|
الجواب : إن تفسير نص مقدس كالقرآن الكريم، إما بالنقل و هو (تفسير قرآني وروائي)، أو بالعقل فهو (تفسير درائي). و التفسير النقلي إما بالاستمداد من نفس هذا النص المقدس؛ كأن تكون آية شاهداً تصورياً أو تصديقياً لآية أخرى (تفسير القرآن بالقرآن)، أو بالاستعانة من نص نقلي آخر؛ كأن يكون حديث معتبر شاهداً على معنى خاص للآية (تفسير القرآن بالسنة)، و كلا التفسيرين المشار إليهما يدخلان في دائرة التفسير النقلي، و يمكن التعبير عنهما بـ «التفسير المأثور» (على أساس أن لا يختص اصطلاح المأثور بالحديث). و التفسير العقلي أيضاً إما يتم بتفطّن العقل من الشواهد الداخلية و الخارجية، فيستخرج العقل معنى الآية من حصيلة الآيات و الروايات، و يكون له في هذا القسم دور «المصباح»، و إن مثل هذا التفسير العقلي الاجتهادي لأنه يتحقق من خلال المصادر النقلية، يدخل في عداد التفسير بالمأثور، لا في التفسير العقلي ، أو بالاستنباط من بعض المبادئ التصورية و التصديقية بواسطة المنبع الذاتي للعقل البرهاني و العلوم المتعارفة، و يكون له في هذا القسم دور «المنبع»، لا أنه مجرد مصباح. إذن فالتفسير العقلي يختص في الاستنباط بواسطة العقل لبرهان المسألة من بعض المبادئ التصديقية و المباني المستورة و المطوية، و حمل الآية المطلوبة في خصوص ذلك. و على هذا، يمكن تقسيم التفسير في بادئ الأمر إلى نقلي و عقلي، ثم التفسير النقلي إلى قسمين فتكون حصيلة هذا التقسيم، الأقسام الثلاثة التالية: 1- تفسير القرآن بالقرآن 2- تفسير القرآن بالسنة 3- تفسير القرآن بالعقل أما تفسير القرآن على أساس الرأي المصطلح عليه لدى المفسرين بـ «التفسير بالرأي»، فهو ليس بـ «تفسير» في الواقع، بل هو «تطبيق» و تحميل الرأي على القرآن.
___________________
تسنيم (التسنيم)، ج 1، ص 63. |
طباعة
أخبر صديقك عن السؤال
القرّاء :
12002
