00989338131045
 
 
 
 
 
 

 الابتلاء بالشرّ 

( القسم : التفسير )

السؤال :

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [سورة الأنبياء: ٣٥]

لماذا قدم الشر؟

{وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الأنعام: ٥٤].

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [سورة البقرة: 143]

س: لماذا الابتلاء بالشر وقد كتب على نفسه الرحمة وهو بالناس رؤوف رحيم؟



الجواب :

إن الله تعالى بما أنه رؤوف رحيم فإنه لا يبتلي عبده المؤمن ـ حتماً ـ إلا بما هو خير له عاقبةً ـ وإن كان هذا الابتلاء في الظاهر صعباً ومؤلماً ـ فهو يحمل في طياته ثماراً دنيوية وأخروية عظيمة للعبد المؤمن.

والابتلاء ـ بشكل عام ـ سنة من سنن الحياة، ففي كل مجال تجد هناك امتحاناً واختباراً، ومَن يجتازه بنجاح يحصل على ما قرر له ازاء ذلك الامتحان.

قال تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 179]، فليس كلّ من يدّعي الإيمان ويجد مكاناً في صفوف المسلمين يترك لشأنه، بل ستبلى سرائره، وتنكشف حقيقته في الآخرة بعد الاختبارات الإلهية المتتابعة له.

وأيضاً، كما أن الله تعالى رحيمٌ بعباده فهو أيضاً حكيمٌ في أفعاله، وأفعاله ناشئة من الحكمة، والحكيم لا يضع الشيء إلا في مكانه المناسب، فلا يُعقل ـ إذاً ـ أن يَنال أيّ أحد جنته والدرجات والمنازل العُليا إلا مَن كان صالحاً ومناسباً لذلك المكان والناس فيهم: المؤمن، وفيهم: الكافر، وفيهم: المنافق ...، ولا طريق لمعرفة معدن الإنسان إلا بالابتلاء والغربلة، كتمييز المعادن الثمينة عن غيرها، فيجب الابتلاء والتمحيص لبقاء كُلٍّ في مكانه المقرَّر. قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}، {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} [سورة الأنعام: 132]. 

وقد يكون الامتحان والابتلاء لغايات أخرى كتنبيه العبد وإيقاظه من الغفلة التي هو فيها أو لتأهيله للرقيّ إلى المنازل الرفيعة، فالنفس الإنسانية لكي تصل إلى مراتبها الكمالية، عليها أن تصبر على جميع المصائب والآلام التي تلمّ بها، فالصبر رأس الإيمان، أو كُلّ الإيمان.

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: >إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْداً ابْتَلاهُ وَتَعَهَّدَهُ بِالْبَلاءِ كَمَا يَتَعَهَّدُ الْمَرِيضَ أَهْلُهُ بِالطُّرَفِ‏ ...< [بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏90، ص: 371].



طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   التاريخ : 2017 / 05 / 20   ||   القرّاء : 5417  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  • تجربة25 (0)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 هل يجب الوضوء قبل قراءة القران الكريم؟

 هل تجب إزالة الوشم المسجل على جزء من البدن إذا كان اسم الجلالة أو كلمات القرآن، وإذا كانت إزالته حرجة لاحتياجها لعملية لايقدر عليها أو محرجة، هل يجب عليه الغسل والوضوء فور تحقق الحدث الاكبر أو الاصغر مع ما فيه من الحرج؟

 هل الأخطاء التالية تبطل الصلاة ؟ تغيير الحركات الإعرابية : مثل : ( بسم الله الرحمنٍ الرحيمٍ ـ بسم الله الرحمنُ الرحيمُ ) .

 هل العزوبة فضيلة؟ كما في قوله تعالى: {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ}

 عند مطالعتنا لكتب التجويد أو لدروس بعض الأساتذة في الفضائيات، نرى وجود اختلاف كبير في كيفية النطق بحرف الضاد, فما هو الرأي الأصوب في هذا المجال؟ مع الإيضاح ولكم الشكر الجزيل.

 المقصود بظلمات ثلاث

 حكم تقبيل القرآن بدون طهارة

 ما هو وجه تعلّق الكوثر والأبتر بالنحر والصلاة في قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر: 2]؟

 كيف لا يكون تشبيه بعض الأفراد بالحيوانات في القرآن إهانة؟

 ماهو دور اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم تجاه القرآن ؟

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 33

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 8754613

  • التاريخ : 2/06/2025 - 13:24

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net