[ 265 ]
[ سورة يونس ]
[ مكية إلا الآيات 40 و 94 و 95 و 9* (سورة 6 فمدنية وآياتها 109 أو 110 نزلت بعد الاسراء ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (آلر) * الله أعلم بمراده بذلك * (تلك) * أي هذه الآيات * (آيات الكتاب) * القرآن والاضافة بمعنى من * (الحكيم) * المحكم. (2) * (أكان للناس) * أي أهل مكة، استفهام إنكار والجار والمجرور حال من قوله * (عجبا) * بالنصب خبر كان، وبالرفع اسمها والخبر وهو اسمها على الاولى * (أن أوحينا) * أي إيحاؤنا * (إلى رجل منهم) * محمد صلى الله عليه وسلم * (أن) * مفسرة * (أنذر) * خوف * (الناس) * الكافرين بالعذاب * (وبشر الذين آمنوا أن) * أي بأن * (لهم قدم) * سلف * (صدق عند ربهم) * أي أجرا حسنا بما قدموه من الاعمال * (قال الكافرون إن هذا) * القرآن المشتمل على ذلك * (لسحر مبين) * بين، وفي قراءة لساحر، والمشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم. (3) * (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة أيام) * من أيام الدنيا، أي في قدرها لانه لم يكن ثم شمس ولا قمر، ولو شاء لخلقهن في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه التثبت * (ثم استوى على العرش) * استواء يليق به * (يدبر الامر) * بين الخلائق * (ما من) * صلة * (شفيع) * يشفع لاحد * (إلا من بعد إذنه) * رد لقولهم إن الاصنام تشفع لهم * (ذلكم) * الخالق المدبر * (الله ربكم فاعبدوه) * وحدوه * (أفلا تذكرون) * بإدغام التاء في الاصل في الذال.
______________________________
= يحسب أنه كافر ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فنزلت * (وما كان لؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) * الآية وأخرج نحوه عن مجاهد والسدي وأخرج ابن اسحاق وأبو يعلى والحارث بن أبي أسامة وأبو مسلم الكجي عن القاسم بن محمد نحوه وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه. (*)
[ 266 ]
(4) * (إليه) * تعالى * (مرجعكم جميعا وعد الله حقا) * مصدران منصوبان بفعلهما المقدر * (إنه) * بالكسر إستئنافا والفتح على تقدير اللام * (يبدأ الخلق) * أي بدأه بالانشاء * (ثم يعيده) * بالبعث * (ليجزي) * يثيب * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم) * ماء بالغ نهاية الحرارة * (وعذاب أليم) * مؤلم * (بما كانوا يكفرون) * أي بسبب كفرهم. (5) * (هو الذي جعل الشمس ضياء) * ذات ضياء، أي نور * (والقمر نورا وقدره) * من حيث سيره * (منازل) * ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر، ويستتر ليلتين إن كان الشهر ثلاثين يوما، أو ليلة إن كان تسعة وعشرين يوما * (لتعلموا) * بذلك * (عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك) * المذكور * (إلا بالحق) * لا عبثا تعالى عن ذلك * (يفصل) * بالياء والنون يبين * (الآيات لقوم يعلمون) * يتدبرون. (6) * (إن في اختلاف الليل والنهار) * بالذهاب والمجئ والزيادة والنقصان * (وما خلق الله في السماوات) * من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك * (و) * في * (الارض) * من حيوان وجبال وبحار وأنهار وأشجار وغيرها * (لآيات) * دلالات على قدرته تعالى * (لقوم يتقون) * - ه فيؤمنون، خصهم بالذكر لانهم المنتفعون بها. (7) * (إن الذين لا يرجون لقاءنا) * بالبعث * (ورضوا بالحياة الدنيا) * بدل الآخرة لانكارهم لها * (واطمأنوا بها) * سكنوا إليها * (والذين هم عن آياتنا) * دلائل وحدانيتنا * (غافلون) * تاركون النظر فيها. (8) * (أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون) * من الشرك والمعاصي.
______________________________
أسباب نزول الآية 93 قوله تعالى: * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) * الآية أخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن عكرمة أن رجلا من الانصار قتل أخا مقيس بن صبابة فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الدية فقبلها ثم وثب على قاتل أخيه فقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا أؤمنه في حل ولا حرم فقتل يوم الفتح. قال ابن جريج وفيه نزلت هذه الآية * (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) * الآية. (*)
[ 267 ]
(9) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم) * يرشدهم * (ربهم بإيمانهم) * به بأن يجعل لهم نورا يهتدون به يوم القيامة * (تجري من تحتهم الانهار في جنات النعيم) * (10) * (دعواهم فيها) * طلبهم يشتهونه في الجنة أن يقولوا * (سبحانك اللهم) * أي يا الله، فإذا ما طلبوه وجدوه بين أيديهم * (وتحيتهم) * فيما بينهم * (فيها سلام وآخر دعواهم أن) * مفسرة * (الحمد لله رب العالمين) * ونزل لما استعجل المشركون العذاب (11) * (ولو يعجل الله الناس الشر استعجالهم) * أي كاستعجالهم * (بالخير لقضي) * بالبناء للمفعول وللفاعل * (إليهم أجلهم) * بالرفع والنصب، بأن يهلكهم ولكن يمهلهم * (فنذر) * نترك * (الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون) * يترددون متحيرين. (12) * (وإذا مس الانسان) * الكافر * (الضر) * المرض والفقر * (دعانا لجنبه) * أي مضطجعا * (أو قاعدا أو قائما) * أي في كل حال * (فلما كشفنا عنه ضره مر) * على كفره * (كأن) * مخففة واسمها محذوف، أي كأنه * (لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك) * كما زين له الدعاء عند الضرر والاعراض عند الرخاء * (زين للمسرفين) * المشركين * (ما كانوا يعملون) *. (13) * (ولقد أهلكنا القرون) * الامم * (من قبلكم) * يا أهل مكة * (لما ظلموا) * بالشرك * (و) * قد * (جاءتهم رسلهم بالبينات) * الدالات على صدقهم * (وما كانوا ليؤمنوا) * عطف على ظلموا * (كذلك) * كما أهلكنا أولئك * (نجزي القوم المجرمين) * الكافرين. (14) * (ثم جعلناكم) * يا أهل مكة * (خلائف) * جمع خليفة * (في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون) * فيها وهل تعتبرون بهم فتصدقوا رسلنا.
______________________________
أسباب نزول الآية 94 قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) * الآية. روى البخاري والترمذي والحاكم وغيره عن ابن عباس قال: مر رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يسوق غنما له فسلم عليهم فقالوا ما سلم علينا إلا ليتعوذ منا فعمدوا إليه فقتلوه وأتوا بغنمه النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم) * الآية وأخرج البزار من وجه آخر عن ابن عباس = (*)
[ 268 ]
(15) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * القرآن * (بينات) * ظاهرات حال * (قال الذين لا يرجون لقاءنا) * لا يخافون البعث * (ائت بقرآن غير هذا) * ليس فيه عيب آلهتنا * (أو بدله) * من تلقاء نفسك * (قل) * لهم * (ما يكون) * ينبغي * (لي أن أبدله من تلقاء) * قبل * (نفسي إن) * ما * (أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي) * بتبديله * (عذاب يوم عظيم) * هو يوم القيامة. (16) * (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم) * أعلمكم * (به) * ولا نافية عطف على ما قبله، وفي قراءة بلام جواب لو: أي لاعلمكم به على لسان غيري * (فقد لبثت) * مكثت * (فيكم عمرا) * سنينا أربعين * (من قبله) * لا أحدثكم بشئ * (أفلا تعقلون) * أنه ليس من قبلي. (17) * (فمن) * أي لا أحد * (أظلم ممن افترى على الله كذبا) * بنسبة الشريك إليه * (أو كذب بآياته) * القرآن * (إنه) * أي الشأن * (لا يفلح) * يسعد * (المجرمون) * المشركون. (18) * (ويعبدون من دون الله) * أي غيره * (ما لا يضرهم) * إن لم يعبدوه * (ولا ينفعهم) * إن عبدوه وهو الاصنام * (ويقولون) * عنها * (هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل) * لهم * (أتنبئون الله) * تخبرونه * (بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض) * استفهام إنكار إذ لو كان له شريك لعلمه، إذ لا يخفى عليه شئ * (سبحانه) * تنزيها له * (وتعالى عما يشركون) * - ه معه. (19) * (وما كان الناس إلا أمة واحدة) * على دين واحد وهو الاسلام، من لدن آدم إلى نوح، وقيل من عهد إبراهيم إلى عمرو بن لحي * (فاختلفوا) * بأن ثبت بعض وكفر بعض * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * بتأخير الجزاء
______________________________
= قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف لك بلا إله إلا الله غدا وأنزل الله هذه الآية. وأخرج أحمد والطبراني وغيرهما عن عبد الله بن أبي حدرد الاسلمي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة ومحلم بن جثامة فمر بنا عامر بن الاضبط الاشجعي = (*)
[ 269 ]
إلى يوم القيامة * (لقضي بينهم) * أي الناس في الدنيا * (فيما فيه يختلفون) * من الدين بتعذيب الكافرين. (20) * (ويقولون) * أي أهل مكة * (لولا) * هلا * (أنزل عليه) * على محمد صلى الله عليه وسلم * (آية من ربه) * كما كان للانبياء من الناقة والعصا واليد * (فقل) * لهم * (إنما الغيب) * ما غاب عن العباد أي أمره * (لله) * ومنه الآيات فلا يأتي بها إلا هو وإنما علي التبليغ * (فانتظروا) * العذاب إن لم تؤمنوا * (إني معكم من المنتظرين) *. (21) * (وإذا أذقنا الناس) * أي كفار مكة * (رحمة) * مطرا وخصبا * (من بعد ضراء) * بؤس وجدب * (مستهم إذا لهم مكر في آياتنا) * بالاستهزاء والتكذيب * (قل) * لهم * (الله أسرع مكرا) * مجازاة * (إن رسلنا) * الحفظة * (يكتبون ما تمكرون) * بالتاء والياء. (22) * (هو الذي يسيركم) * وفي قراءة ينشركم * (في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك) * السفن * (وجرين بهم) * فيه التفات عن الخطاب * (بريح طيبة) * لينة * (وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) * شديدة الهبوب تكسر كل شئ * (وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم) * أي أهلكوا * (دعوا الله مخلصين له الدين) * الدعاء * (لئن) * لام قسم * (أنجيتنا من هذه) * الاهوال * (لنكونن من الشاكرين) * الموحدين. (23) * (فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الارض بغير الحق) * بالشرك * (يا أيها الناس إنما بغيكم) * ظلمكم * (وعلى أنفسكم) * لان إثمه عليها هو * (متاع الحياة الدنيا) * تمتعون فيها قليلا * (ثم إلينا مرجعكم) * بعد الموت * (فننبئكم بما كنتم تعملون) * فنجازيكم عليه وفي قراءة بنصب متاع: أي تتمتعون.
______________________________
= فسلم علينا فحمل عليه محلم فقتله، فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله) الآية. وأخرج ابن جرير من حديث ابن عمر نحوه. وأخرج الثعلبي من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن اسم المقتول مرداس بن نهيك من أهل فدك، وأن اسم القاتل أسامة بن زيد وأن اسم أمير السرية غالب بن فضالة الليثي وأن قوم مرداس لما = (*)
[ 270 ]
(24) * (إنما مثل) * صفة * (الحياة الدنيا كماء) * مطر * (أنزلناه من السماء فاختلط به) * بسببه * (نبات الارض) * واشتبك بعضه ببعض * (مما يأكل الناس) * من البر والشعير وغيرهما * (والانعام) * من الكلا * (حتى إذا أخذت الارض زخرفها) * بهجتها من النبات * (وازينت) * بالزهر، وأصله تزينت، أبدلت التاء زايا وأدغمت في الزاي * (وظن أهلها أنهم قادرون عليها) * متمكنون من تحصيل ثمارها * (أتاها أمرنا) * قضاؤنا أو عذابنا * (ليلا أو نهارا فجعلناها) * أي زرعها * (حصيدا) * كالمحصود بالمناجل * (كأن) * مخففة أي كأنها * (لم تغن) * تكن * (بالامس كذلك نفصل) * نبين * (الآيات لقوم يتفكرون) *. (25) * (والله يدعو إلى دار السلام) * أي السلامة، وهي الجنة بالدعاء إلى الايمان * (ويهدي من يشاء) * هدايته * (إلى صراط مستقيم) * دين الاسلام. (26) * (للذين أحسنوا) * بالايمان * (الحسنى) * الجنة * (وزيادة) * هي النظر إليه تعالى، كما في حديث مسلم * (ولا يرهق) * يغشى * (وجوههم قتر) * سواد * (ولا ذلة) * كآبة * (أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) *. (27) * (والذين) * عطف على للذين أحسنوا، أي وللذين * (كسبوا السيئات) * عملوا الشرك * (جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من) * زائدة * (عاصم) * مانع * (كأنما أغشيت) * ألبست * (وجوههم قطعا) * بفتح الطاء جمع قطعة وإسكانها أي جزءا * (من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) *. (28) * (و) * اذكر * (يوم نحشرهم) * أي الخلق * (جميعا ثم نقول للذين أشركوا مكانكم) * نصب بإلزموا مقدرا * (أنتم) * تأكيد للضمير المستتر في الفعل المقدر ليعطف عليه
______________________________
= انهزموا بقي هو وحده، وكان ألجأ غنمه بجبل فلما لحقوه قال لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد فلما رجعوا نزلت الآية وأخرج ابن جرير من طريق السدي وعبد من طريق قتادة نحوه وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر قال أنزلت هذه الآية (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام) في مرداس وهو شاهد حسن وأخرج ابن مندة عن جزء = (*)
[ 271 ]
* (وشركاؤكم) * أي الاصنام * (فزيلنا) * ميزنا * (بينهم) * وبين المؤمنين كما في آية (وامتازوا اليوم أيها المجرمون) * (وقال) * لهم * (شركاؤهم ما كنتم إيانا تعبدون) * ما نافية وقدم المفعول للفاصلة. (29) * (فكفى بالله شهيدا بيننا وبينكم إن) * مخففة أي إنا * (كنا عن عبادتكم لغافلين) *. (30) * (هنالك) * أي ذلك اليوم * (تبلوا) * من البلوى، وفي قراءة بتاءين من التلاوة * (كل نفس ما أسلفت) * قدمت من العمل * (وردوا إلى الله مولاهم الحق) * الثابت الدائم * (وضل) * غاب * (عنهم ما كانوا يفترون) * يفترون عليه من الشركاء. (31) * (قل) * لهم * (من يرزقكم من السماء) * بالمطر * (والارض) * بالنبات * (أمن يملك السمع) * بمعنى الاسماع، أي خلقها * (والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر) * بين الخلائق * (فسيقولون) * هو * (الله فقل) * لهم * (أفلا تتقون) * - ه فتؤمنون. (32) * (فذلكم) * الفاعل لهذه الاشياء * (الله ربكم الحق) * الثابت * (فماذا بعد الحق إلا الضلال) * إستفهام تقرير، أي ليس بعده غيره، فمن أخطأ الحق وهو عبادة الله وقع في الضلال * (فأنى) * كيف * (تصرفون) * عن الايمان مع قيام البرهان. (33) * (كذلك) * كما صرف هؤلاء عن الايمان * (حقت كلمة ربك على الذين فسقوا) * كفروا وهي (لاملان جهنم) الآية، أو هي * (أنهم لا يؤمنون) *. (34) * (قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون) * تصرفون عن عبادته مع قيام الدليل.
______________________________
= ابن الحدرجان قال: وفد أخي مقداد إلى النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن فلقيته سرية النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم أنا مؤمن فلم يقبلوا منه وقتلوه، فبلغني ذلك فخرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) فأعطاني النبي صلى الله عليه وسلم دية أخي. أسباب نزول الآية 95 قوله تعالى (لا يستوي القاعدون) الآية روى البخاري عن البراء قال لما نزلت (لا يستوي = (*)
[ 272 ]
(35) * (قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق) * بنصب الحجج وخلق الاهتداء * (قل الله يهدي للحق أفمن يهدي إلى الحق) * وهو الله * (أحق أن يتبع أمن لا يهدي) * يهتدي * (إلا أن يهدى) * أحق أن يتبع ؟ إستفهام تقرير وتوبيخ، أي الاول أحق * (فما لكم كيف تحمكون) * هذا الحكم الفاسد من اتباع ما لا يحق اتباعه. (36) * (وما يتبع أكثرهم) * في عبادة الاصنام * (إلا ظنا) * حيث قلدوا فيه آباءهم * (إن الظن لا يغني من الحق شيئا) * فيما المطلوب منه العلم * (إن الله عليم بما يفعلون) * فيجازيهم عليه. (37) * (وما كان هذا القرآن أن يفترى) * أي افتراء * (من دون الله) * أي غيره * (ولكن) * أنزل * (تصديق الذي بين يديه) * من الكتب * (وتفصيل الكتاب) * تبيين ما كتبه الله من الاحكام وغيرها * (لا ريب) * شك * (فيه من رب العالمين) * متعلق بتصديق أو بأنزل المحذوف، وقرئ برفع تصديق وتفصيل بتقدير هو. (38) * (أم) * بل أ * (يقولون افتراه) * اختلقه محمد * (قل فأتوا بسورة مثله) * في الفصاحة والبلاغة على وجه الافتراء فإنكم عربيون فصحاء مثلي * (وادعوا) * للاعانة عليه * (من استطعتم من دون الله) * أي غيره * (إن كنتم صادقين) * في أنه افتراء فلم تقدروا على ذلك، قال تعالى: (39) * (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه) * أي القرآن ولم يتدبروه * (ولما) * لم * (يأتيهم تأويله) * عاقبة ما فيه من الوعيد * (كذلك) * التكذيب * (كذب الذين من قبلهم) * رسلهم * (فانظر كيف كان عاقبة الظالمين) * بتكذيب الرسل أي آخر أمرهم من الهلاك فكذلك نهلك هؤلاء.
______________________________
= القاعدون من المؤمنين) قال النبي صلى الله عليه وسلم: أدع فلانا فجاء ومعه الدواة واللوح والكتف فقال اكتب (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) وخلف النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: أنا ضرير فنزلت مكانها (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر) وروى البخاري وغيره من حديث زيد بن ثابت والطبراني من حديث زيد بن أرقم وابن حبان = (*)
[ 273 ]
(40) * (ومنهم) * أي أهل مكة * (من يؤمن به) * لعلم الله ذلك منهم * (ومنهم من لا يؤمن به) * أبدا * (وربك أعلم بالمفسدين) * تهديد له. (41) * (وإن كذبوك فقل) * لهم * (لي عملي ولكم عملكم) * أي لكل جزاء عمله * (أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) * وهذا منسوخ بآية السيف. (42) * (ومنهم من يستمعون اليك) * إذا قرأت القرآن * (أفأنت تسمع الصم) * شبههم بهم في عدم الانتفاع بما يتلى عليهم * (ولو كانوا) * مع الصمم * (لا يعقلون) * يتدبرون. (43) * (ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون) * شبههم بهم في عدم الاهتداء بل أعظم " فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. (44) * (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) *. (45) * (ويوم يحشرهم كأن) * أي كأنهم * (لم يلبثوا) * في الدنيا أو القبور * (إلا ساعة من النهار) * لهول ما رأوا، وجملة التشبيه حال من الضمير * (يتعارفون بينهم) * يعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا ثم ينقطع التعارف لشدة الاهوال، والجملة حال مقدرة أو متعلق الظرف * (قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله) * بالبعث * (وما كانوا مهتدين) *. (46) * (وإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (نرينك بعض الذي نعدهم) * به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك * (أو نتوفينك) *.
______________________________
= الفلتان بن عاصم نحوه وروى الترمذي نحوه من حديث ابن عباس وفيه قال عبد الله بن جحش وابن أم مكتوم إنا أعميان وقد سيقت من حديث أحاديثهم في ترجمان القرآن وعند ابن جرير من طرق كثيرة مرسلة نحو ذلك. أسباب نزول الآية 97 قوله تعالى (إن الذين توفاهم) الآية روى البخاري عن ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع = (*)
[ 274 ]
قبل تعذيبهم * (فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد) * مطلع * (على ما يفعلون) * من تكذيبهم وكفرهم فيعذبهم أشد العذاب. (47) * (ولكل أمة) * من الامم * (رسول فإذا جاء رسولهم) * إليهم فكذبوه * (قضى بينهم بالقسط) * بالعدل، فيعذبون وينجى الرسول ومن صدقه * (وهم لا يظلمون) * بتعذيبهم بغير جرم فكذلك نفعل بهؤلاء.. (48) * (ويقولون متى هذا الوعد) * بالعذاب * (إنكنتم صادقين) * فيه. (49) * (قل لا أملك لنفسي ضرا) * أدفعه * (ولا نفعا) * أجلبه * (إلا ما شاء الله) * أن يقدرني عليه، فكيف أملك لكم حلول العذاب * (لكل أمة أجل) * مدة معلومة لهلاكهم * (إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون) * يتأخرون عنه * (ساعة ولا يستقدمون) * يتقدمون عليه. (50) * (قل أرأيتم) * أخبروني * (إن أتاكم عذابه) * أي عذاب الله * (بياتا) * ليلا * (أو نهارا ماذا) * أي شئ * (يستعجل منه) * أي العذاب * (المجرمون) * المشركون، فيه وضع الظاهر موضع المضمر، وجملة الاستفهام جواب الشرط: كقولك إذا أتيتك ماذا تعطيني، والمراد به التهويل أي ما أعظم ما استعجلوه. (51) * (أثم أذا ما وقع) * حل بكم * (آمنتم به) * أي الله أو العذاب عند نزوله، والهمزة لانكار التأخير فلا يقبل منكم ويقال لكم * (الآن) * تؤمنون * (وقد كنتم به تستعجلون) * استهزاء. (52) * (ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد) * أي الذي تخلدون فيه * (هل) * ما * (تجزون إلا) * جزاء * (بما كنتم تكسبون) *. (53) * (ويستنبئونك) * يستخبرونك * (أحق هو) * أي ما وعدتنا به من العذاب والبعث.
______________________________
= المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * وأخرجه ابن مردويه وسمى منهم في روايته قيس بن الوليد بن المغيرة وأبا قيس بن الفاكهة بن المغيرة والوليد بن عتبة بن ربيعة وعمرو بن أمية بن سفيان وعلي بن أمية بن خلف وذكر في شأنهم أنهم خرجوا إلى بدر فلما رأوا قلة = (*)
[ 275 ]
* (قل إي) * نعم * (وربي أنه لحق وما أنتم بمعجزين) * بفائتين العذاب. (54) * (ولو أن لكل نفس ظلمت) * كفرت * (ما في الارض) * جميعا من الاموال * (لافتدت به) * من العذاب يوم القيامة * (وأسروا الندامة) * على ترك الايمان * (لما رأوا العذاب) * أخفاها رؤساؤهم عن الضعفاء الذين أضلوهم مخافة التعيير * (وقضى بينهم) * بين الخلائق * (بالقسط) * بالعدل * (وهم لا يظلمون) * شيئا. (55) * (ألا إن لله ما في السماوات والارض ألا إن وعد الله) * بالبعث والجزاء * (حق) * ثابت * (ولكن أكثرهم) * أي الناس * (لا يعلمون) * ذلك. (56) * (هو يحيي ويميت وإليه ترجعون) * في الآخرة فيجازيكم بأعمالكم. (57) * (يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (قد جاءتكم موعظة من ربكم) * كتاب فيه ما لكم وما عليكم وهو القرآن * (وشفاء) * دواء * (لما في الصدور) * من العقائد الفاسدة والشكوك * (وهدى) * من الضلال * (ورحمة للمؤمنين) * به. (58) * (قل بفضل الله) * الاسلام * (وبرحمته) * القرآن * (فبذلك) * الفضل والرحمة * (فليفرحوا هو خير مما يجمعون) * من الدنيا بالياء والتاء. (59) * (قل أرأيتم) * أخبروني * (ما أنزل الله) * خلق * (لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا) * كالبحيرة والسائبة والميتة * (قل الله أذن لكم) * في ذلك بالتحليل والتحريم لا * (أم) * بل * (على الله تفترون) * تكذبون بنسبة ذلك إليه. (60) * (وما ظن الذين يفترون على الله الكذب) * أي أي شئ ظنهم به * (يوم القيامة) * أيحسبون أنه لا يعاقبهم ! لا
______________________________
= المسلمين دخلهم شك وقالوا غر هؤلاء دينهم فقتلوا ببدر وأخرجه ابن أبي حاتم وزاد منهم الحارث بن زمعة بن الاسود والعاص بن منبه بن الحجاج وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال: كان قوم بمكة قد أسلموا فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كرهوا أن يهاجروا وخافوا فأنزل الله: * (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) * إلى قوله * (إلا المستضعفين) * وأخرج ابن المنذر وابن جرير عن ابن عباس = (*)
[ 276 ]
* (إن الله لذو فضل على الناس) * بإمهالهم والانعام عليهم * (ولكن أكثرهم لا يشكرون) *. (61) * (وما تكون) * يا محمد * (في شأن) * أمر * (وما تتلو منه) * أي من الشأن أو الله * (من قرآن) * أنزله عليك * (ولا تعملون) * خاطبه وأمته * (من عمل إ. كنا عليكم شهودا) * رقباء * (إذ تفيضون) * تأخذون * (فيه) * أي العمل * (وما يعزب) * يغيب * (عن ربك من مثقال) * وزن * (ذرة) * أصغر نملة * (في الارض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) * بين هو اللوح المحفوظ. (62) * (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) * في الآخرة. (63) هم * (الذين آمنوا وكانوا يتقون) * الله بامتثال أمره ونهيه. (64) * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * فسرت في حديث صححه الحاكم بالرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له * (وفي الاخرة) * الجنة والثواب * (لا تبديل لكلمات الله) * لا خلف لمواعيده * (ذلك) * المذكور * (هو الفوز العظيم) *. (65) * (ولا يحزنك قولهم) * لك لست مرسلا وغيره * (إن) * استئناف * (العزة) * القوة * (لله جميعا هو السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل فيجازيهم وينصرك. (66) * (ألا إن لله من في السموات ومن في الارض) * عبيدا وملكا وخلقا * (وما يتبع الذين يدعون) * يعبدون * (من دون الله) * أي غيره أصناما * (شركاء) * له على الحقيقة، تعالى عن ذلك * (إن) * ما * (يتبعون) * في ذلك * (إلا الظن) * أي ظنهم أنها آلهة تشفع لهم * (وإن) * ما * (هم إلا يخرصون) * يكذبون في ذلك.
______________________________
= قال: كان قوم من أهل مكة قد أسلموا وكانوا يخفون الاسلام فأخرجهم المشركون معهم يوم بدر فأصيب بعضهم فقال المسلمون هؤلاء كانوا مسلمين فأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت * (إن الذين توفاهم الملائكة) * الآية فكتبوا بها إلى من بقي بمكة منهم وأنه لا عذر لهم فخرجوا فلحق بهم المشركون ففتنوهم فرجعوا فنزلت * (ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب = (*)
[ 277 ]
(67) * (هو الذي جعل لكم الليل لتسكونوا فيه والنهار مبصرا) * إسناد الابصار إليه مجاز لانه يبصر فيه * (إن في ذلك لآيات) * دلالات على وحدانيته تعالى * (لقوم يسمعون) * سماع تدبر واتعاظ. (68) * (قالوا) * أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله * (اتخذ الله ولدا) * قال تعالى لهم * (سبحانه) * تنزيها له عن الولد * (هو الغني) * عن كل أحد وإنما يطلب الولد من يحتاج إليه * (له ما في السماوات وما في الارض) * ملكا وخلقا وعبيدا * (إن) * ما * (عندكم من سلطان) * حجة * (بهذا) * الذي تقولونه * (أتقولون على الله ما لا تعلمون) * استفهام توبيخ. (69) * (قل إن الذين يفترون على الله الكذب) * بنسبة الولد إليه * (لا يفلحون) * لا يسعدون. (70) لهم * (متاع) * قليل * (في الدنيا) * يتمتعون به مدة حياتهم * (ثم إلينا مرجعهم) * بالموت * (ثم نذيقهم العذاب الشديد) * بعد الموت * (بما كانوا يكفرون) *. (71) * (واتل) * يا محمد * (عليهم) * أي كفار مكة * (نبأ) * خبر * (نوح) * ويبدل منه * (إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر) * شق * (عليكم مقامي) * لبثي فيكم * (وتذكيري) * وعظي إياكم * (بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم) * اعزموا على أمر تفعلونه بي * (وشركاءكم) * الواو بمعنى مع * (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة) * مستورا بل أظهروه وجاهروني به * (ثم اقضوا إلي) * امضوا فيما أردتموه * (ولا تنظرون) * تمهلون فإني لست مباليا بكم. (72) * (فإن توليتم) * عن تذكيري * (فما سألتكم من أجر) * ثواب عليه فتولوا * (إن) * ما * (أجري) * ثوابي * (إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين) *.
______________________________
= الله) * فكتب إليهم المسلمون بذلك فتحزنوا فنزلت * (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) * الآية فكتبوا إليهم بذلك فخرجوا فلحقوهم فنجا من نجا وقتل من قتل وأخرج ابن جرير من طرق كثيرة نحوه. أسباب نزول الآية 100 قوله تعالى * (ومن يخرج من بيته) * الآية أخرج ابن أبي حاتم وأبو يعلى بسند جيد عن ابن عباس = (*)
[ 278 ]
(73) * (فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك) * السفينة * (وجعلناهم) * أي من معه * (خلائف) * في الارض * (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) * بالطوفان * (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) * من إهلاكهم فكذلك نفعل بمن كذب. (74) * (ثم بعثنا من بعده) * أي نوح * (رسلا إلى قومهم) * كإبراهيم وهود وصالح * (فجاءوهم بالبينات) * المعجزات * (فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) * أي قبل بعث الرسل إليهم * (كذلك نطبع) * نختم * (على قلوب المعتدين) * فلا تقبل الايمان كما طبعنا على قلوب أولئك. (75) * (ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملائه) * قومه * (بآياتنا) * التسع * (فاستكبروا) * عن الايمان بها * (وكانوا قوما مجرمين) *. (76) * (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا إن هذا لسحر مبين) * بين ظاهر. (77) * (قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم) * إنه لسحر * (أسحر هذا) * وقد أفلح من أتى به وأبطل سحر السحرة * (ولا يفلح الساحرون) * والاستفهام في الموضعين للانكار. (78) * (قالوا أجئتنا لتلفتنا) * لتردنا * (عما وجدنا عليه آبائنا وتكون لكما الكبرياء) * الملك * (في الارض) * أرض مصر * (وما نحن لكما بمؤمنين) * مصدقين. (79) * (وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم) * فائق في علم السحر. (80) * (فلما جاء السحرة قال لهم موسى) * بعد ما قالوا له " إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين ": * (ألقوا ما أنتم ملقون) *.
______________________________
= قال: خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجرا فقال لاهله: احملوني فأخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي * (ومن يخرج من بيته مهاجرا) * الآية وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة الرزقي وكان بمكة فلما نزلت * (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة) * فقال إني لغني وإني لذو = (*)
[ 279 ]
(81) * (فلما ألقوا) * حبالهم وعصيهم * (قال موسى ما) * إستفهامية مبتدأ خبره * (جئتم به السحر) * بدل وفي قراءة بهمزة واحدة اخبار فما اسم موصول مبتدأ * (إن الله سيبطله) * أي سيمحقه * (إن الله لا يصلح عمل المفسدين) *. (82) * (ويحق) * يثبت ويظهر * (الله الحق بكلماته) * بمواعيده * (ولو كره المجرمون) *. (83) * (فما لموسى إلا ذرية) * طائفة * (من) * أولاد * (قومه) * أي فرعون * (على خوف من فرعون وملائهم أن يفتنهم) * يصرفهم عن دينه بتعذيبه * (وإن فرعون لعال) * متكبر * (في الارض) * أرض مصر * (وإنه لمن المسرفين) * المتجاوزين الحد بادعاء الربوبية. (84) * (وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) * (85) * (فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتتنوا بنا. (86) * (ونجنا برحمتك من القوم الكافرين) *. (87) * (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ) * إتخذا * (لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة) * مصلى تصلون فيه لتأمنوا من الخوف وكان فرعون منعهم من الصلاة * (وأقيموا الصلاة) * أتموها * (وبشر المؤمنين) * بالنصر والجنة. (88) * (وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملاه زينة وأمولا في الحياة الدنيا ربنا) * آتيتهم ذلك * (ليضلوا) * في * (عن سبيلك) * دينك * (ربنا اطمس على أموالهم) * امسخها * (واشدد على قلوبهم) * اطبع عليها واستوثق * (فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الاليم) * المؤلم، دعا عليهم وأمن هارون على دعائه.
______________________________
= حيلة فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه الموت بالتنعيم فنزلت هذه الآية * (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) * وأخرج ابن جرير نحو ذلك من طرق عن سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة والسدي والضحاك وغيرهم وسمى في بعضها ضمرة بن العيص أو العيص ابن ضمرة وفي بعضها جندب بن ضمرة الجندعي وفي بعضها الضمري وفي بعضها رجل من بني ضمرة وفي بعضها رجل من بني = (*)
[ 280 ]
(89) * (قال) * تعالى * (قد أجيبت دعوتكما) * فمسخت أموالهم حجارة ولم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق * (فاستقيما) * على الرسالة والدعوة إلى أن يأتيهم العذاب * (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون) * في استعجال قضائي، روي أنه مكث بعدها أربعين سنة. (90) * (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعم) * لحقهم * (فرعون وجنوده بغيا وعدوا) * مفعول له * (حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه) * أي بأنه وفي قراءة بالكسر استئنافا * (لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين) * كرره ليقبل منه فلم يقبل ودس جبريل في فيه من حمأة البحر مخافة أن تناله الرحمة، وقال له: (91) * (الآن) * تؤمن * (وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) * بضلالك وإضلالك عن الايمان. (92) * (فلا يوم ننجيك) * نخرجك من البحر * (ببدنك) * جسدك الذي لا روح فيه * (لتكون لمن خلفك) * بعدك * (آية) * عبرة فيعرفوا عبوديتك ولا يقدموا على مثل فعلك وعن ابن عباس أن بعض بني إسرائيل شكوا في موته فأخرج لهم ليروه * (وإن كثيرا من الناس) * أي أهل مكة * (عن آياتنا لغافلون) * لا يعتبرون بها. (93) * (ولقد بوأنا) * أنزلنا * (بني إسرائيل مبوأ صدق) * منزل كرامة وهو الشام ومصر * (ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا) * بأن آمن بعض وكفر بعض * (حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) * من أمر الدين بإنجاء المؤمنين وتعذيب الكافرين.
______________________________
= خزاعة وفي بعضها رجل من بني ليث وفي بعضها من بني كنانة وفي بعضها من بني بكر وأخرج ابن سعد في الطبقات عن يزيد بن عبد الله بن قسط: أن جندع بن جمرة الضمري كان بمكة فمرض فقال لبنيه أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها فقالوا إلى أين ؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة فخرجوا به فلما بلغوا أضاة بني غفار مات فأنزل الله فيه * (ومن يخرج من بيته هماجرا) * الآية. =
[ 281 ]
(94) * (فإن كنت) * يا محمد * (في شك مما أنزلنا إليك) * من القصص فرضا * (فاسأل الذين يقرءون الكتاب) * التوراة * (من قبلك) * فإنه ثابت عندهم يخبروك بصدقه قال صلى الله عليه وسلم: " لا أشك ولا أسأل " * (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) * الشاكين فيه. (95) * (ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين) *. (96) * (إن الذين حقت) * وجبت * (عليهم كلمة ربك) * بالعذاب * (لا يؤمنون) *. (97) * (ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الاليم) * فلا ينفعهم حينئذ. (98) * (فلولا) * فهلا * (كانت قرية) * أريد أهلها * (آمنت) * قبل نزول العذاب بها * (فنفعها إيمانها إلا) * لكن * (قوم يونس لما آمنوا) * عند رؤية أمارة العذاب ولم يؤخروا إلى حلوله * (كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) * انقضاء آجالهم (99) * (ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس) * بما لم يشأه الله منهم * (حتى يكونوا مؤمنين) * لا. (100) * (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) * بإرادته * (ويجعل الرجس) * العذاب * (على الذين لا يعقلون) * يتدبرون آيات الله.
______________________________
= وأخرج ابن أبي حاتم وابن مندة والبارودي في الصحابة عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام قال: هاجر خالد بن حرام إلى أرض الحبشة فنهشته حية في الطريق فمات فنزلت فيه * (ومن يخرج من بيته مهاجرا) * الآية وأخرج الاموي في مغازيه عن عبد الملك ابن عمير قال لما بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه فأبى قومه أن يدعوه قال: فليأت من يبلغه عني ويبلغني عنه = (*)
[ 282 ]
(101) * (قل) * لكفار مكة * (انظروا ماذا) * أي الذي * (في السماوات والارض) * من الآيات الدالة على وحدانية الله تعالى * (وما تغني الآيات والنذر) * جمع نذير أي الرسل * (عن قوم لا يؤمنون) * في علم الله أي ما تنفعهم. (102) * (فهل) * فما * (ينتظرون) * بتكذيبك * (إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم) * من الامم أي مثل وقائعهم من العذاب * (قل فانتظروا) * ذلك * (إني معكم من المنتظرين) *. (103) * (ثم ننجي) * المضارع لحكاية الحال الماضي * (رسلنا والذين آمنوا) * من العذاب * (كذلك) * الانجاء * (حقا علينا ننجي المؤمنين) * النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين تعذيب المشركين. (104) * (قل يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (إن كنتم في شك من ديني) * أنه حق * (فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله) * أي غيره، وهو الاصنام لشككم فيه * (ولكن أ عبد الله الذي يتوفاكم) * يقبض أرواحكم * (وأمرت أن) * أي بأن * (أكون من المؤمنين) *. (105) * (و) * قيل لي * (أن أقم وجهك للدين حنيفا) * مائلا إليه * (ولا تكونن من المشركين) *. (106) * (ولا تعبد) * تعبد * (من دون الله ما لا ينفعك) * إن عبدته * (ولا يضرك) * إن لم تعبده * (فإن فعلت) * ذلك فرضا * (فإنك إذا من الظالمين) *. (107) * (وإن يمسك) * يصبك * (الله بضر) * كفقر ومرض * (فلا كاشف) * رافع * (له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد) * دافع * (لفضله) * الذي أرادك به
______________________________
= فانتدب له رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك من أنت وما أنت وبم جئت ؟ قال أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) * الآية فأتيا أكثم فقالا له ذلك ؟ قال أي قوم إنه يأمر بمكارم الاخلاق وينهى عن ملائمها فكونوا في هذا الامر رؤساء ولا تكونوا فيه أذنابا فركب بعيره متوجها إلى المدينة فمات في الطريق = (*)
[ 283 ]
* (يصيب به) * أي بالخير * (من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) *. (108) * (قل يا أيها الناس) * أي أهل مكة * (قد جاءكم من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) * لان ثواب اهتدائه له * (ومن ضل فإنما يضل عليها) * لان وبال ضلاله عليها * (وما أنا عليكم بوكيل) * فأجبركم على الهدى. (109) * (واتبع ما يوحى إليك) * من ربك * (واصبر) * على الدعوة وأذاهم * (حتى يحكم الله) * فيهم بأمره * (وهو خير الحاكمين) * أعدلهم، وقد صبر حتى حكم على المشركين بالقتال وأهل الكتاب بالجزية.
|