00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة ق 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 50 "

" سورة ق " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد (16) 1 - تأويله: جاء في تفسير أهل البيت عليهم السلام وهو ما روي عن محمد بن جمهور عن فضالة، عن أبان (2) عن عبد الرحمان، عن ميسر، عن بعض آل محمد، صلوات الله عليهم في قوله (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه) قال: هو الاول. وقال في (3) قوله تعالى (قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد) قال: هو زفر (4) وهذه الآيات إلى قوله (يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد) فيهما وفي أتباعهما، وكانوا أحق بها وأهلها (5).

___________________________

(1) (عنه البحار: 8 / 227 (طبع الحجر) وج 39 / 113 ح 22 وأخرجه في البرهان: 4 / 215 ح 1 عن مصباح الانوار: 325 (مخطوط).

 (2) في البحار: أيوب.

 (3) في نسخة " ج " في الثاني.

 (4) في نسخة " أ " الثاني.

 (5) عنه البحار: 8 / 224 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 219 ح 1.

 

[ 609 ]

[ وذكر علي بن إبراهيم (رحمه الله) مثله ] (1). وقوله تعالى: وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد (21) 2 - تأويله: ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (رحمه الله) بإسناده، عن رجاله، عن جابر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) قال: السائق: أمير المؤمنين عليه السلام، والشهيد: رسول الله صلى الله عليه وآله (2). ويؤيد هذا التأويل: قوله تعالى لهما: ألقيا في جهنم كل كفار عنيد (24) 3 - بيان ذلك ما ذكره أبو علي الطبرسي (رحمه الله) قال: روى أبو القاسم الحسكاني (3) بإسناده عن الاعمش قال: حدثنا أبو المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة يقول الله لي ولعلي: ألقيا في النار من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله تعالى (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) (4). 4 - وذكر الشيخ في أماليه: بإسناده عن رجاله، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عزوجل (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) قال: نزلت في وفي علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي، وشفعك يا علي وكساني وكساك يا علي، ثم قال لي ولك " ألقيا في جهنم كل " من أبغضكما وأدخلا الجنة من أحبكما، فان ذلك هو المؤمن (5). 5 - ويؤيده: ماروي بحذف الاسناد عن محمد بن حمران قال: سألت

___________________________

(1) تفسير القمى: 643، وما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 (2) عنه البحار: 23 / 352 ح 72 وج 36 / 71 ح 20، وأخرجه في البرهان: 4 / 222 ح 2 عن الحسن بن أبي الحسن الديلمى.

 (3) شواهد التنزيل: 2 / 190 ح 896.

 (4) مجمع البيان 9 / 147 وعنه البحار: 36 / 75 ونور الثقلين: 5 / 113 ح 35.

 (5) عنه البرهان: 4 / 227 ح 4 وأخرجه في البحار: 7 / 338 ح 26 وج 39 / 253 ح 23 وج 68 / 117 ح 43 عن أمالى الطوسى: 1 / 378.

 

[ 610 ]

أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) ؟ فقال: إذا كان يوم القيامة وقف محمد وعلي - صلوات الله عليهما وآلهما - على الصراط فلا يجوز عليه إلا من كان معه براءة. قلت: وما براءة ؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب والائمة من ولده عليهم السلام. وينادي مناد: يا محمد يا علي " ألقيا في جهنم كل كفار - بنبوتك (1) - عنيد " لعلي بن أبي طالب وولده عليهم السلام (2). 6 - وروى محمد بن العباس (رحمه الله) عن أحمد بن هوذة الباهلي، عن إبراهيم ابن إسحاق، عن عبد الله بن حماد، عن شريك قال: بعث إلينا الاعمش وهو شديد المرض، فأتيناه، وقد اجتمع عنده أهل الكوفة وفيهم أبو حنيفة وابن قيس الماصر (3) فقال لابنه: يا بني أجلسني. فأجلسه، فقال: يا أهل الكوفة إن أبا حنيفة وابن قيس الماصر (4) أتياني فقالا: إنك قد حدثت في علي ابن أبي طالب أحاديث فارجع عنها، فإن التوبة مقبولة ما دامت الروح في البدن. فقلت لهما: مثلكما يقول لمثلي هذا ؟ اشهدكم يا أهل الكوفة، فاني في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة: إني سمعت عطاء بن رياح يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عزوجل (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وعلي نلقي في جهنم كل من عادانا. فقال أبو حنيفة لابن قيس: قم بنا لا يجئ ما هو اعظم من هذا. فقاما وانصرفا (5). 7 - وورد في هذا التأويل خبر حسن وهو: ما روي بحذف الاسانيد عن عبد الله ابن مسعود أنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فسلمت، وقلت: يا رسول الله أرني الحق أنظر إليه عيانا.

___________________________

(1) ليس في نسخة " ب " والبحار.

 (2) عنه البحار: 36 / 72 ح 23 والبرهان: 4 / 227 ح 5.

 (3، 4) في نسخة " م " الماضي.

 (5) عنه البرهان: 4 / 226 ح 13.

 

[ 611 ]

فقال: يابن مسعود لج المخدع، فانظر ماذا ترى ؟ قال: فدخلت فإذا علي بن أبي طالب عليه السلام راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده وهو يقول " اللهم بحق محمد نبيك إلا ما غفرت للمذنبين من شيعتي " فخرجت لاخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك فوجدته راكعا وساجدا وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول " اللهم بحق علي وليك إلا ما غفرت للمذنبين من أمتي ". فأخذني الهلع، فأوجز صلى الله عليه وآله في صلاته وقال: يابن مسعود أكفر بعد إيمان ؟ فقلت: لا وعيشك يا رسول الله، غير أني نظرت إلى علي وهو يسأل الله تعالى بجاهك، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه، فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر ؟ فقال: يابن مسعود إن الله خلقني وخلق عليا والحسن والحسين عليهم السلام من نور قدسه، فلما أراد أن ينشئ الصنعة (1) فتق نوري وخلق منه السماوات والارض، وأنا والله أجل من السماوات والارض وفتق نور علي وخلق منه العرش والكرسي، وعلي والله أجل من العرش والكرسي وفتق نور الحسن وخلق منه الحور العين والملائكة، والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة. وفتق نور الحسين وخلق منه اللوح والقلم، والحسين والله أجل من اللوح والقلم، فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب. فضجت الملائكة ونادت: إلهنا وسيدنا بحق الاشباح التي خلقتها إلا ما فرجت عنا هذه الظلمة. فعند ذلك تكلم الله بكلمة أخرى، فخلق منها روحا، فاحتمل النور الروح، فخلق منه الزهراء فاطمة فأقامها أمام العرش، فأزهرت المشارق والمغارب، فلاجل

___________________________

(1) في البحار: خلقه.

 

[ 612 ]

ذلك سميت الزهراء. يابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لي ولعلي: أدخلا الجنة من أحبكما (1) وألقيا في النار من أبغضكما (2). والدليل على ذلك قوله تعالى (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد). فقلت: يا رسول الله من الكفار العنيد ؟ قال: الكفار من كفر بنبوتي، والعنيد من عاند علي بن أبي طالب (3). صلى الله عليهما وعلى ذريتهما في كل شارق وغارب صلاة باقية بقاء المشارق والمغارب. وقوله تعالى: إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد (37) 8 - جاء في تأويله حديث لطيف وخبر طريف، وهو ما نقله ابن شهر اشوب في كتابه مرفوعا، عن رجاله، عن ابن عباس أنه قال: أهدى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ناقتين عظيمتين سمينتين، فقال للصحابة (4): هل فيكم أحد يصلي ركعتين بوضوئهما وقيامهما وركوعهما وسجودهما وخشوعهما ولم يهتم فيهما بشئ من أمور الدنيا ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا، أهدي إليه إحدى هاتين الناقتين. فقالها مرة ومرتين وثلاثا فلم يجبه أحد من أصحابه (5). فقام إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أنا يا رسول الله أصلي ركعتين أكبر التكبيرة (6) الاولى إلى أن اسلم منها (7) لا احدث نفسي بشئ من أمر الدنيا.

___________________________

(1) في نسختي " ب، م " أحببتما.

 (2) في نسختي " ب، م " أبغضتما.

 (3) عنه البحار: 36 / 73 ح 24 وأخرجه في البرهان: 4 / 226 ح 14 عن السيد الرضى في المناقب الفاخرة، وفي البحار: 40 / 43 ح 81 عن الفضائل لابن شاذان: 128 والروضة له: 135 نحوه.

 (4) في نسخة " ج " لاصحابه.

 (5) في البرهان: " الصحابة ".

 (6) كذا في البحار، وفي الاصل: تكبيرة.

 (7) في نسخة " ب " منهما.

 

[ 613 ]

فقال: يا علي صل، صلى الله عليك. قال: فكبر أمير المؤمنين عليه السلام ودخل في الصلاة، فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: أعطه إحدى الناقتين. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أنا شارطته على أن يصلي ركعتين لا يحدث فيهما نفسه بشئ من أمر الدنيا أن أعطيه إحدى الناقتين، وإنه جلس في التشهد فتفكر (1) في نفسه أيهما يأخذ ؟ فقال جبرئيل: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: تفكر أيهما يأخذ أسمنهما فينحرها في سبيل الله ويتصدق بها لوجه الله تعالى، وكان تفكره لله عزوجل لا لنفسه ولا للدنيا. فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وأعطاه كلتيهما، فنحرهما وتصدق بهما، فأنزل الله تعالى فيه (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) يعني به أمير المؤمنين عليه السلام أنه خاطب نفسه في صلاته لله تعالى، لم يتفكر فيها بشئ من أمر الدنيا (2). وهذا هو سبيل الاخلاص والعصمة، لم تتفق هاتان الخصلتان في أحد من الصحابة والقرابة إلا فيه وفي المعصومين من بنيه. صلوات الله وسلامه عليهم في كل زمان وما يليه، ما دار الفلك الجاري على مجاريه وسبحه موحدا هو والحلول فيه.

___________________________

(1) في نسخة " ج " ففكر.

 (2) عنه البحار: 36 / 161 ح 142، وأخرجه في البرهان: 4 / 228 ح 3 عن مناقب ابن شهر اشوب: 1 / 302.

 

[ 614 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22216373

  • التاريخ : 3/02/2025 - 22:48

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net