00989338131045
 
 
 
 
 
 

 التفسير بالرأي والتدبر بالقرآن مسلكان متغايران 

( القسم : التفسير )

السؤال : إني عندما اقرأ آية من آيات القرآن الكريم ينطبع في ذهني معنى معين للاية فأحاول أن أتدبر فيها فهل هذا هو التفسير بالرأي المنهي عنه في الروايات الشريفة أم اعتبار هذا المعنى كرأي شخصي و نقله للأخرين خلال النقاشات هو المنهي عنه. و السلام .


الجواب :

التفسير بالرأي هو أمر راجع إلى طريق الكشف دون المكشوف، أي إنّ التفسير بالرأي مقولة في المنهج وفي طبيعة الطريق الذي يُسلك في تفسير القرآن، فإذا ما سلك الإنسان الطريق الخاطئ وقع في محذور التفسير بالرأي ، وترتّب على ذلك ـ منطقياً وطبيعياً ـ خطأ النتائج، وإن كان يمكن أن يصيب الواقع أحياناً.

بعبارة أُخرى: أن النهي منصب على تفهّم كلامه تعالى على نحو ما يتفهّم به كلام غيره، وإن كان هذا النحو من التفهّم ربما صادف الواقع، والدليل ذم هذا اللون من التفسير هو قول النبي صلى الله عليه وآله في الرواية: (من تكلّم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)، فإنّ الحكم بالخطأ مع فرض الإصابة ليس إلاّ لكون الخطأ في الطريق، وكذا قوله عليه السلام: إن أصاب لم يؤجر.

وليس اختلاف كلامه تعالى مع كلام غيره في نحو استعمال الألفاظ وسرد الجمل وإعمال الصناعات اللفظية، فهو كلام عربيّ روعي فيه جميع ما يراعى في كلام عربيّ، وقد قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ وقال تعالى: (وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبينٌ وقال تعالى: (إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وإنّما الاختلاف من جهة المراد والمصداق الذي ينطبق عليه مفهوم الكلام.

تأسيساً على ما تقدم يتضح: بأن المراد من التفسير بالرأي أي التفسير بما يرغبه الإنسان وما يوافق مصلحته، لا ما يقتضيه الموضوع في نفسه، وهذا من أشنع الأعمال وجدير أن يُعبَّر عنه بالكفر والهوى؛ إذ هو مساوق لتحريف الحقائق والدلائل وبالتالي عدم الإيمان بمرجعية القرآن الكريم.

وأما التدبر في القرآن الكريم فهو مما ورد الحثّ عليه من قبل القرآن نفسه، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن) ومن الواضح أن التدبر في القرآن غير مرتبط بجماعة خاصة، أو طبقة معينة، وإنما هو مرتبط بالجميع.

ومن هنا يظهر: بأن استعمال الإنسان للطريق والمنهج الصحيح المستدل المبرهن لاقتناص مقاصد القرآن لا يعد من التفسير المذموم، وإنما هو تفسير محمود، ويدخل في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، أما إذا لم يستعمل المنهج والطريق المعرفي الصحيح لتفسير القرآن الكريم فهذا الانسان وقع مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وآله: (من فسّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر وإن أخطأ خرّ أبعد من السماء).

ويمكن مراجعة الجزء الأول من كتاب أصول التفسير والتأويل.


 المجيب: موقع السيد كمال الحيدري




طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2012 / 04 / 11   ||   القرّاء : 9757  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  • تجربة25 (0)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 لماذا لم يخلق الله المتصف بصفتي الجواد والكريم الإنسان متكامل منذ البداية؟

  سؤال يتعلق بمكان السماوات نتيجة لحديث المعراج

 رسم المصحف وقواعده

 سبق وأن سألنا (هل يجوزقراءة القرآن بالمقامات؟) فجاء الجواب (يجوز ما لم تكن غنائية)،ماهوالمقصود بالغنائية؟علما أن المقامات التي تقرأ في القران هي مقامات عامة ويستعملها أهل الغناء أيضا لأنها مقامات عامة حيث لايوجد مقام مختص بالقرآن فقط؟

 هل كلم الله موسى بذاته؟

 هل يجب على المرأة عدم اظهار الشعر عند قراءة القرآن؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف تناول القرآن الكريم قضيّة الجزاء على الأعمال وهل يقتصر على يوم القيامة أم يمكن أن يكون في هذه الحياة الدنيا أيضاً؟

 قال تعالى(ِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَل )البقرة 27 ماهي المحتملات التي في تفسير هذه الآية إن كان مقصودكم من قوله. أن يوصل؟

 قال الله تعالى في قرآنه الكريم: كُلُّ شَيءٍ هالكٌ إلاّ وَجْهَه ، وورد في الحديث خُلقتم للبقاء، لا للفناء ، ويُقال إنّ الروح قد وُجدت قبل البدن، وأنّها لا تفنى. فما هو رأيكم في هذا الصدد ؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 33

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 9166828

  • التاريخ : 18/09/2025 - 06:25

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net