[ 1426 ]
سورة البروج [ مكية، وهي اثنتان وعشرون آية ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (والسماء ذات البروج) يعني البروج الاثنى عشر، وقد سبق بيانها في الحجر (2). (واليوم الموعود) قال: (يوم القيامة) (3). (وشاهد ومشهود) قال: (النبي وأمير المؤمنين عليهما السلام) (4). وفي رواية: (أما الشاهد فمحمد، لقوله: (إنا أرسلناك شاهدا) (5) وأما المشهود فيوم القيامة، لقوله: (وذلك يوم مشهود) (6) (7). وفي أخرى: (الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة) (8).
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - ذيل الاية: 16.
(3) - معاني الأخبار: 299، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام، الحديث: 6، عن أحدهما عليهما السلام.
(4) - الكافي 1: 425، الحديث: 69، معاني الأخبار: 299، الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(5) - الأحزاب(33): 44، الفتح(48): 8.
(6) - هود(11): 105.
(7) - مجمع البيان 9 - 10: 466، عن حسن بن علي عليهما السلام.
(8) - المصدر، عن النبي والباقر والصادق صلوات الله عليهم، معاني الأخبار: 299، الحديث: 2، عن(*)
[ 1427 ]
وفي أخرى: (الشاهد: يوم عرفة، والمشهود: يوم القيامة) (1). (قتل أصحاب الأخدود) أي: الخد، وهو الشق في الأرض. (النار ذات الوقود). (إذ هم عليها قعود): على جوانبها قاعدون. (وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود). (وما نقموا): وما أنكروا (منهم إلا أن يؤمنوا): إلا لأن يؤمنوا (بالله العزيز الحميد). (الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شئ شهيد). ورد: (إن الله بعث رجلا حبشيا نبيا - وهم حبشة - فكذبوه، فقاتلهم، فقتلوا أصحابه وأسروه وأسروا أصحابه، ثم بنوا له حيرا ثم ملؤوه نارا، ثم جمعوا الناس فقالوا: من كان على ديننا وأمرنا فليعتزل، ومن كان على دين هؤلاء فليرم نفسه في النار معه، فجعل أصحابه يتهافتون في النار ! فجاءت إمرأة معها صبي لها ابن شهر، فلما هجمت هابت ورقت على ابنها، فناداها الصبي: لا تهابي وارمي بي وبنفسك في النار، فإن هذا والله في الله قليل. فرمت بنفسها في النار وصبيها، وكان ممن تكلم في المهد) (2). وفيه رواية أخرى (3). (إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات): بلوهم بالأذى (ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم) بكفرهم (ولهم عذاب الحريق): الزائد في الأحراق بفتنتهم. وقيل: أريد بالذين فتنوا أصحاب الأخدود، وبالعذاب الحريق ما روي: (إن النار انقلبت على أصحاب الأخدود فأحرقتهم) (4).
__________________________
(1) - معاني الأخبار: 299، الحديث: 5، عن أبي جعفر عليه السلام.
(2) - مجمع البيان 9 - 10: 465، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) - المصدر، 464 - 465، عن النبي صلى الله عليه وآله، المحاسن(للبرقي): 250، الحديث: 262، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - الكشاف 4: 238، البيضاوي 5: 180.(*)
[ 1428 ]
(إن الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير). (إن بطش ربك لشديد): مضاعف عنفه، فإن البطش أخذ بعنف. (إنه هو يبدئ): يبدئ الخلق (ويعيد). (وهو الغفور الودود) لمن تاب وأطاع. (ذو العرش المجيد). (فعال لما يريد). (هل أتاك حديث الجنود). (فرعون وثمود). أريد بفرعون هو وقومه. والمعنى: قد عرفت تكذيبهم للرسل وما حاق بهم، فتسل واصبر على تكذيب قومك، وحذرهم مثل ما أصابهم. (بل الذين كفروا في تكذيب) لا يرعوون عنه. (والله من ورائهم محيط) لا يفوتونه. (بل هو قران مجيد): بل هذا الذي كذبوا به كتاب شريف، وحيد في النظم والمعنى. (في لوح محفوظ) من التحريف والتبديل.