00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحديد 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة الحديد

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة ادمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا ولا يرى في نفسه ولا أهله سوء‌ا ابدا ولا خصاصة في بدنه.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله قال: وقال: من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.

3 - العرباض بن سارية قال: ان النبى صلى الله عليه وآله كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ان فيهن آية أفضل من ألف آية.

4 - وروى عمرو بن شمر عن الجابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله.

5 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام عن التوحيد فقال: ان الله عزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى: " قل هو الله أحد " والايات من سورة الحديد إلى قوله: " عليم بذات الصدور " فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

6 - في تفسير على بن ابراهيم سبح لله ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم قال: هو قوله: اعطيت جوامع الكلام وقوله: هو الاول قال: اى قبل كل شئ والاخر قال: يبقى بعد كل شئ " وهو عليم بذات الصدور " قال: بالضماير.

7 - في اصول الكافى احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبى يعفور قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام

[232]

عن قول الله عزوجل: " هو الاول والاخر " وقلنا: اما الاول فقد عرفناه واما الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شئ الا يبدأ ويتغير أو يدخله التغير و الزوال، وينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة و من زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة الا رب العالمين فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شئ وهو الاخر على مالم يزل ولا تختلف عليه الصفات والاسماء كما تختلف على غيره مثل الانسان الذى يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذى يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا(1) فتتبدل عليه الاسماء والصفات، والله عزوجل بخلاف ذلك.

8 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن محمد بن حكيم عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام وقد سئل عن الاول والاخر فقال: الاول لا عن اول قبله وعن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية، كما يعقل من صفة المخلوقين ولكن قديم أول قديم، آخر، لم يزل ولا يزول بلا مدى ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ.

9 - على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التى دلت العاقل على انه لا شئ قبله ولا شئ قبله ولا شئ معه في ديموميته، فقد بان لنا باقرار العامة معجزة الصفة انه لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم انه كان قبله او كان معه شئ، وذلك انه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لانه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الاول ذلك الشئ لا هذا، وكان الاول اولى بأن يكون خالقا للاول.

10 - عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه قال: اجتمعت

___________________________________

(1) قال الجوهرى: البسر أوله طلع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب، ثم تمر.

[233]

اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: ان هذا الرجل عالم يعنون امير المؤمنين فانطلق بنا اليه نسأله فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك قال: سل يا يهودى عما بدالك، فقال: اسئلك عن ربك متى كان؟ فقال: كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلاكم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل، ولا غاية ولا منتهى انقطعت عنه الغاية، وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.

11 - وبهذا الاسناد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن الموصلى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء حبر من الاحبار إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير - المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك امك ومتى لم يكن حتى متى كان؟ كان ربى قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية، فقال: يا امير المؤمنين أفنبى أنت؟ فقال: ويلك انما أنا عبد من عبيد محمد صلى الله عليه وآله.

12 - وروى انه سئل عليه السلام أين كان ربنا قبل أن يخلق سماء‌ا وأرضا؟ فقال عليه السلام: أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان.

13 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن يحيى عن محمد بن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رأس الجالوت لليهود: ان المسلمين يزعمون ان عليا من أجدل الناس(1) وأعلمهم، اذهبوا بنا اليه لعلى اسأله عن مسألة واخطئه فيها، فأتاه فقال له: يا امير المؤمنين انى أريد ان اسئلك عن مسألة قال: سل عما شئت، قال: متى كان ربنا؟ قال له: يا يهودى انما يقال متى كان لمن لم يكن فكان متى كان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، بلى يا يهودى ثم بلى يا يهودى كيف يكون له قبل؟ هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية اليها، انقطعت الغايات عنده، هو غاية كل غاية، فقال: أشهد ان دينك الحق وان من خالفه باطل.

___________________________________

(1) اى أقواهم في المخاصمة والمناظرة وأعرفهم بالمعارف اليقينية.

[234]

14 - على بن محمد رفعه عن زرارة قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: أكان الله ولا شئ؟ قال: نعم كان ولا شئ، قلت: فأين كان يكون؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: أحلت(1) يا زرارة وسألت عن المكان اذ لا مكان.

15 - على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم إلى قوله: واما الظاهر فليس من أجل انه علا الاشياء بركوب فوقها وقعود عليها، وتسنم لذراها(2) ولكن ذلك لقهره ولغلبته الاشياء وقدرته عليها، كقول الرجل ظهرت على أعدائى وأظهرنى الله على خصمى يخبر عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الاشياء، ووجه آخر انه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شئ، وانه مدبر لكل ما برأ قال: فأى ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى، لانك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك، و الظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى، و أما الباطن فليس على معنى الاستبطان للاشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للاشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته، وعلمت مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشئ المستتر، وقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى.

16 - وفيه خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: الاول قبل كل شئ ولا قبل له، والاخر بعد كل شئ ولا بعد له.

الظاهر على كل شئ بالقهر له.

وفيها: الذى بطن من خفيات الامور وظهر في العقول بما يرى في خلقه، من علامات التدبير.

وفيها الذى ليست لاوليته نهاية، ولا لاخريته حد ولا غاية.

17 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى هاشم الجعفرى قال: كنت عند أبى جعفر الثانى عليه السلام فسأله رجل فقال: أخبرنى عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء

___________________________________

(1) اى تكلمت بالمحال.

(2) الذرى جمع الذورة: المكان المرتفع.

وتسنم الشئ: علاه وركبه.

[235]

وصفات في كتابه؟ وأسماؤه وصفاته هى هو؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: ان لهذا الكلام وجهين ان كنت تقول: هى هو انه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك، وان كنت تقول: لم تزل هذه الصفات والاسماء فان " لم تزل " يحتمل معنيين، قال: قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجائها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها اليه ويعبدونه، فهى ذكره وكان الله ولاذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذى لم يزل، والاسماء والصفات مخلوقات المعانى، والمعنى بها هو الله الذى لا يليق به الاختلاف والائتلاف، واذا أفنى الله الاشياء أفنى الصور و الهجاء، ولا ينقطع ولايزال من لم يزل عالما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

18 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه صفة الرب جل جلاله وفيه: كان اولا بلا كيف، ويكون آخرا بلا اين.

19 - وفيه عن الرضا عليه السلام كلام طويل في التوحيد وفيه: الباطن لا باجتنان،(1) الظاهر لا بمجاز.

20 - وباسناده إلى عبدالله بن جرير العبدى عن جعفر بن محمد عليهما السلام انه كان يقول: الحمد لله الذى كان قبل أن يكون كان، لم يوجد لوصفه كان بل كان اولا كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه، بل كون الاشياء قبل كونها، و كانت كما كونها علم ما كان وما هو كائن، كان اذ لم يكن شئ ولم ينطق فيه ناطق فكان اذ لا كان.

21 - وباسناده إلى ابن أبى عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: وهو الاول الذى لاشئ قبله، والاخر الذى لا شئ بعده.

22 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: الذى ليست له في أوليته نهاية، و لا في آخريته حد ولا غاية الذى لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، الاول قبل كل

___________________________________

(1) الاجتنان بمعنى الاستتار.

[236]

شئ، والاخر بعد كل شئ، الظاهر على كل شئ بالقهر له.

23 - وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وفيها: الحمد لله الذى كان في أوليته وحدانيا، وفى ازليته متعظما بالالهية، وهو الكينون اولا والديموم أبدا.

24 - وفيه خطبة للحسن بن على عليهما السلام وفيها: الحمد لله الذى لم يكن فيه أول معلوم.

ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول أوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الالباب واذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما.

25 - وباسناده إلى على بن مهزيار قال: كتب أبوجعفر عليه السلام إلى رجل بخطه وقرائته في دعاء كتب أن يقول: يا ذا الذى كان قبل كل شئ ثم خلق كل شئ ثم يبقى ويفنى كل شئ.

26 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: وهو البدء الذى لم يكن شئ قبله والاخر الذى ليس شئ بعده.

27 - وفيه حديث طويل عن على عليه السلام وفيه: سبق الاوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء أزله، ظاهر لا بتأويل المباشرة.

28 - وباسناده إلى عبدالرحيم القصير قال: اكتب إلى أبوعبدالله عليه السلام على يدى عبدالملك بن أعين: كان الله عزوجل ولا شئ غير الله، معروف ولا مجهول، كان الله عزوجل ولا متكلم ولا متحرك ولا مريد ولا فاعل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

29 - وباسناده إلى جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى كان و لاشئ غير والحديث طويل.

30 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام وفيها: ان قيل كان فعلى تأويل ازلية الوجود، وان قيل: لم يزل فعلى تأويل نفى العدم.

31 - في نهج نهج البلاغة وكل ظاهر غيره غير باطن: وكل باطن غيره غير ظاهر.

[237]

32 - وفيه: الاول الذى لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والاخر الذى ليس له بعد فيكون شئ بعده.

33 - وفيه: الحمد لله الاول فلا شئ قبله، والاخر فلا شئ بعده، والظاهر فلا شئ فوقه، والباطن فلا شئ دونه.

34 - وفيه: الاول قبل كل أول، والاخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أن لا اول له، وبآخريته وجب ان لا آخر له.

35 - وفيه: والظاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة.

36 - وفيه: هو الاول لم يزل، الظاهر لا يقال مما، والباطن لا يقال فيما.

37 - وفيه: لم يزل اولا قبل الاشياء بلا اولية، وآخرا بعد الاشياء بلا نهاية.

قال عز من قائل: وهو بكل شيئ عليم 38 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام وفيها: احاط بالاشياء علما قبل كونها.

فلم يزده بكونها علما علمه بها قبل ان يكون كعلمه بعد تكوينها.

39 - وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالامس؟ قال: لا من قال هذا فاخزاه الله، قال: قلت: أرايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال: بلى قبل أن يخلق الخلق.

40 - وفيه عن العالم عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: بالعلم علم الاشياء قبل كونها.

41 - وباسناده إلى ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله يقول: لم يزل الله عزوجل ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، فلما احدث الاشياء وقع العلم منه على المعلوم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

42 - وباسناده إلى أبان بن عثمان الاحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: اخبرنى عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا ! قال: نعم فقلت له: ان رجلا ينتحل(1) موالاتكم اهل البيت يقول: ان الله تبارك

___________________________________

(1) انتحل القول: ادعاه لنفسه وهو لغيره.

[238]

لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة؟ فغضب عليه السلام ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شئ، ان الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة.

43 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: كان الله ولا شئ غيره، ولم يزل عالما بما كون، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه.

44 - وباسناده إلى أيوب بن نوح انه كتب إلى أبى الحسن عليه السلام يسأله عن الله عزوجل اكان يعلم الاشياء قبل ان يخلق الاشياء وكونها اولم يعلم ذلك حتى خلقها واراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق، وما كون عندما كون؟ فوقع عليه السلام بخطه: لم يزل الله عالما بالاشياء قبل ان يخلق الاشياء كعلمه بالاشياء بعد ما خلق الاشياء.

45 - وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألته يعنى ابا عبدالله عليه السلام هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عزوجل؟ قال: لابل كان في علمه قبل ان ينشئ السموات والارض.

46 - وباسناده إلى عبدالاعلى عن العبد الصالح موسى بن جعفر عليه السلام قال: علم الله لا يوصف الله منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد.

47 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام وفيها: وعلمها لاباداة لا يكون العلم الا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عزوجل: وهو الذى خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش قد تقدم بيانه في مواضعه.

48 - في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام يقول: يخرج رجل من ولد ابنى موسى، اسمه اسم امير المؤمنين عليه السلام إلى أرض طوس وهى بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها

[239]

غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.

49 - في اصول الكافى أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى المغراء عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم.

قال: نزلت في صلة الامام.

50 - وباسناده إلى معاذ صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فانما هو لوليه.

51 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله تعالى: انى اعطيت الدنيا بين عبادى فيضاعفه فمن اقرضنى قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمأة ضعف، وما شئت من ذلك، الحديث.

52 - عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ابن آدم تطولت عليك بثلاث: سترت عليك مالو يعلم به اهلك ما واروك(1) واوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا الحديث.

53 - في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: على باب الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك ان القرض لا يكون الا لمحتاج، و الصدقة ربما وقعت في يد غير المحتاج.

54 - في روضة الكافى محمد بن احمد عن عبدالله بن الصلت عن يونس و عن عبدالعزيز بن المهتدى عن رجل عن ابى الحسن الماضى عليه السلام في قوله تعالى: " من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم " قال: صلة الامام في دولة الفساق.

55 - في نهج البلاغة واتقوا اموالكم وخذوا من اجسادكم تجودوا بها

___________________________________

(1) وارى الشى: أخفاه.

[240]

على انفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه: " من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم " واستقرضكم وله خزائن السموات والارض وهو الغنى الحميد وانما اراد ان يبلوكم ايكم احسن عملا وفى كلامه عليه الصلوة والسلام غير هذا حذفناه لعدم الحاجة اليه هنا.

56 - في مجمع البيان وقال اهل التحقيق: القرض الحسن يجمع عشرة اوصاف: ان يكون من الحلال، لان النبى صلى الله عليه وآله قال: ان الله تعالى طيب لا يقبل الا الطيب، وان يتصدق وهو يحب المال ويرجوا الحيوة لقوله صلى الله عليه وآله - لما سئل عن افضل الصدقة -: ان تعطيه وانت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى اذا بلغت النفس التراقى قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وذكرنا في العشرة.

57 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم وصف اتباع نبيه صلى الله عليه وآله من المؤمنين فقال عزوجل: " محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل " و قال: " يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم " يعنى اولئك المؤمنين.

58 - في كتاب الخصال عن جابر بن عبدالله الانصارى قال: كنت ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وآله اذ أقبل بوجهه على بن ابى طالب عليه السلام وقال: الا أبشرك يا أبا الحسن؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرنى عن الله تعالى انه قال: قد اعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، و النور عند الظلمة، والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل ساير الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.

59 - وباسناده إلى أبى خالد الكابلى قال: قال ابوجعفر عليه السلام في قوله: يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدى

[241]

المؤمنين وبايمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

60 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " قال: يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم، يقسم للمنافق فيكون نوره بين ابهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين: مكانكم حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم: ارجعوا وراء‌كم فالتمسوا نورا فيرجعون ويضرب بينهم بسور له باب فينادوا من وراء السور للمؤمنين: الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم قال: بالمعاصى وارتبتم قال: اى شككتم وتربصتم وقوله: فاليوم لا يؤخذ منكم فدية قال: والله ما عنى بذلك اليهود ولا النصارى، وما عنى به الا أهل القبلة ثم قال: مأواكم النار هى موليكم قال: هى أولى بكم.

61 - في مصباح شيخ الطائفة (ره) خطبة لامير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور باطنه الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداء‌كم وتضجون فلا يحفل بضججيكم(1).

62 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: و الثلاثون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تحشرا متى يوم القيامة على خمس رايات، فأول راية ترد على مع فرعون هذه الامة وهو معاوية، والثانية مع سامرى هذه الامة وهو عمرو بن عاص، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبوموسى الاشعرى، والرابعة مع أبى الاعور السلمى، وأما الخامسة فمعك يا على، تحتها المؤمنون وأنت امامهم، ثم يقول الله تبارك وتعالى للاربعة: " ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة " وهم شيعتى ومن والانى وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة هم شيعتى فينادى هؤلاء: " الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الامانى "

___________________________________

(1) اى لا يهتم به.

[242]

في الدنيا " حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هى موليكم وبئس المصير " ثم ترد امتى وشيعتى فيروون من حوض محمد صلى الله عليه وآله وبيدى عصى عوسج اطرد بها أعدائى طرد غريبة الابل(1).

63 - في الكافى باسناده إلى أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: تجنبوا المنى فانها تذهب بهجة ما خولتم، وتستصغرون بها مواهب الله عزوجل عندكم وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم.

64 - وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: لم يزل بنو اسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجتهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر(2) حتى كان زمن عدنان بن أدد، فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وفسدوا واحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا، الحديث.

65 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماعة وغيره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في القائم عليه السلام ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون.

66 - في مجمع البيان ومن كلام عيسى عليه السلام لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فان القلب القاسى بعيد من الله.

67 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها قال: يحيى الله تعالى بالقائم بعد موتها، يعنى بموتها كفر أهلها و الكافر ميت.

68 - وباسناده إلى سليط قال: قال الحسن بن على بن أبى طالب عليهم

___________________________________

(1) اى الابل الغريبة وذلك ان الابل اذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.

(2) اى عظيما وكبيرا عن كبير.

[243]

السلام: منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وآخرهم التاسع من ولدى هو القائم بالحق به يحيى الله الارض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

69 - في روضة الكافى باسناده إلى محمد الحلبى انه سأل ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها " قال العدل بعد الجور.

اقول: قد سبق في الروم عند قوله تعالى: " يحيى الارض بعد موتها " بعض الاحاديث فلتراجع.

70 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ما من الشيعة عبد يقارف(1) أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى تمحص بها ذنوبه، اما في مال واما في ولد واما في نفس حتى يلقى الله وماله ذنب، انه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد عليه عند موته، الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا، يريد ذلك الله عزوجل يؤمن بالله وبرسوله، قال الله عزوجل: " يؤمن بالله وبرسوله " قال الله عزوجل والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم.

71 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: وانى النبأ العظيم والصديق الاكبر.

72 - وباسناده إلى أبى حمزة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

73 - في مجمع البيان: لهم اجرهم ونورهم اى لهم ثواب طاعتهم ونور ايمانهم

___________________________________

(1) قارف الذنب: داناه.

[244]

الذين يهتدون به إلى طريق الجنة، وهذا قول عبدالله بن مسعود ورواية البراء بن عازب عن النبى صلى الله عليه وآله.

74 - وروى العياشى بالاسناد عن منهال القصاب قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ادع الله أن يرزقنى الشهادة، فقال: ان المؤمن شهيد وقرأ هذه الاية.

75 - وعن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند أبى جعفر عليه السلام فقال: العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه، ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه، وفيكم آية من كتاب الله قلت: وأية آية جعلت فداك؟ قال: قول الله " والذين آمنوا بالله و رسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " قال: صرتم والله شهداء عند ربكم.

76 - في تهذيب الاحكام باسناده إلى أبى حصيرة عمن سمع على بن الحسين عليهما السلام يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون، وقال بعضنا في الذى يأكله السبع، وقال بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة، فقال انسان: ما كنت أرى ان الشهيد الامن قتل في سبيل الله؟ ! فقال على بن الحسين عليهما السلام ان الشهداء اذا لقليل ثم قرء هذه الاية " الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " ثم قال: هذه لنا ولشيعتنا.

77 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حمزة بن عبدالله الجعفرى عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن على بن الحسين عليهما السلام قال: ما من شيعتنا الا صديق أو شهيد، قال: قلت جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله في الحديد: " والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " قال: فكأنى لم اقرأ هذه الاية من كتاب الله عزوجل، وقال: لو كان الشهداء ليس الا كما تقول(1)

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ " لو كان الشهداء كما يقولون كان الشهداء..اه ".

[245]

لكان الشهداء قليلا.

78 - عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال لى: يابا محمد ان الميت منكم على هذا الامر شهيد، قلت: وان مات على فراشه؟ قال: أى والله وان مات على فراشه حى عند ربه يرزق.

79 - عنه عن ابراهيم بن اسحق عن عبدالله بن حماد عن أبان بن تغلب قال: كان أبوعبدالله عليه السلام اذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الاخرة، والله ما الشهداء الا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم.

80 - عنه عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت أبى المقدام عن مالك الجهنى قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: يا مالك ان الميت منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله، وقال أبوعبدالله عليه السلام: ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات او اكلة سبع أو حرق بالنار أو خنق او قتل، هو والله شهيد.

81 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس انه سئل عن قول الله عزوجل: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما " قال: سئل قوم النبى صلى الله عليه وآله فقالوا: فيمن نزلت هذه يا نبى الله؟ قال: اذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمد صلى الله عليه وآله، فيقوم على بن أبى طالب فيعطى الله اللواء من النور أبيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، ولا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى اجره ونوره، فاذا اتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول لكم عندى مغفرة وأجر عظيم يعنى الجنة، فيقوم إلى الجنة، على بن أبى طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ منهم إلى الجنة ويترك اقواما على النار، فذلك

[246]

قول الله عزوجل: " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم " يعنى السابقين الاولين والمؤمنين واهل الولاية له وقوله: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب الجحيم هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.

82 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: أخبرنى عما ندب الله عزوجل المؤمنين اليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عزوجل سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

83 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا ابى عن ابن ابى عمير عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن و الانس لو سعهم طعاما وشرابا، ولا ينقض مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلا من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل ادناهن راى فيها من الازواج ومن الخدم والانهار والثمار ما شاء الله، مما يملاء عينه قرة وقلبه مسرة، فاذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ماليس في الاخرى فيقول: يا رب أعطنى هذه فيقول الله تعالى: ان أعطيتكها سألتنى غيرها؟ فيقول: رب هذه هذه، فاذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده قال: فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى اضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذى لا يحصى اذ مننت على بالجنان وأنجيتنى من النيران، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

84 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاء‌ت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة اكثر جاء‌ت تشبه اخواله، وان كانت نطفة الرجل اكثر جاء‌ت تشبه اعمامه، وقال: تحول النطفة في الرحم اربعين يوما فمن أراد ان يدعو الله عزوجل ففى تلك الاربعين

[247]

قبل ان يخلق، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عز وجل، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى اذكر ام انثى؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك شيئا ويكتب الملك، فيقول: اللهم كم رزقه وما اجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثم يرجع فيرده في الرحم فذلك قول الله عزوجل: ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها.

85 - في اصول الكافى على بن ابراهيم رفعه قال: لما حمل على بن الحسين عليهما السلام إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه، قال يزيد لعنه الله: " وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم " فقال على بن الحسين عليه السلام ليست هذه الاية فينا، ان فينا قول الله عزوجل: " ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ".

86 - في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى عبدالرحمان بن كثير عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: " ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها " صدق الله وبلغت رسله كتابه في السماء، علمه بها وكتابه في الارض علومنا في ليلة القدر وغيرها ان ذلك على الله يسير.

87 - وقال الصادق عليه السلام: لما ادخل برأس الحسين بن على عليهما السلام على يزيد بن معاوية وادخل عليه على بن الحسين عليهما السلام مقيدا مغلولا قال يزيد: يا على بن الحسين " ما اصابكم من مصيبة فبما كسب ايديكم " فقال على بن الحسين عليهما السلام.

كلا ما نزلت هذه فينا انما نزلت فينا " ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها " فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما اوتينا منها.

88 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لابى مخنف ان يزيد لعنه الله لما نظر إلى على بن الحسين عليهما السلام قال له: ابوك قطع رحمى وجهل حقى ونازعنى في سلطانى فعل الله به ما رأيت؟ فقال على بن الحسين: " ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ".

[248]

89 - في تفسير على بن ابراهيم وقال أبوجعفر عليه السلام: لكيلا تأسوا على ما فاتكم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: سأل رجل أبى عليه السلام عن ذلك فقال: نزلت في أبى بكر وأصحابه، واحدة مقدمه، وواحدة مؤخره، لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به على بن أبى طالب عليه السلام ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التى عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الرجل: اشهد انكم أصحاب الحكم الذى لا خلاف فيه، ثم قام الرجل فذهب فلم أره.

90 - وباسناده إلى حفص بن غياث قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال: قد حده الله في كتابه فقال عزوجل: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".

91 - وباسناده إلى سليمان بن داود رفعه قال: جاء رجل إلى على بن الحسين عليهما السلام فقال له: فما الزهد؟ قال: عشرة اجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".

92 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان الياس عليه السلام قال له عليه السلام: أخبرنى عن تفسير " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " مما خص به على عليه السلام " ولا تفرحوا بما آتاكم " قال: في أبى فلان وأصحابه، واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة، " لا تأسوا على ما فاتكم " مما خص به على عليه السلام " ولا تفرحوا بما آتاكم " من الفتنة التى عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.

93 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد عن شعيب بن عبدالله عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأما الزاهد فقد خرجت الاحزان والافراح من قلبه، فلا يفرح بشئ من الدنيا ولا يأسسى على شئ منها فاته فهو مستريح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

94 - على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان

[249]

بن داود المنقرى عن على بن هاشم بن البريد عن أبيه أن رجلا سأل على بن الحسين عليهما السلام عن الزهد فقال: عشرة اجزاء فأعلى درجة الزهد الورع، وأعلى درجة الورع، أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".

95 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " ومن لم يأس على الماضى، ولم يفرح بالآتى فقد أخذ الزهد بطرفيه.

96 - في مجمع البيان: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل وفى الحديث ان النبى صلى الله عليه وآله سأل عن سيد بنى عوف، فقالوا: جد بن قيس على انه يزن بالبخل فقال صلى الله عليه وآله: وأى داء أدوى من البخل؟ سيدكم البراء بن معرور - معنى يزن يتهم ويعرف -.

97 - في اصول الكافى باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين وانما سماهم عزوجل المستحفظين لانهم استحفظوا الاسم الاكبر وهو الكتاب الذى يعلم به علم كل شئ الذى كان مع الانبياء عليهم السلام، يقول الله عزوجل: " لقد ارسلنا رسلا من قبلك وانزلنا معهم الكتاب والميزان " الكتاب الاسم الاكبر، وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والانجيل والفرقان، فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وابراهيم، فأخبر الله عزوجل " ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى " فأين صحف ابراهيم، انما صحف ابراهيم الاسم الاكبر، فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد صلى الله عليه وآله.

98 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان قال: الميزان الامام.

99 - في جوامع الجامع وروى ان جبرئيل عليه السلام نزل بالميزان فدفعه إلى نوح

[250]

وقال: مر قومك يزنوا به.

100 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه: - وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات -: وقد أعلمتك ان رب شئ من كتاب الله تأويله غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفى ان شاء الله، من ذلك قول ابراهيم: " انى ذاهب إلى ربى سيهدين " فذها به إلى ربه توجهه اليه عبادة واجتهادا، وقربة إلى الله عزوجل، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله، وقال: انزلنا الحديد فيه بأس شديد يعنى السلاح وغير ذلك.

101 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث وفيه وقال: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " فانزاله ذلك خلفه اياه.

102 - في كتاب الخصال عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: ثم ان الجبال فخرت على الارض فشمخت واستطالت، وقالت: أى شئ يغلبنى؟ فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثم ان الحديد فخر الجبال وقال: أى شئ يغلبنى؟ فخلق النار فأذابت الحديد.

103 - في مجمع البيان وروى ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ان الله عزوجل انزل اربع بركات من السماء إلى الارض، انزل الحديد والنار والماء والملح.

104 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم؟ قالوا: ومن اين يا ابا الحسن؟ قال: قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبو والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عزوجل " فقال رب ان ابنى من اهلى وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين " وذلك ان الله عزوجل وعده ان ينجيه واهله فقال له ربه عزوجل: " يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ماليس لك به علم انى اعظك ان تكون من الجاهلين ".

[251]

105 - وباسناده إلى محمد بن على بن ابى عبدالله عن ابى الحسن عليه السلام في قول الله عزوجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله قال.

صلوة الليل.

في الكافى باسناده إلى محمد بن على بن ابى عبدالله عن ابى الحسن عليه السلام مثله سواء.

106 - في مجمع البيان في خبر مرفوع عن النبى صلى الله عليه وآله، فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وآله عن ابن عباس، وقال الزجاج ان تقريره: ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر به، فهذا وجه قال: وفيها وجه آخر جاء في التفسير انهم كانوا يرون من ملوكهم مالا يصبرون عليه، فاتخذوا اسرابا وصوامع(1) وابتدعوا ذلك، فلما الزموا انفسهم ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم تمامه، كما أن الانسان اذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه، قال: وقوله: فما رعوها حق رعايتها على ضربين: (احدهما) أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (والاخر) وهو الاجود أن يكونوا حين بعث النبى صلى الله عليه وآله فلم يؤمنوا به، كانوا تاركين لطاعة الله، فما رعوها تلك الرهبانية حق رعايتها، ودليل ذلك قوله: فآتينا الذين آمنوا اجرهم يعنى الذين آمنوا بالنبى صلى الله عليه وآله وكثير منهم فاسقون اى كافرون انتهى كلام الزجاج.

107 - ويعضد هذا ما جاء‌ت به الرواية عن ابن مسعود قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وآله على الحمار فقال: يا ابن ام عبد هل تدرى من أين أحدثت بنو اسرائيل الرهبانية؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى عليه السلام يعملون بمعاصى الله، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم، فهزم اهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم الا القليل، فقالوا: ان ظهرنا لهؤلاء افنونا ولم يبق للدين أحد يدعو اليه، فتعالوا نتفرق في الارض إلى أن يبعث الله النبى الذى وعدنا به عيسى عليه السلام يعنون محمدا صلى الله عليه وآله، فتفرقوا في غيران الجبال(2) وأحدثوا

___________________________________

(1) اسراب جمع السرب - محركة -: الحفير تحت الارض.

والصوامع جمع الصومعة: مغار الراهب.

(2) جمع الغار.

[252]

رهبانية، فمنهم من تمسك بدينه، ومنهم من كفر ثم تلا هذه الاية: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " إلى آخرها ثم قال: يابن ام عبد أتدرى ما رهبانية أمتى؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: الهجرة الجهاد والصلوة والصوم والحج والعمرة.

108 - وعن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا ابن مسعود اختلف من كان قبلكم على اثنين وسبعين فرقة، نجا منها ثنتان وهلك سايرهن، فرقة قاتلوا الملوك على دين عيسى فقتلوهم، وفرقة لم يكن لهم طاقة لموازاة الملوك و لا أن يقيموا بين ظهرانيهم يدعونهم إلى دين الله تعالى ودين عيسى، فساحوا في البلاد وترهبوا، وهم الذين قال الله: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم " ثم قال النبى صلى الله عليه وآله: من آمن بى وصدقنى واتبعنى فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يؤمن بها فاولئك هم الهالكون.

109 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: يؤتكم كفلين من رحمته قال: الحسن والحسين ويجعل لكم نورا قال: امام تأتمون به.

110 - أحمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبى الجارود قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: لقد آتى الله أهل الكتاب خيرا كثيرا قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله عزوجل: " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون " إلى قوله: " اولئك يؤتون اجرهم مرتين بما صبروا " قال: فقال قد آتاكم الله كما آتاهم، ثم تلا: " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به " يعنى اماما تأتمون به.

111 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته " قال: نصيبين من رحمته، أحدهما، ان لا يدخله النار، وثانيهما أن يدخله الجنة ويجعل لكم نورا تمشون به يعنى الايمان.

[253]

112 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الصادق عليه السلام في قوله تعالى: " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به قال: الكفلين والحسن والحسين والنور على.

113 - في مجمع البيان قال سعيد بن جبير: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله جعفرا في سبعين راكبا إلى النجاشى يدعوه فقدم عليه ودعاه فاستجاب له وآمن به، فلما كان عند انصرافه قال ناس ممن آمن به، من اهل مملكته وهم أربعون رجلا: أئذن لنا فنأتى هذا النبى فنسلم به، فقدموا مع جعفر، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة استأذنوا وقالوا: يا نبى الله ان لنا أموالا ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة فان أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فاذن لهم فانصرفوا فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين، فأنزل الله تعالى فيهم: " الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون " إلى قوله: " ومما رقناهم ينفقون " فكانت النفقة التى واسوا بها المسلمين، فلما سمع اهل الكتاب ممن لم يؤمن به قوله: " اولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " فخروا على المسلمين فقالوا: يا معشر المسلمين اما من آمن بكتابكم وكتابنا فله أجر كاجوركم فما فضلكم علينا فنزل: " يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله " الاية فجعل لهم أجرين و زادهم النور والمغفرة، ثم قال: لئلا يعلم اهل الكتاب وقال الكلبى كان هؤلاء أربعة وعشرين رجلا قدموا من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمكة، لم يكونوا يهودا ولا نصارى، وكانوا على دين الانبياء، فأسلموا فقال لهم أبوجهل: بئس القوم أنتم والوفد لقومكم فردوا عليه " وما لنا لا نؤمن بالله " الاية فجعل الله لهم ولمؤمنى اهل الكتاب عبدالله بن سلام واصحابه اجرين اثنين، فجعلوا يفخرون على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويقولون: نحن افضل منكم، لنا أجر ان ولكم أجر واحد، فنزل: " لئلا يعلم اهل الكتاب " إلى آخر السورة.

و روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال: من كانت له ابنة يعلمها فأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها واعتقها وتزوجها فله أجران، وأيما رجل من أهل الكتاب آمن

[254]

بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وآله فله أجران، وايما مملوك أدى حق الله وحق مواليه فله أجران أورده البخارى في الصحيح.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338032

  • التاريخ : 29/03/2024 - 08:23

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net