• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : شرح وصايا الإمام الباقر (ع) .
                    • الموضوع : حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 17 * .

حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 17 *

  الأستاذ آية الله الشيخ مصباح اليزدي

 

بسم الله الرحمـٰن الرحيم

المحبوبون عند الله

نعزّي صاحب العصر والزمان (أرواحنا فداه) ومحبّي أهل البيت (عليهم السلام) جميعاً بمناسبة استشهاد مولى الموحّدين أمير المؤمنين (صلوات الله عليه وعلى أولاده المعصومين) ونسأل الله العليّ القدير ببركة هذه الليالي العظيمة بحقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أن تشملنا جميعاً شفاعته يوم القيامة.

يقول الإمام الباقر (صلوات الله عليه) استمراراً لتوصياته لجابر بين يزيد الجعفيّ: «وَتَزَيَّنْ للهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصِّدْقِ فِي الأَعْمَالِ وَتَحَبَّبْ إِلَيْهِ بِتَعْجِيلِ الإِنْتِقَالِ»1. ولتوضيح هذا المبحث لابدّ من مقدّمة.

الحكمة من الحاجة الفطريّة للسعي وراء المحبوبيّة

إنّ من جملة حاجات الإنسان الفطريّة والتي تظهر في فترة الطفولة هي حاجته إلى محبّة الآخرين. فالإنسان يحبّ أن يودّه الآخرون ويبدوا اهتماماً به. فأوّل من يتعرّف عليه الطفل ضمن محيط الاُسرة هما أبواه ولذا فهو يحاول أن يفعل ما يجلب انتباههما نحوه ليفوز أكثر بمحبّتهما. ثمّ يسعى في المراحل التالية من عمره أن يكون محبوباً بين أترابه في محيط اللعب ولدى معلّمه في المدرسة. وعندما يدخل إلى المجتمع فمضافاً إلى رغبته في أن يحبّه الجميع فهو يحاول جلب اهتمام أصحاب المناصب الأعلى به. وهذه حاجة فطريّة لدى الإنسان. أمّا الحكمة من هذه الرغبات الفطريّة - بالالتفات إلى ما بينّاه آنفاً من مراحل - فهي جلب انتباه الإنسان في نهاية المطاف إلى الله عزّ وجلّ وإثارة رغبته في أن يكون محبوباً عنده تعالى. لأنّه كلّما تعرّف المرء على أصحاب مناصب ومقامات أعلى أحبّ أن يكون محبوباً لديهم، وهذا يستلزم أن تتولّد لديه الرغبة في أن يكون محبوباً عند الله إذا عرفه. وهو تدبير أودعه الله جلّ وعلا في خلقة الإنسان. فعندما يدرك المرء عظمة الله ويفهم مدى قيمة أن يكون محبوباً عنده فسيسقط الآخرون من عينه ولا يبقى في مقابل العظمة الإلهيّة غير المحدودة ما يستحقّ العرض إلاّ إذا كان ضمن شعاع الله عزّ وجلّ. وهذا يذكّرنا بقصّة غلام دون البلوغ عندما سأله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عمّا إذا كان يحبّه هو النبيّ أكثر أم الله؟ فأجاب: «الله الله الله يا رسول الله ليس هذا لك ولا لأحد فإنّما أحببتُكَ لحبّ الله»2. فإذا عرف المرءُ حقيقةَ عظمة الباري عزّ وجلّ فإنّ كلّ شيء سيفقد بريقه في مقابلها ولن يكون لأيّ شيء قيمة إلاّ في شعاع لطفه وعناياته جلّ وعلا. ونحن أيضاً علينا أن نحبّ الله أكثر من أيّ شيء ومن أيّ أحد آخر وأن نبذل ما بوسعنا كي يحبّنا أكثر من أيّ شخص آخر. فإن لم يحبّنا الله فما جدوى محبّة الآخرين لنا يا ترى؟! فحبّ الآخرين لنا إمّا أن يكون في حدود التسلية أو يشكّل آفة ستتبهعا عواقب غير محبّذة. وعلى أيّة حال فإنّ اتّجاه هذه المحبّة الفطريّة يكون نحو الله تعالى.

سُبل كسب المحبوبيّة

المقدّمة الاُخرى هي: قد يسعنا الادّعاء بأنّ جميع المساعي التي يبذلها الإنسان ليكون محبوباً عند الآخرين إنّما تتلخّص في قسمين: الأوّل التزيّن في المظهر بحيث إذا رآه الطرف المقابل أحبّه ولم يشمئزّ منه. فلو ظهر المرء بمظهر فوضويّ وبدن أو لباس متّسخ وفاحت منه رائحة نتنة فلن يرغب أحد في النظر إليه فضلاً عن أن يحبّه. ولعلّ من جملة أسرار الآداب التي يذكرها الشرع عند الحضور في بيئة اجتماعيّة هي عدم نفور الآخرين عند رؤيتهم للإنسان المؤمن.

لكنّ المظهر المزيّن والمرتّب لا يكفي لوحده لجلب محبوبيّة الآخرين. فمن أجل أن يصبح المرء محبوباً عند أحدٍ مّا فإنّه يحاول - مضافاً إلى اعتنائه بمظهره أن ينظّم سلوكه وتصرّفاته بشكل يجلب اهتمام الطرف المقابل نحوه كي لا يظنّ أنّه إنسان كسول متطفّل وليس في نيّته إلاّ استغلاله؛ بل إنّه يحاول أن يولّد في نفسه انطباعاً بأنّه شخص ذو قيمة. وهذان الأمران يعملان بشكل طبيعيّ على جلب محبّة الآخرين.

كيف نكون محبوبين عند الله

فإذا أحببنا أن نكون أعزّاء عند الله تعالى فهل يتعيّن علينا أن نصفّف شعرنا ونشذّب لحيتنا مثلاً؟! كلاّ، فمن أجل أن نصبح محبوبين عند الله علينا أن نعثر على ما يناسبه جلّ وعلا من زينة؛ زينة يحبّها الله إذا نظر إليها وتكون متماشية مع ذوقه. يقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في حديث شريف: «إنّ الله تبارك وتعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم»3؛ فهو لا ينظر إلى نظافة وأناقة هندامكم بل إلى قلوبكم ليرى ما إذا كانت طاهرة ونورانيّة أم مدنّسة ومتعفّنة.

يقول الإمام الباقر لجابر: «تزيّن لله عزّ وجلّ بالصدق في الأعمال»؛ فإن أحببت أن تتزيّن أمام الله سبحانه وأن تفعل ما يرغّبه في النظر إليك فعليك أن تكون صادقاً في أعمالك وأن تضع المكر والخديعة مع الله جانباً. فمن المسلّم أنّ الناس يُخدعون بصور شتّى منها التملّق، والكذب، والوعد، والوعيد، وما إلى ذلك. فالمخادعون يستخدمون كلّ ما هو قيّم في المجتمع من أجل خداع الآخرين. بيد أنّه من غير الممكن من خلال هذه الأعمال النفوذ إلى حضرة الباري عزّ وجلّ؛ والسبب هو: «إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ»4؛ فالله يعلم بما يختلج في أعماق القلوب. فبمجرّد أن تخطر في أذهاننا فكرة فإنّه عزّ وجلّ يكون حاضراً هناك ومطّلعاً على ما خطر فيها؛ ولهذا فمن المستحيل أن نخدعه. لكن ثمّة بعض الناس من يحاول خداع الله سبحانه؛ كما في قوله: «يُخَادِعُونَ اللهَ»5 ويتصرّف بصورة توحي كأنّ الله لابدّ أن يصدّق كلامه ويقبله بكلّ بساطة في حين أنّه محشوّ بالأكاذيب. إذن فإنّ الزينة التي يحبّ الله جلّ شأنه أن يراها في سلوكيّاتنا هي الصدق.

المراد من الصدق

كلمة: «الصدق» في العربيّة، ولاسيّما في القرآن، لا تُستخدم لقول الصدق فحسب، بل تستعمل للإنشاء، والوعد: «رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللهَ عَلَيْهِ»6، وغيرهما.

فإنّ لأعمالنا لساناً أيضاً وهي تتكلّم وتُظهر ما يجري في خُلدنا. فقد لا يرغب الشخص نفسه في أن يعلن هذا الكلام لكنّ تصرّفاته تفصح للآخرين عن المراد منها وما تعني. ويقال في مثل هذه الحالات: «لم يصدّق عملُه قولَه»؛ بمعنى أنّ هناك تناقضاً بين لسان العمل ولسان القول. إذن كلمة: «الصدق» تستعمل في جميع هذه الموارد. ومن هذا المنطلق يقول الإمام (عليه السلام): «تزيّن لله عزّ وجلّ بالصدق في الأعمال»؛ أي كن صادقاً في سلوكك وتزيّن لله بهذا العمل. وبالطبع فإنّ السلوك – بمعنى من المعاني – يشمل القول أيضاً؛ لأنّ القول هو الآخر عمل يصدر من الإنسان.

المنافقون أسوأ من الكفّار

وبطبيعة الحال فكما ينبغي أن نكون صادقين مع الله، فلابدّ أن نكون صادقين مع الناس أيضاً، ولاسيّما مع المؤمنين، ولا ننتهج معهم اُسلوب الخداع والحيلة والنفاق. فالنفاق قد يصل أحياناً إلى حدّ المعصية، لكنّه يصل أحياناً اُخرى إلى حدّ الكفر أيضاً؛ فالله تعالى يقول: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ»7. فحال المنافق عند الله تعالى هو أسوأ من حال الكافر؛ لأنّ المنافق، علاوة على الكفر، يلجأ إلى الخداع والحيلة وما يشابههما. فمن أجل أن لا يسقط الإنسان في هذه المرتبة من النفاق فعليه أن يحذر من الابتلاء بدرجاته الأضعف أيضاً. فإذا أراد الإنسان أن لا تزلّ قدمه فلا ينبغي أن يقترب من حافّة الوادي. وإنّ اجتناب المرتبة الاُولى من النفاق هي أن يحاول الإنسان أن يحمل أيّ عهد قطعه مع الله تعالى على محمل الجدّ حتّى وإن لم ينطق به بلسانه؛ فلا ينبغي أن ننسى ما قطعنا على أنفسنا مع الله من وعود، فهو عمل غاية في القبح. وفي المرتبة التالية فإنّه يتعيّن عليه الوفاء بالعهود التي يُعدّ الوفاء بها واجباً، وهو عندما ينطق بهذا العهد بلسانه كأن يعقد نذراً بقوله: «لله عليّ نذر أن أفعل كذا وكذا». فإنّ قبح مخالفة العهد في مثل هذه الموارد أشدّ. أمّا المراتب الأعلى من ذلك فهي عندما يعطي الإنسان لله ولرسوله عهداً بأن يفدي نفسه وماله في سبيل الله لكنّه ينكث عهده ويتراجع عن بيعته فيما بعد. فأيّ عمل هو أقبح من ذلك؟

عقوبة نكث العهد مع الله

يستخدم الله تعالى بخصوص مَن عاهد الله ثمّ نكث عهده معه مصطلح «الكذب» فيقول: إنّ بعض ضعيفي الإيمان من الناس قد قطعوا عهداً مع الله بأنّه إذا أعطاهم ثروة فإنّهم سيتصدّقون بنسبة كبيرة منها إلى الفقراء ويبذلونها في أعمال الخير. فأعطاهم الله الثروة لكنّهم لم يفوا بعهدهم: «وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا ءَاتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ»8. وعندها قال الله عزّ وجلّ: «فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ»9. فنتيجة خُلفهم للوعد مع الله تعالى وكذبهم فيما عاهدوا به فإنّهم قد ابتُلوا بالنفاق. فإذا عاهدتَّ الله على أمر فكن ثابتاً في عهدك وإلاّ فستلقى عاقبة ذلك حتماً.

فعندما يُخلف المرء عهده مع الله تعالى؛ كأن يقول بلسانه: أنا اُؤمن بالله، لكنّ عمله يكذّب قولَه، فسيصبح وجهه قبيحاً عند الله تعالى. وكلّما أخلف المزيد من الوعود اشتدّ قبح وجهه حتّى ينفر الله من النظر إليه. فما من أحد يحبّ رؤية الوجه القبيح، فما بالك بالقبائح التي تكون من العمق بحيث يبقى أثرها إلى يوم القيامة ولا تكون قابلة للعلاج.

إذن فلنحاول - إذا أخطأنا وبادرنا إلى خداع الله تعالى - أن نسارع إلى التوبة ولا ندع أثر هذه الأعمال يبقى أو تتراكم فوقها ذنوب اُخرى حتّى تتحوّل – شيئاً فشيئاً – إلى مَلَكة فيصبح علاجها أقرب إلى المحال. بالطبع لا ينبغي اليأس من رحمة الله في أيّ حال، لكنّ علاج أثر المعصية يكون أحياناً بالغ الصعوبة.

المسارعة في خدمة المولى

وكما قلنا فإنّ الزينة لوحدها لا تكفي لنيل المحبوبيّة. فإن أحبّ المرء أن يحظى بمحبّة ثابتة عند الناس فعليه أن يبدي تصرّفاً خاصّاً جدّاً تجاههم. فالتلميذ الذي يفوز بحبّ معلّمه هو ذلك الذي ينجز واجبه المدرسيّ الذي يحتاج ساعة من الزمن في نصف ساعة. أمّا ذلك التلميذ المتقاعس الذي يؤخّر إنجاز واجبه لعدّة أيّام فإنّه يسقط من عين معلّمه.

يقول الإمام الباقر (عليه السلام) في هذا الصدد: بغية كسب حبّ الله عزّ وجلّ فعلاوة على تزيين أعمالك بالصدق «تحبّب إليه بتعجيل الإنتقال». ولأُوَضّح هذا المقطع بآية من الذكر الحكيم: فعندما انطلق موسى (عليه السلام) مع بني إسرائيل إلى صحراء سيناء فقد وصل (عليه السلام) إلى الميعاد قبلهم. عندذاك بادره الله عزّ وجلّ بالقول: «وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ»10؛ لماذا سبقتَ قومك بالوصول إلى هنا؟ قال: «وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ»11؛ أي إنّني بكّرت في الوصول لتُسَرّ منّي. أو بتعبير آخر: أحببت أن اُسارع في خدمة مولاي. فالإسراع في خدمة المولى وإنجاز الواجب بسرعة من شأنهما أن يزيدا من محبوبيّة العبد عند مولاه. إذن فالإمام الباقر (سلام الله عليه) يقول لجابر: «إذا أحببت أن تكون محبوباً عند الله فعليك أن تعجّل في التحرّك»! وقد يكون التحرّك بمعنى القيام بعمل معيّن، كما أنّه قد يعني أيضاً حركة الإنسان من درجاته الوضيعة للوصول إلى مرحلة الكمال أو عمليّة السير إلى الله تعالى. فيكون المعنى: إذا رغبت أن يحبّك الله فعجّل بالحركة التي تنتهي إلى الله وتكون لأجله وفي مرضاته! «سَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ»12.

وفّقنا الله وإيّاكم إن شاء الله


1. تحف العقول، ص285.

2. إرشاد القلوب، ج1، ص161.

3. بحار الأنوار، ج74، ص90.

4. سورة آل عمران، الآية 119.

5. سورة البقرة، الآية 9.

6. سورة الأحزاب، الآية 23.

7. سورة النساء، الآية 145.

8. سورة التوبة، الآيتان 75 و 76.

9. سورة التوبة، الآية 77.

10. سورة طٰه، الآية 83.

11. سورة طٰه، الآية 84.

12. سورة آل عمران، الآية 133.

 

--------------------------

>> مقالات مرتبطة: 

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 19 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 18 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 16 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 15 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 14 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 13 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 12 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 11 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 10 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 9 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 8 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 7 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 6 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 5 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 4 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 3 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 2 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 1 *

 

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2020
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24