توجيهات لخدام القرآن الكريم لاستقبال شهر رمضان المبارك 1446هـ
سماحة الشيخ عبدالجليل المكراني
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
من باب التشرف ومن باب الازدياد ومن باب الإفاضة...
هناك مقدمات لا بدّ أن ندرك عظمت ما نحن فيه.
لو سجد الإنسان سجدة واحدة مدى الحياة يريد من خلالها أن يشكر الله عز وجل أن جعله من أهل القرآن لما وفى حق هذا الأمر لو أيّ واحد منا سجد لله سجدة واحدة وكانت هذه السجدة من باب أن يشكر الله أن جعله من أهل القرآن أو وفقه أن يكون من حضّار مجالس أهل الذكر أو أن يكون في مقام الشكر لله أنه من تلك الأمة التي أُنزل عليها القرآن الكريم لما أدى حق ذلك الشي وهذه النعمة...
إذاً نحن في نِعم لابد للعبد أن يُدرك عظمت هذا القرآن الكريم ليس فقط أن يدرك حق الثواب فلكل قارئ ثواب ويتحصّل على ذلك الثواب الذي من خلاله إما في مقام التعلم وإما في مقام التلاوة لكتاب الله العزيز...
لكن هنا لابد لنا أن نقف ونحن حملة القرآن ونحن من يدعو الناس ويذكّر الناس في شهر رمضان المبارك بمجالس الذكر بمجالس القرآن الكريم.
فقبل أن يدخل هذا الشهر الكريم فأنا داعي إلى الله عز وجل وأنا بعنوان حامل للقرآن الكريم فأولاً لا بد أن أُدرك هذا المعنى وأن أُدرك هذه النِعم التي أُعطيتُ إياها دون غيري وفضلتُ بها دون غيري.
وهنا يأتي الكلام بأنني كيف أكون من خلال القرآن الكريم؟ من خلال نفسي؟
بأنّ هناك محورية في الوجود (إنسان وعالم وقرآن كريم) كل ما ينطبع على الإنسان من خلال قراءته للقرآن الكريم هو انطباع لحقيقة القرآن ربما البعض لا يُدرك أنّ ما يقوم به في الواقع عظيم، هو يُخاطب الله عز وجل ويعيش حالة من مخاطبة الله له!
يعني أنا وأنت وفلان وفلان يخاطبنا الله فحين لا يُدرك أنه يُخاطبه الله عز وجل، فلعله في بعض الأحيان حينما يعلم بأنّ خطاب المرجعية لك سوف تُعظِم من نفسك بأنك قد خُوطبت من قبل المرجعية، حينما يُخاطبك العالم الفلاني سوف تقول للناس لقد خصّني العالم الفلاني بخطاب خاص، حينما يُخاطبك قائم آل محمد بخطابٍ لك سوف تقول للناس بأن الله خصّني بخصوصية لأنّ الإمام قد خاطبني ولكن حينما يُقال (خاطبك الله) (تكلم معك الله) عظيم أو لا؟ تُدرك؟ خاطبني الله...
أيضاً شهر رمضان أخذ هذا الشهر قدسية لأنه أنتسب إلى الله بيت من بيوت الله أخذ القدسية لأنه أنتسب إلى الله.
أنت قارئ كتاب الله أخذت هذه القدسية بأنك نُسبت إلى الله عز وجل
*هنا نقف ونحاسب أنفسنا*
لماذا في بعض الأحيان لا نُدرك عظمت ما نحن فيه؟؟؟
والسؤال الثاني/ لماذا لا أكون شخصية مؤثرة حينما ألتقي مع فلان وفلان من الناس أوليس القرآن يؤثر؟؟ ولو بعد حين لماذا هذا التأثير لا يخرج مني إلى الآخر؟
لماذا حينما أكون في مجلس خاص لا تخرج هذه الإثارة وهذه القوة القرآنية إلى من كان في المجلس هل الطرف الآخر هو أقوى مني أو أنا أقوى منه؟
المفروض أنني أقوى من أي طرف كان لأنني سُميتُ (بحامل القرآن) فلابد أن يكون هذا التأثير أقوى و أقوى هنا ثلاثة عوامل ربما تكون مؤثرة لابد من رفعها قبل شهر رمضان إن كنت تريد أن تكون متأثر ومؤثر في داخل الأسرة في داخل البلدة في داخل المجتمع.
- العامل الأول
أن يكون عند الإنسان *(قصد التعلم)*
عامل قصد التعلم لمعرفة القرآن الكريم، هل هذا الأمر حاضر عندنا أو ليس بحاضر؟
حينما نحضر في مجالس الذكر هل هذه الخصوصية موجودة أن تقول حضرتُ لأجل قصد التعلم حضرتُ لأجل أن أدرك عظمت القرآن الكريم، هل هذا المعنى حاضر أو ليس بحاضر؟
حينما يقال عن الشيخ عباس القمي (قدّس سرّه) بأنه إذا أراد أن يكتب اسم إمام معصوم لا يكتب اسم ذلك المعصوم إلا وهو في حالة من الوضوء إذن الشيخ عباس القمي الذي تحصّل على تلك التوفيقات العظيمة أدرك عظمت المعصوم فلا يمكن أن يكتب اسم المعصوم في ورقة إلا وهو على وضوء بل أعظم من ذلك يتعجب من أولئك الذين يختصرون الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله بحرف ص إذن هذا المعنى لابد أن يكون حاضر عندنا في قضية قصد التعلم من خلال عظمت القران الكريم ومعرفتنا بالقرآن الكريم لماذا يتبدل وجه الإمام الصادق عليه السلام حينما يُذكر في حضرته اسم النبي محمد صلى الله عليه وآله الرواية تقول يتبدل وجهه يتغير وجه الإمام الصادق فقط لأنه ذُكر في محضره اسم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
فهل نحن حينما نقرأ القرآن ندرك عظمت ما نحن فيه؟
هذا قصد التعلم. قصد التعلم أن أُدرك هذه العظمة من خلال أنني أنغرس أكثر وأكثر في القرآن الكريم كريم. فأكون متأثر بالقرآن من خلال قصد التعلم من أخذ تلك الكنوز.
لا يمكن أن تكون لو سجدت العمر كله بسجدة واحدة لن أصل إلى مقدار ذلك الشكر لله عز وجل إلا من خلال أن تكون في مقام التعلم لعظمة القرآن الكريم. فلا بد من الآن. أن نعاهد الله في كل جلسة أن نكون في مقام قصد التعلم. ليس قصد تعلم التلاوة، بل قصد تعلم كنوز القرآن الكريم كريم. فمن خلاله ينطبق عليه ما جلس إنسان في محضر القرآن الا وازداد هدى ونقص من ضلال.
- العامل الثاني
هو عامل ربما يحضر عند بعض الشباب وهو ماذا؟
إذا أدرك عظمت ما نسب إليه تكون عنده حالة من *(الاعتداد بالنفس)*
هل أنت تعيش بعد قصد التعلم للقرآن الكريم حالة نكران الذات؟ أو الاعتداد بالنفس؟
هل تعتدّ بنفسك أنك قارئ للقرآن؟ فتنظر في مقام أنك توبخ المجتمع أنهم لم يعظّموا القرآن وأنت قمت بتعظيم القرآن؟ فكانت عندك حالة من الاعتداد بالنفس وتنظر في نفسك أنك أفضل من الآخرين (أحد العلماء أخذ ولده إلى مسجد جمكران الولد نظر إلى الناس نيام فالتفت إلى أبيه فقال يا أبتاه ليلة أربعاء و ليلة عبادة و ليلة تهجد والناس نيام؟ ما هو الجواب؟ يعني أنه رأى في نفسه أنه أفضل من الآخرين فقال يا ليتك كنت مثلهم نائم) حالت أن يكون عندي حالة كلما كان قصد التعلم حصلت المرتبة الثانيه وهي مرتبة نكران الذات مرتبة أفلا أكون عبداً شكوراً و لا أرى في نفسي على أحد فضل كي لا يكون هناك حجاب يسمّى الإعتداد بالنفس فإذا حصل حجاب الاعتداد بالنفس كانت هناك موانع من الاستفادة من التأثر و التأثير.
- العامل الثالث
إذا صار عندنا حالة تسمى بنكران الذات و عدم الاعتداد بالنفس سوف نرفع حجاب هو من أعظم الحجب وهو حجاب (ال الأنا) كثير من المشاكل التي تكون في المجتمع هي بسبب *الأنا* حتى في المجالس متى ما كان حديث الأنا في النفس سوف تنتهي هذه الجلسة إذن هذه الأمور لابد لنا أن نلتفت لها هكذا تكون متأثر ومؤثر، والتنظر إلى نفسك في أي مرتبة أنت هل ترى في نفسك فضل على الآخرين أو تكون في مقام التعلم ونكران الذات ورفع الأنا.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.