• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الدعاء .
                    • الموضوع : خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (9) .

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (9)

اعداد: القسم الثقافي / عباس الجعفري

في هذه الحلقة نذكر المكارم التي تحصل للإنسان عندما يدعو لفرج مولانا الامام الحجة (عليه السلام) (بنحو الاختصار والإجمال، ثم نذكرها مع أداتها بحسب ما يقتضيه الحال في الحلقات الاتية) لكن ينبغي قبل الشروع في المقصود التنبيه على أمور:

الأمر الأول

اعلم أن الغرض في هذا الباب ذكر ما يترتب على مسألة تعجيل فرج مولانا (عليه السلام) من المكارم، والفوائد العظام سواء كانت تلك الفائدة منحصرة في هذا العمل الشريف بالخصوص، أم كانت لدخوله في عموم عمل منصوص وليس الغرض قصر جميع تلك الفوائد على خصوص هذا العمل، ولا حصر فوائد هذا الدعاء فيما نذكره في هذا الكتاب المستعجل فلعل المتتبع في كتب الحديث والروايات يقف على أمر زائد على ما ذكرته من الفضائل والعنايات فإن ما جهلته أكثر مما علمته وما لم أدره أزيد مما دريته وليست المعرفة بما ذكرناه إلا ببركات سيدي ومولاي صاحب الزمان والاستضاءة بنوره عجل الله في فرجه وظهوره.

الأمر الثاني

ربما يتوهم أن كونه (عليه السلام) وسيلة لسائر البريات في نيل جميع البركات يقتضي استغناءه عن الناس، فأي حاجة إلى دعائهم.

والجواب عن هذا التوهم من وجوه:

أحدها: أن يكون دعاؤنا له من باب هدية شخص حقير فقير إلى سلطان جليل كبير ولا ريب أن ذلك علامة احتياج هذا الفقير إلى عطاء ذاك السلطان الكبير وهذا دأب العبيد بالنسبة إلى الموالي، والداني إلى العالي، ونعم ما قيل:

أهدت سليمان يوم العيد قبرة * برجلة من جراد كان في فيها

ترنمت بلطيف القول ناطقة * إن الهدايا على مقدار مهديها

الثاني: أن الظاهر من الروايات أن وقت ظهوره (عليه السلام) من الأمور البدائية التي يمكن التقديم والتأخير مشروطا باهتمام أهل الإيمان بالدعاء لتعجيل ظهور صاحب الزمان (عليه السلام): - والدليل على ما ذكرنا ما رواه المجلسي (ره) في البحار [بحار الأنوار: 52 / 131] عن تفسير العياشي، عن الفضل بن أبي قرة قال: سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك. فقال لسارة: فقالت:  ﴿أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ﴾ [هود: 72] فأوحى الله إليه: أنها ستلد، ويعذب أولادها أربعمائة سنة بردها الكلام علي.

قال (عليه السلام): فلما طال على بني إسرائيل العذاب، ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا، فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون، فحط عنهم سبعين ومائة سنة. قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام) هكذا أنتم، لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا، فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه.

الثالث: أنه لا ريب في وقوع ابتلاء الأئمة (عليهم السلام)، بمقتضى البشرية بالبليات والأسقام والهموم والأحزان، ولدفع تلك الأمور أسباب، يتمشى بعضها من أهل الإيمان، ومن أعظم الأسباب لصرف أنواع البلاء الجد والاهتمام في الدعاء، كما ورد في الروايات، ولا يخفى على أهل الدرايات:

- فمنها ما في أصول الكافي [الكافي: 2 / 469] بسند صحيح عن حماد بن عثمان قال سمعته يقول: إن الدعاء يرد القضاء ينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم إبراما.

الرابع: أنه إذا كان لنا مطلوب وكان من دونه موانع لا يتيسر لنا البلوغ إليه إلا برفع تلك الموانع، وجب علينا المسابقة والمجاهدة في دفعها ورفعها، ولما كان تأخر ظهور مولانا ( عليه السلام ) بسبب موانع نشأت من قبلنا، فعلينا المسألة من الله تعالى شأنه، لدفع تلك الموانع. فالدعاء بتعجيل فرجه في الحقيقة دعاء في حقنا ومفيد لنا.

- وإلى هذا أشار (عليه السلام) في التوقيع المروي في [الاحتجاج: 2 / 284] حيث قال عجل الله تعالى فرجه: وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم...، إيماء إلى استغنائه عنا وفضله (عليه السلام) علينا، فتدبر.

الخامس: أنه ليس لفضل الله تعالى ورحمته نهاية محدودة، ولا في وجود الإمام (عليه السلام) نقص وقصور عن قبول الفيض منه عز وجل، فما المانع من إفاضة عناية مخصوصة بدعاء المؤمنين لمولاهم (عليه السلام). والقول بأن كونه وسيلة في الإفاضة إلى العباد مناف لبلوغه درجة بوسيلة العباد، ليس إلا صرف استبعاد فإن كونهم علة غائية لخلق الممكنات، والإفاضة إلى البريات، لا ينافي حصول لوازم البشرية فيهم، فإن الله تعالى خلق الأفلاك والأرضين وما فيهن وما بينهن لأجلهم، ويفيض إلى أهلها ببركتهم، لكنهم يحتاجون بمقتضى البشرية في تعيشهم وبقاء حياتهم الظاهرة إلى ما يخرج من الأرض، كاحتياج سائر الخلق إليه.

ومما ذكرنا ظهر أن نفع الصلاة من المؤمنين على خاتم النبيين وآله الطاهرين يرجع إلى المصلي، والمصلى عليه، لا من باب الاحتياج إلى دعاء المصلي، حتى يرد علينا ما أورد، بل من جهة قابليتهم (عليهم السلام) لإفاضات الله تعالى التي لا نهاية لها لأن دوامها واستمرارها وتجددها إنما هي من لوازم قدرته الكاملة التامة العامة الدائمة.

الأمر الثالث

ربما يتوهم التنافي بين الأمر بالدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان وظهوره والأخبار الناهية عن التعجيل في ظهوره.

ويندفع هذا التوهم بأن الاستعجال المنهي عنه على ثلاثة أقسام.

الأول: ما يصير سببا لليأس عن ظهور القائم ( عليه السلام )، بأن يكون الشخص لقلة الصبر مستعجلا فيقول هذا الأمر لو كان لوقع إلى الآن وهذا العنوان يجره بالآخرة إلى إنكار ظهور صاحب الزمان.

الثاني: العجلة التي تكون منافية للتسليم لأمر الله والرضا بقضاء الله وهذا النحو من الاستعجال يقضي بالآخرة إلى إنكار حكمة الخالق المتعال.

- ولذلك ورد في الدعاء المروي عنه (عليه السلام) بتوسط الشيخ عثمان بن سعيد العمري (ره): فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت ولا أكشف عما سترت ولا أبحث عما كتمت، ولا أنازعك في تدبيرك ولا أقول لم؟ وكيف؟ وما بال ولي الأمر لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور!. [إكمال الدين، ص 512]

فإن قلت: لا ريب أن الدعاء بتعجيل الظهور إنما ينشأ من المحبة والشوق إلى ذلك وهذا ينافي قوله: حتى لا أحب تعجيل ما أخرت... (الخ).

قلت: قد عرفت فيما قدمنا أن الظاهر من الأخبار كون وقت وقوع الفرج والظهور من بدائيات الأمور، فإذا جوز المحب تقريب وقت لقاء المحبوب بالاهتمام في الدعاء لهذا المطلوب، جد واجتهد فيه بما كان له ميسورا. وهذا لا ينافي التسليم لما كان في علم الله مقدورا.

نعم لو فرضنا العلم بالوقت المعين، الذي حتم الله تعالى بقضائه الذي لا يغير ولا يبدل وقوع أمر فيه، لم يكن للدعاء في تقديمه أو تأخيره مجال، ووجب الانقياد والتسليم له على كل حال.

الثالث: الاستعجال الذي يصير سببا لاتباع الضالين المضلين، والشياطين المبدعين، قبل ظهور العلامات المحتومة المروية عن الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين، كما اتفق لكثير من الجاهلين أعاذنا الله تعالى وجميع المؤمنين من همزات الشياطين إنما المقصود هنا الإشارة والاختصار، ليكون الناظر على بصيرة واعتبار.

هذا: وقد سنح بالبال، تقرير آخر لحل الإشكال، وهو أن الاستعجال على قسمين:

أحدهما مذموم والآخر ممدوح. فالمذموم طلب حصول الشيء قبل حضور وقته، وهذا قبيح عقلا ونقلا، والممدوح طلب حصول الشئ في أول أوقات الإمكان، ولما كان ظهور صاحب الأمر (عليه السلام ) من الأمور التي يمكن تقدم وقوعه بإرادة الله تعالى ومنافع ذلك كثيرة لا تحصى، أوجب إيمان المؤمن الاهتمام في الدعاء له بتقديمه في أول زمان يصلح لذلك، والصبر والتسليم إلى حضور ذلك الزمان وسيأتي مزيد توضيح إن شاء الله تعالى.

إذا تقرر ما ذكرناه، (فلنذكر المكارم والفوائد العظام)، التي تترتب على الدعاء بتعجيل فرجه (عليه السلام)، أولا بنحو الاختصار والإجمال، ثم نذكرها مع أداتها بحسب ما يقتضيه الحال:

ألف: قوله ( عليه السلام )، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم.

ب: يوجب ازدياد النعم.

ج: إظهار المحبة الباطنية.

د: أنه علامة الانتظار.

ه‍: إحياء أمر الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين.

و: سبب فزع الشيطان اللعين.

ز: النجاة من فتن آخر الزمان ومهالكه.

ح: أنه أداء لبعض حقوقه في الجملة وأداء حق ذي الحق [من] أوجب الأمور.

ط: أنه تعظيم لله ولدين الله.

ي: دعاء صاحب الزمان (عليه السلام) في حقه.

يا: شفاعته له في يوم القيامة.

يب: شفاعة النبي (صلى الله عليه وآله) له إن شاء الله تعالى.

يج: أنه امتثال لأمر الله تعالى وابتغاء من فضل الله تعالى.

يد: يوجب إجابة الدعاء.

يه: أنه أداء أجر الرسالة.

يو: يوجب دفع البلاء.

يز: يوجب سعة الرزق إن شاء الله.

يح: غفران الذنوب.

يط: التشرف بلقائه في اليقظة أو المنام.

ك: الرجعة إلى الدنيا في زمان ظهوره (عليه السلام).

كا: يصير من إخوان النبي (صلى الله عليه وآله).

كب: استباق وقوع الفرج لمولانا صاحب الزمان.

كج: أسوة بالنبي والأئمة الأطهار (عليهم السلام).

كد: أنه وفاء بعهد الله وميثاقه.

كه: ما يترتب على بر الوالدين من الفوائد والمكارم.

كو: درك فضل رعاية الأمانة.

كز: زيادة إشراق نور الإمام في القلب.

كح: طول العمر إن شاء الله تعالى.

كط: التعاون على البر والتقوى.

ل: الفوز بنصر الله والغلبة على الأعداء بعون الله تعالى.

لا: الاهتداء بنور القرآن المجيد.

لب: صيرورته معروفا عند أصحاب الأعراف.

لج: الفوز بثواب طلب العلم إن شاء الله تعالى.

لد: الأمن من المخاوف والعقوبات الأخروية إن شاء الله تعالى.

له: البشارة والرفق عند الموت.

لو: إجابة دعوة الله ودعوة رسوله (عليه السلام).

لز: كونه مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في درجته.

لح: يصير أحب الخلق إلى الله تعالى.

لط: يصير أعز الخلق وأكرمهم عند رسول الله (عليه السلام).

م: أنه يصير من أهل الجنة إن شاء الله تعالى.

ما: يشمله دعاء النبي (صلى الله عليه وآله).

مب: غفران الذنوب وتبدل السيئات بحسنات.

مج: يؤيده الله تعالى في العبادة.

مد: يدفع به العقوبة عن أهل الأرض إن شاء الله تعالى.

مه: فيه ثواب إعانة المظلوم.

مو: فيه ثواب إجلال الكبير والتواضع له.

مز: فيه ثواب طلب ثأر مولانا المظلوم الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).

مح: تحمل أحاديث الأئمة الطاهرين (عليهم السلام).

مط: إضاءة نوره لغيره في مشهد القيامة.

ن: شفاعته لسبعين ألفا من المذنبين.

نا: دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقه يوم القيامة.

نب: دخول الجنة بغير حساب.

نج: السلامة من عطش بوم القيامة.

ند: الخلود في الجنة.

نه: يوجب خمش وجه إبليس وقرح قلبه.

نو: يتحف يوم القيامة بتحفة مخصوصة.

نز: أن الله عز وجل يخدمه من خدم الجنة.

نح: يكون في ظل الله الممدود وتنزل عليه الرحمة ما دام مشتغلا بذلك الدعاء.

نط: فيه ثواب نصيحة المؤمن.

س: أن المجلس الذي يدعى فيه للقائم عجل الله تعالى فرجه يكون محضرا للملائكة المكرمين.

سا: أن الداعي لهذا الأمر الجليل ممن يباهي به الإله الجليل.

سب: تستغفر له الملائكة.

سج: يكون من خيار الناس بعد الأئمة الطاهرين.

سد: أنه إطاعة لأولي الأمر الذين فرض الله تعالى طاعتهم.

سه: يوجب سرور الله عز وجل.

سو: يوجب سرور رسول الله (صلى الله عليه وآله).

سز: أنه أحب الأعمال إلى الله تعالى شأنه.

سح: أن الداعي بهذا الأمر الشريف يكون ممن يحكمهم الله تعالى في الجنان إن شاء الله تعالى.

سط: أنه يحاسب حسابا يسيرا.

ع: الأنيس الشفيق له في البرزخ والقيامة.

عا: أنه أفضل الأعمال.

عب: يوجب زوال الغم.

عج: أنه أفضل من الدعاء في حق الإمام زمان ظهوره.

عد: دعاء الملائكة في حقه.

عه: يشمله دعاء سيد الساجدين عليه الصلاة والسلام وهو يشتمل على فنون من الفوائد وصنوف من العوائد.

عو: أنه تمسك بالثقلين.

عز: أنه اعتصام بحبل الله تعالى.

عح: يوجب كمال الإيمان.

عط: درك مثل ثواب جميع العباد.

ف: أنه تعظيم شعائر الله عز وجل.

فا: فيه ثواب من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فب: ثواب من استشهد تحت راية القائم (عليه السلام).

فج: فيه ثواب الإحسان إلى مولانا صاحب الزمان (عليه السلام).

فد: فيه ثواب إكرام العالم.

فه: ثواب إكرام الكريم.

فو: الحشر في زمرة الأئمة الطاهرين.

فز: ارتفاع الدرجات في روضات الجنات.

فح: الأمن من سوء الحساب في يوم الحساب.

فط: الفوز بأفضل درجات الشهداء يوم القيامة.

ص: الفوز بالشفاعة الفاطمية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (2)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (3)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (4)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (5)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (6)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (7)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (8)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2281
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24