00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الطور 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1213 ]

سورة الطور [ مكية، وهي تسع وأربعون آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (والطور) *: طور سينين، وهو جبل بمدين، سمع فيها موسى كلام الله. * (وكتاب مسطور) *. * (في رق منشور) *. الرق: الجلد الذي يكتب فيه، استعير لما كتب فيه. وفي التنكير تعظيم، وإشعار بأنهما ليسا من المتعارف بين الناس. * (والبيت المعمور) *. ورد: (إن الله وضع تحت العرش أربع أساطين وسماهن الضراح، وهو البيت المعمور، وقال للملائكة: طوفوابه) 2. وفي رواية: (ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه أبدا) 3. * (والسقف المرفوع) * قال: (السماء) 4. * (والبحر المسجور) *: الموقد، القمي: يسجر يوم القيامة 5.

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 - مجمع البيان 1 - 2: 207، عن أبي جعفر عليه السلام. 3 و 4 - المصدر 9 - 10: 163، عن أمير المؤمنين عليه السلام. 5 - القمي 2: 331.(*)

[ 1214 ]

وروي: (إن الله يجعل يوم القيامة البحار نارا يسجر بها جهنم) 1. * (إن عذاب ربك لواقع) * جواب القسم باقسامه. * (ما له من دافع) *. * (يوم تمور السماء مورا) *: تضطرب. * (وتسير الجبال سيرا) * القمي: أي: تسير مثل الريح 2. وفي رواية: (يعني تبسط) 3. * (فويل يومئذ للمكذبين) *. * (الذين هم في خوض يلعبون) *: يخوضون في المعاصي. * (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) *: يدفعون بعنف. * (هذه النار التي كنتم بها تكذبون) *. * (أفسحر هذا أي: كنتم تقولون للوحي: هذا سحر، فهذا المصداق أيضا سحر ؟ ! * (أم أنتم لا تبصرون) * كما كنتم لا تبصرون في الدنيا ما يدل عليه، وهو تقريع وتهكم. * (إصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون) *. * (إن المتقين في جنات ونعيم) *. * (فاكهين) *: ناعمين متلذذين * (بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم) *. * (كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون) *. * (متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين) *. * (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) *. قال: (قصرت الأبناء عن عمل الآباء، فالحقوا الأبناء بالآباء، لتقر بذلك أعينهم) 4.

__________________________

1 - الكشاف 4: 23، البيضاوي 5: 99. 2 - القمي 2: 332. 3 - المصدر: 252، ذيل الآية: 68 من سورة الزمر، عن علي بن الحسين عليهما السلام. 4 - الكافي 3: 249، الحديث: 5، من لا يحضره الفقيه 3: 316، الحديث: 1537، التوحيد: 394، الباب: 61،(*)

[ 1215 ]

وفي رواية: (أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة) 1. * (وما ألتناهم من عملهم من شئ) *: وما نقصناهم بهذا الألحاق، بل نتفضل عليهم. قال: (الذين آمنوا النبي وأمير المؤمنين وذريته الأئمة والأوصياء عليهم السلام ألحقنا بهم، ولم ننقص ذريتهم الحجة التي جاء بها محمد في علي، وحجتهم واحدة، وطاعتهم واحدة) 2. * (كل امرئ بما كسب رهين) * فإن عمل صالحا فكه، وإلا أهلكه. * (وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون) * وقتا بعد وقت. * (يتنازعون فيها) *: يتعاطون هم وجلساؤهم بتجاذب * (كأسا) *: خمرا * (لا لغو فيها ولا تأثيم) *: لا يتكلمون بلغو الحديث في أثناء شربها، ولا يفعلون ما يؤثم به فاعله، كما هو عادة الشاربين في الدنيا. * (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون) *: مصون في الصدف من بياضهم وصفائهم. ورد: (والذي نفسي بيده: إن فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب) 3. * (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. * (قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين) *. القمي: أي: خائفين من العذاب 4. * (فمن الله علينا) * بالرحمة * (ووقانا عذاب السموم) * القمي: الحر الشديد 5.

__________________________

الحديث: 7، عن أبي عبد الله عليه السلام. 1 - مجمع البيان 9 - 10: 166، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفي القمي 2: 332، عنه عليه السلام ما يقرب منه. 2 - الكافي 1: 275، الحديث: 1، القمي 2: 332، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - مجمع البيان 9 - 10: 166، عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 4 و 5 - القمي 2: 332.(*)

[ 1216 ]

* (إنا كنا من قبل) * في الدنيا * (ندعوه) *: نعبده * (إنه هو البر الرحيم) *. * (فذكر) *: فاثبت على التذكير، ولا تكترث بقولهم * (فما أنت بنعمة ربك) *: بحمد الله وإنعامه * (بكاهن ولا مجنون) * كما يقولون. * (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون) *: ما يقلق النفوس من حوادث الدهر. * (قل تربصوا فإني معكم من المتربصين) *: أتربص هلاككم، كما تتربصون هلاكي. * (أم تأمرهم أحلامهم) *: عقولهم، القمي: لم يكن في الدنيا أحلم من قريش 1. * (بهذا) *: بهذا التناقض في القول، فإن الكاهن يكون ذا فطنة ودقة نظر، والمجنون مغطى عقله، والشاعر يكون ذا كلام مخيل موزون، ولا يتأتى ذلك من المجنون. * (أم هم قوم طاغون) *: مجاوزون الحد في العناد. * (أم يقولون تقو له) *: اختلقه من تلقاء نفسه * (بل لا يؤمنون) * فيرمون بهذه المطاعن لكفرهم وعنادهم. * (فليأتوا بحديث مثله) *: مثل القرآن * (إن كانوا صادقين) *. * (أم خلقوا من غير شئ) *: أم أحدثوا وقدروا من غير محدث ومقدر، فلذلك لا يعبدونه ؟ ! * (أم هم الخالقون) *: أم خلقوا أنفسهم ؟ ! * (أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون) * إذ لو أيقنوا لما أعرضوا عن عبادته. * (أم عندهم خزائن ربك) *: خزائن علمه ورزقه، حتى يختاروا للنبوة، ويرزقوها من شاؤوا * (أم هم المصيطرون) *: الغالبون على الأشياء، يدبرونها كيف شاؤوا. * (أم لهم سلم) *: مرقاة إلى السماء * (يستمعون فيه) *: صاعدين فيه إلى كلام الملائكة، وما يوحى إليهم من علم الغيب، حتى يعلموا ما هو كائن * (فليأت مستمعهم بسلطان مبين) *: بحجة واضحة، تصدق استماعة.

__________________________

1 - المصدر: 333.(*)

[ 1217 ]

* (أم له البنات ولكم البنون) * حيث قالوا: إن الملائكة بنات الله. فيه تسفيه لهم، وإشعار بأن من هذا رأيه لا يعد من العقلاء، فضلا أن يترقى بروحه إلى عالم الملكوت، فيتطلع على الغيوب. * (أم تسألهم أجرا فهم من مغرم) *: من التزام غرم * (مثقلون) * فلذلك زهدوا في اتباعك. * (أم عندهم الغيب فهم يكتبون) * منه. * (أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون) *: هم الذين يحيق بهم الكيد. * (أم لهم إله غير الله) * يعينهم ويحرسهم من عذابه * (سبحان الله عما يشركون. * (وإن يروا كسفا) *: قطعة * (من السماء ساقطا يقولوا) * من فرط طغيانهم وعنادهم * (سحاب مركوم) *: هذا سحاب تراكم بعضها على بعض. وهو جواب قولهم:) فأسقط علينا كسفا من السماء 1. * (فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) *. * (يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون) *. * (وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك) *: دون عذاب الآخرة. القمي: عذاب الرجعة بالسيف 2. * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) *. * (واصبر لحكم ربك) * في إمهالهم وإبقائك في عنائهم * (فإنك بأعيننا) *: في حفظنا وحرزنا، بحيث نراك ونكلؤك 3. وجمع العين مبالغة بكثرة أسباب الحفظ. * (وسبح بحمد

__________________________

1 - الشعراء(26): 187. 2 - القمي 2: 333. 3 - كلأك الله كلاءة، أي حفظك وحرسك. كتاب العين 5: 407(كلأ).(*)

[ 1218 ]

ربك حين تقوم القمي: لصلاة الليل 1. * (ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم) *: وإذا أدبرت النجوم من آخر الليل. قال: (يعني الركعتين قبل صلاة الفجر) 2.

__________________________

1 - القمي 2: 333. 2 - الكافي 3: 444، الحديث: 11، عن أبي جعفر عليه السلام، القمي 2: 333، عن الرضا عليه السلام، مجمع البيان 9 - 10: 170، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وفيه أيضا: 150، عن علي بن أبي طالب وحسن بن علي، عن رسول الله صلوات الله عليهم.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402937

  • التاريخ : 19/04/2024 - 18:27

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net