سورة الواقعة
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرء في كل ليلة جمعة " الواقعة " أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنين عليه السلام، وهذه السورة لامير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد.
2 - وباسناده عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرء الواقعة ومن احب أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمن.
3 - وباسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل ان ينام لقى الله عزوجل ووجهه كالقمر ليلة البدر.
4 - في مجمع البيان: ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قرأ سورة الواقعة كتب ليس من الغافلين.
5 - وفيه عن عبدالله بن مسعود قال: انى سمعت رسول الله عليه السلام يقول: من قرء سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا.
6 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال ابوبكر: يا رسول الله اسرع اليك الشيب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.
7 - في اصول الكافى محمد بن أحمد عن عمه عبدالله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبى الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين عليهما السلام لما حضرته الوفاة أغمى عليه، ثم فتح عينيه وقرأ:
[204]
" اذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا مبينا " وقال: الحمد لله الذى صدقنا وعده، وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.
8 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة باسناده إلى على بن النعمان عن أبى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان بى ثآليل كثيرة(1) وقد اغتممت بامرها، فأسألك أن تعلمنى شيئا انتفع به.
قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات " اذا وقعت الواقعة " إلى قوله: " فكانت هباءا منبثا " وقوله عزوجل: " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا امتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت اليها يوم السابع فاذا هى مثل راحتى، وينبغى أن يفعل ذلك في محاق الشهر.
9 - في مصباح الكفمعى عن على عليه السلام يقرأ من به الثالول فليقرء عليها هذه الايات سبعا في نقصان الشهر " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار " " وبست الجبال بسا * فكانت هباءا منبثا ".
10 - في كتاب الخصال عن الزهرى قال: سمعت على بن الحسين عليهما السلام يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما الدنيا والاخرة الا ككفتنى ميزان فأيهما رجح ذهب بالاخر، ثم تلا قوله عزوجل: اذا وقعت الواقعة يعنى القيامة ليس لوقعتها كاذبة خافضة خفضت والله باعداء الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة.
11 - في تفسير على بن ابراهيم " اذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة " قال: القيامة هى حق، وقوله: " خافضة " قال: بأعداء الله " رافعة " لاولياء الله
___________________________________
(1) ثآليل جمع الثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ صلب مستدير.
[205]
اذا رجت الارض رجا قال: يدق بعضها على بعض، وبست الجبال بسا قال: قلعت الجبال قلعا فكانت هباء منبثا قال: الهباء الذى يدخل في الكوة من شعاع الشمس.
وقوله: وكنتم ازواجا ثلاثة قال: يوم القيامة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة [ وهم المؤمنون من اصحاب التبعات يوقفون للحساب ](1) واصحاب المشئمة ما اصحاب المشئمة والسابقون السابقون الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب.
12 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن جابر الجعفى قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: يا جابر ان الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة اصناف، وهو قوله عزوجل: " وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون * اولئك المقربون " فالسابقون هم رسل الله عليه السلام، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الاشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله عزوجل، وأيدهم بروم القوة فبه قدروا على طاعة الله، وايدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزوجل و كرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذى به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في المؤمنين واصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا(2) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذى به يذهب الناس ويجيئون.
13 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا امير المؤمنين ان ناسا زعموا ان العبد لا يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و
___________________________________
(1) بين العلامتين غير موجود في المصدر.
(2) وفى نسخة " قووا " مكان " قدروا ".
[206]
هو مؤمن، فقد ثقل على هذا وحرج منه صدرى حين أزعم، ان هذا العبد يصلى صلاتى ويدعو دعائى ويناكحنى واناكحه ويوارثنى واوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: والدليل عليه كتاب الله: خلق الله عزوجل الناس على ثلاث طبقات وانزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عزوجل في الكتاب: " اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فاما ما ذكر من أمر السابقين فانهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة ارواح: روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الاشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا(1) فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عزوجل: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح القدس، ثم قال في جماعتهم: " وايدناه بروح منه " يقول: اكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهولاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر اصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم اربعة ارواح روح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الارواح الاربعة حتى يأتى عليه حالات فقال الرجل: يا امير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال: أما أولهن فهو كما قال الله عزوجل: " ومنكم من يرد إلى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا " فهذا ينتقض منه جميع الارواح، وليس بالذى يخرج من دين الله لان الفاعل به رده إلى ارذل عمره، فهو لايعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولابالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلايستطيع جهاد عدوه، و لا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به اصبح
___________________________________
(1) دب: مشى مشيا صغيفا ويقال للصبى اذا دب وأخذ في الحركة: درج.
[207]
بنات آدم لم يحن اليها(1) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان الله عزوجل هو الفاعل به، وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فاذا لامسها نقص من الايمان، وتفصى منه.
فليس يعود فيه حتى يتوب، فاذا تاب تاب الله عليه، وان عاد ادخله الله نار جهنم، فأما اصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عز وجل: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم " يعرفون محمدا والولاية في التوراة والانجيل كما يعرفون ابناءهم في منازلهم " وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك " انك الرسول اليهم فلا تكونن من الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن ابدانهم ثلاثة ارواح: روح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ثم اضافهم إلى الانعام، فقال: " ان هم الا كالانعام " لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن.
فقال السائل: احييت قلبى باذن الله يا امير المؤمنين.
14 - في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا الحسن بن على عن ابيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبى عن على بن الحسين العبدى عن ابى هارون العبدى عن ربيعة السعدى عن حذيفة بن اليمان ان رسول الله صلى الله عليه وآله ارسل إلى بلال فأمره ان ينادى بالصلوة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلة عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلوة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا(2) وقالوا: رسول الله صلى الله عليه وآله بين اظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا(3) فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يمشى حتى انتهى إلى باب من ابواب المسجد فأخذ بعضادته
___________________________________
(1) حن اليه: اشتاق.
(2) ذعر: خاف.
(3) حشد القوم: دعوا فأجابوا مسرعين.
[208]
وفى المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا اهل السدة؟ فقالوا: سمعنا واطعنا فقال: هل تبلغون؟ قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله يخبركم ان الله خلق الخلق قسمين فجعلنى في خيرهما قسما وذلك قوله: " اصحاب اليمين واصحاب الشمال " فأنا من اصحاب اليمين، وأنا خير [ من ] اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلنى من خيرهما اثلاثا، وذلك قوله: " اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة * واصحاب المشئمة ما اصحاب المشأمة * والسابقون السابقون " فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن الحسن القمى عن ادريس بن عبدالله عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الاية: " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " قال: عنى بها لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم " والسابقون السابقون اولئك المقربون " أما ترى الناس يسمون الذى يلى السابق في الحلبة مصلى(1) فذلك الذى عنى حيث قال: " لم نك من المصلين " لم نك من اتباع السابقين.
16 - على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان الايمان درجات و منازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم قلت: صفه لى رحمك الله حتى أفهمه، قال: ان الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجات في السبق اليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك اوائل هذه الامة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق اذا للحق آخر هذه الامة أولها، نعم ولتقدموهم اذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه، ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين، لانا نجد من المؤمنين من الاخرين من هو أكثر عملا من الاولين وأكثرهم صلوة وصوما
___________________________________
(1) الحلبة: الخيل تجمع للسباق.
[209]
وحجا وزكوة وجهادا وانفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الاخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين، ولكن أبى الله عزوجل ان يدرك آخر درجات الايمان اولها، ويقدم فيها من أخر الله او يؤخر فيها من قدم الله، قلت: اخبرنى عما ندب الله عزوجل المؤمنين اليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عزوجل: " سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله " وقال: " والسابقون ألسابقون اولئك " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 - في مجمع البيان " والسابقون السابقون " وقد قيل في السابقين إلى قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن على عليه السلام.
18 - وعن ابى جعفر عليه السلام قال: السابقون اربعة: ابن آدم المقتول، وسابق امة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق امة عيسى وهو حبيب، والسابق في امة محمد صلى الله عليه وآله وهو على بن ابى طالب عليهما السلام.
19 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال أبى لاناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم انصار الله وأنتم السابقون الاولون والسابقون الاخرون.
والسابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
20 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عزوجل: " والسابقون السابقون * اولئك هم المقربون في جنات النعيم " فقال: قال لى جبرئيل عليه السلام: ذلك على وشيعته هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته لهم.
21 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال أبوعبدالله عليه السلام: زرارة و أبوبصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله: " والسابقون السابقون * اولئك المقربون " وقال عليه السلام: ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبى عليه السلام الا زرارة وأبوبصير ليث المرادى ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلى لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط
[210]
هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى على حلال الله وحرامه، وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الاخرة، قال ابوعبدالله عليه السلام: قال ابى لاناس من الشيعة: انتم شيعة الله وانتم انصار الله، وأنتم السابقون الاخرون الينا، السابقون في الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الاخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وبضمان رسول الله صلى الله عليه وآله.
22 - قال ابوالحسن موسى عليه السلام: اذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين حوارى محمد بن عبدالله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبوذر ثم ينادى: أين حوارى على بن أبى طالب وصى محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعى ومحمد بن أبى بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بنى أسد، وأويس القرنى قال: ثم ينادى المنادى: أين حوارى الحسن بن على بن فاطمة بنت محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمدانى وحذيفة بن أسد الغفارى(1) قال: ثم ينادى: اين حوارى الحسين بن على؟ فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حوارى على بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن ام الطويل وأبوخالد الكابلى وسعيد بن المسيب، ثم ينادى: اين حوارى محمد بن على وحوارى جعفر بن محمد؟ فيقوم عبدالله بن شريك العامرى وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلى ومحمد بن مسلم وأبوبصير ليث بن البخترى المرادى، وعبدالله بن ابى يعفور، وعامر بن عبدالله بن جذاعة، و حجر بن زائدة، وحمران بن اعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الائمة عليهم السلام يوم القيامة فهؤلاء اول السابقين واول المقربين واول المتحورين من التابعين.
23 - في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن على عليه السلام قال: " والسابقون السابقون اولئك المقربون " في نزلت 24 - في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن ابيه قال: قال على بن ابى طالب عليه السلام: السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق
___________________________________
(1) وفي بعض النسخ " اسيد " بدل " اسد ".
[211]
الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط.
25 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفى عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ونحن السابقون السابقون ونحن الاخرون.
26 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن امير المؤمنين عليه السلام أنه قال في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت: " والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار " و " السابقون السابقون اولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انزلها الله تعالى في الانبياء واوصيائهم، فأنا افضل انبياء الله ورسله، وعلى بن ابى طالب وصيى افضل الاوصياء؟ قالوا: اللهم نعم.
27 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الصادق عليه السلام: ثلة من الاولين: ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الاخرين على بن أبى طالب.
28 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى عليه السلام ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الاتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب(1) ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر اسمه احمد محمد الامين من الباقين من ثلة الاولين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
29 - في مجمع البيان يطوف عليهم ولدان مخلدون اختلف في هذه الولدان فقيل: انهم اولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا
___________________________________
(1) الاتان: الحمارة.
والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.
قال المجلسى (ره): والمراد بالزيتون والزيت: التمرة المعروفة ودهنها لانه (ع) كان يأكلها، أو نزلتا له في المائدة من السماء، او المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام كما ذكره الفيروز آبادى، اى أعطاه الله بلاد الشام.
وبالزيت الدهن الذى روى انه كان في بنى اسرائيل وكان غليانها من علامات النبوة، والمحراب لزومه وكثرة العبادة فيه.
[212]
عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن على عليه السلام.
وقد روى عن النبى صلى الله عليه وآله انه سئل عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة.
30 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن سيد الادام في الدنيا والاخرة، فقال: اللحم أما سمعت قول الله عزوجل: ولحم طير مما يشتهون.
31 - على بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبى عبدالله عن محمد بن على عن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه عن جده عن على صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.
32 - وعنه عن على بن الريان رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: سيد ادام الجنة اللحم.
33 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما قال: الفحش والكذب والغنا، وقوله: واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين قال: على بن أبى طالب عليه السلام وأصحابه شيعته.
34 - في اصول الكافى أبوعلى الاشعرى ومحمد بن يحيى عن محمد بن اسماعيل عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، ان الله عزوجل قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتى وأهل طاعتى، وكن ملحا اجاجا أخلق منك نارى وأهل معصيتى، ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، والكافر المؤمن، ثم أخذ طينا من اديم الارض فعركه عركا شديدا(1) فاذا هم كالذر يدبون فقال لاصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب النار: إلى النار ولا ابالى، ثم أمر نارا فاسعرت فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها(2)
___________________________________
(1) أديم الارض: ظاهره وكذا أديم السماء.
والعرك: الدلك.
(2) هابه: خافه.
[213]
وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال: كونى بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما فقال اصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء(1).
35 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام عن قوله عزوجل: " واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الاية فقال وأبوه يسمع عليهما السلام حدثنى أبى ان الله عزوجل قبض قبضة من تراب التربة التى خلق منها آدم عليه السلام، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الاجاج(2) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها.
36 - على بن محمد عن ابن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسين بن على بن أبى حمزة عن ابراهيم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا(3) ومن السماء ذروا.
فقال للذى بيمينه: منك الرسل و
___________________________________
(1) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسى (قده) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا الحديث ونقل في ذيل اصول الكافى ج 2 صفحة 7 فراجع ان شئت.
(2) اى المالح المر.
(3) الفلق: التفريق: والذرو: الاذهاب والتفريق.
[214]
الانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامتهم، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذى بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال: والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
37 - على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال: أتدرون أيها الناس ما في كفى؟ قالوا: ألله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس اتدرون ما في كفى؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل، فريق في الجنة وفريق في السعير.
38 - في تفسير العياشى عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه ان اصحاب اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الايمن، وذرأهم من صلبه، واصحاب الشمال هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الايسر وذراهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل عمران عند قوله عزوجل: " وله اسلم من في السموات " الاية(1).
39 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن اذينة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: كنا عنده فذكرنا رجلا من اصحابنا فقلنا فيه حدة فقال: من علامة المؤمن ان يكون فيه حدة، قال: فقلنا ان عامة اصحابنا فيهم حدة فقال: ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم امر اصحاب اليمين واتتم هم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج(2) فالحدة من ذلك الوهج، وامر اصحاب الشمال - وهم مخالفوهم - ان يدخلوا النار فلم يفعلوا، فمن ثم لهم سمت(3) ولهم وقار.
40 - وباسناده إلى عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال في حديث طويل:
___________________________________
(1) راجع المجلد الاول صفحة 300.
(2) الوهج: حر النار.
(3) السمت تستعمل لهيئة أهل الخير.
[215]
مهما رأيت من نزق اصحابك وخرقهم(1) فهو مما اصابهم من لطخ اصحاب الشمال(2) وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ اصحاب اليمين.
41 - وباسناده إلى ابى اسحق الليثى عن ابى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا اولواط او ترك صلوة او صيام او حج او جهاد اوخيانة او كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذى قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة و الصيام والزكوة والحج والجهاد وابواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذى قد مزج فيه لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم.
42 - وباسناده إلى محمد بن ابى عمير قال: قلت لابى الحسن موسى عليه السلام: اخبرنى عن تختم امير المؤمنين عليه السلام بيمينه لاى شئ كان؟ فقال: انما كان يتختم بيمينه لانه امام اصحاب اليمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد مدح الله عزوجل اصحاب اليمين وذم اصحاب الشمال، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
43 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: في سدر مخضود قال: شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ ابوعبدالله عليه السلام: وطلع منضود قال: بعضه إلى بعض.
44 - في مجمع البيان وروت العامة عن على عليه السلام انه قرأ رجل عنده " وطلح منضود " فقال: ما شأن الطلح؟ انما هو وطلع كقوله: " ونخل طلعها هضيم " فقيل له: الا تغيره؟ فقال: ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك.
رواه عنه ابنه الحسن عليهما السلام وقيس بن سعد.
45 - ورواه اصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: وطلح منضود " قال: لا.
___________________________________
(1) النزق: العجلة في جهل.
والخرق: الحمق.
(2) اللطخ: القطعة القليلة من كل شئ.
[216]
46 - وورد في الخبر: ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة سنة لا يقطعها اقرؤا ان شئتم وظل ممدود وروى ايضا ان اوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيها حر ولا برد.
47 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدنى عن ابى جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال اهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا.
ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك.
48 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بعض اصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى اصلها في دار على وما في الجنة قصر ولا منزل الا ومنها فترفيها(1) اعلاها اسفاط حلل من سندس واستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على الوان مختلفة، وهو ثياب اهل الجنة، ووسطها ظل ممدود، عرض الجنة كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله: " وظل ممدود " وأسفلها ثمار اهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به ومالم تسمعوا مثلها وكلما يجتنى منها شئ نبتت مكانها اخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
49 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر عليه السلام قال سئل: رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر حديثا طويلا يقول فيه صلى الله عليه وآله حاكيا حال اهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قوله عزوجل: " ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا ولى الله كلنى قبل ان تأكل هذا قبلى.
___________________________________
(1) مر الحديث بمعناه في ج 2 صفحه 502 فراجع.
[217]
50 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أبى عبدالله الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: ان أهل الجنة يأتى الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فاذا اكلها عادت كهيئتها؟ قال: نعم ذلك على قياس السراج يأتى القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا.
51 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف " الاية فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحاق عن أبى جعفر عليه السلام قال: سأل على عليه السلام رسول الله عن تفسير هذه الاية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا على تلك الغرف بنى الله لاوليائه بالدر و الياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة(1) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وفى روضة الكافى مثله سواء.
52 - في مجمع البيان: وفرش مرفوعة اى بسط عالية إلى قوله: وقيل: معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائى قال: ولذلك عقبه بقوله: انا انشأناهن انشاءا ويقال لامرأة الرجل: هى فراشه ومنه قول النبى صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر.
53 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " انا انشأناهن انشاءا " قال: الحور العين في الجنة فجعلناهن ابكارا عربا قال: لا يتكلمون الا بالعربية وقوله: اترابا يعنى مستويات الاسنان لاصحاب اليمين اصحاب امير المؤمنين عليه السلام.
حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقنى فقال: يابا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات اذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى.
قلت: جعلت فداك زدنى قال: المؤمن يزوج ثمانمأء عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟ ! قال: نعم ما يفترش منهن
___________________________________
(1) اى منقوشة بها.
[218]
شيئا الا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من اى شئ خلقن الحور العين؟ قال: من تربة الجنة ألنورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهن كلام يتكلمن به أهل الجنة؟ قال: نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟ قال: يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتى لو أن قرن(1) احدانا علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
54 - في مجمع البيان عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير(2) خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام يملاء نورها مابين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا من ذهب، على كل باب سبعون نبلة(3) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد، موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرنى يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال: هى الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف الحلى(4) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم
___________________________________
(1) القرن: الخصلة من الشعر.
(2) حواصل جمع الحوصلة وهو من الطائر بمنزلة المعدة للانسان.
(3) كذا في النسخ ولا تخلوا عن التصحيف والتحريف ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب مجمع البيان ولا الموسوعات الكبيرة الناقلة كالبحار والوسائل.
(4) كذا.
[219]
الاكوبة والاباريق.
55 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شئ ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة اذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى.
56 - في جوامع الجامع " انا انشأناهن انشاءا " وعن النبى صلى الله عليه وآله قال لام سلمة: هن اللواتى قبضن في دار الدنيا عجايز شمطاء رمصاء(1) جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا، فلما سمعت عايشة بذلك قالت: واوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس هناك وجع.
57 - وفى الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلث وثلاثين.
58 - في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن على بن اسباط عن سالم بياع الزطى قال: سمعت ابا سعيد المداينى يسأل ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: ثلة من الاولين وثلة من الاخرين قال: ثلة من الاولين خربيل مؤمن آل فرعون و " ثلة من الاخرين " على بن أبى طالب عليه السلام.
59 - وفيه قوله: " ثلة من الاولين " قال: من الطبقة التى كانت مع النبى صلى الله عليه وآله " وثلة من الاخرين " قال: بعد النبى صلى الله عليه وآله من هذه الامة.
60 - في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الامة منها ثمانون صفا.
___________________________________
(1) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرمص - بالتحريك - وسخ ابيض يجتمع في مجرى الدمع من العينين.
[220]
61 - في مجمع البيان " ثلة من الاولين وثلة من الاخرين " اى جماعة من الامم الماضية التى كانت قبل هذه الامة وجماعة من مؤمنى هذه الامة، وهذا قول مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أن الثلتين، جميعا من هذه الامة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: جميع الثلتين من امتى، و مما يؤيد القول الاول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الاخبار بالاسناد عن ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: عرضت على الانبياء الليلة بأتباعها من أممها فكان النبى يجيئ معه الثلة من امته والنبى معه العصابة من امته والنبى معه النفس من امته، والنبى معه الرجل من امته، والنبى ما معه من امته أحد حتى أتى أخى موسى في كبكبة من بنى اسرائيل، فلما رأيتهم أعجبونى فقلت: اى رب من هؤلاء؟ فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه من بنى اسرائيل فقلت: رب فأين امتى؟ فقال: انظر عن يمينك فاذا ظراب مكة(1) قد سدت بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء امتك أرضيت؟ قلت: رب رضيت فقيل: ان مع هؤلاء سبعين ألفا من امتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال: فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى اسد بن خزيمة فقال: يا نبى الله ادع ربك ان يجعلنى منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، ثم انشأ رجل آخر فقال: يا نبى الله ادع ربك ان يجعلنى منهم، فقال سبقك بها عكاشة، فقال النبى صلى الله عليه وآله: فداكم ابى وامى ان استطعتم ان تكونوا من السبعين فكونوا، وان عجزتم وقصرتم فكونوا من اهل الظراب، فان عجزتم وقصرتم فكونوا من اهل الافق، وانى قد رايت ثم ناسا كثيرا يتهاوشون(2) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون الفا فاتفق رأينا على انهم ناس ولدوا
___________________________________
(1) ظراب جمع ظرب - ككتف - الجبال المنبسطة على الارض وقيل: الروابى الصغار.
(2) تهاوش القوم: اختلطوا.
[221]
في الاسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون(1) وعلى ربهم يتوكلون، ثم قال: انى لارجو ان يكون من تبعنى ربع الجنة قال: فكبرنا، ثم قال: انى لارجو ان يكونوا ثلث اهل الجنة فكبرنا، ثم قال: انى لارجو ان يكون شطر اهل الجنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: " ثلة من الاولين وثلة من الاخرين ".
62 - في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابن عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: والكتاب الامام، ومن انكره كان من اصحاب الشمال الذين قال الله: ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم إلى آخر الاية.
63 - في تفسير على بن ابراهيم " واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال " قال: اصحاب الشمال اعداء آل محمد واصحابه الذين والوهم " في سموم وحميم " قال: السموم اسم النار " وحميم " ماء قد حمى " وظل من يحموم " قال: ظلمة شديدة الحر لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب.
64 - في تفسير العياشى عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال له الابرش الكلبى: بلغنا انك قلت في قول الله: " يوم تبدل الارض " انها تبدل خبزة فقال أبوجعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الابرش وقال: أمالهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال: ويحك أى المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا؟ اذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟ فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول: لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم قال: فسكت.
65 - وفيه في خبر آخر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان ابن آدم خلق أجوف لا بدله من الطعام والشراب.
66 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن القاسم بن
___________________________________
(1) بطر: تكبر.
[222]
عروة عن عبدالله بن بكير عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق ابن آدم اجوف لابد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
67 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله عن أبى عبدالله عليه السلام عن جبرئيل عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه وآله: ولو ان قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل الدنيا من نتنها.
68 - في تفسير على بن ابراهيم " فشاربون شرب الهيم " قال: من الزقوم، والهيم الابل.
69 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى محمد بن على الكوفى باسناد رفعه إلى ابى عبدالله عليه السلام انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد؟ قال: لا بأس، قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم؟ فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.
70 - وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من اهل المدينة قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن رجل شرب فلا يقطع حتى يروى؟ فقال: وهل اللذة الا ذاك؟ قلت: فانهم يقولون: انه شرب الهيم؟ فقال: كذبوا انما شرب الهيم مالم يذكر اسم الله عليه.
71 - وباسناده إلى عبدالله بن على الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ثلاثة انفاس في الشرب افضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره ان يشبه بالهيم قلت: وما الهيم قال: الرمل(1) وفى حديث آخر هى الابل.
72 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك، ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الابل.
73 - عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته
___________________________________
(1) وفى المنقول عن بعض نسخ المصدر " الزمل " بالمعجمة وهو بمعنى الدابة.
[223]
عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الابل.
74 - عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبدالرحيم قال: كان ابو عبدالله عليه السلام يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال الكثيب(1) 75 - عن أبى أيوب المدائنى عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام انه كان يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الرمل.
76 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يشرب بالنفس الواحد؟ قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم؟ قال: الابل.
77 - عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ثلاثة انفاس افضل في الشرب من نفس واحد، وكان يكره ان يتشبه بالهيم، وقال: الهيم النيب(2).
78 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: هذا نزلهم يوم الدين قال: هذا شرابهم يوم المجازاة.
79 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابن بكير قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: اذا اردت ان تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل: افرايتم ما تحرثون أأنتم تزرعون ام نحن الزارعون ثلاث مرات، ثم تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثم قل: اللهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثم انشر القبضة التى في يدك في القراح(3).
80 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان بنى اسرائيل اتوا موسى عليه السلام فسألوه ان يسأل الله عزوجل ان يمطر السماء عليهم اذا ارادوا ويحبسها اذا ارادوا فسأل الله عزوجل لهم ذلك فقال الله عزوجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا
___________________________________
(1) الكثيب: التل من الرمل.
(2) النيب جمع الناب: الناقة المسنة.
(3) القراح: الارض التى ليس عليها بناء ولا فيها شجرة.
[224]
شيئا الا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على ارادتهم وحبسوه على ارادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والاجام(1) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: انما سألناك ان تسال الله ان يمطر السماء علينا اذا اردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا رب ان بنى اسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم ذاك يا موسى؟ قال: سألونى ان اسألك ان تمطر السماء اذا ارادوا وتحسبها اذا ارادوا فأجبتهم ثم صيرتها ضررا فقال: ياموسى ان كنت المقدر لبنى اسرائيل فلم يرضوا بتقديرى فأجبتهم إلى ارادتهم فكان ما رأيت.
81 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن ابراهيم بن عقبة عن صالح بن على بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبوعبدالله عليه السلام بناس من الانصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم.
82 - على بن محمد رفعه قال: قال عليه السلام:(2) اذا غرست غرسا او نبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فانه لا يكاد يخطى ان شاء الله.
83 - في مجمع البيان وروى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: لا يقولن أحدكم زرعت وليقل: حرثت.
84 - في تفسير على بن ابراهيم: أانتم انزلتموه من المزن قال: من السحاب نحن جعلناها تذكرة لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين.
85 - وفيه قال أبوعبدالله عليه السلام: ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمى ان يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الاجثى على ركبتيه(3) فزعا من صرختها.
___________________________________
(1) الاجام جمع الاجمة: الشجر الكثير الملتف(2) كذا في النسخ وتوافقها المصدر ايضا.
(3) جثى على ركبتيه: جلس.
[225]
86 - فيمن لا يحضره الفقيه لما أنزل الله سبحانه: فسبح باسم ربك العظيم قال النبى صلى الله عليه وآله: اجعلوها في ركوعكم.
87 - وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنين عليه السلام ببابل انه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر ان الله عزوجل يقول: " فسبح باسم ربك العظيم " وانى سألت الله عزوجل باسمه العظيم فرد على الشمس.
88 - في مجمع البيان فقد صح عن النبى صلى الله عليه وآله انه لما نزلت هذه الاية فقال: اجعلوها في ركوعكم.
89 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فلا اقسم بمواقع النجوم قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم.
90 - في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام ان مواقع النجوم رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا اقسم بها.
91 - في الكافى على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال ابوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: عظم أمر من يحلف بها.
92 - على بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: عظم اثم من يحلف بها.
93 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم لقسم لو تعلمون عظيم " يعنى به اليمين بالبرائة من الائمة عليهم السلام، يحلف بها الرجل يقول: ان ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة " انتهى ".
94 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: ان الله خلق القلم من
[226]
شجرة في الجنة يقال لها الخلد.
ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما اكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الاصل؟ وهو قوله: " انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".
95 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله لما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام ان يدفع اليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذى كنت جئت به إلى أبى بكر حتى يجتمع عليه فقال عليه السلام: هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فان القرآن الذى عندى لا يمسه الا المطهرون، والاوصياء من ولدى، فقال عمر: فهل وقت لاظهاره معلوم؟ قال على عليه السلام: نعم اذا قام القائم من ولدى يظهره، ويحمل الناس على فتجرى السنة به.
96 - في الاستبصار على بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن محمد بن أبى الصباح جميعا عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلقه ان الله تعالى يقول: " لا يمسه الا المطهرون ".
97 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن التعويذ يعلق على الحائض؟ قال: نعم لا بأس، قال: وقال: تقرءه وتكتبه ولا تصيبه يدها.
98 - في مجمع البيان " لا يمسه الا المطهرون " وقيل: من الاحداث والجنابات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن على
[227]
الباقر عليه السلام وهو مذهب مالك والشافعى، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا ان الضمير يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن.
99 - وقرأ على عليه السلام وابن عباس ورويت عن النبى صلى الله عليه وآله وتجعلون شكركم.
100 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن الصالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدثنى أبان بن تغلب عن عبدالاعلى التغلبى ولا أرانى الا وقد سمعته من عبدالاعلى قال: حدثنى أبوعبدالرحمن السلمى ان عليا عليه السلام قرأ بهم الواقعة فقال: " تجعلون شكركم انكم تكذبون " فلما انصرف قال: انى قد عرفت انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء كذلك وكانوا اذا مطروا قالوا امطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله " وتجعلون شكركم انكم تكذبون ".
101 - حدثنا على بن الحسين عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عن داود عن أبى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: " وتجعلون رزقكم انكم تكذبون " فقال: بل هى " وتجعلون شكركم انكم تكذبون " وقال على بن ابراهيم في قوله: فولا اذا بلغت الحلقوم الاية يعنى النفس، قال: معناه فاذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون، إلى قوله: غير مدينين قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح اذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن ان كنتم صادقين.
102 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن سليمان بن داود عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام قوله عزوجل: " فلولا اذا بلغت الحلقوم * وأنتم " إلى قوله: " ان كنتم صادقين " فقال: انها اذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة، فيقول: ردونى إلى الدنيا حتى أخبر أهلى بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل،
[228]
103 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه قال: اذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فاذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربى الله ومحمد نبيى والاسلام دينى، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة، ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قول الله عزوجل: فاما ان كان من المقربين فروح وريحان يعنى في قبره وجنة نعيم يعنى في الاخرة.
104 - وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: نزلت هاتان الايتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا " فاما ان كان من المقربين * فروح وريحان " يعنى في قبره " وجنة نعيم " يعنى في الاخرة.
105 - في مجمع البيان قرأ يعقوب " فروح " بضم الراء وهو قرائة النبى صلى الله عليه وآله وأبى جعفر الباقر عليه السلام.
106 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر والحسن بن على جميعا عن ابى جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبدالاعلى وعلى بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم بن عبدالاعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أبن آدم اذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من ايام الاخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهد، وان كنت على لثقيلا، فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك، قال: فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا واحسنهم منظرا واحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة.
107 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبى عمير عن اسحق بن عبدالعزيز عن أبى بصير قال: سمعت
[229]
أبا عبدالله عليه السلام يقول: " فاما ان كان من المقربين فروح وريحان " في قبره " وجنة نعيم " في الاخرة.
108 - وفيه وقوله: فاما ان كان من اصحاب اليمين يعنى من كان من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام فسلام لك من اصحاب اليمين ان لا يعذبوا.
109 - في روضة الكافى الحسين بن محمد عن محمد بن احمد النهدى عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " فاما ان كان من اصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين " فقال على عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: هم شيعتك فسلم ولدك منهم ان يقتلوهم.
110 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأنزل في الواقعة: واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فهؤلاء مشركون.
111 - في تفسير على بن ابراهيم " واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم " في اعداء آل محمد.
112 - وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه اولا أعنى قوله في الاخرة: " واما ان كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم " في قبره " وتصلية جحيم " في الآخرة.
113 - في امالى الصدوق رحمه الله متصل بآخر ما نلقنا عنه سابقا أعنى قوله عليه السلام: يعنى في الاخرة ثم قال عليه السلام: اذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شئ الا الثقلان، ويقول: لو ان لى كرة فأكون من المؤمنين، ويقول: " رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت " فتجيبه الزبانية: " كلا انها كلمة أنت قائلها " ويناديهم ملك: لورد لعاد لما نهى عنه فاذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه
[230]
ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شئ، ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: لا أدرى فيقولان له: لادريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان اليه الحميم من جهنم وذلك قول الله جل جلاله: " واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم " يعنى في القبر " وتصلية جحيم " يعنى في الاخرة.
114 - وفيه ايضا متصل بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعنى قوله: يعنى في الاخرة باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: " واما ان كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم " يعنى في قبره " وتصلية جحيم " يعنى في الاخرة.
115 - في الكافى متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: ارتحل من الدنيا إلى الجنة واذا كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
116 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجيا لبهته السؤال وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير ولادعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موته ناجزة ولا سنة مسلية بين أطوال الموتات وعذاب الساعات(1)
___________________________________
(1) الحميم: الماء الحار.
وتصلية النار تسخينها.
والسورة: الحدة والشدة.
وزفر النار: تسمع لتوقدها صوت.
والدعة: السعة في العيش والسكون.
والازاحة، الازالة والسنة: النوم الخفيف وهو النعاس.
والمراد بالموتات في قوله (ع) " اطوار الموتات " الالام العظيمة لان العرب تسمى المشقة العظيمة موتا كما قال الشاعر " انما الميت ميت الاحياء " أو كما قال في الفارسية: " زندگى كردن من مردن تدريجى بود * هر چه جان كند تنم عمر حسابش كردم " فلا ينافى قوله (ع) " ولا موتة ناجزة " فان المراد به الحقيقة.
[231]
|