00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الشورى 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

[ سورة الشورى ]

 [ مكية إلا الآيات 23 و 24 و 25 و 26 فمدنية وآياتها 53 نزلت بعد فصلت ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * (2) * (عسق) * الله أعلم بمراده بذلك. (3) * (كذلك) * أي مثل ذلك الايحاء * (يوحي إليك و) * أوحى * (إلى الذين من قبلك الله) * فاعل الايحاء * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (4) * (له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (وهو العلي) * على خلقه * (العظيم) * الكبير. (5) * (تكاد) * بالتاء والياء * (السماوات ينفطرن) * بالنون، وفي قراءة بالتاء والتشديد * (من فوقهن) * أي تنشق كل واحدة فوق التي تليها من عظمة الله تعالى * (والملائكة يسبحون بحمد ربهم) * أي ملابسين للحمد * (ويستغفرون لمن في الارض) * من المؤمنين * (ألا إن الله هو الغفور) * لاوليائه * (الرحيم) * بهم. (6) * (والذين اتخذوا من دونه) * أي الاصنام * (أولياء الله حفيظ) * محص * (عليهم) * ليجازيهم * (وما أنت عليهم بوكيل) * تحصل المطلوب منهم، ما عليك إلا البلاغ. (7) * (وكذلك) * مثل ذلك الايحاء * (أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر) * تخوف * (أم القرى ومن حولها) * أي أهل مكة وسائر الناس

______________________________

= جابر قال أقبل أبو بكر يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يؤذن له ثم أقبل عمر فاستأذن فلم يؤذن له ثم أذن لهما فدخلا والنبي صلى الله عليه وسلم جالس وحوله نساؤه وهو ساكت فقال عمر لاكلمن النبي صلى الله عليه وسلم لعله يضحك، فقال عمر يا رسول الله لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة آنفا فوجأت عنقها فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه وقال هن حولي يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها وقام عمر إلى حفصة كلاهما يقول تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده وأنزل الله الخيار فبدأ بعائشة فقال صلى الله عليه وسلم إني ذاكر لك أمرا ما أحب أن تتعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قالت ما هو ؟ فتلا عليها (يا أيها النبي قل لازواجك) الآية قالت عائشة أفيك أستأمر أبوي بل أختار الله ورسوله. (*)

 

[ 639 ]

* (وتنذر) * الناس * (يوم الجمع) * يوم القيامة تجمع فيه الخلائق * (لا ريب) * شك * (فيه فريق) * منهم * (في الجنة وفريق في السعير) * النار (8) * (ولو شاء الله لجعلهم أمة واحدة) * أي على دين واحد، وهو الاسلام * (ولكن يدخل من يشاء في رحمته والظالمون) * الكافرون * (ما لهم من ولي ولا نصير) * يدفع عنهم العذاب. (9) * (أم اتخذوا من دونه) * أي الاصنام * (أولياء) * أم منقطعة بمعنى: بل التي للانتقال، والهمزة للانكار أي ليس المتخذون أولياء * (فالله هو الولي) * أي الناصر للمؤمنين والفاء لمجرد العطف * (وهو يحيي الموتى وهو على كل شئ قدير) *. (10) * (وما اختلفتم) * مع الكفار * (فيه من شئ) * من الدين وغيره * (فحكمه) * مردود * (إلى الله) * يوم القيامة يفصل بينكم، قل لهم * (ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب) * أرجع. (11) * (فاطر السماوات والارض) * مبدعهما * (جعل لكم من أنفسكم أزواجا) * حيث خلق حواء من ضلع آدم * (ومن الانعام أزواجا) * ذكورا وإناثا * (يذرؤكم) * بالمعجمة يخلقكم * (فيه) * في الجعل المذكور، أي يكثركم بسببه بالتوالد والضمير للاناسي والانعام بالتغليب * (ليس كمثله شئ) * الكاف زائدة لانه تعالى لا مثل له * (وهو السميع) * لما يقال * (البصير) * لما يفعل. (12) * (له مقاليد السماوات والارض) * أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما * (يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (إنه بكل شئ عليم) *. (13) * (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) * هو أول أنبياء الشريعة * (والذي أوحينا إليك وما وصينا به

______________________________

أسباب نزول الآية 35 قوله تعالى (إن المسلمين) الآية. وأخرج الترمذي وحسنه من طريق عكرمة عن أم عمارة الانصاري أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت ما أرى كل شئ إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشئ، فنزلت (إن المسلمين والمسلمات) الآية وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن ابن عباس قال قالت النساء يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنين ولا يذكر المؤمنات فنزلت (إن المسلمين والمسلمات) الآية وتقدم حديث أم سلمة = (*)

 

[ 640 ]

إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) * هذا هو المشروع الموصى به، والموحى إلى محمد صلى الله عليه وسلم وهو التوحيد * (كبر) * عظم * (على المشركين ما تدعوهم إليه) * من التوحيد * (الله يجتبي إليه) * إلى التوحيد * (من يشاء ويهدي إليه من ينيب) * يقبل إلى طاعته. (14) * (وما تفرقوا) * أي أهل الاديان في الدين بأن وحد بعض وكفر بعض * (إلا من بعد ما جاءهم العلم) * بالتوحيد * (بغيا) * من الكافرين * (بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الجزاء * (إلى أجل مسمى) * يوم القيامة * (لقضي بينهم) * بتعذيب الكافرين في الدنيا * (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم) * وهم اليهود والنصارى * (لفي شك منه) * من محمد صلى الله عليه وسلم * (مريب) * موقع في الريبة. (15) * (فلذلك) * التوحيد * (فادع) * يا محمد الناس * (واستقم) * عليه * (كما أمرت ولا تتبع أهواءهم) في تركه * (وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لاعدل) * أي بأن أعدل * (بينكم) * في الحكم * (الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) * فكل يجازى بعمله * (لا حجة) * خصومة * (بيننا وبينكم) * هذا قبل أن يؤمر بالجهاد * (الله يجمع بيننا) * في المعاد لفصل القضاء * (وإليه المصير) * المرجع. (16) * (والذين يحاجون في) * دين * (الله) * نبيه * (من بعد ما استجيب له) * بالايمان لظهور معجزته وهم اليهود * (حجتهم داحضة) * باطلة * (عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد) * القرآن.

______________________________

= في آخر سورة آل عمران وأخرج ابن سعد عن قتادة قال لما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء لو كان فينا خير لذكرنا، فأنزل الله (إن المسلمين والمسلمات) الآية. أسباب نزول الآية 36 قوله تعالى (وما كان لمؤمن) الآية أخرج الطبراني بسند صحيح عن قتادة قال خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد فظنت أنه يريدها لنفسه فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت فأنزل الله (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة) الآية، فرضيت وسلمت وأخرج ابن جرير من طريق عكرمة عن ابن عباس قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة فاستنكفت منه وقالت أنا خير منه حسبا، فأنزل الله (وما كان لمؤمن) الآية كلها وأخرج ابن جرير = (*)

 

[ 641 ]

(17) * (الله الذي أنزل الكتاب) * القرآن * (بالحق) * متعلق بأنزل * (والميزان) * العدل * (وما يدريك) * يعلمك * (لعل الساعة) * أي إتيانها * (قريب) * ولعل معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين. (18) * (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها) * يقولون متى تأتي ظنا منهم أنها غير آتية * (والذين آمنوا مشفقون) * خائفون * (منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون) * يجادلون * (في الساعة لفي ضلال بعيد) *. (19) * (الله لطيف بعباده) * برهم وفاجرهم حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم * (يرزق من يشاء) * من كل منهم ما يشاء * (وهو القوي) * على مراده * (العزيز) * الغالب على أمره. (20) * (من كان يريد) * بعمله * (حرث الآخرة) * أي كسبها وهو الثواب * (نزد له في حرثه) * بالتضعيف فيه الحسنة إلى العشرة وأكثر * (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) * بلا تضعيف ما قسم له * (وما له في الآخرة من نصيب) *. (21) * (أم) * بل * (لهم) * لكفار مكة * (شركاء) * هم شياطينهم * (شرعوا) * أي الشركاء * (لهم) * للكفار * (من الدين) * الفاسد * (ما لم يأذن به الله) * كالشرك وإنكار البعث * (ولولا كلمة الفصل) * أي القضاء السابق بأن الجزاء في يوم القيامة * (لقضي بينهم) * وبين المؤمنين بالتعذيب لهم في الدنيا * (وإن الظالمين) * الكافرين * (لهم عذاب أليم) * مؤلم. (22) * (ترى الظالمين) * يوم القيامة * (مشفقين) * خائفين * (مما كسبوا) * في الدنيا من السيئات أن يجازوا عليها * (وهو) * أي الجزاء عليها * (واقع بهم) *

______________________________

= من طريق العوفي عن ابن عباس مثله وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم فزوجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها قالا: إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجنا عبده فنزلت. أسباب نزول الآية 37 قوله تعالى: (وإذ تقول) الآيات. أخرج البخاري عن أنس أن هذه الآية (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) نزلت في بنت جحش وزيد بن حارثة. وأخرج الحاكم عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش = (*)

 

[ 642 ]

يوم القيامة لا محالة * (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات) * أنزهها بالنسبة إلى من دونهم * (لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير) *. (23) * (ذلك الذي يبشر) * من البشارة مخففا ومثقلا به * (الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه) * على تبليغ الرسالة * (أجرا إلا المودة في القربى) * استثناء منقطع، أي لكن أسألكم أن تودوا قرابتي التي هي قرابتكم أيضا فإن له في كل بطن من قريش قرابة * (ومن يقترف) * يكتسب * (حسنة) * طاعة * (نزد له فيها حسنا) * بتضعيفها * (إن الله غفور) * للذنوب * (شكور) * للقليل فيضاعفه. (24) * (أم) * بل * (يقولون افترى على الله كذبا) * بنسبة القرآن إلى الله تعالى * (فإن يشأ الله يختم) * يربط * (على قلبك) * بالصبر على أذاهم بهذا القول وغيره، وقد فعل * (ويمح الله الباطل) * الذي قالوه * (ويحق الحق) * يثبته * (بكلماته) * المنزلة على نبيه * (إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب. (25) * (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده) * منهم * (ويعفو عن السيئات) * المتاب عنها * (ويعلم ما يفعلون) * بالياء والتاء. (26) * (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * يجيبهم إلى ما يسألون * (ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد) *. (27) * (ولو بسط الله الرزق لعباده) * جميعهم * (لبغوا) * جميعهم أي طغوا * (في الارض ولكن ينزل) * بالتخفيف وضده من الارزاق * (بقدر ما يشاء) *.

______________________________

= فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك عليك أهلك فنزلت (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) وأخرج مسلم وأحمد والنسائي قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: اذهب فاذكرها علي فانطلق فأخبرها فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن ولقد رأيتنا حين دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتبع حجر نسائه ثم أخبرته أن القوم قد خرجوا فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل = (*)

 

[ 643 ]

فيبسطها لبعض عباده دون بعض، وينشأ عن البسط البغي * (إنه بعباده خبير بصير) *. (28) * (وهو الذي ينزل الغيث) * المطر * (من بعد ما قنطوا) * يئسوا من نزوله * (وينشر رحمته) * يبسط مطره * (وهو الولي) * المحسن للمؤمنين * (الحميد) * المحمود عندهم. (29) * (ومن آياته خلق السماوات والارض و) * خلق * (ما بث) * فرق ونشر * (فيهما من دابة) * هي ما يدب على الارض من الناس وغيرهم * (وهو على جمعهم) * للحشر * (إذا يشاء قدير) * في الضمير تغليب العاقل على غيره. (30) * (وما أصابكم) * خطاب للمؤمنين * (من مصيبة) * بلية وشدة * (فبما كسبت أيديكم) * أي كسبتم من الذنوب وعبر بالايدي لان أكثر الافعال تزاول بها * (ويعفو عن كثير) * منها فلا يجازي عليه وهو تعالى أكرم من أن يثني الجزاء في الآخرة، وأما غير المذنبين فما يصيبهم في الدنيا لرفع درجاتهم في الآخرة. (31) * (وما أنتم) * يا مشركون * (بمعجزين) * الله هربا * (في الارض) * فتفوتوه * (وما لكم من دون الله) * أي غيره * (من ولي ولا نصير) * يدفع عذابه عنكم. (32) * (ومن آياته الجوار) * السفن * (في البحر كالاعلام) * كالجبال في العظم. (33) * (إن يشأ يسكن الريح فيظللن) * يصرن * (رواكد) * ثوابت لا تجري * (على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور) * هو المؤمن يصبر في الشدة ويشكر في الرخاء. (34) * (أو يوبقهن) * عطف على يسكن أي يغرقهن بعصف الريح بأهلهن * (بما كسبوا) * أي أهلهن من الذنوب * (ويعف عن كثير) * منها فلا يغرق أهله.

______________________________

= معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به (لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) الآية. أسباب نزول الآية 40 وأخرج الترمذي عن عائشة قالت: لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب قالوا: تزوج حليلة ابنه فأنزل الله (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) الآية (*)

 

[ 644 ]

(35) * (ويعلم) * بالرفع مستأنف وبالنصب معطوف على تعليل مقدر، أي يغرقهم لينتقم منهم، ويعلم * (الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص) * مهرب من العذاب، وجملة النفي سدت مسد مفعولي يعلم، والنفي معلق عن العمل. (36) * (فما أوتيتم) * خطاب للمؤمنين وغيرهم * (من شئ) * من أثاث الدنيا * (فمتاع الحياة الدنيا) * يتمتع به فيها ثم يزول * (وما عند الله) * من الثواب * (خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * ويعطف عليه. (37) * (والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش) * موجبات الحدود من عطف البعض على الكل * (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) * يتجاوزون. (38) * (والذين استجابوا لربهم) * أجابوه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة * (وأقاموا الصلاة) * أداموها * (وأمرهم) * الذي يبدو لهم * (شورى بينهم) * يتشاورون فيه ولا يعجلون * (ومما رزقناهم) * أعطيناهم * (ينفقون) * في طاعة الله، ومن ذكر صنف: (39) * (والذين إذا أصابهم البغي) * الظلم * (هم ينتصرون) * صنف، أي ينتقمون ممن ظلمهم بمثل ظلمه كما قال تعالى: (40) * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * سميت الثانية سيئة لمشابهتها للاولى في الصورة، وهذا ظاهر فيما يقتص فيه من الجراحات، قال بعضهم: وإذا قال له أخزاك الله، فيجيبه: أخزاك الله * (فمن عفا) * عن ظالمه * (وأصلح) * الود بينه وبين المعفو عنه * (فأجره على الله) * أي إن الله يأجره لا محالة * (إنه لا يحب الظالمين) * أي البادئين بالظلم فيترتب عليهم عقابه. (41) * (ولمن انتصر بعد ظلمه) * أي ظلم الظالم إياه * (فأولئك ما عليهم من سبيل) * مؤاخذة.

______________________________

أسباب نزول الآية 43 قوله تعالى: (هو الذي يصلي عليكم) الآية. أخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: لما نزلت (إن الله وملائكته يصلون على النبي) قال أبو بكر يا رسول الله ما أنزل الله عليك خيرا إلا أشركنا فيه فنزلت (هو الذي يصلي عليكم وملائكته) أسباب نزول الآية 47 قوله تعالى: (وبشر المؤمنين) الآية. أخرج ابن جرير عن عكرمة والحسن البصري قالا لما نزلت = (*)

 

[ 645 ]

(42) * (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون) * يعملون * (في الارض بغير الحق) * بالمعاصي * (أولئك لهم عذاب أليم) * مؤلم. (43) * (ولمن صبر) * فلم ينتصر * (وغفر) * تجاوز * (إن ذلك) * الصبر والتجاوز * (لمن عزم الامور) * أي معزوماتها، بمعنى المطلوبات شرعا. (44) * (ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده) * أي أحد يلي هدايته بعد إضلال الله إياه * (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد) * إلى الدنيا * (من سبيل) * طريق. (45) * (وتراهم يعرضون عليها) * أي النار * (خاشعين) * خائفين متواضعين * (من الذل ينظرون) * إليها * (من طرف خفي) * ضعيف النظر مسارقة، ومن ابتدائية، أو بمعنى الباء * (وقال الذين آمنوا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) * بتخليدهم في النار وعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا، والموصول خبر إن * (ألا إن الظالمين) * الكافرين * (في عذاب مقيم) * دائم هو من مقول الله تعالى. (46) * (وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله) * أي غيره يدفع عذابه عنهم * (ومن يضلل الله فما له من سبيل) * طريق إلى الحق في الدنيا وإلى الجنة في الآخرة. (47) * (استجيبوا لربكم) * أجيبوه بالتوحيد والعبادة * (من قبل أن يأتي يوم) * هو يوم القيامة * (لا مرد له من الله) * أي أنه إذا أتى به لا يرده * (ما لكم من ملجأ) * تلجؤون إليه * (يومئذ وما لكم من نكير) * إنكار لذنوبكم. (48) * (فإن أعرضوا) * عن الاجابة * (فما أرسلناك عليهم حفيظا) * تحفظ أعمالهم بأن توافق المطلوب منهم * (إن) * ما * (عليك إلا البلاغ) * وهذا قبل الامر بالجهاد * (وإنا إذا أذقنا الانسان منا رحمة) * نعمة كالغنى والصحة

______________________________

= (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) قال رجال من المؤمنين: هنيئا لك يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فماذا يفعل بنا ؟ فأنزل الله (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات) الآية وأنزل في سورة الاحزاب (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا). وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن الربيع بن أنس قال: لما نزلت (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) نزل بعدها (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) = (*)

 

[ 646 ]

* (فرح بها وإن تصبهم) * الضمير للانسان باعتبار الجنس * (سيئة) * بلاء * (بما قدمت أيديهم) * أي قدموه وعبر بالايدي لان أكثر الافعال تزاول بها * (فإن الانسان كفور) * للنعمة. (49) * (لله ملك السماوات والارض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء) * من الاولاد * (إناثا ويهب لمن يشاء الذكور) *. (50) * (أو يزوجهم) * أي يجعلهم * (ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما) * فلا يلد ولا يولد له * (إنه عليم) * بما يخلق * (قدير) * على ما يشاء. (51) * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا) * أن يوحي إليه * (وحيا) * في المنام أو بإلهام * (أو) * إلا * (من وراء حجاب) * بأن يسمعه كلامه ولا يراه كما وقع لموسى عليه السلام * (أو) * إلا أن * (يرسل رسولا) * ملكا كجبريل * (فيوحي) * الرسول إلى المرسل إليه أي يكلمه * (بإذنه) * أي الله * (ما يشاء) * الله * (إنه علي) * عن صفات المحدثين * (حكيم) * في صنعه. (52) * (وكذلك) * أي مثل إيحائنا إلى غيرك من الرسل * (أوحينا إليك) * يا محمد * (روحا) * هو القرآن به تحيا القلوب * (من أمرنا) * الذي نوحيه إليك * (ما كنت تدري) * تعرف قبل الوحي إليك * (ما الكتاب) * القرآن * (ولا الايمان) * أي شرائعه ومعالمه والنفي معلق للفعل عن العمل وما بعده سد مسد المفعولين * (ولكن جعلناه) * أي الروح أو الكتاب * (نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي) * تدعو بالوحي إليك * (إلى صراط) * طريق * (مستقيم) * دين الاسلام. (53) * (صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (ألا إلى الله تصير الامور) * ترجع.

______________________________

= فقالوا: يا رسول الله قد علمنا ما يفعل بك فما يفعل بنا ؟ وبشر المؤمنين بأن لهم فضلا كبيرا) قال: الفضل الكبير: الجنة. أسباب نزول الآية 50 قوله تعالى: (يا أيها النبي إنا أحللنا لك) الآية. أخرج الترمذي وحسنه الحاكم وصححه من طريق السدي عن أبي صالح عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتذرت إليه فعذرني فأنزل الله (إنا أحللنا لك) إلى قوله (اللاتي هاجرن معك) فلم أكن أحل له لاني لم أهاجر. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي = (*)

 

[ 647 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334212

  • التاريخ : 28/03/2024 - 12:26

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net