الجواب : لا نسلّم ما يدعيه هذا الملحد من أن الكائنات الاحادية الخلية كبعض البكتيريا والفايروسات هي مستثناة من قاعدة الخلق فيما يتعلق بالزوجين المشار إليهما في القرآن الكريم، فقد ثبت في علم الاحياء المجهرية الحديث أن هنالك أصنافاً متعددة من نفس الميكروبات والفايروسات، فمثلاً فيروس الانفلونزا يوجد منه اكثر من صنف واحد، وكذلك البكتريا المسببة لبعض الأوبئة كالطاعون وغيره. وأما في حقل المايكروفيزياء فقد ثبت أن الذرة تحمل شحنة متعادلة مسببة عن نوعين من الجسيمات الدقيقة وهي البروتونات والالكترونات، وان النواة تحتوي على صنفين من الجسيمات البروتونات والنيوترونات. بل قد ثبت أن لك جسيم في الكون جسيم مضاد.
وأما ما يتعلق باعتراض هذا الملحد على قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} [النور: 43] فقد تكرر حرف (من) ثلاث مرات في نفس الآية، أولاها ابتدائية، وثانيتها لها نسبة مع ابتدائية، وأما الثالثة فقد اختلف في تفسيرها فهي إما بيانية، ويكون مفهوم الجملة هو ينزل من السماء من جبال من برد. وقد حذف مفعول الفعل (ينزل) وهو البرد، ويفهم ذلك من قرينة في الكلام، وإما زائدة (حسبما نقله تفسير روح المعاني عن الأخفش) أو هي للتبعيض أي: ان الجبال مخلوقة من البرد كجبال القطبين المنجمدين.
* المصدر: موقع مركز الابحاث العقائدية، بتصرّف.
|