00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الذاريات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1206 ]

سورة الذاريات [ مكية، وهي ستون آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (والذاريات ذروا) * قال: (الريح) 2. * (فالحاملات وقرا) * قال: (السحاب) 3. * (فالجاريات يسرا) * قال: (السفن) 4. * (فالمقسمات أمرا) * قال: (الملائكة) 5. القمي: وهو قسم كله 6. * (إنما توعدون لصادق) *. * (وإن الدين لواقع) * جواب القسم، والدين: الجزاء. * (والسماء ذات الحبك) * قال: (ذات الحسن والزينة) 7. وفي رواية قال: (هي محبوكة إلى الأرض، وشبك بين أصابعه) (8). يعني على كل

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 إلى 5 - القمي 2: 327، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام، الاحتجاج 1: 386، عن أمير المؤمنين عليه السلام. 6 - القمي 2: 327. 7 - مجمع البيان 9 - 10: 153، عن أمير المؤمنين عليه السلام. 8 - القمي 2: 328، مجمع البيان 9 - 10: 153، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.(*)

[ 1207 ]

أرض سماء، وعلى كل سماء أرض، ويأتي بيانه في سورة الطلاق 1. * (إنكم لفي قول مختلف قال: (في أمر الولاية) 2. * (يؤفك عنه من أفك) *: يصرف عنه من صرف. قال: (من أفك عن الولاية أفك عن الجنة) 3. * (قتل الخراصون) *: الكذابون. القمي: الذين يخرصون الدين بآرائهم من غير علم ولا يقين 4. * (الذين هم في غمرة) *: في جهل وضلال يغمرهم * (ساهون) *: غافلون عما أمروا به * (يسألون أيان يوم الدين) *: متى يكون يوم الجزاء ؟. * (يوم هم على النار يفتنون) *: يحرقون ويعذبون. * (ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون) *. * (إن المتقين في جنات وعيون) *. * (آخذين ما آتاهم ربهم) *: قابلين له، راضين به. ومعناه: أن كل ما آتاهم حسن مرضي متلقى بالقبول. * (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين) *: قد أحسنوا أعمالهم، فهم مستحقون لذلك. * (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون) *: ينامون. قال: (كانوا أقل الليالي يفوتهم 5، لا يقومون فيها) 6. وفي رواية: (كان القوم ينامون، ولكن كلما انقلب أحدهم قال: الحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) 7.

__________________________

1 - ذيل الآية: 12. 2 و 3 - الكافي 1: 422، الحديث: 48، عن أبي جعفر عليه السلام. 4 - القمي 2: 329. 5 - في المصدر:(تفوتهم). 6 - الكافي 3: 446، الحديث: 18، التهذيب 2: 336، الحديث: 1386، عن أبي عبد الله عليه السلام. 7 - التهذيب 2: 335، الحديث: 1384، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1208 ]

* (وبالاسحار هم يستغفرون) * قال: (كانوا يستغفرون في الوتر، في آخر الليل سبعين مرة) 1. * (وفي أموالهم حق) *: نصيب، يستوجبونه على أنفسهم تقربا إلى الله، وإشفاقا على الناس * (للسائل والمحروم) *. قال: (المحروم: المحارف 2 الذي قد حرم كد يده في الشراء والبيع) 3. وفي رواية: (الذي ليس بعقله بأس، ولا يبسط له في الرزق، وهو محارف) 4. * (وفي الأرض آيات للموقنين) *: دلائل تدل على عظمة الله وعلمه، وكمال قدرته وفرط رحمته. * (وفي أنفسكم) * أي: آيات. قال: (يعني أنه خلقك سميعا بصيرا، تغضب وترضى وتجوع وتشبع، وذلك كله من آيات الله) 5. وسئل أمير المؤمنين عليه السلام: بما عرفت ربك ؟ قال: (بفسخ العزائم ونقض الهمم، لما أن هممت فحال بيني وبين همي، وعزمت فخالفت القضاء عزمي، علمت أن المدبر غيري) 6. * (أفلا تبصرون) *: تنظرون نظر من يعتبر. * (وفي السماء رزقكم وما توعدون. القمي: المطر ينزل من السماء فتخرج به أقوات العالم من الأرض، وما توعدون من أخبار الرجعة والقيامة، والأخبار التي في السماء 7.

__________________________

1 - التهذيب 2: 130، الحديث: 498، مجمع البيان 9 - 10: 155، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 - المحارف: المحدود المدبر، وهو خلاف قولك: مبارك. كتاب العين 3: 210، الصحاح 4: 1342(حرف). 3 - الكافي 3: 500، الحديث: 12، التهذيب 4: 108، الحديث: 312، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - المصدر، ذيل الحديث: 12، التهذيب 4: 108، الحديث: 313، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام. 5 - مجمع البيان 9 - 10: 156، عن أبي عبد الله عليه السلام. 6 - الخصال 1: 33، الحديث: 1، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، التوحيد: 288، الباب: 41، الحديث: 6، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام، وجاء صدر الحديث في نهج البلاغة: 511، الحكمة: 250. 7 - القمي 2: 330.(*)

[ 1209 ]

وسئل عن أرزاق الخلائق ؟ فقال: (في السماء الرابعة، تنزل بقدر، وتبسط بقدر) 1. * (فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) * أي: مثل نطقكم، كما أنه لا شك لكم في أنكم تنطقون، ينبغي أن لا تشكوا في تحقق ذلك. * (هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين. * (إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام) * عدل به إلى الرفع لقصد الثبات، حتى يكون تحيته أحسن من تحيتهم، * (قوم منكرون) * أي: أنتم قوم منكرون. * (فراغ إلى أهله) *: فذهب إليهم في خفية من ضيفه، فإن من أدب المضيف أن يبادر بالقرى، حذرا من أن يكفه الضيف، أو يصير منتظرا. * (فجاء بعجل سمين) * إذ كان عامة ماله البقر. * (فقربه إليهم قال ألا تأكلون) *. * (فأوجس منهم خيفة) *: فأضمر منهم خوفا لما رآى من إعراضهم عن طعامه، لظنه أنهم جاؤوه لشر. * (قالوا لا تخف) * إنا رسل ربك * (وبشروه بغلام) * هو إسحاق * (عليم) *: يكمل علمه إذا بلغ. * (فأقبلت امرأته) *: سارة * (في صرة) * قال: (في جماعة) 2. * (فصكت وجهها) * قيل: لطمته تعجبا 3. والقمي: أي: غطته 4. * (وقالت عجوز عقيم) * أي: أنا عجوز عجوز عاقر، فكيف ألد ؟ ! * (قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم) *. * (قال فما خطبكم أيها المرسلون) * لما علم أنهم ملائكة، وأنهم لا ينزلون

__________________________

1 - القمي 2: 271، في ذيل الآية: 7 من سورة الشورى، عن حسن بن علي عليهما السلام. 2 - مجمع البيان 9 - 10: 157، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - المصدر، عن الكلبي ومقاتل، الكشاف 4: 18، البيضاوي 5: 97. 4 - القمي 2: 330.(*)

[ 1210 ]

مجتمعين إلا لأمر عظيم، سأل عنه. * (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين) * يعنون قوم لوط. * (لنرسل عليهم حجارة من طين) * أي: السجيل، فإنه طين متحجر. * (مسومة: مرسلة أو معلمة * (عند ربك للمسرفين) *: المجاوزين الحد في الفجور. * (فأخرجنا من كان فيها) *: في قرى قوم لوط * (من المؤمنين) *. * (فما وجدنا فيها غير بيت) *: أهل بيت * (من المسلمين) * قال: (هي منزل لوط) 1. * (وتركنا فيها آية) *: علامة * (للذين يخافون العذاب الأليم) *. * (وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين) *. * (فتولى بركنه) *: فأعرض بما يتقوى به من جنوده * (وقال ساحر أو مجنون) *. * (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم) *: آت بما يلام عليه، من الكفر والعناد. * (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) *. سميت عقيما لأنها أهلكتهم وقطعت دابرهم، أو لأنها لم تتضمن منفعة. ورد: (الرياح خمسة، منها الريح العقيم، فتعوذوا بالله من شرها) 2. * (ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم) *: كالرماد. * (وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين) *: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام. * (فعتوا عن أمر ربهم) *: فاستكبروا عن امتثاله * (فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون) *. * (فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين) *: ممتنعين منه. * (وقوم نوح من قبل إنهم كانوا قوما فاسقين) *: خارجين عن الاستقامة. * (والسماء بنيناها بأيد) *: بقوة * (وإنا لموسعون) * قيل: أي: لقادرون، من الوسع

__________________________

1 - علل الشرائع 2: 548، الباب: 340، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، بالمضمون. 2 - من لا يحضره الفقيه 1: 345، الحديث: 1527، عن أمير المؤمنين عليه السلام، وفيه:(فنعوذ بالله من شرها).(*)

[ 1211 ]

بمعنى الطاقة، أو لموسعون السماء 1. * (والأرض فرشناها) *: مهدناها لتستقروا عليها * (فنعم الماهدون) * نحن. * (ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) *. قال: (بمضادته بين الأشياء عرف أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة، واليبس بالبلل، والخشن باللين، والصرد بالحرور، مؤلفا بين متعادياتها، مفرقا بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها، وذلك قوله،) ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون (ففرق بين قبل وبعد، ليعلم أن لا قبل له ولا بعد) الحديث 2. * (ففرواإلى الله) * قال: (حجواإلى الله) 3. والحج القصد والقدوم. قيل: أي: فروا من عقابه إلى الأيمان والتوحيد وملازمة الطاعة 4. * (إني لكم منه نذير مبين) *. * (ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين) *. كرره للتأكيد، أو الأول مرتب على ترك الإيمان والطاعة، والثاني على الإشراك. * (كذلك) * إشارة إلى تكذيبهم وتسميتهم الرسول ساحراأو مجنونا * (ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون) *. * (أتواصوا به) * أي: كأن الأولين والآخرين منهم أوصى بعضهم بعضا بهذا القول، حتى قالوه جميعا. * (بل هم قوم طاغون) * إضراب عن كونه تواصيا إلى أن الجامع لهم على هذا القول مشاركتهم في الطغيان الحامل عليه. * (فتول عنهم) *: فأعرض عن مجادلتهم بعد ما كررت عليهم الدعوة، فأبوا إلا الأصرار

__________________________

1 - البيضاوي 5: 97. 2 - الكافي 1: 139، ذيل الحديث: 4، عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام. 3 - الكافي 4: 256، الحديث: 21، معاني الأخبار: 222، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام، وفي مجمع البيان 9 - 10: 160، عن أبي عبد الله عليه السلام ما يقرب منه. 4 - البيضاوي 5: 98.(*)

[ 1212 ]

والعناد. * (فما أنت بملوم) * على الإعراض بعد بذل جهدك في البلاغ. * (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) *: فإنها تزداد بصيرة. قال: (أراد هلاكهم، ثم بدا لله فقال:) وذكر) 1. وعن أمير المؤمنين عليه السلام: (لما نزلت) فتول عنهم (لم يبق أحد منا إلا أيقن بالهلكة، فلما نزل) وذكر (الآية طابت أنفسنا 2). * (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * قال: (خلقهم ليأمرهم بالعبادة) 3. والقمي: خلقهم للأمر والنهي والتكليف، ليست خلقة جبر أن يعبدوه، ولكن خلقة اختيار، ليختبرهم بالأمر والنهي ومن يطع الله ومن يعصي 4. وفي رواية: (ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، وإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة من سواه، قيل: فما معرفة الله ؟ قال: معرفة أهل كل زمان إمامهم الذي تجب عليهم طاعته) 5. * (ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) * كما هو شأن السادة مع عبيدهم، فإنهم إنما يملكونهم ليستعينوا بهم في تحصيل معايشهم، تعالى الله عن ذلك. * (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) *. * (فإن للذين ظلموا ذنوبا) *: نصيبا من العذاب * (مثل ذنوب أصحابهم) *: مثل نصيب نظرائهم من الأمم السالفة * (فلا يستعجلون) * القمي: العذاب 6. * (فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون) *: من يوم القيامة، أو الرجعة.

__________________________

1 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 181، الباب: 13، ذيل الحديث: 1. 2 - مجمع البيان 9 - 10: 161، عن أمير المؤمنين عليه السلام. 3 - علل الشرائع 1: 13، الباب: 9، الحديث: 10، العياشي 2: 164، الحديث: 83، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - القمي 2: 331. 5 - علل الشرائع 1: 9، الباب: 9، الحديث: 1، عن أبي عبد الله، عن حسين بن علي عليهم السلام. 6 - لم نعثر عليه في تفسير القمي المطبوع، ولعله سقط من النساخ، لأنه بعينه موجود في النسخة المخطوطة من تفسير القمي، الموجودة في مكتبة الأعلام الإسلامي، تحت رقم: 26818.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21338737

  • التاريخ : 29/03/2024 - 11:33

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net