00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .

        • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .

              • الموضوع : حقوق الإنسان في القرآن والسنة .

حقوق الإنسان في القرآن والسنة

د. عمر يوسف حمزة *

المقصود بحقوق الانسان هي الحقوق الواجبة له، وتلك المفترض أن تكون له كانسان وتلزم له في حياته لزوماً معتاداً، ليعيش في مجتمع حر مستقل بعيداً عن الاستبداد والظلم والتدخل في شؤون الفرد الخاصة، الا فيما كان وراء ذلك مصلحة عامة للمجتمع أو خاصة بذات الفرد، ومهما يكن، فان الحقوق تتنوع حسب متطلبات الحياة وتطورها، وفي كل يوم يقر للانسان بحقوق جديدة، والمقصود من بحثنا هذا هو ما قرره الاسلام للانسان من حقوق، وما أقر به المجتمع الدولي له كذلك عبر الاتفاقات الدولية، وسنكتفي ببيان الحقوق الرئيسية الثلاثة: الحرية، المساواة، الاخاء.

أولاً: شمول الحرية في الاسلام

أقر الاسلام لكل انسان ـ بوصفه انساناً ـ حق الحرية (1) وحرّم استرقاقه دون سبب مشروع.

وقد اتخذ الاسلام الحرية الفردية دعامة لجميع ما سنه للناس من عقائد ونظم وتشريع، وتوسَّع في اقرارها، فلم يقيد حرية الفرد الا في الحدود التي يقتضيها الصالح العام أو يدعو اليها احترام حرية الاخرين، وعمد الى كل نظام يتعارض مع هذه المبادئ، فألغاه مرة واحدة ـ ان كان لايترتب على الغائه مرة واحدة زلزلة واضطراب في الحياة الاجتماعية ـ أو الغاه على مراحل وقيده بقيود تكفل القضاء عليه بالتدريج ان كان في الغائه مرة واحدة ما يؤدي إلى هذه النتائج (2).

وقد حرص الاسلام على تطبيق مبدأ الحرية في هذه الحدود، وبهذه المناهج في مختلف شؤون الحياة، وأخذ به في جميع النواحي التي تقتضي كرامة الفرد أن يؤخذ به في شؤونها وهي النواحي المدنية، والنواحي الدينية ونواحي التفكير والتعبير، ونواحي السياسة والحكم، ووصل به في كل ناحية من هذه النواحي الأربع إلى شأو رفيع لم تصل إلى مثله شريعة أخرى من شرائع العالم، قديمه وحديثه ..

وسنقف فيما يلي على النواحي الآتية:

1ـ حرية الانسان العامة.

2ـ حرية العقيدة.

3ـ حرية الرأي.

 

1 ـ حرية الانسان العامة

ان الحديث عن هذا الجانب يتضمن الآتي:

1ـ انسانية الانسان رهن بحريته:

لايمكن ان تتحقق انسانية الانسان بدون حريته، فان تحكم الآخرين وتدخلهم في شؤونه، فيه إلغاء لخصائصه كالاختيار وغيره، وتعطيل لميزة الانتفاع بنعمة العقل والإدراك.

أما إذا تمتع بالحرية فإنه يمارس حياته آمناً على نفسه وأهله، ولايخشى إرهاب حاكم أو بطش ظالم.

2ـ مفهوم الحرية عند الناس:

قد يظن البعض أنه مادامت الحرية مكفولة له وحقاً مقرراً شرعاً، فيبيح لنفسه إشباع غرائزه، وإن كان ذلك على حساب غيره، وهذه هي الفوضى التي تقضي على أمن المجتمع واستقراره وسلامته.

أخرج البخاري وغيره عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله (ص) يقول:

«مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذووهم. فقالوا: لو أنا خرقنا فى نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً(3)، وهكذا حالنا نحن في هذه الحياة، نعيش فوق سطح هذا الكوكب الأرضي (كركاب السفينة) فينا البر والفاجر، وفينا الصالح والطالح، فإن تركنا أهل الشر والفساد يسرحون ويمرحون ويفعلون ما يحلو لهم وما يشاءون دون أن نوجه لهم النصح أو نمنعهم عن اقتراف الموبقات والآثام، هلكنا جميعاً، وإن منعناهم منها نجونا جميعاً، فكان في ذلك نجاتنا ونجاتهم، وحياتنا وحياتهم .. فياله من مثل رائع، وتوجيه حكيم، نبهنا إليه رسول الهدى والرحمة ونبي العلم والعرفان. ياله من مثل رائع لو أن الناس كانوا يعلمون(4).

فالحرية في نظر الاسلام لا تعني الفوضى وارتكاب المنكرات باسم الحرية واستباحة محارم الله، والانغماس في الشهوات المحرمة .. ولهذا صحح الاسلام هذا التصور الخاطئ للحرية، وقرر أن الناس أحرار منذ ولادتهم، وأنه لا يجوز استعبادهم، وأن كل حق لهم يقابله واجب عليهم.

3ـ التوحيد الصحيح أساس الحرية:

قرر الاسلام أنه لايمكن أن تتحقق حرية الانسان الا اذا تحقق مايلي:

أـ أن يتحرر الناس من أسر الخرافة والجهل والتقليد.

ب ـ أن ينظروا ويفكروا فيما حولهم كي يصلوا الى ذلك التوحيد الخالص الذي يجعلهم أحراراً.

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لايؤمنون)(5).

ولقد أعلن الرسول الكريم (ص) من أول يوم «بشريته» قال جل شأنه: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما الهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه احداً)(6). وقال (ص): «لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله»(7).

وينادي (ص) أهل الكتاب بنداء التحرير قائلاً: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئاً، ولايتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)(8).

والآيات الداعية إلى التفكير في عظيم مخلوقات الله كثيرة منها قوله جل شأنه: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك)(9).

وقال تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت، فذكّر إنما أنت مذكر)(10).

وقال تعالى: (أفلم يسيروا في الارض فينظروا) (11) .. إلى غير ذلك من الآيات.

2 ـ حرية العقيدة:

أولاً: قرر القرآن الكريم حرية الاعتقاد في كثير من آياته: قال جل شأنه: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)(12).

وقال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(13)

إن الاعتقاد الصحيح ثمرة الاقتناع الكامل والتصديق الثابت، وأنه لاقيمة لعقيدة تأتي نتيجة القهر والتسلط، فحالما تزول أسباب القهر تنتهي وتزول، ولهذا سأل «هرقل ملك الروم»، «أبا سفيان» عن المسلمين، وكان يومئذ كافراً: أيرتد أحد منهم سخطاً على دينه؟ قال: لا، فقال هرقل: وهكذا الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.

ثانياً: الإسلام يريد إتاحة الفرصة المتكافئة للناس، كي ينظروا ويختاروا، فلا يجبرهم على شيء لايرغبونه.

وما قاتل الإسلام إلا من أجل أن يخلّي بين الناس واعتقادهم على أساس الحرية والاختيار، فكان قتاله من أجل تحرير البشر من الطواغيت والمستبدين، ولم يحدث في تاريخ الإسلام أن أكره أحداً أو أجبر قوماً على اعتناقه، كما حدث ويحدث الآن في تاريخ النصرانية.

وما أثير حول الإسلام من أنه انتشر بالسيف، فهو افتراء وكذب لا أساس له، ذلك لأن الذي يقرأ تاريخ الإسلام، لايجد أبداً إلا التسامح الديني.

3 ـ حرية الرأي:

من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان أن جعله مبيناً عن نفسه، معبراً عما يدور في فكره وخاطره، وزوده بالقدرة على تصوّر ما يدور حوله، ثم الحكم عليه بما يحصل له من خبراته وتجاربه، يقول جل شأنه: (الرحمن، علم القـرآن، خلق الإنسـان، علمه البيان)(14).

وفي قوله تعالى (علم القرآن) قولان:

أحدهما: علمه محمّداً، وعلّم محمّد أمته، قاله ابن السائب.

والثاني: يسر القرآن، قاله الزجاج(15).

قال ابن جرير الطبري(16) يقول الله تعالى ذكره: «الرحمن أيها الناس برحمته إياكم علمكم القرآن، فأنعم بذلك عليكم، إذ بصركم بما فيه رضى ربكم. وعرفكم مافيه سخطه، لتطيعوه باتباعكم مايرضيه عنكم وعلمكم بما أمركم به، وبتجنبكم ما يسخطه عليكم فتستوجبوا بذلك جزيل ثوابه، وتنجوا من أليم عقابه».

والإسلام لايريد أن يقيد الفكر الإنساني، مادام لايقصد به العبث وسوء المقصد، ولم يحد من طاقات البحث العلمي، إيماناً منه بحاجة البشرية إليه بشرط أن يذلل لخدمة المجتمع.

ويتضح تقرير الإسلام لحرية الرأي فيما يأتي:

1ـ احترام الحق الفطري واستخدام ما أنعم الله على الإنسان من نعمة الادراك والبيان.

2ـ إنه دعوة إلى تحقيق التعاون بين المؤمنين على البر والتقوى.

3ـ التطلع إلى تكوين المجتمع المسلم، الذي يقوم على المشاركة الايجابية; من تحقيق الاخاء والمساواة والأمن والعدل.

ضمانات حرية الرأي في الإسلام

لكي تتحقق حرية الرأي كما يريدها الإسلام، لابد من الضمانات الآتية:

1ـ تقرير حق ابداء الرأي، وجعله واجباً من واجبات الأمة، حيث إنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)(17).

ويقول الرسول الكريم (ص): (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)(18).

والحق ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الخصائص الأولى للأمة الإسلامية والشعار الواضح من بين شعائر الإسلام(19).

فبه صارت خير أمة للناس. وعلى أساسه وعدت بالتمكين في الأرض، والصدارة على الصعيد العالمي. قال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور)(20).

2ـ وحق حرية الرأي لايعتمد على إذن سلطان، ولايقيده إلا مبادئ الأخلاق وآداب الإسلام.

ولكي نضمن هذا الحق، فلابد من وجود مايأتي:ـ

أـ عدم مصادرة آراء الآخرين وإيذائهم، حتى وإن كانت مخالفة.

فكل المسلمين في هذا الحق سواء، تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويجير أدناهم على أعلاهم، قال رسول الله(ص): «لاضرر ولاضرار»(21) بل للمرأة في آخر الصف، أن تعترض على أمير المؤمنين وهو قائم على المنبر، حتى قال: «أصابت المرأة وأخطأ عمر. كل الناس أفقه منك ياعمر وترك الإنكار»(22).

ب ـ استمداد الرأي السليم من سيرة الرسول (ص).

ج ـ العدل، وهو حق أصيل لايتخلى عنه المسلم، بل هو أفضل أنواع الجهاد، يقول الرسول الكريم: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر»(23).

وعن أبي عبد الله طارق بن شهاب البجلى الأحمسي، ان رجلاً سأل النبي (ص)، وقد وضع رجله في الغرز: أي الجهاد أفضل؟ قال: «كلمة حق عند سلطان جائر»(24).

حدود حرية الرأي

الكلمة ـ وهي عنوان حرية الرأي ـ لها في الإسلام خطرها وقداستها، لذا وضع لها الإسلام الضوابط الآتية:

1ـ أن يكون الكلام طيباً بعيداً عن الفحش والقبح، يقول جل ذكره: (وهدوا إلى الطيّب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)(25) ويقول جل شأنه: (ولاتقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنه مسؤولاً)(26).

وعن النبي (ص) قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً، أو ليصمت»(27).

وهذا الحديث صريح في أنه ينبغي أن لايتكلم إلا إذا كان الكلام خيراً، وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة فلا يتكلم(28).

وعن أبي موسى قال: قلت يارسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: «من سلم المسلمون من لسانه ويده»(29).

2ـ أن يكون الكلام مطابقاً للحقيقة صادقاً، بعيداً عن الظن والوهم. قال جل شأنه: (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(30).

وقال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)(31)

ويقول الرسول (ص): «دع مايريبك إلى ما لايريبك، فإن الصدق طمأنينة، والكذب ريبة»(32)

3ـ أن يتحرى بكلامه الحق والعدل، فلا يحابي ولايجامل، يقول جل شأنه: (وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون)(33)  جل شأنه: (وإذا قلتم فاعدلوا) هذا جامع كل المعاملات بين الناس بواسطة الكلام وهي الشهادة، والقضاء والتعديل، والتجريح، والمشاورة، والصلح بين الناس والأخبارالمخبرة، عن صفات الأشياء في المعاملات: من صفات المبيعات، والمؤجرات والعيوب، وفي الوعود، والوصايا والايمان، وكذلك المدائح والشتائم كالقذف، فكل ذلك داخل فيما يصدر عن القول.

والعدل في ذلك أن لا يكون في القول شيء من الاعتداء على الحقوق: بابطالها أو إخفائها ..

وإذا مدح إنسان أحداً مدحه بما فيه، وأما الشتم فالامساك عنه واجب، ولو كان حقاً، فذلك الإمساك هو العدل لأن الله أمر به(34)

مجالات حرية الرأي :

حرية الرأي مكفولة لكل أفراد المجتمع فيما يلي:

1ـ النقد المتروي النزيه العف.

2ـ النصح لولاة الأمر. لقول الرسول الكريم (ص): «الدين النصيحة» (35) نا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»(36)

كما ان لحرية الرأي ثماراً كثيرة منها:

أولاً: أنها سبب لنشر الثقة بين أفراد الأمة، فان الوضوح يقتل الخفاء، والمصارحة تقضي على الدس والوقيعة، والصدق يعمر القلوب بالألفة والمحبة.

ثانياً: قوة بناء الأمة وتماسكها، فإن احتكام الآراء وتعاون الناس يولد القرب بينهم فيتشاورون ويتناصحون، وهذا يزيد من تماسكهم وتضامنهم، بخلاف الخوف والكبت فانهما يولدان التفكك والشك والريبة.

ثالثاً: رقي الأمة وتقدمها، فإننا نجني من وراء حرية الرأي الأفكار النيرة، والآراء الصالحة، فلا تقدم الأمة على أمر، إلا وتكون قد عرفت فوائده ومضاره.

ثانياً: حق المساواة

من المبادىء الأساسية الجوهرية في الإسلام المساواة، والمساواة من حيث كون الإنسان إنساناً له ما لغيره من الحقوق، وعليه ما على غيره من الواجبات، هذا الإنسان الذي لايميزه عن غيره كإنسان شيء، يتميز عند الله بعدة مميزات بينه وبين أخيه الانسان(37)

والمساواة، تعني المماثلة في الحقوق والواجبات بين بني آدم جميعاً، فلا تمييز لأحد على آخر، بلونه أو وطنه أو قبيلته .. فالكل أمام الله سواء.

ومكانة المساواة من الركائز القوية والدعائم الثابتة التي تعتمد عليها البشرية في تقدمها وتحقيق الفرص أمام أفراد المجتمع للتقدم والرقي، فيشعر الناس في ظلها بالأمن والطمأنينة، وتسود المحبة بين الجميع(38)

وتقوم المساواة في الجانب النظري على أن الناس سواسية أمام الله من حيث الواجب ومن حيث الجزاء، لافرق بين غني وفقير، وحاكم ومحكوم، أو بين مسلم وذمي، فقد كفل الإسلام المساواة في ظل المجتمع الإسلامي لغير المسلمين من الذميين والمعاهدين بالمسلمين، إلا فيما يتصل بقواعد دينهم، وكفل لهم فضلاً عن المساواة حرية العقيدة وحرية السلوك فيما لايحرّمه دينهم ويحرّمه الإسلام(39)

وفي الجانب العملي نرى تأكيد الإسلام لمعنى المساواة ماثلاً في أداء الفروض والعبادات فالمسلمون يجتمعون للصلاة في مكان واحد في صفوف مستقيمة وعلى قدم المساواة، يقف الفقير والغني والعبد والحر إلى جانب بعضهم البعض متجهين إلى الله بقلب واحد، وراء إمام واحد، لايتقدم فيها واحد أو يتأخر عن مكانته إكباراً لعظيم أو سيد قادم، إلا بقدر مايوسعون من مكان يقف فيه مشاركاً الجمع صلاتهم لله.

وفي مناسك الحج يحتشد الناس من كل شعب ومن كل أمة في إزار واحد لايشذ فيه واحد عن الآخر، ويسعون ويهرولون ويطوفون بالبيت العتيق، فتمحى بينهم الفروق ويزول التمايز، ويتأكد في هذه الممارسة العملية لشعائر الإسلام معنى المساواة في أروع صورة لها(40)

لقد فضل الله سبحانه وتعالى أهل التقوى على غيرهم، يقول جل شأنه: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)(41) رفع الله أهل العلم درجات على أساس أن المساواة لاتكون بين من يعلمون في الدنيا فيعملون، وبين من لايعلمون فلا يعملون، قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)(42) قال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب)(43).

هذا التمييز أخّره الله إلى يوم الحساب، أما أمام القانون فالجميع سواء لايفضل مسلم ذو مركز دنيوي على مسلم آخر أقل مركزاً وكثيراً ما وقف الخليفة والشخص العادي أمام القضاء سواء بسواء لا يميزهم إلا الحق الذي يثبت لأي منهم حسب الإثباتات المقدمة(44).

أ ـ القرآن الكريم والمساواة:

حفل القرآن الكريم بكثير من الآيات التي تؤكد المساواة بين الناس جميعاً، وتشير إلى أصلهم الواحد وأنهم جميعاً مدعوون إلى عبادة الله وطاعته واتباع رسله الكرام - صلوات الله عليهم أجمعين ـ من هذه الآيات مايلي: يقول تعالى:

(وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً، ولكن أكثر الناس لايعلمون)(45).

(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)(46).

(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير)(47).

(كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ..)(48) إلى غير ذلك من الآيات.

ب ـ السنة النبوية والمساواة:

حفلت السنة بكثير من الأحاديث النبوية التي توضح مبدأ المساواة في الحياة العامة، وقد جرى تطبيق المساواة عملياً في الصدر الأول للإسلام، على وفق الروح التي جاء بها الإسلام فلا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى.

ولعل أعظم نصر للإسلام أنه حطم التفرقة العنصرية والتمايز بين المسلمين لا في العبادات وحدها، حيث يتساوى الناس أمام الخالق، ولكن في الحقوق والعلاقات الاجتماعية والمعاملات اليومية بين الناس في حياتهم العادية ومن المآثر التي جاءت بها البعثة المحمدية وسعدت بها الإنسانية.

مبدأ الوحدة الإنسانية والمساواة البشرية

من مآثر البعثة المحمدية العظيمة، ومننها الباقية السائرة في العالم، هو تصور الوحدة الإنسانية، كان الإنسان موزعاً بين قبائل وأمم وطبقات بعضها دون بعض، وقوميات ضيقة، وكان التفاوت بين هذه الطبقات تفاوتاً هائلاً كالتفاوت بين الإنسان والحيوان، وبين الحر والعبد، وبين العابد والمعبود، لم تكن هناك فكرة عن الوحدة والمساواة إطلاقاً، فأعلن النبي (ص) بعد قرون طويلة من الصمت المطبق، والظلام السائد، ذلك الإعلان الثائر المدهش للعقول، المقلب للأوضاع: «أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى»(49).

إنها كلمات خالدة جرت على لسان النبي (ص) في حجة الوداع، وحينما قام النبي (ص)، بهذا الإعلان التاريخي العظيم، لم يكن العالم في وضع طبيعي هادىء يصيغ في هذه الكلمات الجريئة الصريحة ويطبقها، إن هذا الإعلان لم يكن أقل من زلزال هائل عنيف، إن هناك أشياء قد تتحملها بصورة تدريجية، أو من وراء ستار، مثل الستار الكهربائي، فقد نلمسه إذا كان مغطى أو داخلاً في باطن الأسلاك، ولكننا إذا لمسناه عارياً أصابتنا صدمة عنيفة أو قضى علينا بتاتاً(50).

وهذا الإعلان المحمدي يتضمن إعلانين، هما الدعامتان اللتان يقوم عليهما الأمن والسلام، وعليهما قام السلام في كل زمان ومكان، وهما وحدة الربوبية والوحدة البشرية، فالإنسان أخو الإنسان من جهتين، والإنسان أخو الإنسان مرتين، مرة «وهي الأساس» لأن الرب واحد، ومرة ثانية لأن الأب واحد: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)(51) ويقول جل شأنه: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير)(52).

كما نهى النبي الكريم (ص) عن احتقار الناس، عن ابن مسعود، عن النبي (ص) قال: «لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسنة، فقال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس»(53).

جـ ـ المساواة في المواثيق والقواعد الدولية:

1ـ فى ميثاق الأمم المتحدة:

أـ ورد في الديباجة مايلي:ـ «وأن نؤكد من جديد ايماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية»(54).

ب ـ المادة الأولى/2: «إنما العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقتضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب، بأن يكون لكل منها تقرير مصيرها ..»

هذا بالإضافة إلى المواضيع الأخرى التي وردت فيها ..

ج ـ المادة2/1: «تقوم المنظمة على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضائها».

2ـ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان:

أـ جاء في الديباجة: أن الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم.

ب ـ المادة الأولى: ورد فيها: «يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق»(55).

ج ـ المادة الثانية: ورد فيها مايلي: «لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء».

وكذلك نصت على المساواة بين الناس اتفاقيتا الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية سنة 1966م(56).

ولقد سمت فكرة المساواة في الإسلام سموا لم تصل إليه شريعة من شرائع السماء، ولم يرق إليها قانون وضعي كان النبي (ص)، مثالاً للمساواة الكريمة فلم يميز نفسه قط على المسلمين في حق من الحقوق، فما أراد (ص) إلا أن يكون قدوة، وأن تكون قدوته سنة تحتذى في السلوك والمعاملات والحكم (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)(57)، وقد ضرب النبي (ص) للناس المثل الأعلى في القوة على الحياة، قوة لايتطرق إليها ضعف ولايستعبد صاحبها متاع أو سلطان مما يجعل لغير الله سيادة(58) وكثيراً ما كان الرسول الكريم (ص) يتلو على الناس قول الله تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ أنما إلهكم إله واحد)(59) حتى يذكرهم بأنه منهم ومثلهم وليس له من ميزة عليهم إلا اختياره للرسالة ولايفتأ يردهم إلى إدراك ذلك(60).

هدف المساواة :

وظاهر أن مبدأ المساواة الذي اعتنقه المسلمون، ومحا عن أفهامهم وأقطارهم نظام الطبقات، نابع من عقيدة التوحيد ذاتها، وما اُبْنِيَّ على عقيدة التوحيد هذه من عبادات وتعاليم (61).

فقد تعلم المسلمون من أصل دينهم أن الذي تعنو له الوجوه، وتسجد في حضرته الأرواح والأجساد وتستجيب لندائه وحكمه الخاصة والعامة، هو قيوم السماوات والأرض وحده.

وأن البشر قاطبة ينتظمهم سلك العبودية المطلقة لله وحده، وأن من حاول التطاول فوق هذه العبودية السارية فى الأشخاص والأشياء وجب قمعه حتى يستكين في مكانته لايعدوها .. (إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً، لقد أحصاهم وعدّهم عداً، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً)(62).

وخالق البشر أوردهم بقوى مختلفة ومواهب شتى ليختبر كل امرىء منهم فيما آتاه وليسأله يوم العرض ماذا عمل به..؟!!

فليس صاحب السلطة في هذه الدنيا رجلاً محظوظاً شاءت له الأقدار أن يتحكم ولا صاحب الثروة رجلاً كذلك شاءت له الأقدار أن يتمتع، لا.

فكلا الرجلين مختبر في وضعه معرض للنجاح والفشل كأي إنسان آخر، مؤاخذ أو مثاب على وفق استقامته أو عوجه.

وعمله موضع الملاحظة الدقيقة من الله ومن الناس، قال تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون)(63).

ثم إن المسلم في نظرته إلى الناس قويهم وضعيفهم يعرف أن زمام أمورهم في النهاية بين يدي الله، وأن هذا الزمام لن يفلت منه أبداً، ولن يستطيع أحد إسقاطه من بين يديه.

ومن ثم فهو متوجه إلى الله تعالى برغبته ورهبته وقلقه أو طمأنينته، غير هياب لجبار عنيد أو مبال بذي شديد، قد وثق من قول الله جل شأنه: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير، وهو القاهر فوق عباده، وهو الحكيم الخبير)(64).

بهذه الروح المفعمة باليقين والإباء أبى الإنسان المسلم الاعتراف بأن يكون لأحد من الخلق اختراق أسوار المساواة العامة، والاستعلاء على غيره من الناس ..

والحديث عن المساواة متعدد الجوانب، من ذلك:

الجانب الأول: التكاليف والواجبات العامة في المساواة العامة

1ـ خاطب الله البشرية على اختلاف أجناسها وألوانها خطاباً عاماً، وضعها به أمام أمره، فقال جل شأنه: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا)(65).

2ـ ألغى الإسلام ما كان سائداً في المجتمع الجاهلي من الفوارق الطبقية ومراعاة اللون والقبيلة، وسيادة الظلم للآخرين.

وقرر المساواة بين الناس، عبيدهم وأسيادهم، والأمثلة على ذلك كثيرة.

الجانب الثاني: المساواة أمام القانون

لاتنضبط تلك المساواة العامة في تكاليف، إلا إذا توافر لها مايلي:

1ـ تساوي الناس أمام القانون.

2ـ الزام من في قلوبهم حُبّ الاستعلاء، مكانهم فلا يعدونه.

3ـ السير على خطى النبي الكريم (ص)، والخلفاء الراشدين من بعده في تطبيق هذا الحق على الجميع.

الجانب الثالث: المساواة بين الرجل والمرأة

كرم الإسلام المرأة من أول يوم، وجعلها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات، ولم يفرق بينهما إلا فيما تقتضيه طبيعة كل منهما ومهمته في الحياة وذلك لعدة اعتبارات منها:

أـ إنها مخلوق له كيانه وأصله، وهي الأم والبنت والأخت والزوجة.

ب ـ لايمكن الاستغناء عنها في الحياة، قال جل شأنه: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)(66).

ومن أجل ذلك خلصها الإسلام من النقص الذي لحق بها، والذي منه:

1ـ النظرة الدونية التي كانت مصاحبة لها في الجاهلية: قال جل شأنه: (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب، ألا ساء ما يحكمون)(67).

2ـ اللعنة التي ألصقتها الكنيسة بها، واعتبرتها شيطاناً من أراد الطهر فليبتعد عنها.

3ـ نقص الأهلية في حق التملك والتصرف، وحتى الآن في دول الغرب وقد عوض الإسلام المرأة مما لحقها من أسباب الضعف فجعلها الإسلام شقيقة الرجل، قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)(68).

4ـ حرم الإسلام ظلمها أو التجني عليها، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً)(69).

5 ـ كافأها الإسلام بمقدار عملها، قال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض)(70).

6ـ قرر لها حقها في الملكية وأهلية التعاقد والتصرف المالي فقال تعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً)(71).

فهل تعي المرأة المعاصرة هذه الفضل فتؤدي رسالتها نحو أبنائها ورسالتها نحو زوجها؟ وهل أن لها أن تدع السفور والتبرج وتعود إلى الحجاب وشرع الله وسنة نبيه (ص).

ثالثاً: الأخاء

أقام الرسول الكريم (ص) أسس المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة على ثلاث ركائز هي كالآتي:

1ـ بناء المسجد.

2ـ المؤاخاة بين المسلمين عامة والأنصار خاصة.

3ـ كتابة وثيقة (دستور) حددت نظام حياة المسلمين فيما بينهم، وأوضحت علاقتهم مع غيرهم بصورة عامة واليهود بصورة خاصة(72).

وسنتحدث هنا عن الركيزة الثانية (الأخوة بين المسلمين)، فالأخاء الإسلامي العنصر الثاني من عناصر النظرية السياسية في الإسلام، ويقوم على معنى بسيط غاية البساطة يتمثل في قوله تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)(73) وقد أخذ النبي (ص) بمبدأ الاخوة فدعا المسلمين ليتآخوا في الله أخوين أخوين، فكان هو وعلي بن أبي طالب أخوين، وكان عمه حمزة ومولاه زيد أخوين(74) وجعل جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل أخوين، وجعل أبا بكر الصديق وخارجة بن زهير أخوين، وعمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين، وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع أخوين .. وهكذا(75).

ثم ربط النبي (ص) هذا التآخي بين أفراد الصحابة بنطاق من الإخوة والمولاة، كما سنجد ذلك فيما بعد.

وقد قامت هذه الأخوة على أسس مادية أيضاً، وكان حكم التوارث فيما بينهم من بعض هذه الظواهر المادية. وظلت حقوق هذا الإخاء مقدمة على حقوق القرابة إلى واقعة بدر الكبرى، حيث نزل في أعقابها قوله تعالى: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم)(76) فنسخت هذه الآية ما كان قبلها وانقطع أثر المؤاخاة الإسلامية في الميراث، ورجع كل إنسان في ذلك إلى نسبه وذوي رحمه، وأصبح المؤمنون كلهم أخوة ..

عن ابن عباس قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رَحِمه للاخوة التي آخى النبي (ص) بينهم، فلما نزلت (ولكل جعلنا موالي)(77) نسخت. ثم قال (والذين عقدت أيمانكم)(78) أي من النصر والرفادة والنصيحة، وقد ذهب الميراث(79).

وحكمة نسخ التوارث على أساس هذه الأخوة، فيما بعد، فهي أن نظام الميراث الذي استقر أخيراً، إنما هو نفسه قائم على أخوة الإسلام بين المتوارثين، إذ لا توارث بين دينين مختلفين، إلا أن الفترة الأولى من الهجرة وضعت كلاً من الأنصار والمهاجرين أمام مسؤولية خاصة من التعاون والتناصر والمؤانسة، بسبب مفارقة المهاجرين لأهلهم وتركهم ديارهم وأموالهم في مكة ونزولهم ضيوفاً على إخوانهم الأنصار في المدينة، فكان ما أقامه الرسول (ص) من التآخي بين أفراد المهاجرين والأنصار ضمانة لتحقيق هذه المسؤولية. ولقد كان من مقتضى هذه المسؤولية أن يكون التآخي أقوى في حقيقته وأثره من أخوة الرحم المجردة(80).

فلما استقر أمر الإسلام في المدينة كان من المناسب نسخ هذا التوارث، ولا خير حينئذ أن يعود تأثير قرابة الرحم بين المسلمين من حيث كونها مؤثراً زائداً على قرابة الإسلام، وأخوته، ولقد كان هذا التآخي الذي عقده رسول الله (ص)، بين المهاجرين والانصار مسبوقاً بمؤاخاة اخرى اقامها النبي (ص) بين المهاجرين في مكة، قال ابن عبد البر: «كانت المؤاخاة مرتين: مرة بين المهاجرين خاصة وذلك بمكة، ومرة بين المهاجرين والأنصار»(81).

وهذا يؤكد لنا أن مناط الأخوة وأساسها إنما هو رابطة الإسلام، غير أنها احتاجت إلى تجديد وتأكيد بعد الهجرة بسبب ظروفها وبسبب اجتماع المهاجرين والأنصار في دار واحدة. فهي ليست في الحقيقة شيئاً آخر غير الأخوة القائمة على أساس جامعة الإسلام، ووحدة العقيدة، وإنما هي تأكيد لها عن طريق التطبيق(82).

ويبلغ الإخاء الإسلامي حد الفريضة، فلا يكمل إيمان المرء حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، كما اشترط الإسلام أن يكون هذا الحب لله وحده، لا لهدف دوني آخر، عن النبي (ص) قال: «ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار» (83) إلى غير ذلك من الأحاديث(84) وهو إخاء يصل إلى مراتب السمو الإنساني، إذ يرقى بالإنسان إلى غاية البر والرحمة من غير ضعف أو استكانة، وهو الذي يطبع الحضارة الإسلامية بطابعها الفذ من الحرية والعدل، ويجرد الفرد من شهوات السلطان والمال ونزوات الجسد وتستقيم معه المساواة على الواجب والضمير أكثر مما تستقيم على وازع القانون(85).

فالمساواة قد يفرضها القانون إذ يسوي بين الناس في الحق والواجب، وفي الجزاء والعقاب، ولكنه لا يستطيع أن يجرد الفرد من نزواته ونوازعه وأنانيته، فتقف المساواة عند الحدود القانونية ولا تعدوها إلى مسؤولية الضمير، فتسوق الفردية الناس إلى التنافس والتناحر والاستغلال، ويستعبد الغني الفقير في حاجته إلى لقمة العيش، وتصبح الحرية الفردية وبالاً على الإنسانية مالم يكن لها وازع من كرامة الإنسان على الإنسان، وإيمان الإنسان بالإخاء الإنساني، فالإخاء الإنساني هو الذي يطبع المساواة بالبر والرحمة والتكافل الاجتماعي ويجرد الفرد من أنانيته وشهوته للتميز والاستعلاء، فالناس بحكم تكوينهم يختلفون في القدرات والذكاء. كما يختلفون أحيانا بحكم تكوينهم الاجتماعي في الثراء، ومما لاشك فيه «أن الحرمان من وسائل العيش ـ كما يقول همايون كبير ـ، يضع حدوداً ضيقة جداً للحرية الفردية المزعومة في مجتمع حر»(86). والمؤمنون جميعاً سواء أكانوا أغنياء أم فقراء، هم كما قال القرآن الكريم: (إنما المؤمنون إخوة)(87).

ومعنى هذا الإخاء أن يواسي القوي الضعيف، ويرحم الغني الفقير، ويعين القادر العاجز، ولايفهم من الإخاء إلا هذا المعنى، وإذا تجرد منه كانت القطيعة، وكان لفظ الاخاء لفظاً لا مدلول له ولامفهوم وراءه(88).

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين)(89).

فجعل من صفات المؤمنين أنهم أذلة على المؤمنين، أي أن بعضهم يعطف على البعض الآخر، فالذلة متضمنة معنى العطف والتراحم، ولهذا عديت بلفظ على، فهذه الذلة ليست من الذل، وإنما هي حنان وشفقة. ومعنى الذلة هنا، هو معنى الاخاء في الآية السابقة(90) وهو معنى التراحم في قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم)(91).

فالرحمة، والتعطف، والاخوة، والذلة، كلها تأتي بمعنى واحد. وإذا كان الاخاء قد انتظم جماعة المؤمنين فما ينبغي أن يجحد الغني الفقير، أو يدعه للبؤس، والفاقة، والعوز، ومن ثم يقول الرسول الكريم (ص): «ليس المؤمن الذي شبع وجاره جائع» (92) أي وهو عالم بحال اضطراره، وقلة اقتداره(93).

بل أمر الرسول (ص) أبا ذر، بأن يكثر المرق إذا طبخ لكي يهدي إلى جاره، عن أبي ذر، قال النبي (ص): «ياأبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماء المرق وتعاهد جيرانك، أو أقسمه في جيرانك»(94).

ومن لم يفعل ما جاء في هذه الأحاديث الشريفة فليس من الإيمان في شيء لأن الإيمان قد تخلفت عنه اثاره، وإذا تخلفت عنه اثاره كان كالشجرة لاتثمر ثمراً، ولا تمد ظِلاً، فهي بالقطع أولى منها بالبقاء ..

ومن أجل ذلك، فقد جعل رسول الله (ص) أساس الأخوة التي جمع عليها أفئدة أصحابه، العقيدة الإسلامية التي جاءهم بها من عند الله تعالى، والتي تضع الناس كلهم في مصاف العبودية الخالصة لله تعالى دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى والعمل الصالح، إذ ليس من المتوقع أن يسود الاخاء والتعاون والإيثار بين أناس شتتهم العقائد والأفكار المختلفة، فأصبح كل منهم ملكاً لأنانيته وأثره وأهوائه(95).

ومما يقوي الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، قيام مبدأ التعاون والتناصر فيما بين أفراد هذا المجتمع، وفي كل نواحي الحياة ومقوماتها، فإن كان هذا التعاون والتناصر قائماً طبق ميزان العدل والمساواة فيما بينهم، فذلك هو المجتمع العادل السليم، وإن كان ذلك قائماً على الحيف والظلم، فذلك هو المجتمع الظالم والمنحرف.

وإذا كان المجتمع إنما يقوم على أساس العدالة في الاستفادة من أسباب الحياة والرزق، فما الضمان لسلامة هذه العدالة وتطبيقها على خير وجه؟ إن الضمانة الطبيعية والفطرية الأولى لذلك، إنما هي التآخي والتواد يليها بعد ذلك ضمانة السلطة والقانون(96).

ومهما أرادت السلطة أن تحقق مبادىء العدالة بين الأفراد، فإنها لاتحقق ما لم تقم على أساس من التآخي والمحبة فيما بينهم، بل إن هذه المبادىء لا تعدو أن تكون حينئذ مصدر أحقاد وضغائن تشيع بين أفراد المجتمع، وتحمل في طيها بذور الظلم والطغيان في أشد صوره وأشكاله(97).

ولقد أكد كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حق الأخوة، ونهت عن أسباب الشقاق والتباغض والحسد، ولقد نهى الرسول الكريم، (ص)، عن التحسس والتجسس، حيث قال (ص): «ولاتحسسوا ولاتجسسوا ولاتناجشوا ولاتحاسدوا ولاتباغضوا ولاتدابروا وكونوا عباد الله إخواناً»(98).

ومن حقوق الأخوة في الله تعالى مايلي:

1ـ المواساة بالمال، فيواسي كل منهما أخاه بماله إن احتاج إليه، بحيث يكون دينارهما ودرهمهما واحداً لا فرق بينهما.

2ـ أن يكون كل منهما عوناً لصاحبه، يقضي حاجته ويقدمها على نفسه، يتفقد احواله كما يتفقد احوال نفسه، ويؤثره على نفسه وعلى أهله وأولاده، ويسأل عنه بعد ثلاث، فإن كان مريضاً عاده، وإن كان مشغولاً أعانه، وإن كان ناسياً ذكره.

3ـ أن يكف منه لسانه إلا بخير فلا يذكر له عيباً في غيبته أو حضوره، ولايستكشف أسراره، ولايحاول التطلع إلى خبايا  نفسه.

4ـ أن يعطيه من لسانه ما يحب منه، فيدعوه بأحب أسمائه إليه، ولا ينصحه أمام الناس فيفضحه.

5 ـ أن يعفو عن زلاته ويتغاضى عن هفواته، وإن ارتكب معصية، سراً أو علانية، فلا يقطع مودته ولايهمل أخوته بل ينتظر توبته، فإن أصر فله قطعه.

6ـ أن يفي له فى الأخوة فيثبت عليها، ويديم عهدها لأن قطعها محبط لأجرها، وإن مات، نقل المودة إلى أولاده وأصداقائه، محافظة على الأخوة، ووفاء لصاحبها. ولقد أكرم الرسول (ص) عجوزاً دخلت عليه، فقيل له في ذلك، فقال: «إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن كرم العهد من كرم الدين»(99).

7ـ أن لا يكلفه ما يشق عليه، وأن لا يحمله ما لايرتاح معه، وكما لا يكلفه لا يجعله يتكلف له.

8 ـ أن يدعو له ولأولاده ومن يتعلق به بخير ما يدعو به لنفسه وأولاده، ومن يتعلق به إذ لا فرق بين أحدهما والآخر، بحكم الأخوة التي جمعت بينهما، فيدعو له حياً وميتاً وحاضراً وغائباً(100).

المصادر :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) استاذ كلية الشريعة في جامعة قطر.

(1) راجع: العاملي، محمد الجواد بن محمد الحسيني، مفتاح الكرامة، ج6، ص117.

(2) راجع: حقوق الانسان في الاسلام، د. علي عبد الواحد وافي، ص189 وما بعدها.

(3) أخرجه البخاري في الشركة ج6، ص58، وفي الشهادات ج6، ص222، والترمذي في سننه ج6، ص295، وأحمد في مسنده ج4، ص268، 270، 272، وانظر الأحاديث 61، 62، 63 من أمثال الرامهرمزي، وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب الأمثال ص14، حديث رقم (317) بتحقيق الدكتور عبد العلي عبد المجيد.

(4) راجع: الصابوني، محمد علي، من كنوز السنة من الحديث الشريف، ص31.

(5) سورة يونس، الآية 101.

(6) سورة الكهف، الآية 110.

(7) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، ج4، ص204،

والدارمي، ك2، ص320، وأحمد في مسنده، ج1، ص23، 24، وانظر: معالم الدعوة في قصص القرآن الكريم 1/573.

(8) سورة آل عمران، الآية 64.

(9) سورة آل عمران، الآيات 190 ـ 191.

(10) سورة الغاشية، من الآيات 17 ـ 21.

(11) سورة غافر، الآية 82.

(12) سورة البقرة، الآية 256.

(13) سورة الكهف، الآية 29.

(14) سورة الرحمن، الآيات 1 ـ 4.

(15) راجع: زاد المسير ج8، ص106.

(16) راجع: تفسير ابن جرير الطبري في أول سورة الرحمن.

(17) سورة آل عمران، الآية 110.

(18) أخرجه مسلم في صحيحه حديث رقم 49، وأبو

داود برقم 1140 و 4340، والترمذي حديث رقم 2173، والنسائي 8/111، وابن ماجه 4013، ورياض الصالحين ص125.

(19) راجع الشيخ محمد الغزالي، حقوق الإنسان، ص92.

(20) سورة الحج، الآية 40 ـ 41.

(21) أخرجه ابن ماجه في كتاب الأحكام، ص7.

(22) أخرجه أبو حاتم عن أبي العجفاء السلمي، وانظر تفسير القرطبي ج5، ص99، وروائع البيان في تفسير ايات الأحكام للشيخ محمد علي الصابوني، ج1، ص451.

(23) الترمذي (2175)، وأخرجه أبو داود (4344)، وابن ماجه، (4011)، وأحمد في مسنده، ج5، ص251.

(24) النسائي 7/161، ورجاله ثقات، وحسنه المنذري في «الترغيب والترهيب» 3/168.

(25) سورة الحج، الآية 24.

(26) سورة الإسراء، الآية 36.

(27) أخرجه البخاري، ج11 ص264 ،265، ومسلم حديث رقم 47.

(28) راجع: رياض الصالحين، ص 569.

(29) أخرجه البخاري، ج1، ص51 و52، ومسلم حديث رقم 42.

(30) سورة التوبة، الآية 119.

(31)سورة الحجرات، الآية 6.

(32) انظر: سنن الترمذي (2520)، وأخرجه النسائي، ج8، ص327، وأحمد 1/200، وإسناده صحيح، وصححه ابن حيان 512، وأورده النووي في رياض الصالحين، ص66.

(33) سورة الأنعام، الآية 152.

(34) راجع تفسير ابن عاشور ـ التحرير والتنوير، ج8، ص166 ـ 167 بتصرف.

(35) أي: عماد الدين وقوامه النصيحة، وهي كلمة جامعة، معناها: حيازة الخبر للمنصوح له. راجع: رياض الصالحين، هامش ص124.

(36) صحيح مسلم برقم 55، وأخرجه أبو داود (4944)، والنسائي ج7 ص156.

(37) راجع: د. محمد عبدالعزيز، حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية، وقواعد القانون الدولي، ص61.

(38) راجع: كتاب التربية الإسلامي، من إعداد وزارة التربية بدولة قطر.

(39) راجع: د. حسين فوزي، الإسلام والسياسة، ص78.

(40) راجع: الإسلام والسياسة، ص78 ـ 79.

(41) سورة الحجرات، الآية 13.

(42) سورة المجادلة، الآية 11.

(43) سورة الزمر، الآية 9.

(44) راجع: حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية، وقواعد القانون الدولي، ص61.

(45) سورة سبأ، الآية 28.

(46) سورة النساء، الآية 1.

(47) سوره الحجرات، الآية 13.

(48) سورة البقرة، الآية 213.

(49) راجع: كنز العمال (1/66) (2/22) وفقه السيرة، د. محمد سعيد رمضان، ص343، وكتاب السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي، ص 545.

(50) راجع: الندوي، أبي الحسن، السيرة النبوية، ص546.

(51) سورة النساء، الآية 1.

(52) سوره الحجرات، الآية 13.

(53) راجع: صحيح مسلم حديث رقم (91)، وأخرجه أبو داود برقم (4091)، والترمذي حديث رقم (19999).

(54) راجع: حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية، د. محمد عبد العزيز، ص 64، وحقوق الإنسان في الإسلام، د. القطب طبلية، م س ـ ص 380.

(55) راجع المصدر السابق للدكتور، محمد عبد العزيز أبو سخيلة، ص 65.

(56) انظر: عالم الفكر عدد يناير سنة 1971م، ص 105، مقالة الشيخ زكريا البري ـ الإسلام وحقوق الإنسان، وانظر: مؤلف «الحكومة الإسلامية» للأستاذ أبو الأعلى المودودي، طبعة 1977م ص 92 ـ 95 ومجلة الحق، م س ـ عدد مايو سنة 1970م، ص 146.

(57) سورة الأحزاب، الآية 21.

(58) راجع: حياة، محمد حسين هيكل، ص 526 وما بعدها.

(59) سورة الكهف، الآية 110.

(60) راجع: الإسلام والسياسة، د. حسين فوزي النجار، ص 81.

(61) راجع حقوق الإنسان، بين تعاليم الإسلام واعلان الأمم المتحدة، ص 33 محمد الغزالي.

(62) سورة مريم، الآيات 93 ـ 95.

(63) سورة التوبة، الآية 105.

(64) سورة الأنعام، الآيات 18 ـ 19.

(65) سورة النساء، الآية 1.

(66) سورة الروم، الآية 21.

(67) سورة النحل، الآيات 58 ـ 59.

(68) سورة النساء، الآية 1.

(69) سورة النساء، الآية 19.

(70) سورة آل عمران، الآية 195.

(71) سورة النساء، الآية 32.

(72) راجع: فقه السيرة، للسيوطي، ص142، وصحيح البخاري، ج4، ص258، وابن سعد في الطبقات، ج2، ص4 وإعلام الساجد في أحكام المساجد، للزركشي، ص 223، وغيرها من كتب السيرة النبوية الشريفة.

(73) سورة الحجرات، الآية 10.

(74) راجع: النجار، د. حسين فوزي، الإسلام والسياسة، ص 84.

(75) راجع: سيرة ابن هشام، ج1، ص504، وطبقات ابن سعد، ج3، ص2.

(76) سورة الأنفال، الآية 75.

(77) سورة النساء، الآية 33.

(78) سورة النساء، الآية 33.

(79) رواه البخاري في كتاب التفسير، ج78.

(80) راجع فقه السيرة للبوطي، ص 150.

(81) راجع: فتح الباري، ج7، ص 191.

(82) راجع: فقه السيرة للبوطي، ص150، وعيون الأثر لابن سيد الناس، ج1، ص198.

(83) أخرجه البخاري، ج1، ص56، 58، ومسلم حديث رقم 43، ورياض الصالحين، ص200، حديث 1/375.

(84) راجع صحيح البخاري 2/119، 124، ومسلم (1031)، وسنن الترمذي حديث (2391)، وغيرها من المراجع.

(85) راجع الإسلام والسياسة، ص58 (مرجع سابق).

(86) انظر: المرجع السابق.

(87) سورة الحجرات، الآية 15.

(88) راجع: عناصر القوة في الإسلام، ص123، الشيخ سيد سابق.

(89) سورة المائدة، الآية 54.

(90) راجع عناصر القوة في الإسلام، ص123.

(91) سورة الفتح، الآيه 29.

(92) أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص52.

(93) راجع: قبس من مكارم الأخلاق، ص59، د. عاطف أحمد أمان.

(94) راجع: الأدب المفرد للبخاري، ص52.

(95) راجع: كتابنا، عناصر الترابط في المجتمع الإسلامي، ص 26 وما بعدها.

(96) راجع: عناصر الترابط في المجتمع الإسلامي، ص27.

(97) راجع: فقه السيرة، للبوطي، ص 148.

(98) أخرجه البخاري في صحيحه، راجع فتح الباري، ج1، ص483، ومسلم في كتاب البر والصلة ـ باب 8 حديث رقم 26، وأبو داود في كتاب السنة ـ باب رقم 15، والبيهقي في السنن الكبرى 10/247.

(99) أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه.

(100) راجع: منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري، ص 110 ـ 111.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2009/03/29   ||   القرّاء : 22096





 
 

كلمات من نور :

أفضل العبادة قراءة القرآن .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 تراث الإمام الباقر (عليه السلام) التفسيري

 حديث الدار (26)

 قرص ترانيم المقامات يتضمن دورس تطبيقية في علم المقامات

 حوار مع الاستاذ الدكتور سالم جاري

 الأسماء المضافة لواجب الوجود (الله) تعالى

 القرآن الكريم في حديث أهل البيت(عليهم السلام)

 في ظلال القرآن الكريم والامام الحسين (عليه‌ السلام)

 قناة دار السيدة رقية (ع) في التلجرام

 ماعلاقة الإعجاز العلمي بالإعجاز القرآني؟

 حديث الدار (23)

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15488261

  • التاريخ : 18/04/2024 - 23:14

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 حث الصحبة على رواية شعبة

 رسم المصحف العثماني واؤهام المستشرقين في قراءات القرآن الكريم

 تفسير العياشي ( الجزء الأول )

 سلامة القرآن من التحريف

 تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2

 تفسير النور - الجزء الرابع

 التجويد

 فواصل الآيات القرآنية ـ دراسة بلاغية دلالية

 منهج دراسة علوم الأصوات والمقامات

 الجبر والاختيار

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 س: لماذا هذا الاهتمام والإصرار على موضوع التجويد، هل ـ حقاً ـ كان المسلمون في صدر الإسلام يهتمّون بالتجويد في قراءتهم؟

 كم هي مساحة حجية العقل؟

 هل يوجد دليل قرآني على انسجام آيات القرآن؟

 فلسفة الابتلاء

 ما هو المقصود من (خزائن الله) في آيات القرآن الكريم؟

 هل يجوز اهداء ختمة القرآن الی الوالدين و هم احياء؟

 هل تقبل توبة الكافر أو المرتد أو المنافق الواردة أوصافهم في القرآن الكريم قبل موته ؟

 أنا اقرأ القرآن على أرواح بعض المؤمنين واستلم من اهليهم اجور رمزية وانا في القراءة اخفت واحياناً اقرأ كحديث النفس حيث لا اسمع القراءة لكنني اعيها هل هذا مجزي للتوصيل ؟

 خزائن الله لا تنفد، كيف ولماذا؟

 من البحوث التي وقع فيها جدل ونقاش كثير هي مسألة كيفية تناسل أولاد آدم(عليه السلام) فهل تزوّج الإخوة بالأخوات؟ أم أنّهم تزوّجوا بمخلوقات أُخرى، أم ماذا؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12776)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7854)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7328)

 الدرس الأوّل (7327)

 درس رقم 1 (7254)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6604)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3842)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3535)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الصفحة 513

 88- سورة الغاشية

 48- سورة الفتح

 سورة الماعون

 الصفحة 528 (ق 1)

 سورة يس

 سورة الرعد

 الصف

 الحاقة

 البقرة 44 - 73

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7366)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7034)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6702)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6598)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2378)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2298)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2295)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2249)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2233)



. :  ملفات متنوعة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 السيد عادل العلوي - في رحاب القرآن

 سورة الاحزاب ـ السيد حسنين الحلو

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net