00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الانفال 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

[ سورة الانفال ]

[ مدنية إلا من آية 30 إلى غاية 36 فمكية وآياتها 75 أو 76 أو 77 نزلت بعد البقرة ] بسم الله الرحمن الرحيم لما اختلف المسلمون في غنائم بدر فقال الشبان: هي لنا لاننا باشرنا القتال، وقال الشيوخ كنا ردءا لكم تحت الرايات ولو انكشفتم لفئتم إلينا فلا تستأثروا بها فنزل:

______________________________

أسباب نزول الآية 34 قوله تعالى: * (الرجال قوامون) * أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعدي على زوجها أنه لطمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم القصاص فأنزل الله * (الرجال قوامون على النساء) * الآية فرجعت بغير قصاص وأخرج ابن جرير من طرق عن الحسن وفي بعضها أن رجلا من الانصار لطم امرأته فجاءت تلتمس القصاص فجعل = (*)

 

[ 227 ]

(1) * (يسألونك) * يا محمد * (عن الانفال) * الغنائم لمن هي * (قل) * قل لهم * (الانفال لله) * الانفال لله يجعلها حيث شاء * (والرسول) * والرسول يقسمها بأمر الله فقسمها صلى الله عليه وسلم بينهم على السواء، رواه الحاكم في المستدرك * (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) * أي حقيقة ما بينكم بالمودة وترك النزاع * (وإطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنون) * حقا. (2) * (إنما المؤمنون) * الكاملون الايمان * (الذين إذا ذكر الله) * أي وعيده * (وجلت) * خافت * (قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا) * تصديقا * (وعلى ربهم يتوكلون) * به يثقون لا بغيره. (3) * (الذين يقيمون الصلاة) * يأتون بها بحقوقها * (ومما رزقناهم) * أعطيناهم * (ينفقون) * في طاعة الله. (4) * (أولئك) * الموصوفون بما ذكر * (هم المؤمنون حقا) * صدقا بلا شك * (لهم درجات) * منازل في الجنة * (عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) * في الجنة. (5) * (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) * متعلق بأخرج * (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) * الخروج والجملة حال من كاف أخرجك وكما خبر مبتدأ محذوف أي هذه الحال في كراهتهم لها مثل إخراجك في الحال كراهتهم وقد كان خيرا لهم فكذلك أيضا وذلك أن أبا سفيان قدم بعير من الشام فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليغنموها فعلمت قريش فخرج أبو جهل ومقاتلوا مكة ليذبوا عنها وهم النفير وأخذ أبو سفيان بالعير طريق الساحل فنجت فقيل لابي جهل إرجع فأبى وسار إلى بدر فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال إن الله وعدني إحدى الطائفتين فوافقوه على قتال النفير وكره بعضهم ذلك وقالوا لم نستعد له كما قال تعالى:

______________________________

= النبي صلى الله عليه وسلم بينهما القصاص فنزلت (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) ونزلت * (الرجال قوامون على النساء) * وأخرج نحوه عن ابن جريج والسدي وأخرج ابن مردويه عن علي قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الانصار بامرأة له فقالت يا رسول الله إنه ضربني فأثر في وجهي فقال رسول الله: ليس له ذلك فأنزل الله * (الرجال قوامون على النساء) * الآية فهذه ضواهد يقوى بعضها بعضا (*)

 

[ 228 ]

(6) * (يجادلونك في الحق) * القتال * (بعد ما تبين) * ظهر لهم * (كأنما يساقون إلى الموت وهو ينظرون) * إليه عيانا في كراهتهم له. (7) * (و) * اذكر * (إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين) * العير أو النفير * (أنها لكم وتودون) * تريدون * (أن غير ذات الشوكة) * أي البأس والسلاح وهي العير * (تكون لكم) * لقلة عددها ومددها بخلاف النفير * (ويريد الله أن يحق الحق) * يظهره * (بكلماته) * السابقة بظهور الاسلام * (ويقطع دابر الكافرين) * آخرهم بالاستئصال فأمركم بقتال النفير. (8) * (ليحق الحق ويبطل) * يمحق * (الباطل) * الكفر * (ولو كره المجرمون) * المشركون ذلك. (9) اذكر * (إذ تستغيثون ربكم) * تطلبون منه الغوث بالنصر عليهم * (فاستجاب لكم أني) * أي بأني * (ممدكم) * معينكم * (بألف من الملائكة مردفين) * متتابعين يردف بعضهم بعضا وعدهم بها أولا ثم صارت ثلاثة آلاف ثم خمسة كما في آل عمران وقرئ بآلف كأفلس جمع. (10) * (وما جعله الله) * أي الامداد * (إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم) * (11) اذكر * (إذ يغشيكم النعاس أمنة) * أمنا مما حصل لكم من الخوف * (منه) * تعالى * (وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به) * من الاحداث والجنابات * (ويذهب عنكم رجز الشيطان) * وسوسته إليكم بأنكم لو كنتم على الحق ما كنتم ظمأى محدثين والمشركون على الماء * (وليربط) * يحبس * (على قلوبكم) * باليقين والصبر * (ويثبت به الاقدام) * أن تسوخ في الرمل.

______________________________

أسباب نزول الآية 37 قوله تعالى: * (الذين يبخلون) * الآية أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: كان علماء بني اسرائيل يبخلون بما عندهم من العلم فأنزل الله * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * الآية وأخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن محمد بن أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن ابن عباس قال: كان كردم بن زيد حليف كعب بن الاشرف وأسامة بن = (*)

 

[ 229 ]

(12) * (إذ يوحي ربك إلى الملائكة) * الذين أمد بهم المسلمين * (أني) * أي بأني * (معكم) * بالعون والنصر * (فثبتوا الذين آمنوا) * بالاعانة والتبشير * (سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * الخوف * (فاضربوا فوق الاعناق) * أي الرؤوس * (واضربوا منهم كل بنان) * أي أطراف اليدين والرجلين فكان الرجل يقصد ضرب رقبة الكافر فتسقط قبل أن يصل إليه سيفه ورماهم صلى الله عليه وسلم بقبضة من الحصى فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه منها شئ فهزموا. (13) * (ذلك) * العذاب الواقع بهم * (بأنهم شاقوا) * خالفوا * (الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب) * له. (14) * (ذلكم) * العذاب * (فذوقوه) * أيها الكفار في الدنيا * (وأن للكافرين) * في الآخرة * (عذاب النار) *. (15) * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا) * أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون * (فلا تولوهم يومئذ) * منهزمين. (16) * (ومن يولهم يومئذ) * أي يوم لقائهم * (دبره إلا متحرفا) * منعطفا * (لقتال) * بأن يريهم الفرة مكيدة وهو يريد الكرة * (أو متحيزا) * منضما * (إلى فئة) * جماعة من المسلمين يستنجد بها * (فقد باء) * رجع * (بغضب من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير) * المرجع هي وهذا مخصوص بما إذا لم يزد الكفار على الضعف. (17) * (فلم تقتلوهم) * ببدر بقوتكم * (ولكن الله قتلهم) * بنصره إياكم * (وما رميت) * يا محمد أعين القوم * (إذ رميت) * بالحصى لان كفا من الحصى لا يملا عيون الجيش الكثير برمية بشر * (ولكن الله رمى) * بإيصال ذلك إليهم فعل ذلك ليقهر الكافرين * (وليبلي المؤمنين منه بلاء) * عطاء * (حسنا) * هو الغنيمة * (إن الله سميع) * لاقوالهم * (عليم) * بأحوالهم.

______________________________

= حبيب ونافع بن أبي نافع وبحري بن عمرو وحيي بن أخطب ورفاعة بن زيد بن التابوت يأتون رجالا من الانصار ينصحون لهم فيقولون لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون فأنزل الله فيهم * (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) * إلى قوله * (وكان الله بهم عليما) *. (*)

 

[ 230 ]

(18) * (ذلكم) * الابلاء حق * (وإن الله موهن) * مضعف * (كيد الكافرين) *. (19) * (إن تستفتحوا) * أيها الكفار إن تطلبوا الفتح أي القضاء حيث قال أبو جهل منكم: اللهم أينا كان أقطع للرحمن وأتانا بما لا نعرف فأحنه الغداة أي أهلكه * (فقد جاءكم الفتح) * القضاء بهلاك من هو كذلك وهو أبو جهل ومن قتل معه دون النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (وإن تنتهوا) * عن الكفر والحرب * (فهو خير لكم وإن تعودوا) * لقتال النبي صلى الله عليه وسلم * (نعد) * لنصره عليكم * (ولن تغني) * تدفع * (عنكم فئتكم) * جماعاتكم * (شيئا ولو كثرت وإن الله مع المؤمنين) * بكسر إن استئنافا وفتحها على تقدير اللام. (20) * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا) * تعرضوا * (عنه) * بمخالفة أمره * (وأنتم تسمعون) * القرآن والمواعظ. (21) * (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) * سماع تدبر واتعاظ وهم المنافقون أو المشركون. (22) * (إن شر الدواب عند الله الصم) * عن سماع الحق * (البكم) * عن النطق به * (الذين لا يعقلون‍) * - ه. (23) * (ولو علم الله فيم خيرا) * صلاحا بسماع الحق * (لاسمعهم) * سماع تفهم * (ولو أسمعهم) * فرضا وقد علم أن لا خير فيهم * (لتولوا) * عنه * (وهم معرضون) * عن قبوله عنادا وجحودا. (24) * (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول) * بالطاعة * (إذا دعاكم لما يحييكم) * من أمر الدين لانه سبب الحياة الابدية * (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) * فلا يستطيع أن يؤمن أو يكفر إلا بإرادته * (وأنه إليه تحشرون) * فيجازيكم بأعمالكم.

______________________________

أسباب نزول الآية 43 قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا) * الآية روى أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم عن علي قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة فقدموني فقرأت * (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) * ونحن نعبد ما تعبدون فأنزل الله * (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى =

 

[ 231 ]

(25) * (واتقوا فتنة) * إن أصابتكم * (لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * بل تعمهم وغيرهم واتقاؤها بإنكار موجبها من المنكر * (واعلموا أن الله شديد العقاب) * لمن خالفه. (26) * (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض) * أرض مكة * (تخافون أن يتخطفكم الناس) * يأخذكم الكفار بسرعة * (فآواكم) * إلى المدينة * (وأيدكم) * قواكم * (بنصره) * يوم بدر بالملائكة * (ورزقكم من الطيبات) * الغنائم * (لعلكم تشكرون) * نعمه. (27) ونزل في أبي لبابة مروان بن عبد المنذر وقد بعثه صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لينزلوا على حكمه فاستشاروه، فأشار إليهم أنه الذبح لان عياله وماله فيهم * (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول و) * لا * (تخونوا أماناتكم) * ما ائتمنتم عليه من الدين وغيره * (وأنتم تعلمون) *. (28) * (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * لكم صادة عن أمور الآخرة * (وأن الله عنده أجر عظيم) * فلا تفوتوه بمراعاة الاموال والاولاد والخيانة لاجلهم، ونزل في توبته: (29) * (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله) * بالانابة وغيرها * (يجعل لكم فرقانا) * بينكم وبين ما تخافون فتنجون * (ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) * ذنوبكم * (والله ذو الفضل العظيم) *. (30) * (و) * اذكر يا محمد * (إذ يمكر بك الذين كفروا) * وقد اجتمعوا للمشاورة في شأنك بدار الندوة * (ليثبتوك) * يوثقوك ويحبسوك * (أو يقتلوك) * كلهم قتلة رجل واحد * (أو يخرجوك) * من مكة * (ويمكرون) * بك * (ويمكر الله) * بهم بتدبير أمرك بأن أوحى إليك ما دبروه وأمرك بالخروج * (والله خير الماكرين) * أعلمهم به.

______________________________

= تعلموا ما تقولون) *. وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم وابن المنذر عن علي قال: نزلت هذه الآية قوله (ولا جنبا) في المسافر تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي وأخرج ابن مردويه عن الاسلع بن شريك قال: كنت أرحل ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة فخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (ولا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) * الآية = (*)

 

[ 232 ]

(31) * (وإذا تتلى عليهم آياتنا) * القرآن * (قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا) * قاله النضر بن الحارث لانه كان يأتي الحيرة يتجر فيشتري كتب أخبار الاعاجم ويحدث بها أهل مكة * (إن) * ما * (هذا) * القرآن * (إلا أساطير) * أكاذيب * (الاولين) *. (32) * (وإذ قالوا اللهم إن كان هذا) * الذي يقرؤه محمد * (هو الحق) * المنزل * (من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) * مؤلم على إنكاره، قاله النضر وغيره استهزاء وإيهاما أنه على بصيرة وجزم ببطلانه. (33) قال تعالى * (وما الله ليعذبهم) * بما سألوه * (وأنت فيهم) * لان العذاب إذا نزل عم ولم تعذب أمة إلا بعد خروج نبيها والمؤمنين منها * (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * حيث يقولون في طوافهم: غفرانك غفرانك، وقيل هم المؤمنون المستضعفون فيهم كما قال تعالى: (لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما). (34) * (ومالهم أن) * * (لا يعذبهم الله) * بالسيف بعد خروجك والمستضعفين وعلى القول الاول هي ناسخة لما قبلها وقد عذبهم الله ببدر وغيره * (وهم يصدون) * يمنعون النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين * (عن المسجد الحرام) * أن يطوفوا به * (وما كانوا أولياءه) * كما زعموا * (إن) * ما * (أولياءه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن لا ولاية لهم عليه. (35) * (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء) * صفيرا * (وتصدية) * تصفيقا أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها * (فذوقوا العذاب) * ببدر * (بما كنتم تكفرون) *. (36) * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم) *

______________________________

= كلها وأخرج الطبراني عن الاسلع قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم وأرحل له فقال لي ذات يوم: يا أسلع قم فأرحل فقلت: يا رسول الله أصابتني جنابة فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه جبريل بآية الصعيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا أسلع فتيمم فأراني التيمم ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين فقمت فتيممت ثم رحلت له وأخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب أن رجالا من الانصار كانت =

 

[ 233 ]

في حرب النبي صلى الله عليه وسلم * (ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون) * في عاقبة الامر * (عليهم حسرة) * ندامة لفواتها وفوات ما قصدوه * (ثم يغلبون) * في الدنيا * (والذين كفروا) * منهم * (إلى جهنم) * في الآخرة * (يحشرون) * يساقون. (37) * (ليميز) * متعلق بتكون بالتخفيف والتشديد أي يفصل * (الله الخبيث) * الكافر * (من الطيب) * المؤمن * (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا) * يجمعه متراكما بعضه على بعض * (فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرين) *. (38) * (قل للذين كفروا) * كأبي سفيان وأصحابه * (إن ينتهوا) * عن الكفر وقتال النبي صلى الله عليه وسلم * (يغفر لهم ما قد سلف) * من أعمالهم * (وإن يعودوا) * إلى قتاله * (فقد مضت سنة الاولين) * أي سنتنا فيهم بالاهلاك فكذا نفعل بهم. (39) * (وقاتلوهم حتى لا تكون) * توجد * (فتنة) * شرك * (ويكون الدين كله لله) * وحده ولا يعبد غيره * (فإن انتهوا) * عن الكفر * (فإن الله بما يعملون بصير) * فيجازيهم به. (40) * (وإن تولوا) * عن الايمان * (فاعلموا أن الله مولاكم) * ناصركم ومتولي أموركم * (نعم المولى) * هو * (ونعم النصير) * أي الناصر لكم. (41) * (واعلموا أنما غنمتم) * أخذتم من الكفار قهرا * (من شئ فأن لله خمسه) * يأمر فيه بما يشاء * (وللرسول ولذي القربى) * قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم وبني المطلب. * (واليتامى) * أطفال المسلمين الذين هلك آباؤهم وهم فقراء * (والمساكين) * ذوي الحاجة من المسلمين * (وابن السبيل) * المنقطع في سفره من المسلمين، أي يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم والاصناف الاربعة على ما كان يقسمه من أن لكل خمس الخمس، والاخماس الاربعة الباقية للغانمين * (إن كنتم آمنتم بالله) * فاعلموا ذلك * (وما) * عطف على بالله * (أنزلنا على عبدنا) * محمد صلى الله عليه وسلم من الملائكة والآيات * (يوم

______________________________

= أبوابهم في المسجد فكانت تصيبهم جنابة ولا ماء عندهم فيريدون الماء ولا يجدون ممرا إلا في المسجد فأنزل الله قوله * (ولا جنبا إلا عابري سبيل) * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نزلت هذه الآية في رجل من الانصار كان مريضا فلم يستطع أي يقوم فيتوضأ ولم يكن له خادم يناوله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله * (وإن كنتم مرضى) * الآية. وأخرج ابن جرير عن ابراهيم النخعي قال: =

 

[ 234 ]

الفرقان) * أي يوم بدر الفارق بين الحق والباطل * (يوم التقى الجمعان) * المسلمون والكفار * (والله على كل شئ قدير) * ومنه نصركم مع قلتكم وكثرتهم. (42) * (إذ) * بدل من يوم * (أنتم) * كائنون * (بالعدوة الدنيا) * القربى من المدينة وهي بضم العين وكسرها جانب الوادي * (وهم بالعدوة القصوى) * البعدى منها * (والركب) * العير كائنون بمكان * (أسفل منكم) * مما يلي البحر * (ولو تواعدتم) * أنتم والنفير للقتال * (لاختلفتم في الميعاد ولكن) * جمعكم بغير ميعاد * (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) * في علمه وهو نصر الاسلام ومحق الكفر فعل ذلك: * (ليهلك) * يكفر * (من هلك عن بينة) * أي بعد حجة ظاهرة قامت عليه وهي نصر المؤمنين مع قلتهم على الجيش الكثير * (ويحيي) * يؤمن * (من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم) *. (43) اذكر * (إذ يريكهم الله في منامك) * أي نومك * (قليلا) * فأخبرت به أصحابك فسروا * (ولو أراكهم كثيرا لفشلتم) * جبنتم * (ولتنازعتم) * اختلفتم * (في الامر) * أمر القتال * (ولكن الله سلم‍) * - كم من الفشل والتنازع * (إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب. (44) * (وإذ يريكموهم) * أيها المؤمنون * (إذ التقيتم في أعينكم قليلا) * نحو سبعين أو مائة وهم ألف لتقدموا عليهم * (ويقللكم في أعينهم) * ليقدموا ولا يرجعوا عن قتالكم وهذا قبل التحام الحرب، فلما التحم أراهم إياهم مثليهم كما في آل عمران * (ليقضي الله أمرا كان مفعولا وإلى ترجع) * تصير * (الامور) *. (45) * (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة) * جماعة كافرة * (فاثبتوا) * لقتالهم ولا تنهزموا * (واذكروا الله كثيرا) * ادعوه بالنصر * (لعلكم تفلحون) * تفوزون.

______________________________

= نال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جراحة ففشت فيهم ثم ابتلوا بالجنابة فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت * (وإن كنتم مرضى) * الآية كلها أسباب نزول الآية 44 قوله تعالى: * (ألم تر) * الآية أخرج ابن اسحاق عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت من عظماء اليهود وإذا كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لوى لسانه وقال أرعنا سمعك يا محمد حتى نفقهك ثم طعن في الاسلام دعابة فأنزل الله فيه =

 

[ 235 ]

(46) * (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) * تختلفوا فيما بينكم * (فتفشلوا) * تجبنوا * (وتذهب ريحكم) * قوتكم ودولتكم * (واصبروا إن الله مع الصابرين) * بالنصر والعون (47) * (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم) * ليمنعوا غيرهم ولم يرجعوا بعد نجاتها * (بطرا ورئاء الناس) * حيث قالوا لا نرجع حتى نشرب الخمر وننحر الجزور وتضرب علينا القيان ببدر فيتسامع بذلك الناس * (ويصدون) * الناس، * (عن سبيل الله والله بما يعملون) * بالياء والتاء * (محيط) * علما فيجازيهم به. (48) * (و) * اذكر * (إذ زين لهم الشيطان) * إبليس * (أعمالهم) * بأن شجعهم على لقاء المسلمين لما خافوا الخروج من أعدائهم بني بكر * (وقال) * لهم * (لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم) * من كنانة وكان أتاهم في صورة سراقة بن مالك سيد تلك الناحية * (فلما تراءت) * التقت * (الفئتان) * المسلمة والكافرة ورأى الملائكة يده في يد الحارث بن هشام * (نكص) * رجع * (على عقبيه) * هاربا * (وقال) * لما قالوا له أتخذ لنا على هذه الحال: * (إني برئ منكم) * من جواركم * (إني أرى ما لا ترون) * من الملائكة * (إني أخاف الله) * أن يهلكني * (والله شديد العقاب) * (49) * (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * ضعف اعتقاد * (غر هؤلاء) * أي المسلمين * (دينهم) * إذ خرجوا مع قلتهم يقاتلون الجمع الكثير توهما أنهم ينصرون بسببه قال تعالى في جوابهم: * (ومن يتوكل على الله) * يثق به يغلب * (فإن الله عزيز) * غالب على أمره * (حكيم) * في صنعه (50) * (ولو ترى) * يا محمد * (إذ يتوفى) * بالياء والتاء * (الذين كفروا الملائكة يضربون) * حال * (وجوههم وأدبارهم) * بمقامع من حديد * (و) * يقولون لهم * (ذوقوا عذاب الحريق) * أي النار وجواب لو: لرأيت أمرا عظيما. (51) * (ذلك) * التعذيب * (بما قدمت أيديكم) * عبر بها دون غيرها لان أكثر الافعال تزاول بها * (وأن الله ليس بظلام) * أي بذي ظلم * (للعبيد) * فيعذبهم بغير ذنب

______________________________

= * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة) * أسباب نزول الآية 47 قوله تعالى: * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) * الآية أخرج ابن إسحاق عن ابن عباس قال: كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤساء من أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا وكعب بن أسيد فقال لهم: يا معشر يهود اتقوا الله وأسلموا فو الله إنكم = (*)

 

[ 236 ]

(52) دأب هؤلاء * (كدأب) * كعادة * (آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله) * بالعقاب * (بذنوبهم) * جملة كفروا وما بعدها مفسرة لما قبلها * (إن الله قوي) * على ما يريده * (شديد العقاب) * (53) * (ذلك) * أي تعذيب الكفرة * (بأن) * أي بسبب أن * (الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم) * مبدلا لها بالنقمة * (حتى يغيروا ما بأنفسهم) * يبدلوا نعمتهم كفرا كتبديل كفار مكة إطعامهم من جوع وأمنهم من خوف وبعث النبي صلى الله عليه وسلم إليهم بالكفر والصد عن سبيل الله وقتال المؤمنين * (وإن الله سميع عليم) * (54) * (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون) * قومه معه * (وكل) * من الامم المكذبة * (كانوا ظالمين) *. (55) ونزل في قريظة: * (إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون) *. (56) * (الذين عاهدت منهم) * أن لا يعينوا المشركين * (ثم ينقضون عهدهم في كل مرة) * عاهدوا فيها * (وهم لا يتقون) * الله في غدرهم. (57) * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة * (تثقفنهم) * تجدنهم * (في الحرب فشرد) * فرق * (بهم من خلفهم) * من المحاربين بالتنكيل بهم والعقوبة * (لعلهم) * أي الذين خلفهم * (يذكرون) * يتعظون بهم. (58) * (وإما تخافون من قوم) * عاهدوك * (خيانة) * في عهد بأمارة تلوح لك * (فانبذ) * أطرح عهدهم * (إليهم على سواء) * حال أي مستويا أنت وهم في العلم بنقض العهد بأن تعلمهم به لئلا يتهموك بالغدر * (إن الله لا يحب الخائنين) *

______________________________

= لتعلمون أن الذي جئتكم به الحق فقالوا ما نعرف ذلك يا محمد فأنزل الله فيهم * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا) * الآية أسباب نزول الآية 48 قوله تعالى: * (إن الله لا يغفر أن يشرك به) * أخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أبي أيوب الانصاري قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام قال: وما دينه ؟ قال يصلي ويوحد الله قال: استوهب منه = (*)

 

[ 237 ]

(59) ونزل فيمن أفلت يوم بدر * (ولا تحسبن) * يا محمد * (الذين كفروا سبقوا) * الله أي فاتوه * (إنهم لا يعجزون) * لا يفوتونه وفي قراءة بالتحتانية فالمفعول الاول محذوف أي أنفسهم وفي أخرى بفتح إن على تقدير اللام (60) * (وأعدوا لهم) * لقتالهم * (ما استطعتم من قوة) * قال صلى الله عليه وسلم " هي الرمي " رواه مسلم * (ومن رباط الخيل) * مصدر بمعنى حبسها في سبيل الله * (ترهبون) * تخوفون * (به عدو الله وعدوكم) * أي كفار مكة * (وآخرين من دونهم) * أي غيرهم وهم المنافقون أو اليهود * (لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شئ في سبيل الله يوف إليكم) * جزاؤه * (وأنتم لا تظلمون) * تنقصون منه شيئا (61) * (وإن جنحوا) * مالوا * (للسلم) * بكسر السين وفتحها: الصلح * (فاجنح لها) * وعاهدهم، وقال ابن عباس: هذا منسوخ بآية السيف، وقال مجاهد: مخصوص بأهل الكتاب إذ نزلت في بني قريظة * (وتوكل على الله) * ثق به * (إنه هو السميع) * للقول * (العليم) * بالفعل (62) * (وإن يريدوا أن يخدعوك) * بالصلح ليستعدوا لك * (فإن حسبك) * كافيك * (الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) * (63) * (وألف) * جمع * (بين قلوبهم) * بعد الاحن * (لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) * بقدرته * (إنه عزيز) * غالب على أمره * (حكيم) * لا يخرج شئ عن حكمته (64) * (يا أيها النبي حسبك الله و) * حسبك * (من اتبعك من المؤمنين) * (65) * (يا أيها النبي حرض) * حث * (المؤمنين على القتال) * للكفار * (إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * منهم * (وإن يكن) * بالياء والتاء * (منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم) * أي بسبب أنهم * (قوم لا يفقهون) * وهذا خبر بمعنى الامر أي ليقاتل العشرون منكم المائتين والمائة الالف ويثبتوا لهم ثم نسخ لما كثروا بقوله:

______________________________

= دينه فإن أبي فابتعه منه فطلب الرجل ذلك منه فأبى عليه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: وجدته شحيحا على دينه فنزلت * (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) * أسباب نزول الآية 49 قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين يزكون) * الآية أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس قال: كانت اليهود = (*)

 

[ 238 ]

(66) * (الان خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا) * بضم الضاد وفتحها عن قتال عشرة أمثالكم * (فإن يكن) * بالياء والتاء * (منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين) * منهم * (وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله) * بإرادته وهو خبر بمعنى الامر أي لتقاتلوا مثليكم وتثبتوا لهم * (والله مع الصابرين) * بعونه (67) ونزل لما أخذوا الفداء من أسرى بدر: * (ما كان لنبي أن تكون) * بالتاء والياء * (له أسرى حتى يثخن في الارض) * يبالغ في قتل الكفار * (تريدون) * أيها المؤمنون * (عرض الدنيا) * حطامها بأخذ الفداء * (والله يريد) * لكم * (الاخرة) * أي ثوابها بقتلهم * (والله عزيز حكيم) * وهذا منسوخ بقوله * (فإما منا بعد وإما فداء) (68) * (لولا كتاب من الله سبق) * بإحلال الغنائم والاسرى لكم * (لمسكم فيما أخذتم) * من الفداء * (عذاب عظيم) * (69) * (فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا واتقوا الله إن الله غفور رحيم) * (70) * (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الاسارى) * وفي قراءة الاسرى * (إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) * إيمانا وإخلاصا * (يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) * من الفداء بأن يضعفه لكم في الدنيا ويثيبكم في الآخرة * (ويغفر لكم) * ذنوبكم * (والله غفور رحيم) * (71) * (وإن يريدوا) * أي الاسرى * (خيانتك) * بما أظهروا من القول * (فقد خانوا الله من قبل) * قبل بدر بالكفر * (فأمكن منهم) * ببدر قتلا وأسرا فليتوقعوا مثل ذلك إن عادوا * (والله عليم) * بخلقه * (حكيم) * في صنعه (72) * (إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله) * وهم المهاجرون * (والذين آووا) * النبي صلى الله عليه وسلم * (ونصروا) * وهم الانصار * (أولئك بعضهم أولياء بعض) * في النصرة والارث * (والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم) * بكسر الواو وفتحها * (من شئ) *

______________________________

= يقدمون صبيانهم يصلون بهم ويقربون قربانهم ويزعمون أنهم لا خطايا لهم ولا ذنوب فأنزل الله * (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) * وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة ومجاهد وأبي مالك وغيرهم. أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى: * (ألم تر إلى الذين أوتوا) * الآية أخرج أحمد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما قدم = (*)

 

[ 239 ]

فلا إرث بينكم وبينهم ولا نصيب لهم في الغنيمة * (حتى يهاجروا) * وهذا منسوخ بآخر السورة * (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) * لهم على الكفار * (إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) * عهد فلا تنصروهم عليهم وتنقضوا عهدهم * (والله بما تعملون بصير) * (73) * (والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) * في النصرة والارث فلا إرث بينكم وبينهم * (إلا تفعلوه) * أي تولي المسلمين وقمع الكفار * (تكن فتنة في الارض وفساد كبير) * بقوة الكفر وضعف الاسلام (74) * (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم) * في الجنة (75) * (والذين آمنوا من بعد) * أي بعد السابقين إلى الايمان والهجرة * (وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) * أيها المهاجرون والانصار * (وأولوا الارحام) * ذوو القرابات * (بعضهم أولى ببعض) * في الارث من التوارث في الايمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة * (في كتاب الله) * اللوح المحفوظ * (إن الله بكل شئ عليم) * ومنه حكمة الميراث




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21393772

  • التاريخ : 16/04/2024 - 04:59

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net