• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : علوم القرآن الكريم .
                    • الموضوع : ‌‌‌بـحوث‌ قرانية؛ فواتح السّور .

‌‌‌بـحوث‌ قرانية؛ فواتح السّور

السيد أبو الفضل مير محمّدي

 

قبل أن تبدأ البحث يحسن‌ أن‌ نـذكر‌ جـدولا مشتملا على أسامي‌ السور التي أفتتحت بهذه الحروف مع ذكر هذه الحروف وآية من‌ أول‌ كـل سورة مع بيان المكي فيها والمدني فنقول:

ت

الحروف والآية التي بعدها

أسامي السورالمفتتحة بها

مكية اومدنية

1

الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ

البقرة

مدنية

2

الم * اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

آل عمران

مدنية

3

الم*أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ

العنكبوت

مكية

4

الم * غُلِبَتِ الرُّومُ

الروم

مكية

5

الم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ

لقمان

مكية

6

الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ

السجدة

مكية

7

المص * كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ

الأعراف

مكية

8

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ

يونس

مكية

9

الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ

هود

مكية

10

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ

يوسف

مكية

11

الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ

ابراهيم

مكية

12

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ

الحجر

مكية

13

المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ

الرعد

مدنية

14

كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا

مريم

مكية

15

طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى

طه

مكية

16

طسم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ

الشعراء

مكية

17

طسم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ

القصص

مكية

18

طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ

النمل

مكية

19

يس * وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ

يس

مكية

20

ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ

ص

مكية

21

حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

غافر

مكية

22

حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

فصلت

مكية

23

حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ

الزخرف

مكية

24

حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ

الدخان

مكية

25

حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ

الجاثية

مكية

26

حم * َنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ

الأحقاف

مكية

27

حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

الشورى

مكية

28

ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ* بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ

ق

مكية

29

ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ

القلم

مكية

 

لا ريب في‌ وجود‌ المتشابه في القرآن الكريم وقد صرّح القرآن‌ نـفسه بـوجود المـتشابه فيه، ولا ريب أيضا في أنه‌ لا‌ يعلم‌ بتأويل التشابه‌ الاّ اللّه والراسخون فـي العلم، وقد نصّ عليه أيضا في‌ القرآن‌، وانما‌ الاشكال في معنى المتشابه وقد اختلف العلماء فيه على أقـوال كـثيرة ذكـرناها في أبحاث‌ سابقة‌. [كتاب بحوث في تأريخ القرآن وعلومه ـ بحث المتشابه ـ]

وذكرنا‌ أيضا: أن المتشابه على خلاف المحكم وهو مـا ليـس له‌ معني ظاهر يراد، وهو‌ إمّا‌ لا يدل على معنى ظاهر كفواتح السور على القول بذلك، بـل هـي رمـوز‌ بين‌ اللّه‌ تعالى وبين نبيه(صلّى اللّه‌ عليه وآله)، أو يدل على معنى لكـنه غـير مـراد‌ قطعا‌، كقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْش اسْتَوَى [طه: 5]

أو‌ يـدل على معان متعددة من دون ترجيح لأحدها، وذكرنا أيضا ما يدل عليه من الأحاديث‌ والعـرف‌ واللغـة، وذكرنا كذلك ما أوردوه على القرآن الكريم بأنه:ما الفائدة من‌ وجود‌ المتشابه‌ فـي‌ الكـتاب الذي ادّعـي المسلمون أنه هدى وبيان، وأجبنا عنه.

أحاديث وردت في معنى الفواتح‌:

ثم‌ ان‌ اختلاف العـلماء والمـفسّرين في معنى هذه الحروف على أقوال كثيرة جدا يكشف‌ عن‌ عدم وجود حـديث مـعتبر بـلا معارض وهذه‌ الأحاديث على أنواع نذكر من كل نوع منها حديثا‌ على سبيل المثال

1- مـا رواه المـحدّث البحراني عن محمد بن قيس بن أبي‌ جعفر‌ (عليه السلام) قال: ان حـي بـن أخـطب‌ وأبا‌ ياسر‌ بن أخطب ونفرا من اليهود من أهل‌ نجران‌ أتوا الى رسول اللّه(ص) فقالوا له: أليس فـيما نـذكر فـيما أنزل اليك(الم‌) قال‌: بلي، قالوا:أتاك بها جبرئيل‌ من‌ عند اللّه؟ قال: نـعم‌، قـالوا‌: لقد‌ بعث اللّه أنبياء قبلك ما نعلم‌ نبيا‌ منهم بين ما مدة ملكه وما أجل أمّته غـيرك، قـال: فأقبل حي‌ بن‌ أخطب على أصحابه فقالوا لهم: الألف‌ واحد، واللام‌ ثـلاثون، والمـيم‌ أربعون‌ فهذه احدى وسبعون سنة فعجب‌ مـمن‌ يـدخل‌ فـي دين مدة ملكه وأجل أمّته احدى وسـبعون سـنة...الى أن قال‌: قالوا‌:فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قالوا‌: لقد‌ التبس‌ علينا أمرك.[تـفسير‌ البـرهان/ج 2 أول سورة الأعراف‌]

وفي‌ الدرّ المنثور:أخـرج ابـن اسحاق والبـخاري فـي تـأريخه‌ وابن جرير بسند ضعيف عن ابـن‌ عـباس‌ عن جابر بن عبد اللّه بن‌‌ رباب‌ مثله. [ج 1 ص 23]

2- ما‌ رواه‌ الشيخ‌ الصدوق عـن سـفيان بن‌ سعيد الثوري قال: قلت لجـعفر بن محمد(عليه السـلام): يـابن رسول اللّه، ما معنى قول‌‌ اللّه عـزّ وجلّ: ﴿الم﴾ و﴿المص﴾ الى آخر‌ الحروف؟قال (عليه‌‌ السلام‌):أما‌ ﴿الم﴾ فمعناه: أنا اللّه‌ المجيد‌، و: ﴿المص﴾ فـمعناه: أنـا اللّه المقتدر الصادق الخ. [معاني الأخبار/ص 19]

3- ما رواه الصدوق أيـضا عـن على بن محمد بـن‌ سـيار‌ عن‌ الحسن‌ بن عـلي(عـليه السلام)، وفيه قال‌ اللّه‌: ﴿الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾، أي‌: يا محمد هذا الكتاب الذي أنزلناه عـليك هـو الحروف المقطّعة التي‌ منها: (ألف لام ميم) وهـو بـلغتكم وحروف هـجائكم فـأتوا بـمثله ان كنتم‌ صادقين.الخ. [معاني الأخبار/ص 22]

 4- ما رواه الصدوق أيضا عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه‌ (عليه السلام) قال: ﴿الم﴾ هو حرف مـن حـروف اسم اللّه الأعظم‌ المقطّع في القرآن الذي يـؤلّفه النـبي(صـلّى اللّه عـليه وآله‌) والامام‌(ع) فاذا دعـا بـه أجيب.الخ.[ معاني الأخـبار/ص 21]

و روي السيوطي عن السدي أنه بلغه عن ابن عباس، قال: ﴿الم﴾ اسـم مـن أسماء‌ اللّه‌ تعالى الأعظم.[الاتقان/ج 2 ص 9]

و قال في الأتـقان:قـيل:انـها الأسـم الأعـظم الاّ أنـّا لا نعرف‌ تأليفه منها.كذا نقله ابن عطية.

5-ما رواه السيوطي عن‌ ابن‌ عباس، قال: ﴿الم﴾ و ﴿طسم﴾ و ﴿ص﴾ وأشباهها‌ قسم‌ أقسم اللّه، وهو من أسماء اللّه.[ الأتقان/ص 9]

هذه أمثلة من الأحاديث التي وردت في تـفسير فواتح السور وهي على فرض صحتها سندا لا يمكن الأخذ‌ بدلالتها‌ وكيف يمكن‌ الجمع بين‌ أن‌ يقال أن قوله تعالى: ﴿الم﴾ اشارة الى بعض أوصافه‌ تعالى وبين أن يقال أنه اشارة بحسب حروف(أبجد) الى تـأريخ‌ أمـّة الأسلام أو غيرها أو يقال أن كتاب الأسلام مؤلّف‌ من‌ هذه‌ الحروف فأتوا بمثله.

الأقوال:

قال شيخ الطائفة: اختلف العلماء في معنى أوائل هذه السور على أقوال وهي:

1- انها اسم من أسماء القـرآن.

2- فـواتح يفتح بها القرآن، وفائدتها أن يعلم‌ ابتداء‌ السورة وانقضاء‌ ما قبلها.

3- انها اسم للسورة، واختاره الشيخ، وقال:و أحسن الوجوه‌ قول من قـال:أنـها أسماء‌ للسور.

4- هي اسم اللّه الأعـظم.

5- هـي قسم.

6- هي حروف مقطّعة من‌ أسماء‌ يعرفها‌ النبي(صلّي اللّه عليه‌ وآله) كقول الشاعر: (قلنا لها ففي فقالت:ق) أي:أنا واقفة.

7- هي حروف هجاء ‌‌موضوعة‌.

8- هي حـروف هـجاء يشتمل كل حرف مـنها على معان مختلفة.

9-ه ي حروف من‌ حساب‌ الجمل‌.

10- أنها سرّ القرآن كما انه: لكل كتاب سرّ.

هذه أقوال المفسّرين، فأما أهل اللغة‌ فانهم اختلفوا فيها على أقوال‌ وهي:

1-هي حروف المـعجم اسـتغنى بذكرها عن باقي‌ الحروف.

2- انها ابتدئت بها‌ أوائل‌ السور لأسماع المشركين أذ تواصوا بالأعراض عن القرآن، لأنهم اذا رأوا أمرا عجيبا استمعوا.

3- انها حروف يفتتح اللّه بسبا كلامه، وقال أبو مسلم:المراد بذلك أن، هذا القـرآن الذي عـجزتم عن‌ مـعارضته هو من جنس‌ هذه الحروف فحيث لم تقدروا عليه فاعلموا أنه من فعل اللّه.[ تفسير البيان، أول سورة البقرة]

وفي الأتقان قال القاضي أبـو بكر بن العربي في فوائد رحلته: وقد تحصّل لي فيها عشرون‌ قـولا‌ وأزيـد، ولا أعـرف أحدا يحكم عليها:.بعلم، ولا يصل منها الى فهم. [ج 2 ص 11]

و ثمة أقوال أخر، ذكرها المتأخرون، وسـنشير الى بـعضها.

المختار من الأقوال:

ثم انه‌ اذا‌ لم يكن دليل يدل على المقصود من هذه الحـروف، ولم يـكن اجـماع على مفهوم معين لها وان كانت هذه الحروف مما لا يدرك‌ العرف معانيها، ولم يكن في اللغة‌ والأدب العربي ما يفسّرها. فلا بد وأن يقال:انها متشابهات، لا يعلم تأويلها الاّ اللّه والراسخون‌ في العـلم، كسائر المتشابهات القرآنية، مـن دون أي فـرق بينها، ويشهد على هذا أمور‌، ويؤيده‌ أخر‌، وهي التالية:

1- ان تعريف المتشابه‌ يصدق‌ عليها‌ عرفا ولغة، كما سبق.

2- ما قاله الشيخ الطبرسي، من أن القول بأنها متشابهات‌ مروي عن أئمتنا (عليهم السلام).[ تفسير‌ مجمع‌ البيان‌، أول سورة البقرة]

وكـذا قال الشيخ‌ الطوسي‌ في‌ تفسيره: (التبيان)، ويضيف‌ الطبرسي: انه قد روت العامة‌ عن‌ أمير المؤمنين(عليه السلام) أنه قال: ان لكل كتاب صفوة، وصفوة هذا الكتاب حروف التهجّي.

3- انني لم أر أحدأ‌- وله‌ قول‌ فـي البـحث- يستدل له بوجه‌ معتبر وقاطع، بل انهم إما‌ استظهروا ما يذهبون اليه من الآيات‌ المسبوقة بهذه الحروف، فيقولون مثلا: ان «تلك» في قوله تعالى:. ﴿ الم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِاشارة الى: ﴿ الم﴾، وان‌‌ هذه: «أ ل م» هي آيات الكتاب ...

أو تمسكوا بحديث لا يصح الإستناد اليه، إما لضعفه سندا، أو لضعفه‌‌ دلالة‌ بسبب‌ وجود المعارض له.

ولعل ما قلناه هو الباعث للقاضي أبي بكر بن‌ العـربي‌، عـلي‌ أن‌ يقول-كما في الإتقان-: «انها من القول بغير علم» كما سبق.

وكذلك فقد‌ قال‌ العلاّمة‌ الطباطبائي: «وأما الأقوال العشرة الأخر فانما هي تقديرات لا تتعدى حد الإحتمال، ولا دليل‌ يـدل‌ على شـي‌ء منها، الى أن قال: ان هذه الحروف رمـوز بـين اللّه سـبحانه‌‌ وبين‌ رسوله‌(ص) خفية عنا، لا سبيل لأفهامنا العادية اليها» [تفسير الميزان/ج 18 ص 6].

وما يقوله السيوطي: «ومن المتشابه: أوائل السور‌ والمختار‌ فيها أيضا أنها من الأسرار التـي لا يـعلمها إلا اللّه»[ الإتقان/ج 2 ص 8].

و مـا يقوله صبحي‌ الصالح‌:«ان‌ الإعتقاد بأزلية هذه الأحـرف‌ قـد أحاطها بجوّ من التورّع عن تفسيرها، والتخوّف من ابداء رأي‌‌ صريح‌ فيها، فهي من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا اللّه، الي أن‌‌ قـال‌:و نـقل‌ أهـل الأثر عن ابن مسعود والخلفاء الراشدين:أن هذه‌ الحروف علم مـستور، وسرّ محجوب، استأثر‌ اللّه‌ به [مباحث في علوم القرآن/ص 236]‌.

آراء مشوّهة:

ثم‌ ان‌ من المعلوم أن التـخرصات والتـأويلات فـي تفسير هذه‌ الحروف لا تتناهي ولا تقف عند حد، بل‌ هي‌ باقية مـا دام هـوى‌ الإنسان باقيا، ولذلك فنحن نجد هنا تأويلات عجيبة‌، وخرافات‌ تؤلم‌ وجد ان كل سامع مسلم،  وهي‌:

1- ما‌ حـكي‌ عـن الشـيخ محيي الدين بن عربي (في‌ الفتوحات‌‌ المكية)، وخلاصته: اعلم ان مبادئ السور المـجهولة لا يـعلم حـقيقتها إلا أهل الصور‌ المعقولة‌، فجعلها تبارك وتعالى تسعا وعشرين‌ سورة‌ وهو كمال‌ الصورة‌ ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ، والتـاسع والعشرون: القطب‌ الذي‌ به‌ قوام الفهم، وهو علّة وجوده، وهو سورة آل عمران: ﴿ الم * اللَّهُ، ولو‌ لا‌ ذلك لما تـثبت الثـمانية والعشرون، وجملتها‌- على تكرار الحروف-: ثمانية‌ وسبعون‌ حرفا، فالثمانية حقيقة البضع، قال‌(ص): «الإيـمان‌ بـضع وسـبعون»، وهذه الحروف ثمانية وسبعون، فلا يكمل‌ عبد أسرار الإيمان حتي يعلم‌ حقائق‌ هذه الحـروف فـي سورها» [كتاب مباحث في علوم‌ القرآن‌/ص 238].

2- ما‌ حكي‌ عن‌ نصوح طاهر الفلسطيني‌: من‌ أن القيم‌ العددية لتلك‌ الحروف‌ انـما يـقصد مـنها الدلالة على عدد آيات تلك‌ السورة التي جاءت الحروف في أوائلها‌، الى‌ أن قال: وقد كان قـبل‌ عـثمان‌ يتطابق‌ تمام المطابقة‌ في‌ عدد‌ آياته مع مجموع حروف‌ افتتاحه‌ بحساب الجـعل فـي التـسع والعشرين سورة التي افتتحت بتلك الحروف.

فعلى ما قاله كـانت سـورة‌ البـقرة‌ تشتمل‌ على‌: (71‌) آية، جمع‌ حساب‌ الحروف‌ الأبجدية في ﴿ الم﴾ بدلا من اشتمالها عـلى: (286) وسـورة آل عمران كانت تشتمل أيضا على:(71‌) آية‌ بدلا‌ من: (200) وسورة العنكبوت تشتمل على: (71‌) آية‌ بدلا‌ من‌: (69‌)كـما‌ هـي‌ الآن، وهكذا [رسالة الإسلام الصادرة‌ عن‌ دار التـقريب بـالقاهرة/ العدد الثاني‌/ السنة‌ 11].

3- ما حكي عن المستشرق الألماني(نولدكه) من أنه: لا ترى‌ في أوائل السـورة إلا حـروفا مأخوذة من أسماء بعض الصحابة الذني كـانت‌ عـندهم نـسخ‌ من سور قرآنية معينة، فالسين: من سـعد بـن وقاص، والميم: من المغيرة، والنون: من عثمان بن عفان، والهاء:من أبي هـريرة، وهـكذا.

ويبدو أن (نولدكه) شعر بخطأ نـظريته فـرجع عنها‌، لكـن‌‌ المـستشرقين:(بـهل) و(هرشفيلد) قد تحمّسا لها من جـديد وتـبنّياها [مباحث فـي عـلوم القـرآن/ص 242].

ولعمري ان البحث حول هذه الحروف وحول نظائرها من المتشابهات‌ بلا مدد مـن الراسـخين في العلم، ربما يوجب الإعتقاد، والتـفوّه‌ بهذه‌‌ الغرائب والكلمات الفـارغة المـستلزمة لوجود التحريف في كتاب اللّه الكـريم‌ والإلتـزام بوجود الألغاز والمعميات فيه.«أعازنا اللّه من شرور أنفسنا».

الخلاصة:

فيظهر مـما ذكـرناه: أنه لا بأس بوجود المـتشابه فـي القرآن، وانه ليس في المقام اجماع، بل هو‌ محل‌ الخلاف بين كل فرقة‌ مـن‌‌ العـامة والخاصة، وان الأخبار الواردة ليست صالحة للإستناد اليـها وان مـا ذكره أهـل العـرف واللغـة في بيان حد المـتشابه يصدق على هذه الحروف المقطّعة، فتكون النتيجة هي: ان القول بأنها‌ متشابهة‌ لا يعلمها إلا اللّه والراسخون في العـلم أحـق أن يتّبع.

«و الحمد للّه ربّ العالمين»


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2262
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24