعالى خلوص هؤلاء القوم من الفساد بخلوص الصافي من شائب الأدناس)(25) .

وقال أيضاً في تفسير الآية الكريمة المتقدمة: (أي: على عالمي زمانهم بأن جعل الأنبياء منهم. وقيل: اختار دينهم كقوله: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ)(26)  عن الفراء.

وقيل: اختارهم بالتفضيل على غيرهم بالنبوّة وغيرها من الأمور الجليلة التي رتّبها الله لهم في ذلك من مصالح الخلق...

وفي هذه الآية دلالة على تفضيل الأنبياء على الملائكة عليهم أجمعين الصلاة والسلام؛ لأنّ العالمين يعمّ الملائكة وغيرهم من المخلوقين، وقد فضّلهم سبحانه واختارهم على الكل.

وقوله: (ذرية)، أي أولاداً وأعقاباً، (بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) قيل: معناه في التناصر في الدين، وهو الإسلام، أي، دين بعضها من دين بعض، كما قال: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ)، أي في التناصر والتعاضد على الضلال، وهو قول الحسن وقتادة.

وقيل: بعضها من بعض في التناسل والتوالد، فإنهم ذرية آدم، ثم ذرية نوح، ثم ذرية إبراهيم، وهو المروي عن أبي عبد الله  (عليه السلام)؛ لأنه قال الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض، واختاره أبو علي الجبائي(27) .

وقال السيد الطباطبائي(رحمه الله): (الاصطفاء أخذ صفوة الشيء وتمييزه عن غيره إذا اختلطا، وينطبق هذا المعنى بالنظر إلى مقامات الولاية على خلوص العبودية)(28) . 

وقال كذلك: (فالاصطفاء على العالمين نوع اختيار وتقديم لهم عليهم في أمر أو أمور لا يشاركهم فيه أو فيها غيرهم)(29) .

الاصطفاء في كلمات وكتب أهل السنة

ورد في كتب أهل السنة عن الاصطفاء الشيء الكثير، ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن ابن عباس في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، قال: «وآل عمران المؤمنون من آل إبراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد، يقول: (إنّ أولى الناس للذين اتبعوه) وهم المؤمنون»(30). 

أي المراد بآل عمران المصطفون المؤمنون منهم، وكذلك المؤمنون من آل إبراهيم والمؤمنون من آل محمد صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين.

وأخرج الطبري عن عباد عن الحسن في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ) إلى قوله: (والله سميع عليم) قال: (فضلهم الله على العالمين بالنبوّة على الناس كلّهم، كانوا هم الأنبياء الأتقياء المطيعين لربهم)(31) .

وقال الآلوسي: (مناط الاصطفاء للإيحاء إلى شخص هو التقدم في الاتصاف بما علمت والسبق في إحراز الفضائل وحيازة الملكات السنية جبلة واكتساباً، ولا ريب لأحد في أنّ للنبي صلى الله عليه وسلم القدح المعلى من ذلك، بل له عليه الصلاة والسلام فيه غاية الغايات القاصية ونهاية النهايات النائية... خلقت مبرأ من كل عيب)(32) .

وقال الواحدي: ((والله سميع) لما تقوله الذرية المصطفاة عليم بما تضمره فلذلك فضلها على غيرها)(33) .

وقال الفخر الرازي: («اصطفى»  في اللغة اختار، فمعنى: اصطفاهم، أي جعلهم صفوة خلقه، تمثيلاً بما يشاهد من الشيء الذي يصفى وينقى من الكدورة، ويقال: على ثلاثة أوجه: صفوة، وصفوة وصفوة. ونظير هذه الآية قوله لموسى:(إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي)(34)  وقال في إبراهيم: (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ)(35) .

إذا عرفت هذا فنقول: في الآية قولان: الأول: المعنى أن الله اصطفى دين آدم ودين نوح فيكون الاصطفاء راجعاً إلى دينهم وشرعهم وملتهم، ويكون هذا المعنى على تقدير حذف المضاف

والثاني: أن يكون المعنى إن الله اصطفاهم، أي صفاهم من الصفات الذميمة»(36) .

وعليه فالاصطفاء للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) والأئمّة من آله ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ كان على أساس مقتضى الحكمة والعدل والعلم الإلهي، والإنسان عاجز عن إدراك كنه هذه الأمور وأسرارها، فغير المصطفين قد يبلغ في بعض الجوانب الكمالية والصفات الجمالية شأناً عظيماً ولكنّه لا يمكن أن يبلغ ما يبلغه المصطفون من قبل الله تبارك وتعالى من الصفات والكمالات الوجودية بما يتناسب وعظيم مسؤوليتهم ووظيفتهم الإلهية، فلمّا علم الله تعالى ما لهذه الذوات المقدسة من الاستعداد الكامل لتحمّل المسؤولية وحمل الأمانة، اختارهم واصطفاهم على العالمين.

العصمة وعلاقتها بالاصطفاء

هناك علاقة لا انفكاك فيها بين الاصطفاء والعصمة، ولا يكون معصوم إلاّ بالاصطفاء من الله تعالى، فاختيار الله لنبي أو إمام مفروض الطاعة يكون قدوة للناس، يستلزم وفق مقتضى الحكمة أن يكون ـ النبي أو الإمام ـ منزهاً عن كل عيب أو نقصان، صافي النفس من كل الشوائب التي تعرض للأنفس العادية.

ولهذا كانت الطهارة أهم صفة المصطفين من الأنبياء والأوصياء صلوات الله وسلامه عليهم، وهي ما يصطلح عليها بالعصمة.

أقسام العصمة

الأولى: العصمة التكوينية، وهي خاصة بالأنبياء والأئمة والأوصياء(عليهم السلام)، وقد دُلّ عليها بقوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً)(37)  وكذا قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)(38) ، وهذه العصمة عصمة مطلقة، أي بها يُصان النبي (صلى الله عليه وآله) أو الإمام الحقّ (عليه السلام) عن الخطأ أو الاشتباه عمداً أو سهواً  في كل شيء، فهو منزّه عن كل صفة توجب تنفّر الناس. قال المحقق البحراني: «ينبغي أن يكون منزّهاً عن كل أمر ينفّر عن قبوله أما في خُلقه كالرذائل النفسانية من الحقد والبخل والحسد والحرص ونحوها، أو في خلقه كالجذام والبرص، أو في نسبه كالزنا ودناءة الآباء؛ لأن جميع هذه الأمور صارف عن قبول قوله والنظر في معجزته، فكانت طهارته عنها من الألطاف التي فيها تقريب الخلق إلى طاعته واستمالة قلوبهم إليه»(39) .

الثانية: العصمة الاكتسابية، وهي ليست مختصة ببعض العباد دون بعضهم، وإنّما هي لجميع عباده المخلصين، والجميع مأمور بها من قبل المولى تبارك وتعالى، كما في قوله عز وجل مخاطباً لحبيبه المصطفى(صلى الله عليه وآله): (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ)(40).   فالجميع مأمورون بالاستقامة على الصراط المستقيم، ومتى ما علم الله تعالى باستعداد وتهيؤ واحد من عباده للاعتصام به والابتعاد عن معصيته، هيّأ له جميع سبل الوصول إلى ذلك،  وقد كان من بين الذين نالوا هذا المقام العظيم من غير أئمة أهل البيت (عليهم السلام): العباس بن علي بن أبي طالب، علي بن الحسين الأكبر، زينب بنت أمير المؤمنين، فاطمة بنت موسى بن جعفر، حبيب بن مظاهر، سلمان المحمدي، وغيرهم ممّا لا يسع المقام لذكرهم ولا ذكر الشواهد والدلائل على ذلك.

وهناك من لم يصل إلى هذا المقام ولكن الله تعالى اختصّه بنعمة العلم وفضيلته، من قبيل المحقق الحلّي الذي نال درجة الاجتهاد وهو في الثالثة عشرة من عمره، والسيد إسماعيل الصدر جدّ الشهيد محمد باقر الصدر الذي قام بتأليف كتب عديدة وهو في السنة السابعة من عمره، والسيد محمد حسين الطباطبائي رئيس جامعة القرآن في قم، والحائز على شهادة الـ (الدكتوراه) في تحفيظ وتفسير القرآن، وغيرهم كثيرون.

والحاصل ممّا تقدم أنّ الظاهر من كلمات الأعلام أنّ العصمة المطلقة موهبة من مواهب الله يتفضّل بها على من يشاء، وهي كما ذكرنا تكتسب بسبب الاستعداد الداخلي وقابلية الشخص على ترويض نفسه لاكتسابها.

وهي على قسمين:

1- قابلية وراثية: وهي التي تنقل إلى المعصوم من آبائه أو أجداده عن طريق الوراثة، فهم يرثون أوصافهم الظاهرة والباطنة، قال تعالى: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)(41) ، وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(42) . وقال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)(43)  ، وقال تعالى: (فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)(44)  ، وقال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)(45) ، وقال تعالى (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (*) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (*) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (*) وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(46)  وقال تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا)(47) ، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(48) .

 وفي هذا تركيز على علم الله تعالى بالعلم الأزلي أنّه خلقهم لا يريدون إلاّ الطهارة والصلاح، فخلق فيهم مبادئ الاستعداد لنيل المقامات الرفيعة من الخلافة الإلهية في الأرض.

أخرج الطبراني في (المعجم الكبير) عن عكرمة، عن ابن عباس: (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) قال: من نبي إلى نبي حتى أخرجت نبياً(49) .

وفي رواية الصدوق: قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله) أين كنت وآدم في الجنّة؟ قال: «كنت في صلبه، وهبط بي إلى الأرض في صلبه، وركبت السفينة في صلب أبي نوح، وقذف بي في النار في صلب أبي إبراهيم، لم يلتق لي أبوان على سفاح قط، ولم يزل الله عز وجل ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة هادياً مهدياً حتى أخذ الله بالنبوة عهدي، وبالإسلام ميثاقي، وبين كل شيء من صفتي، وأثبت في التوراة والإنجيل ذكري، ورقى بي إلى سمائه، وشق لي اسماً من أسمائه الحسنى، أمتي الحمادون، فذو العرش محمود، وأنا محمد))(50) .

2- قابلية تربوية: وهي التي تنتقل إليهم تنتقل عن طريق التربية.

 روى الصدوق في (علل الشرائع) بسنده عن مجاهد بن جبر أبى الحجاج قال: ((كان من نعم الله على علي بن أبي طالب (عليه السلام) ما صنع الله له وأراد به من الخير أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثير، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه العباس وكان من أيسر بني هاشم: يا أبا الفضل انّ أخاك أبا طالب كثير العيال وقد أصاب الناس ما ترى في هذه الأزمة فانطلق بنا إليه فنخفف عنه عياله آخذ من بنيه رجلاً وتأخذ رجلاً فنكفلهما عنه، فقال العباس قم، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا: إنا نريد ان نخفف عنك عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه من هذه الأزمة فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله علياً وأخذ العباس جعفراً فلم يزل علي عليه السلام مع رسول الله صلى الله عليه وآله حتى بعثه الله عز وجل نبياً فآمن به واتبعه وصدقه. ولم يزل جعفر مع العباس، حتى أسلم واستغنى عنه))(51).

وقال أمير المؤمنين(عليه السلام) في خطبته المعروفة بالقاصعة: «وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، ويضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه»(52) .

وقال بعض العامة: لقد كان فيه من الفضل والعلم ما لم يكن لجميع الصحابة. وبالجملة: هو (عليه السلام) بسبب تربية النبي (صلى الله عليه وآله) وشرافة نفسه القدسية كان أعلم الأولين والآخرين، وكان عالماً بمنازل سكان السماوات ومراتبهم من الحضرة الربوبية، ومقامات الأنبياء وخلفائهم من حظائر القدس، وبأحوال الأفلاك، ومداراتها وأحوال الأرضين وما فيها، وبالأمور الغيبية  (53)

مقدمات يتوقف عليها الاصطفاء

هناك مجموعة من المقدمات لا يتمّ الاصطفاء الإلهي إلاّ بتحققها، وتلك المقدمات التي اطلع الله عليها سبحانه وتعالى أراد إظهار أمره وعدله الغيبي فيها، وجميع تلك المقدمات تستفاد من الآيات القرآنية.

ويمكن تلخيص تلك المقدمات في نقاط:

النقطة الأولى: علم الله تعالى بما تتمتع به هذه الذوات المقدسة من الكمال الإيماني لله سبحانه والطاعة المطلقة له،  وإخلاص النية له في كل شيء، حتى صارت نفوسهم كالمرآة الصافية، فحق لها أن يتجلى فيها جمال وجلال الحقّ تبارك وتعالى، فأصبحت نفوسهم مستشعرة لعظمته، وبسبب ما بها من هذا الاستشعار فإنها مصدودة عن التفكير بسلوك يخالفه أبداً.

قال العلامة الطباطبائي: (قوله تعالى: (وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) أي سميع بأقوالهم الدالة على باطن ضمائرهم، عليم بباطن ضمائرهم وما في قلوبهم فالجملة بمنزلة التعليل لاصطفائهم كما أن قوله (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ) بمنزلة التعليل لشمول موهبة الاصطفاء لهؤلاء الجماعة))(54) .

النقطة الثانية: علم الله تعالى بما تتمتع به هذه الذوات الطاهرة من ملكة التقوى القدسية، والتي تكمن في المجاهدة في سبيل الله تعالى بالعمل بما أنزل الله تعالى عليه والتخلق بأخلاقه، فتعصمه عن اقتراف جميع القبائح وذميم الفعال على الإطلاق، فيصير في مرتبة من أعلى مراتب الحبّ لله تبارك وتعالى.

النقطة الثالثة: علمه تعالى باستعدادهم لبلوغ  أعلى درجات الكمال الوجودي، وذلك من خلال ما يتمتعون به من قلوب مستشرقة بنور الحقّ، وعقول واعية، ونفوس صافية، وبما للأعمال من لوازم وآثار في الدنيا والآخرة (كَلاّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ* لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)(55) ، فهم بذلك لا يحومون حول المعصية، بل لا يفكرون فيها، وهذا هو الكمال الحقيقي.

جاء في القرآن الكريم عن قصة يوسف (عليه السلام) قوله تعالى: (لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ)(56)  لم يقل: (لنصرفه عن السوء)، وفرق بين المقامين، إذ الأول يدل على عدم تفكيره بالسوء، بل إنهما السوء والفحشاء اللذان قصداه فصرفهما الله سبحانه عنه.بينما الثاني يدل على تفكيره بالسوء لولا أن يصرفه الله عنه.

حيث إنّ الله تعالى قد صرف عنه السوء فلا يبقى مجال للتفكير به، وفي ذلك دلالة واضحة على التدخل الإلهي في اصطفاء واجتباء الأنبياء(عليهم السلام) وأنّه عاصم لهم من الوقوع في الخطأ والاشتباه، فلا مجال لتصوّر المعصية في ساحتهم المقدسة، وكل ذلك بعلمه تعالى من أنّ هذه الذوات الطاهرة لا تفكّر في المعصية، فعصمهم واجتباهم لأمر دينه ووحيه وشريعته، ليكونوا الأمناء عليها.

وعلاوة على ذلك فإنّه (عليه السلام) لم يتحقق في نفسه همٌّ بها أبداً رغم همّها به، كما يدلّ على ذلك حرف الشرط (لولا) في قوله تعالى في الآية المتقدمة: (لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ)(57)  الذي هو حرف امتناع لوجود، بمعنى أنّه لم يتحقق في نفسه الهمُّ؛ لأنّه قد رأى برهان ربّه.

وبعبارة أخرى: لولا أن رأى برهان ربّه لهمَّ بها، فالعاصم والمانع كان موجوداً، فلم تحقق المعصية في ساحته المقدسة.

وبهذا يستحق هؤلاء المخلصون الاصطفاء والعصمة والكفاءة والطهارة والقيادة, زيادة على الأمور الغيبية التي يعبّر عنها بالتميز الغيبي الذاتي، وبها يكون الإنسان من المصطفين.

الحاصل من جميع ما تقدم

ويمكن لنا أن نستخلص من مسألة الاصطفاء أموراً:

1- تعريف الله الناس بعجزهم بالوصول إلى ما وصلت إليه تلك الشخصيات الإلهية الربّانية، حيث تحمّلت أموراً لا يمكن لغيرهم تحمّلها من السرّ المكنون الدفين، وهذا بسب الإخلاص الحقيقي والذوبان في ذات الله تعالى المقدسة.

2- تعريفه بعدله تبارك وتعالى باصطفائه لهم، حيث يمثّل ذلك صورة من صور عدله سبحانه وتعالى، إذ كان على أساس من الحكمة والعلم لا على أساس التفكير البشري القائم  على أساس المظاهر المادية والمكانة الاجتماعية دون النظر إلى الحقائق والكفاءات العلمية والنفسية، وهذا ما أكّده القرآن في حكايته عن البشرية قائلاً: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)(58) . وكذلك حكاية عن بني إسرائيل لنبيهم: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(59) .

إذاًً الاصطفاء من الله سبحانه لا من البشر والأهواء، قال تعالى: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ)(60) ، ولذلك أكّد الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلى هذا الأمر بقوله: ((إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، وإنّما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم))(61) .

3- أنّه بيان من الله بأنّ هؤلاء المصطفين ما وصلوا إليه بالترف أو بفرش الزهور والراحة، بل بالمعاناة والحرمان وجهاد النفس والعدو والاستعداد للتضحية.

 وهذا ما تكشف عنه حياة الأنبياء وسيرتهم، فهي أكبر مصداق على ذلك؛ إذ حياتهم كلها مشحونة بالمجاهدات الفردية الاجتماعية، فقد كانوا يجاهدون النفس الأمارة بالسوء ويمارسون تهذيب أنفسهم ومجتمعهم، فهذا يوسف الصديق (عليه السلام) جاهد نفسه وألجمها أشد الإلجام عندما راودته من هو في بيتها (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ)، فقال: (مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)(62) . وقال تعالى في جعل إبراهيم إماماً: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)(63) .

وقال في كيفية اصطفاء هابيل خليفة لأبيه آدم(عليه السلام) بقبول قربانه: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(64) .

ورد في (الكافي) عن أبي عبد لله (عليه السلام) أنّ بعض قريش قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟ فقال: ((إنّي كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ فكنت أول نبي قال: بلى، فسبقتهم بالإقرار بالله عز وجل))(65) .

  فآية الاصطفاء الكريمة تشير إلى من اصطفاهم الله، وتؤكد على أنّ الاصطفاء أمر غيبي واختيار إلهي لا دخالة للبشر فيه، وأنّ المصطفين هم آدم ونوح وآل عمران وآل إبراهيم، وأنّ هذا الاصطفاء ليس خاصاً أو وقفاً على أسماء خاصّة، وإنما هو امتداد في الذرية التي بعضها من بعض.

و هذه ظاهرة لا عجب فيها وإنّما هي سنة تاريخية ربّانية اتفقت في أوصياء عدد كبير من الرسل للمحافظة على نقاوة استمرار الرسالة بالمحافظة على طهارة المرسلين، وإلى ذلك يشير السيد الشهيد الصدر و يذكر جملة من الآيات كشاهد على ذلك، كقوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(66) ، وقوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)(67) . وقوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ)(68) .

إذاً فهي سنة إلهية تاريخية جارية في الرسل، ولا شك أنّ الرسالة السماوية المحمدية كبقية الرسالات السابقة تحتاج  إلى شخصيات نقية وتقية، وهناك أدلة كثيرة على اصطفاء الله تعالى أهل البيت (عليهم السلام) وأنّ من جملة مظاهر ذلك الاصطفاء، جعلهم من ذرية أشرف الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وآله)، وجعلهم أئمة للناس أجمعين، وجعل مواريث النبوة عندهم، وعصمتهم عن الخطأ والاشتباه تكويناً كما في آية التطهير (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(69) .

 وليست هذه الآية فحسب، بل هناك الكثير والكثير من الآيات والأحاديث، تدلّ على الاصطفاء الربّاني لهم (عليهم السلام) ومنها حديث الثقلين المشهور الذي يعدّ خير شاهد على الاصطفاء والاختيار، وأنّ هذا الاصطفاء من الله سبحانه وتعالى وليس منهم، والذي يؤكد ذلك ما كان لموسى في طلبه من الله على أنّ المسألة ليس من صلاحيته وإنّما من الله عزّ وجل.

وكذا أكدّ ذلك الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) عند إخراجه الناس من المسجد ما خلا العترة، حتى تكلّم الناس والعباس، فقال(صلى الله عليه وآله): ((ما أنا تركته وأخرجتكم , ولكن الله عز وجل تركه وأخرجكم))(70) ، وما ذلك إلاّ أنّه كاشف عن عدل الله وحكمته في خلقه ولطفه بعباده (اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)(71) .

سؤال وجواب

وبقي علينا أن نجيب عن تساؤل مضمونه: هل للأمّة أن تختار بدلاً من المولى تبارك وتعالى؟

 وفي مقام الجواب عن هذا السؤال ننقل ما جاء في جواب الإمام المعصوم (عليه السلام) حينما سأله عن عدم قدرة الأمّة على اختيار الإمام القائم بالعدل والإنصاف، فقد جاء عن سعد بن عبد الله القميّ، قوله: قلت: فاخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم. قال: «مصلح أو مفسد؟»

قلت: مصلح.

قال: «فهل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد ألاّ يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟».

قلت: بلى.

قال: «فهي العلة، وأوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك، أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله تعالى وأنزل عليهم الكتاب وأيّدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الأمم، وأهدى إلى الاختيار منهم مثل موسى وعيسى عليهما السلام. هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا هما بالاختيار أن يقع خيرتهما على المنافق، وهما يظنان أنّه مؤمن؟».

قلت: لا.

فقال: «هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربّه سبعين رجلاً ممّن لا يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله تعالى: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا) (72)- إلى قوله – (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)(73) .

 فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعاً على الأفسد دون الأصلح، وهو يظنّ أنّه الأصلح دون الأفسد، علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور، وما تكن الضمائر وتتصرف عليه السرائر.

وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح».

ـــــــــــــــ

(1) سورة التكاثر: 8.

(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، (الصدوق)، ج1، ص136.

(3) الأحزاب: 33.

(4) علل الشرائع، 9 ح.  وانظر: كنز الفوائد: 151. إثبات الهداة 1: 275، ح294. نزهة الناظر: 80ح3. بحار الأنوار5: 213، ح1، ح22، وص93، ح40.

(5) انظر: العين، 7: 162.

(6) مفردات غريب القرآن (الراغب الأصفهاني): ص283.

(7) البقرة: 130. 

(8) آل عمران:42.

(9) سورة ص: 47.

(10) آل عمران: 34 ـ 33.

(11) البقرة: 246. 

(12) الأعراف: 144.

(13) طه: 41

(14) طه: 41

(15) إبراهيم: 11.

(16) آل عمران: 22.

(17) الخصال : ص225.

(18) الكافي: 2: 123. 

(19) آل عمران: 34.

(20) التحصين لابن طاووس، ص609

(21) آل عمران: 33.

(22) يوسف: 82.

(23) التبيان في تفسير القرآن، (الطوسي)، ج2، ص440

(24) التبيان، ج2، ص441

(25) مجمع البيان، ج2، ص277. 

(26) يوسف: 82. 

(27) تفسير مجمع البيان، ج2، ص278-279

(28) الميزان: 1: 300.

(29) الميزان: 3/ 164.

(30) حيح البخاري، ج3، ص1263

(31) تفسير الطبري، ج3، ص233.

(32) تفسير روح المعاني، ج11، ص61.

(33) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ص208.

(34) الأعراف: 144.

(35) ورة ص: 47.

(36) التفسير الكبير (الرازي)، ج4، ص23، دار الفكر ـ بيروت.

(37) الأحزاب: 33.

(38) ل عمران: 33.

(39) قواعد المرام : 127.

(40) هود: 112.

(41) مريم: 6.

(42) [آل عمران / 33-34]

(43) النمل: 16.

(44) النساء: 54.  

(45) العنكبوت: 27.

(46) الأنعام: 84ـ87.

(47) مريم: 58.

(48) يوسف: 6.

(49) المعجم الكبير، الطبراني، ج11، ص287.

(50) مالي الصدوق، ص723.

(51) علل الشرائع، ج1، ص169

(52) نهج البلاغة، الخطبة 190.

(53) نقلاً عن شرح أصول الكافي، (المازندراني)، ج2، ص299.

(54) الميزان في تفسير القرآن، ج3، ص186.

(55) التكاثر: 5-6. 

(56) يوسف: 24. 

(57) يوسف: 24.

(58) الزخرف: 31

(59) البقرة: 247

(60) الحج: (75)

(61) الأمالي (الطوسي): ص536. 

(62) يوسف: 23

(63) البقرة: 124

(64) المائدة: 27.

(65) الكافي: 2 : 10.

(66) لحديد 26.

(67) العنكبوت: 27.

(68) مريم: 58.

(69) الاحزاب:33.

(70) المستدرك 3 ص:125.

(71) الأنعام: 124.

(72) الاعراف: 155.

(73) البقرة: 55.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/04   ||   القرّاء : 16709





 
 

كلمات من نور :

ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّي يتعلّم القرآن أو يكون في تعليمه.

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 مراتب هجر القرآن الكريم

 أهل الذكر في القرآن

 حديث الدار (36)

 ندوة بعنوان برامج اللياقة الروحية في شهر رمضان

 لآلئ قرآنية - 2

 إقامة المؤتمر الوطني للبحوث القرآنية في الحوزة والجامعة

 حديث الدار (34)

 فلينظر الانسان

 السنن التاريخية في القرآن الكريم* - القسم (4)

 النفاثات في العقد .. تفنيد السحر أم توكيده؟

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15417834

  • التاريخ : 29/03/2024 - 08:19

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء الثالث)

 حلاوة التجويد في تلاوة القرآن المجيد

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )

 منار الهدى في بيان الوقف والابتداء

 تفسير آية الكرسي ج 3

 التربية القرآنية في وصية لقمان

 سلامة القرآن من التحريف

 تفسير النور - الجزء التاسع

 تفسير النور - الجزء السابع

 تفسير النور - الجزء الثالث

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 لماذا نهى أمّةٌ منهم قومًا اللهُ مُهلكهم أو معذّبهم..؟ ومِن أين علموا أنّه تعالى مهلك أو معذّب القوم؟

 يدعي الكثير من السنه باننا نعتقد بان القران محرف فماذا نرد عليهم وهل صحيح بان هناك روايات تمنع من حفظ القران لكي يسهل حفظ ما سيظهره صاحب الزمان (عج)

 سورتا الضحی والانشراح (وكذلك لايلاف والفيل) هل هما سورتان أم سورة واحدة؟ اذا كانت سورة واحدة فهل البسملة بينهما من السورة أم لا؟ اذا لم تكن البسملة بينهما من السورة فهل هي آية أم لا (هل هي من القرآن أم لا)؟ مع العلم أنها مكتوبة في القرآن؟

 هل هناک عيب في أن يکون مقدار المراجعة کثيراً...

 هل تختلف قدرة الله قبل الموجودات الصغيرة والكبيرة؟

 هل كانت لدى نبي الله موسى لثقة في لسانه؟ وان كانت ما سببها؟ وما مدى صحة اختبار فرعون لموسى وهو طفل بالتمر والجمر؟

 ما هو المقصود من إن الله تعالى (كل يوم في شأن)؟

 ما المقصود بقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}؟ وهل هنالك أيّ شروط

 هل أن البسملة آية مستقلة أو هي جزء من آية؟

 علاج التعلّق بالدنيا

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24560)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12749)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9630)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9058)

 الدرس الأول (8106)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7829)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7301)

 الدرس الأوّل (7293)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 درس رقم 1 (7228)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4080)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3832)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3528)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3357)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3057)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3023)

 الدرس الأوّل (2968)



. :  ملفات متنوعة  : .
 88- سورة الغاشية

 سورة الفرقان

 سورة المعارج

 مدائح بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسين (ع)

 سورة يس

 سورة النمل

 27- سورة النمل

 سورة فاطر

 سورة الشمس

 سورة الروم

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8246)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7338)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7010)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6816)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6606)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6581)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6578)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6354)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2746)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2561)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2369)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2287)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2284)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2239)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2226)



. :  ملفات متنوعة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثامن

 سورة الانفطار، التين ـ القارئ احمد الدباغ

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس التاسع

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net