• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الدعاء .
                    • الموضوع : خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (11) .

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (11)

اعداد: القسم الثقافي / عباس الجعفري

في الحلقة السابقة ذكرنا وبشكل تفصيلي خمساً من المكارم التي تحصل للإنسان عندما يدعو لفرج مولانا الإمام الحجة (عليه السلام). في هذه الحلقة نشرع ببيان باقي المكارم مستعينين بالملك الجبار:

المكرمة السادسة

أنه سبب فزع الشيطان اللعين وتباعده عن الداعي بنحو اليقين، والدليل على ذلك من وجهين:

أحدهما: العقل، وتقريره أنه لا ريب في أن هذا العمل الشريف عبادة نفيسة توجب كمال الإيمان - كما سيأتي إن شاء الله تعالى - والقرب إلى الله عز وجل، وكلما كمل إيمان المؤمن وازداد قربه من الله عز اسمه ازداد الشيطان عنه بعداً ونفوراً وليس ذلك إلا لميل كل شيء إلى ما هو من سنخه وجنسه، فكما أن الإنسان كلما كمل في مراتب العبادة والاجتهاد في الطاعة، وكسب الأخلاق الحسنة قرب من عالم الملكوت وانكشف له ما لا ينكشف لغيره.

- ولذلك ورد في الحديث: لولا أن الشياطين يحومون حول قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماء. [بحار الأنوار: 70 / 59 ح 39 باختلاف يسير]

كذلك يبعد عن الهواجس الشيطانية، والوساوس النفسانية، والشهوات الحيوانية ويبعد عنه الشيطان المغوي، والهوى المردي، حتى يبلغ الدرجة المذكورة.

- في الحديث القدسي، المروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): ما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته. الخبر. [الكافي: 2 / 352 / ح 7 ]

أقول: قد اختلج بالبال في توضيح هذا المقال وجهان:

الأول: أن يكون المراد أن العبد إذا بلغ تلك الدرجة العليا والمرتبة القصوى لم يكن همه إلا الله تعالى، وذهل عن ما سواه، وذكر السمع والبصر واللسان من باب المثال، يعني لا يريد شيئاً إلا الله، فهو سمعه وهو بصره، الخ.

وهذا هو الذي أشار إليه سيد الساجدين، وإمام العارفين، علي بن الحسين (عليه السلام) في المناجاة حيث يقول: فقد انقطعت إليك همتي، وانصرفت نحوك رغبتي فأنت لا غيرك مرادي ولك لا لسواك سهري وسهادي...

والثاني: أن يكون المراد، أن العبد إذا كان بتلك المنزلة، حصل له ما أراد، ولم يحجب عنه شيء فمعنى كون الله تعالى سمعه وبصره ويده أنه يسمع كل ما يمكن أن يسمع، ويبصر كل ما يمكن أن يبصر، ويفعل كل ما يريد فهو يسمع ما لا يسمعه غيره ويبصر ما لا يبصره غيره، ويفعل ما لا يقدر عليه غيره. وهذا من الصفات الربانية التي يعطيها الله عز وجل إياه حباً له ولهذا قيل: إن العبد إذا أطاع الله تعالى أطاعه كل شيء.

ويؤيد هذا المعنى قوله عز وجل: «إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته».

الوجه الثاني: من الدليل لاقتضاء هذا الدعاء تباعد الشيطان عن الداعي بتعجيل فرج صاحب الزمان، النقل:

- وهو ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه: ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا بلى، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه، ولكل شيء زكاة وزكاة الأبدان الصيام. [الأمالي للشيخ الصدوق: 37 مجلس 15]

أقول: وجه دلالة هذا الحديث الشريف على المطلوب يتوقف على ذكر مقدمة وهي أن للحب درجات ومراتب ولكل مرتبة من تلك المراتب أثر وفائدة للمؤمن الراغب فأول الدرجات هو الحب القلبي وهذه المرتبة هي التي يتوقف عليها الإيمان، والفوز برحمة الرحمن، والدخول في الجنان، فلو لم يقدر عبد على إظهار ما في قلبه من حب ربه وأوليائه (عليهم السلام) لكفاه بنص القرآن ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: 106] وينبعث من هذه المرتبة آثار شتى، بحسب استعدادات العبد وهي أفراد المرتبة الثانية، التي هي فرع المرتبة الأولى، ويعبر عنه بالتحابب والمودة ونحوهما، وقد يعبر عنه بالحب في الله.

وقد ورد في فضل التحابب والموادة أحاديث عديدة، ذكرها يوجب التطويل ولكل مرتبة من مراتبه آثار جميلة، وفوائد جليلة، ومن جملة تلك الآثار الشريفة ما ذكر في تلك الرواية اللطيفة، وهو تباعد الشيطان عن الإنسان، وهذا من أعظم أنواع الإحسان، من الخالق المنان.

إذا عرفت ذلك فاعلم أن المراد من الحب في الله، بقرينة قوله (صلى الله عليه وآله): «إن أنتم فعلتموه»، الظاهر في إرادة الأفعال البدنية الإنسانية هو التحابب والموادة، يعني إظهار المحبة القلبية إلى ذوي العقائد الدينية، بما يصدر من الأفعال البدنية.

ولا ريب أن أعظم أهل الإيمان وهو مولانا صاحب الزمان أولى بإظهار الحب إليه من جميع أفراد الإنسان، فثمرة التحابب وهو بعد الشيطان، تحصل بالدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان، أسرع من حصوله بالموادة لغيره كائناً من كان، وهكذا الحال في الموادة له بغير الدعاء من أقسام الموادة والموالاة وكذا الموالاة والموادة للنبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الطاهرين وصلحاء المؤمنين درجات بعضها فوق بعض والله سميع عليم.

المكرمة السابعة

النجاة من فتن آخر الزمان والسلامة عن الورود في شبكة الشيطان؛ والدليل على ذلك (مضافاً إلى ما ستسمعه من كونه سبباً لكمال الإيمان، وما مر في المكرمة السادسة من أنه سبب لتباعد الشيطان).

- ما رواه رئيس المحدثين في كتاب كمال الدين [إكمال الدين: 2 / 384 باب 38 ح 1] عن علي بن عبد الله الوراق (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال (عليه السلام) لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق، إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض.

قال: فقلت له: يا بن رسول الله (عليه السلام) فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سمي رسول الله وكنيه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً.

يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمة مثل الخضر، ومثله مثل ذي القرنين والله ليغيبن غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه... الخبر.

المكرمة الثامنة

أنه أداء لبعض حقوقه العظيمة في الجملة وأداء حق ذوي الحقوق من أعظم الأمور وأهمها عقلاً وشرعاً فالكلام يقع في مقامات:

الأول: أن أداء حق ذوي الحقوق من أهم الأمور بحكم العقل وهذا واضح عند ذوي العقول.

الثاني: أنه من أهم الأمور وأفضلها بحكم الشرع ويدل عليه روايات عديدة.

- منها ما روي بسند صحيح عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام )، قال: ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن. [الكافي: 2 / 170 باب حق المؤمن على أخيه ح 4]

الثالث: أن له (عليه السلام) علينا حقوقاً عظيمة وقد مر ذکر مجموعة قليلة منها فلا نطيل الكلام لخروج إحصاء حقوقه عن طاقة الأنام.

- ويدل على هذا المرام ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنه ليس يقدر أحد على صفة الله وكنه قدرته وعظمته، فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله وكنه قدرته وعظمته ولله المثل الأعلى فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله (عليه السلام)، وفضلنا، وما أعطانا الله، وما أوجب من حقوقنا، وكما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا، وما أوجب الله من حقوقنا، فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن، ويقوم به... الخبر. [بحار الأنوار: 67 / 65 / ح 13]

أقول: لا يخفى أن جميع حقوق المؤمن إنما هي من شعب حقوقهم وفضلهم.

الرابع: أن الاهتمام بأداء الحقوق يوجب الرفعة عند الله عز وجل فمن كان جهده وسعيه في هذا الأمر أتم كان عند الله أعز وأكرم.

- ويدل على ذلك ما روي في الاحتجاج [احتجاج الإمام الحسن العسكري : 2 / 267] عن الإمام الهمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: أعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدهم قضاء لها أعظمهم عند الله شأناً... الخبر.

الخامس: أن من جملة حقوق المؤمن على المؤمن الدعاء له، ويدل على ذلك، مضافاً إلى ما مر في حديث ابن أبي يعفور الذي رويناه آنفاً عن أبي عبد الله (عليه السلام ) وإلى ما سيأتي في أن من المكارم قبول الأعمال عن سيد العابدين (عليه السلام) من حصول أداء حق واسطة النعمة بالدعاء له.

- ما رواه العلامة المجلسي (ره) في البحار [بحار الأنوار: 74 / 226 / ح 20] عن فقه الرضا (عليه السلام): إعلم يرحمك الله، أن حق الإخوان واجب فرض. إلى أن قال: والإقبال على الله تعالى بالدعاء لهم... الخ.

- وما رواه ثقة الإسلام في أصول الكافي [الكافي : 2 / 169 حق المؤمن على أخيه ح 2] عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما حق المسلم على المسلم؟ قال (عليه السلام): له سبع حقوق واجبات، ما منهن حق إلا وهو عليه واجب، إن ضيع منها شيئاً خرج من ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه من نصيب. قلت له: جعلت فداك، وما هي؟ قال: يا معلى إني عليك شفيق، أخاف أن تضيع ولا تحفظ، وتعلم ولا تعمل. قال: قلت: لا قوة إلا بالله.

قال: أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك.

والحق الثاني: أن تجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره.

والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك.

والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.

والحق الخامس: أن لا تشبع ويجوع ولا تروى ويظمأ ولا تلبس ويعرى.

والحق السادس: أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب أن تبعث خادمك فيغسل ثيابه، ويصنع طعامه ويمهد فراشه.

والحق السابع: أن تبر قسمه وتجيب دعوته، وتعود مريضه وتشهد جنازته، وإذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها، ولا تلجئه أن يسألكها ولكن تبادره مبادرة، فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك.

أقول: الظاهر أن المراد بالواجب في الحديث، هو المعنى اللغوي فيكون أعم من الواجب والمستحب الشرعيين ويشهد لذلك روايات عديدة ذكرها يوجب التطويل.

إذا عرفت ما ذكرنا، فنقول: لا ريب في ثبوت هذه الحقوق لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) على جميع أهل الإيمان على كل من تلك التقادير وهذا واضح عند العارف البصير لأن إيمان الإمام أكمل من كل مسلم، وقد أطلق الأخ الشفيق، عليه في خبر عبد العزيز بن مسلم والدعاء في حقه إطاعة لأمره، وإعانة له باللسان وسنوضحه فيما سيأتي بأوضح بيان.

المكرمة التاسعة

أنه تعظيم لله وتعظيم لدين الله وتعظيم لرسول الله (عليه السلام).

أما كونه تعظيماً فقد أوضحناه في ذكر المكرمة الثانية، وأما كونه تعظيماً لله فهو مما لا يحتاج إلى بيان لأن تعظيم كل مؤمن لمحض الإيمان، ليس إلا لتعظيم الخالق المنان.

وأما حسن تعظيم دين الله، فمن البديهيات عند ذوي العقول، فلا نحتاج إلى ذكر خبر منقول، مع أنه قد شرع كثير من الواجبات والسنن لأجل هذا الأمر الحسن، كالأغسال المسنونة، وصلاة التحية والطهارة لدخول المساجد وقراءة القرآن وغيرها مما لا يحتاج إلى البيان.

وننقل حكاية لطيفة فيها موعظة شريفة، ذكرها يناسب المقام ويكون تنبيهاً لأولي الأفهام، من كتاب إعلام الناس، بما جرى للبرامكة مع بني العباس، حكى محمد بن يزيد المبرد قال: كان أبو عثمان المازني، جاء إليه يهودي وسأله أن يقرأه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار، فامتنع أبو عثمان من ذلك. فقلت له: سبحان الله ترد مائة دينار مع فاقتك وحاجتك إلى درهم واحد؟ فقال: نعم يا أبا العباس، اعلم أن كتاب سيبويه يشتمل على ثلاثمائة آية من كتاب الله، ولم أرد أن أمكن منها كافراً، فسكت ولم يتكلم.

قال المبرد فما مضت إلا أيام، حتى جلس الواثق يوماً للشرب، وحضر عنده ندماؤه، فغنت جارية في المجلس هذا الشعر:

أظلوم إن مصابكم رجلاً *** أهدى السلام تحية ظلم

فنصبت (رجلاً) فلحنها بعض الحاضرين من الندماء، وقال: الصواب الرفع لأنه خبر أن، فقالت الجارية: ما حفظته من معلمي إلا هكذا. ثم وقع النزاع بين الجماعة فمن قائل الصواب معه، ومن قائل الصواب معها.

فقال الواثق: من بالعراق من أهل العربية ممن يرجع إليه فقالوا: بالبصرة أبو عثمان المازني، وهو اليوم واحد عصره في هذا العلم.

فقال الواثق اكتبوا إلى والينا بالبصرة يسيره إلينا معظماً مبجلاً. فما كان إلا أيام حتى وصل الكتاب إلى البصرة فأمر الوالي أبا عثمان بالتوجه، وسيره على بغال البريد، فلما وصل دخل على الواثق فرفع مجلسه، وزاد في إكرامه، وعرض عليه البيت فقال: الصواب مع الجارية ولا يجوز في رجل غير النصب لأن (مصاب) مصدر بمعنى الإصابة، ورجلاً منصوب به والمعنى إن أصابتكم رجلاً أهدى السلام تحية ظلم فظلم خبر (إن)، ولا يتم الكلام إلا به، ففهم الواثق كلام أبي عثمان وعلم أن الحق ما قالته، وأعجب به، وانقطع الرجل الذي أنكر على الجارية.

ثم أمر الواثق لأبي عثمان المازني بألف دينار، وأتحفه بتحف وهدايا كثيرة لأهله، ووهبت له الجارية جملة أخرى ثم سيره إلى بلده مكرماً فلما وصل جاء المبرد فقال له أبو عثمان: كيف رأيت يا أبا العباس! تركت لله مائة، فعوضني ألفاً.

أقول: ترك المائة تعظيماً للقرآن، وتعظيم القرآن تعظيم الخالق المنان، فافهم أيها الإنسان واجهد في تعظيمه وتعظيم صاحب الزمان، فإنه عدل القرآن وشريكه في كل عنوان.

فإن القرآن حبل الله المتين.

والقائم (عليه السلام) حبل الله المتين.

القرآن: أعطاه الله النبي في قبال جميع ما أعطاه أهل الدنيا.

والقائم (عليه السلام) كذلك.

القرآن: قال الله تعالى في حقه: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9] وكذلك القائم (عليه السلام).

القرآن: فيه تبيان كل شيء.

القرآن: أنزله الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور.

القائم (عليه السلام): يظهره الله ليخرجهم من الظلمات إلى النور ظاهراً وباطناً.

القرآن التام غائب عن أهل العالم.

صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه غائب عن أهل العالم.

بالقرآن تبلى السرائر.

بظهور القائم عليه الصلاة والسلام تبلى السرائر.

القرآن: شفاء للمؤمنين.

القائم (عليه السلام): شفاء للمؤمنين.

القرآن: ﴿لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82] وطغياناً وكفراً.

وكذلك القائم (عليه السلام).

القرآن: هدى ورحمة لقوم ونقمة وبوار لقوم آخرين.

وكذلك القائم (عليه السلام).

القرآن: حجة باقية.

القائم (عليه السلام) حجة باقية.

القرآن: منع الله عنه مس الأيدي النجسة.

القائم (عليه السلام) منع الله عنه مس الأيدي النجسة.

القرآن: من أقر به أقر بجميع الكتب المنزلة، ومن لم يقر به لم ينفعه الإقرار بغيره من الكتب.

القائم (عليه السلام): من أقر به أقر بجميع الأئمة ومن لم يقر به لم ينفعه الإقرار بغيره من الأئمة.

القرآن: يشفع لقارئيه يوم القيامة.

القائم (عليه السلام): يشفع لتابعيه يوم القيامة.

المكرمة العاشرة

دعاء مولانا صاحب الزمان في حق الداعي له بالفرج والنصر.

- ويدل على ذلك، مضافاً إلى أنه مقتضى شكر الإحسان، الذي هو أولى به من كل إنسان قوله صلوات الله عليه في حجابه المروي في مهج الدعوات [مهج الدعوات: 352] بعد الدعاء لتعجيل فرجه ما لفظه: واجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين، وفي سبيلك مجاهدين وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين... الخ.

إذ لا ريب في أن الدعاء له وبتعجيل فرجه اتباع ونصرة له، فإن من أقسام النصرة للإيمان ولمولانا صاحب الزمان النصرة باللسان، والدعاء له من أقسام النصرة اللسانية، كما لا يخفى.

- ويدل على المطلوب أيضاً ما ذكره علي بن إبراهيم القمي [تفسير القمي: 1 / 133] في تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86] فإذا دعا المؤمن لمولاه (عليه السلام) بخالص الدعاء كافأه مولاه أيضاً بخالص الدعاء ودعاؤه مفتاح كل خير ومقلاع كل ضير.

- ويشهد لذلك ويؤيده ما رواه القطب الراوندي (ره) في الخرائج [الخرائج والجرائح: 1 / 392] قال: حدث جماعة من أهل أصفهان، منهم أبو العباس أحمد بن النصر وأبو جعفر محمد بن علوية قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له عبد الرحمن، وكان شيعياً قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي (عليه السلام) دون غيره من أهل الزمان قال: شاهدت ما أوجب ذلك علي وهو أني كنت رجلاً فقيراً، وكان لي لسان وجرأة فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين، فخرجت مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين، فبينا نحن بالباب إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام)، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟ فقيل: هو رجل علوي، تقول الرافضة بإمامته.

ثم قال: وقدرت أن المتوكل يحضره للقتل فقلت: لا أبرح من ههنا حتى أنظر إلى هذا الرجل، أي رجل هو! قال: فأقبل على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرتها صفين، ينظرون إليه فلما رأيته وقع حبه في قلبي، فصرت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته، لا ينظر يمنة ولا يسرة، وأنا أكرر في نفسي الدعاء له.

فلما صار بإزائي أقبل بوجهه علي، ثم قال استجاب الله دعاءك، وطول عمرك، وكثر مالك وولدك فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي. فسألوني: ما شأنك؟ فقلت: خيراً، ولم أخبر بذلك مخلوقاً، ثم انصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح الله علي بدعائه وجوهاً من المال، حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم، سوى مالي خارج داري، ورزقت عشرة من الأولاد، وقد مضى لي من العمر نيفاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة ذلك الرجل، الذي علم ما كان في نفسي، واستجاب الله دعاءه في أمري.

أقول: فانظر أيها العاقل، كيف كافى مولانا الهادي (عليه السلام) دعاء ذلك الرجل بسبب الإحسان ذلك بأن دعا له بما عرفت مع كونه خارجاً حينئذ عن زمرة أهل الإيمان. أفترى من نفسك في حق مولانا صاحب الزمان، أن لا يذكرك بدعاء الخير إذا دعوت له، مع كونك من أهل الإيمان! لا والذي خلق الإنس والجان بل هو يدعو لأهل الإيمان وإن كانوا غافلين عن هذا الشأن، لأنه ولي الإحسان.

ومما يؤيد ما ذكرناه في هذا المقام ما ذكره بعض إخواني الصالحين الكرام أنه رأى الإمام (عليه السلام) في المنام فقال (عليه السلام) له: إني أدعو لكل مؤمن يدعو لي بعد ذكر مصائب سيد الشهداء في مجالس العزاء، نسأل الله التوفيق لذلك إنه سميع الدعاء.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (2)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (3)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (4)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (5)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (6)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (7)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (8)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (9)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (10)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2314
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24