00989338131045
 
 
 
 
 
 

 الستر المادي والستر المعنوي 

( القسم : المفاهيم القرآنية )

السؤال :

{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}. [سورة الأعراف: 26]

{فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [سورة طه: 121]

س: لماذا جاء الله عز وجل بكلمة سوءة بالمعنى المعنوي في الآية الأولى وبالمعنى المادي في الآية الثانية ما هو الرابط بينهما؟



الجواب :

لفظ (السوءة) هنا ظاهر في المعنى المادي في كلا الآيتين، سواء الآية الأولى أو الآية الثانية، كما يشهد به ظهور كل منهما في المعنى المعهود؛ {يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} أي: يستر عوراتكم [مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏4، ص: 631] ، ومعناه يستر ما يسوؤكم انكشافه من الجسد، لأن السوءة ما يسوء انكشافه من الجسد. [التبيان، ج‏4، ص: 379].

وأما ما يطلق عليه اللباس المعنوي فهو (لباس التقوى) وهو الورع وخشية الله [زبدة التفاسير، ج2، ص509] بقرينة لفظ (التقوى) المضاف إليه في تركيب الجملة {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}، ويفهم من كل ذلك صرف الأنظار إلى أهمية اللباس المعنوي إلى جانب اللباس المادي.

عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا}: فأما اللباس فالثياب التي يلبسون، وأما الرياش فالمتاع والمال، وأما لباس التقوى فالعفاف- لأن العفيف لا تبدو له عورة- وإن كان عاريًا من الثياب، والفاجر بادي العورة وإن كان كاسيًا من الثياب، يقول: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} يقول: العفاف خيرٌ {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}. [تفسير القمي، ج‏1، ص: 225- 226]

وتشبيه التقوى باللباس تشبيه قوي الدلالة، معبّر جدًّا، لأنّه كما أنّ اللباس يحفظ البدن من الحرّ والقرّ، يقي الجسم عن الكثير من الأخطار، ويستر العيوب الجسمانية، وهو بالإضافة الى هذا وذاك زينة للإنسان، ووقايته من الكثير من الأخطار الفردية و الاجتماعية، تعدّ زينة كبرى له ... زينة ملفتة للنظر تضيف إلى شخصيته رفعة وسمّوًا، وتزيدها جلالًا و بهاءً. [تفسير الأمثل، في تفسير الآية 26 من سورة الأعراف]



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2018 / 04 / 29   ||   القرّاء : 5439  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 كيف يمكن بناء وتقوية العلاقة بين المؤسَّسات القرآنيّة والاُسرة والمجتمع؟

 ما هي الآية التي تدلّ على وجوب دفع الخُمس ؟

 ماذا يعني إن الله ((رحمن)) و((رحيم))؟

 مجموعة أسئلة عن العنف والديمقراطية وغيرها؟

 أثناء الصلاة وعند القراءة قد يحصل تثاؤب فيخرج لفظ الكلمة بشكل غير مفهوم نسبيا هل يجب اعادة القراءة ؟

 ما هو المقصود من قوله (كن فيكون) في القرآن؟

 تقديم (لم يلد) على (لم يولد) في الآية

 التحير بين الإحسان للأم أو للزوجة

 لماذا نهى أمّةٌ منهم قومًا اللهُ مُهلكهم أو معذّبهم..؟ ومِن أين علموا أنّه تعالى مهلك أو معذّب القوم؟

 حول جملة من آيات القَسَم

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 32

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 8368901

  • التاريخ : 3/02/2025 - 20:05

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net