00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الزخرف 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

[ سورة الزخرف ]

 [ مكية وقيل إلا آية 45 فمدنية وآياتها 89 ] " نزلت بعد الشورى " بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به (2) * (والكتاب) * القرآن * (المبين) * المظهر طريق الهدى وما يحتاج إليه من الشريعة. (3) * (إنا جعلناه) * أوجدنا الكتاب * (قرآنا عربيا) * بلغة العرب * (لعلكم) * يا أهل مكة * (تعقلون) * تفهمون معانيه. (4) * (وإنه) * مثبت * (في أم الكتاب) * أصل الكتب أي اللوح المحفوظ * (لدينا) * بدل: عندنا * (لعلي) * على الكتب قبله * (حكيم) * ذو حكمة بالغة. (5) * (أفنضرب) * نمسك * (عنكم الذكر) * القرآن * (صفحا) * إمساكا فلا تؤمرون ولا تنهون لاجل * (أن كنتم قوما مسرفين) * مشركين لا. (6) * (وكم أرسلنا من نبي في الاولين) *. (7) * (وما) * كان * (يأتيهم) * أتاهم * (من نبي إلا كانوا به يستهزءون) * كاستهزاء قومك بك وهذا تسلية له صلى الله عليه وسلم. (8) * (فأهلكنا أشد منهم) * من قومك * (بطشا) * قوة * (ومضى) * سبق في آيات * (مثل الاولين) * صفتهم في الاهلاك فعاقبة قومك كذلك. (9) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن) * حذف منه نون الرفع لتوالي النونات وواو الضمير لالتقاء الساكنين * (خلقهن العزيز العليم) * آخر جوابهم أي الله ذو العزة والعلم زاد تعالى

______________________________

= خالد عن أبي صالح عن أم هانئ قالت: نزلت في هذه الآية (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك) أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني فنهى عني إذ لم أهاجر. قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة) الآية أخرج ابن سعد عن عكرمة في قوله (وامرأة مؤمنة) الآية قال: نزلت في أم شريك الدوسية وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم وكانت جميلة فقبلها فقالت عائشة: ما في امرأة = (*)

 

[ 648 ]

(10) * (الذي جعل لكم الارض مهادا) * فراشا كالمهد للصبي * (وجعل لكم فيها سبلا) * طرقا * (لعلكم تهتدون) * إلى مقاصدكم في أسفاركم. (11) * (والذي نزل من السماء ماء يقدر) * أي بقدر حاجتكم إليه ولم ينزله طوفانا * (فأنشرنا) * أحيينا * (به بلدة ميتا كذلك) * أي مثل هذا الاحياء * (تخرجون) * من قبوركم أحياء. (12) * (والذي خلق الازواج) * الاصناف * (كلها وجعل لكم من الفلك) * السفن * (والانعام) * كالابل * (ما تركبون) * حذف العائد اختصارا، وهو مجرور في الاول، أي فيه منصوب في الثاني. (13) * (لتستووا) * لتستقروا * (على ظهوره) * ذكر الضمير وجمع الظهر نظرا للفظ ما ومعناها * (ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين) * مطيقين. (14) * (وإنا إلى ربنا لمنقلبون) * لمنصرفون. (15) * (وجعلوا له من عباده جزءا) * حيث قالوا الملائكة بنات الله لان الولد جزء من الوالد والملائكة من عباده تعالى * (إن الانسان) * القائل ما تقدم * (لكفور مبين) * بين ظاهر الكفر. (16) * (أم) * بمعنى همزة الانكار والقول مقدر، أي أتقولون * (اتخذ مما يخلق بنات) * لنفسه * (وأصفاكم) * أخلصكم * (بالبنين) * اللازم من قولكم السابق فهو من جملة المنكر. (17) * (وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا) * جعل له شبها بنسبة البنات إليه لان الولد يشبه الوالد، المعنى إذا أخبر أحدهم بالبنت تولد له * (ظل) * صار * (وجهه مسودا) * متغيرا تغير مغتم * (وهو كظيم) * ممتلئ غما فكيف ينسب البنات إليه ؟ تعالى عن ذلك. (18) * (أو) * همزة الانكار وواو العطف بجملة، أي يجعلون لله * (من ينشأ في الحلية) *

______________________________

= حين تهب نفسها لرجل خير قالت أم شريك: فأنا تلك فسماها الله مؤمنة فقال (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) فلما نزلت الآية قالت عائشة: إن الله يسرع لك في هواك. أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى: (ترجي من تشاء) أخرج الشيخان عن عائشة أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها ؟ فأنزل الله = (*)

 

[ 649 ]

الزينة * (وهو في الخصام غير مبين) * مظهر الحجة لضعفه عنها بالانوثة. (19) * (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا أشهدوا) * حضروا * (خلقهم ستكتب شهادتهم) * بأنهم إناث * (ويسألون) * عنها في الآخرة فيترتب عليهم العقاب. (20) * (وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم) * أي الملائكة فعبادتنا إياهم بمشيئته فهو راض بها قال تعالى: * (ما لهم بذلك) * المقول من الرضا بعبادتها * (من علم إن) * ما * (هم إلا يخرصون) * يكذبون فيه فيترتب عليهم العقاب به. (21) * (أم آتيناهم كتابا من قبله) * أي القرآن بعبادة غير الله * (فهم به مستمسكون) * أي لم يقع ذلك. (22) * (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) * ملة * (وإنا) * ماشون * (على آثارهم مهتدون) * بهم وكانوا يعبدون غير الله. (23) * (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها) * منعموها مثل قول قومك * (إنا وجدنا آباءنا على أمة) * ملة * (وإنا على آثارهم مقتدون) * متبعون. (24) * (قل) * لهم * (أ) * تتبعون ذلك * (ولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به) * أنت ومن قبلك * (كافرون) * قال تعالى تخويفا لهم: (25) * (فانتقمنا منهم) * أي من المكذبين للرسل قبلك * (فانظر كيف كان عاقبة المكذبين) *. (26) * (و) * اذكر * (إذ قال إبراهيم لابيه وقومه إنني براء) * أي برئ * (مما تعبدون) *. (27) * (إلا الذي فطرني) * خلقني * (فإنه سيهدين) * يرشدني لدينه. (28) * (وجعلها) * أي كلمة التوحيد المفهومة من قوله (إني ذاهب إلى ربي سيهدين) * (كلمة باقية في عقبه) * ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله * (لعلهم) * أي أهل مكة * (يرجعون) * عما هم عليه إلى دين إبراهيم أبيهم

______________________________

= (ترجي من تشاء) الآية فقالت عائشة: أرى ربك يسارع لك في هواك. وأخرج ابن سعد عن أبي رزين قال: هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطلق من نسائه فلما رأين ذلك جعلنه في حل من أنفسهن يؤثر من يشاء على من يشاء فأنزل الله (إنا أحللنا لك أزواجك) إلى قوله (ترجي من تشاء منهن) الآية أسباب نزول الآية 52 قوله تعالى: (لا يحل لك النساء من بعد). أخرج ابن سعد عن عكرمة قال: خير رسول الله صلى الله عليه وسلم = (*)

 

[ 650 ]

(29) * (بل متعت هؤلاء) * المشركين * (وآباءهم) * ولم أعاجلهم بالعقوبة * (حتى جاءهم الحق) * القرآن * (ورسول مبين) * مظهر لهم الاحكام الشرعية، وهو محمد صلى الله عليه وسلم (30) * (ولما جاءهم الحق) * القرآن * (قالوا هذا سحر وإنا به كافرون) *. (31) * (وقالوا لولا) * هلا * (نزل هذا القرآن على رجل من) * أهل * (القريتين) * من أية منهما * (عظيم) * أي الوليد بن المغيرة بمكة أو عروة بن مسعود الثقفي بالطائف. (32) * (أهم يقسمون رحمة ربك) * النبوة * (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) * فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا * (ورفعنا بعضهم) * بالغنى * (فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم) * الغني * (بعضا) * الفقير * (سخريا) * مسخرا في العمل له بالاجرة، والياء للنسب، وقرئ بكسر السين * (ورحمة ربك) * أي الجنة * (خير مما يجمعون) * في الدنيا. (33) * (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة) * على الكفر * (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم) * بدل من لمن * (سقفا) * بفتح السين وسكون القاف وبضمهما جمعا * (من فضة ومعارج) * كالدرج من فضة * (عليها يظهرون) * يعلون إلى السطح. (34) * (ولبيوتهم أبوابا) * من فضة * (و) * جعلنا لهم * (سررا) * من فضة جمع سرير * (عليها يتكئون) *. (35) * (وزخرفا) * ذهبا، المعنى لولا خوف الكفر على المؤمن من إعطاء الكافر ما ذكر لاعطيناه ذلك لقلة خطر الدنيا عندنا وعدم حظه في الآخرة في النعيم * (وإن) * مخففة من الثقيلة * (كل ذلك لما) * بالتخفيف فما زائدة، وبالتشديد بمعنى إلا فإن نافية * (متاع الحياة الدنيا) * يتمتع به فيها ثم يزول * (والآخرة) * الجنة * (عند ربك للمتقين) *. (36) * (ومن يعش) * يعرض * (عن ذكر الرحمن) * أي القرآن * (نقيض) * نسبب * (له شيطانا فهو له قرين) * لا يفارقه.

______________________________

= أزواجه فاخترن الله ورسوله فأنزل الله (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج). أسباب نزول الآية 53 قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا) الآية تقدم حديث عمر في سورة البقرة. وأخرج الشيخان عن أنس قال: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم جلسوا يتحدثون فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم = (*)

 

[ 651 ]

(37) * (وإنهم) * أي الشياطين * (ليصدونهم) * أي العاشين * (عن السبيل) * أي طريق الهدى * (ويحسبون أنهم مهتدون) * في الجمع رعاية معنى من. (38) * (حتى إذا جاءنا) * العاشي بقرينه يوم القيامة * (قال) * له * (يا) * للتنبيه * (ليت بيني وبينك بعد المشرقين) * أي مثل بعد ما بين المشرق والمغرب * (فبئس القرين) * أنت لي قال تعالى: (39) * (ولن ينفعكم) * أي العاشين تمنيكم وندمكم * (اليوم إذ ظلمتم) * أي تبين لكم ظلمكم بالاشراك في الدنيا * (أنكم) * مع قرنائكم * (في العذاب مشتركون) * علة بتقدير اللام لعدم النفع وإذ بدل من اليوم. (40) * (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين) * بين، أي فهم لا يؤمنون. (41) * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (نذهبن بك) * بأن نميتك قبل تعذيبهم * (فإنا منهم منتقمون) * في الآخرة. (42) * (أو نرينك) * في حياتك * (الذي وعدناهم) * به من العذاب * (فإنا عليهم) * على عذابهم * (مقتدرين) * قادرون. (43) * (فاستمسك بالذي أوحي إليك) * أي القرآن * (إنك على صراط) * طريق * (مستقيم) *. (44) * (وإنه لذكر) * لشرف * (لك ولقومك) * لنزوله بلغتهم * (وسوف تسألون) * عن القيام بحقه. (45) * (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن) * أي غيره * (آلهة يعبدون) * قيل هو على ظاهره بأن جمع له الرسل ليلة الاسراء، وقيل المراد أمم من أي أهل الكتابين، ولم يسأل على واحد من القولين لان المراد من الامر بالسؤال التقرير لمشركي قريش أنه لم يأت رسول من الله ولا كتاب بعبادة غير الله. (46) * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه) * أي القبط * (فقال إني رسول رب العالمين) *.

______________________________

= يقوموا فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام وقعد ثلاثة ثم انطلقوا فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنهم انطلقوا فجاء حتى دخل وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) إلى قوله (إن ذلكم كان عند الله عظيما) وأخرج الترمذي وحسنه عن أنس قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى باب امرأة عرس بها فإذا عندها قوم فانطلق ثم رجع = (*)

 

[ 652 ]

(47) * (فلما جاءهم بآياتنا) * الدالة على رسالته * (إذا هم منها يضحكون) *. (48) * (وما نريهم من آية) * من آيات العذاب كالطوفان، وهو ماء دخل بيوتهم ووصل إلى حلوق الجالسين سبعة أيام، والجراد * (إلا هي أكبر من أختها) * قرينتها التي قبلها * (وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون) * عن الكفر. (49) * (وقالوا) * لموسى لما رأوا العذاب * (يا أيها الساحر) * أي العالم الكامل لان السحر عندهم علم عظيم * (ادع لنا ربك بما عهد عندك) * من كشف العذاب عنا إن آمنا * (إننا لمهتدون) * أي مؤمنون. (50) * (فلما كشفنا) * بدعاء موسى * (عنهم العذاب إذا هم ينكثون) * ينقضون عهدهم ويصرون على كفرهم. (51) * (ونادى فرعون) * افتخارا * (في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الانهار) * من النيل * (تجري من تحتي) * أي تحت قصوري * (أفلا تبصرون) * عظمتي. (52) * (أم) * تبصرون وحينئذ * (أنا خير من هذا) * أي موسى * (الذي هو مهين) * ضعيف حقير * (ولا يكاد يبين) * يظهر كلامه للثغته بالجمرة التي تناولها في صغره. (53) * (فلولا) * هلا * (ألقى عليه) * إن كان صادقا * (أساورة من ذهب) * جمع أسورة كأغربة جمع سوار كعادتهم فيمن يسودونه أن يلبسوه أسورة ذهب ويطوقونه طوق ذهب * (أو جاء معه الملائكة مقترنين) * متتابعين يشهدون بصدقه. (54) * (فاستخف) * استفز فرعون * (قومه فأطاعوه) * فيما يريد من تكذيب موسى * (إنهم كانوا قوما فاسقين) *. (55) * (فلما آسفونا) * أغضبونا * (انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين) *

______________________________

= وقد خرجوا فدخل فأرخى بيني وبينه سترا فذكرته لابي طلحة فقال: لئن كان كما تقول لينزلن في هذا شئ فنزلت آية الحجاب. وأخرج الطبراني بسند صحيح عن عائشة قالت: كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم في قعب فمر عمر فدعاه فأكل فأصابت أصبعه أصبعي فقال: أوه لو أطاع فيكن ما رأتكن عين فنزلت آية الحجاب. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فأطال الجلوس فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات ليخرج فلم يفعل فدخل = (*)

 

[ 653 ]

(56) * (فجعلناهم سلفا) * جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة * (ومثلا للآخرين) * بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم (57) * (ولما ضرب) * جعل * (ابن مريم مثلا) * حين نزل قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) فقال المشركون: رضينا أن تكون آلهتنا مع عيسى لانه عبد من دون الله * (إذا قومك) * أي المشركون * (منه) * من المثل * (يصدون) * يضحكون فرحا بما سمعوا. (58) * (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) * أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه * (ما ضربوه) * أي المثل * (لك إلا جدلا) * خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام * (بل هم قوم خصمون) * شديدو الخصومة. (59) * (إن) * ما * (هو) * عيسى * (إلا عبد أنعمنا عليه) * بالنبوة * (وجعلناه) * بوجوده من غير أب * (مثلا لبني إسرائيل) * أي كالمثل لغرابته يستدل به على قدرة الله تعالى على ما يشاء. (60) * (ولو نشاء لجعلنا منكم) * بدلكم * (ملائكة في الارض يخلفون) * بأن نهلككم. (61) * (وإنه) * أي عيسى * (لعلم للساعة) * تعلم بنزوله * (فلا تمترون بها) * أي تشكن فيها، حذف منه نون الرفع للجزم، وواو الضمير لالتقاء الساكنين * (و) * قل لهم * (اتبعون) * على التوحيد * (هذا) * الذي آمركم به * (صراط) * طريق * (مستقيم) *. (62) * (ولا يصدنكم) * يصرفنكم عن دين الله * (الشيطان إنه لكم عدو مبين) * بين العداوة. (63) * (ولما جاء عيسى بالبينات) * بالمعجزات والشرائع * (قال قد جئتكم بالحكمة) * بالنبوة وشرائع الانجيل * (ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه) * من أحكام التوراة من أمر الدين وغيره فبين لهم أمر الدين * (فاتقوا الله وأطيعون) *

______________________________

= عمر فرأى الكراهية في وجهه فقال للرجل: لعلك آذيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قمت ثلاثا لكي يتبعني فلم يفعل فقال له عمر: يا رسول الله لو اتخذت حجابا فإن نساءك لسن كسائر النساء وذلك أطهر لقلوبهن فنزلت آية الحجاب قال الحافظ ابن حجر: يمكن الجمع بأن ذلك وقع قبل قصة زينب فلقربه منها أطلق نزول آية الحجاب بهذا السبب ولا مانع من تعدد الاسباب وأخرج ابن سعد عن محمد بن = (*)

 

[ 654 ]

(64) * (إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط) * طريق * (مستقيم) * (65) * (فاختلف الاحزاب من بينهم) * في عيسى أهو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة * (فويل) * كلمة عذاب * (للذين ظلموا) * كفروا بما قالوه في عيسى * (من عذاب يوم أليم) * مؤلم. (66) * (هل ينظرون) * أي كفار مكة، أي ما ينتظرون * (إلا الساعة أن تأتيهم) * بدل من الساعة * (بغتة) * فجأة * (وهم لا يشعرون) * بوقت مجيئها قبله. (67) * (الاخلاء) * على المعصية في الدنيا * (يومئذ) * يوم القيامة متعلق بقوله * (بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * المتحابين في الله على طاعته فإنهم أصدقاء ويقال لهم: (68) * (يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون) * (69) * (الذين آمنوا) * نعت لعبادي * (بآياتنا) * القرآن * (وكانوا مسلمين) *. (70) * (ادخلوا الجنة أنتم) * مبتدأ * (وأزواجكم) * زوجاتكم * (تحبرون) * تسرون وتكرمون، خبر المبتدأ. (71) * (يطاف عليهم بصحاف) * بقصاع * (من ذهب وأكواب) * جمع كوب وهو إناء لا عروة له ليشرب الشارب من حيث شاء * (وفيها ما تشتهيه الانفس) * تلذذا * (وتلذ الاعين) * نظرا * (وأنتم فيها خالدون) *. (72) * (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) *. (73) * (لكم فيها فاكهة كثيرة منها) * أي بعضها * (تأكلون) * وكل ما يؤكل يخلف بدله. (74) * (إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون) *. (75) * (لا يفتر) * يخفف * (عنهم وهم فيه مبلسون) * ساكتون سكوت يأس. (76) * (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين) *. (77) * (ونادوا يا مالك) * هو خازن النار

______________________________

كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يعرف ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم فعوتبوا في ذلك فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي) الآية. قوله تعالى: (وما كان لكم) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا يقول: لو قد توفي النبي صلى الله عليه وسلم = (*)

 

[ 655 ]

* (ليقض علينا ربك) * ليمتنا * (قال) * بعد ألف سنة * (إنكم ماكثون) * مقيمون في العذاب دائما (78) قال تعالى: * (لقد جئناكم) * أي أهل مكة * (بالحق) * على لسان الرسول * (ولكن أكثركم للحق كارهون) *. (79) * (أم أبرموا) * أي كفار مكة: أحكموا * (أمرا) * في كيد محمد النبي * (فإنا مبرمون) * محكمون كيدنا في إهلاكهم. (80) * (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم) * ما يسرون إلى غيرهم وما يجهرون به بينهم * (بلى) * نسمع ذلك * (ورسلنا) * الحفظة * (لديهم) * عندهم * (يكتبون) * ذلك (81) * (قل إن كان للرحمن ولد) * فرضا * (فأنا أول العابدين) * للولد لكن ثبت أن لا ولد له تعالى فانتفت عبادته. (82) * (سبحان رب السماوات والارض رب العرش) * الكرسي * (عما يصفون) * يقولون من الكذب بنسبة الولد إليه. (83) * (فذرهم يخوضوا) * في باطلهم * (ويلعبوا) * في دنياهم * (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) * فيه العذاب وهو يوم القيامة. (84) * (وهو الذي) * هو * (في السماء إله) * بتحقيق الهمزتين وإسقاط الاولى وتسهيلها كالياء، أي معبود * (وفي الارض إله) * وكل من الظرفين متعلق بما بعده * (وهو الحكيم) * في تدبير خلقه * (العليم) * بمصالحهم. (85) * (وتبارك) * تعظم * (الذي له ملك السماوات والارض وما بينهما وعنده علم الساعة) * متى تقوم * (وإليه يرجعون) * بالياء والتاء. (86) * (ولا يملك الذين يدعون) * يعبدون، أي الكفار * (من دونه) * أي من دون الله * (الشفاعة) * لاحد * (إلا من شهد بالحق) * أي قال: لا إله إلا الله * (وهم يعلمون) * بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم، وهم عيسى وعزير والملائكة فإنهم يشفعون للمؤمنين

______________________________

= تزوجت فلانة من بعده فنزلت (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) الآية وأخرج عن ابن عباس قال نزلت في رجل هم أن يتزوج بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعده قال سفيان ذكروا أنها عائشة وأخرج عن السدي قال بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده فأنزلت هذه الآية وأخرج ابن سعد عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال نزلت في طلحة بن عبيد الله لانه قال إذا توفي = (*)

 

[ 656 ]

(87) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلقهم ليقولن الله) * حذف منه نون الرفع وواو الضمير * (فأنى يؤفكون) * يصرفون عن عبادة الله. (88) * (وقيله) * أي قول محمد النبي، ونصبه على المصدر بفعله المقدر، أي وقال * (يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون) *. (89) قال تعالى: * (فاصفح) * أعرض * (عنهم وقل سلام) * منكم وهذا قبل أن يؤمر بقتالهم * (فسوف يعلمون) * بالياء والتاء تهديد لهم.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22215745

  • التاريخ : 3/02/2025 - 22:00

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net