00989338131045
 
 
 
 
 
 

 ما معنى الآية الشريفة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [سورة الأنفال، 24]؟ 

( القسم : التفسير )

السؤال :

ما معنى الآية الشريفة: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} [سورة الأنفال، 24]؟



الجواب :

أصل الحول تغيّر الشيء وانفصاله عن غيره، وباعتبار الانفصال قيل: حال بيني وبينك كذا [انظر: المفردات في غريب القرآن، ص 137]، فعندما يأتي الکلام عن الحائل، فإنّه لا بدّ من وجود شيئين أوّلاً ثمّ يکون الشيء الثالث فاصلاً بينهما، وثانياً: لا بدّ من تقارب بين الشيئين المفصول بينهما.
وأمّا القلب، فليس المراد منه في هذه الآية هو هذا العضو المعروف والأساسي في بدن الإنسان، وإنّما المراد هو هذا الجوهر الملکوتي المجرّد الذي تتعلّق به إنسانية الإنسان، وهو الذي تنسب إليه الكثير من حالات الإنسان الروحية والنفسية الأعم من المدرکات الحضورية والحصولية کالحب والبغض و... [التفسير الأمثل، ج1، ص 89]، وهذا القلب هو الوعاء حسب تعبير أمير المؤمنين(ع): >إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها< [نهج البلاغة، الحكمة 147]، وأفضل القلوب القلب الذي ينطوي على معرفة الحق ونوايا الخير؛ القلب الذي هو أساس تفصيل الإنسان وتشريفه على جميع
 المخلوقات، ولذلک فالحيلولة والفصل هنا ليس لهما معنى ماديّ وإنّما هو أمر تجريديّ ومعنويّ بتمام معنى الکلمة، يؤکّد من خلاله الله تعالى على حاکميّته وهيمنته على أفکار الإنسان وأعماله، کما جاء في الآية 16 من سورة (ق) التي تُشير إلى مدى قوّة الحضور الإلهي وهيمنته على أفکار الإنسان وأعماله في قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}.
فهناک الحديث عن الحضور والشهود، وهنا يأتي الکلام عن الحاکمية الإلهية، ومن المسلّم أنّ الحضور شرط أساسي للحاکمية. ومن الممکن أنّ تفسر الآية بتفاسير أخرى، کما قيل: إنّ الله يحول بين المرء وقلبه عند الموت، ذلک لأنّ الموت هو بإرادة الله وبحکمه وأنّ الإنسان يرد النشأة الأخرى عبر الموت. کما أنّه قد جاء في ذيل الآية {وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [سورة الأنفال، 24]، أو أنّ هذه الحيلولة تحصل في أيّ شيء من ملازمات الموت کالضلال الذي يقابله الهداية التي هي نوع حياة، بمعنى أنّ الإنسان الذي لا يستجيب لدعوة الله ويفقد بذلک الحياة الطيّبة
 فهو ضالّ وبحکم الميت {خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [سورة البقرة، 7]، والأمر المهمّ هنا هو أنّ العلّة الأساسية في نسيان الإنسان نفسه واغترابه عنها هو نسيان الله سبحانه، الله الذي هو أقرب من أيّ قريب بالنسبة للإنسان، فأيّ غربة هذه وأيّ نسيان؟! نعم فإنّ من يُبتلى بنسيان نفسه، يکون بينه وبين قواه العقلية والمعنوية فاصل وحائل وبذلک ينتهي إلى موت لا إرادي.
ومن ثمرات حيلولة الله بين المرء وقلبه أن نستخلص الآتي: إنّ هذا القرب الإلهي دليل على أنّه سبحانه حاضر وناظر وشاهد في أيّ مکان وأنّه محيط بجميع الموجودات، فالقدرة والتوفيق منه تعالى، وإنّ عمل العقل والروح بيده أيضاً، إذن، فعلى الإنسان أن لا يغفل أبداً عن هذه القدرة المطلقة والإحاطة التامّة.
- المصدر: موقع http://www.islamquest.net ، بتصرّف.



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2015 / 02 / 05   ||   القرّاء : 6234  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 كيف يمكن أن يتوقّف قبول كل أعمالنا على قبول عمل ما كالصلاة؟

 ماهو عالم الذر؟وهل صحيح ان الروح تعيش في عالم الذر حياة مشابه لحياة الدنيا ولكن بروح بدون جسد؟

  كيف يشهد القرآن الكريم أنّ النبي(صلى الله عليه وآله) خاتم الرسل؟

 النبوّة العامة

 الفرق بين الانزال والتنزيل

 ما تفسير هذه الآية من سورة التوبة (الآية: 38): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْ

 تفسير الآية 43من سورة النور

 ما هو الاستدلال الصحيح لبقية وسائر الأئمّة من ولد الإمام الحسين (ع) بأنّ آية التطهير شملتهم وقصدتهم كذلك دون غيرهم؟

 التعامل مع المنّانين

 الفرق بين قوله تعالى «خلقناكم من تراب» وقوله «خلقناكم من طين»

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 32

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 7805034

  • التاريخ : 16/04/2024 - 15:46

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net