00989338131045
 
 
 
 
 
 

 رسم المصحف وقواعده 

( القسم : التجويد )

السؤال :

ورد في القرآن الكريم في آية 90 من سورة يونس: ﴿قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ﴾ ما هو الوجه في إضافة حرف ألف بعد كلمة (بنو) رغم ان قواعد الإملاء تقتضي خلاف ذلك أليس ذلك خطأ في رسم المصحف؟

 


الجواب :

المعهود في رسم المصحف العثماني الذي كتبه بعض الصحابة هو انَّ جمع المذكر السالم إذا كان في موقع الرفع وكان مضافاً إلى اسم فإنه يتم فيه إثبات ألفٍ بعد الواو خلافاً لما هو المتعارف في قواعد الإملاء في الوقت الحاضر.

فإن المتعارف من قواعد الإملاء هو عدم إضافة ألف بعد الواو فيقال مثلاً: (مسلمو البلد) و(قاطنو المدينة) فمسلو جمع مذكر سالم محذوف النون لإضافته إلى اسم البلد وهو مرفوع بالواو؛ لأن جمع المذكر السالم يرفع بالواو وينصب ويجر بالياء ولا يضاف ألف بعد الواو بحسب قواعد الإملاء المتعارفة في الوقت الحاضر، إلا أن ذلك لم يكن متعارفاً في عصر الصحابة.

فبنو إسرائيل الوارد في قوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ﴾ فاعل للفعل ﴿آمَنَتْ﴾، وباعتبار أنه ملحق بجمع المذكر السالم، أصله (بنون)، لذلك فهو مرفوع بالواو ولأنه مضاف إلى الاسم ﴿إِسْرَائِيلَ﴾ لذلك حذفت النون فكانت ﴿بَنُوا إِسْرَائِيلَ﴾.

وأما إضافة الألف فذلك هو ما كان متعارفاً في قواعد الإملاء في عصر الصحابة، ولذلك تجد ان جمع المذكر السالم إذا ورد في القرآن وكان في موقع الرفع ومضافاً إلى اسم فإنه قد أضيفت إليه الألف بعد الواو.

فمثلاً قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ﴾ فإن ﴿مُّلاَقُوا﴾ وقعت في موقع الرفع لأنها خبر (إنَّ).

ويمكن التمثيل أيضاً بقوله تعالى: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ فإن الألف قد أثبتت بعد كلمة ﴿أُوْلُوا﴾ رغم ان قواعد الإملاء في الوقت الحاضر تقتضي عدم إثباتها إلا ان الذي تقتضيه قواعد الإملاء في عصر الصحابة هو إثبات الألف بالتقريب الذي ذكرناه.

ثم ان الأمر لا يختص بهذا المورد فالكثير مما هو مثبت في الرسم العثماني للمصحف مغاير لما تقتضيه قواعد الإملاء في الوقت الحاضر.

مثلاً كلمة (الرحمن) وكلمة (بسم) فإن قواعد الإملاء تقتضي إثبات ألف بعد الميم في كلمة (الرحمن) وإثبات ألف بعد الباء في كلمة (بسم) وكذلك في قوله تعالى: ﴿وَعَلَى الثَّلَـٰـثَةِ﴾ وكذلك في قوله تعالى: ﴿التَّـٰـئِبُونَ الْعَــٰـبِدُونَ الْحَـٰـمِدُونَ السَّـٰـئِحُونَ الرَّ ٰكِعُونَ السَّـٰـجِدونَ﴾، وقوله تعالى: ﴿دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلـٰـمٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ رغم ان القاعدة الإملائية في الوقت الحاضر تقتضي ان تكون التاء في كلمة (فطرت) مربوطة.

وهنا لابد التنبيه على أمرين:

الأمر الأول: ان قواعد الإملاء من العلوم الآلية الاعتبارية، فهي تقوم على أساس التوافق والتعارف، شأنها في ذلك شأن الرموز والإشارات فليس للرمز والإشارة موضوعية فهما إنما يجعلان لغرض التعبير عن المشار إليه فقد يتم التوافق على ان السهم إذا كان عمودياً فإنه يشير إلى ان الطريق سالك وقد يتوافق بعد ذلك على انه يشير إلى معنى آخر، فلا يقال عن الأول انه  خطأ ولا يقال عن التوافق الثاني انه خطأ.

وهكذا هو الكتابة فإنها تشير إلى الكلمات فقد يتوافق على إضافة حرف أو حذفه وقد يرمز إلى كلمة طويلة بحرف واحد أو حرفين، فالموضوعية إنما هي للمشار إليه، والحروف المكتوبة إنما هي آلة ووسيلة لذلك فلا ضير في أن يتم التوافق على إضافة حرف أو حذفه.

الأمر الثاني: إن قراءة القرآن لم تكن تعتمد على الكتابة وإنما كانت تعتمد على التلقي من القراء جيلاً بعد جيل ولذلك لا تجد رغم استحداث قواعد جديدة للإملاء تختلف عما كانت عليه قواعد الإملاء في عصر الصحابة بمستوًى ما إلا انه ورغم ذلك لا تجد اختلافاً في التلفظ بآيات القرآن.

فالقرآن أصلاً لم يكن منقطاً ولا معرَّباً وإنما تمَّ استحداث ذلك في عصر التابعين رعاية للناس بعد ان ضعفت سليقتهم.

ثم إنّ إعجاز القرآن ليس في رسمه وإنما في صياغته وجوهر مضامينه والرسم، والكتابة إنما تمت بواسطة البشر، فالقرآن لم يكن قد نزل مكتوباً في قرطاسٍ من السماء، وإنما هو وحي أملاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على الناس فكتبوه بالكيفية المعهودة عندهم، فالمناط هو الملفوظ من الآيات وليس ما هو مرسوم بالحروف.

* موقع: هدى القرآن، سماحة الشيخ محمَّد صنقور، بتصرّف يسير.



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2018 / 05 / 29   ||   القرّاء : 5049  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  • تجربة25 (0)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 يكره للحائض قراءة أكثر من سبع آيات من القرآن، فمع كون قراءة القرآن في شهر رمضان ذو فضل كبير، فهل هناك مانع من أن تقرأ الحائض القرآن؟

 ما هو الغرض من نزول القرآن مع بدء البعثة الشريفة، وتصريح القرآن بنزوله في ليلة القدر من شهر رمضان؟

 انا اعلم اذا كانت الفتاة على غير طهارة ( حائض) فانها لا تستطيع لمس القران الكريم.. 1- لكن ماذا عن قرأة القران في شاشة الكومبيوتر ؟ هل يمكن اكمال قراءة الختمة عن طريق شاشة الكومبيوتر حيث لا حاجة للمس؟

 لقد هدَّداه بالعذاب إذا تولى!! فكيف يعتبر هذا كلاماً ليّناً؟

 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 قد يقول قائل: إنّنا نرى الكثير من المؤمنين يحيون حياة مليئة بالآلام والمصائب

 لماذا تحديد (المخارج غير الصحيحة) وعدم إدراجها تحت (اللّهجات العاميّة)؟

 إشارة آيات القرآن إلى التاريخ وأهمية تدوينه

  إنی إذا سُئلتُ عن أي ايه في القران لا أعرف في أي سورة لکني ...

 هل يجوز - حسب مذهب أهل البيت عليهم السلام- للمثقف و صاحب الشهادات العليا من جامعات الغرب أن يفسّر أو يجتهد في آيات القرآن الكريم و الأحاديث؟ ب: ما هو الدليل العقلي و الشرعي على جواب السؤال الأول؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 33

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 8882219

  • التاريخ : 3/07/2025 - 03:05

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net