00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : الثقافة .

        • القسم الفرعي : الأخلاق والإرشاد .

              • الموضوع : استعادة العزة في فكر الإمام الحسين (ع) و حفيده السيد الخميني (قدس سره) .

استعادة العزة في فكر الإمام الحسين (ع) و حفيده السيد الخميني (قدس سره)

 الدكتور محمد علي آذر شب

رحت أفكر بالقاسم المشترك الاكبر بين‌ ثورتي‌ الامـام‌ الحـسين‌ و حـفيده الخميني، وبعد دراسة للمواقف و الاقوال خرجت بنتيجة أحسبها هامة، هي أن «العزّة» تشكل هذا القاسم الاكبر، ثم‌ رحت أنظر فـي‌ أهداف الاسلام من كل تعاليمه و تشريعاته الفردية و الاجتماعية، فوجدت أنها تتجه‌ للالتقاء في بؤرة واحدة‌ هـي «العزّة» أيضا؛ فاتخذت‌ هذا الهدف الكبير عنوانا لمقالي.

بدأت المـقال بـاستعراض سريع لمعني العزة في المفهوم الإسلامي، ثم‌ لاحكام الاسلام التي تصبّ بأجمعها في تحقيق عزّة الانسان المسلم، بل مطلق‌ الانسانية الذي يعيش في المجتمع الاسلامي، ثم استعرضت ما حاق بالمجتمع‌ الاسلامي‌ من حالة أدت به إلي سيطرة الذلّ عليه، وموقف اهـل بيت رسول‌ اللّه صلّي اللّه عليه و اله من هذه الحالة و جهودهم لاستعادة العزة، ثم ركزت علي موقف‌ الحسين عليه السّلام بهذا الشأن، و أوضحت‌ بنقاط مقتضبة ما حاق بالعالم الاسلامي‌ من حالة ذل و فقدان عزة بعد عصر الاستعمار، ومـوقف الامـام الخميني رضوان‌ اللّه تعالي عليه من هذه الحالة، وما كان لهذا الموقف من نتائج علي‌ العالم‌ الاسلامي. كلّ‌ ذلك باختصار شديد خشيت الخروج عن حدّ المقال المطلوب، و ذكرت في الهوامش ما يفيد القارئ إن أراد التـوسع فـي هذا البحث.

العزّ و الذلّ:

العزّ في اللغة: هو القوة و الشدّة و الغلبة.

والعزّ و العزّة: الرفعة والامتناع.

و العزيز من صفات اللّه عزّ و جلّ و أسمائه الحسنى. قال الزجاج: هو الممتنع فلا يغلبه شي‌ء، ومن أسمائه عزّ و جلّ: المعزّ، وهو الذي يهب العزّ لمن يشاء‌ من‌ عباده، و العـزّ خـلاف الذلّ [لسان العـرب، مادة عزز.]‌.

والانسان بفطرته‌ يتجه‌ إلى اللّه سبحانه [انظر مـحاضرات السـيد الشهيد الصدر حول «السنن‌ التاريخية في القرآن الكريم» ففيها عرض دقيق لنظرية المثل الاعلى‌ في‌ حركة التاريخ.]،أي يتجه إلي اكتساب صفات‌ الكمال الالهية، ومنها العزّة، ولكنه قد تصدّه عوامل عديدة عن هذه الحركة فيقع في حالة الذلّ:

ضربت‌ عليهم‌ الذّلة‌ و المسكنة و باءوا بغضب من اللّه [البقرة:16] ضربت‌ عـليهم‌ الذّلّة أيـنما ثـقفوا إلاّ بحبل من اللّه و حبل من النّاس [آل عمران:211]، وقـد يـتحرك‌ تحركا مـنحرفا فيتجه نحو عزّة كسراب بقيعة‌ يحسبه‌ الظّمآن‌ ماء [النور:93]، يرى‌ هذه العزّة مجسّدة-مثلا-في طواغيت الارض: و قالوا بعزّة فرعون إنّما‌ لنحن‌ الغالبون [الشعراء:44]، ويبتغيها أحيانا عند أعداء الدين كما يفعل المنافقون: بـشّر المنافقين بـأن لهـم عذابا أليما*الّذين يتّخذون الكافرين أولياء من‌ دون‌ المـؤمنين‌ أيبتغون‌ عـندهم العزّة فإنّ العزّة للّه جميعا [النساء:138-139] و الدعوة الالهية تتجه أول ما‌ تتجه‌ إلي محاربة كل العوامل التي تصدّ الانسان عن التحرك نحو كماله، وتنتشله مـن حـالة الذلّ، ثـم توجهه إلي‌ المصدر‌ الحقيقي‌ لعزته‌ كي لا يلجأ إلى مصادر سرابية كاذبة: من كـان يريد العزّة فللّه العزّة‌ جميعا [فاطر:10] و‌ للّه العزّة و لرسوله و للمؤمنين و لكنّ المنافقين لا يعلمون [المنافقون:8] وشددت السنّة علي ضرورة‌ صيانة‌ عزة‌ الانسان المسلم و حرمة إذلالهـ. يقول الامـام الصـادق عليه السّلام: «إنّ اللّه فوّض إلى المؤمن أمره‌ كله، ولم يفوّض اليه أن‌ يكون ذليلا. أما تـسمع اللّه عـزّ وجلّ يقول: و للّه‌ العزّة‌ و لرسوله و للمؤمنين؟ فالمؤمن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا، ثم قال: إنّ المؤمن أعزّ من الجبل، إنّ‌ الجبل‌ يستقلّ‌ منه بـالمعاول، والمـؤمن لا يـستقلّ من دينه شي‌ء» [مشكاة الانوار:50].

و سنرى أنّ المحور الأساسي في‌ جميع‌ أبعاد‌ التشريع الاسلامي، الاقتصادية منها و السياسية والاجتماعية، تدور حـول مـحور صـيانة عزة الانسان‌ و إبعاده‌ عن حالة الذلّ.

ونقف ولو قليلا عند معنى العزّة لنبين موقعها من الفرد و المـجتمع، و‌مـدى‌ إسهامها‌ في البناء والحركة، ثم نلقي الضوء في مقابل ذلك علي اخطاء الذلّ‌ في‌ المجتمع.

إذا تأملنا في المعنى اللغـوي والاصـطلاحي (كما ورد فـي القرآن و سائر النصوص) لكلمة العزّة، وجدنا أنّها حالة نفسية تجعل‌ الانسان‌ يحسّ بالقوة و المنعة و الكرامة والشخصية، وهـذه الحـالة تتوفر حين يجد‌ الانسان‌ نفسه‌ مسنودا و مدعوما من قوة كبيرة خارج‌ ذاته، والإنسان‌ المـؤمن يـجد فـي‌ ارتباطه باللّه عزا يوفر له‌ الثقة‌ بنفسه، وينمي فيه الاحساس بالكرامة و علوّ الشخصية، فيترفّع عن التوافه، و يصون نـفسه مـن الانزلاق‌ في‌ الشهوات‌، و يبتعد عن كل ما‌ يمسّ‌ منزلته؛ وتأتي‌ كل‌ تـشريعات‌ الاسـلام لتـوفر للفرد المسلم تعميق هذا الاحساس‌ بنفسه، وصيانته من كل مسّ وحط. وكان هذا الاحساس بالعزة-في الواقع-وراء كـل مـا‌ شـهده‌ المجتمع الاسلامي من حركة جهادية وعلمية، ووراء كل تطوّر اصيل‌ في‌ عصور التاريخ الاسـلامي فـي حقل‌ الهدم‌ و البناء و المعرفة.

ولا أكون مبالغا إذا قلت: إن اكثر ما شهده المجتمع الاسلامي‌ من‌ نكسات‌ و انحرافات و اضطرابات وفتن، يعود‌ إلى‌ غـياب العزّة الاسلامية، وظهور‌ حالة الذلّ في المجتمع؛ وذلك‌ لما‌ يلي:

1- الذليل صغير في كل مـا يـصدر عنه من موقف و سلوك ونظرة، وهو لذلك‌ يـنظر‌ إلى الاشـياء الصـغيرة على أنها كبيرة، و يبتلي‌ بالأمور التافهة‌ التـي‌ تشغله‌ عـن‌ الامور الكبيرة.

2- الذليل لا يستقيم‌ علي موقف صادر عن شخصيته الفكرية و قناعاته‌ الذاتية، لأنه يفتقد الشخصية، ولذلك يكون آلة طـيعة بـيد‌ من‌ يفتعل الأجواء، و يلوّح بـأنه يـمتلك مصير‌ الناس‌.

3- عقدة الذلّ‌ تـدفع‌ بـالذليل‌ لأن يـبحث عن‌ شخصيته‌ في أمور موهومة «من كـرمت عـليه نفسه‌ هانت عليه شهواته» [نهج‌ البلاغة، الحكمة 449].

هذه الحقيقة وردت علي‌ لسان الحكماء و الادباء كثيرا، و‌ يعبر‌ عنه‌ المتنبي فـي قـوله: و تكبر في عين الصغير صعارها وتصغر‌ في‌ عـين‌ العظيم‌ العظائم ولذلك‌ يحرص الطغاة على إذلال النـاس كـي يكونوا آلة طيعة بأيديهم، وإلى ذلك‌ يشير القـرآن الكـريم في‌ حديثه عن تعامل فرعون مع‌ قومه إذ يقول: فاستخف‌ قومه فأطاعوه [الزخرف: 45].

غالبا، يتصور الذليل أنه يستعيد شخصيته بها، وهذه‌ الامـور لهـا طابع‌ انحرافي غالبا، وتبعث على الشـرور الاجـتماعية المـختلفة؛ ولذلك تستطيع‌ عصابات الاشرار أن تـستغل هـؤلاء الافراد أكثر من غـيرهم لتـنفيذ مآربها الشريرة.

4- الذليل يفتقد توازن الشخصية في نفسه، ويفتقد الارادة و قدرة‌ الضبط و‌ السيطرة، ولذلك تثور عنده الشهوات المادية وتـستفحل، ويـصبح هذا الشخص عرضة للانغماس في الشهوات، ويـؤدي ذلك إلى أخـطار بينة.

مظاهر اهتمام الاسـلام بـكرامة الانـسان و عزته و إبعاده عن حـالة‌ الذلّ‌:

1- ما نجده في السّنّة من تأكيد على حرمة النطفة والجنين، وعلى اهتمام‌ بالمرأة الحامل، وعلى سلامة مـحيطها الاجـتماعي، وعلى سلامة كل شي‌ء يؤثر على سـلامة‌ تـكوين‌ الجـنين، إنما يـشكل دلالات هـامة على‌ اهتمام‌ الاسـلام‌ بكرامة الانـسان، منذ انعقاد نطفته وفي كل مراحل نموّه الجنينية.

2- في السّنّة نرى اهتماما بالغا بكرامة الطفل و احترامه و معاملته‌ بالحسنى، وتركيزا عـلى تـنفيذ طـلباته‌ و رغباته و ملاعبته، مما يدل‌ بوضوح‌ على‌ أن الاسلام يـهتم بـأن يـنشأ الطـفل عـزيزا كريما.

3- في السـّنّة أيضا تركيز علي ضرورة الاهتمام بشخصية الشاب، و احترام رأيه، واستشارته في الأمور؛ لكي ينشأ هذا الشاب معتمدا على‌ نفسه، محترما لشخصيته، مهتما بالجانب العقلي والإرادي‌ من كيانه.

4- اهتمام السنة بحرمة الميت و كرامته، وتـقرير التعاليم الخاصة بتجهيزه‌ و دفنه و ذكره بخير و زيارة قبره، كل ذلك أيضا تأكيد على حرمة الانسان‌ و كرامته حتى بعد وفاته.

5- في النصوص الاسلامية‌ تأكيد‌ علي حرمة‌ الخضوع للظالمين من‌ أصحاب السلطة، وعدم الانخراط في سلك خـدمتهم، والتـرفع عن الشعور بالضعف أمام بطشهم.

6- المنهج الاسلامي للسلوك يأبي‌ علي الانسان المسلم أن يحس بالضعف‌ اكثر موجات الشر التي‌ اجتاحت العالم الاسلامي‌ من‌ داخله‌ كانت‌ تستغل هذه‌ الحالة المتفشية، كما حدث‌ في حركة الزنج والقرامطة، و حركة البايكية وأمثالها.

الأبعاد المذكورة لم‌ ندرج مـصادرها لسعتها، وهي‌ لا ‌‌تخفي‌ علي القارئ المستتبع، فالقرآن مفعم بآيات تكريم‌ الانسان، ومكانته في الكون، و استخلافه على الأرض، و مهمته‌ الرسالية‌ على‌ ظهرها، وقرب اللّه سبحانه منه، و حـرمة مـاله و دمه و غيرها، و هكذا السنة فـيها نـهي‌ مؤكد عن كل ما يذل الانسان‌ و تأكيد علي حفظ عزته‌ و حرمته من انعقاد نفته‌ إلى‌ ما بعد مواراته الثرى. وكل‌ ذلك‌ انعكس في الفقه‌ الاسلامي، في ابواب احكام‌ الجنين و الولد و الاقـتصاد و الحـيات الزوجية، وأحكام‌ الميت. حتى إن الواجبات‌ تسقط إذا اقـتضت «احتمال‌ ذلة» الانسان، كسقوط وجـوب‌ الوضوء للصلاة والطواف طن‌ اقتضى طلب الماء ذلة للفرد المسلم.

أمام أصحاب المال، وأن يترفع عن الانقياد‌ لهم، بل عن معاشرتهم لكي لا يحس بالضعة بينهم.

7- في النصوص الصحيحة الموثقة تأكيد علي منع الانسان المسلم أن يذلّ‌ نفسه لأي سبب من الأسباب، بل تسقط الواجـبات إذا اسـتدعي أداؤها أن يذلّ‌ الانسان فنسه.

8- اهتمام الاسلام بضبط‌ شهوات‌ البطن و الفرج لا تخفي شدته علي أحد، و هذا الاهتمام يستهدف تنمية إرادة الانسان و شخصيته كي لا تسيطر عليه‌ هذه الشهوات و تستذله.

9- «التصور الاسلامي» يركز أول ما يركز على ربط الانسان‌ بربّ‌ العالمين، ويدخله فـي تـعامل مباشر مـع خالق هذا الوجود، وهذا الارتباط- إن‌ استشعره الانسان بكل وجوده- يبعث في الانسان احساسا بالعزة والكرامة، ويجعله يشعر بأنه مـرتبط ارتباطا مباشرا بمن يملك كل مقادير‌ أموره‌ و أمور كل الناس.

10- القرآن الكريم يربط تـاريخ الفـرد المـسلم و الجماعة المسلمة بتاريخ‌ الانبياء و الصالحين في التاريخ، ومن هنا فإنّ الانسان المسلم يرى أن تحركه‌ استمرار لمسيرة طويلة سار عـليها‌ ‌مـن‌ قبل‌ كل‌ عباد اللّه الصالحين، وهو احساس ينمي‌ مسيرته‌ الحيوية‌ و يباركها و يضفي عليها عراقة وبـعدا واسـعا ضاربا فـي اعماق التاريخ، ويشعر بذلك بكرامته واهميته على هذه الساحة التاريخية ذات‌ الآماد‌ البعيدة.

11- الاسلام يصوّر للإنسان أنه خـلق ليكون سيد الكون، وخليفة‌ اللّه‌ على‌ أرضه، وأن كل شي‌ء في هذا الوجود الرحب قـد خلق من أجله، ومـن أجـل‌ تمهيد الطريق لمسيرته التكاملية في حياته؛ وهو‌ شعور‌ يبعد الانسان عن أي‌ إحساس بالضعف أمام هذا الكون الفسيح، ويشعره‌ بالكرامة أمام جميع‌ المخلوقات.

12- الانسان المسلم في التصور الاسلامي مسؤول عن هداية البشرية، و عن تبديد ظلامها، وإزالة العـقبات عن طريق‌ كمالها، وهو‌ تصوّر يجعل‌ الانسان المسلم في مكانة القيادة و الريادة على ظهر الارض، ولا‌ يخفى ما لهذا التصوّر من أثر في الشعور بالعزّة و الكرامة في نفس الفرد المسلم و الجماعة المسلمة.

13- وضع الاسلام‌ منهجا‌ متكاملا لسلوك الحـكم و الحـاكم في المجتمع‌ الاسلامي، يحسّ فيه الفرد المسلم بأنه هو‌ صاحب‌ الرأي‌ في قبول الحاكم أو ردّه، كما أن هذا المنهجي يمنع استخدام الحكم آلة للظلم و السيطرة‌ علي‌ مقدرات‌ الناس، وهو جوّ سياسي يوفر كرامة المسلم، ويصون شـخصيته، ويـحافظ على احساسه بالعزّة في تعامله مع‌ النظام‌ الحاكم.

14- منهج المساواة و العدالة في التعامل، ووضع مقياس التقوى للتكريم‌ في الاسلام، يصونان المجتمع من‌ أي‌ لون‌ من ألوان التمييز بسبب الجنس أو اللون أو اللغة، ويشعر الفرد المسلم بكرامته و عـزته‌ لا‌ بـنسبه وحسبه و انتمائه‌ القبلي أو القومي، بل بمقدار سموّه في سلّمه التكاملي- أي بتقواه‌ على‌ حدّ التعبير‌ القرآني- وهذا المعيار يزيل كل إحساس بالضعة و الذل بسبب وضاعة النسب أو الانتماء القبلي.

15- حرص الاسلام‌ علي‌ العدالة الاقتصادية في توزيع الثروة مـن جـهة، و نـفي أية سلطة لقوة المال‌ فـي‌ المـجتمع، من‌ أجـل القضاء على التمييز الطبقي‌ والاستضعاف الاقتصادي، صيانة لكل فرد من أفراد المجتمع من أن يستذل‌ أو‌ يستشعر‌ الذلّ‌ بسبب واقع اقتصادي غير متوازن في المـجتمع، كما أن‌ تأكيد الاسـلام تأمين احتياجات الفرد‌ الضرورية، حيت‌ لو استدعى الامر إعطاءه من بـيت المـال، إنما هو حفظ لكرامة الفرد وعزته وإبعاده عن إراقة‌ ماء الوجه‌ بالسؤال. والرائع في الامر أن هذه الرعاية تشمل حتي غير المسلمين‌ في المـجتمع‌ الاسلامي.

16- حرمة النـفس و حـرمة العرض و حرمة المال‌ أهم‌ الحرمات‌ التي أكدها الاسلام، وشدّد على القـضاء الاسلامي في‌ صيانتها‌ و حفظها و الدفاع عنها، كما ألزم كل افراد المجتمع برعايتها بدقة متناهية، والاحتياط الشديد‌ في‌ مراعاتها؛ كل‌ ذلك لكي يعيش الانـسان المـسلم‌ فـي‌ مأمن من‌ أي‌ تهديد‌ لمقومات‌ كرامته و عزته و شخصيته.

17- اكد الاسلام‌ علي‌ العبادات الجماعية، وركز عـلي ضـرورة اظهار قوة المسلمين و تراص صفوفهم و وحدة‌ عزمهم‌ و ارادتهم، وانسجام تحركهم‌ لإبراز عزتهم و إظهار كرامتهم أمام أنفسهم‌ وأمام أعدائهم.

18- نفي سـبيل المـشركين عـلى‌ المسلمين‌ أصل من الاصول الاسلمية، و هو يفرض على كل المسلمين العمل لسّد أيـة ثـغرة سـياسية‌ أو‌ اجتماعية أو اقتصادية أو علمية، ينفذ منها‌ أعداء‌ المسلمين‌ لكي يجدوا لهم‌ موضع‌ قدم في‌ المجتمع الاسلامي؛ وهـذا‌ الأصـل‌ وحـده لو التزم به المسلمون لحقق كرامتهم‌ و عزّتهم علي الساحة الدولية، ونفي السبيل طبعا‌ يعني‌ نـفي السـيطرة لا نفي‌ التعامل و الاستفادة‌ من‌ الآخرين.

19- مبدأ الجهاد‌ يخلق‌ في‌ نفس الامة المسلمة روحا‌ ترفض الإخلاد إلى‌ الارض و الرضـا بـالظلم والعدوان، والتهاون في الدفاع عن الكرامة و المقدسات، و‌ تأبي‌ الذل و الخنوع و الاستكانة، وتدفع‌ الانسان‌ المسلم‌ لأن‌ يـطلب‌ عزته و عزة امته‌ و دينه و عزة المستضعفين في الارض بذل الغالي والنفيس.

20- حث الاسلام علي الانتماء إلي الجماعة و عـدم‌ الخـروج‌ عـنها و عدم‌ الشذوذ عن مسيرتها، يخلق في نفس‌ الانسان‌ المسلم‌ عزة‌ الانتماء‌ إلى الجماعة‌ المؤمنة، ويجعله يحس بالقوة و الفـخر بـهذا الانتماء.

21- الحث على طلب العلم و التدبر في الكون و في المخلوقات و في الامم‌ و الشعوب، تخلق مـن الانـسان المـسلم كائنا ناضجا‌ يحترم شخصيته و فكره، و يقوّم الافراد علي أساس ما عندهم من علم اضافة إلى التـقوى، والاعـتزاز بالعلم و العـلماء يجعل المسلم يبحث عن عزته و كرامته في تنمية شخصيته‌ العلمية و الفكرية؛ وبذلك‌ تـظهر الامـة العالمة المفكرة، ولا يخفى ما لمثل هذه‌ الامة من عزّة و كرامة بين الامم.

22- حرمة اغتيال شخصية الانسان المسلم عن طـريق اغـتيابه و اتهامه‌ واهانته أمر أكد عليه الاسلام‌ كثيرا‌ جدا؛ كل هذا لكي يأمن المـسلم مـن عدوان‌ يستهدف عزته وكرامته و ماء وجهه في المجتمع.

23- النصوص الاسـلامية الكـثيرة التـي تحذّر الانسان المسلم و الجماعة المسلمة‌ من‌ التفرقة و الشـقاق و النـفاق، إنما‌ تتجه‌ كلها لصيانة عزة المسلمين‌ و كرامتهم من أن تتصدع وشوكتهم من أن تلين.

24- حرمة التشبه بالكفار أصـل يـحافظ علي الهوية الثقافية للامة، ويـخلق‌ روح الاعـتزاز بهذه‌ الهـوية‌ و الشـعور بـالاستعلاء النفسي‌ أمام‌ الثقافات الأخرى.

25- التحذير الشديد من الحـرص و الطـمع في المال و المتاع و الشهرة والسلطة، يصون المسلم من أن يستذله الطمع، ويتنازل عن عـزته لتـحقيق‌ رغبة جامحة في النفس نحو الاستزادة.

26- مبدأ نيل احـدى‌ الحسنيين‌ يصون المجتمع المـسلم مـن أي ضعف‌ و خور و هوان، حينما تضطره الظـروف لأن يـتراجع و ينهزم أمام الاعداء، فهو مجتمع منتصر إن غلب أو غلب، والفرد منتصر إن قتل أو قتل؛ فالمسلمون هم‌ الاعلون على‌ كـل‌ حال.

27- مبدأ إعـداد‌ القوة مبدأ اسلامي هام يـجعل المـسلمين مـرهوبي الجانب‌ اعزّة على ظـهر الأرض، يقتلع من رؤوس الاعداء كل فـكر سـاورهم‌ للمسّ من‌ عزة المسلمين و كرامتهم.

28- مبدأ الرسالة الخاتمة يخلق في المسلمين إحساسا‌ بأنهم‌ مسؤولون‌ عن‌ خلافة اللّه في الأرض، وعـن اعتلاء دور الشاهد و الوسط على ظهر البـسيطة حتى يـرث اللّه الارض و ‌‌من‌ عـليها، وهـي مـسؤولية مقرونة بالعزة و الكرامة.

29- مبدأ قيام الدولة الاسـلامية العالمية بقيادة المهدي‌ المنتظر‌ عجل‌ اللّه‌ تعالي فرجه، يجعل المسلمين ينتظرون تحقق هدف دينهم علي أوسع نـطاق فـي‌ مستقبل أيام البشرية، حين تذعن كل‌ الشعوب لأحـقّية الاسـلام و تـنصاع‌ لأوامره، وتـنضوي تـحت لوائه، وهي نـظرة تـبعث العزة في‌ نفس الانسان‌ المسلم و الثقة‌ بمستقبل‌ ما يمله من فكر و عقيدة، وتبعث فيه أيضا روح‌ الاستهانة بـما تـتخبط بـه البشرية من انحرافات عن دينه الحق.

30- عالج الاسلام كـل الحـالات التـي تـخرج الانـسان مـن حالة التعادل‌ النفسي، وتوقعه في انفعال‌ يحط من كرامته و شخصيته و عزته مثل الغضب‌ والحسد والحقد.

انحدار منحي العزّة الاسلامية خلال نصف قرن:

خلال نصف قرن عقب وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله حدثت أمور أدت‌ إلى‌ هبوط روح العزّة الاسلامية في النفوس، وازدادت مظاهر الخضوع و الخنوع‌ و الاستسلام و الاهتمام بالصغائر في المجتمع الاسلامي، لعوامل عديدة اهمها:

1- التمييز الطبقي، حيث ظهرت في المجتمع الاسلامي طبقتان، احداهما تتمتع بثروات طائلة و الأخرى مدقعة‌ معدومة، والتمييز الطبقي يـؤدي طـبعا إلى‌ انهيارات في عزة قطاع من افراد المجتمع بسبب الاحساس بالضعف و الغبن‌ و الظلم‌ [انظر في التمييز في‌ توزيع بيت المال و العطاء، ثم‌ ظهور التمييز‌ الطبقي‌ في‌ المجتمع: ابن‌ ابي الحديد، شرح نـهج البـلاغة 8:111،2: 131-231، والمسعودي، مروج الذهب 2:143-343، وحسن ابراهيم حسن، تاريخ‌ الاسلام‌ 1:853].

2- التمييز العنصري، فقد أصبح غير العرب مواطنين من الدرجة الثانية و محتقرين، وأخذت منهم الجزية، و عوملوا‌ معاملة سيئة اضعفت روح العزة الاسلامية فـي أنفسهم‌ [للتوسع في الموضوع‌ انظر: أنساب الاشراف 1:81 -43، وفيليب حتي: تاريخ‌ العرب 2:053-253، و فلهاوزن، الدولة العربية و سقوطهآ:561-371 و 304 و 414-514 و 814-914.].

3- الصراع القـبلي ظهر في نصف القرن هذا بعد أن ضعف روح الانتماء الرسالي، وعادت الروح القبلية و الصراعات القبلية بأوضح صورها في‌ المجتمع، ومن الطبيعي‌ أن‌ تضع‌ روح العزة الاسلامية في حـمأة‌ الاعـتزاز القبلي‌ الضيق‌.

4-التخويف والتجويع ظهرا بأفظع صورة فـي العـصر الاموي، بحيث أن‌ الفرد لا مسلم كان يخشى على بيته أن يهدم، وعلى لقمة عشيه أن تسلب، وعلى‌ دمه‌ أن يراق، وعلى عرضه أن ينتهك بالظنة ولأتفه‌ الاسباب، مما خلق‌ حالة من الذل و الضـعف و الهـوان في المجتمع الاسلامي‌.

5- الاستخفاف بالدين و أهـله، والتـجاهر بارتكاب المنكرات‌.

6- إشاعة أحاديث مكذوبة‌ ومذاهب‌ مزعومة تدعو إلى الرضوخ للظالمين‌ والركون إلى المتسلطين وعدم‌ الثورة عليهم، وقبول الامر الواقع باعتباره‌ قضاء من اللّه و قدرا.

مواقف أهل البيت عليهم السّلام العملية من ظاهرة الاذلال:

انتهج أئمة أهل البـيت عليهم‌ السّلام‌ جميعا مواقف عملية لصد عملية الاذلال، وابقاء روح العزّ في المـسلمين. ونـستعرض أهـم محاور‌ هذه‌ المواقف‌ كي لا يخال‌ القارئ الكريم أن استعادة العزّة إلى المجتمع الاسلامي تختص بالحسين عليه السّلام‌ و‌ ثورته.

1- محاربة ظاهرة التمييز الطـبقي ‌وإشـاعة العدل والمساواة في العطاء بين‌ أفراد المجتمع الاسلامي ‌[هذه أهم سمات فترة الحكم العلوي، وعلي‌ عليه‌ السّلام‌ أعلن منذ توليه الحكم‌ مشروعه في تقسيم‌ المال‌ حين قال: «ايها الناس، إني‌ رجل منكم، لي‌ ما‌ لكم و علي‌ ما عليكم، وإنـي‌ حـاملكم‌ على‌ منهج نبيكم، ومنفذ فيكم ما أمر به، ألا وإن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال‌ أعطاه‌ من‌ مال اللّه فهو مردود في بيت‌ المال، فإن‌ الحق‌ لا‌ يبطله شي‌ء، ولو وجدته‌ قد‌ تزوّج به النساء و ملك‌ به‌ الإماء، وفرق بـين‌ البلدان لرددتـه، فإن في‌ العدل سعة، ومن ضاق عليه‌ العدل فالجور عليه أضيق» (ابن ابي الحديد‌ 1:962- 072)].

2-كسر العصبيات‌ العنصرية [موقف الخراسانيين من‌ دعوة أهل البيت، وموقف‌ أهل البيت‌ أنفسهم‌ ممن سمّوا بالموالي‌ أفضل‌ دليل‌ على‌ اهتمام أئمة اهل البيت‌ بكسر العصبيات العنصرية].

3- التأكيد على الولاة بالمحافظة على كرامة المسلمين وعـزتهم، والاهـتمام‌ بعزل مـن يذل الناس ويستخف بهم ‌ [انظر عهد الامام امير المؤمنين إلى مالك‌ الاشتر‌ لما ولاه مصر، وانظر ايضا موقفه من الولاة المنصوبين‌ قبله إذ قال: «ولكني آسي أن‌ يلي أمـر هـذه الامـة سفهاؤها وفجارها، فيتخذوا مال اللّه‌ دولا و عباده خولا». تأمل‌ بدقة: «و عباده‌ خولا»].

4- غرس روح‌ الشهادة و الثورة ضد الظلم في المجتمع الاسلامي [هذه أبرز ملامح مدرسة آل البيت عـليهم‌ السـّلام، حتى‌ إن الفقهاء في ثورة «ابن‌ الاشعث» كانوا يفتون‌ بوجوب الخروج على الحجاج‌ استنادا إلى أقوال علي عليه السّلام‌ انظر هذه الثورة في تـاريخ‌ الطبري فـي أحـداث سنة 18 للهجرة].

5- الاهتمام بالأمور التي ترتبط بعزة‌ المـسلمين‌ وكرامتهم، وعدم فسح‌ المجال للاختلافات الداخلية أن تمس من هذه العزة و الكرامة [هذا وضح في سيرة علي و الحسن‌ و الحسين و كل‌ الائمة‌ من‌ اولاد الحسين عليهم السّلام‌ في تعاملهم مع الحـاكمين و مـع‌ افراد المجتمع].

6- السعي الحثيث لربط المجتمع‌ الاسـلامي‌ باللّه‌ سبحانه؛ كي يستشعر العزة فـي هـذا الارتباط لا في المسائل الموهومة.

موقف الحسين و أهل‌ بيته‌ عليهم السّلام من ظاهرة الذل و نتائجها:

1- رفضه بيعة يزيد، معلنا أسباب عدم البيعة ومركزا علي ظلم‌ يزيد وانتهاكه حرماته المسلمين.

2- التأكيد علي مفاهيم العزة في كل أقواله.

3- التحذير من الذل، وأنه‌ سنّة‌ طبيعية تـصيب المجتمع المتخاذل.

4- الابتعاد عن أي مظهر‌ من‌ مظاهر‌ الذل حتي في الساعات الحرجة.

5- التركيز على الاخلاص‌ في‌ العبودية في أقواله؛ ليستشعر الافراد أن‌ العزة للّه جميعا دون سواه.

6- الصمود و المقاومة حتى آخر‌ لحظة.

7- مواقف زينب عليها السّلام من محاولات‌ الاذلال.

8- مواقف علي بن الحـسين عـليهما السـّلام من محاولات الاذلال.

أما النتائج فهي:

1- الانتفاض على حـالة الذل‌ و اسـترخاص الحـياة الدنيا.

2- ارتفاع صوت طلب العزة‌ لدى‌ الثائرين.

3-ارتفاع صوت‌ التنديد‌ بالظلم على المستوي‌ الجماهيري.

4- افول دولة الظالمين.

حالة الذل في المجتمعات الاسلامية المعاصرة:

بعد هذا العرض لموقف الحسين من حالة الذل في مجتمعه، نعود‌ إلى‌ العالم‌ الاسـلامي‌ فـي القرون الاخيرة.

لقد نزل بالأمة الاسلامية ما‌ افقدها‌ هويتها‌ و أركـعها‌ أمـام‌ أعدائها، وأفرغ‌ محتواها الفكري والرسالي وأصابها بهزمية منكرة، وهذه أهم مظاهر الذلّ‌ التي سادت في المجتمعات الاسلامية المعاصرة:

1- الهزيمة السياسية و العسكرية التي مـني بـها العـالم الاسلامي امام‌ الغزو البريطاني و الفرنسي والايطالي والروسي.

2- الهزيمة النفسية التي اصابت العالم الاسـلامي عقب هزائمه السياسية و العسكرية.

3- السيطرة الاقتصادية التامة علي مصادر خيرات المسلمين.

4- السيطرة الثقافية علي مراكز التعليم.

5- الغاء التشريع الاسلامي من الحكم.

6- اشاعة الفساد‌ و المنكرات في المـجتمع الاسلامي.

7- فصل عـلماء الديـن عن المجتمع، والاستهانة بالدراسات الدينية.

8- السيطرة الصهيونية على العالم الاسلامي.

9- النزاعات المستمرة القومية و الطائفية و الاقـليمية بـين المسلمين.

ائمة آل البيت عليهم السّلام‌ تركوا لنا في مجال الدعاء و التضرع و منهج السلوك إلى‌ اللّه تراثا ضـخما فـي العـمل‌ و القول، حتى ظن بعضهم‌ ان‌ التصوف‌ نشأ من التشيع، وما ذلك إلاّ لهذا التركيز من أهل‌ البيت على الارتـباط المـستمر باللّه تعال (انظر اصلة بين موقف الامام الخميني من حالة الذل في المجتمع:

سلك الامام الخميني ثلاثة أساليب لمواجهة حـالة الذل فـي‌ مجتمعه:

الأول: خلق روح العـزة‌ في المجتمع، وذلك عبر المحاور التالية:

1- التأكيد على قدرة اللّه سبحانه و تعالى، وأن كل شي‌ء بيده، وأنه‌ القادر على ما يـريد، وأنـه سبحانه ينصر حتما من ينصره، وأن كل‌ انتصار‌ انما‌ هو بفضله و منه. هذه التأكيدات مـوجودة فـي القـرآن الكريم أيضا، لكن الامام كان‌ يركز عليها تركيزا مقرونا بما يحدث في ‌‌ساحة‌ المواجهة والصراع و الصمود و الهـدم و البـناء، فيغرس هـذه المفاهيم في النفوس، ليشعر الافراد‌ بعزة وبكرامة‌ و برفعة و هم يتعاملون مع اللّه سبحانه فـي تـحركهم الاجتماعي.

2- التركيز علي قدرة الاسلام في‌ دحر الطواغيت، وبناء الدولة العصرية، و إنقاذ البشرية من مستنقعها، وعلى أنه البديل الوحـيد‌ لمـا تعاني منه البشرية من‌ ضياع‌ وتيه و تخبط في المادية. ينصح المفكرين و الزعماء في العـالم‌ الاسلامي و غـير الاسلامي أن يعودوا إلي الاسلام ليجدوا فيه عزتهم‌ وسـعادتهم وسـؤددهم؛ وبـذلك يغرس في نفوس كل المسلمين روح الاعتزاز بعقيدتهم‌ و الشـعور بـالكرامة في ظل دينهم.

3- الحديث المستمر عن ايمان حقيقي، حول قدرة الشعب في خلق‌ المعجزات، لأن الأمة المتحركة عـلى طـريق اللّه تتجلى في حركتها قدرة اللّه‌ و عـظمته و انتقامه مـن الجـبارين، فهو قـادر على‌ أن‌ يواجه أعتى الطواغيت و إن‌ افتقد العـدة و العتاد، وقادر على أن يواجه كل جبهات الكفر على سعتها، وقادر على أن يبني و يـعمر رغـم كل الضغوط و المحاصرات.

4- منحه الشعب ثقة تامة، والثـقة‌ المتبادلة بين الامام الراحـل وامـته كانت‌ من أهمّ بواعث شعور الشـعب الايـراني بالاعتزاز و الكرامة في حركته بقيادة الامام؛ فهو قدس اللّه روحه يرى في الشعب وفاء و صدقا و اخـلاصا‌ لم‌ يبلغه‌ صحابة رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله ولا صـحابة عـلي عـليه السّلام، ويكبر هـذا الشـعب و يتواضع‌ امامه و أمام تضحياته و صـموده تـواضعا غريبا.

5- تأكيده المستمر على الدور‌ الذي‌ يجب‌ أن يضطلع به الشعب الايراني‌ التصوف‌ و التشيع، والفكر الشيعي والنزعات الصوفية للدكتور كامل مصطفي‌ الشيبي).

كل ثـورة الحـسين و ما أعقبها من مواقف لأهل بيته‌ و للثـوار السـائرين علي طـريقه، تدور حـول مـحور استعادة العزة‌ و ابعد‌ الذل عن المـجتمع‌ الاسلامي؛ ولذلك نشير فقط إلى بعض أقوال‌ الحسين‌ في‌ هذا المجال، ونحيل القارئ إلى‌ كتب التاريخ. من ذلك:

«ألا و إن الدعي ابن الدعي قـد ركز بـين اثنتين: بين السلة و الذلة، وهيهات منا‌ الذلة، يأبى‌ اللّه‌ لنـا ذلك ورسوله، وحـجور طـابت، وانوف‌ حمية، ونفوس أبـية مـن‌ أن‌ نؤثر طاعة اللئام على‌ مصارع الكرام: ألا و إني‌ زاحف بهذه الاسرة على قلة العدد و خذلان الناصر...».

ثم تمثل بأبيات فروة بن‌ مسلك المرادي:

فإن‌ نهزم‌ فـهزّامون قـدما و إن نـغلب فغير مهزّمينا وما إن طبّنا جبن ولكن‌ منايانا‌ ودولة آخـرينا إذا مـا المـوت رفـّع عـن انـاس‌ كلا كله أناخ بآخرينا فأفني ذلكم سروات قومي‌ كما افني القرون‌ الآخرينا فلو‌ خلد‌ الملوك إذا خلدنا ولو بقي الكرام إذا بقينا

على الساحة العالمية، بحمله مشعل الاسلام‌ إلى‌ الضالين، ودفاعه عن‌ المستضعفين و اعطاء القدوة و المثل الاعلى للآخـرين؛ وهذا الدور الذي يريد الامام للامة‌ في‌ ايران‌ يجعلها تستشعر دورها القائد على ظهر الارض.

6- تخطيط الامام لإعادة الحياة و الروح إلي العبادات‌ الاسلامية، فقد‌ رسم‌ للحج و لصلاة الجمعة وللمساجد تصويرا جديدا يعيد اليها الحياة لتكون كما كانت‌ في‌ عصر‌ الرسـالة الأول، مـبعث عز للمسلمين، ومظهر قوة و صمود و تكاتف لهم أمام الاعداء المتربصين.

7- حديث الامام‌ المستمر‌ عن منجزات الثورة الاسلامية في الحقول‌ السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والقضائية، وتذكير‌ الناس‌ بما‌ كانت عليه‌ الاوضاع قبل الثورة لتعميق روح الاعـتزاز بـالثورة الاسلامية وبالإنجاز العظيم‌ الذي حدث على يد‌ الشعب.

8- غرس مفهوم الشهادة في النفوس، وخلق روح طلب الشهادة في‌ الافراد، بتبيين منزلة الشهيد وعظمة‌ الجهاد‌ في سبيل اللّه، وما يـستتبع تـصاعد روح الجهاد من عزة و كرامة للمجتمع.

9- تركيز الامـام الراحـل علي‌ دور‌ المرأة‌ في المجتمع و دوره افي الثورة، و عظمة المسؤوليات التي تنهض بها في‌ البيت‌ والمجتمع، كل ذلك لخلق روح‌ العزة في نفس المرأة، لتغرسها بدورها في نفسو أبنائها و أفـراد أسرتها.

10- تأكيده المـستمر‌ على‌ قدرة الايرانيين و العـرب و الشـرقيين و الامة المسلمة عامة على الاختراع و الابتكار، ومواكبة ركب المدنية المعاصرة علي‌ شرط الايمان بقدراتهم‌ و كفاءاتهم.

11- ربط الامة بتاريخها الثوري القديم و المعاصر، وخاصة‌ ربطها‌ بثورة سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السّلام، والتركيز علي روح العزة و الإبـاء‌ فـي‌ هذه‌ الثورة، ودعوة الامة للتفاعل مع‌ كل‌ مواقف الإباء‌ و الصمود‌ فيها.

12- التأكيد على الطبقة الفقيرة المستضعفة، وعلى‌ ضرورة‌ تجنيد كل‌ الطاقات للاخذ بها، وأنها اشرف من اصحاب القصور، و أنها هي التي‌ حملت‌ العب‌ء‌ الجسيم فـي الثـورة و الدفاع عـنها، كل‌ ذلك لبعث روح العزّة‌ في‌ هذه الفئة:

فقل للشامتين بنا‌ أفيقوا سيلقي‌ الشامتون كما لقينا

و قوله لقيس ابن الاشعث:

«...لا و اللّه لا اعطيهم بيدي‌ اعطاء الذليل‌ و لا اقـر اقرار العبيد. عباد اللّه إني‌ عذت‌ بربي‌ و ربكم أن ترجمون. أعوذ‌ بربي‌ و ربكم من كل‌ متكبر‌ لا‌ يؤمن بيوم‌ الحساب».

وقـوله مـخاطبا اصـحاب الحر: «ايها الناس، إن رسول‌ اللّه صلّى اللّه عليه و اله قال: من‌ رأى‌ سلطانا‌ جائرا مستحلا لحرم‌ اللّه، ناكثا لعهد اللّه، مخالفا لسنة رسول‌ اللّه، يعمل‌ في‌ عباد اللّه‌ بالإثم‌‌ ‌والعـدوان، فلم يغير عليه يفعل‌ و لا قول، كان حقا على اللّه أن‌ يدخله مدخله ألا و إن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان، وتـركوا‌ طـاعة‌ الرحـمن، واظهروا الفساد، وعطلوا الحدود، واستأثروا بالفي‌ء، وأحلوا‌ حرام‌ اللّه، وحرموا حلال‌ اللّه، وأنا أحق‌ من‌ غير...».

وقوله بذي حـسم: «إنه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، وإن الدنيا قد تغيرت، وتنكرت، وادبر معروفها فلم‌ يـبق‌ منها‌ إلاّ صبابة كصبابة الاناء، وخـسيس‌ عيش كـالمرعي الوبيل. ألا التي طالما‌ استذلها‌ نظام‌ الطاغوت.

الثاني: اجتثات روح‌ الهزمية‌ والذلّ من النفوس بالأساليب التالية:

1-الاستهانة بالحضارة المادية المعاصرة، وبيان زيفها و خوائها، و تخبطها، وقرب سقوطها، والطريق المسدود الذي و صلت اليه، ونصيحة المهزومين من المسلمين بفتح أعينهم‌ على واقع الحضارة وعدم الانبهار بظاهرها.

2-الاستخفاف بـطواغيت الارض، والسخرية منهم، وتهديدهم، وتحديدهم، والتعامل معهم على أنهم نمور من ورق، واطفالا جامحين‌ يستحقون النصح و التحذير و التأديب.

3- حث الشعوب على كسر حاجز الخوف‌ الذي‌ اصطنعته الحكومات‌ الظالمة، والتعامل مع هذه الحكومات كما تعامل الشـعب الايـراني مع الطاغوت‌ المسيطر عليه، والتأكيد على أن هذا العصر هو عصر الشعوب وتحقيق ارادتها و كسر قيودها.

4- تركيز روح العزة في‌ كلّ‌ اللحظات العصيبة التي يخشى فيها تزلزل‌ النفوس، مثل الهزيمة العسكرية أو الضغوط الاقتصادية أو اغتيال كبار الشخصيات القيادية، واسـتثمار هـذه الحوادث لرفع المعنويات وتصعيد روح‌ المقاومة‌ والصمود.

الثالث: إعطاء القدوة من نفسه، وهذه‌ القدوة‌ قدّمها الامام في مواقفه‌ التالية:

1- المواصلة المستمرة دون هوادة في المقاومة والصمود دون أن يتراجع‌ قيد أنملة عن مواقفه المبدئية، ودون أن يداهن أو يهادن لحظة‌ واحدة؛ وهذه‌ المواصلة صـعّدت روح الثـورة‌ في‌ النفوس، واقتلعت روح طلب العافية و الاسترخاء وما يستتبعها من ذل في النفوس.

2- تحمل السجن و التعذيب و الارهاب و النفي بطيب خاطر و برحابة صدر، متغلبا بذلك على كل سبل الهزيمة‌ النفسية‌ و اذلال الشخصية.

3- تحمل المصائب الشخصية كفقدان الولد بروح مـطمئنة صـابرة «الا ترون أن الحـق لا يعمل به، و أن الباطل لا يتناهى عـنه؟! ليرغب المـؤمن فـي لقاء اللّه‌ محقا! فإني لا ارى الموت إلاّ سعادة، ولا الحياة‌ مع‌ الظالمين‌ إلاّ برما».

وقوله للفرزدق: «رحم اللّه‌ مسلما، فلقد صار إلى روح‌ اللّه و ريحانه و جنته‌ و رضوانه. أما إنه قد قضى‌ ما عليه و بقي ما‌ علينا» ثم‌ أنشأ يقول:

فـإن تـكن الدنـيا تعد نفيسة فإن ثواب اللّه أعلي و انبل‌ و‌ إن‌ تكن الايـدان للمـوت أنشئت‌ فقتل الفتي بالسيف في اللّه افضل‌ و إن تكن الارزاق قسما مقدّرا فقلة حرص المرء في ‌‌السعي‌ اجمل‌ و إن تكن الاموال للترك جمعها فما بال مـتروك بـه المـرء يبخل مستسلمة لقضاء اللّه، و لا‌ يخفى‌ ما لهذا الموقف من تأثير في تـثبيت النفوس‌ المتزلزلة والارواح الضعيفة.

4- ضرب المثل الاعلى في الزهد‌ و الابتعاد عن مظاهر الحياة وبهارجها وزينتها، بما يرسّخ روح الثقة والترفع‌ والسمو النفسي في‌ القـاعدة‌ التي‌ يقودها.

تلخيص و استنتاج:

من كـل مـا سبق نفهم أن اكبر مرض نفسي يصيب المجتمعات البشرية هو مرض الذل، وهذا المـرض النـفسي يحتاج إلي علاج نفسي يشبه الصعقة الكهربائية التي يعالج بها ذوو الامراض النفسية‌ في عصرنا الراهن.

مرض الذل لا يمكن شفاؤه بالموعظة و نـشر الفـكر و التـربية الروحية فحسب، بل يحتاج إلى صعقة، وإلى هزة تعيد له الوعي و الحياة، وتجعله‌ يستشعر العزة، ويرى أن هدف الحـياة اسـمى‌ مـن‌ خسيس العيش؛ وهذه‌ الصعقة أنزلها بجسم الامة الاسلامية الحسين بن علي عليهما السّلام، فدب فيه دم جـديد و روح جـديدة؛ وهـكذا فعل الامام الخميني رحمه اللّه، وكانت هذه النتائج التي‌ يشاهدها العالم بعينه متمثلة‌ في‌ عـودة حـثيثة دائبة إلى الاصالة والكرامة والعزة، وهي بأجمعها من نتائج ارهاصات الصبح المرتقب.

أليس الصبح بقريب؟!

قال الأمـام عـلي عـليه السّلام:

إذا طبت العزّ فاطلبه بالطّاعة [غرر الحكم: ج 1 ص 279]

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/25   ||   القرّاء : 4578





 
 

كلمات من نور :

قارئ القرآن والمستمع ، في الأجر سواء .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 الجري والانطباق: معناه وضوابطه *

 التوافق: الدار تكرّم الفائزين في مسابقة النّور المحمدي

 مهرجان تكريم المشاريع القرآنية المتميّزة يكرّم دار السيّدة رقية (ع)

 سورة المدثر (إنذار وغفران)

 دائرة الشؤون القرآنية في ضيافة دار السيدة رقية (عليها السلام )

 نظرة لخصائص المنهج التربوي عند الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)

 التجلّيات الإلهية في المناجاة الشعبانية (*)

 80 ـ في تفسير سورة عبس

 هيمنة القرآن على الكتب السماوية

 كيف نعيش النعيم في الدنيا

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15963333

  • التاريخ :

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 تفسير الصافي ( الجزء الخامس )

 مجاز القرآن خصائصه الفنية وبلاغته العربية

 تفسير الصافي ( الجزء الرابع)

 التفسير البنائي للقرآن الكريم – ج 4

 منهج دراسة علوم الأصوات والمقامات

 شذرات توضيحيّة حول بعض القواعد الفقهيّة

 الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل (الجزء الرابع)

 التغني بالقرآن

 فواصل الآيات القرآنية ـ دراسة بلاغية دلالية

 تفسير الإمام العسكري (ع)

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 هل يوجد تناقض بين الآية: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ ...} والآية: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}؟

 الشباب والقرآن الحكيم

 لمس الآية المكتوبة بغير وضوء

 أيهم أشد مكراً: الرجال أم النساء؟

 ما هي الاستعاذة، وكيف تناولها القرآن الكريم والروايات الشريفة وأكّد عليها لتكون سبباً لرقيّ الإنسان ورفعته؟

 ماذا تعني مفردة «يولد» في الآية (لَم يَلِد و لَم يُولَد)؟

 المراد من قوله تعالى «إذا رجعوا إليهم»

 أنبياء ورسل إلى البشر والجن؟

 ما أطول كلمة في القرآن لفظاً وكتابة ؟

 هل يجوز قول: الله أحد علي

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الصفحة 604

 الصفحة 603

 الصفحة 602

 الصفحة 601

 الصفحة 600

 الصفحة 599

 الصفحة 598

 الصفحة 597

 الصفحة 596

 الصفحة 595



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24843)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12927)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9823)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9305)

 الدرس الأول (8312)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (8062)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7569)

 الدرس الأوّل (7554)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7510)

 درس رقم 1 (7405)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6693)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4934)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4158)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3927)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3654)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3479)

 الدرس الأول (3289)

 تطبيق على سورة الواقعة (3170)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3153)

 الدرس الأوّل (3087)



. :  ملفات متنوعة  : .
 سورة التغابن

 الرحمن

 ابتهال شهر الصيام تحية وسلاما

 سورة الرعد

 الصفحة 199

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 هود _ 86 - الأستاذ أمير كسمائي

 سورة محمد

 38- سورة ص

 سورة الانفال

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (9095)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8476)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7526)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7216)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (7066)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6947)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6779)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6775)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6769)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6544)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3175)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2830)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2640)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2492)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2400)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2368)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2346)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2340)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2332)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2314)



. :  ملفات متنوعة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 سورة الاحزاب ـ السيد حسنين الحلو

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع

 تواشيح السيد مهدي الحسيني ـ مدينة القاسم(ع)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثامن

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net