• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : علوم القرآن الكريم .
                    • الموضوع : مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الثالث ـ .

مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الثالث ـ

 ـ القسم الثالث ـ

محمد باقر سعيدي روشن

باحث واستاذ جامعي

تطرّق الباحث الكريم في القسم الثاني من البحث إلى موضوع: محتوى القرآن الكريم، إمكان عدّ لغة القرآن لغة عرفية، وغيرها من الأبحاث ذات الصلة. وأمّا القسم الثالث والأخير فيتناول فيه:

الشواهد والأدلّة التي تساق في إطار إثبات معرفية المدّعيات‌ القرآنية

وفي ما يلي ‌‌سنبحث‌ في الشواهد والأدلّة التي تساق في إطار إثبات معرفية المدّعيات‌ القرآنية.

الدليل الأوّل: التـوسّع في‌ مبادئ‌ الإنسان‌ المعرفية

تحظى مسألة الفهم والمعرفة في تعاليم الإسلام بمقام رفيع، خلافاً لمـا عليه الديانة اليهودية التي اعـتبرت‌ الإيـمان مجابهة للتعقّل، وفصلت طريق الوحي عن العقل‌100، وعدّت آدم‌ وحواء مطرودين من‌ الجنّة وعاصيين، وذلك‌ بسبب‌ فضولهما وحبّهما للاستطلاع والمعرفة واكتشاف الحقيقة101. وتختلف تعاليم الإسلام-أيضاً- مع ما تراه المدرسة الوضعية التي‌ تحصر الطـريق إلى معرفة الحقائق بالأسلوب التجريبي.

إنّ العلم والمعرفة في الإسلام يعدّان من أبرز خصائص‌ الإنسان؛ فقد بدأ القرآن الكريم‌ دعوته بالأمر بقوله:

﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ *عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ 102

واعتبر القـلم أفـضل أدوات البناء الثقافي التي اخترعها‌ الإنسان؛ قال‌ تعالى:

﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾103

كما إنّ مفردة العلم ومشتقّاتها المتعلّقة بالتعليم والتعلّم هي من أكثر المفردات تكراراً في‌ القرآن.

وقد أكد القرآن مراراً بأنّ اللّه لا يعذّب‌ أي‌ إنسان أو جماعة إلاّ بعد إيـصال العـلم لهم‌ وإتمام الحجّة عليهم‌104.

وصرّحت بعض الآيات- كما ذكرنا سابقاً- بأنّ فلسفة بعثة النبي الأكرم(ص)- مضافاً إلى التزكية-هي التعليم؛ قال تعالى:

﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾105.

وفـي بعض الآيات هناك استفهام ذو مغزى مهمّ يخاطب وجدان الإنسان، ويطرح قيمة العلم وأفضلية العلماء‌ على بساط‌ البحث؛ قال تعالى:

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ﴾ 106

وقال تعالى:

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾107

وهناك‌ مـن‌ الآيـات‌ مـا يقارن بين مرتبة المؤمن العالم والمؤمن‌ غير‌ العالم؛ قال تعالى:

﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ 108

وقد عدّت بعض الآيات العلم سـبباً للإيـمان؛ قال‌ تعالى:

﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾109

إنّ القرآن- من خلال هذا الاهتمام بالعلم- يخرج مصادر معرفة الإنسان‌ أساساً‌ من‌ حصرها بالأمور الحسّية، ويقدّم للإنسانية مـساحة مـعرفية أوسـع، وذلك من خلال فتح‌ الباب‌ أمام‌ ثروة العقل، وقابلية الكشف والشهود البـاطني، ومعرفة الوحي، وجعلها من مصادر الحصول‌ على المعرفة البشرية.

وفي‌ هذا‌ المجال‌ نبحث في هذه المصادر الأربعة التي أشرنا إليها.

1- الحسّ والتـجربة: تعرّضت الكـثير مـن‌ الآيات‌ القرآنية‌ إلى ذكر مختلف ظواهر الكون، وطالبت الناس بالنظر والتدّبر فـيها، واكـتشاف نقاط التلاقي‌ بينها. إنّ‌ أساس‌ هذه الدعوة يقوم على المشاهدة والتجربة واتّخاذ الخطوات التالية على أساسها؛ قال تعالى:

﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ﴾110

2- العقل: خلافاً للاتّجاه‌ الوضعي‌ الذي‌ يحصر مصادر العـلم الإنـساني بـالحسّ والتجربة، يذهب القرآن إلى وجود مصدر آخر للحصول على العلم‌ الإنساني، ويضع مدى ذلك‌ المصدر بيد الإنـسان مـساحة أوسـع ممّا تغطّيه الحقائق المحسوسة.

كما إنّ‌ القرآن‌ لا‌ يكتفي بعدم وضع العقل والإيمان على طرفي النقيض، بل يـرى العـقل‌ من أكثر الثروات الداخلية للإنسان، والإيمان‌ هو ثمرة من ثمرات العقل، ودعوة القرآن‌ الأساسية لجـميع النـاس هـي معرفة الحقيقة‌ اعتماداً‌ على أداة العقل ‌111.

لقد دعا القرآن الناس إلى التدبّر في آيات اللّه التكوينية في عالم الوجـود وآيـات‌ الوحي‌ التشريعي‌ أكثر من ثلاثمائة مرّة، وبمختلف التعابير211.

إنّ وجهة النظر القائمة على الرؤية الإسلامية‌ تـعتبر‌ العـقل حـجّة داخلية ونبياً باطنياً في‌ وجود كلّ إنسان، كما تعتبر الأنبياء: حججاً خارجية. ويقوم بناء الدين على التفكر وهـداية النـاس نحو الدين، والإيمان بوجود اللّه والنبي(ص) إنّما يقوم على اعتبار العقل 331

 3- التجربة الداخلية‌ والشعور الباطني: وبالإضافة إلى المـصادر المـذكورة‌ لكـسب‌ المعرفة الإنسانية، فإنّ‌ القرآن الكريم يرى طريقاً آخر لها لا‌ يعتمد‌ على الحسّ والتجربة أو الاستدلال العقلي، بل هو نـوع مـن التـجربة الباطنية. وهذا الكشف‌ والإشراق هو أمر وجداني، إذا توفّرت مقدّمات‌ حصوله‌ لشخص ما‌ كـانت‌ قـيمته‌ المعرفية أفضل بكثير من‌ المعرفة الذهنية والحصولية؛ لأنّ‌ المعرفة العقلية معرفة غيبية، ومدى المعرفة الحسّية محدود للغاية، في حين إنّ المـعرفة الشهودية‌ معرفة‌ مباشرة وحضورية ومداها واسع‌ جدّاً.

يقول تعالى في القرآن‌ الكريم:

﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾114

4- الوحي النبوي: وهناك-بالإضافة إلى المصادر المتقدّمة- مصدر معرفّي آخر فـي حـياة الإنسان، هو الوحـي النبوي. وفي هذا‌ المصدر‌ من المعرفة يـكون النـبي هو‌ الذي‌ يتلقّى‌ الوحي‌ بشكل مباشر، ولكنّ‌ فائدته‌ ستعمّ جميع البشر.

قال تعالى:

﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾115

إنّ نتيجة هذا التـوجّه المـعرفي-بالطبع-أنّه- سيؤدّي إلى تدعيم‌ إشـاعة‌ المـعرفة فـي نطاق‌ واسع من الحقائق المطروحة‌ في‌ إطـار المـدّعيات‌ الدينية.

الدليل الثاني: التعلّم‌ والتعقّل غاية قرآنية

ورد‌ في آيات كثيرة أنّ الهدف من إنزال الكـتاب الإلهـي يكمن في حثّ الناس على التدبّر والتـعقّل‌ والتذكر؛ قال تعالى:

﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ 116

وقال‌ تعالى:

﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾117

وقال‌ تعالى:

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾118

وخـلاصة القول: إنّ‌ القرآن‌ يعتبر‌ التعقّل‌ مـلاك‌ إنـسانية‌ الإنـسان، ويعتبر ترك التـعقّل سـبباً لتجرّد الناس من إنسانيتهم، قال تعالى:

﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ 119

وفي موضع آخر عدّ أمثال هؤلاء أخسّ من‌ الأنـعام وأضـلّ؛ قال تعالى:

﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ 120

وعلى هذا، يتّضح أنّ بروز التوجّه العقلاني للقرآن ودفعه النـاس إلى التـفكر وكشف‌ الحقائق-و من ضمنها الدعاوى الدينية-هو أمـر مـبتن على التـسليم بـالواقعية والمعرفية.

الدليل الثالث: البرهان‌ العقلي على مـعرفية القضايا الميتافيزيائية

لقد شغل هذا الموضوع أذهان المتكلّمين منذ القدم، وهو تساؤلهم عمّا إذا كانت اللغة البشرية تفتح الطـريق أمـام الإنـسان لمعرفة‌ اللّه‌ وصفاته وأفعاله؟

وهذا‌ التساؤل‌ ينشأ مـن أنّ وجـه اللّه- الذي لا يـضاهيه شيء- يختلف اختلافاً كلّياً عن‌ وجود الإنسان وجميع الظواهر الأخرى، في حين إنّ لغة الإنسان المتعارفة قد تكوّنت على أساس المفاهيم‌ الذهنية المنبثقة عمّا يحيط‌ به‌ من أمور وأشياء. وعلى هذا، فإنّ استخدام‌ هذه اللغـة للتعريف بموجود لا وجود لأي تشابه بينه وبين الموجودات الأخرى هو دخول‌ في مغامرة مجهولة النتائج، وقد برزت الاتّجاهات التعطيلية والتشبيهية‌ والتمثيلية و... للإجابة على هذا التساؤل الصعب.

وقد ظهرت في الآونة الأخيرة جـماعة مـن المتكلّمين ترفض استعمال المفردات الكلامية المشتركة بين الإنسان والباري تعالى، مستندة إلى علوّ اللّه واختلافه عن مخلوقاته، وتقول‌ بأنّ‌ الإطلاق الحقيقي‌ لأوصاف من قبيل: العلم والقدرة والحكمة والرحمة وأمثالها، لا يتناسب مع تعالى اللّه وغيريته المحضة.

ومن هنا، فلا يـبقى أمـامنا سوى القول بأنّ إطلاق هذه الصفات على الباري‌ تعالى‌ إنّما هو على نحو المجازية والرمزية 121.

ومن زاوية هذه الرؤية، فإنّ خصوصية الاستعمال المجازي هو عدم إمـكانية الحـديث‌ عن ‌‌الصدق‌ والإطلاق الحقيقي للمحمول على المـوضوع؛ وذلك لأنّ الذين تتوفّر فيهم صفة القدرة ممّن‌ نعرفهم‌ ليسوا‌ إلاّ مظاهر لقدرة اللّه. وعليه، فإنّ اصطياد مفهوم القدرة من‌ مصاديق محدودة وإطلاقه على الباري تعالى -و‌هو ذو القدرة اللامـتناهية- إطلاق غـير حقيقي، ومجاز لا يمكن ترجمته.

أمّا على ضـوء التـحليل العقلي‌ الذي قام به الفلاسفة‌ المسلمون‌ عن المفهوم والحقيقة، فيمكن تبيين هذا الموضوع بياناً عقلياً.

ووفقاً لهذه الرؤية، يتمّ حمل لفظ (الوجود) ومرادفاته في جميع اللغات-في أحد مفاهيمه‌ - على جميع المصاديق والمراتب؛ إذ في جميع المراتب لا تـكون نـقطة الامتياز‌ ونقطة الاشتراك شيئاً آخر غير الوجود ذاته، من قبيل مراتب النور شدّة وضعفاً؛ فإنّ تمايزها واشتراكها يعود بالذات إلى كونها نوراً، لا إلى شيء آخر.

وهذه الرؤية تقف في مواجهة رؤية المنزّهين من‌ المتكلّمين‌ الذين يرون أنّ الوجـود إذا نسب إلى شيء حمل معنى ذلك الشي‌. وعليه، فإنّ الوجود الذي يطلق على المخلوقات لا يمكن إطلاقه على اللّه‌221.

إنّ أهمّ إشكال على نظرية الاشتراك اللفـظي والتباين بين‌ الواجب‌ والممكنات يكمن في‌ خلط المصداق بالمفهوم؛ لأنّ الذي لا يقبل القياس بـين الخـالق والمـخلوقات هو مصداق‌ وجود اللّه وليس مفهومه. وإنّ اختلاف مراتب الوجود في المصاديق بحسب الشدّة والضعف‌ -في‌ عين الوحدة في أصـل ‌الوجـود-لا يوجب الاختلاف في المفهوم؛ فلو كان معنى الوجود في اللّه مغايراً لمعناه في الممكنات، لكان لازم ذلك انطباق نـقيض المـعنى فـي كلّ منهما على الآخر؛ إذ لا وجود لشيء‌ لا‌ يصدق‌ عليه أحد النقيضين. فمن باب المثال: حينما‌ نقول: الشيء‌ إمّا (إنسان) أو (لا‌ إنسان)، وإنّ نقيض معنى (الوجود) في الممكنات هو (العدم)، فإذا لم يطلق (الوجود) الذي يقابل (العدم) على اللّه تعالى، وجب أن يصحّ إطلاقه نقيضه‌ عليه وهو (العدم)، وكان الوجـود الذي ينسب‌ إلى اللّه‌ فـي الحـقيقة من مصاديق (العدم) 123.

وعليه، فبالالتفات إلى الأصل الفلسفي‌ في‌ الاشتراك المعنوي والاختلاف في المصداق- طبعاً بمفهومه في الفلسفة الإسلامية-لا يواجه حمل مفهوم الوجود وكلّ واحد من صفات‌ اللّه‌ الوجودية- مثل: العلم‌ والقدرة وأمثالهما-على اللّه- على نحو الحقيقة- أي‌ إشكال‌124.

كما يستفاد من كلمات الأئمـّة‌ المعصومين: إمكان إطلاق الصفات الكمالية المشتركة بين‌ الإنسان والباري تعالى-مثل: العلم والقدرة- على اللّه بالمعنى الحقيقي للكلمة، بعد حذف‌ المحدوديات الإمكانية. ويستفاد‌ كذلك‌ سلب‌ كلّ صفة تحمل شائبة النقص عنه تعالى‌125.

وقد تمّت الإشارة إلى أنّ‌ التحليل اللغوي العـقلي الذي قـام به بعض المحقّقين المسلمين في‌ مسألة وضع الألفاظ يثبت أنّ وضع المفردة‌ إنّما‌ يكون‌ في مقابل حقيقة المعنى. ومن هنا، فإنّ الاختلاف المصداقي لا يحول دون صدق‌ إطلاق‌ اللفظ‌ وعلى المعنى.

من باب المثال: حينما يتحدّث اللّه تـعالى عـن نعيم الآخرة والعذاب فيها، فإنّه‌ وإن‌ كان‌ مصداق النعيم والعذاب في عالم الآخرة يختلف عنهما في عالم الدنيا، إلاّ أنّ هذا‌ الاختلاف‌ لا‌ يسري إلى المفهوم‌126.

الدليل الرابع: تقبّل العقل لأمّهات المعارف القرآنية

إنّ البنية الأصلية والإطار العامّ‌ للمـعارف‌ العـلمية‌ والأخلاقية في القرآن يمكن بيانها وإثباتها عقلياً. وإنّ محورية اللّه- التي تكوّن الدعامة الأساس‌ لعقيدة‌ القرآن والتوحيدية- ترتبط بوثاق لا يكمن فصمه مع العقل والفكر.

قال تعالى:

﴿وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾127

إنّ القـرآن الكـريم- مضافاً إلى السمة‌ الإلهية‌ لكلامه-يستخدم البرهان العـقلي فـي‌ الكثير مـن المواطن لإثبات مدّعياته. وهذا الأمر دليل واضح‌ على حجّية‌ الأسلوب العقلي‌ وعقلانية المعارف القرآنية؛ ففي بعض الآيات- بعد التسليم بقانون العلّية-يتمّ إثبات‌ وحدة اللّه بـبرهان الخـلف، الذي يـستلزم‌ وحدة‌ الربّ‌ والخالق والذات أيضاً؛ قال تعالى:

﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا﴾128

كما عـد القرآن في آية أخرى إلى إثبات التوحيد في الألوهية ببرهان التمانع؛ قال‌ تعالى:

﴿وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ 129

وقد استدّل صدر المتألّهين- من خلال‌ الإشارة‌ إلى هـذه الآية- على توحيد اللّه عن‌ طريق استلزام تعدّد‌ الآلهة‌ لتعدّد العوالم الجسمانية 130.

والقرآن يحاجج المنكرين والمخالفين على الدوام، ويطالبهم بالبرهان؛ قال تعالى:

﴿أَِإلهٌ مَعَ اللهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ 131

إنّ مسألة‌ حقّانية‌ القرآن‌ وأصالته الإلهية قد طرحت بطريقة‌ اسـتدلالية‌ مـناسبة، وطولب‌ المشككون بأن يأتوا بمثله في العديد من الآيات 132.

أمّا مسألة المعاد والحياة‌ بعد الموت-والتي تشكل ركناً مـهمّاً‌ مـن عـقيدة القرآن-فقد تمّ‌ بيانها‌ مرارا‌ً وتكراراً بالأدلّة والشواهد‌ العقلية‌ المتقنة.

وفي آيات أخرى استدلّ على إمـكان المـعاد بالاستناد إلى الخلق الأوّل؛ قال تعالى:

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ﴾ 133

وفـي آيـات‌ عـدّة، ذكر‌ موضوع المعاد بالاستناد إلى قدرة اللّه المطلقة اللامتناهية؛ قال‌ تعالى:

﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ 134

إنّ فلسفة الحياة ومعناها هي عنصر آخر يـستند إليـه القـرآن الكريم في الاستدلال‌ على وجود‌ المعاد؛ قال تعالى:

﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ﴾ 135

وأحياناً يتمّ الاستناد إلى عدالة اللّه لإثبات العماد؛ قال‌ تعالى:

﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ 136

وفـي مـجموعة من‌ الآيات‌ تمّ‌ التأكيد‌ على أنّ‌ الروح لا تفنى حين الموت، وإنّما يأخذها اللّه عزّ وجلّ في تـلك اللحـظة؛ قال تعالى:

﴿اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ 137

ويرى القرآن أنّ موضوع علم الإنسان هو موضوع عـقلاني أيـضاً، واعـتبره أمراً يمكن‌ التدبّر فيه؛ قال تعالى:

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ 138

لقد تعرّض‌ القرآن‌ الكريم في الكثير من آياته إلى بيان فلسفة الشريعة، وأسـندها- من‌ خلال التـحليل الفلسفي- إلى الحقائق العينية. إنّ القرآن يرى أنّ أسـاس دعـواته وتـعاليمه‌ يقوم على تنظيم‌ علاقات‌ الناس في حياتهم الفـردية والاجـتماعية، المادّية‌ والمعنويّة، في‌ مسيرة رضا الربّ والتقرّب إليه، الذي يعني تقرّب الإنسان المعنوي وتعاليه الوجودي.

ومن هذا المـنطق، فإنّ القـرآن الكريم في الوقت الذي يبين فـيه‌ الفـلسفة‌ الخاصّة لكـلّ‌ واحدة مـن التـعاليم‌ الدينية، يرى‌ أن العلّة الغائية منها تكمن فـي ضـمان كمال الروح‌ الإنسانية واتّصال حضور اللّه في وجوده كحقيقة عينية؛ قال تعالى:

﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ 139

وقال تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ 140

وقال تعالى:

﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ 141

إنّ لغة بعض الآيات في الدعوة إلى الأعمال‌ الصالحة‌ هي لغـة‌ التـحليل الفلسفي وبيان‌ العلّة والمعلول. فعلى سبيل المـثال نـراه يـسند نتائج وثمار عـمل النـاس إلى أعمالهم؛ قال‌ تعالى:

﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾ 142

ومـن قبيل هذا‌ المبدأ‌ القائل‌ بأنّ التحوّل الفردي-إيجاباً أو سلباً- يؤدّي إلى التحوّل في‌ حياة الجماعة الإنسانية؛ قال تعالى:

﴿إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾143

وقال تعالى:

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ 144

وكذلك ما بينه كواحدة من‌ السنن الإلهية في علاقات الناس الاجتماعية، وهـو أنّ ضعف‌ وانحطاط المجتمعات البشرية ما‌ هـو إلاّ نـتيجة طـبيعية‌ لأعـمالهم‌ الإجـرامية؛ قال تعالى:

﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾ 145

وقال تعالى:

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ 146

وعلى هـذا، فإنّ عـقلانية المعارف القرآنية تشكل دليلاً واضحاً على عرفية لغة القرآن.

القرآن والعقيدة القائمة على الآيات

إنّ وجهة نظر القرآن‌ تقوم‌ على اعتبار جمع ظواهر عالم الوجود آيات وعلامات على ذات اللّه وصفاته وأفـعاله؛ قال تعالى:

﴿سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ 147

وقال تعالى:

﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ 148

وقال تعالى:

﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ 149

وفي هذه الرؤية القرآنية التي تنظر إلى جميع كائنات العالم بوصفها آيات، وضمن‌ اعتبارها للحقيقة الواقعية لهذه الكائنات، فإنّ كلّ واحدة من هذه المظاهر-مضافاً إلى شكلها الظاهري-تشير إلى حقيقة‌ أسمى‌ وأرقى، تتمثّل فـي خـالق هذا الوجود‌ وحكمته‌ وتدبيره لأمر العالم. وكما عبّر أحد مفكري الإسلام، فإنّ هذه الرؤية القرآنية تقوم على الالتزام بأنّ هذه الحقائق لها معنى واحد، وأنّ بـإمكان‌ المخلوقات‌ من ناحية صفاتها الوجودية أن تـكون آيـة على الحقّ ومظهراً‌ له؛ إذ لو كان لها معنيان لما كانت إحداهما آية على الأخرى‌150.

ومن الواضح أنّ طريقة محورية الآيات في العقيدة القرآنية‌ تستند‌ إلى الواقعية الميتافيزيقية والواقـعية المعرفية.

عقيدة الغـيب والشهود

لا ينحصر الوجود-في العـقيدة‌ القـرآنية- في المادّة والعالم المحسوس، بل إنّ عالم المادّة هو جزء من الواقع، والوجود أوسع بكثير من عالم الشهود، وعالم‌ ما‌ فوق‌ المادّة يشكل‌ القسم الأعظم من الوجود، وهو ما يدعى بعالم الغيب؛ قال تعالى:

﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ 151

والقرآن عند وصفه للمؤمنين، يعتبر إيمانهم بالغيب‌ واحداً‌ من‌ خصائصهم المميزة؛ قال‌ تعالى:

﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ 152

ويرى‌ القرآن‌ الكريم أنّ اللّه وحده هو العالم المطلق بجميع أجزاء العـالم مـن الغيب‌ والشـهود؛ قال تعالى:

﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾153

وبناء على ذلك، حينما تكون حقائق الوجود- وعلى رأسها ذات الباري‌ تعالى بوصفها حقيقة الوجود المـطلقة، وعالم الآخرة والملائكة والشيطان وغيرها- أوسع من رقعة الموجودات‌ المحسوسة، فإنّ‌ أسلوب‌ معرفة كـلّ واحـدة مـن هذه الحقائق لا بدّ أن يكون‌ مختلفاً ومتناسباً مع طبيعة‌ هذه‌ الحقائق، ولا يمكن اعتبار الأساليب التجريبية أساليب وافية لمعرفة جميع حـقائق ‌الوجـود. والقرآن إنّما‌ نزل‌ إلى الإنسان بغية توسيع أفقه وإخراجه من‌ الاقتصار على حدود عـالم الطـبيعة إلى العـالم اللامتناهي‌154.

نتيجة البحث

إنّ‌ الدلائل‌ الدينية-الداخلية والخارجية-المتعلّقة بالقرآن، والتي اعتبرت العقل والعلم‌ طريقاً إلى معرفة الحقائق، ومنها‌ القرآن‌ نفسه، الذي تصدّى إلى إثـبات مطالبه مستفيداً من‌ الأدوات والأساليب التي تعتمد اللغة الواقعية.. تثبت بما لا‌ يقبل‌ الشك‌ طبيعة القـرآن في حثّه‌ على المعرفة وهـداية النـاس إلى الهدف من الخلق، وأنّه‌ ليس بالإمكان التفريق بينهما وفصلهما عن بعضهما: قال تعالى:

﴿وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ 155

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

100. عقل ووحي در قرون وسطى: 4-5.

101. سفر التكوين 2: 61-81؛ و3: 1-6.

102. سورة العلق 96: الآيات 1-5.

103. سورة القـلم 68: الآيـة 1.

104. كما في الآية 24 من‌ سورة‌ الأنفال 8.

105. سورة البقرة 2: الآية 151.

106. سورة الرعد 13: الآية 61.

107. سورة الزمر 39: الآية 9.

108. سورة المجادلة 58: الآية 11.

109. سورة الحجّ 22: الآية 45؛ راجـع: پيام قرآن: 27.

110. سورة ق 50: الآيـة 6. وفـي نفس السياق راجع سورة الشعراء 26: الآية 7، وسورة‌ الملك‌ 67: الآية 91، وسورة عبس 80: الآيـات 42-82، وسـورة النـحل 16: الآية 87.

111. أنظر: سورة ص: الآية 92.

112. راجع الميزان في تفسير القرآن 5: 255.

113. تحليل وحي از ‌‌ديدگاه‌ اسلام ومسيحيت: 190.

114. سورة التكاثر 102: الآيتان 5 و6.

115. سورة النحل 16: الآية 44.

116. سورة ص 38: الآيـة‌ 29.

117. سورة إبـراهيم‌ 14: الآيـة 52.

118. سورة يوسف 12: الآية 2.

119. سورة الأنفال 8: الآية 22.

120. سورة الأعراف 7: الآية 179.

121. عقل واعتقادات ديني: 275-276؛ الموسوعة الفلسفية‌ بالإنجليزية 5: 169.

122. شرح المقاصد 1: 307.

123. نهاية الحكمة 8: فلسفه اخلاق: 286.

124. الرسائل للسبزواري: 605.

125. راجع نـهج البـلاغة: الخطبة 186.

126. تفسير تسنيم 3: 822، آشنايي‌ با قرآن 3: 89-401؛ تحليل زبان‌ قرآن: 230-235.

127. سورة المؤمنون 32: الآية 80.

128. سورة الأنبياء 12: الآية 22.

129. سورة المؤمنون 23: الآية 91.

130. الحكمة المـتعالية فـي الأسـفار العقلية الأربعة 6: 99.

131. سورة النمل 27: الآية 64. ومن هذا الباب كذلك في سورة الأنبياء 21: الآية 24؛ وسورة المـؤمنون‌ 23: الآية 117.

132. كما ورد‌ فـي الآيات 33-43 من سورة الطور 52، و13-14 من سورة هود 11، و23-24 من سورة البقرة 2، و88 من سورة الإسـراء 17.

133. سورة العـنكبوت 29: الآيـة 19.

134. سورة الأحقاف 46: الآية 33.

135. سورة المؤمنون 23: الآيتان 115 و115.

136. سورة القلم 68: الآيتان 35 و36.

137. سورة الزمر 39: الآية 42.

138. سورة المؤمن 40: الآية 67.

139. سورة العنكبوت 29: الآية 45.

140. سورة البقرة 2: الآية 183.

141. سورة البـقرة 2: الآيـة 179.

142. سورة الإسراء 17: الآية 7.

143. سورة الرعد 13: الآية 11.

144. سورة الأعراف 7: الآية 96.

145. سورة الروم‌ 30: الآية‌ 14.

146. سورة يوسف 12: الآية 109.

147. سورة فصّلت 41: الآيـة 53.

148. سورة الجـاثية 45: الآيـة 4.

149. سورة آل عمران 3: الآية 190.

150. شرح مبسوط منظومه 1: 40.

151. سورة الحجر 15: الآية 21.

152. سورة البقرة 2: الآية 3.

153. سورة التغابن 64: الآية 18.

154. قرآن در اسلام: 247-248.

155. سورة الأحزاب‌ 33: الآية‌ 4.

 

 

 

مصادر البحث

1-القرآن الكريم.

2-نهج البلاغة.

3- الكتاب المقدّس (العهد القديم والعـهد الجـديد)؛ برعاية جـمعية توزيع الكتب المقدّسة.

4- آشنايي با قرآن-معرفة القرآن؛ مرتضى المطهّري، انتشارات صدرا-طهران، 1370 ش.

5- الإتقان في علوم القرآن؛ جلال الدين السـيوطي، انتشارات بيدار-قم.

6- أصول الكـافي؛ محمّد بن يعقوب الكليني، ترجمه‌ للفارسية‌ السيد‌ جواد المصطفوي، انتشارات‌ علمية إسلامية-طهران.

7- الهيات مسيحي-علم اللاهوت‌ المسيحي؛ هنري‌ تيسون، ترجمه‌ للفارسية طاووس‌ ميكائيليان، انتشارات حيات أبدي.

8- البيان في تـفسير القـرآن؛ السيد أبو القاسم الخوئي، المطبعة العلمية-قم، 1394 هـ.

9- پيام قرآن-رسالة القرآن؛ ناصر مكارم الشيرازي، مدرسة الإمام على بن أبـي طـالب‌ (ع)- قم، الطبعة‌ الخامسة- 1374‌ ش.

10- تاريخ قرآن-تاريخ القرآن؛ محمود راميار، أمير كبير-طهران، 1369 ش.

11-تحليل زبـان قـرآن‌ وروش‌شناسي فهم آن، الدكتور محمّد باقر سعيدي روشن پژوهـشگاه‌ حوزة ودانـشگاه، پژوهشگاه فرهنگ وانديشه اسلامي، چاپ سوم، 1387 ش.

12-تحليل وحي از ديدگاه‌ اسلام‌ ومسيحيت-دراسة الوحي من منظار الإسلام والمـسيحية؛ محمّد باقر سـعيدي روشن، مؤسّسة الثقافة‌ والفكر، 1375 ش.

13- تفسير تسنيم، آية اللّه جـوادي آمـلي، انتشارات اسراء، ج 1، قـم، 1387 ش.

14- الحكمة المـتعالية فـي الأسفار العقلية الأربعة؛ محمّد صدر الدين الشـيرازي، مكتبة‌ المـصطفوي- قم، 1363 ش.

15- در آستانه قرآن-في حضرة القرآن؛ روجيه بلاشير، ترجمه للفارسية محمود راميار، مكتب‌ نشر الثقافة الإسلامية-طهران، 1356 ش.

 16-الرسائل؛ المولى هادي‌ السـبزواري، بإشراف جـلال الدين الآشتياني، أسوه-طهران، 1370  ش.

 17-زبان وتفكر-اللغة والتفكير؛ محمّد رضا البـاطني، فرهنگ معاصر ايران-طهران، 1369ش.

 18-شرح حديث عـقل‌ وجـهل-شرح‌ حديث العقل والجهل؛ السيد روح اللّه الخميني، نسخة خطّية مـوجودة فـي مؤسّسة تنظيم وآثار‌ الإمام‌ الخميني رحمه اللّه.

 19-شرح مبسوطه منظومه-شرح المنظومة المفصّل؛ مرتضى المطهّري، انتشارات حكمت، 7631 ش.

20- شرح المـقاصد؛ التفتازاني، منشورات الشـريف الرضي، ايران، قم.

21- عقل واعتقادات‌ ديني-العقل‌ والعقائد الدينية؛ مايكل بـيترسون وآخـرون، ترجمه للفـارسية أحمد النراقي وآخرون، طرح نـو-طهران، 1376 ش.

 22-عقل ووحـي‌ در‌ قرون وسطى-العقل والوحي فـي القـرون الوسطى؛ أتين هنري جيلسون، ترجمه‌ للفارسية شهرام بازوكي، مؤسّسة الدراسات والتحقيقات‌ الثقافية-طهران، 1371 ش.

23- علم ودين-العلم والدين؛ إيان باربور، ترجمه للفارسية بهاء الديـن خـرّمشاهي، نشر دانشگاهي-طهران، 1374 ش.

24- على عتبة الكتاب المقدّس؛ جورج‌ سابا، منشورات‌ المكتبة البـولسية-بيروت، 1987 م.

 25-فلاسفه بـزرگ-الفلاسفة العظام؛ براين مـيغي، ترجمه للفـارسية عـزّت اللّه فولادوند، طرح‌ نو-طهران، 1374 ش.

26- فلسفه اخلاق-فلسفة الأخلاق؛ محمّد‌ تـقي‌ مصباح‌ اليزدي، اطّلاعات-طهران، 1370 ش.

 27-فلسفه تحليلي-الفلسفة التحليلية؛ عبد اللّه نصري-تقريرات درس الأستاذ الدكتور مهدي الحائري اليزدي، المؤسّسة الثقافية للعلم والفكر‌ المعاصر-طهران، 1379 ش.

28- فلسفه معاصر-الفلسفة المـعاصرة؛ فريدريك كـابلستون، ترجمه للفارسية علي أصغر حلبي، زوّار-طهران، 1631 ش.

 29-قاموس كتاب مـقدس-قاموس الكـتاب‌ المـقدّس؛ جيمز‌ هـاكس، انتشارات‌ أساطير- طهران، 1377 ش.

30- قرآن در اسـلام-القرآن في الإسلام؛ محمّد حـسين الطـباطبائي، دار الكتب الإسلامية- طهران، 1353 هـ

 31-لودويك ويتگنشتاين-لودفيغ فيتجنشتاين؛ ويليام دونالد هاديسون، ترجمه للفارسية مصطفى، ملكيان، گروس-طهران، 1378 ش.

 32-مجمع البيان‌ في تفسير القرآن؛ الفضل بن الحسن الطبرسي، دار المعرفة-بيروت، 1986 م.

 33-معجزه‌شناسي-علم المـعجزة؛ محمّد بـاقر سـعيدي روشن، أكاديمية‌ الثقافة‌ والفكر الإسلامي‌ - طهران، 1379 ش.

34- المعجم الإحصائي لألفاظ القـرآن؛ محمود الروحـاني، مؤسّسة الطـباعة والنـشر للحـضرة الرضوية المـقدّسة- مشهد، 1366-1386 ش.

45- معجم اللاهوت الكتابي؛ أشرف‌ على الترجمة ونقدها علميا نيافة المطران نجيب أنطونيوس، دار المشرق-بيروت، 1991 م.

 36-معيار العلم في‌ فنّ‌ المنطق؛ أحمد بن محمّد الغزّالي، قدّم له وعلّق‌ عليه‌ وشرحه على أبو ملحم، دار ومكتبة الهلال-بيروت، 1993م.

37 - مقدّمة جامع‌ التـفاسير؛ الحسين بن محمّد الراغب الإصفهاني، تحقيق الدكتور أحمد حسن‌ فرحات، دار الدعوة-الكويت، 1984 م.

38- مناهل العرفان في علوم‌ القرآن؛ محمّد‌ حسين الطباطبائي، مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 3791 م.

39- نهاية الحكمة؛ محمّد‌ حسين الطباطبائي، دار‌ التبليغ‌ الإسلامي-قم، 1335.

 The Encyclopedia of Philosophy 40-

41-موسوعة الفلسفة؛ باول‌ إدواردز، ماكميلان-نيويورك، 1967 م.

42- فلسفة تحليلي وفلسفة زبان-الفلسفة التحليلية وفلسفة اللغة؛ ك. س. دانلون، ترجمه‌ للفارسية شـابور اعـتماد ومراد‌ فرهادبور، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي-طهران، مجلّة أرغنون، العددان 7 و8، شتاء 1374 ش.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

 

مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الأول ـ 

 مدخل إلى لغة القرآن (*) ـ القسم الثاني ـ 

 

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2215
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24