الجواب : الجواب الأوّل:
إنّ خلق الأرض وجعل الرواسي فيها، كلّه في أربعة أيام، فمعنى الكلام هو أنّه خلق الأرض في يومين وجعل الرواسي فيها وقدر أقواتها في يومين. فقوله: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} ليست منفصله عن خلق الأرض بل إنّها معها. (فكأنّما بنى البيت ومع بنائه يصبغ أيضاً، لا أنّه بنى وانتهى ثمّ بدأ مرحلة صبغ البيت)، لذا لم يعقّب في الخلق بــ (ثمّ).
لكن في خلق السماوات عقّب بــ (ثمّ) لذا ستكون أيّامها مستقلّة في الحساب.
فيكون خلق الأرض في يومين، وتقدير الأقوات فيها في يومين، وخلق السموات في يومين، فيكون المجموع ستّة أيّام، فتكون الآيتان متوافقتين، ففي الأولى ستّة وفي الثانية ستّة.
الجواب الثاني:
اليوم في تقدير الأقوات يختلف معناه عن اليوم المراد في خلق الأرض.
فاليوم في تقدير الأقوات مرتبط بالقوت والغذاء وما هو مرتبط بالقوت هي الفصول الأربعة (الصيف والشتاء والخريف والربيع)، فيكون معنى اليوم الفصل.
أمّا معنى اليوم الذي لخلق السموات والأرض ليس اليوم المصطلح عليه هذه الأيّام بمعنى ٢٤ ساعة الشاملة للّيل والنهار، بل بمعنى المرحلة. فيكون معنى خلق الأرض والسماء في مرحلتين.
فإذا كانت الأيّام في الآيات مختلفة المعاني عن بعضها لا يكون تضارب بين الآيات في خلق السماوات والأرض.
|