00989338131045
 
 
 
 
 
 

  سورة المطففين وسورة الانشقاق 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة المطففين ]

 [ مكية أو مدنية آياتها ست وثلاثون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (ويل) * كلمة عذاب، أو واد في جهنم * (للمطففين) *. (2) * (الذين إذا اكتالوا على) * أي من * (الناس يستوفون) * الكيل. (3) * (وإذا كالوهم) * أي كالوا لهم * (أو وزنوهم) * أي وزنوا لهم * (يخسرون) * ينقصون الكيل أو الوزن. (4) * (ألا) * استفهام توبيخ * (يظن) * يتيقن * (أولئك أنهم مبعوثون) *. (5) * (ليوم عظيم) * أي فيه وهو يوم القيامة. (6) * (يوم) * بدل من محل ليوم فناصبه مبعوثون * (يقوم الناس) * من قبورهم * (لرب العالمين) * الخلائق لاجل أمره وحسابه وجزائه.

______________________________

= حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا فأنزل الله على نبيه (قل أوحي إلي) وإنما أوحي إليه قول الجن، وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل عن عبد الله قال كنت في ناحية ديار عاد إذ رأيت مدينة من حجر منقور في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال يا سهل إن الابدان لا تخلق الثياب وإنما تخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت فيها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له ومن أنت ؟ قال من الذين نزلت فيهم (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن). (*)

 

[ 797 ]

(7) * (كلا) * حقا * (إن كتاب الفجار) * أي كتاب أعمال الكفار * (لفي سجين) * قيل هو كتاب جامع لاعمال الشياطين والكفرة، وقيل هو مكان أسفل الارض السابعة وهو محل إبليس وجنوده (8) * (وما أدراك ما سجين) * ما كتاب سجين. (9) * (كتاب مرقوم) * مختوم. (10) * (ويل يومئذ للمكذبين) *. (11) * (الذين يكذبون بيوم الدين) * الجزاء بدل أو بيان للمكذبين. (12) * (وما يكذب به إلا كل معتد) * متجاوز الحد * (أثيم) * صيغة مبالغة. (13) * (إذا تتلى عليه آياتنا) * القرآن * (قال أساطير الاولين) * الحكايات التي سطرت قديما جمع أسطورة بالضم أو إسطارة بالكسر. (14) * (كلا) * ردع وزجر لقولهم ذلك * (بل ران) * غلب * (على قلوبهم) * فغشيها * (ما كانوا يكسبون) * من المعاصي فهو كالصدأ. (15) * (كلا) * حقا * (إنهم عن ربهم يومئذ) * يوم القيامة * (لمحجوبون) * فلا يرونه. (16) * (ثم إنهم لصالوا الجحيم) * لداخلو النار المحرقة. (17) * (ثم يقال) * لهم * (هذا) * أي العذاب * (الذي كنتم به تكذبون) *. (18) * (كلا) * حقا * (إن كتاب الابرار) * أي كتاب أعمال المؤمنين الصادقين في إيمانهم * (لفي عليين) * قيل هو كتاب جامع لاعمال الخير من الملائكة ومؤمني الثقلين، وقيل هو مكان في السماء السابعة تحت العرش. (19) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما عليون) * ما كتاب عليين. (20) هو * (كتاب مرقوم) * مختوم. (21) * (يشهده المقربون) * من الملائكة. (22) * (إن الابرار لفي نعيم) * جنة. (23) * (على الارائك) * السرر في الحجال * (ينظرون) * ما أعطوا من النعيم.

______________________________

أسباب نزول الآية 6 وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن كردم بن أبي السائب الانصاري قال خرجت مع أبي إلى المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي فقال عامر الوادي جارك فنادى مناد لا نراه يا سرحان فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم = (*)

 

[ 798 ]

(24) * (تعرف في وجوههم نضرة النعيم) * بهجة التنعم وحسنه. (25) * (يسقون من رحيق) * خمر خالصة من الدنس * (مختوم) * على إنائها لا يفك ختمه غيرهم. (26) * (ختامه مسك) * أي آخر شربه تفوح منه رائحة المسك * (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) * فليرغبوا بالمبادرة إلى طاعة الله. (27) * (ومزاجه) * أي ما يمزج به * (من تنسيم) * فسر بقوله: (28) * (عينا) * فنصبه بأمدح مقدرا * (يشرب بها المقربون) * منها، أو ضمن يشرب معنى يلتذ. (29) * (إن الذين أجرموا) * كأبي جهل ونحوه * (كانوا من الذين آمنوا) * كعمار وبلال ونحوهما * (يضحكون) * استهزاء بهم. (30) * (وإذا مروا) * أي المؤمنون * (بهم يتغامزون) * يشير المجرمون إلى المؤمنين بالجفن والحاجب استهزاء. (31) * (وإذا انقلبوا) * رجعوا * (إلى أهلهم انقلبوا فاكهين) * وفي قراءة فكهين معجبين بذكرهم المؤمنين. (32) * (وإذا رأوهم) * أي المؤمنين * (قالوا إن هؤلاء لضالون) * لايمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم. (33) قال تعالى: * (وما أرسلوا) * أي الكفار * (عليهم) * على المؤمنين * (حافظين) * لهم أو لاعمالهم حتى يدروهم إلى مصالحهم. (34) * (فاليوم) * أي يوم القيامة * (الذين آمنوا من الكفار يضحكون) *. (35) * (على الارائك) * في الجنة * (ينظرون) * من منازلهم إلى الكفار وهم يعذبون فيضحكون منهم كما ضحك الكفار منهم في الدنيا. (36) * (هل ثوب) * جوزي * (الكفار ما كانوا يفعلون) * نعم.

______________________________

= وأنزل الله على رسوله بمكة (وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن) الآية، وأخرج ابن سعد عن أبي رجاء العطاردي من بني تميم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي وكفيت مهنتهم فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا هرابا فأتينا على فلاة من الارض وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك فقيل لنا إنما سبيل هذا الرجل شهادة إن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله من أقر بها أمن على دمه وما له فرجعنا فدخلنا في الاسلام قال أبو رجاء إني لارى هذه الآية نزلت في وفي أصحابي (وأنه كان رجال من الانس يعوذون = (*)

 

[ 799 ]

[ سورة الانشقاق ]

[ مكية وآياتها ثلاث أو خمس وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (إذا السماء انشقت) *. (2) * (وأذنت) * سمعت وأطاعت في الانشقاق * (لربها وحقت) * أي وحق لها أن تسمع وتطيع. (3) * (وإذا الارض مدت) * زيد في سعتها كما يمد الاديم ولم يبق عليها بناء ولا جبل. (4) * (وألقت ما فيها) * من الموتى إلى ظاهرها * (وتخلت) * عنه. (5) * (وأذنت) * سمعت وأطاعت في ذلك * (لربها وحقت) * وذلك كله يكون يوم القيامة، وجواب إذا وما عطف عليها محذوف دل عليه ما بعده تقديره لقي الانسان عمله. (6) * (يا أيها الانسان إنك كادح) * جاهد في عملك * (إلى) * لقاء * (ربك) * وهو الموت * (كدحا فملاقيه) * أي ملاق عملك المذكور من خير أو شر يوم القيامة. (7) * (فاما من أوتي كتابه) * كتاب عمله * (بيمينه) * هو المؤمن. (8) * (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) * هو عرض عمله عليه كما في حديث الصحيحين وفيه " من نوقش الحساب هلك " وبعد العرض يتجاوز عنه. (9) * (وينقلب إلى أهله) * في الجنة * (مسرورا) * بذلك. (10) * (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) * هو الكافر تغل يمناه إلى عنقه وتجعل يسراه وراء ظهره فيأخذ بها كتابه. (11) * (فسوف يدعو) * عند رؤيته ما فيه * (ثبورا) * ينادي هلاكه بقوله: يا ثبوراه. (12) * (ويصلى سعيرا) * يدخل النار الشديدة وفي قراءة بضم الياء وفتح الصاد واللام المشددة.

______________________________

= برجال من الجن فزادهم رهقا) الآية وأخرج الخرائطي في كتاب هواتف الجان حدثنا عبد الله بن محمد البلوي حدثنا عمارة بن زيد حدثني عبد الله بن العلاء حدثنا محمد بن عكبر عن سعيد بن جبير أن رجلا من بني تميم يقال له رافع بن عمير حدث عن بدء إسلامه إني لاسير برمل عالج ذات ليلة إذ غلبني النوم فنزلت عن راحلتي وأنختها ونمت وقد تعوذت قبل نومي فقلت أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجن فرأيت في منامي = (*)

 

[ 800 ]

(13) * (إنه كان في أهله) * عشيرته في الدنيا * (مسرورا) * بطرا باتباعه لهواه. (14) * (إنه ظن أن) * مخففة من الثقيلة واسمها محذوف، أي أنه * (لن يحور) * يرجع إلى ربه. (15) * (بلى) * يرجع إليه * (إن ربه كان به بصيرا) * عالما برجوعه إليه. (16) * (فلا أقسم) * لا زائدة * (بالشفق) * هو الحمرة في الافق بعد غروب الشمس. (17) * (والليل وما وسق) * جمع ما دخل عليه من الدواب وغيرها. (18) * (والقمر إذا اتسق) * اجتمع وتم نوره وذلك في الليالي البيض. (19) * (لتركبن) * أيها الناس أصله تركبونن حذفت نون الرفع لتوالي الامثال والواو لالتقاء الساكنين * (طبقا عن طبق) * حالا بعد حال، وهو الموت ثم الحياة وما بعدها من أحوال القيامة. (20) * (فما لهم) * أي الكفار * (لا يؤمنون) * أي أي مانع من الايمان أو أي حجة لهم في تركه مع وجود براهينه. (21) * (و) * مالهم * (إذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون) * يخضعون بأن يؤمنوا به لاعجازه. (22) * (بل الذين كفروا يكذبون) * بالبعث وغيره. (23) * (والله أعلم بما يوعون) * يجمعون في صحفهم من الكفر والتكذيب وأعمال السوء. (24) * (فبشرهم) * أخبرهم * (بعذاب أليم) * مؤلم. (25) * (إلا) * لكن * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) * غير مقطوع ولا منقوص ولا يمن به عليه.

[ سورة البروج ]

 [ مكية وآياتها 22 ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (والسماء ذات البروج) * الكواكب اثني عشر برجا تقدمت في الفرقان. (2) * (واليوم الموعود) * يوم القيامة. (3) * (وشاهد) * يوم الجمعة * (ومشهود) * يوم عرفة كذا فسرت الثلاثة في الحديث فالاول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه، والثالث تشهده الناس والملائكة، وجواب القسم محذوف صدره، تقديره لقد.

______________________________

= رجلا بيده حربه يريد أن يضعها في نحر ناقتي فانتبهت فزعا فنظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت هذا حلم ثم عدت فغفوت فرأيت مثل ذلك فانتبهت فرأيت ناقتي تضطرب والتفت وإذا برجل شاب كالذي رأيته في المنام بيده حربة ورجل شيخ ممسك بيده يدفع عنها فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم فخذ أيتها شئت فداء لناقة جاري الانسي فقام الفتى فأخذ منها = (*)

 

[ 801 ]

(4) * (قتل) * لعن * (أصحاب الاخدود) * الشق في الارض. (5) * (النار) * بدل اشتمال منه * (ذات الوقود) * ما توقد به. (6) * (إذ هم عليها) * حولها على جانب الاخدود على الكراسي * (قعود) *. (7) * (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين) * بالله من تعذيبهم بالالقاء في النار إن لم يرجعوا عن إيمانهم * (شهود) * حضور، روي أن الله أنجى المؤمنين الملقين في النار بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من ثم فأحرقتهم. (8) * (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز) * في ملكه * (الحميد) * المحمود. (9) * (الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شئ شهيد) * أي ما أنكر الكفار على المؤمنين إلا إيمانهم. (10) * (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات) * بالاحراق * (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) * بكفرهم * (ولهم عذاب الحريق) * أي عذاب إحراقهم المؤمنين في الآخرة، وقيل في الدنيا بأن أخرجت النار فأحرقتهم كما تقدم. (11) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الانهار ذلك الفوز الكبير) *. (12) * (إن بطش ربك) * بالكفار * (لشديد) * بحسب إرادته. (13) * (إنه هو يبدئ) * الخلق * (ويعيد) * فلا يعجزه ما يريد. (14) * (وهو الغفور) * للمذنبين المؤمنين * (الودود) * المتودد إلى أوليائه بالكرامة. (15) * (ذو العرش) * خالقه ومالكه * (المجيد) * بالرفع: المستحق لكمال صفات العلو. (16) * (فعال لما يريد) * لا يعجزه شئ. (17) * (هل أتاك) * يا محمد * (حديث الجنود) *.

______________________________

= ثورا وانصرف ثم التفت إلى الشيخ وقال يا هذا إذا نزلت واديا من الاودية فخفت هوله فقل أعوذ برب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال فقلت له ومن محمد هذا قال نبي عربي لا شرقي ولا غربي بعث يوم الاثنين فقلت فأين مسكنه ؟ قال بيثرب ذات النخل فركبت راحلتي حين ترقى لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآني رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثني قبل أن أذكر منه شيئا ودعاني إلى الاسلام فأسلمت قال سعيد بن جبير وكنا نرى أنه هو الذي أنزل الله فيه (وإنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادهم رهطا). (*)

 

[ 802 ]

(18) * (فرعون وثمود) * بدل من الجنود واستغني بذكر فرعون عن أتباعه، وحديثهم أنهم أهلكوا بكفرهم وهذا تنبيه لمن كفر بالنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن ليتعظوا. (19) * (بل الذين كفروا في تكذيب) * بما ذكر. (20) * (والله من ورائهم محيط) * لا عاصم لهم منه. (21) * (بل هو قرآن مجيد) * عظيم. (22) * (في لوح) * هو في الهواء فوق السماء السابعة * (محفوظ) * بالجر من الشياطين ومن تغيير شئ منه طوله ما بين السماء والارض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وهو من درة بيضاء، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22215733

  • التاريخ : 3/02/2025 - 21:59

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net