00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المجادلة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 58 "

" سورة المجادلة " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير (1) لهذه الاية تأويل ظاهر وباطن: فالظاهر ظاهر، وأما الباطن فهو: 1 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله)، عن أحمد بن عبد الرحمان، عن محمد بن سليمان بن بزيع، عن جميع (3) بن المبارك، عن إسحاق بن محمد، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله قال لفاطمة سلام الله عليها: إن زوجك يلاقي بعدي كذا، ويلاقي بعدي كذا. فخبرها بما يلقى بعده.

___________________________

(1) عنه البحار: 23 / 319 ح 34 والبرهان: 4 / 300 ح 7.

 (2) عنه البحار: 23 / 320 ح 35 وج 68 / 142 ح 87 والبرهان: 4 / 300 ح 8.

 (3) في البرهان: جميل .

[ 671 ]

فقالت: يا رسول الله ألا تدعوا الله أن يصرف ذلك عنه ؟ ! فقال: قد سألت الله ذلك له، فقال: إنه مبتلى ومبتلى به. فهبط جبرئيل عليه السلام فقال (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) وشكواها له، لامنه، ولا عليه (1). صلوات الله عليهما وعليه، وجعل صلواتنا هدية منا إليها وإليه. وقوله تعالى: الم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم (7) 2 - تأويله: قال الشيخ أبو جعفر الطوسي (قدس الله روحه): نبأنا (2) الشيخ (أبو جعفر الطبري) (3) باسناده، عن ابن عباس قال: اضمرت قريش قتل علي عليه السلام وكتبوا صحيفة ودفعوها إلى أبي عبيدة بن الجراح. فأنزل الله جبرئيل على رسوله صلى الله عليه وآله، فخبره بخبرهم. فقالوا له: أنى له علم ذلك ؟ ! ولم يشعر به أحد. فأنزل الله سبحانه على رسوله صلى الله عليه واله هذه الآية (4). 3 - ومن ذلك ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن علي بن محمد، عن علي بن الحسين (5) عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 230 ح 35 وج 36 / 164 ح 146 والبرهان: 4 / 301 ح 1.

 (2) في نسخة " ج " حدثنا.

 (3) ليس في نسخة " أ "، وفي نسختي " ج، م " الطبرسي، والصحيح ما أثبتناه لان الطبرسي من أعلام القرن السادس وتوفى الطوسى " " ره " في سنه 460 فلعله مصحف الطبري وهو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة " 310 ه‍ - ق " كما أنه روى في " احقاق الحق ": 3 / 578 عن غاية المرام: 439 ب 225 أبسط من هذا عن أبي جعفر الطبري.

 (4) أورده في الصراط المستقيم: 1 / 296 عن أبي جعفر الطبري.

 (5) في الاصل: الحسن بن علي بن محمد بدل " على بن الحسين ".

 

[ 672 ]

عليه السلام في قوله عزوجل (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم). قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة بن الجراح وعبد الرحمان ابن عوف، وسالم مولى (أبي) (1) حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا، وتوافقوا: لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله عزوجل هذه الآية (2). قال: قلت: قوله عزوجل (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) (3). قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم. (و) (4) قال أبو عبد الله عليه السلام: لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين عليه السلام ؟ ! وهكذا كان في سابق علم الله عزوجل الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين وخرج الملك من بني هاشم، وقد كان ذلك كله (5). وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر تأويله: قال أبو علي الطبرسي (رحمه الله): إن هذه الآية نزلت في الاغنياء وذلك أنهم كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وآله فيكثرون مناجاته فأمر الله سبحانه بالصدقة عند المناجاة.، فلما علموا ذلك انتهوا عن مناجاته، فنزلت آية الرخصة (6). وهذه فضيلة لم يدركها إلا أمير المؤمنين عليه السلام.

___________________________

(1) ليس في نسخة " ج ".

 (2) في الكافي: فيهم هذه الاية.

 (3) سورة الزخرف: 79، 80.

 (4) ليس في الكافي.

 (5) الكافي: 8 / 179 ح 202 وعنه البحار: 24 / 365 ح 92 وج 28 / 123 ح 6 والبرهان: 4 / 303 ح 3.

 (6) مجمع البيان: 9 / 252.

 

[ 673 ]

وقد ورد في ذلك روايات منها: 4 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله) عن علي بن عقبة (1) ومحمد بن القاسم قالا: حدثنا الحسين بن الحكم، عن حسن بن حسين، عن حيان (2) - بن علي عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله عزوجل (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: نزلت في علي عليه السلام خاصة، كان له دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلما ناجاه قدم درهما حتى ناجاه عشر مرات، ثم نسخت فلم يعمل بها أحد قبله ولا بعده (3). 5 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عباس، عن محمد بن مروان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن السدي، عن عبد خير (4) عن علي عليه السلام قال: كنت أول من ناجى رسول الله صلى الله عليه وآله كان عندي دينار فصرفته بعشرة دراهم، وكلمت رسول الله صلى الله عليه وآله عشر مرات، كلما اردت أن أناجيه تصدقت بدرهم، فشق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال المنافقون: ما يألوا ما ينجش (5) لابن عمه ! حتى نسخها الله عزوجل فقال (ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات) إلى آخر الآية. ثم قال عليه السلام: فكنت أول من عمل بهذه الآية، وآخر من عمل بها، فلم يعمل بها أحد قبلى ولا بعدي (6). 6 - وقال أيضا: حدثنا عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن زكريا، عن أيوب

___________________________

(1) في نسختي " ج، م " عتبة.

 (2) في الاصل والبحار: حنان " ولكن لم نجد له ذكر في كتب الرجال على أن حيان يمكن أن يروى عن الكلبى ولوجود حيان في موردين آخرين فراجع فهرست اعلامنا لهذا الكتاب.

 (3) عنه البحار: 35 / 380 ح 6 والبرهان: 4 / 309 ح 9 (4) في نسخة " ج " عبد الله بن جبير بدل " عبد خير "، والصحيح ما أثبتناه، لانه من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

 (5) ما يألوا: ما يقصر. والنجش: هو أن يمدح السلعة في البيع لينفقها ويروجها أو يزيد في قيمتها وهو لا يريد شراءها ليقع غيره فيها.

 (6) عنه البحار: 35 / 380 ح 7 والبرهان: 4 / 309 ح 10، وروى الخوارزمي في مناقبه: 196 مرسلا مثله.

 

[ 674 ]

ابن سليمان، عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: إنه حرم كلام رسول الله صلى الله عليه وآله ثم رخص لهم في كلامه بالصدقة، فكان إذا أراد الرجل أن يكلمه تصدق بدرهم، ثم كلمه بما يريد. قال: فكف الناس عن كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وبخلوا أن يتصدقوا قبل كلامه فتصدق علي عليه السلام بدينار كان له، فباعه بعشرة دراهم في عشر كلمات سألهن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يفعل ذلك أحد من المسلمين غيره، وبخل أهل الميسرة أن يفعلوا ذلك فقال المنافقون: ما صنع علي بن أبي طالب الذي صنع من الصدقة إلا أنه أراد أن يروج (1) لابن عمه ! فأنزل الله تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة ذلك خير لكم - من إمساكها - وأطهر - يقول: وأزكى لكم من المعصية - فإن لم تجدوا - الصدقة - فإن الله غفور رحيم * ءأشفقتم - يقول الحكيم: ءأشفقتم يا أهل الميسرة - أن تقدموا بين يدي نجويكم - يقول: قدام نجواكم يعني كلام رسول الله صلى الله عليه وآله صدقة على الفقراء ؟ - فإذ لم تفعلوا - يا أهل الميسرة - وتاب الله عليكم - يعني تجاوز عنكم إذ (2) لم تفعلوا - فأقيموا الصلوة - يقول: أقيموا الصلوات الخمس - وءاتوا الزكوة - يعني أعطوا الزكاة يقول: تصدقوا. فنسخت ما أمروا به عند المناجاة باتمام الصلاة وإيتاء الزكاة - وأطيعوا الله ورسوله - بالصدقة في الفريضة والتطوع - والله خبير بما تعملون) أي بما تنفقون خبير. إعلم أن محمد بن العباس (رحمه الله) ذكر في تفسيره هذا المنقول منه في آية المناجاة سبعين حديثا من طريق الخاصة والعامة، يتضمن أن المناجي للرسول صلى الله عليه وآله هو أمير المؤمنين دون الناس أجمعين.

___________________________

(1) في نسخة " م " إذا اراد أن يتزوج.

 (2) في نسختي " ج، م " إذا.

 

[ 675 ]

اخترنا منها هذه الثلاثة أحاديث، ففيها غنية (1). 7 - ونقلت من مؤلف شيخنا أبي جعفر الطوسي (قدس الله روحه) هذا الحديث ذكره أنه في جامع الترمذي وتفسير الثعلبي باسناده عن [ علي بن ] (2) علقمة الانماري يرفعه إلى علي عليه السلام أنه قال: بي (3) خفف الله عن هذه الامة، لان الله امتحن الصحابة بهذه الآية فتقاعسوا [ كلهم ] (4) عن مناجاة الرسول الله صلى الله عليه وآله، وكان قد احتجب في منزله من مناجاة كل أحد إلا من تصدق بصدقة، وكان معي دينار فتصدقت به، فكنت أنا سبب التوبة من الله على المسلمين حين عملت بالآية. ولو لم يعمل بها أحد لنزل العذاب [ عند ] (5) امتناع الكل من العمل بها (6). صدق، صلوات الله عليه، لانه ما زال سببا لكل خير يعزى إليه، وإن الله سبحانه أراد أن ينوه بفضله، ويجعل هذه الآية منقبة له دون غيره، إذ لم يجعل للصدقة مقدارا معينا، ولو جعل لامكن أكثر الناس أن يتصدقوا، ففي ترك عملهم بها ونسخها دليل على أنها كانت منقبة له خاصة، لانه سبحانه عالم بما يكون قبل كونه، وعلم صدقات علي - صلوات الله عليه - وتقاعس غيره عنها، فأراد الله سبحانه إظهار فضله عند تقاعس غيره و " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " (7).

___________________________

(1) عنه البحار: 35 / 380 ح 8 والبرهان: 4 / 309 ح 11 و 12.

 (2) من صحيح الترمذي وتفسير الثعلبي: والمناقب، وفي نسخة " ج " الانباري بدل " الانمارى ".

 (3) في نسخة " ج " لى، وفي الترمذي والثعلبي والمناقب: فبى.

 (4) من المناقب.

 (5) من المناقب، وفيه " ولو لم أعمل بها - حين كان عملي بها سببا للتوبة عليهم - " بدل " ولو لم يعمل بها أحد ".

 (6) عنه البحار: 35 / 381 والبرهان: 4 / 310 ح 13، وأخرجه في البحار: 41 / 26 عن مناقب ابن شهر اشوب: 1 / 346 الا أن فيه قال: وزاد أبو القاسم الكوفى في الرواية: أن الله.. الخ، و أورد صدره الترمذي في سننه: 5 / 406 ح 3300.

 (7) سورة الحديد: 21.

 

[ 676 ]

وقوله تعالى: أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (22) 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا المنذر بن محمد، عن أبيه قال: حدثني عي ؟ الحسين بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن علي بن محمد بن بشر قال: قال محمد بن علي عليهما السلام - ابن الحنفية -: إنما حبنا أهل البيت شئ يكتبه الله في أيمن قلب العبد (1) ومن كتبه الله في قلبه لا يستطيع أحد محوه، أما سمعت الله سبحانه يقول (أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه) إلى آخر الآية ؟ فحبنا أهل البيت الايمان (2). 9 - وجاء من (3) طريق العامة ما رواه أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن حميد باسناده عن عيسى بن عبد الله بن محمد (4) بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جده، عن علي عليه السلام أنه قال: قال سلمان الفارسي: يا أبا الحسن ما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وآله إلا وضرب بين كتفي وقال: يا سلمان هذا وحزبه " هم المفلحون " (5).

___________________________

(1) في البحار: المؤمن.

 (2) عنه البحار: 23 / 366 ح 31، وص 389 ح 97 والبرهان: 4 / 312 ح 8.

 (3) في نسختي " ب، م " في.

 (4) في الاصل والبحار: 24: " عبيد الله " وما أثبتناه هو الصحيح، راجع كتب الرجال.

 (5) عنه البحار: 24 / 213 ح 5 وج 68 / 142 ذح 87، وأورده في البرهان: 4 / 312 ح 1 عن أبي نعيم.

 

[ 677 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335527

  • التاريخ : 28/03/2024 - 15:55

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net