00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الحجرات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 49 "

" سورة الحجرات " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (3) 1 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن أحمد، عن المنذر بن جفير (1) قال: حدثني أبي جفير (2) بن الحكيم، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن خراش قال: خطبنا علي عليه السلام في الرحبة ثم قال: إنه لما كان في زمان الحديبية خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أناس من قريش من أشراف أهل مكة فيهم سهيل بن عمرو قالوا: يا محمد أنت جارنا وحليفنا وابن عمنا وقد لحق بك أناس من ابنائنا وإخواننا وأقاربنا ليس بهم (3) التفقه في الدين، ولا رغبة فيما عندك، ولكن إنما خرجوا فرارا من ضياعنا وأعمالنا و أموالنا فارددهم علينا. فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر فقال له: انظر ما يقولون ؟ فقال: صدقوا يا رسول الله أنت جارهم فارددهم عليهم. قال: ثم دعا عمر فقال: مثل قول أبي بكر. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك: لا تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه للتقوى يضرب رقابكم على الدين. فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله ؟ قال: لا، فقام عمر فقال: أنا هو يارسول الله ؟

___________________________

(1) في نسخة " أ ": والبرهان: خنفر، وفي نسخة " م " خنف.

 (2) في نسختي " أ، م " والبرهان: خنفر، وفي الاصل: الحكم، والصحيح ما أثبتناه موافقا لكتب الرجال.

 (3) في البرهان واللوامع: فيهم.

 

[ 603 ]

قال: لا، ولكنه خاصف النعل. وكنت أخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: ثم التفت إلينا علي عليه السلام وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (1). وقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (6) 2 - تأويله: ذكره علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسيره صورة لفظه قال: سألته عن هذه الآية فقال: إن عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وآله: إن إبراهيم بن مارية ليس هو منك وإنما هو من جريح القبطي فإنه يدخل إليها [ في ] (2) كل يوم، فغضب النبي صلى الله عليه وآله وقال لعلي عليه السلام: خذ السيف وأتني برأس جريح القبطي. فأخذ السيف ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنك إذا بعثتني في أمر أكون فيه كالسفود المحمى في الوبر (فكيف تأمرني فيه اثبت فيه أم أمضي ؟) (3). فقال (له) (4) النبي صلى الله عليه وآله: بل تثبت. فجاء علي عليه السلام إلى مشربة أم إبراهيم (فرأى الباب مغلقا) (5) فتسلق عليها وهرب جريح وصعد النخلة [ فدنا ] (6) أمير المؤمنين فقال له: انزل. فقال: يا علي اتق الله ما هاهنا بأس (7) إني مجبوب. وكشف عن عورته [ فإذا هو مجبوب ] (8) وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وآله. فقال له: ما شأنك يا جريح ؟ فقال: إن القبط يجبون حشمهم ومن يدخل على أهاليهم، والقبطيون لا يأنسون إلا بالقبطي (9) فبعثني أبوها لادخل إليها وأخدمها وأؤنسها.

___________________________

(1) عنه البرهان: 4 / 204 ح 2 واللوامع: 399.

 (2) من المصدر.

 (3) في الاصل هكذا: أفامضى على ذلك يا رسول الله أم اثبت.

 (4) ليس في المصدر.

 (5) ليس في المصدر.

 (6) من المصدر.

 (7) في المصدر: أناس.

 (8) من المصدر.

 (9) في المصدر بالقبطيين.

 

[ 604 ]

(فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: الحمد لله الذي لم يزل يعافينا أهل البيت من سوء ما يلطخونا) (1) فأنزل الله عزوجل الآية (2). 3 - قال زرارة [ لابي جعفر عليه السلام ] (3): إن العامة يقولون: نزلت هذه الآية في الوليد ابن عقبة بن أبي معيط حين جاء (إلى) (4) النبي صلى الله عليه وآله فأخبره عن بني خزيمة أنهم كفروا بعد إسلامهم. فقال عليه السلام: يا زرارة أو ما علمت أنه (5) ليس من القرآن آية إلا ولها ظهر و بطن ؟ فهذا الذي في أيدي الناس ظهرها والذي حدثتك به بطنها (6). ولما نهاهم الله سبحانه عن اتباع قول الفاسق وأمرهم بالتثبت في الامر نبههم على أن فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأن أخبار الارض والسماء عنده فخذوا عنه ودعوا قول الفاسق. 4 - وفي رواية عبيدالله بن موسى، عن أحمد بن راشد، عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقتل القبطي وقد علم أنها كذبت عليه، أو لم يعلم ؟ ! وإنما رفع (7) الله القتل عن القبطي بتثبت علي عليه السلام. فقال: بلى (8) كان والله علم (9)، ولو كانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وآله ما انصرف علي عليه السلام حتى يقتله ولكن إنما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله لترجع عن ذنبها، فما رجعت ولا اشتد عليها قتل رجل مسلم بكذبها عليه. (10) انتهى.

___________________________

(1) لم نجده في المصدر.

 (2) إلى هنا نقلنا الحديث على نسخة " أ " الموافقة للمصدر وعبارات بقية النسخ تختلف عن هذا.

 (3) من نسخة " أ ".

 (4) ليس في نسخة " أ ".

 (5) في الاصل: أن.

 (6) تفسير القمى: 639 - إلى قوله: قال زرارة، وعنه البحار: 22 / 153 ح 8 والبرهان: 4 / 205 ح 2 وأخرج تمامه في البرهان: 4 / 205 ح 5 عن شرف الدين النجفي.

 (7) في المصدر: " يدفع ".

 (8) كذا في المصدر، وفي الاصل: بل.

 (9) في المصدر: " أعلم ".

 (10) تفسير القمى: 640 وعنه البحار: 22 / 154 ح 9 ونور الثقلين: 5 / 81 ح 9 والبرهان: 4 / 205 ح 4، وهذه الرواية نقلناها من نسخة " أ ".

 

[ 605 ]

قوله تعالى: واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون (7) 5 - تأويله: رواه محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم - قال: يعني به أمير المؤمنين عليه السلام - وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان) قال: الاول والثاني والثالث. (1) [ علي بن إبراهيم (رحمه الله)، عن محمد بن جعفر، عن يحيى بن زكريا، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله ] (2). وبيان ذلك: إنما كنى عن أمير المؤمنين عليه السلام بالايمان لانه لا إيمان إلا به وبولايته فهو اصل الايمان، والثلاثة أصل الكفر والفسوق والعصيان. ثم أخبر سبحانه عن الذين يحبون أصل الايمان ويقلون أصل الكفر والفسوق والعصيان (3) أن: أولئك هم الراشدون. وقوله تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (9) تأويله: ذكره علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسير قال: قال عزوجل: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية.

___________________________

(1) الكافي: 1 / 426 ذح 71 وعنه نور الثقلين: 5 / 82 ح 15 والبحار: 22 / 125 ح 96 وج 23 / 380 ح 67 وج 67 / 51 والبرهان: 4 / 206 ح 2.

 (2) تفسير القمى: 640 وعنه البحار: 8 / 210 (طبع الحجر) والبحار: 35 / 335 ح 1 والبرهان: 4 / 206 ح 6، وما بين المعقوفين نقلناه من نسخة " أ ".

 (3) ليس في نسخة " ج ".

 

[ 606 ]

6 - قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن منكم من يقاتل على التأويل من بعدي، كما قاتلت على التنزيل. فسئل النبي صلى الله عليه وآله من هو ؟ فقال: خاصف النعل. (1) وكان أمير المؤمنين عليه السلام يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله [ وهو من جملة حديث طويل رواه عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان إبن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام ] (2). وقوله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (13) 7 - تأويله: ذكره أبو علي الطبرسي (رحمه الله) قال: روى أبو بكر البيهقي بإسناده إلى عباية بن ربعي (3) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عزوجل جعل الخلق قسمين فجعلني في (4) خيرهم قسما وذلك قوله (وأصحاب اليمين) (وأصحاب الشمال) (5) فأنا من أصحاب اليمين وأنا (6) خير أصحاب اليمين. ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا وذلك قوله (فأصحاب الميمنة) (وأصحاب المشئمة) (والسابقون السابقون) (7) فأنا من السابقين وأنا خير السابقين. ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فأنا أتقى ولد آدم ولا فخر. ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في (8) خيرها بيتا، وذلك قوله عزوجل (إنما

___________________________

(1) في نسخة " ب " خاصف النعل بالحجرة.

 (2) تفسير القمى: 641 وعنه البحار: 100 / 17 ح 1 والبرهان: 4 / 207 ح 3 وأخرجه في البحار: 19 / 181 ح 30 والبرهان: 4 / 207 ح 2 عن الكافي: 5 / 11 ح 2 وفي البحار: 78 / 166 ح 3 عن تحف العقول: 289، وفي نور الثقلين: 5 / 28 ح 13 عن الخصال: 275، وما بين المعقوفين نقلناه من نسخة " أ ".

 (3) في نسخة " م " ربيعي.

 (4) في نسخة " ج " من.

 (5) سورة الواقعة: 27، 41.

 (6) في نسخة " ج " وأنا من خير.

 (7) سورة الواقعة: 8 - 10.

 (8) في نسخة " ج " من.

 

[ 607 ]

يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (1). فأنا وأهل بيتي مطهرون من الرجس والذنوب. (2) [ ورواه علي بن إبراهيم (رحمه الله) عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي، عن علي بن الحسين العبدي، عن ربيعة السعدي، عن حذيفة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ] (3). وقوله تعالى: إنما المؤمنون الذين ء امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون (15) 8 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن حفص بن غياث، عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس أنه قال: في قول الله عزوجل (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) قال ابن عباس: ذهب علي عليه السلام بشرفها وفضلها (4). وقال علي بن إبراهيم (رحمه الله): نزلت في أمير المؤمنين. عليه السلام (5) وقوله تعالى: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين (17) 9 - تأويله: ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في كتابه مصباح الانوار، بإسناده عن رجاله يرفعه إلى جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت عند رسول الله

___________________________

(1) سورة الاحزاب 33.

 (2) مجمع البيان: 9 / 138 وعنه نور الثقلين: 5 / 97 ح 87، وأخرجه في البحار: 16 / 315 ح 4 عن أمالى الصدوق: 503 ح 1.

 (3) تفسير القمى: 661 وعنه نور الثقلين: 5 / 96 ح 84 والبحار: 16 / 315 ح 5 والبرهان: 4 / 273 ح 1، وما بين المعقوفين نقلناه من نسخة " أ ".

 (4) عنه البحار: 23 / 389 ح 96 وج 36 / 160 ح 141 والبرهان: 4 / 215 ح 1.

 (5) تفسير القمى: 642 وعنه نور الثقلين: 5 / 103 ح 111 والبرهان: 4 / 215.

 

[ 608 ]

صلى الله عليه وآله في حفر الخندق، وقد حفر الناس وحفر علي عليه السلام. فقال له النبي صلى الله عليه وآله: بأبي من يحفر وجبرئيل يكنس التراب بين يديه ويعينه ميكائيل ولم يكن يعين أحدا قبله من الخلق. ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعثمان بن عفان: احفر. فغضب عثمان وقال: لا يرضى محمد أن أسلمنا على يده حتى يأمرنا بالكد. فأنزل الله على نبيه (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين) (1).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394592

  • التاريخ : 16/04/2024 - 14:01

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net