00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .

        • القسم الفرعي : علم التفسير .

              • الموضوع : التفسير عند أهل البيت عليهم السلام .

التفسير عند أهل البيت عليهم السلام

آية الله السيد محمد باقر الحكيم

نظرية‌ ‌‌‌أهـل‌ البيت عليهم‌ السلام في فهم القرآن الكريم

لقد تناول هذا الموضوع عدد كبير من‌ الروايـات‌ التـي‌ وردت عـن أهل البيت سلام الله عليهم. كما ورد بعضها عن النبي صلى الله عليه وآله، وذكرت‌ في كتب علماء أهل السـنة، الأمر الذي يؤكد أهمية الموضوع ودقته.

كما اننا نلاحظ‌ أيضا في هذه الروايات‌ انها‌ متفاوتة فـي مضامينها بحيث قد تـبدو أحـيانا وكأنها متناقضة أو متضاربة أو مختلفة. وفي نفس الوقت اختلفت آراء العلماء في تفسيرها والأخذ منها حتى تباينت واضطربت.

وقد تركز البحث فيها حول موضوعين‌ رئيسين:

احدهما: بحث (المحكم والمتشابه، والتفسير والتأويل) الذي دار حول الآية من قوله تعالى: « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن اُم الكتاب واُخر متشابهات فأما‌ الذين‌ في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ اللـه والراسـخون في العلم يـقولـون آمـنـا به كـل من عـند ربنـا وما يـذكر إلا اُولـوا‌ الألباب » ([1]).

ثانيهما: بحث (التفسير بالرأي) الذي ورد النهي عنه في أحاديث مسلمة عند المسلمين، وجاء فيها الوصف بالكفر لمن صنع ذلك في القرآن الكريم، حيث وقـع الخـلاف في‌ تحديد‌ معني (الرأي) هذا.

ولعل من أفضل الأبحاث استيعابا وتحليلاً واختصارا وفائدة هو ما ذكره العلامة الطباطبائي قدس‌سره في كتابه (الميزان في تفسير القرآن) والذي استنبط فيه النظرية القرآنية التي تـبناها‌ أهـل‌ البيت‌ عليهم‌السلام في هذا المجال واستند‌ فيها‌ إلى‌ الآيات الشريفة والسنة النبوية المروية عن النبي وأهل بيته الكرام([2]).

وهنا نتناول:

أولاً: مجمل النتائج التي توصل إليها في هذا‌ البحث.

وثانيا: استعراض وتقسيم عـام لطـوائف النـصوص المروية عن أهل‌ البيت‌ عـليهم‌السلام فـي هـذا المجال.

وثالثا: بيان بعض الملاحظات والاستنتاجات العامة منها التي نراها في هذا المجال.

1 ـ رأي العلامة‌ الطباطبائي‌:

لقد لخص العلامة الطباطبائي النتائج التي توصل إليها من خـلال بـحثه‌ فـي المحكم والمتشابه بعد ذكر‌ الأقـوال‌ المـختلفة‌ فيهما ومناقشتها وفي معني كون المحكمات اُم الكتاب وكذلك في معنى‌ التأويل‌ وإنه هل يعلم تأويل القرآن غير الله تعالى وفـي سـبب اشـتمال القرآن على الآيات المتشابهة في‌ النقاط‌ الآتية‌:

1 ـ ان الآيات القرآنية وإن كـانت تنقسم إلى قسمين (محكم ومتشابه)‌ إلاّ‌ ان‌ الآيات المحكمة قد تكون محكمة على الاطلاق، وأما الآيات المتشابهة فلا يوجد فـيها مـتشابه‌ على‌ الاطلاق،‌ بل تكون متشابهة من جهة ومحكمة من جهة اخرى بـلحاظ آيـة اخرى.

2 ـ ان‌ لجميع‌ القرآن الكريم محكمه ومتشابهة تأويلاً وإن التأويل ليس من المفاهيم التي يدل عليها‌ اللفظ‌ والكـلام‌ وتـكون أحـد محتملاته بل هو من الحقائق الخارجية والمصاديق الواقعية للمعاني ونسبته إلى المفاهيم‌ والمـعارف‌ الالهـية والمـقاصد الربانية نسبة الممثل الخارجي إلى المثال، وإن جميع المعارف القرآنية إنما‌ هي‌ أمثال‌ مضروبة للتأويل الذي هـو عـند الله تعالى، أي ما تؤول إليه هذه المعارف من حقائق‌ واقعية.

قال ـ بعد استعراض مجموعة من الآيات التي تـدل على وجود الكتاب في‌ القرآن،‌ في‌ اُم الكتاب واللوح المحفوظ ـ: «وبالجملة فالمحصل من الآيات الشريفة ان وراء مـا نـقرأه‌ ونـعقله‌ من‌ القرآن أمرا هو من القرآن بمنزلة الروح من الجسد والمتمثل من المثال‌ وهو‌ الذي يـسميه تعالى بالكتاب الحكيم وهو الذي تعتمد عليه وتتكئ عليه معارف القرآن المنزل ومضامينه وليس‌ مـن‌ سـنخ الألفـاظ المفرقة المقطعة ولا المعاني المدلول عليها بها...»(1).

 3 ـ ان‌ التأويل يمكن أن يعلمه المطهرون وهم في‌ نفس‌ الوقـت‌ الراسـخون في العلم. فإن الآية الكريمة السابقة‌ من‌ آل عمران وإن كان يفهم منها حـصر العـلم بـالتأويل بالله تعالى ولكن يفهم‌ من‌ آيات اخرى بأن التأويل يفهمه‌ المطهرون‌ أيضا مثل‌ قوله تعالى‌: « إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا‌ المطهرون‌ » ([3]) وهم قوم نزلت الطـهارة فـي‌ قلوبهم من الله تعالى،‌ كما‌ ورد في قوله تعالى: «... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تـطهيرا »([4]). وطـهارة‌ القلب‌ هي طهارة نفس الانسان في‌ اعتقادها‌ وارادتها‌ زوال الرجس ويرجع‌ إلى‌ ثـبات القـلب فيما أعتقد‌ من‌ المعارف الحقة من غـير مـيل إلى الشـك أو تردد بين الحق والباطل، وثبات القلب‌ على لوازم مـا علمه من الحق من‌ غير‌ تماثل اتباع‌ الهوي‌ ونقض‌ ميثاق العلم وهو الرسـوخ‌ فـي العلم.

4 ـ إن البيانات القرآنية أمثال مضروبة لمـعارفها ومـقاصدها وهذا هـو غـير مـا اُشير‌ إليه‌ في النقطة الثانية التـي تـحدثت عن‌ ان‌ المعاني‌ القرآنية‌ هي‌ عبارة عن صورة‌ لحقائق‌ ثابتة خارجية.

5 ـ ان من الواجـب أن يـشتمل القرآن على هذا النوع من التـشابه، إذ لا‌ يمكن‌ الوصول‌ إلى الحقائق الالهـية لأنـها غير محسوسة من‌ خلال‌ الصـور‌ المـادية‌ المحسوسة‌ ومن‌ ثمَّ فلا بد من بيان صور متعددة للتعبير عن الحقيقة الغـيبية، ولا بـد ان يشتمل على المحكمات أيضا التـي هـي بـدورها توضح وتبين الحـقائق فـي هذه المتشابهات‌ وهذا هـو مـعني انها اُم الكتاب.

6 ـ ان من الواجب أن يفسر القرآن بعضه بعضا. «لأن البيانات القرآنية بالنسبة إلى المعارف الالهية كالأمثال أو هـي أمـثال بالنسبة إلى ممثلاتها، وقد‌ فرقت‌ في الآيـات المـتفرقة وبينت بـبيانات مـختلفة ليـتبين ببعض الآيات ما يـمكن أن يختفي معناه في بعض، ولذلك كان بعضها شاهدا على بعضها الآخر، والآية مفسرة للآية ولولا ذلك لاختل‌ أمـر‌ المـعارف الالهية في حقائقها ولم يمكن التخلص فـي تـفسير الآيـة مـن القـول بغير علم والتـفسير بالرأي.

وهذا التـفسير بغير علم وبالرأي يؤدي إلى ظهور‌ التنافي‌ بين الآيات القرآنية من حيث‌ إبطاله‌ الترتيب المعنوي الموجود فـي مـضامينها فـيؤدي إلى وقوع الآية في غير موقعها، وهذا هـو الذي ورد التـعبير‌ عـنه‌ فـي الروايـات: بـضرب‌ بعض‌ القرآن ببعض»([5]).

 7 ـ ان الآيات القرآنية التي تدعو الناس عامة ـ من كافر أو موءمن، ممن شاهد عصر نزول القرآن أو غاب عنه ـ إلى تعقل القرآن وتأمله والتدبر‌ فيه،‌ وخاصة قوله تعالى: « أفـلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا »([6])، يدل دلالة واضحة على ان المعارف القرآنية يمكن أن ينالها الباحث‌ بالتدبر‌ والبحث ويرتفع‌ بهما ما يتراءَى من الاختلاف بين الآيات... نعم تـفاصيل الأحـكام مما لا سبيل إلى تلقيه من‌ غير بيان النبي صلى الله عليه وآله كما أرجعها إليه القرآن الكريم في قوله تعالى‌: «... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا... »([7]). أو ما في معناه من ‌‌الآيـات،‌ وكـذلك تفاصيل القصص أو المعاد أو غيرها.

ومن هنا يظهر أن شأن النبي صلى الله عليه وآله‌ في‌ هذا‌ المقام هو (التعليم) فحسب. و (التعليم) إنما هو هداية (المعلم) الخبير ذهن (المتعلم) وإشـارة إلىـ‌ ما يصعب عليه العلم بـه والحـصول عليه لا ما يمتنع فهمه من غير‌ تعليم. فإنما التعليم تسهيل‌ للطريق‌ وتقريب للمقصد لا إيجاد للطريق وخلق للمقصد. و (المعلم) في تعليمه إنما يروم ترتيب المـطالب العـلمية ونضدها على نحو يـستسهله ذهـن (المتعلم) ويأنس به فلا يقع في جهد الترتيب وكد التنظيم‌ فيتلف العمر وموهبة القوة أو يشرف على الغلط في المعرفة.

وهذا ما يدل عليه الذكر الحكيم في أمثال قوله تعالى: «... وأنزلنا إليك الذكـر لتـبين للناس ما نزل إليهم...‌ »([8]).

وقوله تعالى: «... ويعلمهم الكتاب والحكمة... »([9]).

فالنبي صلى الله عليه وآله انما يعلم الناس ويبين لهم ما يدل عليه القرآن بنفسه ويـبينه الله سـبحانه بكلامه، ويـمكن للناس الحصول عليه في الآخرة لا انه صلى الله عليه وآله يبين لهم معاني لا‌ طريق‌ إلى فهمها من كلام الله تعالى. فإن ذلك لا يـنطبق البتة على مثل قوله سبحانه: «كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقـوم يـعلمون» ([10]).

وقـوله تعالى: «...‌ وهذا‌ لسان‌ عربي مبين» ([11]).

وكذلك تدل‌ عليه‌ الأخبار‌ المتواترة عنه صلى الله عليه وآله المتضمنة لوصيته بالتمسك بالقرآن والأخـذ ‌ ‌بـه، وعرض الروايات المنقولة عنه صلى الله عليه وآله على كتاب الله ([12])، ولا يستقيم معناها إلا‌ مع‌ كون‌ جميع مـا نقل عـن النـبي صلى الله عليه وآله مما يمكن استفادته‌ من‌ الكتاب.

فالحق ان الطريق إلى فهم القرآن الكريم غير مسدود، وان البيان الإلهي والذكر الحـكيم بنفسه هو الطريق الهادي إلى‌ نفسه‌ ولا‌ يحتاج تبيين مقاصده إلى طريق آخر. إذ كيف يـتصور أن‌ يكون الكتاب الذي عـرّفه الله تعالى بأنه هدي ونور وتبيان لكل شيء مفتقرا إلى هادٍ غيره ومستنيرا بنور‌ غيره‌ ومبينا‌ بأمر غيره ؟!.

وهذه الرؤية يمكن أن تلقي الضوء على موقع أهل‌ البيت‌ عليهم‌السلام من القرآن الكريم، هذا الموقع الذي دل عليه حـديث الثقلين. فإن ما ذكرناه في معني‌ اتباع‌ بيان‌ النبي صلى الله عليه وآله آنفا جارٍ ههنا بعينه، وحديث الثقلين ليس مسوقا لإبطال (حجية‌ ظواهر‌ القرآن) ([13]) وحصر الحجية على ظاهر بيان أهل البيت عليهم‌السلام، إذ كيف يـمكن أن نـقبل‌ ذلك‌ مع‌ ان حديث الثقلين يؤكد ان القرآن وأهل البيت لن يفترقا فيجعل الحجية لهما معاً،‌ فللقرآن‌ الدلالة على مـعانيه والكـشف عن المعارف الالهية، ولأهل البيت‌ الدلالة‌ على الطريق وهداية الناس إلى أغراضه ومقاصده.

علما ان نظير ما ورد عن‌ النبي‌ صلى الله عليه وآله‌ في دعوة الناس إلى الأخذ بالقرآن والتدبر فيه وعرض ما نقل عنه عليه وارد عن‌ أهـل‌ البـيت‌ عـليهم‌السلام.

وان عددا كبيرا من الروايات الواردة عـن أهـل البـيت في التفسير‌ تشتمل‌ على الاستدلال بآية لتفسير آية اخرى، وكذلك الاستشهاد بمعني على تفسير معني آخر.

بالإضافة إلى وجود روايات‌ عنهم‌ عليهم‌السلام تدل (بـالمطابقة) على هـذه الرؤية كما جاء في كتاب المحاسن باسناده‌ عـن‌ أبـي لبيد البحراني، عن أبي جعفر عليه‌السلام‌ ([14]) في‌ حديث قال فيه: «فمن زعم ان‌ كتاب‌ الله مبهم فقد هلك وأهلك» ويـقرب مـنه مـا فيه، وفي الاحتجاج عنه عليه‌السلام‌، قال: «إذا حدثتكم‌ بشيء‌ فاسألوني عـنه‌ من‌ كتاب‌ الله»([15]).

وبهذا الفهم يمكن‌ أن‌ نجمع بين هذه الروايات والأحاديث وبين الروايات الاُخري التي ظاهرها خلاف ذلكـ‌ كـما‌ ورد فـي تفسير العياشي عن جابر،‌ قال: «قال أبو عبد‌ الله‌ ان للقرآن بـطنا وللبـطن ظهرا‌...‌ ثم قال: يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ان‌ الآية لتنزل أولهـا فـي شـيء وأوسطها‌ في‌ شيء‌ وآخرها في شيء‌ وهو‌ كلام متصل فينصرف على وجوه»([16]).

وروي عـن على عـليه‌السلام عن النبي صلى الله عليه وآله: «ان القرآن حمال ذو وجوه...»([17]) فالذي‌ ندب إليه وحث عليه هو تفسيره‌ عـن‌ طـريق القـرآن‌ نفسه‌ والذي‌ نهي عنه تفسيره عن‌ غير طريق القرآن.

والاستنتاج الكلي من هذا البحث هو: ان المـتعين فـي التفسير الاستمداد بالقرآن على فهمه وتـفسير الآية بالآية، وذلك بالتدريب‌ بالآثار‌ المنقولة‌ عن النبي وأهل بيته صلي الله عليه‌ وعليهم،‌ وتهيئة‌ ذوقـ‌ مـكتسب‌ منها‌ ثم الورود. والله الهادي ([18]).

 2 ـ استعراض وتقسيم عام للنصوص والروايات:

وبعد هذا الاستعراض للنظرية في التفسير لأهـل البـيت مـن خلال هذا البحث الذي دونه العلامة الطباطبائي‌ ويمثل خلاصة لما توصل إليه المحققون من علماء أهـل البـيت، يحسن بنا أن نستعرض بعض النصوص التي وردت عنهم عليهم‌السلام والتي أشار إلى بعضها العـلامة الطـباطبائي حـيث يمكن أن تلقي‌ هذه‌ النصوص الضوء على هذه الحقائق التي تحدث عنها قدس‌سره.

ويمكن أن نقسم هذه النـصوص والروايـات إلى خـمس طوائف:

الاُولى: النصوص القرآنية والنبوية التي تحدثت عن مرجعية أهل البيت‌ سلام‌ الله عـليهم وبـالخصوص على عليه‌السلام في شؤون الدين الاسلامي بشكل عام والتفسير بشكل خاص حيث أشرنا إلى بعضها في حـديث سـابق من هذا‌ البحث.

ولا نريد هنا أن نضيف إليها‌ نصوصا‌ اخرى ـ وهي كثيرة ـ اختصارا للبـحث، ولكـن نريد التنبيه إلى ان بعض النصوص الآتية تعتمد فـي رؤيـتها ومـضمونها بشكل أساس على مداليل هذه‌ الطائفة‌ مـن الآيـات أو الروايات.

الثانية: النصوص التي دلت على ان القرآن الكريم يشتمل على كل الحقائق.

ومن هذه النصوص الآيات الكريمة والروايـات التـي أشرنا إليها آنفا في هـذا البـحث، وأشار إلى بـعضها العـلامة الطباطبائي.

1 ـ عـن‌ أبي‌ جعفر عليه‌السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لم يـدع شيئا تحتاج إليه الاُمة إلاّ أنزله في كتابه وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله وجعل لكـل شـيء حدا وجعل عليه دليلاً يدل عليه، وجعل على من تـعدي ذلك الحـد حدا ([19]).

 2 ـ عن أبي الجارود قال، قـال‌ أبـو جعفر عليه‌السلام: إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله،‌ ثم‌ قال‌ في بعض حـديثه، ان رسـول الله صلى الله عليه وآله نهي عن القيل والقـال، وفـساد المـال، وكثرة السؤال، فـقيل لهـ‌: ‌‌يا‌ ابن رسول الله أيـن هـذا من كتاب الله ؟ قال: ان الله‌ عز‌ وجل‌ يقول: « لا خير في كثير من نجواهم إلاّ من أمـر بـصدقة أو معروف‌ أو إصلاح بين الناس... »([20]) وقال: « ولا تؤتوا السـفهاء أموالكم‌ التـي جـعل الله لكـم‌ قياما‌... »([21])، وقال: «... لا تسألوا عـن أشياء إن تبد لكم تسوءكم... »([22])([23]).

3 ـ عن عبد الأعلى بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يـقول‌: قـد ولدني رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا أعلم كـتاب الله وفـيه بـدء الحـق، ومـا هو كائن إلى يـوم القـيامة، وفيه خبر السماء وخبر الأرض، وخبر الجنة وخبر النار، وخبر ما كان‌ و [خبر] ما هو كـائن، أعـلم ذلك كـما أنظر إلى كفي، إن الله يقول: « فيه تبيان كل شـيء »([24]).

 

 4 ـ عـن عـبد الأعـلي بـن أعـين، قال: سمعت‌ أبا‌ عبد الله عليه‌السلام يقول: إني لأعلم ما في السماء وأعلم ما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان، وأعـلم ما يكون، علمت‌ ذلك‌ في كتاب الله إن الله تعالى يقول: « فيه تبيان كل شيء »([25]).

وهذه الأخبار العديدة يمكن أن نفهم منها:

أ ـ السبب في ارجاع تمييز الحديث إلى القرآن الكريم.

ب ـ السبب في‌ ارجاع‌ الشروط‌ والالتـزامات إلى القـرآن الكريم.

ج ـ المنطلق لانتقاد مدرسة الرأي والاعتماد فـي‌ الاجـتهاد‌ على الظن والاستحسان والقياس.

د ـ سبب تأكيد الأئمة من أهل البيت عليهم‌السلام على علمهم بتفسير القرآن‌ ومعرفتهم‌ لتأويله‌ وجميع ما ورد فيه.

هـ ـ يفسر لنا أيضا مضمون الأحاديث التـي ذكـرت‌ بأن‌ القرآن‌ لا يفهمه غـير أئمـة أهل البيت فان الادراك الواسع لكل هذه التفاصيل التي وردت‌ في‌ القرآن‌ الكريم هو أمر يختص بالراسخين في العلم والمصداق الواضح لهوءلاء الراسخين هم أئمة أهل‌ البيت‌ عليهم‌السلام.

الثالثة: النصوص التي دلت على ان القـرآن الكريم يمكن فهمه وتفسيره‌ والأخذ‌ منه‌ بشكل مباشر وانه حجة على الناس في كل ذلك.

ومن هذه النصوص: الآيات الكريمة‌ التي‌ أشرنا إلىها في عرضنا للتفسير في عصر الرسول، وتحدث عنها العـلامة الطـباطبائي في‌ اسـتعراضه‌ لنظريته‌ بالاضافة إلى الروايات التي نصت على الرجوع إلى القرآن الكريم فانها تدل على ان القرآن‌ يمكن‌ فهمه والأخذ مـنه، وقد أشرنا إلى هذه الروايات سابقا.

أضف إلى ذلك «السنة‌ القطعية‌ المتواترة‌ الحاكية لقول المعصوم ونـقله وتـقريره مـما يدل على مرجعية القرآن الكريم للمسلمين واحالتهم إليه في‌ مقام‌ اقتناص‌ المعاني بل السيرة العملية للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة»([26]).

‌بـل يمكن أن يفهم هذا‌ المعني‌ من أمثال حديث الثقلين أيضا.

ولكن مع ذلك توجد نصوص تدل بشكل‌ واضح‌ على هـذا الامر كما ذكر العلامة الطباطبائي،‌ منها‌ رواية‌ أبي الوليد البحراني التي تقدمت فـي المعلم‌ الأول([27]).

الرابعة: الروايات والنـصوص التـي دلت على ان بعض المسلمين وقعوا أو‌ سوف‌ يقعون في خطأ كبير وانحراف‌ عظيم‌ في محاولة‌ الأخذ‌ من‌ القرآن الكريم من خلال اعتمادهم في‌ ذلك‌ على معلوماتهم الناقصة وآرائهم الظنية الخاصة أو يحكمون الهوي والذوق والأغـراض الخاصة‌ في‌ عملية التفسير.

وقد أشرنا إلى بعض هذه‌ النصوص في حديثنا حول‌ التفسير‌ بالرأي عندما تناولنا (المعلم الثالث)‌ للتفسير‌ عند أهل البيت عليهم‌السلام. ويمكن أن نجد عددا كبيرا من هذه النصوص‌ في‌ عدة أبـواب رئيـسة في كتب‌ الحديث([28]).

وهنا‌ نشير إلى مجموعة‌ من‌ الأحاديث:

1 ـ عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌السلام قال: خطب أمير الموءمنين عليه‌السلام الناس، فقال: أيها الناس إنما‌ بدء‌ وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع،‌ يخالف‌ فـيها كـتاب‌ الله،‌ يتولي‌ فيها رجال رجالاً، فلو‌ أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجي، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف‌ ولكن‌ يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا‌ ضغث‌ فيمزجان‌ فيجيئان‌ معا،‌ فهنالك استحوذ الشـيطان‌ على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله الحسني([29]).

2 ـ عن على بن ابراهيم، عن أبيه،‌ عن‌ ابن‌ محبوب رفعه، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال: إن من‌ أبغض‌ الخلق إلى الله عز وجل لرجلين: رجـل وكـله الله إلى نـفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة، قد لهـج بالصوم‌ والصلاة‌ فهو فتنة لمن افتتن به،‌ ضال‌ عن هدي من كان قبله، مضل لمن اقتدي به فـي حـياته وبـعد موته، حمال خطايا غيره، رهن بخطيئته.

ورجل قمش جهلاً في جهال الناس، عـانٍ‌ بـأغباش‌ الفتنة، قد سماه أشباه‌ الناس‌ عالما ولم يغن فيه يوما سالما، بكر فاستكثر، ما قل منه خـير مـما كـثر، حتى إذا ارتوي من آجن واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قـاضيا ضـامنا لتـخليص ما‌ التبس‌ على غيره، وإن خالف قاضيا سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كـفعله بـمن كـان قبله، وإن نزلت به إحدي المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم‌ قطع‌ بـه، فـهو‌ من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم فـي شـيء‌ مـما أنكر، ولا يري أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن‌ قاس‌ شيئا‌ بشيء لم يكذب نظره وإن أظلم عـليه أمـر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال ‌‌له‌: لا يعلم، ثم جـسر فـقضي، فـهو مفتاح عشوات، ركاب شبهات، خباط جهالات،‌ لا‌ يعتذر‌ مما لا يعلم، فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قـاطع فـيغنم، يذري الروايات ذرو الريح‌ الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بـقضائه الفـرج الحـرام، ويحرم بقضائه‌ الفرج الحلال، لا مليءٌ‌ بإصدار‌ ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط، من ادعـائه عـلم الحق([30]).

3 ـ عـن الرضا عليه‌السلام في حديث إنه قال لابن الجهم: إتق الله ولا تؤول كتاب اللهـ‌ بـرأيك، فإن الله يقول: «... وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم... »([31]).

4 ـ عن الصادق، عن آبائه عليهم‌السلام: إن أهل البصرة كـتبوا إلى الحـسين بن‌ على عليه‌السلام

يسألونه عن الصمد، فكتب إليـهم: بـسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد‌ فلا‌ تخوضوا فـي القـرآن ولا تـجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم، فإني سـمعت جـدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار([32]).

 5 ـ عـن عـبد الرحمن بن سمرة قال: قـال رسـول الله صلى الله عليه وآله: لعـن الله المـجادلين فـي دين الله على لسان سبعين نبيا، ومـن جـادل في آيات الله كفر،‌ قال‌ الله‌: « ما يجادل في‌ آيات‌ الله‌ إلا الذين كـفروا... » ومـن فسر القرآن برأيه فقد افتري على الله الكذب، ومن أفتي النـاس بـغير علم لعنته ملائكة‌ السماوات‌ والارضـ،‌ وكـل بدعة ضلالة، وكل ضلالة سبيلها إلى النار([33]).

 6 ـ عن عبيدة السلماني قال: سمعت عليا عليه‌السلام يـقول: يـا أيها الناس إتقوا الله ولا تفتوا النـاس،‌ فـإن‌ رسـول‌ الله صلى الله عليه وآله قال قـولاً وضـع اُمته إلى غيره وقال قـولاً‌ وضـع على غير موضعه، كذب عليه، فقام عبيدة وعلقمة والأسود واُناس معهم قالوا: يا أمـير المؤمنين فما نصنع‌ بما‌ قد‌ أخبرنا فـي المـصحف قال: إسـألوا عـن ذلك عـلماء آل محمد([34]).

الخامسة:‌ الروايات التي دلت بـشكل صريح أو بالاشارة والتلميح على ان القرآن الكريم يختص فهمه ومعرفته بالنبي‌ وأهل‌ بيته‌ الكرام، وانه لا يـصح الأخـذ منه أو التطرق لمضامينه إلا من خلال‌ النـبي‌ وأهـل‌ بـيته الكـرام عـليهم الصلاة والسلام، فـإنهم هـم حفظة القرآن ومفسروه وهم المخاطبون به والعالمون‌ بتنزيله‌ وتأويله ([35]).

وهنا نشير إلى بعض هذه الروايات، وهي كثيرة:

1 ـ مـحمد بـن يـحيي، عن‌ بعض‌ أصحابه، عن هارون بن مـسلم، عـن مـسعدة بـن صدقة، عن أبي عبد الله عليه‌السلام‌ قـال‌: قال أمير المؤمنين عليه‌السلام: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى‌ أرسل‌ إليكم‌ الرسول صلى الله عليه وآله وأنزل إليه الكتاب بالحق وأنتم اُميون عن الكتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن‌ أرسله،‌ على حين فترة مـن الرسـل، وطول هجعة من الاُمم، وانبساط من الجهل، واعتراض‌ من‌ الفتنة، وانتقاض من المبرم، وعمي عن الحق، واعتساف من الجور، وامتحاق من الدين، وتلظ من الحروب،‌ على حين اصفرار مـن ريـاض جنات الدنيا، ويبس من أغصانها، وانتثار من ورقها،‌ ويأس‌ من ثمرها، واغورار من مائها قد درست‌ أعلام‌ الهدي،‌ فظهرت أعلام الردي، فالدنيا مـتجهمة فـي وجوه‌ أهلها‌ مكفهرة، مدبرة غـير مـقبلة، ثمرتها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف، مزقتم‌ كل‌ ممزق وقد أعمت عيون أهلها،‌ وأظلمت‌ عليها أيامها،‌ قد‌ قطعوا‌ أرحامهم، وسفكوا دماءهم، ودفـنوا فـي التراب‌ المووءودة‌ بينهم مـن أولادهـم، يجتاز دونهم طيب العيش، ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون‌ من‌ الله ثوابا، ولا يخافون والله منه‌ عقابا، حيهم أعمي نجس،‌ وميتهم‌ في النار مبلس، فجاءهم بنسخة‌ ما‌ في الصحف الاُولي، وتصديق الذي بين يديه، وتـفصيل الحـلال من ريب الحرام. ذلك‌ القرآن‌ فاستنطقوه ولن ينطق لكم، أخبركم‌ عنه،‌ إن‌ فيه علم ما‌ مضي،‌ وعلم ما يأتي إلى‌ يوم‌ القيامة، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فـلو سـألتموني عنه لعلمتكم ([36]).

 

 2 ـ عـدة من أصحابنا، عن أحمد بن‌ محمد‌ بن عيسي،‌ عن‌ على بن النعمان، عن إسماعيل‌ بن جابر، عـن أبي عبد الله عليه‌السلام قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم‌ وخبر‌ مـا بـعدكم وفـصل ما بينكم ونحن‌ نعلمه ([37]).

 

 3 ـ محمد‌ بن يعقوب، عن‌ محمد‌ بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بـن ‌ ‌يـحيي، عن منصور بن حازم قال: قلت‌ لأبي‌ عبد الله عليه‌السلام: إن الله أجل‌ وأكرم‌ من‌ أن يعرف بخلقه ـ إلى أن قال: وقلت للناس: اليس تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله‌ كان الحجة من الله على خلقه قـالوا: بلي، قلت: فحين مضي رسول الله صلى الله عليه وآله من كان الحجة لله على خلقه قالوا: القـرآن، فنظرت في القرآن فـإذا هـو‌ يخاصم‌ به المرجي‌ء والقدري والزنديق الذي لا يوءمن به حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم، فما قال فيه من شيء كان حقا ـ إلى‌ أن‌ قال: فأشهد أن عليا عليه‌السلام كان قـيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وان ما‌ قال‌ في القرآن فهو حق، فقال‌ رحمك‌ الله ([38]).

 

 4 ـ وعن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر، عـن هـرول بن حمزة، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال‌: سمعته يقول: «بل‌ هو‌ آيات بينات في صدور الذين اُوتوا العلم» قال: هم الأئمة خاصة ([39]).

5 ـ وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بـن خـالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان،‌ عن‌ زيد الشحام، قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه‌السلام فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال: هكذا يزعمون، فـقال أبـو جعفر عليه‌السلام: بلغني‌ أنك‌ تفسر القرآن‌ فقال له قتادة: نعم، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام: فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا‌ أسألك ـ إلى أن قال أبو جعفر عليه‌السلام: ويحك يا‌ قتادة‌ إنـ‌ كـنت إنـما فسرت القرآن من تلقاء نـفسك فـقد هـلكت وأهلكت، وإن كنت قد فسرته من الرجال، فقد ‌‌هلكت‌ وأهلكت، ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به ([40]).

 6 ـ وعن‌ محمد‌ بن‌ يـحيي، عـن أحـمد بن محمد، عن سعد بن المنذر بن مـحمد، عـن أبيه، عن جده،‌ عن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن أمير الموءمنين‌ عليه‌السلام في خطبة له قال: إن علم القرآن ليس يعلم ما هـو إلاّ من ذاق‌ طعمه، فعلم بالعلم جهله، وبصر به عماه، وسمع به صممه، وأدرك به ما قد فات، وحيي بـه بـعد إذ مـات، فاطلبوا ذلك من عند أهله وخاصته، فإنهم خاصة نور يستضاء به‌ وأئمـة‌ تـقتدي بهم، هم عيش العلم، وموت الجهل، وهم الذين يخبركم حلمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظـاهرهم عـن بـاطنهم، لا يخالفون الحق، ولا يختلفون فيه ([41]).

 7 ـ وفي (عيون الأخبار)‌ بإسناده‌ الآتي عن الفضل بن شـاذان، عـن الرضـا عليه‌السلام، في كتابه إلى المأمون قال: محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله إلى أن قال: والتصديق بكتابه الصادق‌ ـ إلى أن قال: وإنـه حـق كـله من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه ومتشابهة، وخاصه، وعامه، ووعده، ووعيده، وناسخه، ومنسوخه، وقصصه، وأخـباره، وأن الدليـل بعده والحجة على المؤمنين والناطق‌ عن‌ القرآن‌ والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ووصيه‌ ووليـه‌ على بـن أبي طالب ـ وذكر الأئمة عليهم‌السلام ـ ثم قال: وإن من خالفهم ضال مضل، تارك للحق والهـدي وإنـهم المعبرون‌ عن‌ القرآن،‌ والناطقون عن الرسول صلى الله عليه وآله بالبيان([42]).

السادسة: الروايات‌ والنصوص‌ التي تدل أو تـشير إلى وجـود مـستويين من تفسير القرآن والأخذ منه:

الأول: تفسير القرآن على مستوي الظاهر‌ أو‌ المحكم‌ أو التنزيل... حسب ما ورد فـي التـعبير عنه في‌ هذه النصوص.

الثاني: التفسير على مستوي الباطن أو المتشابه أو التأويل...

حيث يبدو من هـذه النـصوص وغـيرها أن‌ المستوي‌ الأول‌ من التفسير يمكن تناوله لعامة الناس، بعد الاحاطة الكاملة بالقرآن الكريم‌ ومفاهيمه‌ وآياته.

وأما المستوي‌ الآخر‌ من‌ التفسير فهو مما اختص به النبي صلى الله عليه وآله وأهـل بـيته الكرام.

وهذا المستوي (الكامل)‌ يمكن‌ أن‌ نراه في أحد الخطوط الآتية التي أشارت إليها الروايات والأحاديث من هـذه الطائفة.

أ ـ المـعلومات‌ القرآنية‌ التي تجري مجري المعلومات الغيبية في مستقبل الأحداث التي تمر بـالانسان والحـياة والتي يمكن‌ استنباطها‌ من القرآن الكريم.

ب ـ المعلومات المـرتبطة بـتفاصيل الشـريعة الاسلامية ذات العلاقة بالموضوعات الشرعية‌ التي‌ تناولها‌ القـرآن الكـريم أو التي لها علاقة بالاُمور المستجدة والمستحدثة في الحياة الاسلامية والتي تعلمها‌ الامام‌ على عـليه‌السلام وأولاده الأئمة المعصومون من رسول الله صلى الله عليه وآله.

جـ ـ التـطبيق الدقيق‌ للمـفاهيم‌ والسـنن‌ والأحـداث التي أشار إليها القرآن الكريم والتـشخيص الكـامل للمصاديق والمفردات الخارجية لها والتي (تؤول) إليها‌ الأوضاع‌ الاجتماعية والسياسية في حـركة المـجتمع الاسلامي في مختلف العصور والأزمنة.

د ـ التمثيل‌ والتـشبيه‌ للمضامين‌ القرآنية والأمثال والمـفردات التـي وردت في القرآن الكريم، نظير الأمـثلة التـي ضربها القرآن الكريم مفهوميا‌ أو‌ من‌ خلال الاشارة لأحداث سابقة بشكل ينطبق على أحـداث الرسـالة، حيث قام الأئمة‌ أيضا‌ بـضرب هـذه الأمـثلة من خلال النـصوص القـرآنية وتطبيقها على أحداث كـانت فـي عصر الرسالة أو بعدها.‌ فإن‌ علم هذا النوع من التفسير مختص بالنبي والأئمة من أهـل بـيته عليهم‌ الصلاة‌ والسلام.

وهنا نشير إلى مجموعة من الروايـات ذاتـ‌ العلاقة‌ بـهذه‌ الطـائفة مـن الأخبار:

1 ـ روي محمد‌ بن‌ الحـسن الصفار في بصائر الدرجات بسند معتبر عن فضيل بن يسار، قال: سألت‌ أبا جعفر عـليه‌السلام عـن هذه‌ الرواية‌: ما‌ من‌ القرآن‌ آيـة إلاّ ولهـا ظـهر وبـطن، قـال‌: ظهره وبطنه تـأويله، ومـنه ما قد مضي ومنه ما لم يكن، يجري‌ كما‌ تجري الشمس والقمر كلما جاء تأويل‌ شيء يـكون على الأمـوات‌ كما‌ يكون على الأحياء، قال الله‌:

«... ومـا يـعلم تـأويله إلاّ الله والراسـخون فـي العـلم... » نحن نعلمه([43]).

2 ـ وروي الصفار ـ أيضا‌ في‌ بصائر‌ الدرجات بسند معتبر ([44]) عن‌ اسحاق بن عمار قال‌: سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول: إن للقرآن تأويلاً، فمنه ما قد جاء،‌ ومنه‌ ما لم يجي‌ء، فـإذا وقع التأويل‌ في‌ زمان إمام‌ من‌ الأئمة‌ عرفه إمام ذلك الزمان ([45]).

 3 ـ وروي الكليني بسند معتبر عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (الصادق) عليه‌السلام‌ قال‌: «نحن الراسخون في العلم ونحن‌ نعلم‌ تأويله»([46]).

 4 ـ وروي أيضا بسند‌ مـعتبر‌ عـن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول في هذه‌ الآية‌: « بل هو آيات بينات في صدور‌ الذين‌ اُوتوا‌ العلم‌...‌ » ([47])، فأومأ بيده إلى صدره ([48]).

5 ـ وروي الكليني بسند مـعتبر عـن معمر بن خلاد قال: سأل أبا الحسن عليه‌السلام رجل من فارس فقال له: أتعلمون‌ الغيب فقال: قال أبو جعفر عليه‌السلام: يبسط لنا العلم فنعلم هناك طائفة من الأخبار تـستدل بـالآيات القرآنية على استيعاب الأئمة للعلم وللقرآن الكريم، حيث تطبق‌ عليهم‌ مجموعة من العناوين المذكورة في‌ القرآن‌ مثل (الذين يعلمون) (الصادقين) (اُوتوا العلم) (أهل الذكر) (الراسخون في العلم) إلى غيرها من العـناوين. راجـع الكافي ج 1 من الصفحة 208 ـ 218.‌ وفي‌ رواية الكثير منها أشخاص‌ معروفون‌ بالضعف مثل ابراهيم بن اسحاق وعلي بن حسان الهاشمي وعبد الرحمان بن كثير وسليمان الديلمي وغيرها ولكن بعضها له سند معتبر. وهـذه الروايـات تمثل أحـد مصاديق هذه الطائفة لأنها تفسر‌ القرآن‌ من خلال بيان المصداق الواضح لهذه العناوين.

ويقبض عنا فلا نعلم، وقال: سـر الله عز وجل أسره إلى جبرئيل عليه‌السلام وأسره جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله، وأسره مـحمد إلى مـن‌ شـاء‌ الله (أراد‌ به أمير المؤمنين عليه‌السلام ) ([49]).

6 ـ وعن الكليني أيضا بسند معتبر، عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن أعـين ‌ ‌يـسأل أبا جعفر عليه‌السلام: عن قول‌ الله‌ عز‌ وجل « بديع السماوات والأرض... » ([50]) قال أبو جـعفر عـليه‌السلام: إن الله عـز وجل ابتدع ‌‌الأشياء‌ كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السماوات والارضين ولم يكن قـبلهن‌ سماوات‌ ولا‌ أرضون، أما تسمع لقوله تعالى «... وكان عرشه على الماء... »([51]).

فقال له‌ حـمران: أرأيت قوله جل ذكـره: « عـالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا »([52]) فقال أبو‌ جعفر‌ عليه‌السلام: « إلاّ من ارتضي من رسول... » ([53]) وكان والله محمد ممن ارتضاه، وأما قوله: « عالم الغيب... » فإن الله عز وجل عالم بما غاب عن‌ خلقه فيما يـقدر من شيء، ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه، وقبل أن يفضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران، علم موقوف عنده، إليه فيه المشيئة، فيقضيه إذا أراد، ويبدو له فيه‌ فلا‌ يمضيه، فأما العلم الذي يقدره الله عز وجل فيقضيه ويـمضيه فـهو العلم الذي انتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم إلينا ([54]).

7 ـ عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي‌ جعفر‌ عليه‌السلام قال: تفسير القرآن على سبعة أوجه، منه ما كان، ومنه ما لم يكن بعد، تعرفه الأئمة عـليهم‌السلام ([55]).

راجع أيضا الكافي (باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلاّ أمره أن يعلمه أمير‌ المؤمنين)‌ 263‌ عدة روايات معتبرة السند تفسر‌ علم‌ الأئمة‌ عليهم‌السلام.

8 ـ روي الصدوق في معاني الأخبار بسنده عن حمران بن أعين‌ قال‌: سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن ظهر القرآن وبطنه،‌ فقال‌: ظهره الذين نزل فيهم القرآن، وبطنه الذين عملوا بأعمالهم، يـجري فـيهم مـا نزل في اُولئك ([56]).

9 ـ روي‌ الصفار‌ فـي‌ البـصائر بـسند معتبر، عن عبد الأعلي بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول: إني لأعلم ما في السماء وأعلم ما في الأرضـ، وأعـلم مـا‌ في‌ الجنة،‌ وأعلم ما في النار، وأعلم مـا كـان، وأعلم ما يكون، علمت‌ ذلك‌ من كتاب الله، إن الله تعالى يقول: «فيه تبيان كل شيء»([57]).

10 ـ روي‌ العياشي‌ في تفسيره عـن بـريد بـن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر عليه‌السلام‌: قول‌ الله: «... وما يعلم تـأويله إلاّ الله والراسخون في العلم... » قال‌: يعني تأويل القرآن كله إلاّ الله والراسخون في العلم، فرسول الله أفضل الراسخين، قد‌ علمه‌ الله جميع مـا أنـزل عـليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله منزلاً عليه‌ شيئا‌ لم‌ يعلمه تـأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، فقال الذين لا يعلمون: ما نقول‌ إذا‌ لم نعلم تأويله ؟ فأجابهم الله «... يقولون آمنا به كـل مـن‌ عـند‌ ربنا‌... » والقرآن له خاص وعام، وناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، فالراسخون في العلم يعلمونه ([58]).

11‌ ـ وروي العـياشي فـي تـفسيره عن أبي عبد الرحمان السلمي ان عليا عليه‌السلام‌ مر‌ على قاضٍ فقال: هل تعرف النـاسخ والمـنسوخ فـقال: لا. فقال هلكت وأهلكت. تأويل كل‌ حرف‌ من‌ القرآن على وجوه ([59]).

12 ـ وروي أيضا عن بشير الدهان، قـال سـمعت‌ أبا‌ عبد الله (الصادق) عليه‌السلام يقول: إن الله فرض طاعتنا في كتابه، فلا يسع الناس جـهلاً،‌ لنـا‌ صـفو المال، ولنا الأنفال، ولنا كرائم القرآن. ـ ولا أقـول لكـم إنا‌ أصحاب‌ الغيب ـ ونعلم كتاب الله،‌ وكتاب‌ الله يحتمل‌ كل‌ شيء،‌ إن الله أعلمنا علما لا يـعلمه‌ أحـد‌ غـيره، وعلما قد أعلمه ملائكته ورسله، فما علمته ملائكته ورسله فنحن نعلمه ([60]).

3ـ‌ ملاحظات واستنتاجات عامة:

من خلال الاسـتعراض‌ السـابق للطوائف المتعددة للنصوص‌ والأخبار‌ يمكن أن نسجل بعض الملاحظات‌ العامة‌ حول هذه الأخـبار، عـلما بـأن بعض هذه الملاحظات قد تختص بطائفة دون اخرى‌ وقد‌ تكون شاملة لجميع هذه الطوائف.

كما نسجل‌ أيضا‌ إلى جـانب هـذه‌ المـلاحظات‌ بعض الاستنتاجات التي تفيدنا‌ في‌ فهم هذه الأخبار والتعرف على نظرية أهـل البـيت في تفسير القرآن.

توثيق الروايات سندا ومضمونا‌:

الملاحظة الاُولى: إن هذه الروايات التي‌ وردت‌ عن أهل‌ البيت‌ سلام‌ الله عليهم تحتاج إلىـ‌ بـحث علمي دقيق طبقا للضوابط والاُصول المحققة في علم الحديث.

ذلك ان حديث أهل البيت قـد‌ تـعرض‌ إلى مجموعة من المشاكل الأساسية والمهمة‌ التي‌ ألقـت‌ بـثقلها‌ على هذه الروايات باعتبار‌ أهمية‌ القرآن الكريم مـن نـاحية والارتباط الوثيق بينه وبين أهل البيت من ناحية ثانية. وتعرض القرآن إلى‌ التـفسير‌ بـالرأي‌ لتحقيق أغراض سياسية أو ذاتية أو لمـجرد‌ ضـعف‌ التقوي‌ والايـمان‌ والتـساهل‌ فـي‌ الدين أو لأي سبب آخر من الأسباب التـي أشـرنا إليها سالفا من ناحية ثالثة.

ثم تصدي أهل البيت باعتبار شعورهم بالمسؤولية تجاه الاسـلام والامـة الاسلامية لكل هذه القضايا‌ وما تـعرضت له الاُمة الاسلامية من مـشكلات ثـقافية أو عقائدية أو سياسية.

ويمكن أن نلخص أهم هذه المـشكلات التـي تعرض لها حديث أهل البيت عليهم‌السلام بالأمور الآتية:

1 ـ الدس والوضع والتزوير في حـديثهم، حـيث تعرض حديثهم لذلك في زمن الأئمـة فـضلاً عـن العصور المتأخرة عـنهم. ويـمكن أن نلاحظ هذه الظاهرة بـوضوح مـن خلال‌ مراجعة‌ ترجمة بعض الأشخاص في كتب الرجال، ولعل من أطرف الروايات في هـذا المـجال ما رواه الكشي عن محمد بن عـيسي بـن عبيد، عـن‌ يـونس‌ بـن عبد الرحمان، قال ابـن‌ عبيد:‌ «ان بعض أصحابنا سأل يونس بن عبد الرحمان وأنا حاضر، فقال له يا أبا محمد مـا أشـدك في الحديث وأكثر أفكارك لما يـرويه أصـحابنا،‌ فـما‌ الذي يـحملك على رد‌ الأحاديث‌ ! فقال: حـدثني هـشام بن الحكم انه سمع أبا عبد الله (الصادق) عليه‌السلام يقول: لا تقبلوا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تـجدون مـعه شـاهدا من أحاديثنا‌ المتقدمة،‌ فإن المغيرة بن سـعيد لعـنه الله دسـَّ فـي كـتب أصـحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقوا الله ولا تقولوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وآله‌ فانا‌ اذا حدثنا‌ قلنا قال الله عز وجل وقال رسول الله صلى الله عليه وآله.

«قال يـونس: وافيت العراق فوجدت بها قطعة‌ من أصحاب أبي جعفر (الباقر) عليه‌السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله‌ عليه‌السلام‌ متوافرين‌ فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عـليه‌السلام فـأنكر منها أحاديث كثيرة أن ‌‌يكون‌ من أحاديث أبي عبد الله عليه‌السلام، وقال لي: ان أبا الخطاب‌ كذب‌ على أبي عبد الله عليه‌السلام، لعن الله أبا الخطاب، وكذلك أصحاب أبي الخطاب، يدسون في‌ هذه الأحاديث إلى يـومنا هـذا في كتب أبي عبد الله عليه‌السلام، فلا‌ تقبلوا علينا خلاف القرآن،‌ فإنا‌ إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة...» ([61]).

2 ـ الغلو والتطرف في حب أهل البـيت عـليهم‌السلام والاعتقاد بهم. حيث كان لهـذه الحـركة السياسية والعقائدية أسبابها وظروفها المختلفة السياسية والاجتماعية والنفسية‌ والثقافية.

وانعكست على الأخبار في فهمها أو تزويرها وتحريفها.

وكتب رجال الحديث فيها عددا من تراجم من كان يـرمي بـالغلو أو ممن طردهم أئمة أهـل البـيت من حوزتهم ومصاحبتهم‌ وأعلنوا‌ البراءة منهم.

3 ـ الانحرافات والانشقاقات التي كانت تحصل في جماعة أتباع أهل البيت بسبب الظروف السياسية أو الأخلاقية والاجتماعية كما حصل في ظهور الزيدية والاسماعيلية والواقفية وغيرهم، حيث اسـتمرت هـذه‌ الظاهرة‌ إلى زمن الامام الحسن العسكري عليه‌السلام وبعده.

4 ـ ظروف الاضطهاد والمطاردة والسرية في العمل والحركة، الأمر الذي كان سببا مهما لاختفاء البيانات الواقعية أو للدس والتزوير تحت شعار (التقية) حيث‌ استغل أعداء أهل البيت أو الفاسدون مـن الأشـخاص الذين يـتظاهرون بالارتباط بهم، هذه الظروف لتمرير الكثير من الأحاديث أو تشويهها وتزويرها.

5 ـ التعصب والنصب والعداء وعمليات كتمان الحقائق أو‌ التشويه‌ ونـشر‌ الاشاعات وإلصاق التهم الباطلة، حيث‌ كان‌ ذلك‌ سببا لنشر الكثير مـن الأحـاديث ووضـعها وتضليل البسطاء من المسلمين بها. وقد أشرنا سابقا ان هذا العداء والتعصب كان سببا لكتمان‌ الكثير‌ من‌ أسـباب ‌ ‌النـزول المرتبطة بأهل البيت عليهم‌السلام.

6 ـ عدم‌ الدقة في النقل أو سوء الفهم والتلقي والأخذ عـن الأئمـة، ولذلك نـجد (الأئمة) عليهم‌السلام يؤكدون على الضبط وأهميته من‌ ناحية،‌ وعلي‌ ان في أحاديثهم المحكم والمتشابه، كما سـوف نوضح ذلك.

7 ـ الجمود على نصوص الألفاظ وفصل بعضها عن بعض.

8 ـ ضياع الكثير من القرائن الحالية والمقالة التي كانت تـقترن‌ بالروايات

 (1) بـحثنا‌ موضوع التقية في كتابنا الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين، وبحث التقية‌ في‌ نظر الشيخ المفيد، حيث وضع أهل البيت ضوابط لتمييز موارد التقية عن غيرها.

والأحاديث وتوضح المقصود منها ([62]).

إن‌ هذه‌ الطوائف من الحـديث يجب أن تخضع للبحث والتمحيص والغربلة العلمية سواء على مستوي‌ السند‌ أو المضمون والدراية. وكذلك إلى المقارنة فيما بينها لمعرفة المحكم من المتشابه منها، والعام‌ من‌ الخاص،‌ والمطلق من المقيد، والراجح من المرجوح، إلى غـير ذلك مـن الموازين العلمية.

وهنا لا بد‌ لنا‌ أن نشير بأنه لا يوجد في (مدرسة أهل البيت) عليهم‌السلام (حديث) لا يقبل‌ الدرس‌ والمناقشة‌ والتمحيص إلا النادر من الأحاديث المتواترة. ولذلك فهم يخضعون كل هذه الأحاديث وغيرها مهما‌ كانت‌ الكتب التـي دونـتها أو الرجال الذين رووها إلى الدرس والتمحيص.

نعم يوجد اتجاه بين‌ العلماء‌ من‌ الاخباريين من يحاول أن يضفي صفة الاعتبار والصحة على الكتب الأربعة المعروفة، وهي الكافي للشيخ‌ الكليني،‌ ومن لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق، والتـهذيب والاسـتبصار للشيخ الطوسي. ولكن الاتجاه‌ العام‌ والسائد‌ عند علماء مدرسة أهل البيت لا يقبل مثل ذلك ([63]).

ومن هذا المنطلق نجد سيدنا الاُستاذ‌ الشهيد‌ الصدر‌ يرفض الطائفة الخامسة من الأخبار السابقة بعد أن يـسلم دلالتـها على اختصاص‌ فهم‌ القرآن الكريم بـالأئمة، لأنـها مـخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية القطعية، ولأن رواتها ضعفاء متهمون بالغلو ([64]).

ولكن‌ العلامة‌ الطباطبائي ـ كما عرفنا ـ يحاول أن يؤول هذه الأخبار بأنها بصدد‌ بيان أن (الأئمة) لهم دور التعليم والدلالة إلى طريق‌ التفسير،‌ لا ان القـرآن لا يفهمه إلا‌ الأئمة من أهل البيت‌ عليهم‌السلام‌.

التفسير مفهوم واسع:

الملاحظة الثانية‌: ان التفسير في نظر أهل البيت له مفهوم واسع يشمل فـهم الظـهور القـرآني‌ كما‌ يشمل معرفة المصاديق والامثلة والتفاصيل‌ المرتبطة‌ بالقرآن‌ الكريم، سواء كـانت‌ فـي‌ قصص الأنبياء أو الأمثال‌ المضروبة‌ أو الأحكام التفصيلية للشريعة، أو الأحداث التي اقترنت بنزول القرآن الكريم، أو التطبيقات التي‌ يـمكن‌ أن تـتحقق فـي مستقبل الأيام. كما‌ أوضحنا‌ ذلك في‌ استعراض‌ الطائفة‌ السادسة من الأخبار.

وهذا الفهم‌ للتفسير يـعتمد على عـدة منطلقات أشرنا إليها سابقا، مثل تعرض القرآن وبيانه لكل شيء ([65])، وكذلك‌ ثبوت‌ تفسير النبي صلى الله عليه وآله للقـرآن الكـريم بهذا‌ الشكل‌ الواسع‌ وتعليمه‌ للإمام‌ على عليه‌السلام بشكل‌ خاص ([66]). أو ارتباط بقاء القرآن الكريم حيا ونـورا هـاديا على مر العصور والأجيال بهذا الفهم الواسع للتفسير ([67]).

ويعتمد‌ هذا‌ الاستنتاج لرؤية أئمة أهـل البـيت للتـفسير على ما‌ نلاحظه‌ في‌ مختلف‌ الطوائف‌ السابقة من تأكيد أئمة أهل البيت عليهم‌السلام على مـجموعة من الحقائق والمسلمات العقائدية تجاه القرآن الكريم:

أ ـ تعدد الأبعاد في بعض الآيات القـرآنية بـحيث لا يـمكن‌ فهمها إلا من خلال هذه النظرة الشمولية، حيث تتوقف هذه العملية على معرفة الناسخ والمنسوخ مـنها والمـحكم والمتشابه، والخاص والعام، والظاهر والباطن.

ب ـ وجود القرائن المؤثرة في فهم النص القرآني مثل تاريخ النـزول، وأسبابه.

جـ ـ وجـود مـصاديق اخرى مستقبلية للمفاهيم القرآنية غير المصاديق المعاصرة لزمن نزول القرآن الكريم، لأن الآيـات القـرآنية تجري مجري الشمس والقمر، فهي حية لا‌ تموت،‌ لها مصاديقها وأمثلتها في مختلف‌ العصور.‌ ولأن القرآن جاء مـن أجـل ضرب الأمثال وتقديم النماذج البشرية للرسالة الخاتمة.

وبهذا الفهم يمكن أن يكون القرآن الكريم حـاويا لكـل شيء (حتى لا يستطيع‌ عبد‌ أن يقول: لو‌ كان‌ هـذا انـزل فـي القرآن إلا وقد نزل) ([68]).

وبهذا العلم أيضا يمكن أن نـعرف كـيف يكون القرآن أبعد ما يكون عن عقول الرجال.

ولا يكفي في تفسير هذه الروايات الكـثيرة والمـتظافرة أن‌ نذهب‌ فيها مذهب العـلامة الطـباطبائي الذي كان يـري الشـمولية فـي الوجوه المختلفة للآيات المتشابهة أو الحقائق الخـارجية المـتفاوتة أو المستويات المتعددة للمعاني القرآنية بعد تجريدها من الخصوصيات المادية البشرية ـ على مـا‌ عـرفنا من‌ شرح نظريته ـ فإن هذا التـصور وإن كان يمثل بعدا مـهما فـي شمولية التفسير ودقته. لكن ذلكـ‌ لا يـكفي ـ بحسب نظري والله العالم ـ لاستيعاب مدلول هذه‌ الروايات،‌ ذلك‌ اننا نلاحظ بأن بعض مـا تـشير إليه هذه الروايات إنما هـو مـن المـعلومات الغيبية التي لا يـطلع ‌‌عـليها‌ إلا من ارتضي الله سبحانه مـن عـباده، وهي في نفس الوقت مما يمكن‌ أن‌ يستنبط‌ ويفهم من القرآن الكريم، ولكن لا يـستنبطه إلا الخـاصة من الناس أمثال أهل البيت سـلام‌ الله عليهم.

وهذا الفـهم لشمولية التـفسير لا يـنافي ـ أيـضا ـ ما عرفناه في‌ الطـائفة الاُولي من النصوص‌ من‌ هداية القرآن وانه مبين وبيان وهداية ورحمة، وقد حث أئمة أهل البـيت على الأخذ به والرجوع إليه والعرض عـليه، فـإن ذلك لا شـك أمـر قـائم وموجود في القرآن، حيث يـمكن للناس في كل عصر وزمان أن يفهموا ظاهره ومحكماته ويتعرفوا على مصاديقه بالمقدار الذي آتاهم الله من العلم والفـهم ومـا اكـتسبوه من التعلم واتصفوا به من الطهارة، ولا يـجب‌ أنـ‌ يـعرف كـل واحـد مـن الناس جميع الأبعاد والوجوه الأخرى خصوصا إذا عرفنا انه لا يوجد أي منافاة بين الظاهر والباطن أو المحكم والمتشابه، أو التنزيل والتأويل، بل كل واحد من‌ الظاهر‌ والمحكم والتنزيل يدل على البـاطن والمتشابه والتأويل بنحو من الدلالة، غاية الأمر ان بعض هذه الدلالة لا يعلمها إلا الله تعالى والراسخون في العلم بتعليم الله تعالى لهم إياها‌ أو‌ بما وفقهم إليه من الطهارة والنقاوة والمعرفة.

وشأن ذلك شأن الحوادث المستجدة أو المكتشفات العلمية الحديثة أو المـوضوعات الشـرعية الجديدة الحادثة التي يمكن أن نفهم مضمونها والاشارة إليها أو إلى‌ حكمها‌ من‌ القرآن الكريم مع انها لم‌ تكن‌ معلومة‌ سابقا، وكانت بالنسبة لانسان عصر النزول من عوالم الغيب وعرفها اللاحـقون فـكانت من عالم الشهود، فمعرفة كل ذلك يمثل تفسيرا للقرآن‌ الكريم‌ كان‌ يعلمه أهل البيت عليهم‌السلام.

أو شأن ذلك شأن‌ تأويل‌ الأحاديث الذي أشار إلىه القرآن في قـصة يـوسف عليه‌السلام، حيث أمكن ليوسف أن يـفهم مـن الرؤيا التي رآها‌ الملك‌ هذا‌ المعني الخاص الذي يمثل باطنا للصورة الظاهرية التي انعكست في‌ ذهنه عند الروءيا، فالبقرات العجاف والسنابل إليابسة هي سني القـحط، والبـقرات السمان والسنابل الخضراء هـي سـني الرخاء، وكذلك‌ الرؤيا‌ التي‌ رآها السجينان في السجن ومداليلها الباطنية

 



[1]  آل عمران: 7.

[2] . راجع المصدر 3: 19 ـ 87، لمعرفة تفصيل حديثه.

[3] . الواقعة: 79.

[4] . الاحزاب: 33.

[5] . الميزان في تفسير الميزان 3: 80، 81 بتلخيص.

[6] . النساء: 5.

[7] . الحشر: 7.

[8] . النحل: 44.

[9] . الجمعة: 2.

[10] . فصلت: 3.

[11] . النحل: 103.

[12] . تقدمت الاشارة إلى هذه الروايات في‌ الأمر‌ الثاني‌ في بحث موقع القرآن الكريم في نـظر أهـل البيت.

[13] . هذه مناقشة لفكرة عدم حجية‌ ظواهر‌ القرآن الكريم التي ذهب إليها (الاخباريون) من علماء الامامية وسوف نشير إليها لاحقا‌ وقد‌ بحث‌ علماء الاصول بشيء من التفصيل هذا الموضوع.

[14] . تقدمت‌ الاشارة إلى هذه الرواية آنفا.

[15] . الكافي‌ 1: 60‌، الحديث 5.

[16] . الوسائل‌ 18‌: 142، الحديث 41.

[17] . نهج البـلاغة، الكـتاب / 77.

[18] . تـفسير‌ الميزان 3: 84 ـ 87.

[19] . الكافي 1: 59، الحديث 2.

[20] . النساء‌: 14.

[21] . النساء: 5.

[22] . المائدة: 101.

[23] . الكافي‌ 1: 60، الحديث 5.

[24] . الكافي 1: 61، الحديث 8.

[25] . بحار الأنوار 89: 85، الحـديث 19‌ (يـوجد‌ اختلاف‌ في الطبعات بالنسبة لترقيم الأجزاء، والمصدر المذكور هو‌ في‌ الطبعة التي بدأت أجزاؤها بالعدد صفر) نقلاً عن بصائر الدرجات: 128 وقد كثر في الروايات التعبير (فيه تبيان‌ كل‌ شـيء)‌ وهـو نقل بالمعني من قوله تعالى: «نزلنا عليك الكتاب‌ تبيانا لكل شيء» النحل: 89.

[26] . بحـوث في علـم الاُصـول تـقريرات بـحث ســيدنا الاُسـتاذ الشهيد الصدر ـ للحجة‌ السيد محمود الهاشمي 4: 284.

[27] . الوسائل‌ 18‌: 141‌، الحديث 39.

[28] . (مثل باب عدم جواز القضاء والحكم بـالرأي والاجـتهاد والمـقاييس ونحوها من الاستنباطات الفنية فـي نـفس الأحـكام الشرعية) الوسائل 18: 20، وكذلك الباب 13 من‌ كتاب القضاء أبواب صفات القاضي، الوسائل 18: 129. وباب النهي عن القول بغير علم من كتاب فضل العـلم، الكـافي 1: 42 وبـاب البدع والرأي والمقاييس من نفس الكتاب‌ الصفحة‌ 54 والباب 1 (وإلى الكـتاب والسـنة وانه ليس شيء من الحلال والحرام...) من نفس الكتاب الصفحة 59.

[29] . الكافي 1: 54، الحديث 1.

[30] . الكافي 1: 44، الحديث 6.

[31] . الوسائل 18: 138، الحديث 31، آل عمران: 7.

[32] . المـصدر نـفسه، الحديث‌ 35.

[33] . المصدر‌ نفسه، الحديث 73، غافر: 4.

[34] . البحار 92 (أو 89 حسب الطبعات): 98‌ الحديث 66 نقلا عن بصائر الدرجات.

[35] . راجع أيضا الوسائل أبواب صفات القاضي من‌ كتاب‌ القضاء‌: الباب 13 الحديث 5 و 8 و 29 و 80.

[36] . الكـافي‌ 1: 60، الحـديث 7.

[37] . الكـافي 1: 61، الحديث 9.

[38] . الوسـائل‌ 18‌: 129، الحـديث 1.

[39] . الوسـائل 18: 133، الحديث 12.

[40] . الوسائل 18: 136، الحديث 25.

[41] . الوسـائل 18: 137، الحـديث 26.

[42] . الوسـائل 18: 137، الحـديث 26.

[43] . الوسـائل 18: 145···، الحـديث 49، آل عمران: 7.

[44] . اعتبار السند لأن المرزبان بـن عـمر روي‌ عنه‌ صفوان بن يحيي فيكون معتمدا لأن صفوان من الثلاثة التي أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم.

[45] . الوسائل 18: 145، الحديث 47.

[46] . الكافي 1: 213، الحديث‌ 1.

[47] . العنكبوت: 49.

[48] . المصدر نـفسه / الحـديث 1.

[49] . الكـافي 1: 256، الحديث 1.

[50] . الانعام: 101.

[51] . هود: 7.

[52] . الجن: 26.

[53] . الجن: 27.

[54] . المصدر السابق (حديث معتبر).

[55] . الوسـائل 18: 145، الحـديث 50.

[56] . البحار 92: 83، الحديث 14.

[57] . البحار‌ 92: 85، الحديث 19.

[58] . البحار‌ 92‌: 92، الحديث 39، آل عمران: 7.

[59] . البحار 92: 92، الحديث 49.

[60] . البحار 92: 96، الحديث‌ 55.

[61] . رجال الكشي: 146.

[62] . للمزيد مـن الاطـلاع والوضـوح، راجع بحث سيدنا‌ الاستاذ‌ الشهيد‌ في بحوث عـلم الاصـول. تقريرات الحجة السيد‌ محمود‌ الهاشمي 7: 28 و... وكذلك كتب الرجال مثل كتاب الخلاصة للعلامة‌ الجليل‌ الحلّي قسم الضعفاء.

[63] . راجع معجم‌ رجال‌ الحـديث للسـيد‌ الخـوئي‌ 1: 220 ـ 330.

[64] . بحوث‌ في‌ علم الاصول 4: 284.

[65] . الأنعام: 38، ويوسف: 111، والاسراء: 12،‌ والنحل: 89 وغيرها.

[66] . راجع فصل مرجعية أهـل البـيت فـي هذا البحث.

[67] . راجع الطائفة السادسة من الروايات.

[68] . الكـافي 1: 59.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/27   ||   القرّاء : 10471





 
 

كلمات من نور :

زينوا القرآن بأصواتكم .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 المشروع القرآني في الجامعات ضيفاً على الدار

 الحسين (ع) ميراث الأنبياء

 قبسات بيئية.. من القرآن الكريم

 ايران تصدر مخطوطة قرآنية تعود الى قبل 360 عاما

 بـحوث‌ قرآنية؛ كيف نزل القرآن

 ما المراد من الروح ؟ آية ( وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّي... )

 رحلة الشهادة في القرآن الكریم في سورتي التوبة و آل عمران (2)

 النبي يوسف(عليه السلام): الأُسوة والقدوة في العفة للشباب

 النشرة الاسبوعية العدد (52)

 دروس في قواعد التحكيم

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15488917

  • التاريخ : 19/04/2024 - 03:18

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 دروس موجزة في علوم القرآن

 تفسير البسملة

 منار الهدى في بيان الوقف والابتداء

 تفسير نور الثقلين ( الجزء الأول )

 وسيلة المعلّمين في رسم وتجويد الكتاب المبين

 القرآن يتحدى

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء العشرون)

 القرآن الكريم ( حسب السور)

 تفسير النور - الجزء السابع

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الأول)

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 هل من الضروري إقامة صلاة خاصة، أو تجب إعطاء صدقة في حال سقوط القرآن الكريم على الأرض سهواً؟

 متى رأى برهان ربّه؟ وهل المخلصون معرّضون للامتحان؟

 هل يجب على المرأة عدم اظهار الشعر عند قراءة القرآن؟

 ما هي اتجاهات المفسرين في معرفة أسباب النزول؟

 ما معنى قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27]

 معنى أن القرآن قطعي الثبوت وظني الدلالة

 ما هو دليل عدم ذكر اسم علي (عليه السلام) في القرآن الكريم ؟

 في قوله تعالى: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}

 ماذا كانت لغة نبي الله آدم في الجنة. وعندما نزل الى الارض ماذا كانت لغته. وما هو السبب تعدد لغات العالم؟

 بعض آداب الأسرة

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12776)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7854)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7328)

 الدرس الأوّل (7327)

 درس رقم 1 (7254)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6604)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3842)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3535)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الصفحة 350

 سورة العاديات

 الفتح 27 إلى 29+الضحى+قريش+الكوثر

 الانسان

 بضعة الهادي النبي الهاشمي

 سورة غافر

 الصفحة 246

 سورة مريم 1 - 15

 سورة طه ـ شحات

 سورة الممتحنة

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7366)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7035)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6703)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6598)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2378)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2299)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2296)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2250)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2233)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الانفطار، التين ـ القارئ احمد الدباغ

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 السيد عادل العلوي - في رحاب القرآن

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السادس

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net