• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : شرح وصايا الإمام الباقر (ع) .
                    • الموضوع : حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 16 * .

حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 16 *

  الأستاذ آية الله الشيخ مصباح اليزدي

بسم الله الرحمـٰن الرحيم

الخوف والرجاء الصادقان

طرح مسألة

«وَتَحَرَّزْ مِنْ إِبْلِيسَ بِالْخَوْفِ الصَّادِقِ وَإِيَّاكَ وَالرَّجَاءَ الْكَاذِبَ فَإِنَّهُ يُوقِعُكَ فِي الْخَوْفِ الصَّادِقِ»1

إنّ من جملة المفاهيم التي تمّ التأكيد عليها في تعاليم الأنبياء، لاسيّما القرآن الكريم ومن بعده روايات أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين)، وطُرحت حولها مباحث عديدة هو مفهوم «الخوف» وفي مقابله مفهوم «الرجاء». وشبيه بالبحث الذي أوردناه حول الحزن فهناك بحث حول الخوف أيضاً. فقد أسلفنا إنّ الحزن - وفقاً للثقافة العالميّة - هو أمر لا قيمة له ولا يتمتّع بأيّ مكانة بين القيم الإنسانيّة وإنّ علماء النفس يبذلون غاية وسعهم لإبعاد الإنسان عن كلّ ما يورثه الغمّ والحزن. وهناك حول الخوف ما يشبه هذا الكلام أيضاً. فقد شاهدتُّ يوماً يافطة كُتب عليها نقلاً عن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: «أعظم الذنوب الخوف»! ولا أدري ما هو مصدر هذا الحديث، بيد أنّه من المعروف أنّ الخوف مذموم في علم النفس. كما أنّهم يؤكّدون في العلوم التربويّة على ضرورة تربية الطفل بحيث لا يخاف من أيّ شيء. وقد تكون لهذا الكلام صحّة في الجملة؛ لكنّه مبهم. فإنّنا نشاهد في المقابل بأنّ الخوف والخشية وما يعادلهما تُذكر في القرآن الكريم بعنوان كونها قيماً إيجابيّة ويتمّ التأكيد على ضرورتها أيضاً. وبغضّ النظر عن الآيات التي تأتي على ذكر الخوف بصراحة فكلّما ذُكرت كلمة التقوى ومشتقّاتها تقريباً فإنّه يندرج فيها مفهوم الخوف أيضاً. فالوقاية تعني حفظ النفس والتقوى هي أن يحفظ الإنسان نفسه من الخطر. فعندما يحاول الإنسان حفظ نفسه من شيءٍ مّا فذلك لأنّه يخشى ضرره، ومن هنا فإنّ كلمة «التقوى» تتعدّى أحياناً إلى يوم القيامة كما في قوله: «وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ»2، كما قد استخدم «الخوف» في آية اُخرى ليعطي نفس المعنى أيضاً؛ وهو قوله: «يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ»3. وعلى أيّة حال فليس ثمّة من شكّ في أنّ للخوف والخشية وما يشابههما منزلة خاصّة في التعاليم الإسلاميّة.

وهنا يُطرح السؤال التالي: هل هناك تضادّ بين مفاهيم القرآن الكريم والمفاهيم العلميّة المطروحة في علم النفس؟ إذ يقول علماء النفس: يتعيّن على الإنسان أن يحاول أن لا يخاف من أيّ شيء. لكنّه هناك – في المقابل - تأكيد مبرم في القرآن والسنّة على ضرورة الخوف من الله، ومن يوم القيامة، ومن العذاب الإلهيّ. فكيف لنا أن نجمع بين الاثنين؟

فِعل الله لا يخلو من حكمة

المقدّمة التي قدّمتها في المحاضرة السابقة تنفع هنا أيضاً. فقد قلنا: إنّ ما خلقه الله تعالى في وجود الإنسان ليس لغواً. فالخوف هو أيضاً حالة شعوريّة وانفعاليّة في كيان الإنسان وليس هو من قبيل اللغو، ولابدّ أن يُستخدم في موضع معيّن. لكنّ المهمّ هو أن نفهم أين نستخدمه وممّن، أو من أيّ شيء يجب، علينا أن نخاف؟

ينبغي الخوف من المعصية

وهنا نضيف مقدّمة اُخرى وهي أنّه ليس في الله سبحانه وتعالى - ذاتاً - ما يوجب الخوف منه. فالله يتّصف بمنتهى الرأفة والرحمة. فالخوف من الله إذن يرجع لأنّه سبحانه لا يدع أعمالنا الاختياريّة القبيحة من دون عقاب، طبعاً بشرط أن يكون الذنب كبيراً وأنّ صاحبه لم يتُب منه بل ويصرّ عليه أيضاً و...الخ. إذن فالخوف من الله عزّ وجلّ هو - في الحقيقة - خوف من عقابه وعذابه. كما أنّ العذاب الإلهيّ لا يأتي عبثاً أيضاً فهو في الحقيقة بمثابة ردّ نتيجة أعمال الشخص القبيحة له. فإنّ علّة ما يحيق بالإنسان من أشكال المصائب والمحن والحرمان والعذاب في الدنيا والآخرة هي الذنوب التي يقترفها نفس الإنسان. إذن فما ينبغي أن نخاف منه - أصالةً - هو نفس ذنوبنا وخطايانا. ومن هنا فقد جاء في الخبر: «لا يَرجوَنّ أحد منكم إلاّ ربّه ولا يخافنّ إلاّ ذنبه»4. ولهذا فإنّ زمان العقاب ومكانه يكون مخيفاً أيضاً. ومن هنا فإنّنا نقول تارة: نحن نخاف الله، ونقول تارة اُخرى: نحن نخاف من يوم القيامة، ونقول تارة ثالثة: نحن نخاف من جهنّم. وإنّ مآل جميع ذلك في الحقيقة إلى خوفنا من ذنوب أنفسنا.

معنى الخوف ومراتبه

يظنّ البعض أنّ للخوف والجُبْن نفس المعنى، في حين أنّ الجبن هو صفة أخلاقيّة في وجود الإنسان تجعله لا يجرؤ على الإقدام على مهمّات الاُمور. وهي صفة قبيحة تقع في مقابل الشجاعة. أمّا الخوف فيغطّي طيفاً واسعاً من حالات الإنسان؛ فمرتبة من مراتب الخوف تكون غير اختياريّة، وهي ما يطلق عليها علماء النفس حالة انعكاسيّة؛ كأن ينتفض المرء عند سماعه لصوت عالٍ ومفاجئ. وهي حالة غير اختياريّة وغير مذمومة إطلاقاً ولا يتعلّق بها أمر ولا نهي. أمّا المرتبة التي تليها فإنّ لاختيار المرء وشعوره وتحليله الذهنيّ أثراً طفيفاً في ظهورها على الرغم من أنّها تحدث بسرعة فائقة، ويتعلّق بها الأمر والنهي أيضاً. يقول القرآن الكريم عندما واجه نبيّ الله موسى (عليه السلام) سحر السحرة: «فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ»5. وقد جاء في الخبر أنّ خوف موسى (عليه السلام) هذا كان من أن يرتعب الناس من هذا السحر فيضيع الحقّ. فإن كان الأمر كذلك فإنّ هذا الخوف كان قد حصل بعد تفكير وتأمّل. وقد تصل مراتب الخوف إلى درجة توشك روحُ المرء فيها على الانفصال عن جسده. وكلمة الخوف تطلق على كلّ هذه المراتب.

هل الخوف محبَّذ أم غير محبَّذ؟

هل الخوف هو حالة حسنة يا ترى؟ كما سبق أن قلنا في المحاضرة الماضية فإنّه ليس لأيّ من الخوف أو الحزن أو السرور حُسن أو قُبح من الناحية الأخلاقيّة بذاته؛ بل إنّ الأمر يرتبط بالحال التي يظهر فيها وبالعامل المسبّب له وبكمّيته وكيفيّته. فالإنسان بشكل طبيعيّ يقلق عندما يشعر بالخطر أو يصيبه الضرر فتنتابه حالة من الخوف. فهذه الحالة في حدّ ذاتها ليست هي فضيلة ولا رذيلة أخلاقيّة. لكنّه إذا تغلّبت هذه الحالة على المرء وأصبحت حالة ثابتة فيه وصار يخشى باستمرار من أن تُسلب منه النعمة الفلانيّة أو يفقد كرامته واحترامه عند الناس أو يُطرد من منصبه أو ما إلى ذلك فهي حالة سيّئة تعيقه عن أداء واجباته وتجعله دائم الاضطراب. أمّا إذا كان الخوف مساعداً على تكامل الإنسان روحيّاً ومعنويّاً وتقريبه إلى الله فهو خوف حسن. وهذه هي الحكمة من وجود الخوف عند الإنسان؛ وهي أن يحفظ المرءَ من الأخطار ويحول بينه وبين الوقوع في أشراك الشياطين والأعداء. فإنّ ما يحظى بأهمّية عند المؤمن هو السعادة الأبديّة، وليس الاُمور الدنيويّة. إذن فخوف المؤمن يكون من تبعات أعماله في عالم القيامة والتي تتجسّد في جهنّم؛ فهو لذلك يخاف منها.

خوف أهل المعرفة

لكنّ الخوف من العذاب هو أوطأ مراتب الخوف عند المؤمن. فللمؤمنين - حسب مراتب إيمانهم ومعرفتهم - أشكال اُخرى من الخوف هي أعظم قيمة بكثير من هذا الخوف؛ كالخوف من السقوط من عين الله تعالى. فالذين يشكون من ضحالة في المعرفة لا يعرفون قيمة لطف الباري عزّ وجلّ، ولذا لا يحظى هذا الأمر بأهمّية عندهم. فعندما يريد القرآن الكريم أن يوضّح عاقبة أهل الشقاء فإنّه يقول: «وَلا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»6. فهل فكّرنا يوماً بأنّه ما الذي سيحصل إذا لم ينظر الله إلينا يوم القيامة؟ وهل يتمتّع هذا الأمر بأهمّية عندنا أساساً، أم إنّ المهمّ عندنا هو الحصول على نعم الجنّة؟ فالأطفال الذين يتمتّعون بفطرة سليمة يدركون هذا النمط من العذاب؛ فإنّ أقسى أنواع العذاب للطفل هو أن تستاء اُمّه منه فلا تلتفت إليه، لكنّ قليلي المعرفة من الناس لا يدركون مثل هذه العلاقة مع الله، فكيف لهم أن يعرفوا ما الذي سيحصل إذا استاء الله منهم. لكنّه في اليوم الذي يكونون فيه بحاجة لمثل هذه النظرة فسيدركون مدى شدّة العذاب الناجم من حرمانهم منها. فبعض عباد الله يخشون استياء الله منهم وعدم تحدّثه إليهم، ولا يخافون من جهنّم. وهذا أيضاً نمط من أنماط الخوف من الله. فكلّ مَن حاز حبّ الله في قلبه كان خوفه من استياء الله أكثر، وحتّى إذا كان متنعّماً بألطاف الله تعالى فإنّه يخشى انقطاع تلك الألطاف.

فإذا أمعنّا النظر في أحوالنا وسلوكيّاتنا الاختياريّة فسنلاحظ أنّ العامل من وراء حركاتنا ونشاطاتنا الاختياريّة هو إمّا خوف الضرر أو رجاء النفع. وإنّ اختلاف الناس في سلوكيّاتهم ناشئ عن اختلافهم في تشخيص الضرر أو النفع؛ وإلاّ فأيّ تصرّف يقوم به أيّ امرئ فإنّ الغاية منه هو دفع ضرر ما عن نفسه أو جلب نفع ما لها. فلابدّ أن يكون أحد هذين العاملين الاختياريّين مؤثّراً في جميع أفعالنا الاختياريّة. حتّى العاشق فإنّه يشعر - بسبب سلوكه مع معشوقه - بلذّة عقلانيّة ولطيفة في روحه وهو يسعى عن غير وعي وراء هذه اللذّة. إذن فهو أيضاً يفتّش عن لذّة نفسه من خلال عدّة وسائط.

إذن فسلوكنا الاختياريّ هو إمّا لدفع ضرر أو لكسب فائدة. فعندما نحتمل وجود الضرر تصدر منّا ردّة فعل طبيعيّة لهذا الاحتمال تدعى «الخوف». فالخوف إذن هو حالة طبيعيّة تحصل عند احتمال الضرر، ولا نكاد نجد في عالم الطبيعة إنساناً لا يكون الضرر محتملاً بالنسبة له. أمّا بالنسبة للمؤمن فهناك أضرار أهمّ من تلك وهي الأضرار الاُخرويّة. ومن هنا فإنّ من أهمّ العوامل التي تدفعنا للمضيّ في طريق الكمال هو الالتفات إلى الأضرار التي تهدّد سعادتنا الأبديّة. فالالتفات إلى هذه الأضرار يوجب الخوف؛ وهو حالة الانفعال التي تحصل للإنسان في مقابل احتمال الضرر. وإنّ تأكيد القرآن الكريم على مفاهيم من قبيل الخوف، والخشية، والتقوى، والوجل، والرهبة، وأمثالها ثمّ الإطراء عليها بأشكال شتّى يأتي من باب أنّ هذه الحالات هي أهمّ العوامل لحركة الإنسان التكامليّة. وبالطبع فإنّ هذه الحالات تقترن برجاء النفع أيضاً، وإنّ كلا العاملين مهمّ؛ غير أنّ تأثير الخوف يفوق تأثير الرجاء. نفهم من ذلك أنّ الخوف يُعدّ عاملاً مهمّاً من عوامل السعادة؛ هذا – بالطبع – إذا كان الخوف من الأخطار المعتنى بها، وليس ثمّة من ضرر يمكن أن يُعتنى به بالنسبة للمؤمن أشدّ من الأخطار الاخرويّة؛ وهي الأخطار المتعلّقة بالساحة الإلهيّة المقدّسة. ومن هنا فلابدّ من تقوية هذا الخوف.

كيف يبعد الخوفُ الصادق الشيطانَ

إنّ أفضل آثار الخوف من الأضرار الاُخرويّة هو حفظ المرء في مقابل الشيطان. فعندما يريد الشيطان أن يوسوس للإنسان ويدفعه إلى اقتراف المعصية فإنّه يزيّنها في نظره بحيث يظنّ الإنسان أنّ فيها ألفَ درجة من اللذّة. وإنّ العامل الوحيد الذي يمكنه جعل المرء يصمد في وجه تزيينات الشيطان ويجعلها غير ذات أثر عليه هو حالة الخوف من التبعات السيّئة للذنب التي تتمثّل، بالدرجة الاُولى، في العذاب الاُخرويّ والحرمان من رضوان الباري عزّ وجلّ والسقوط من عين الله. فإن أردنا أن لا نقع في أشراك الشيطان إلاّ قليلاً، أو أن لا نقع على الإطلاق إن شاء الله، فإنّه يتعيّن علينا السعي وراء حالة الخوف الحقيقيّ. فإنّنا نتظاهر بالقول: إنّنا نخاف الله، لكنّنا عندما نتأمّل في الموضوع جيّداً نلاحظ أنّ خوفنا من الله ليس جدّياً. ومن ناحية اُخرى فنحن ندّعي رجاء رحمة الله تعالى. فبعض المذنبين يقولون تبريراً لأعمالهم القبيحة: «إنّ رحمة الله واسعة وسيغفر لنا. نحن نرجو رحمة الله»! ونفس هذه التبريرات هي من تسويلات الشيطان أيضاً. فطالما أكّد النبيّ الأعظم وأئمّة أهل بيت العصمة والطهارة (صلوات الله عليهم أجمعين) على أنّ العديد من أشكال الخوف التي تدّعونها ليست هي من نوع الخوف الصادق، كما أنّ العديد من ألوان رجائكم ليست من صنف الرجاء الحقيقيّ، ولابدّ أن تجتهدوا ليكون خوفكم ورجاؤكم صادقين. فإذا كان المرء يخشى شيئاً فسيحاول الابتعاد عنه. فنحن نقول: إنّنا نخشى عذاب الله، لكنّنا نسعى لاقتراف الخطيئة. فأيّ خوف هذا؟! إنّه خوف كاذب. ومن جانب آخر فإنّنا ندّعي رجاء رحمة الله سبحانه. لكنّ الذي يرجو شيئاً فإنّه يحاول أن يبلغه بسرعة. وكلّما زاد رجاء المرء بشيءٍ مّا فسيزداد سعيه للوصول إليه. لكنّنا إذا لم نسع وراء أمر ما فذلك بسبب استبعادنا لحصول النتيجة منه. فلو كنّا نأمل حقيقةً أنّه سيعطي النتيجة المرجوّة فسنبذل جهدنا للوصول إليه بسرعة. فالذي يدّعي الرجاء ثمّ لا يمارس العبادة فهو يكذب؛ فكيف يبذل غاية المجهود لبلوغ الامور الاخرى التي يُرجى نيلها في الدنيا في حين أنّه لا يبذل أدنى جهد للظفر برحمة الله تعالى على الرغم من قوله: إنّني أرجو رحمة ربّي؟! إذن فادّعاؤه هذا لا يعدو كونه كذباً.

يقول الإمام الباقر (سلام الله عليه) لجابر: «وتحرّز من إبليس بالخوف الصادق وإيّاك والرجاء الكاذب فإنّه يوقعك في الخوف الصادق»؛ فإن رُمتَ أن تُصان من شرّ الشيطان فعليك بالخوف الصادق وتجنّب الرجاء الكاذب! لأنّه يوقعك في موقف يستدعي منك الخوف الصادق. فإذا كان للمرء رجاء كاذب في شيء؛ كأن يقول: إنّني أرجو رحمة الله، ثمّ لا يسعى لكسبها، فسيوقعه هذا الرجاء الكاذب في فخّ المعصية التي ستجعله في موقف يستلزم منه خوفاً صادقاً، أي العذاب. وقد تكرّرت عبارة: «الخوف الصادق» في هذا المقطع مرّتين مع فارق بسيط بين الاثنين. فعندما يقول (عليه السلام): «وتحرّز من إبليس بالخوف الصادق» فهو يقصد: حاول أن تستشعر خوفاً جدّياً، وعندما يقول: «وإيّاك والرجاء الكاذب فإنّه يوقعك في الخوف الصادق» فهو يريد: أنّ رجاءك الكاذب سيوقعك في فخّ الخطيئة التي ستجعلك في موقف يتطلّب منك خوفاً صادقاً. وكأنّ كلمة: «موقف» هي مقدّرة قبل عبارة: «الخوف الصادق» وقد حُذفت.

أعاذنا الله وإيّاكم إن شاء الله


1. تحف العقول، ص286.

2. سورة البقرة، الآية 281.

3. سورة النور، الآية 37.

4. نهج البلاغة، الحكمة 82.

5. سورة طٰه، الآية 67. 

6. سورة آل عمران، الآية 77.

13. سورة الحديد، الآية 23.

 

--------------------------

>> مقالات مرتبطة: 

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 19 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 18 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 17 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 15 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 14 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 13 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 12 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 11 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 10 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 9 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 8 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 7 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 6 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 5 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 4 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 3 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 2 *

 حلقات في شرح وصايا الإمام الباقر (عليه السلام) - 1 *

 

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2016
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24