[ 1429 ]
سورة الطارق [ مكية، وهي سبع عشرة آية ]
بسم الله الرحمن الرحيم (والسماء والطارق): الكوكب الذي يبدو بالليل. (وما أدراك ما الطارق). (النجم الثاقب): المضئ، كأنه يثقب الأفلاك بضوئه فينفذ فيه. ورد: (إنه قال لرجل من أهل اليمن: ما زحل عندكم في النجوم ؟ قال اليماني: نجم نحس. فقال: لا تقولن هذا، فإنه نجم أمير المؤمنين عليه السلام وهو نجم الأوصياء، و هو النجم الثاقب، الذي قال الله في كتابه. فقال له اليماني: فما يعني بالثاقب ؟ قال: لأن مطلعه في السماء السابعة، وأنه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا، فمن ثم سماه الله النجم الثاقب) (2). (إن كل نفس لما عليها حافظ) جواب القسم، و (لما) بمعنى إلا، و (إن) نافية، وعلى قراءة تخفيف الميم (ما) مزيدة و (إن) هي المخففة. القمي: حافظ: الملائكة (3).
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - الخصال 2: 489، الحديث: 68، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - القمي 2: 415.(*)
[ 1430 ]
(فلينظر الأنسان مم خلق) ليعلم صحة إعادته، فلا يملي على حافظه إلا ما ينفعه في عاقبته. (خلق من ماء دافق) القمي: النطفة التي تخرج بقوة (1). (يخرج من بين الصلب والترائب): من بين صلب الرجل وترائب المرأة، وهي عظام صدرها. إنه على رجعه لقادر: كما خلقه من نطفة يقدر أن يرده إلى الدنيا وإلى القيامة (2). (يوم تبلى السرائر): تختبر وتتعرف، وتتميز بين ما طاب منها وما خبث القمي: تكشف عنها (3). ورد: إنه سئل: ما هذه السرائر التي ابتلى الله بها العباد في الاخرة ؟ فقال: (سرائر كم هي أعمالكم من الصلاة والصيام والزكاة والوضوء والغسل من الجنابة وكل مفروض لأن الأعمال كلها سرائر خفية، فإن شاء الرجل قال: صليت ولم يصل، وإن شاء قال: توضأت ولم يتوضأ، فذلك قوله: (يوم تبلى السرائر) (4). (فما له): فما للأنسان (من قوة ولا ناصر) القمي مقطوعا: ماله من قوة يقوى بها على خالقه، ولا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوءا (5). (والسماء ذات الرجع) قيل: ترجع في كل دورة إلى الموضع الذي تحركت عنه (6). والقمي: ذات المطر (7). قيل: إنما سمي المطر رجعا وأوبا، لأن الله يرجعه وقتا فوقتا (8).
__________________________
1 و 2 - القمي 2: 415.
(3) - القمي 2: 415.
(4) - مجمع البيان 9 - 10: 472، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(5) - القمي 2: 416، عن أبي بصير.
(6) - البيضاوي 5: 181.
(7) - القمي 2: 416.
(8) - الكشاف 4: 242، البيضاوي 5: 181.(*)
[ 1431 ]
(والأرض ذات الصدع) القمي: ذات النبات (1). أقول: يعني تتصدع بالنبات وتشق بالعيون. (إنه لقول فصل) قال: (يعني إن القرآن يفصل بين الحق والباطل، بالبيان عن كل واحد منهما) (2). (وما هو بالهزل) فإنه جد كله. (إنهم يكيدون كيدا) في إبطاله وإطفاء نوره. (وأكيد كيدا): وأقابلهم بكيدي في استدراجهم وانتقامي منهم، بحيث لايحتسبون. (فمهل الكافرين) فلا تشتغل بالانتقام منهم، ولا تستعجل بإهلاكهم (أمهلهم رويدا): إمهالا يسيرا. القمي: دعهم قليلا (3).
__________________________
(1) - القمي 2: 416.
(2) - مجمع البيان 9 - 10: 472، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - القمي 2: 416.(*)