00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة فاطر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1020 ]

سورة فاطر [ مكية، وهي خمس وأربعون آية ]

 بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله فاطر السموات والارض): مبدعهما، من الفطر بمعنى الشق، كأنه شق العدم بإخراجهما منه. (جاعل الملائكة رسلا): وسائط بين الله وبين أنبيائه والصالحين من عباده، يبلغون إليهم رسالاته بالوحي والالهام والرؤيا الصادقة. (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) ينزلون بها ويعرجون، ويسرعون بها نحو ما أمروا به (يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شئ قدير). ورد: (إن النبي صلى الله عليه وآله رأى جبرئيل ليلة المعراج وله ستمائة ألف جناح) (2). و (إن دردائيل له ستة عشر ألف جناح) (3). إلى غير ذلك من كثرة أجنحة الملائكة، ولعله إلى ذلك أشير بقوله:) يزيد في الخلق ما يشاء (يعني على مقتضى حكمته.

__________________________

(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(2) - الكشاف 3: 298، البيضاوي 4: 178. وفي القمي 2: 206، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه:(وله ستمائة جناح).

(3) - كمال الدين 1: 282، الباب: 24، الحديث: 36، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.(*)

[ 1021 ]

وورد: (إن القضاء والقدر خلقان من خلق الله، والله يزيد في الخلق ما يشاء) (1). وفي رواية: (هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن) (2). (ما يفتح الله للناس من رحمة) كنعمة وأمن وصحة وعلم، ونبوة وولاية. قال: (والمتعة من ذلك) (3). (فلا ممسك لها) يحبسها (وما يمسك فلا مرسل له من بعده): من بعد إمساكه (وهو العزيز): الغالب على ما يشاء، ليس لاحد أن ينازعه فيه (الحكيم): لا يفعل إلا بعلم وإتقان. (يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم): احفظوها بمعرفة حقها، والاعتراف بها وطاعة منعمها (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون): فمن أي وجه تصرفون عن التوحيد إلى الاشراك به ؟ !. (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك وإلى الله ترجع الامور) فاصبر كما صبروا، حتى يرجع الامر إليه. (يا أيها الناس إن وعد الله) بالحشر والجزاء (حق) لا خلف فيه (فلا تغرنكم الحياة الدنيا) فيذهلكم التمتع بها عن طلب الاخرة والسعي لها (ولا يغرنكم بالله الغرور): الشيطان بأن يمنيكم المغفرة مع الاصرار على المعصية. (إن الشيطان لكم عدو) عداوة عامة قديمة (فاتخذوه عدوا) في عقائدكم وأفعالكم، وكونوا على حذر منه في مجامع أحوالكم (إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير). (الذين كفروا لهم عذاب شديد والذين امنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير). (أفمن زين له سوء عمله فراه حسنا) كمن لم يزين له بل وفق حتى عرف الحق، فحذف الجواب لدلالة ما بعده عليه. (فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا،

__________________________

(1) التوحيد، 364 الباب 60، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) مجمع البيان 7 - 8: 400، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

(3) القمي 2: 207، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1022 ]

تذهب نفسك عليهم حسرات): فلا تهلك نفسك عليهم للحسرات على غيهم وإصرارهم على التكذيب (إن الله عليم بما يصنعون). (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الارض بعد موتها كذلك النشور) أي: مثل إحياء الموات، إحياء الاموات. ورد: (إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الارض أربعين صباحا، فاجتمعت الاوصال ونبتت اللحوم) (1). (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) أي: فليطلبها من عنده، فإن كلها له. ورد: (إن ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز، فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز) (2). (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه). قال: (الكلم الطيب: قول المؤمن: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله وخليفة رسول الله، والعمل الصالح: الاعتقاد بالقلب: أن هذا هو الحق من عند الله، لا شك فيه، من رب العالمين) (3). وفي رواية: (إن لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذبه، فإذا قال ابن آدم وصدق قوله بعمله، رفع قوله بعمله إلى الله، وإذا قال وخالف بعمله قوله، رد قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار) (4). وفي أخرى: (يعني إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه) (5). (والذين يمكرون السيئات): المكرات السيئات (لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور): يفسد ولا ينفذ، وفي العاقبة يحيق بهم.

__________________________

(1) - الامالي(للصدوق): 149، المجلس: 33، الحديث: 5، القمي 2: 253، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - مجمع البيان 7 - 8: 402، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(3) - القمي 2: 208، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - المصدر، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.

(5) - الاحتجاج 1: 387، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه:(عمله صالحا).(*)

[ 1023 ]

(والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا): ذكرانا وإناثا (وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب). قيل: معناه لا يطول عمر ولا ينقص إلا في كتاب، وهو أن يكتب في اللوح: لو أطاع الله فلان بقي إلى وقت كذا، وإذا عصى نقص من عمره الذي وقت له، واليه أشار رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله: (إن الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الاعمار) (1). (إن ذلك على الله يسير). (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج). قال: (هو المر) (2). قيل: مثل للمؤمن والكافر (3). (ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون) منه (حلية تلبسونها): اللالي واليواقيت (وترى الفلك فيه مواخر) تشق الماء بجريها (لتبتغوا من فضله): من فضل الله بالنقلة فيها (ولعلكم تشكرون). (يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير). هو الجلدة الرقيقة التي على ظهر النواة. (إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير). (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى الحميد). (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد). (وما ذلك على الله بعزيز): بمتعذر أو متعسر. (ولا تزر وازرة وزر أخرى): ولا تحمل نفس آثمة إثم نفس أخرى، وأما قوله:

__________________________

(1) - جوامع الجامع: 387، الكشاف 3: 303.

(2) القمي 2: 208، عن أبي جعفر عليه السلام.

(3) - البيضاوي 4: 180.(*)

[ 1024 ]

(وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) (1) ففي الضالين المضلين، فإنهم يحملون أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم، وكل ذلك أوزارهم، ليس فيها شئ من أوزار غيرهم. (وإن تدع مثقلة): نفس أثقلتها الاوزار (إلى حملها): تحمل بعض أوزارها (لا يحمل منه شئ): لم تجب بحمل شئ منه. نفى أن يحمل عنها ذنبها، كما نفى أن يحمل عليها ذنب غيرها. (ولو كان ذا قربى): ولو كان المدعو ذا قرابتها. أضمر المدعو لدلالة (إن تدع) عليه. (إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة) إذ غيرهم لا ينتفعون به (ومن تزكى): تطهر من دنس المعاصي (فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير) فيجازيه على تزكيته. (وما يستوي الاعمى والبصير): الكافر والمؤمن. (ولا الظلمات ولا النور): ولا الباطل ولا الحق. (ولا الظل ولا الحرور): ولا الثواب ولا العقاب. و (لا) لتأكيد نفي الاستواء، وتكريرها على الشقين لمزيد التأكيد. والحرور: السموم. (وما يستوي الاحياء ولا الاموات): العلماء والجهلاء، أو تمثيل آخر للمؤمنين والكافرين أبلغ من الاول، ولذلك كرر الفعل. (إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور): المصرين على الكفر. (إن أنت إلا نذير): فما عليك إلا الانذار، وأما الاسماع فلا إليك، ولا حيلة لك إليه في المطبوع على قلوبهم. (إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة): أهل عصر (إلا خلا): مضى. (فيها نذير) من نبي أو وصي نبي. القمي: لكل زمان إمام (2).

__________________________

(1) العنكبوت(29): 13.

(2) القمي 2: 209.(*)

[ 1025 ]

وورد: (لم يمت محمد صلى الله عليه وآله إلا وله بعيث نذير. فإن قيل: لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه وآله من في أصلاب الرجال من أمته. قيل: وما يكفيهم القرآن ؟ قال: بلى ! إن وجدوا له مفسرا. قيل: وما فسره رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: بلى ! قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن ذلك الرجل، وهو علي بن أبي طالب عليه السلام) (1). (وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات): بالمعجزات الشاهدة على نبوتهم (وبالزبر وبالكتاب المنير) كصحف إبراهيم والتوارة والانجيل. (ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير) أي: إنكاري بالعقوبة. (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد) أي: ذو جدد أي خطط وطرائق (بيض وحمر مختلف ألوانها) بالشدة والضعف. (وغرابيب سود): ومنها غرابيب متحدة اللون، والغربيب تأكيد للاسود، وحقه أن يتبع المؤكد، قدم لمزيد التأكيد، لما فيه من التأكيد باعتبار الاضمار والاظهار. (ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك): كاختلاف الثمار والجبال. (إنما يخشى الله من عباده العلماء) إذ شرط الخشية معرفة المخشي والعلم بصفاته وأفعاله، فمن كان أعلم به كان أخشى منه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: (إني أخشاكم لله وأتقاكم) (2). قال: (يعني بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم) (3). (إن الله عزيز غفور). تعليل لوجوب الخشية، لدلالته على أنه معاقب للمصر على طغيانه، غفور للتائب عن عصيانه.

__________________________

(1) - الكافي 1: 250، ذيل الحديث: 6، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - البيضاوي 4: 182.

(3) - الكافي 1: 36، الحديث: 2، مجمع البيان 7 - 8: 407، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1026 ]

(إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور): لن تكسد ولن تهلك بالخسران. والتجارة تحصيل الثواب بالطاعة. (ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله) على ما يقابل أعمالهم. قال: (هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليه معروفا في الدنيا) (1). (إنه غفور) لفرطاتهم (شكور) لطاعاتهم. (والذي أوحينا إليك من الكتاب) يعني القرآن (هو الحق مصدقا لما بين يديه) من الكتب السماوية (إن الله بعباده لخبير بصير): عالم بالبواطن والظواهر. (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير). قال: (هي في ولد علي وفاطمة) (2). وفي رواية: (أراد الله بذلك العترة الطاهرة، ولو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة، لقوله:) (جنات عدن يدخلونها) (3). وقال: (ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس إلى ضلال. فقيل: أي شئ الظالم لنفسه ؟ قال: الجالس في بيته لا يعرف حق الامام، والمقتصد: العارف بحق الامام، والسابق بالخيرات: الامام) (4). وفي معناه أخبار كثيرة (5)، وفي بعضها: (أما الظالم لنفسه منا فمن عمل عملا صالحا

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 407، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(2) - بصائر الدرجات: 45، الباب: 21، الحديث: 3، عن أبي جعفر عليه السلام.

(3) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 229، الباب: 23، الحديث: 1.

(4) - الكافي 1: 215، ذيل الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - راجع: المصدر: 214، الحديث: 1، و 215، الحديث: 3، الاحتجاج 2: 139، بصائر الدرجات: 44، الباب: 21، الحديث: 2.(*)

[ 1027 ]

وآخر سيئا، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد، وأما السابق بالخيرات فعلي والحسن والحسين عليهما السلام ومن قتل من آل محمد شهيدا) (1). وفي رواية: (الظالم يحوم (2) حول نفسه، والمقتصد يحوم حول قلبه، والسابق يحوم حول ربه) (3). (جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير). (وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور) للمذنبين (شكور) للمطيعين. (الذي أحلنا دار المقامة): دار الاقامة (من فضله لا يمسنا فيها نصب): تعب (ولا يمسنا فيها لغوب): كلال، إذ لا تكليف فيها ولا كد. قال: (يعني المقتصد والسابق) (4). وفي رواية: (أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، وأما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة فهم الذين) قالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) (5). (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم): لا يحكم عليهم بموت ثان (فيموتوا) ويستريحوا (ولا يخفف عنهم من عذابها) بل كلما خبت زيدوا سعيرا (كذلك نجزي كل كفور).

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 409، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - حام حول الشئ، أي: دار. الصحاح 5: 1908(حوم).

(3) - معاني الاخبار: 104، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه(يحوم حوم) بدل:(يحوم حول) في المواضع الثلاث.

(4) - معاني الاخبار: 105، ذيل الحديث: 2، عن أبي جعفر عليه السلام.

(5) - مجمع البيان 7 - 8: 408، عن النبي صلى الله عليه وآله.(*)

[ 1028 ]

(وهم يصطرخون فيها): يستغيثون بالصراخ (1) (ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير) يتناول كل عمر يمكن فيه من التذكر. وورد: (هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة) (2). وفي رواية: (من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه) (3). (فذوقوا فما للظالمين من نصير). (إن الله عالم غيب السموات والأرض إنه عليم بذات الصدور). (هو الذي جعلكم خلائف في الأرض): ألقى (4) إليكم مقاليد التصرف فيها، أو جعلكم خلفا بعد خلف. (فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا). كرره للدلالة على أن اقتضاء الكفر لكل واحد من الأمرين مستقل باقتضاء قبحه ووجوب التجنب عنه، والمراد بالمقت مقت الله، وبالخسار خسار الاخرة. (قل أرأيتم شركاءكم الذين تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السموات أم اتيناهم كتابا) ينطق على أنا اتخذنا شركاء (فهم على بينة منه بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا) بأنهم شفعاؤهم عند الله. (إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده): من بعد الله، أو من بعد الزوال.

__________________________

(1) - الصرخة: الصيحة الشديدة. القاموس المحيط 1: 273(صرخ).

(2) - من لا يحضره الفقيه 1: 118، الحديث: 561، الخصال 2: 509، الحديث: 2، الأمالي: 40، المجلس: 10، ذيل الحديث: 10، مجمع البيان 7 - 8: 410، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(3) - مجمع البيان 7 - 8: 410، عن النبي صلى الله عليه وآله.

(4) - في(ألف) و(ب):(القمي). والصحيح ما أثبتناه كما في(ج)، حيث لم ترد هذه الكلمات في القمي، والظاهر أنها تصحيف من النساخ.(*)

[ 1029 ]

قال: (بنا يمسك الله السماوات والأرض أن تزولا) (1). وقال: (لولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها) (2). (إنه كان حليما غفورا). (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم). قيل: وذلك أن قريشا لما بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم، قالوا: لعن الله اليهود والنصارى، لو أتانا رسول لنكونن أهدى من إحدى الأمم (3). (فلما جاءهم نذير) يعني محمدا صلى الله عليه وآله (ما زادهم إلا نفورا): تباعدا عن الحق. (إستكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق): ولا يحيط (المكر السيئ إلا بأهله) قيل: وقد حاق بهم يوم بدر (4). (فهل ينظرون): ينتظرون (إلا سنت الأولين) بتعذيب مكذبيهم (فلن تجد لسنة الله تبديلا) بجعل التعذيب غيره (ولن تجد لسنة الله تحويلا) بنقله إلى غيرهم. (أو لم يسيروا في الأرض) في مسايرهم في أسفارهم، أو في القرآن (فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم): فينظروا في آثارهم، أو في أخبارهم (وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شئ): ليسبقه ويفوته (في السموات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا). (ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها): ظهر الأرض (من دابة) تدب عليها بشؤم (5) معاصيهم (ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فان الله كان بعباده بصيرا).

__________________________

(1) - كمال الدين 1: 202، الباب: 21، قطعة من حديث: 6، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.

(2) - المصدر: 207، الباب: 21، ذيل الحديث: 22، عن السجاد عليه السلام.

(3) و(4) - البيضاوي 4: 184.

(5) - في(ب):(من شؤم).(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403992

  • التاريخ : 20/04/2024 - 03:45

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net