00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة ق 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1198 ]

سورة ق [ مكية، وهي خمس وأربعون آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (ق والقران المجيد) *. قال: (ق جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر، فخضرة السماء من ذلك الجبل) 2. وفي رواية: (وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها) 3. والقمي: جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج 4. * (بل عجبوا) * يعني قريشا * (أن جاءهم منذر منهم) * يعني رسول الله * (فقال الكافرون هذا شئ عجيب. * (أإذا متنا أي: أنرجع إذا متنا ؟ ! * (وكنا ترابا ذلك رجع بعيد) *. القمي: نزلت في أبي بن خلف، قال لأبي جهل: تعال إلي لأعجبك من محمد، ثم أخذ عظما ففته ثم قال: يا محمد تزعم أن هذا يحيى ؟ ! 5 * (قد علمنا ما تنقص الأرض منهم) *: ما تأكل الأرض من أجساد موتاهم * (وعندنا

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 و 3 - معاني الأخبار: 22، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - القمي 2: 323. 5 - القمي 2: 323.(*)

[ 1199 ]

كتاب حفيظ. * (بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج) *: مضطرب، فتارة يقولون: إنه شاعر، وتارة إنه ساحر، وتارة إنه كاهن، إلى غير ذلك. * (أفلم ينظروا) * حين كفروا بالبعث * (إلى السماء فوقهم) *: إلى آثار قدرة الله في خلق العالم * (كيف بنيناها) *: رفعناها بلا عمد * (وزيناها) * بالكواكب * (وما لها من فروج) *: فتوق، بأن خلقها ملساء، متلاصقة الطباق. * (والأرض مددناها) *: بسطناها * (وألقينا فيها رواسي) *: جبالا ثوابت * (وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج) *: من كل صنف حسن. * (تبصرة وذكرى لكل عبد منيب) *: راجع إلى ربه، متفكر في بدائع صنعه. * (ونزلنا من السماء ماء مباركا) *: كثير المنافع. قال: (ليس من ماء في الأرض إلا وقد خالطه ماء السماء) 1. * (فأنبتنا به جنات) *: أشجارا وأثمارا * (وحب الحصيد) *: وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد، كالبر والشعير. * (والنخل باسقات) *: مرتفعات أو حوامل، وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها، وكثرة منافعها * (لها طلع نضيد) *: منضود بعضه فوق بعض. * (رزقا للعباد وأحيينا به) *: بذلك الماء * (بلدة ميتا) *: أرضا جدبة لا نماء فيها * (كذلك الخروج) *: كما أنزلنا الماء من السماء، وأخرجنا به النبات من الأرض، وأحيينا البلدة الميت، يكون خروجكم أحياء بعد موتكم. وهو جواب لقولهم:) أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد (. * (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس) * الذين رسوا نبيهم في الأرض. أي: دسوه 2، كما سبق في الفرقان 3. وثمود) *.

__________________________

1 - الكافي 6: 387، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.، عن رسول الله صلى الله عليه وآله. 2 - دسست الشئ في التراب أدسه: أخفيته فيه. الصحاح 3: 928(دسس). 3 - ذيل الآية: 38.(*)

[ 1200 ]

* (وعاد وفرعون وإخوان لوط) *. * (وأصحاب الأيكة) *: الغيضة، وهم قوم شعيب، كما مر في الحجر 1. وقوم تبع) *. مضى ذكره في الدخان 2. * (كل كذب الرسل فحق وعيد) *: فوجب وحل عليه وعيدي. وفيه تسلية للرسول صلى الله عليه وآله، وتهديد لهم. * (أفعيينا بالخلق الأول) *: أفعجزنا عن الأبداء حتى نعجز عن الإعادة * (بل هم في لبس من خلق جديد) * أي: هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأول، بل هم في خلط وشبهة في خلق مستأنف، لما فيه من مخالفة العادة. قال: (تأويل ذلك: أن الله تعالى إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم، وسكن أهل الجنة وأهل النار النار، جدد الله عالما غير هذا العالم، وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث، يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم، وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى أن الله إنما خلق هذا العالم الواحد، أو 3 ترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم ! بلى والله لقد خلق ألف ألف عالم وألف ألف آدم ! أنت في آخر تلك العوالم، وأولئك الآدميين) 4. * (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه) *: ما تحدث به نفسه، وهو ما يخطر بالبال. والوسوسة: الصوت الخفي. * (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) *: عرق العنق، وهو مثل في القرب. * (إذ يتلقى المتلقيان) *: إذ يتلقى 5 الحفيظان ما يتلفظ به. وفيه إشعار بأنه غني عن

__________________________

1 - ذيل الآية: 78. 2 - ذيل الآية: 37. 3 - في المصدر:(وترى). 4 - التوحيد: 277، الباب: 38، الحديث: 2، عن أبي جعفر عليه السلام. 5 - في(ج):(إذ يتلقن).(*)

[ 1201 ]

استحفاظ الملكين، فإنه أعلم منهما ومطلع على ما يخفى عليهما، لأنه أقرب إليه منهما، ولكنه لحكمة اقتضته من تشديد في تثبط العبد عن المعصية، وتأكيد في اعتبار الأعمال وضبطها للجزاء، وإلزام الحجة يوم يقوم الأشهاد. * (عن اليمين وعن الشمال قعيد) *. * (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب) *: ملك يرقب عمله * (عتيد) *: معد حاضر. قال: (ما من قلب إلا وله أذنان، على إحداهما ملك مرشد وعلى الأخرى شيطان مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي، والملك يزجره عنها، وهو قول الله:) عن اليمين وعن الشمال قعيد) 1. * (وجاءت سكرة الموت) *: شدته الذاهبة بالعقل * (بالحق) * يعني يلاقونها عن قريب. القمي: نزلت: وجاءت سكرة الحق بالموت 2. * (ذلك ما كنت منه تحيد) *: تميل وتفر عنه، والخطاب للإنسان. * (ونفخ في الصور) * يعني نفخة البعث * (ذلك يوم الوعيد) *: يوم تحقق الوعيد وإنجازه. * (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) * قال: (سائق يسوقها إلى محشرها، وشاهد يشهد عليها بعملها) 3. * (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطائك) *: ما حجبك عن أمور معادك، وهو الغفلة والانهماك في المحسوسات والألف بها وقصور النظر عليها. * (فبصرك اليوم حديد) *: نافذ، لزوال المانع للإبصار. (وقال قرينه) * قال: (يعني الملك الشهيد عليه) 4. * (هذا ما لدي عتيد) *: هذا ما

__________________________

1 - الكافي 2: 266، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. 2 - القمي 2: 324. 3 - نهج البلاغة: 116، الخطبة: 85. 4 - مجمع البيان 9 - 10: 146، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.(*)

[ 1202 ]

هو مكتوب عندي حاضر لدي. * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * قيل: خطاب من الله للسائق والشهيد 1. والقمي: مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام وذلك قول الصادق عليه السلام: (علي قسيم الجنة والنار) 2. وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وكذبكما في النار، وأدخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله تعالى:) ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) 3. * (مناع للخير) *: كثير المنع للمال، من حقوقه المفروضة * (معتد) *: متعد * (مريب) *: شاك في الله وفي دينه. * (الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد) *. * (قال قرينه) *: الشيطان المقيض له * (ربنا ما أطغيته) * كأن الكافر قال: هو أطغاني فقال قرينه: ما أطغيته * (ولكن كان في ضلال بعيد) * فأعنته عليه، فإن إغواء الشيطان إنما يؤثر فيمن كان مختل الرأي، مائلا إلى الفجور، كما قال:) وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فأستجبتم لي 4. * (قال أي: الله * (لا تختصموا لدي) * أي: في موقف الحساب، فإنه لا فائدة فيه * (وقد قدمت إليكم بالو عيد) * على الطغيان في كتبي وعلى ألسنة رسلي، فلم يبق لكم حجة. * (ما يبدل القول لدي) * بوقوع الخلف فيه * (وما أنا بظلام للعبيد) * فأعذب من ليس لي تعذيبه.

__________________________

1 - الكشاف 4: 7، البيضاوي 5: 93. 2 - القمي 2: 324. 3 - المصدر، وفي الأمالي(للطوسي) 1: 296 و 378، ومجمع البيان 9 - 10: 147 ما يقرب منه. 4 - إبراهيم(14): 22.(*)

[ 1203 ]

* (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد) * قيل: تخييل وتصوير، يعني كأنها مع سعتها يدخلها من يدخلها وفيها بعد فراغ، فتطلب الزيادة 1. والقمي: هو استفهام، لأن الله وعد النار أن يملأها، فيمتلئ النار، ثم يقول لها:) هل امتلأت (وتقول:) هل من مزيد (على حد الا ستفهام، أي: ليس في مزيد، فتقول الجنة: يا رب وعدت النار أن تملأها، ووعدتني أن تملأني فلم تملأني وقد ملأت النار، فيخلق الله يومئذ خلقا فيملأ بهم الجنة. فقال أبو عبد الله عليه السلام: (طوبى لهم ! لم يروا غموم الدنيا وهمومها) 2. * (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد) * قيل: أي: قربت لهم مكانا غير بعيد 3. والقمي: أي: زينت لهم بسرعة 4. * (هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ) *: رجاع إلى الله، حافظ لحدود الله. * (من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) *. * (ادخلوها) * يقال لهم: ادخلوها * (بسلام) *: سالمين من العذاب وزوال النعم، أو مسلما عليكم من الله وملائكته * (ذلك يوم الخلود) *. * (لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) وهو مالا يخطر ببالهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. القمي: النظر إلى رحمة الله 5. * (وكم أهلكنا قبلهم) *: قبل قومك * (من قرن هم أشد منهم بطشا: قوة، كعاد وثمود

__________________________

1 - البيضاوي 5: 93. 2 - القمي 2: 326. 3 - البيضاوي 5: 93. 4 - القمي 2: 327. 5 - القمي 2: 327.(*)

[ 1204 ]

* (فنقبوا في البلاد) *: فخرقوا البلاد وتصرفوا في الأرض، أو جالوا فيها كل مجال * (هل من محيص) * لهم من الله، أو من الموت. * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) * أي: قلب واع يتفكر في حقائقه، قال: (يعني عقل) 1. * (أو ألقى السمع) *: أو أصغى لاستماعه * (وهو شهيد) *: حاضر بذهنه ليفهم معانيه. * (ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام) * مر تفسيره 2. * (وما مسنا من لغوب: من تعب وإعياء، (رد لما زعمته اليهود: أنه سبحانه استراح بعد خلقها). كذا ورد 3. * (فاصبر على ما يقولون) * من وصف الحق سبحانه بما لا يليق بجنابه * (وسبح بحمد ربك) *: ونزهه عن الوصف بما يوجب التشبيه، حامدا له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها. * (قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) * يعني: الفجر والعصر. قال: (تقول حين تصبح وحين تمسي عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت 4 وهو على كل شئ قدير) 5. * (ومن الليل فسبحه) *: وسبحه بعض الليل * (وأدبار السجود) *: وأعقاب الصلاة، قال: (ركعتان بعد المغرب) 6، وفي رواية: (أربع) 7، وفي أخرى: (الوتر من آخر الليل) 8.

__________________________

1 - الكافي 1: 16، ذيل الحديث الطويل: 12، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام. 2 - في سورة الأعراف(7) ذيل الآية: 54. 3 - روضة الواعظين 2: 394. 4 - في(ألف) زيادة:(وهو حي لا يموت بيده الخير). 5 - مجمع البيان 9 - 10: 150، عن أبي عبد الله عليه السلام. 6 - الكافي 3: 444، الحديث: 11، عن أبي جعفر عليه السلام، مجمع البيان 9 - 10: 150، عن النبي، وأمير المؤمنين، وحسن بن علي صلوات الله عليهم. 7 - القمي 2: 327، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. 8 - مجمع البيان 9 - 10: 150، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1205 ]

* (واستمع يوم يناد المناد قيل: للبعث وفصل القضاء 1. والقمي: ينادي المنادي باسم القائم واسم أبيه 2. * (من مكان قريب) * بحيث يصل نداؤه إلى الكل على سواء. * (يوم يسمعون الصيحة بالحق) * القمي: صيحة القائم من السماء 3. * (ذلك يوم الخروج) * قال: (هي الرجعة) 4. * (إنا نحن نحيي ونميت) * في الدنيا * (وإلينا المصير) * في الآخرة. * (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا) *: مسرعين * (ذلك حشر) *: بعث وجمع * (علينا يسير: هين. القمي: في الرجعة 5. * (نحن أعلم بما يقولون) * تسلية للنبي صلى الله عليه وآله، وتهديد لهم. * (وما أنت عليهم بجبار) *: بمسلط، تقهرهم على الإيمان، أو تفعل بهم ما تريد، وإنما أنت داع * (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) * لأنه المنتفع بالتذكير.

__________________________

1 - مجمع البيان 9 - 10: 150. 2 و 3 - القمي 2: 327. 4 - المصدر، عن أبي عبد الله عليه السلام. 5 - المصدر.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403441

  • التاريخ : 19/04/2024 - 22:30

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net