00989338131045
 
 
 
 

  • الصفحة الرئيسية لقسم النصوص

التعريف بالدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • من نحن (2)
  • الهيكلة العامة (1)
  • المنجزات (15)
  • المراسلات (0)
  • ما قيل عن الدار (1)

المشرف العام :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرته الذاتية (1)
  • كلماته التوجيهية (14)
  • مؤلفاته (4)
  • مقالاته (71)
  • إنجازاته (5)
  • لقاءاته وزياراته (14)

دروس الدار التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (6)
  • الحفظ (14)
  • الصوت والنغم (11)
  • القراءات السبع (5)
  • المفاهيم القرآنية (6)
  • بيانات قرآنية (10)

مؤلفات الدار ونتاجاتها :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • المناهج الدراسية (7)
  • لوائح التحكيم (1)
  • الكتب التخصصية (8)
  • الخطط والبرامج التعليمية (6)
  • التطبيقات البرمجية (11)
  • الأقراص التعليمية (14)
  • الترجمة (10)
  • مقالات المنتسبين والأعضاء (32)
  • مجلة حديث الدار (51)
  • كرّاس بناء الطفل (10)

مع الطالب :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مقالات الأشبال (36)
  • لقاءات مع حفاظ الدار (0)
  • المتميزون والفائزون (14)
  • المسابقات القرآنية (22)
  • النشرات الأسبوعية (48)
  • الرحلات الترفيهية (12)

إعلام الدار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الضيوف والزيارات (160)
  • الاحتفالات والأمسيات (75)
  • الورش والدورات والندوات (62)
  • أخبار الدار (33)

المقالات القرآنية التخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علوم القرآن الكريم (152)
  • العقائد في القرآن (62)
  • الأخلاق في القرآن (163)
  • الفقه وآيات الأحكام (11)
  • القرآن والمجتمع (69)
  • مناهج وأساليب القصص القرآني (25)
  • قصص الأنبياء (ع) (81)

دروس قرآنية تخصصية :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التجويد (17)
  • الحفظ (5)
  • القراءات السبع (3)
  • الوقف والإبتداء (13)
  • المقامات (5)
  • علوم القرآن (1)
  • التفسير (16)

تفسير القرآن الكريم :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • علم التفسير (87)
  • تفسير السور والآيات (175)
  • تفسير الجزء الثلاثين (37)
  • أعلام المفسرين (16)

السيرة والمناسبات الخاصة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • النبي (ص) وأهل البيت (ع) (104)
  • نساء أهل البيت (ع) (35)
  • سلسلة مصوّرة لحياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) (14)
  • عاشوراء والأربعين (45)
  • شهر رمضان وعيد الفطر (19)
  • الحج وعيد الأضحى (7)

اللقاءات والأخبار :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • لقاء وكالات الأنباء مع الشخصيات والمؤسسات (40)
  • لقاء مع حملة القرآن الكريم (41)
  • الأخبار القرآنية (98)

الثقافة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الفكر (2)
  • الدعاء (16)
  • العرفان (5)
  • الأخلاق والإرشاد (18)
  • الاجتماع وعلم النفس (12)
  • شرح وصايا الإمام الباقر (ع) (19)

البرامج والتطبيقات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • البرامج القرآنية (3)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة









 
 
  • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .

        • القسم الفرعي : علم التفسير .

              • الموضوع : الاستِدلال القُرآني منهجُه وممَيّزاتُه ( القسم الثالث) .

الاستِدلال القُرآني منهجُه وممَيّزاتُه ( القسم الثالث)

البراهين المنهجية للمنهج القرآني في الاستدلال

* الدكتور سامي عفيفي إبراهيم حجازي

لم يكتف القرآن الكريم بالإشارة والتوجيه كما تبين فيما تقدم. بل وضع ضوابط وبراهين دقيقة في المنهج السلبي والإيجابي وسوف نتناول الأسس التي أقيم عليها كل جانب على حدة:

أما الجانب الأول:

فقد سلك فيه المنهج القرآني سبيل تنقية النفس، وردها إلى فطرتها السليمة الصافية وتخليصها مما علق بها من كل الأمراض التي تبعدها عن رؤية الحق، ولذا لفت أنظار بني البشر إلى وضوح الاستدلال كما تـقدم وطالب الخصوم بأن يأتوا بالبرهان إن كانوا صادقين وفي سبيل تحقيق هذا.

أولاً: حثهم على أن يفكروا بعقولهم لا بعقول الآباء والأجداد، ولا بعقول المجتمع الذي يعيشون فيه، كما دعا إلى الإسلام المنهج وشرف القصد رداً على هؤلاء الذين يرجمون بالغيب ويقطعون بما لا علم لهم به (قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ)(107).

ثانياً: لم يلجأ المنهج القرآني إلى أقضية المنطق الجافة، ولا إلى الاقناع الذهني المجرد وإنما جاء بالبراهين الواضحة التي تخاطب وسائل الإدراك عامة بالأدلة الشاملة للعقل والقلب والتي تثير الفكر والوجدان كما أيقظ ملكاتهم لتؤتي ثمارها في كل ميدان من ميادين المعرفة. ولذا استخدم القرآن الكريم منهج الجدل ضد أصحاب العقائد الفاسدة فناقش المشركين عبدة الأصنام والصابئة عبدة الكواكب والمجوس الذين يقولون بإلهين أحدهما للنور والآخر للظلام.

وفي هذا الصدد يعرض القرآن الكريم آراء المخالفين في أمانة ودقة، ودون تحامل أو تزيد، ففي تناوله لرأي ـ الدهريةـ وهم الذين يدينون بأن الدهر هو صاحب الحول والطول في حياتهم ولا يدينون لله سبحانه نراه يقول: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ). ويتبع ذلك بقوله الحق.. مصوراً حالهم بعد أن صور منطقهم. (وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)(108) وقد علمنا المنهج القرآني ـ أن الظن لا يغني من الحق شيئا ًـ ويواصل القرآن الكريم كشفه لعوار هؤلاء الذين يعبدون الأصنام ويمنحونها أسماء من عند أنفسهم وينسبون إليه سبحانه الإناث وغير ذلك من الأوهام ـ يكشف القرآن ذلك كله بقوله سبحانه: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى)(109) كما ناقش أصحاب الكتب السماوية كي يظهر ما أضحوا عليه من الإنحراف عن الدين الحق والعقيدة الصحيحة والفطرة المستقيمة، وقد جمع القرآن الكريم ذلك كله في قول الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(110). ومن الملاحظ أن القرآن الكريم وهو يصور عقيدة هذه الطوائف كان يعقب على معتقد كل طائفة بدليل صحتها أو خطئها. ففي الآية التي ذكرناها يصدرها الحق تبارك وتعالى بتعداد الطوائف، ثم يذكر في عجزها قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). وفي هذا دلالة ضمنية على أن هؤلاء جميعاً ليسوا سواء في المعتقد وأن الحق متعين في إحدى هذه الطوائف وهي طائفة المؤمنين. هذا إذا جعلنا الفصل بينهم موجهاً إلى جميع الطوائف بما فيها طائفة المؤمنين. أما إذا جعلناه موجهاً إلى الطوائف سواها، فيكون الفصل بينهم يوم القيامة قائماً على عدم صحة معتقد كل طائفة منها وإن ظن أصحابها أنه جميعاً على الحق. ولذا نرى أن القرآن الكريم يعقب تفصيلاً على عقيدة كل طائفة فيصف قول أصحاب الدهر بالظن، وهذا ليس بعده إثم في مقام العقيدة وأن مذهبهم لم يقم على أساس علمي مقرر (وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)(111). ثم يدلل على خطأ الذين ينكرون البعث بقياس الإعادة على النشأة الأولى. (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ)(112). (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)(113) . ثم يختم البيان الكامل بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)(114). وعلى ضوء هذا يتضح لنا أن القرآن الكريم كان يورد في مناقضة الخصوم في عقائدهم الفاسدة أدلة فسادها بحيث لا يستطيع العقل السليم والفطرة المستقيمة إلا التسليم والإذعان لهذه الأدلة، ومع ذلك فإن القرآن الكريم أورد الأدلة على وجود الله تعالى، ليرد على من انحرفت فطرتهم، بل ((لم تتكرر البراهين على إثبات وجود الله في كتاب من كتب الأديان المنزلة كما تكررت في القرآن الكريم))(115). وذلك لأن القرآن في منهجه يخاطب البشر جميعاً في كل الأزمنة والأمكنة، وإن فيهم من ينكر وجود الله تعالى، كالدهريين والملحدين الذين نادوا بالدهر، وفيهم من يؤمن بوجود الله تعالى ولكنه يشرك معه غيره، وأن لفظ الشريك لينبيء بالاعتراف بوجود الله تعالى، ولكن القرآن يريد أن يبني مفهوماً للألوهية قائماً على الاعتراف بوجود الله تعالى إذ لا يريد أن يكون هدفه نظرياً مجرداً كما أشرنا إلى هذا فيما تقدم وهذا ما تلمسه في عرضنا لأدلة القرآن على إثبات وجود الله. إنه الله تعالى الموجود، الذي يقر العقل والفطرة والوجدان بوجوده، وإن المشركين والكفار لا يستطيعون المكابرة في أن حقيقة وجود الله والإيمان به مركوزة في الفطرة.ولكنها المكابرة والعناد. ولذلك كان لا بد لهذا المنهج القرآني من أن يخاطب العقل ليقنعه ويجعله قادراً على اقناع الغير(116). ومن هنا نرى الحق سبحانه وتعالى يخاطب الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله: (وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)(117). هذا في موضع وفي موضع آخر يوجه الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الجدل بالتي هي أحسن بقوله: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(118). وهذا يوفقنا على تجلية ما تقدم في جانب الهدم بتفريغ العقل من كل المقررات السابقة التي لم تقم على اليقين أو التي قامت على مجرد التقليد أو الظن أو الهوى...

وأما الجانب الآخر:

من الوجهين اللذين أشرنا إليهما فيما سبق وهم اللذان يمثلان منهج القرآن في تصحيح العقيدة وتقريرها فهو الجانب البنائي الذي يقوم على إرساء قواعد الاعتقاد الصحيح بعد تقويض  الزائف من العقائد الفاسدة الموروثة، وعلى هذا ندرك منهج القرآن الكريم في جانبه الايجابي في النقاط التالية: أولاً: إن القرآن الكريم وجه عقول بني البشر إلى البرهنة وخصوصاً وهو يخاطب أصحاب العقائد الفاسدة كما في قول الله تبارك وتعالى: (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ)(119). أي هل لديكم علم يقيني وبرهاني على صدق دعواكم كما قال تعالى: (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ)(120) ، وهكذا تتوالى الآيات في الدعوة إلى طلب البرهان في الآيات المتعددة كما في قوله تبارك وتعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ)(121) وعلى ضوء هذا البيان فلم يتوقف القرآن الكريم عن الدعوة إلى التفكير القائم على النظر، والإدراك المبني على العلم بعيداً عن الأوهام والظن والايهام وليست هذه دعوى بدون دليل كما هو واضح من السياق السابق وكما في قوله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)(122). وأيضاً كما في قوله تعالى: (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً)(123). وقوله تعالى في نفس السورة (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى)(124). وهذه الركائز البرهانية توقفنا على قيمة المنهج الإيجابي في الاستدلال بين العقلية الإسلامية المؤمنة والعقليات الأخرى الملحدة والبعيدة عن روح الفطرة والدين. بسبب طمس منبهات الفطرة. الأمر الذي ترتب عليه غياب الدين عنهم.

ثانياً: إن المنهج القرآني يقوم في الاستدلال على الإنسان في الفكر وحذر صراحة من الوقوع في التناقض. قال تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)(125). والمقصود بالاختلاف هنا كما بين ذلك جمهور المفسرين هو التناقض. وهو الذي وصف الله به كلام الكافرين في قوله تعالى: (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ)(126). ومن هنا كان وصف الحق تبارك وتعالى للقرآن الكريم بقوله: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ)(127). والمراد بالتشابه هنا التناسق والتصادق والائتلاف وضده الاختلاف الذي هو التناقض والتعارض(128) وعلى ضوء هذا فقد نفى القرآن الكريم عن نفسه التناقض وفي نفس الوقت وصف كلام المخالفين للمنطق والفطرة ـ الكافرين ـ بالباطل والتناقض. وما ذلك إلا لأنه يوجه الأنظار إلى أصول التفكير الصحيح الموائم للفطرة والدين.

ثالثاً: كيفية البرهنة في الاستدلال. لقد اشتمل القرآن الكريم على كثير من البراهين والأدلة التي تلائم عقول بني البشر بمختلف مستوياتهم وقد سلك القرآن الكريم في عرض قضاياه مسلك البراهين الواضحة التي لا يمكن لأحد أن يجحدها وهي ترشد إلى تحرير محل النزاع لتقرير المخاطب بالحق ولاعترافه بانكار الباطل. كما أن الاستدلال القرآني لا يقوم بتقديم المقدمات المجرد تسليم الخصم بها كما هي الطريقة المعروفة لدى المناطقة بل يستدل بالقضايا والمقدمات التي يدركها ويسلم بها كل الناس لتكون أدعى للانقياد للحق ومجانبة الباطل، ففي قضية الوجود يعرض على العقل البشري ما في الأنفس من عظمة وإبداع كدليل على وجود مبدع خالق عن طريق الاستفهام التقريري. قال تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ)(129). وقوله تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ)(130). الذي أوجد المخلوقات. بهذا النظام البديع والاتقان العجيب ليس هذا فحسب بل والإشراف على حركتها بعد وجودها وتنظيم حياتها وتدبير شؤونها... وفي هذا المقام يسوق القرآن الكريم الدليل الدامغ للمنكرين حين يقول عنهم ولهم هل خلقوا من غير خالق؟ أم أنهم خلقوا أنفسهم بأنفسهم؟ إن القسمة العقلية تفترض لهذه الآية ثلاث حالات:

الحالة الأولى: وهي أنهم خلقوا بدون خالق.

الحالة الثانية: وهي أنهم خلقوا بواسطة أنفسهم.

الحالة الثالثة: وهي أنهم خلقوا بواسطة خالق غير أنفسهم.

هكذا يقرر ويفترض العقل الأمور الممكنة بالنسبة للخلق(131). والفرضان الأولان باطلان بلا شك بداهة، فما يستطيع واحد من الناس أن يقول أن صنعة ما تمت بدون صانع بقدر ما لا يستطيع أن يقول أنه أوجد نفسه لأن ذلك يقتضي أنه متقدم على نفسه متأخر عليها في وقت واحد وأنه كذلك موجود معدوم في وقت واحد. وهذان الأمران مستحيلان فاستحال ما يؤديان إليه وهو إيجاد الإنسان نفسه. وإذا بطل الفرضان في الحالتين السابقتين ثبت الفرض الثالث وأنهم خلقوا عن طريق خالق وهو الله تعالى. ومن هنا يتضح الاستدلال على أن القرآن الكريم دعا الإنسان دعوة ملحة ومتواصلة إلى مائدة العلم الذي يتـناول منه اليقين الكامل على إيجاد المخلوقات الأرضية والعلوية والتي لا يزال العلم رغم تقدمه عاجزاً عن إدراك أسرارها.

رابعاً: إن كتاب الله تعالى جرت سنته في نظم آياته البينات على أن يظهر بشكل قوي مشاهد الكون وظواهره. وذلك كلما أراد توكيد معنى خلقي أو تقرير مبدأ اعتقادي حتى يربط الإنسان بالكون ـ الذي هو جزء منه ـ ارتباطاً قوياً وأيضاً حتى يمد بينه وبين العالم من حوله روابط الألفة والمودة التي يؤدي بهما إلى التعارف والتقارب والأخذ والعطاء لخيري الدنيا والدين. ومن البراهين الدالة على هذا المنهج في القرآن الكريم قول الله تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ)(132). وقوله تعالى في نفس السورة: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)(133).

خامساً: إن كتاب الله تعالى في بيانه لم يجر من الحجج للدلالة على صدق دعوته وسلامة عقيدته ـ رغم تعدد أنواع الحجج وكثرة أنواعها ـ إلا البراهين المنتزعة من مشاهد الطبيعة وظاهر الكون لترشد الإنسان إلى الإيمان بأصول الدين. إذ لا طريق لدى الإنسان لفهم أي مدلول إلا إذا تمكن بادىء ذي بدء من فهم مضمون الدليل القائم أما نظره فهماً تاماً، ليس هذا فحسب بل وإدراك وجه دلالته على مدلوله إدراكاً عاماً وشاملاً. وبهذا علمنا كتاب الله أن العلم طريق إلى المزيد من الإيمان وأن الإيمان وسيلة إلى المزيد من العلم كما نبهنا إلى أن العلم والإيمان مزاوجة تكاد تكون علاقة عضوية لا يتخلف عنها أحد الطرفين(134). قال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(135). وقال تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(136). ومن هنا يتضح أن المنهج القرآني وجه الأنظار إلى وضوح الاستدلال ودعوى الفصل بين العلم والدين. وذلك لأن الدين هو مفتاح العلم.

سادساً: إن المنهج القرآني لم يكتف بان يتخذ من مشاهد الكون ومظاهر الطبيعة براهينه المفضلة للاستدلال على دوائر بناء الإسلام في ذات المسلم بل رفع تلك الظواهر الكونية في ذلك مكاناً علياً حيث استفتح بها عدة سور قرآنية وجعلها موضع قسم ويمين باسم الذات العلية. إذ الدلائل الكونية كما قال العلماء أقهر وأبهر والاستدلال فيها أوضح وانتقال العقل منها إلى عظمة الله أشد وأكبر. وعندما نستقرىء كتاب الله تعالى بحثاً عن الظواهر الكونية التي أقسم بها يمدنا المنهج القرآني بأنه لم يترك ظاهرة من الظواهر الكونية دون أن ينبهنا إليها ولذا نشير إلى بعضها لأن البيان يحمل من الكثرة والسعة مالا يخضع لحصر، ولا ينقاد لاستقصاء... وعندما نولي وجوهنا قبل الكتاب المنظور نجده أقسم بالسماء والأرض كما أقسم بالشمس والقمر. كما أقسم بالليل والنهار... قال تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا...)(137) كما أقسم بالنجم قال تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) والآيات في هذا المقام كثيرة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن كتاب الله تعالى عندما يأخذ في عرض آياته الكونية لا يعرضها منعزلة بل يعرضها مصحوبة إما بتنبيه سابق وإما بتعقيب لاحق وذلك بمعنى أنها أما أن تأتي مسبوقة بصيغة الأمر بالنظر ((انظروا)) أو بما يفيد الحث على النظر ((أفلا ينظرون)) ((أو لم ينظروا))  وأما أن تأتي متبوعة بالنتائج التي تترتب على النظر من تفكير وتدبر واعتبار قال تعالى: (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(138). فالكون كله دلائل قائمة على إثبات وجود الخالق سبحانه وتعالى إلا أن المنهج القرآني ساق لنا أدلة حسية وأدلة عقلية وجدانية وسلك مسلكاً فريداً حيث جعل أصول الاستدلال مستمدة من طبيعة الإنسان ومن رسالته الإلهية التي جاءت عامة للبشرية جمعاء.

سابعاً: إن المنهج القرآني عندما دعا الإنسان إلى النظر في ملكوت السموات والأرض لم يكتف بالنظرة الخاطفة والرؤية العابرة والنظر السطحي بل عرفنا أولاً: بوسيلة النظر متمثلة في وسائل الإدراك وهي العقل والحواس والأفئدة كما في قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(139) وقال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)(140). ثانياً: عرفنا بموضع النظر وهو الكون كله قال تعالى: (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ)(141). وقال تعالى: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ)(142). وقال تعالى: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)(143). ثالثاً: عرفنا بطريقة النظر وقدم لنا عدة براهين يقينية لبيان ذلك.

* البرهان الأول: مم خلق.؟ ومن الدلائل على هذا قوله تعالى: (فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)(144).

* البرهان الثاني: كيف خلق.؟ ومن الدلائل على هذا قوله تعالى: (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)(145). وقال تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ)(146).

* البرهان الثالث: كيف بدأ الخلق.؟ ومن الدلائل على هذا قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ)(147). وقوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ)(148).

* البرهان الرابع: كيف تطور الخلق.؟ ومن الدلائل على هذا قوله تعالى في بيان الأطوار التي تسبق نزول المطر: (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ)(149). وقوله تعالى في حقيقة الإنسان والمراحل التي تسبق وجوده. (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(150). ثم يلفت الله تبارك وتعالى نظر الإنسان إلى أصل خلقته فيقول على وجه الاستفهام التعجبي: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)(151). كما يبين الحق تبارك وتعالى أنه الخالق لهذه المادة التي خلق منها الإنسان فيقول: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)(152). وفي شأن مراحل تكوينه يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً)(153). ثم يبين الحق تبارك وتعالى في موطن آخر وصف أطوار النفس فيقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)(154).

وقال تعالى وفي أطوار العمر: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(155) وكذلك قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)(156).

ثامناً: إن المنهج القرآني عرفنا بالغاية المتوخاة من النظر لتكون حقلاً تتأمل فيه العقول لنفع الإنسانية عامة بالربط بين العلم والإيمان ومن الدلائل على هذا قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً)(157). وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(158). ومن شواهد هذه الغاية في إدراك معرفة الخالق تبارك وتعالى قوله عز شأنه: (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى)(159).

تاسعاً: إن المنهج القرآني عندما دعا الإنسان إلى النظر في نفسه وفي الكون المحيط به لم يدعه إلى النظر فيما هو خارج عن حدود طاقته ـ لأن ذلك يعد من التكليف بما لا يطاق ـ وإنما دعاه إلى النظر فيما يتأتى له النظر فيه بالوسائل التي هي في داخل نطاق استعداده وقدرته، وبذلك فتح القرآن الكريم أمام الإنسان باب العلم وبين فضله وأهميته في بناء الإيمان.

أما إذا كان الأمر فوق طاقته ولا يملك وسائل معرفته فإنه لا يدعوه إلى النظر فيه أصلاً أو يكشف له عن بعض ملامحه بطريق الخبر لا بطريق الفكر والنظر. قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)(160).

عاشراً: إن المنهج القرآني عندما دعا الإنسان إلى النظر في الكون وجه نظره بالخصوص علماً وعملاً إلى العالم المحيط به والقريب منه، وترتبط حياته به وهو عالم الشهادة الذي جعله الله حقلاً للإنسان يدرب فيه عقله ويمارس فيه نشاطه ومنحه من الاستعدادات والملكات ما يساعده على كشف خفاياه للتعرف على حكمة الصانع من خلال مصنوعاته.

وقد وجهنا الحق تبارك وتعالى إلى أن نعي و ندرك من الكتاب المقروء والكتاب المنظور قال تعالى: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ)(161). هذا بالنسبة للكتاب المسطور الذي أحكمت آياته في الذكر الحكيم وأما في شأن الكتاب المنظور فقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)(162). وقال تعالى: (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)(163) فالكتاب الأول تنطق آياته بلسان المقال والثاني تنطق آياته بلسان الحال. الأول: اقتضت حكمة الله أن يكمل ويبلغ حد التمام فأحصى آياته عدداً.

والثاني: اقتضت إرادة الله تبارك وتعالى أن يبقى مفتوحاً إلى الأبد. قال تعالى: (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(164).

فالوجود كله دلائل شاهدة على وجود الله وكمال خلقه عظمة تدبيره (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(165).

مميزات المنهج القرآني في الاستدلال إن المتأمل في كتاب الله تبارك وتعالى ـ القرآن الكريم ـ يجد نفسه أمام مزايا كثيرة ومتعددة للمنهج القرآني في الاستدلال. تعجز العقول عن حصرها وتعدادها، لأن حصر هذه المزايا لا يدخل تحت استطاعة بشر، لأنه كتاب الله إلى الناس كافة، وإلى الخلق أجمعين، فلم يخاطب طائفة من بني البشر دون أخرى ولم يعن بفريق على حساب فريق، وإنما عني بالجميع، فبث البراهين الاستدلالية في ثنايا آياته بصورة تناسب جميع المستويات، وبذلك كانت الأدلة على وجود الله في متناول الجميع.

ولذا فليس في وسعي، أن أستـقصي ما أحصى المنهج القرآني في الاستدلال من مميزات. فإن هذا ـ مع أنه متشعب الطرق ودقيق المسالك ـ يحمل من الكثرة والسعة بحيث لا يخضع لحصر، ولا ينقاد لاستقصاء، وإنما أحاول أن أشير إشارات موجزة أستخلصها من خلال دارستنا ومن خلال سطور هذا البحث.

وعلى ضوء هذا يمكن إجمال مزايا المنهج القرآني في الاستدلال في المصابيح التالية:

* تميزت البراهين المنهجية للمنهج القرآني في الاستدلال بأن خاطبت الإنسان ككل بما فيه من إرادة وعقل وجدان ـ أي خاطبته بجانبيه العقلاني و الوجداني هذا من

* ناحية ومن ناحية أخرى ـ خاطبت جميع بني البشر كل قدر درجته من

* الفهم والإدراك، كما تميزت بالثبات والتنوع لأنها خطاب الله تعالى للبشر كلهم. مستمدة من أصل طبيعتهم ومن رسالتهم الإلهية التي جاءت عامة للبشرية جمعاء معتمدة في المقام الأول على الفطرة الإنسانية.

* تقرير المنهج القرآني الكريم لمنهج الجدل رداً لشبهات الخصوم التي كانوا يثيرونها حول عقائد الدين، كما أنه لم يمد في حبل هذا الجدل إلا بالتي هي أحسن حرصاً على وحدة الجماعة من جانب ولدحض الافتراءات والشبهات التي كانوا يدعونها من جانب آخر.

* حذر المنهج القرآني من تعقل ما لا مجال لتعقله من أمور العقيدة لأن العقل يعجز عن أن يصل فيها إلى حقيقة يقينية فكان ذلك صوناً للعقل.

* إن بناء المنهج القرآني في الاستدلال أقيم على ما فطرت عليه النفوس من الإيمان بما تشاهد وتحس فهي أقوى في الحجة وأبلغ في الأثر.

* إن المنهج القرآني في قضاياه الاستدلالية لم يخضع لقواعد بشرية تخطيء وتصيب بل قواعده ثابتة لا تحتمل إلا الصواب المبني على اليقين.

* إن المنهج القرآني قام في الاستدلال على التوجيه والإرشاد والدعوة بالتي هي أحسن وإن أسلوب اللين والرفق أدعى لقبول الحق.

* إن المنهج الاستدلالي في القرآن الكريم قام على تقرير الحجج الصحيحة وإبطال الشبه الفاسدة ليخلص البشرية من عناء البحث والفكر وانطماس الحقيقة لكثرة ما دار حولها من خلاف.

* إن المنهج القرآني خاطب العقل البشري في أروع مظاهر القوة والبيان والإقناع. ففي أي مكان ينظر الإنسان في كتاب الله تبارك وتعالى تقع عينه على الأدلة الباهرة التي تقـنع العقول والقلوب وتملأ الأفئدة والألباب، وتأخذ بيد الإنسان إلى خالقه تبارك وتعالى.

* إن المنهج القرآني تناول الخاصة والعامة كما أنه يرضي العقول ويحرك المشاعر ويمتع الوجدان لقيامه على السلطان العقلي والمادي.

إن المنهج القرآني اتخذ في الدعوة إلى الله طريقاً ذا شقين:

الأول يتمثل في: الدعوة إلى الدين الواحد والنهي عن الفرقة في الدين.

والثاني يتمثل في: الدعوة إلى النظر والتفكير، وترك ما لا يقره العقل الواعي، القائم على الفطرة والدين، والثورة على الشرك في جميع صوره وأشكاله.

* إن الاستدلال القرآني اتخذ في تقرير العقائد منهجاً واحداً ذا شقين:

أحدهما: لهدم العقائد المتوارثة التي أضحت في عالم المعتقد لا غذاء فيها للقلب والروح.

وثانيهما: لبناء العقيدة الصحيحة التي تملأ جوانب النفس البشرية بالإيمان الصحيح.

ومن هنا يتضح أن المنهج القرآني في الاستدلال كما أشرنا في صدر البحث جاء ليحمل عن الإنسان إصر المناهج البشرية ويرشده إلى الطريق المستقيم حيث تلتقي طاقات الإنسان كلها في بوتقة فطرته السليمة وتتوحد جميعاً لترتفع إلى الحق تبارك وتعالى مشيدة بعظمته مقرة بوحدانيته ومعلنة عبوديتها لله رب العالمين عن علم وبصيرة. (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(166).

____________________

(107) سورة البقرة، الآية141.

(108) سورة الجاثية، الآية24.

(109)سورة النجم، الآية 33 وراجع الدكتور كمال جعفر المرجع السابق.

(110) سورة الحج، الآية17.

(111) سورة الجاثية، الآية24.

(112) سورة يس، الآية79.

(113) سورة الروم، الآية27.

(114) سورة الزمر، الآية3.

(115) عباس محمود العقاد كتاب الله ص225 ط دار المعارف 1969م.

(116) راجع الدكتور عبد الحميد الكردي علاقة صفات الله بذاته ص 23 ط الثانية1989م.

(117) سورة الحج، الآية68.

(118) سورة النحل، الآية125.

(119) سورة الأنعام، الآية148.

(120) سورة الأنبياء، الآية24.

(121) سورة المؤمنون، الآية117.

(122) سورة الإسراء، الآية36.

(123) سورة النجم، الآية28.

(124) سورة النجم، الآية23.

(125) سورة النساء، الآية83.

(126) سورة الذاريات، الآية 8 وراجع تفسير الخازن ج4 تفسير سورة الذاريات وراجع تفسير المنار للشيخ رشيد رضا ج5 ص234 وما بعدها ط 1963م وتفسير الكشاف للزمخشري ج1ص284ط1354م.

(127) سورة الزمر، الآية23 وراجع الإمام الرازي مفاتيح الغيب ج6 ص61، ج7 ص63ط القاهرة 1308هـ.

(128) راجع الإمام ابن تيمية تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الحراني درء تعارض العقل والنقل ج1ص274 تحقيق محمد رشاد سالم1971م.

(129) سورة الطور، الآية35.

(130) سورة يس، الآية 81.

(131) الإمام ابن تيمية مجموع الفتاوى ج2 ص11 وراجع مختصر الصواعق المرسلة ج1 ص 71لابن القيم. وراجع الإمام الغزالي إحياء علوم الدين ج1ص105 ط الاستقامة.

(132) (133) سورة يونس، الآية 6ـ67 وهذا اللون من الآيات والأدلة كثير ومتنوع في القرآن الكريم كما في سورة الرعد، الآيات 3ـ4 وسورة الحجر، الآيات 19ـ32.

(134) وفي هذا رد حاسم على دعوى انفصال العقل عن الدين أو العقل عن الإيمان.

(135) سورة غافر، الآية7.

(136) سورة فاطر، الآية28.

(137) سورة الشمس، الآيات 1ـ6 كما أقسم بالليل والنهار والشفق، والرياح والسحاب، كما أقسم بالعصر والنفس وأيضاً بالشفع والوتر.

(138) سورة الروم، الآية50.

(139) سورة النحل، الآية78.

(140) سورة الإسراء، الآية36.

(141) سورة الأعراف، الآية185.

(142) سورة الذاريات، الآية 21.

(143) سورة يونس، الآية101.

(144) سورة الطارق، الآية7.

(145) سورة الغاشية، الآية20.

(146) سورة ق، الآية6.

(147) سورة العنكبوت، الآية19.

(148) سورة العنكبوت، الآية20.

(149) سورة النور، الآية43.

(150) سورة الإنسان، الآية3.

(151) سورة المرسلات، الآية23.

(152) سورة الواقعة، الآية59.

(153) سورة الحج، الآية5.

(154) سورة المؤمنون، الآية14.

(155) سورة غافر، الآية67.

(156) سورة الروم، الآية 54.

(157) سورة لقمان، الآية20.

(158) سورة فاطر، الآية3.

(159) سورة النجم، الآية42.

(160) سورة الإسراء، الآية49.

(161) سورة العنكبوت، الآية 49.

(162) سورة فصلت، الآية53.

(163) سورة النجم، الآية18.

(164) سورة الواقعة، الآية18.

(165) سورة الأعراف، الآية54.

(166) سورة آل عمران، الآية8.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2008/11/22   ||   القرّاء : 6225





 
 

كلمات من نور :

حمله القرآن عرفاء أهل الجنة .

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 تجلّي آيات من القرآن الكريم في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام)

 الامام الحسن (عليه السلام) بين جهل الخواص وخذلان العوام

 ظاهرة الحروف المقطعة في فواتح سور القرآن - درس التفسير 1

 التدبر المضموني والبنيوي في الحروف المقطعة - الدرس 2

 ذكر فضائل علي اقتداءٌ برسول الله

 وفد من الكويت في زيارة للدار

 رئيس القساوسة في جورجيا يزور دار السيدة رقية (ع)

 دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم تحقق المركز الأول لجائزة 114 القرآنية العالمية

 الختمة القرآنية المجوّدة للدكتور القارئ رافع العامري

 المصحف المرتل بصوت القارئ الحاج مصطفى آل إبراهيم الطائي

ملفات متنوعة :



 النبي موسى (عليه السّلام) وآية فلق البحر

 دروس في قواعد التحكيم

 التفكير في التصور القرآني

 جهود الأئمة (عليهم السلام) في خدمة القرآن والعقيدة

 حوار وكالة الانباء القرآنية العالمية مع سماحة الشيخ حسين صالح العايش

 المعجزة

 حقيقة الإنسان في القرآن

 دراسة حول أدعية الإمام الحسين في يوم الطف

 91 ـ في تفسير سورة الشمس

 نافذة على إعجاز القرآن‌

إحصاءات النصوص :

  • الأقسام الرئيسية : 13

  • الأقسام الفرعية : 71

  • عدد المواضيع : 2213

  • التصفحات : 15490447

  • التاريخ : 19/04/2024 - 12:09

المكتبة :

. :  الجديد  : .
 الميزان في تفسير القرآن (الجزء العشرون)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء التاسع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثامن عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الخامس عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الرابع عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثالث عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الثاني عشر)

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء الحادي عشر)



. :  كتب متنوعة  : .
 القرآن حكمة الحياة

 الصوت وماهيته ـ والفرق بين الضاد والظاء

 الميزان في تفسير القرآن (الجزء السادس عشر)

 تفسير القرآن الكريم المستخرج من آثار الإمام الخميني (ره) - المجلد 4

 الأسرة في القرآن

 مراحل تدريس علوم القرآن الكريم

 تفسير آية الكرسي ج 2

 تفسير الصافي ( الجزء الخامس )

 لطائف ومعارف القرآن الكريم بين سؤال وجواب ج2

 الكافي لاحكام التجويد

الأسئلة والأجوبة :

. :  الجديد  : .
 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم



. :  أسئلة وأجوبة متنوعة  : .
 معنى نفخ الروح

 ما هو معنى التفسير؟

 هل يجوز مسّ ترجمة القرآن الكريم بلا طهارة ؟

 ( معنى قوله تعالى (فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء) )

 في تحريم الخمر والميسر

 يرجى ذكر حكم النون في الكلمات التالية نظراً لأحكام النون الساكنة والتنوين:

 كيف نفهم زمن هذه الخلقة؟

 هل هذه الآية تعبر عن العنف في الإسلام ؟

 لماذا تكررت الاشارة الى بعض الآيات في القرآن الكريم، ولمَ أعيد ذكر عدد من القصص القرآنية في عدة مواضع، وما المتوخى من ذلك؟

 هل يجب مد الحروف المدية : أو مايسمى في علم التجويد ( المد اللازم الكلمي المثقل ) مثل ( الظالّين ، الصاخّة ، تحاجّوني ) .

الصوتيات :

. :  الجديد  : .
 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 60 - القسم الأول

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الثاني

 الجزء 30 - الحزب 59 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 58 - القسم الأول

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الثاني

 الجزء 29 - الحزب 57 - القسم الأول

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الثاني

 الجزء 28 - الحزب 56 - القسم الأول



. :  الأكثر إستماع  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (24599)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (12777)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (9655)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (9080)

 الدرس الأول (8133)

 الشیخ الزناتی-حجاز ونهاوند (7856)

 سورة الحجرات وق والانشراح والتوحيد (7333)

 الدرس الأوّل (7330)

 آل عمران من 189 إلى 195 + الكوثر (7329)

 درس رقم 1 (7255)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 مقام البيات ( تلاوة ) ـ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد (6605)

 مقام صبا ( تواشيح ) ـ ربي خلق طه من نور ـ طه الفشندي (4847)

 مقام النهاوند ( تلاوة ) محمد عمران ـ الاحزاب (4087)

 مقام صبا ( تلاوة ) ـ حسان (3843)

 سورة البقرة والطارق والانشراح (3536)

 مقام البيات ( تواشيح ) ـ فرقة القدر (3365)

 الدرس الأول (3213)

 تطبيق على سورة الواقعة (3066)

 الرحمن + الواقعة + الدهر الطور عراقي (3037)

 الدرس الأوّل (2980)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الجزء 16 - الحزب 32 - القسم الأول

 سورة الاحقاف

 الصفحة 163

 سورة النحل

 سورة الصف

 الصفحة 216

 الصفحة 580 (ق 1)

 الصفحة 600 (ق 2)

 سورة الفتح

 70- سورة المعارج

الفيديو :

. :  الجديد  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 الأستاذ السيد محمدرضا المحمدي - سورة آل عمران

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الفرقان

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة الإنسان

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

 أستاذ حيدر الكعبي - سورة النازعات

 اعلان لدار السیدة رقیة (ع) للقرآن الکریم



. :  الأكثر مشاهدة  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (8862)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (8263)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (7366)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (7035)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (6841)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (6704)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (6630)

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار (6603)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (6599)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (6376)



. :  الأكثر تحميلا  : .
 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الاول (3056)

 القارئ أحمد الدباغ - سورة الدخان 51 _ 59 + سورة النصر (2758)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثاني (2571)

 سورة الطارق - السيد محمد رضا المحمدي (2379)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس السابع (2299)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع (2296)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الثالث (2250)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الحادي عشر (2247)

 سورة الدهر ـ الاستاذ عامر الكاظمي (2244)

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الخامس (2234)



. :  ملفات متنوعة  : .
 الأستاذ السيد نزار الهاشمي - سورة فاطر

 دورة التجويد المبسط لسنة 1429 ـ الدرس الرابع

 سورة الاحزاب ـ السيد حسنين الحلو

 سورة الانعام 159الى الأخيرـ الاستاذ ميثم التمار

 تواشيح الاستاذ أبي حيدر الدهدشتي_ مدينة القاسم(ع)

 محمد علي فروغي - سورة القمر و الرحمن و الكوثر

 محمد علي فروغي - سورة الأنعام

 خير النبيين الهداة محمد ـ فرقة الغدير

 أحمد الطائي _ سورة الفاتحة

 أستاذ منتظر الأسدي - سورة البروج

















 

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net