00989338131045
 
 
 
 
 
 

  يُذكر عندكم، في أحاديثكم وبعض مصادركم، مصطلح « مصحف الإمام عليّ »، فهل لعليٍّ كرّم الله وجهه مصحفٌ غير هذا المصحف المتداوَل بيننا اليوم ؟ ولماذا هذا التميّز ؟! 

( القسم : علوم القرآن )

السؤال :  يُذكر عندكم، في أحاديثكم وبعض مصادركم، مصطلح « مصحف الإمام عليّ »، فهل لعليٍّ كرّم الله وجهه مصحفٌ غير هذا المصحف المتداوَل بيننا اليوم ؟ ولماذا هذا التميّز ؟!


الجواب : في كلامه مع الخوارج.. قال الإمام عليٌّ أمير المؤمنين عليه السّلام:
وإنّ الكتابَ لَمَعي، ما فارَقْتُه مُذْ صَحِبْتُه .
والكلمة المباركة هذه تشير إلى تاريخٍ في سيرة الإمام عليٍّ عليه السّلام لجمع القرآن الكريم في بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بعد وفاته، فالمؤرِّخون في تاريخ جمع القرآن يرون أنّه مرّ بثلاث مراحل:
الأولى ـ في حياة رسول الله صلّى الله عليه وآله، حيث جُمع كتابةً وحِفْظاً في الصدور، والقراطيس وألواح والرِّقاع والعُسُب ( جريد النَّخْل )، وفي اللِّخاف ( الأحجار الرقيقة ) وأكتاف الأباعر.
الثانية ـ في عهد أبي بكر، بانتساخه .
الثالثة ـ في عهد عثمان، حيث حَمَل الناسَ على قراءة واحدة، كتب منها عدّة مصاحف وأحرق الباقي ممّا كُتب .
من هذا يستفاد أنّه كان لبعض الصحابة مصاحفُ جمعوها واحتفظوا بها، سَحَب عثمان قسماً منها فأحرقها ـ كما يذكر السيوطيّ. وكذا كان للإمام عليِّ بن أبي طالب عليه السّلام مصحفٌ جمعه مِن بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله بعد التحاقه صلّى الله عليه وآله بالرفيق الأعلى تبارك وتعالى.
ذكر عليّ بن أحمد بن أبي بكر الهيتميّ في حديث عثمان بن أبي العاص، أنّ وَفْدَ ثَقيف جاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال عثمان هذا: فدخلتُ على رسول الله صلّى الله عليه وآله فسألتُه مُصحفاً كان عنده، فأعطانيه .
ويذكر المتّقي الهنديّ ( وهو الآخر من علماء أهل السنّة ) أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله ترك مصحفاً في بيته خَلْفَ فراشه، مكتوباً في العُسُب والحرير والأكتاف، وقد أمَرَ صلّى الله عليه وآله عليّاً عليه السّلام بأخذه وجمعه..
ولعلّه هو الذي أشارتْ إليه فاطمة الزهراء صلوات الله عليها في خطبتها الأولى بعد رحيل أبيها المصطفى صلّى الله عليه وآله وعبّرت عنه بـ « الكتاب »، حيث قالت:
كتابُ اللهِ، بَيّنةٌ بصائرُه، منكشِفةٌ سرائرُه، مُنجليةٌ ظواهرُه، مغتبطةٌ اشياعُه، قائداً إلى الرضوانِ أتْباعَه، مُؤدٍّ إلى النجاة أستماعُه، فيه تُنالُ حُجَجُ الله المنوّرة، وعزائمه المُفسَّرة، ومحارمُه المُحذَّرة، وبيّناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورُخَصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة... إلى أن تقول سلام الله عليها:
وأنّى تُؤفكون وكتابُ الله بين أظْهُرِكم ؟! أُمورُه ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجرُه لايحة، وأوامره واضحة..
والخطبة الشريفة هذه لم تكن إلاّ بعد أيّامٍ من وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وكان أمير المؤمنين عليٌّ عليه السّلام قد شمّر عن ذراعه لجمع القرآن الكريم بعد دفنه للنبيّ صلّى الله عليه وآله..
روى سلمان المحمّدي رضي الله عنه، أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السّلام لمّا رأى غَدْرَ الصحابة وقلّةَ وفائهم، لَزِم بيتَه وأقبَلَ على القرآن يؤلّفُه ويجمعه، فلم يَخرُجْ مِن بيته حتّى جمعه، وكان ( أي مِن قَبْل ذلك ) في الصُّحُف والشِّظاظ ( نوع من الأخشاب ) والأسيار ( نوع من الجلود ) والرِّقاع ( قِطع الأوراق )، فلمّا جمَعَه كلَّه وكتَبَه بيده تنزيلَه وتأويله، والناسخَ منه والمنسوخ، بعث إليه أبو بكر أن آخْرُجْ فبايِعْ، فبعَثَ إليه أنّي مشغول؛ فقد آلَيتُ على نفسي يميناً ألاّ أرتديَ برداءٍ إلاّ للصلاة حتّى أؤلّف القرآنَ وأجمَعَه. فسكتوا عنه أيّاماً، فجمَعَه في ثوب واحد وختمه، ثمّ خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وآله، فنادى عليٌّ عليه السّلام بأعلى صوته:
أيُّها الناس، إنّي لم أزَلْ منذُ قُبِض رسول الله صلّى الله عليه وآله مشغولاً بغُسْله، ثمّ بالقرآن.. حتّى جمَعْتُه كلَّه في هذا الثوب الواحد، فلم يُنْزِل اللهُ على نبيّه صلّى الله عليه وآله آيةً من القرآن إلاّ وقد جمعتُها، وليست منه آيةٌ إلاّ وقد أقْرَأَنيها رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وعلّمني تأويلها.
ثمّ قال عليٌّ عليه السّلام: لا تقولوا غداً: إنّا كنّا عن هذا غافلين.
ثمّ قال لهم: لا تقولوا يومَ القيامة أنّي لم أدْعُكُم إلى نصرتي، ولم أُذكِّرْكم بحقّي! ولم أدْعُكم إلى كتاب الله، مِن فاتحته إلى خاتمته.
فقال له عمر: ما أغنانا بما مَعَنا من القرآن عمّا تَدْعُونَنا إليه.
ثمّ دخل عليٌّ عليه السّلام بيته .
وقال ابن شهرآشوب المازندرانيّ: ومِن عَجَب أمره في هذا الباب أنّه عليه السّلام لا شيءَ من العلوم إلاّ وأهلُه يجعلون عليّاً قُدوة، فصار قولُه قِبْلةً في الشريعة، فمنه سُمِع القرآن. قال الشيرازيّ في نزول القرآن، وأبو يوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عبّاس في قوله تعالى: « لا تُحَرِّكْ به لسانَكَ لِتَعْجَلَ به » (36) كان النبيُّ يُحرِّك شفَتَيه عند الوحي ليحفَظَه، فقيل له ( أي بالوحي ): لا تُحرِّكْ به لسانَك، يعني بالقرآنِ لتَعْجَلَ به مِن قَبْلِ أن يُفرَغَ به مِن قراءته عليك. « إنّ عَلَينا جَمْعَه وقُرآنَه »  قال: ضَمِنَ اللهُ محمّداً صلّى الله عليه وآله أن يجمعَ القرآنَ بعدَ رسول الله صلّى الله عليه وآله عليُّ بن أبي طالب عليه السّلام.
قال ابن عبّاس: فجَمعَ اللهُ القرآنَ في قلب عليّ، وجمَعَه عليٌّ بعد موت رسول الله صلّى الله عليه وآله بستّة أشهر .
ومن هنا ينقل علماء أهل السنّة ومحدّثوهم أنّه كان للإمام عليّ عليه السّلام قرآن جمَعَه، كما أنّ بعض الصحابة جمعوا هم أيضاً مصاحف كانت عندهم، منهم: زيد وابن مسعود وأُبيّ بن كعب وأبو موسى الأشعريّ، وعائشة بنت أبي بكر، فقرأ أهل الكوفة على مصحف عبدالله بن مسعود، وأهلُ البصرة على مصحف أبي موسى، وأهل الشام على مصحف أُبيّ بن كعب، وأهل دمشق على مصحف المقداد .
ونحن نذهب إلى أنّ مصحف أمير المؤمنين عليه السّلام كان الأوثقَ في جمعه وترتيبه، وما حوى من المعاني وتأويل الآيات وذِكْر أسباب النزول. وغير ذلك، وكان قد جَمَع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله ابتداءً ـ كما يذكر الخوارزميّ في ( المناقب 49 ) ـ ، وهو القائل سلام الله عليه ـ كما في مصادر المسلمين سُنّةً وشيعة: واللهِ ما نَزَلَتْ آيةٌ إلاّ وقد عَلِمتُ فيما أُنزِلَتْ، وأين أُنزلت، وعلى مَن أُنزِلت، وإنّ ربّي وهَبَ لي قلباً عَقُولاً، ولساناً سَؤُولاً ( وفي رواية: لساناً طَلِقاً ) . بل قال سلام الله عليه كلمة لم يستطع احدٌ ادّعاءها؛ ثقةً منه بما وهبه الله تعالى، وهي: سَلُوني عن كتاب الله عزّوجلّ؛ فإنّه ليس مِن آيةٍ إلاّ وقد عَرَفْتُ أبِلَيلٍ أُنزِلتْ أم بنهار، أم في سهلٍ أم في جبل .
واتّفق الكلّ ـ كما يقول ابن أبي الحديد ـ على أنّ الإمام عليّاً عليه السّلام كان يَحفَظُ القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله، ولم يكن غيرُه يَحفَظُه، ثمّ هو أوّل مَن جَمَعه . شهد له بجمعه عدّة من أصحاب السِّيرَ والتراجم والمؤرّخين والمحدّثين، منهم: أبو نعيم الإصبهانيّ في ( حِلية الأولياء 67:1 )، والسيّد أحمد شهاب الدين الشافعيّ في ( توضيح الدلائل في تصحيح الفضائل 418 )، وابن النديم في ( الفهرست 30 )، وابن أبي الحديد في ( شرح نهج البلاغة 9:1 )، وابن حجر في ( الصواعق المحرقة 72 )، والشيخ المجلسيّ في ( بحار الأنوار 40:92 ـ 53، الباب 7 ما جاء في كيفيّة جمع القرآن )، السيوطيّ في ( الإتقان في علوم القرآن 57:1 ) وابن سعد في ( الطبقات الكبرى 101:2 )، وابن عبدالبَرّ في ( الاستيعاب ـ بهامش الإصابة 253:2 )، وابن جزّي في ( التسهيل إلى علوم التنزيل 4:1 ).. وغيرهم كثير.
والفَرْق بين مصحف الإمام عليٍّ عليه السّلام والمصاحفِ الأخرى التي اختلفَت حينَها فيما بينها.. أنّ الإمام سلام الله عليه رتّبه على ما نزل، كما اشتمل على شروحٍ وتفاسير لمواضع من الآيات، مع بيان أسباب النزول ومواقعه، وهو القائل:
ما نزلَتْ آيةٌ على رسول الله صلّى الله عليه وآله إلاّ أقْرأَنيها وأملاها عَلَيّ، فأكتُبها بخطّي. وعلَّمَني تأويلَها وتفسيرَها، وناسخَها ومنسوخها، ومُحكَمَها ومتشابِهَها. ودعا اللهَ لي أن يُعلّمَني فَهْمَها وحفظَها، فما نَسِيتُ آيةً مِن كتاب الله، وعِلْماً أمْلاه علَيّ، فكتَبْتُه منذ دعا لي ما دعا .
كما اشتمَلَ مصحف الإمام عليّ عليه السّلام جُملةً من علوم القرآن الكريم، إضافةً إلى تفسيرٍ للآيات وتأويلاتها، ومتشابهاتها ومحكماتها، وناسخها ومنسوخها.
ولَمّا لم يُؤخَذْ بمصاحف الصحابة كابن مسعود وأبيّ وزيد وعائشة، بل أُحرِقتْ، وجُمِع شيءٌ آخَر على طريقةٍ أخرى، احتفظ الإمام عليٌّ عليه السّلام بمصحفه كما احتفظ البعضُ الآخر بشيءٍ من مصاحفهم، وأورثَه أبناءه الأئمّة الهداة عليهم السّلام، فهم يتداولونه الواحد بعد الآخر، وقد سأل طلحةُ أميرَ المؤمنين عليّاً عليه السّلام: إلى مَن تدفعُه، ومَن صاحبُه بعدك ؟ فأجابه عليه السّلام:
إلى الذي أمَرَني رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أن أدفعه إليه، وصيّي وأَولى الناس بعدي بالناس، اِبني الحسن، ثمّ يدفعه ابني الحسنُ إلى ابني الحسين، ثمّ يصير إلى واحدٍ بعد واحد مِن وُلْد الحسين.. حتّى يَرِد آخِرُهم على رسول الله صلّى الله عليه وآله حوضَه، هُمْ مع القرآنِ لا يُفارقونه، والقرآن معهم لا يفارقُهم .
وقد تأسّف ابن سيرين؛ إذْ لم يعثر على مصحف الإمام عليّ عليه السّلام، قال: تطلّبت ذلك الكتابَ، وكتبتُ إلى المدينة فلم أقْدِرْ عليه. ولو أصبتُ ذلك الكتابَ كان فيه علم!. وذكر ابن النديم أنّ ذلك المصحف هو أوّل مصحف جُمع فيه القرآن، وكان عند آل جعفر، وفي قولٍ آخَر يتوارثه بنو الحسن .
وهو نسخة أخرى من القرآن الكريم على ترتيب آخر، وقد تضمّن تفسيراً وعلوماً أخرى، وليس هو قرآناً آخر.


طباعة   ||   أخبر صديقك عن السؤال   ||   القرّاء : 7754  


 
 

  التلاوة :
  • الحفظ (23)
  • التجويد (18)
  • القراءات السبع (2)
  • الصوت والنغم (7)
  علوم القرآن وتفسيره :
  • علوم القرآن (57)
  • التفسير (205)
  • المفاهيم القرآنية (10)
  • القصص القرآني (6)
  • الأحكام (26)
  • الاجتماع وعلم النفس (31)
  العقائد :
  • التوحيد (27)
  • العدل (10)
  • النبوّة (25)
  • الإمامة (6)
  • المعاد (17)
  استفتاءات المراجع :
  • السيد الخوئي (29)
  • السيد السيستاني (52)
  • السيد الخامنئي (7)
  • الشيخ مكارم الشيرازي (83)
  • السيد صادق الروحاني (37)
  • السيد محمد سعيد الحكيم (49)
  • السيد كاظم الحائري (7)
  • الشيخ الوحيد الخراساني (2)
  • الشيخ إسحاق الفياض (3)
  • الشيخ الميرزا جواد التبريزي (10)
  • السيد صادق الشيرازي (78)
  • الشيخ لطف الله الصافي (29)
  • الشيخ جعفر السبحاني (11)
  • السيد عبدالكريم الاردبيلي (1)
  • الشيخ جوادي آملي (23)
  • السيد محمود الشاهرودي (5)
  • السيد الامام الخميني (4)
  جديد الأسئلة والإستفتاءات :



 إمكان صدور أكثر من سبب نزول للآية الواحدة

 تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعل المؤنّث

 حول امتناع إبليس من السجود

 الشفاعة في البرزخ

 في أمر المترفين بالفسق وإهلاكهم

 التشبيه في قوله تعالى: {وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}

 هل الغضب وغيره من الانفعالات ممّا يقدح بالعصمة؟

 كيف يعطي الله تعالى فرعون وملأه زينة وأموالاً ليضلّوا عن سبيله؟

 كيف لا يقبل الباري عزّ وجلّ شيئاً حتى العدل {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}؟

 حول المراد من التخفيف عن المقاتلين بسبب ضعفهم

  البحث في الأسئلة والإستفتاءات :



  أسئلة وإستفتاءات قرآنية منوعة :



 اهتمام القرآن بقضايا جزئية لا ينافي شموليّته

 هل القرآن الموجود الآن بين أيدي المسلمين هو نفس القرآن الذي نزل على الرسول الاعظم (ص) ، لا زيادة ولا نقصان فيه ؟

 ما هو المقصود من قوله (كن فيكون) في القرآن؟

 ما هو القصود من «قصد السبيل» في الآية (على اللّه قصد السبيل)؟

 معنى التقية

 التقليد في العقائد

 تقديم (لم يلد) على (لم يولد) في الآية

 ما هي الآية التي قال عنها ابن العباس أنها احدى الآيات التي هي خير مما طلعت عليه الشمس ؟

 هل يدل قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} على أفضلية جنس المرأة على جنس الرجل؟

 معنى قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا}

  إحصاءات الأسئلة والإستفتاءات :
  • عدد الأقسام الرئيسية : 4

  • عدد الأقسام الفرعية : 32

  • عدد الأسئلة والإستفتاءات : 900

  • تصفحات الأسئلة والإستفتاءات : 7772540

  • التاريخ : 29/03/2024 - 07:11

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • رئيسية الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • أرشيف الأسئلة والإستفتاءات القرآنية
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net