00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .

        • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .

              • الموضوع : مظاهر السلام في القرآن الكريم .

مظاهر السلام في القرآن الكريم

الشيخ طالب الخزاعي

المقدّمة

سلم، السّلْمُ، السلامة، السلام في اللغة التعري من الآفات الظاهرة والباطنة(1).

السلم والسلام والسلامة مصطلحات للسمو والتكامل في كل شيء، في الأفكار والعواطف والممارسات، فلا نقص ولا عيب ولا خلل في جميع الجوانب والمجالات، وهي مصطلحات تنطبق على كل ما هو موجود في الحياة وكلّ ما هو متعلق بوجود الأنسان.

فمبدأ الحياة والكون والإنسان هو السلام وهو اسم من أسماء الله الحسنى، وهو واهب الأمن والأمان والطمأنينة، وهو مصدر السلامة للإنسان في الحياة الدنيا والحياة الآخرة وجنته هي دار السلام.

وهو سلامة للبدن من الآفات والنواقص، وسلامة للعقل من الضلالة والتيه والأوهام، وسلامة للقلب من الحقد والحسد والانتقام، وسلامة للجوارح من الظلم والاعتداء والاستغلال والاستعباد، وسلامة من الانحراف في جميع مجالاته.

وهو الاستسلام المطلق للخالق ولمن بعثه رسولاً وإماماً، وهو التعالي على النزاع والخصام والتنافس والعنف، وتضارب المصالح، وهو البراءة من الكذب والافتراء والتهم، والبراءة من الهموم والآلام والشدائد، وهو التعالي على الحرب والقتال.

فالسلم والسلام مصدر الأمن والاطمئنان العقلي والعاطفي والسلوكي في جميع المجالات.

وهذا ما سوف يتبين معنا في هذا البحث.

مبدأ السلام المطلق

قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}(2).

السلام: لا يظلم أحداً، وجميع الخلائق في سلام من جهته، وأساساً فإنّ دعوة الله تعالى هي للسلامة، وهدايته ـ أيضاًـ باتجاه السلامة، والمقرّ الذي أُعدّ للمؤمنين هو بيت السلامة، وتحية أهل الجنة هي السلام(3).

الله تعالى هو السلام وهو واهب السلام والأمان والطمأنينة وإنّ دينه بمفاهيمه وقيمه وضع لسلامة الإنسان إن اتّبع هدايته، فهو العادل الرحيم الذي لا يظلم أحداً، بل يريد للإنسانية أن تعيش الأمن والهناء والسعادة والسرور والعدل والقسط، فلا اضطراب ولا زعزعة روحية أو نفسية، فبذكره تطمئن القلوب.

قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}(4).

وقال الإمام علي(عليه السلام): (ذكر الله دواء أعلال النفوس)(5).

واطمئنان القلوب هو الهناء والراحة والسعادة وسلامة الإنسان من القلق والاضطراب.

والارتباط بمبدأ السلام والالتزام بمنهجه في الحياة يعطي للحياة الأمل والتفاؤل والحركة والفاعلية، فيصبح الإنسان فاعلاً في الحياة يبني ويعمّر ويصلح ويوجه نفسه والآخرين نحو الاستقامة في جميع المجالات.

ومن هنا نجد المجتمعات التي لا تؤمن بالله تعالى، ولا تتخذ دينه منهجاً في الحياة؛ تعيش القلق والاضطراب وتعيش التعاسة الحقيقية وان تنعمت بالمأكل والمشرب؛ لأنها مسلوبة السلام والأمان والطمأنينة.

والسلام المطلق لا يظلم أحداً.

قال تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(6).

فما يتعرض له الإنسان والمجتمع من شدائد وعقوبات إنما يترتب على انحرافهم وما يمارسونه من استغلال واضطهاد وظلم واعتداء، وهي قمة العدل والعدالة الإلهية فهي إعادة لحقوق المظلومين، وتنبيه للمنحرفين للعودة إلى الاستقامة، وهي واقعة في طريق السلام لجميع الناس لكي لا تبقى عوائق وعراقيل تمنع منه.

منتهى السلام

منتهى السلام وعاقبته هي الجنّة التي أعدّت للصالحين والمتقين، وهي الجزاء العادل لهم الذي هيأه السلام المطلق لهم في دار العدل والعدالة.

إذن والسلام يرافق الصالحين والأولياء في جميع مراحل الحياة الأولى والآخرة، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة بحق النبي عيسى(عليه السلام).

قال تعالى: {وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً}(7).

السلام قريب المعنى من الأمن، والفرق بينهما أن الأمن خلّو المحل مما يكرهه الإنسان ويخاف منه، والسلام كون المحل بحيث كلّ ما يلقاه الإنسان فيه فهو يلائمه من غير أن يكرهه ويخاف منه...

سلام عليه يوم ولد فلا يمسه مكروه في الدنيا يزاحم سعادته، وسلام عليه يوم يموت فسيعيش في البرزخ عيشة نعيمة، وسلام عليه يوم يبعث حيّاً فيحيى فيها بحقيقة الحياة ولا نصب ولا تعب(8).

إذن والسلام يرافق الأولياء والصالحين في مراحلهم المختلفة وهي:

1 ـ مرحلة الولادة، والتي تمتد إلى الموت.

2 ـ مرحلة الموت والبرزخ.

3 ـ مرحلة الجزاء والثواب.

والسلام أو دار السلام مترتبة على العمل الصالح، بعد استجابة الدعوة الإلهية والاهتداء بهديها.

قال تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(9).

دار السلام هي دار الأمن والأمان حيث لا حرب ولا سفك دماء، ولا نزاع ولا خصام، ولا عنف ولا تنافس قاتل مميت، ولا تضارب مصالح، ولا كذب ولا افتراء، ولا اتهام، ولا حسد ولا حقد، ولا هم ولا غم، بل الهدوء والطمأنينة والهناء(10).

ودار السلام هي الجنّة الموعودة.

قال تعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(11).

والدعاء: تكويني وتشريعي، والتكويني: هو إيجاد ما يريده لشيء كأنه يدعوه إلى ما يريده، أي يدعوكم إلى الحياة الأخروية فتستجيبون إلى قبولها، وتشريعي: وهو تكليف الناس بما يريده من دين بلسان آياته(12).

والسلام في المنتهى لا يعطى جزافاً، وإنّما يعطى لمن تبنى الإسلام منهجاً له في الحياة وجسّد مفاهيمه وقيمه في عقله وقلبه وضميره وإرادته وسيرته، وصبر على التكليف والمسؤولية، وصبر على أهواء النفس ورغباتها التي تدعوه للراحة والاسترخاء، وصبر على الأذى والعذاب الذي تعرض له من قبل أعداء الله تعالى، وصبر على المعوقات والعراقيل وصبر على التضحية بالمال والعيال والتضحية بالنفس، وصبر على طول الطريق وعلى قلة الناصر وضعف المعين.

قال تعالى: {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}(13).

هذه السلامة جاءت بعد ما صبرتم على الشدائد وتحملتم المسؤوليات الجسام والمصائب، ولكم هنا كامل الطمأنينة والأمان، فلا حرب ولا نزاع، وكل شيء يبتسم لكم، والراحة الخالية من المتاعب ـ هنا ـ معدّة لكم(14).

وما أروع ما يخاطب به الإنسان في ذلك اليوم الرهيب فيسمع النداء والترحيب والاستقبال ليستبشر بالسلام والسلامة والأمان.

قال تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}(15).

تشير الآية إلى نعمتين معنويتين مهمتين أخريتين: (السلامة)، و(الأمن)، السلامة من أيّ أذىً وألم، والأمن من كلّ خطر(16).

وما أعظم السلام حينما يصدر من السلام المطلق بلا واسطة حيث تتجلى رحمته وألطافه وكراماته لتحيط من أخلص له تعالى في الحياة الدنيا لتكون كلمته هي العليا وكلمة أعدائه هي السفلى.

قال تعالى: {سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}(17).

إنّ سلام الله الذي بشره على المؤمنين في الجنة، هو سلام مستقيم بلا واسطة، سلام منه تعالى، وأي سلام ذلك الذي يمثّل رحمته الخاصة؛ أيّ أنه ينبعث من مقام رحيميته، وجميع ألطافه وكراماته مجموعة فيه، ويا لها من نعمة عظيمة(18).

وهنالك النموذج الأعلى للسلام والأمان والراحة الأبدية فهو سلام من الله تعالى وسلام من الملائكة وسلام الآخرين المتبادل.

قال تعالى: {لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً* إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً}(19).

والمعنى: أنهم لا يسمعون شيئاً إلا السلام، سلام وتحية من الله، ومن الملائكة المقربين، وسلامهم وتحيتهم لبعضهم البعض في تلك المجالس العامرة المملوءة بالصفاء والتي تفيض بالودّ والأخوة والصدق(20).

وقال تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(21).

والمعنى: لا يواجهون بقلوبهم التي هي ملأى بالخير والسلام أحداً إلا بخير وسلام(22).

السلام على المرسلين

الرسالة مسؤولية وتكليف على من اختاره الله تعالى لتبليغها، وتجسيد مفاهيمها في الواقع بجميع مجالاته ومظاهره، وهي عمل دؤوب ومتواصل لا يتوقف، ولا يتخلله التردد أو التراجع أو النكوص، وهو عمل مليء بالمصاعب والعراقيل، يواجه أصنافاً من الناس تقترب وتبتعد عنه، ويواجه التكذيب والاستهزاء والاتهام والتشويه، ويواجه الأذى والمعاناة من حصار وملاحقة واعتقال وتهجير وقتل، وهذا ما تعرض له المرسلون على مرّ التأريخ، فلم يواجهوا إلا الصعوبات والعراقيل، ولكنهم حولوها إلى أُنس ومتعة ولذة؛ لأنها واقعة في طريق التكليف والمسؤولية الإلهية.

وجزاؤهم على ذلك هو السلام من مصدر ومبدأ السلام، وهو السلام الشامل الكامل الذي لا يقتصر على جانب واحد أو ناحية واحدة من حياتهم.

والسلام كجزاء دعوة للاقتداء بمن منحهم الله تعالى هذا الوسام الخالد، والذي ترتب على الإيمان المطلق وتجسيده في صورة عملية بالعقيدة والمنهج والواقع الخارجي.

قال تعالى: {سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}(23).

إنّ الله يبعث بالسلام والتحيات لنبيّه نوح، السلام الذي سيبقى يُهدى إليه من قبل الأمم الإنسانية لحين قيام الساعة، والملفت للنظر أنّه من النادر أن يوجد في القرآن سلام بهذه السعة على أحد(24).

ولكي تكون خصوصيات نوح(عليه السلام) مصدر اشعاع للآخرين، أضاف القرآن الكريم: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} و {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}(25).

وقال تعالى: {سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}(26).

وقال سبحانه وتعالى: {سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ}(27).

وقال تعالى: {وَسَلاَمٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}(28).

والسلام هو من عند الله العظيم والرحيم، السلام الذي هو رمز لسلامة الدين والإيمان والرسالة والاعتقاد والمذهب، السلام الذي يوضّح النجاة والأمن من العقاب والعذاب في هذه الدنيا وفي الآخرة(29).

والسلام الممنوح للمرسلين بعد الآلام والمعاناة في سبيل أداء المسؤولية والتكليف، هو سلام شامل ومنه السلام والأمن من العذاب بمختلف ألوانه، حيث تتدخل الولاية التكوينية لإنهاء العذاب وإبعاده عن المرسلين.

قال تعالى: {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ}(30).

السلام هو السلامة أو التحية غير أنّ ذكر مسّ العذاب يؤيد كون المراد به السلامة من العذاب(31).

وقال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}(32).

خطاب تكويني للنار تبدلت به خاصة حرارتها وإحراقها وافنائها برداً وسلاماً بالنسبة إلى إبراهيم(عليه السلام) على طريق خرق العادة(33).

الاستسلام للدين والانتماء إليه

الإسلام من السلام وهو الاستسلام لله تعالى، والاستسلام لمن بعثه رسولاً، والاستسلام للعقيدة والشريعة والمنهج الإلهي في الحياة، والإسلام بنفسه سلام لمن آمن به وانتمى إليه بعد مراعاة مفاهيمه وقيمه وتجسيدها في الواقع بممارسات ومشاعر وعلاقات وارتباطات، وبعمل إيجابي في مكنونات الضمير وفي عالم الواقع.

والاستسلام للدين والانتماء إليه ليس بمستوى واحد، فالمستسلمون يختلفون من حيث القناعة والقبول والرضى، والإسلام قد راعى هذا الاختلاف، فهو يتقبل الإسلام والاستسلام الظاهري ابتداءً باللسان أو بالقلب واللسان، أو بالقلب واللسان والواقع السلوكي.

مستويات الاستسلام والانتماء

أولاً: الاستسلام الآني

الإسلام دين السلام والرحمة والرأفة واللطف؛ لذا يكتفي من الإنسان بما يظهره لسانه ولا يفتش عن القلوب، ولا يحقق فيها، والاستسلام هنا كان لنرتب الأحكام والعلاقات عليه، فما دام قد شهد به فإنه يتمتع بشرسف الانتماء على أساس الظاهر.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}(34).

تأمر هذه الآية الكريمة المسلمين أن يستقبلوا بكل رحابة صدر أولئك الذين يظهرون الإسلام، وأن يتجنبوا إساءة الظنّ بإيمان أو إسلام هؤلاء، وتؤكد الآية بعد ذلك محذرة وناهية عن أن تكون نعم الدنيا الزائلة سبباً في اتهام أفراد أظهروا الإسلام أو قتلهم على أنّهم من الأعداء والاستيلاء على أموالهم(35)، والاكتفاء بالإسلام الظاهري يرشدنا إلى التعامل الأخوي مع الآخرين، فلا يجوز تكفيرهم ولا يجوز الاعتداء عليهم ما داموا يشهدوا الشهادتين، ويبقى حسابهم على الله تعالى في الدار الآخرة.

ثانياً ـ الاستسلام الاضطراري

الاستسلام والخصوع والانقياد الاضطراري ليس له أثر ولا قيمة في ظروف إنتهاء الحياة الدنيا؛ لانّ الإنسان مكلف في هذه الحياة بالإيمان والاستسلام والانقياد والخضوع لله تعالى ولمن نصّبه والسير على مفاهيم وقيم الدين الحنيف، أمّا في غير هذه الدنيا فلا ينفع كلّ ذلك.

قال تعالى: {وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}(36).

صدر الآية يشير إلى إسلامهم، وذيلها إلى كون ذاك الإسلام إضطراراً لا ينفعهم؛ لأنهم كانوا يرون لله إلوهية ولشركائهم إلوهية فاختاروا تسليم شركائهم وعبادتهم على التسليم لله، ثمّ لمّا ظهر لهم الحقّ يوم القيامة ... فلم يبقى التسليم إلاّ لله سبحانه، فسلموا له مضطرين وانقادوا له كارهين(37).

قال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(38).

ألقوا السّلم أي: (الاستلام وهو الخصوع والانقياد، والمعنى: الكافرون هم الذين تتوفاهم الملائكة ... أنّهم ظالمون لأنفسهم بكفرهم بالله فألقوا السلم وقدموا الخضوع والانقياد مظهرين بذلك أنهم ما كانوا يعملون من سوء...)(39).

ثالثاً: الاستسلام العملي

الاستسلام العملي: هو الهداية إلى الاستقامة والسلامة في جميع الأمور، بحيث تتجسد المفاهيم والتصورات والقيم والأحكام في ممارسات عملية متوجهة إلى ما يريده الله تعالى في هذه الحياة، والهداية الحقيقية والواقعية هي التجسيد العملي للإستلام والانتهاء والولاء.

قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(40).

المراد بالهداية هو الإيصال إلى المطلوب، وهو أن يورده الله تعالى سبيلاً من سبل السلام أو جميع السبل أو أكثرها.

 والسلام هو السلامة والتخلي من كل شقاء يختل به أمر سعادة الحياة في الدنيا أو آخرة، فيوافق ما وصف القرآن الإسلام لله والإيمان والتقوى بالفلاح والفوز والأمن(41).

رابعاً: الاستسلام للقيادة الربّانية

الاستسلام العملي ينبغي أن يكون إستسلاماً حقيقياً، فلا تكفي الصلاة وسائر العبادات، ولا يكفي الدعاء وذكر الله وقراءة القرآن، وإداء الواجبات والمندوبات، ولا تكفي السيرة الحسنة والسلوك الحسن ما لم يكن صاحبه مندكاً اندكاكاً كاملاً بالمنهج المرسوم له، ومنه طاعة القيادة الربّانية المتمثلة برسول الله’ والاستسلام لها في جميع الأمور في أوامرها ونواهيها، وفي مواقفها العملية، والاستسلام لمن ينصّبه لمقام الإمامة والخلافة بأمر من الله تعالى، والرجوع إليه لمقام الإمامة والخلافة بأمر من الله تعالى، والرجوع إليه في جميع الأمور، والسلام في الحياة الدنيا والسلام في الحياة الآخرة يترتب على هذه الحقيقة وهي الاستسلام المطلق لرسول الله’ وتسليم الأمور إليه وعدم الرد عليه في قضية من القضايا شرعية كانت أم موقفاً سياسياً أو مشابه ذلك.

قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(42).

الصلاة كلّما نسبت إلى الله سبحانه فإنّها تعني (إرسال الرحمة)، وكلّما نسبت على الملائكة فإنّها تعني (طلب الرحمة) والتعبير بـ (يصلّون) وهو فعل مضارع يدلّ على الاستمرار، يعني أن الله وملائكته يصلّون عليه دائماً وباستمرار صلاة دائمة خالدة.

ومعنى (سلّموا) فتعني التسليم لأوامر نبيّ الإسلام الأكرم(43).

وفي رواية عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّ أبا بصير سأله: قد عرفت صلاتنا على النبيّ فكيف التسليم؟ قال: (هو التسليم له في الأمور)(44).

وأرشد القرآن الكريم المسلمين إلى أن التسليم لأوامر وحكم رسول الله’ بعد الرجوع إليه هو علامة الإيمان الحقيقي، فلا يكفي الإسلام الظاهري أو شهادة اللسان، ما لم يتجسد بالتحاكم إليه والتسليم لحكمه في جميع الأمور، والإيمان الحقيقي هو التسليم عن قناعة ورضا وقبول، فيتسلم وهو واع ويطيع وهو مستبشر، فلا يطيع أو يستسلم عن كراهية وانزعاج أو استسلاماً لما يسمى بالأمر الواقع.

وقد وردت آيات عديدة تأمر بطاعة رسول الله’ وهي طاعة مقرونة بطاعة الله تعالى في جميع الأمور، ويأتي بعد الطاعة الاستسلام الواقعي الذي لا حرج فيه ولا انزعاج ولا تردّد، ويبدأ بالطاعة النفسية ثمّ الطاعة العملية المتجسدة في الواقع.

قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(45).

ومعنى ذلك: إنّ المسلمين الواقعيين مكلفون دائماً بتنمية روح الخضوع للحقّ، والتسليم أمام العدل في نفوسهم.

والآية تبيّن علائم الإيمان الواقعي الراسخ في ثلاث مراحل:

الأولى: التحاكم إلى النبي’.

الثانية: عدم الشعور بالحرج أو الانزعاج تجاه أحكامه.

الثالثة: تطبيق الأحكام تطبيقاًَ كاملاً ويسلموا أمام الحق تسليماً مطلقاً(46).

سلام التحية

السلام هو المحور الذي يبتدأ منه الإنسان وينتهي إليه، وهو التعبير الجامع لكلّ ما يتعلق بالكون والحياة والإنسان، وهو الهدف والغاية والوسيلة، وقد أولاه القرآن الكريم أهمية بالغة؛ لأنه حياة الروح والعقل وحياة القلب وحياة الإنسانية التي تُنشد الأمن والاطمئنان.

وقد جعل القرآن الكريم السلام تحية المسلمين، لكي يستشعروا السلام في علاقاتهم وروابطهم، ويجعلوه فكراً في عقولهم وعاطفة في قلوبهم وسلوكاً في مواقفهم، ولتكون حياتهم أمناً وطمأنينة، والسلام يستلزم تعميق الألفة والمودة والمحبّة والأخوة في صفوف المجتمع؛ لتنتهي الأحقاد والعداوات والنزاعات والصراعات، وينتهي القلق والاضطراب.

وما أجمل التحية التي تبدأ بالسلام فهي تربط الإنسان بالسلام المطلق وهو الله تعالى، وتربطه بمصيره في اليوم الآخر، وتربطه في الحياة الاجتماعية السليمة.

والسلام تحية الأنبياء وتحية الأمم السالفة التي بالله تعالى.

قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ}(47).

أي تسالموا هم وإبراهيم(عليه السلام)، فقالوا: سلاماً أي سلّمنا عليك سلاماً، وقال إبراهيم: سلام أي عليكم سلام.

والسلام الواقع في تحية إبراهيم(عليه السلام) نكرة، ووقوعه نكرة في مقام التحية دليل على أن المواد به الجنس أو أن له وصفاً محذوفاً للتفخيم ومزيد التكريم والتقدير: عليكم سلام زاكٍ طيب أو ما في معناه.

ولذا ذكر بعض المفسرين: أنّ رفع السلام أبلغ من نصبه، فقد حيّاهم بأحسن من تحيتهم فبالغ في إكرامهم(48).

والسلام يأتي دليلاً على القبول والترحيب والتفاهم والمحبّة، وعلى الاحترام والتكريم، وإقامة علاقات الرحمة بين القائد المعصوم وأتباعه المؤمنين، وهو رسالة الله تعالى لعباده المؤمنين.

قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(49).

ومعنى السلام: أن يتلطف بهم ويسلّم عليهم ويبشر من تاب منهم عن سيئة توبة نصوحة بمغفرة الله ورحمته فتطيب نفوسهم ويسكن طيش قلوبهم.

ويحتمل أن يكون هذا السلام من الله بوساطة رسوله’ أو أنه من الرسول’ مباشرة، وهو ـ على كلا الاحتمالين ـ دليل على القبول والترحيب والتفاهم والمحبّة(50).

والسلام هو تحية لزيارة بيوت المؤمنين لتعميق علاقات المودّة والرحمة والمحبة والصداقة الخالصة، وهو مقرون بالاستئناس؛ لكي تكون البداية سلاماً وسلماً وسلامة.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}(51).

السلام مع غير المؤمنين

الإسلام دين السلام ودين الأمان والتآلف ودين اللطف والرحمة، جاء من أجل هداية الإنسان ليعيش السلامة في فكره وعاطفته وسلوكه، وليعيش مجتمعه بأمان واطمئنان بعيداً عن القلق والاضطراب، وجاء الإسلام من أجل انقاذ الإنسان من جميع ألوان العبودية والاضطهاد والظلم والعدوان ليعيش الناس بسلام وأمان.

والإسلام يريد الخير والسلامة للجميع بما في ذلك الذين يقفون حائلاً دون تحقيق الخير والسلامة لهم وللمجتمع، فهو يواجههم من أجل أن يكونوا عناصر خيرة سليمة في أفكارها وممارساتها، ولذا فهو يعود إلى الأصل وهو السلام إن وجد رغبة في صفوف الأعداء.

فنبي الله إبراهيم(عليه السلام) يخاطب أباه بالسلام والإحسان والرفق لا بالعقوبة والانتقام، ولم يقابله بالمثل؛ لأنّه جاء للهداية وليس للانتقام.

{قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً}(52).

 قابل إبراهيم(عليه السلام) أباه فيما أساء إليه وهدده وفيه سلب الأمن عنه من قبله بالسلام الذي فيه إحسان وإعطاء أمن(53).

وفي حركته الاجتماعية والسياسية، فلا يشغل نفسه بالجدال والمماراة الفارغة، ولا في اللغو وطائل الحديث الذي لا نفع فيه، ولا في اللغو وطائل الحديث الذي لا نفع فيه، ولا ينشغل عن مسؤوليته وتكليفه في الحياة الاجتماعية والسياسية، ولا يهدر وقته وطاقته في حوار أو نقاش غير مجدي.

قال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ}(54).

والمعنى لسنا أهلاً للكلام البذيء، ولا أهلاً للجهل والفساد، ولا نبتغي ذلك، إنّما نبتغي العلماء وأصحاب الضمائر الحيّة والعاملين المؤمنين الصادقين.

وعلى هذا فبدلاً من أن يهدروا قواهم في مواجهة الجاهلين عمي القلوب وأهل الكلام البذيء يمرون عليهم كراماً ليؤدوا أهدافهم ومناهجهم الأساسية... إنّ هؤلاء حين يواجهون الجاهلين لا يسلّمون عليهم سلام تحية واستقبال، بل سلام وداع(55).

والسلام وإن كان سلام وداع ومفارقة إلا أنه سلام واقعي تملأه الرحمة واللطف والرفق بالمخالفين والجاهلين والمنحرفين، لكي يشعروا عظمة الإسلام الذي جاء لهدايتهم لا للانتقام منهم.

قال تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}(56).

أمر بالإعراض عنهم واقناط من إيمانهم، وقوله (قل سلام) أي وادعهم موادعة ترك من غير همّ لك فيهم(57).

السلام مع المحاربين

شرّع القتال والجهاد من أجل حماية العقيدة والشريعة وحماية الكيان الإسلامي وحماية أفراده ورد العدوان الواقعي أو المحتمل الوقوع، والدفاع عن المظلومين والمستضعفين، وقد شرّع الجهاد من أجل إزالة العوائق التي تقف في طريق وصول الهداية والخير والسلام والأمان إلى جميع الناس بما في ذلك الذين يحاربونه، فهو جاء لهدايتهم لا لقتالهم، ولذا يدعو إلى السلم والمصالحة في أقرب فرصة ممكنة؛ لأنّه لا يرغب في استمرار القتال.

ويأمر القرآن الكريم بجهاد أضاف من المعادين للإسلام ويستثني من يريد السلام، وفي ذلك قال تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنْ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً * سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمْ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُبِيناً}(58).

تؤكد الآية الأولى على أنّ (الله لا يسمح للمسلمين بالمساس بقوم عرضوا عليهم الصلح وتجنبوا قتالهم، وأنّ المسلمين مكلفون بأن يقبلوا دعوة الصلح هذه، ويصافحوا اليد التي امتدت إليهم وهي تريد الصلح والسلام)(59).

واشترط القرآن الكريم على الطائفة الأخرى ثلاثة شروط من أجل أن تبقى في مأمن من انتقام المسلمين وهي:

1 ـ اعتزال المسلمين.

2 ـ  مصالحتهم.

3 ـ  الكف عن إيذائهم.

وإذا رفضت هذه الطائفة الشروط المذكورة وأصرت على العصيان والتمرد فالمسلمون مكلفون عند ذلك  بإلقاء القبض على أفرادها وقتلهم أينما وجدوا.

والسلام هو الأصل في العلاقات بين المسلمين وخصومهم وأعدائهم، فالإسلام يريد السلام والأمان لجميع الناس لكي يتنعموا بنعمة الإسلام التي تسعى للأمن والسلام، ولا يلجأ  إلى الأسلوب المسلّح إلا بعد أن تستنفذ جميع الوسائل والأساليب المتاحة السليمة.

ولذا فإنّ طلب الصلح من قبل الآخرين ينبغي مقابلته بالمثل؛ لأنّه تشجيع لهم للعودة إلى الأصل وهو السلام والسلامة.

قال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(60).

والمعنى: (إن مالوا إلى الصلح والمسالمة فمل إليها وتوكّل في ذلك على الله ولا تخف من أن يضطهدك أسباب خفية عنك على غفلة منك وعدم تهيؤ لها فإن الله هو السميع العليم لا يغفله سبب ولا يعجزه مكر بل ينصرك ويكفيك...)(61).

شمولية السلام

السلام في الإسلام يتميز بالشمولية كشمولية الإسلام، فهو يريد السلامة للإنسان في جميع مقومات شخصيته، وينظر إليه من جميع جوانبه، فهو مخلوق من روح وعقل وغرائز وجسد متعدد الجوارح، فهو يريد السلامة للروح والجسد ويسعى لا شباعها لكي لا يبقى حرمان وإحباط وقلق واضطراب، وهو يواكب حركة الإنسان منذ مرحلته الجنينية إلى نهاية عمره وحياته بعد الموت.

والسلام شامل للحياة الاقتصادية فلا سرقة ولا غصب ولا اعتداء واستغلال ولا ربا ولا احتكار.

وهو شامل للحياة الاجتماعية فلا خوف ولا نزاع ولا صراع ولا عدوان.

وهو شامل للحياة السياسية فلا عبودية ولا اضطهاد ولا ظلم ولا تمييز، وشامل للقضاء فلكل شخص أو إنسان حقّه غير منقوص.

وهو شامل لسكنات الإنسان وحركاته وأوضاعه النفسية لكي يكون كل ما يفكر به أو يصدر منه سليماً يحيطه السلام والرأفة.

فينبغي أن يكون السلام شعاراً مجسداً في الواقع ابتداءاً بالتحية وانتهاءاً بالعلاقات لكي يكون البدء بالسلام والانتهاء بالسلام.

ــــــــــــ

1 ـ الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن: 247.

2 ـ سورة الحشر: 23.

3 ـ ناصر مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله 14: 104.

4 ـ سورة الرعد: 28.

5 ـ عبد الواحد الأمدي، تصنيف غرر الحكم: 188.

6 ـ سورة النمل: 118.

7 ـ سورة مريم: 15.

8 ـ محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن 14 :21.

9 ـ سورة الأنعام: 127.

10 ـ تفسير الأمثل 4: 215.

11 ـ سورة يونس: 25.

12 ـ تفسير الميزان10: 38.

13 ـ سورة الرعد: 24.

14 ـ تفسير الأمثل6 :435.

15 ـ سورة الحجر: 46.

16 ـ تفسير الأمثل 6 :627.

17 ـ سورة يس.

18 ـ تفسير الأمثل11 :168.

19 ـ سورة الواقعة: 25 ـ 26.

20 ـ تفسير الأمثل13: 3 ـ 5.

21 ـ سورة يونس: 10.

22 ـ تفسير الميزان10 :17.

23 ـ سورة الصافات: 79.

24 ـ تفسير الأمثل11 :270.

25 ـ سورة الصافات: 80 ـ 81.

26 ـ سورة الصافات: 109 ـ 110.

27 ـ سورة الصافات: 120 ـ 122.

28 ـ سورة الصافات: 181.

29 ـ تفسير الأمثل11 :306.

30 ـ سورة هود: 48.

31 ـ تفسير الميزان10 :229.

32 ـ سورة الأنبياء: 69.

33 ـ تفسير الميزان 14: 305.

34 ـ سورة النساء: 94.

35 ـ تفسير الأمثل 3 :260.

36 ـ سورة النحل: 87.

37 ـ تفسير الميزان 12 :321.

38 ـ سورة النحل: 28.

39 ـ تفسير الميزان 12 :233.

40 ـ سورة المائدة: 40.

41 ـ تفسير الميزان 5 :249.

42 ـ سورة الأحزاب: 56.

43 ـ تفسير الأمثل 10: 473.

44 ـ الطبرسي، مجمع البيان 8 :369.

45 ـ سورة النساء: 65.

46 ـ تفسير الأمثل 3 :192.

47 ـ سورة هود 69.

48 ـ تفسير الميزان 1 :308.

49 ـ سورة الأنعام: 54.

50 ـ تفسير الميزان 7 :106، تفسير الأمثل 4 :91.

51 ـ سورة النور: 27.

52 ـ سورة مريم: 47.

53 ـ تفسير الميزان 14 :59.

54 ـ سورة القصص: 55.

55 ـ تفسير الأمثل 9 :595.

56 ـ سورة الزخرف: 89.

57 ـ تفسير الميزان 18 :129.

58 ـ سورة التوبة: 90 ـ 91.

59 ـ تفسير الأمثل 3 :244.

60 ـ سورة الأنفال: 61.

61 ـ تفسير الميزان 9 :120.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/15   ||   القرّاء : 9759





أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : نبيل محمد حسن من : العراق ، بعنوان : السلام في سورة القدر في 2014/01/26 .

بسم الله الرحمن الرحيم
بحث جيد ومهم ، ولكني استغربت ان المؤلف لم يتطرق الى سورة القدر وورود لفظ السلام فيها واهميته.
تحياتي.





 
 

كلمات من نور :

معلم القرآن ومتعلمه يستغفر له كل شيءٍ حتى الحوت في البحر .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 الندم يوم القيامة *

 هل يوجد أثر وفائدة لتلاوة القرآن، في حال عدم فهم الإنسان لمعنى الآيات ؟

 88 ـ في تفسير سورة الغاشية

 الحسين في ظلال القرآن الكريم

 الإمام المهدي في القرآن

 المدخل إلى عقيدة الشيعة الإمامية في ولادة الإمام المهدي وغيبته (*)

 قراءات القرآن السبعة أو العشرة

 تأملات وعبر من حياة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) *

 الشمس وعظمتها

 النشرة الصيفية العدد (4)

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15412527

  • التاريخ : 28/03/2024 - 10:08

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير آية الكرسي ج 2

 فدك قراءة في صفحات التاريخ

 رسالة الإمام الصادق عليه السلام لجماعة الشيعة

 رواية حفص بين يديك

 الميزان في تفسير القرآن ( الجزء الثالث)

 التفسير البنائي للقرآن الكريم – ج 3

 تفسير النور - الجزء السادس

 كيف نفهم القرآن؟

 دروس في أسس التفسير

 تأثر الأحكام بعصر النص

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 ما المقصود من نزول القرآن الكريم في ليلة واحدة ؟

 اهتمام القرآن بقضايا جزئية لا ينافي شموليّته

 ورد في سورة الأحزاب قوله تعالى ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِن قَلبَينِ في جَوْفِه ، فما المقصود من هذه الآية ؟ وهل فيها إشارة إلى عدم إمكان حبّ الرجل لامرأتين في نفس الوقت ؟

 ما هو دور الجهل في اقتراف الذنوب والجرائم، وكيف عالج ذلك القرآن الكريم والروايات الشريفة؟

 الإعجاز العددي في القرآن

 ما هو السبب وراء عبادة الاصنام؟

 أصدقاء السوء

 هل كانت لدى نبي الله موسى لثقة في لسانه؟ وان كانت ما سببها؟ وما مدى صحة اختبار فرعون لموسى وهو طفل بالتمر والجمر؟

 خصوصية الوجه من بين باقي الأعضاء في عذاب المجرمين بالنار

 هل هذه الآية تعبر عن العنف في الإسلام ؟

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24557)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12747)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9629)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9056)

 الدرس الأول (8104)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7827)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7299)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7293)

 الدرس الأوّل (7292)

 درس رقم 1 (7224)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6592)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4836)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4079)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3829)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3527)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3354)

 الدرس الأول (3198)

 تطبيق على سورة الواقعة (3055)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3022)

 الدرس الأوّل (2967)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الجزء السابع والعشرون

 سورة الذاريات

 ياقسم النار والجنات يامولانا

 سورة يونس

 سورة الطور

 الصفحة 604 (ق 3)

 الصفحة 380

 سورة المزمل

 31- سورة لقمان

 وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ - الشبل أحمد الطائي

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8839)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8242)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7337)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7008)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6814)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6680)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6605)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6580)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6577)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6353)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3045)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2745)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2560)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2368)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2286)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2282)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2240)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2237)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2230)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2225)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 سورة الذاريات ـ الاستاذ السيد محمد رضا محمد يوم ميلاد الرسول الأكرم(ص)

 سورة الرعد 15-22 - الاستاذ رافع العامري

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 1

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 الفلم الوثائقي حول الدار أصدار قناة المعارف 2

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net