الجواب : قال بعض المفسرين: إن مفردة "سمع" الواردة في هذه الآية المباركة جاءت بمعنى المصدر ، ومتى ما أضيف المصدر الى كلمة ما أفاد معنى الجمع والعموم ولا حاجة الى جمعه بعدئذ . في حين أن كلمتي "قلب" و "بصر" استعملت كأسماء لأعضاء خاصة ، وعليه وردت في صورة الجمع .
وأرجع البعض الآخر من المفسرين سبب التفاوت في الكلمات المذكورة الى أن كل إنسان يدرك بقلبه وفكره أشياء متعددة ، ويستشعر بعينه الألوان والأشكال والأحجام المختلفة ؛ وبما أن مدركات هذين العضوين متعددة ومتنوعة فكأن لكل واحد من أفراد البشر قلوب وعيون كثيرة فذكرت الكلمتان بصورة الجمع . هذا فيما لا تدرك حاسة السمع لدينا سوى الأمواج الصوتية الصادرة من الأشياء ؛ ومن هنا نجد أنها استعملت بصورة مفردة .
وصحيح أن الأصوات متنوعة أيضاً ؛ بيد أن تنوعها لا يبلغ حدّ تنوع تلك الأشياء المرئية بالعين أو المدركة بالفكر والقلب بتاتاً .
|