• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الدعاء .
                    • الموضوع : خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (6) .

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (6)

اعداد: القسم الثقافي / عباس الجعفري

تحدثنا في الأقسام السابقة من هذه المجموعة من المقالات عن نبذة من الأمور التي تستوجب الدعاء للإمام الحجة (عليه السلام) وأيضا تحدثنا عن شباهته (عليه السلام) بجمع من الأنبياء (عليهم السلام) في هذه الحلقة نذكر بعض صفاته الحميدة الموجبة للدعاء له على جميع الأنام صلوات الله وسلامه عليه:

كرمه (عليه السلام)

فإن الطباع مجبولة على محبة الكريم، والعقول متفقة على رجحان الدعاء بل لزوم ذلك كما لا يخفى.

والفرق بين السخي والكريم أن السخي يعطي بعد السؤال والكريم يعطي قبل السؤال.

ثم إن الأحاديث الدالة على كمال هذه الصفة في سيدنا ومولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه كثيرة، عموما وخصوصا.

فمنها : ما دل على أن الإمام في كل عصر أكرم الناس واسخاهم.

ومنها : ما دل على أن خلقه خلق رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ومنها : ما دل على تحليله (عليه السلام)، وإباحته صلوات الله عليه خمس ما في أيدي المخالفين، مثل السبي والغنائم، وغيرهما للمؤمنين إذا اشتروها من المخالفين، لتطيب ولادتهم وتزكوا أموالهم.

ومنها : ما عن أبي جعفر (عليه السلام) إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق، فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى أهله هم أهله، ويعطي الناس عطايا مرتين في السنة، ويرزقهم في الشهر رزقين، ويستوي بين الناس، حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة، ويجيء أصحاب الزكاة بزكاتهم إلى المحاويج من شيعته فلا يقبلونها فيصرونها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم، فيقولون: لا حاجة لنا في دراهمكم.

قال المجلسي (ره) وساق الحديث إلى أن قال: وتجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها، فيقال للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدم الحرام، وركبتم فيه المحارم، فيعطي عطاء لم يعطه أحد قبله. [بحار الأنوار، ج 52، ص 390]

كشف العلوم للمؤمنين بنحو لم يتحقق قبل ظهوره لأحد من النبيين والوصيين

في حديث عنه (عليه السلام) قال: وتؤتون الحكمة في زمانه حتى إن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله). [بحار الأنوار، ج 52، ص 352]

الدعاء لنشر لوائه فبذلك تفرح القلوب وتكشف الكروب

فقد روي أنه يكون في راية المهدي (عليه السلام) الرفعة لله عز وجل. [راجع: كمال الدين، ج2، ص 654]

و عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن لنا أهل البيت راية، من تقدمها مرق، ومن تأخر عنها زهق، ومن تبعها لحق. [إكمال الدين، ج2، ص 654]

مرابطته (عليه السلام) في سبيل الله تعالى

أما فضل الدعاء للمرابطين وحسن ذلك فيدل عليه العقل والنقل.

أما الأول: فلأنهم حماة الدين، وعيون المسلمين والعقل يقضي بحسن الدعاء لمن هو كذلك.

وأما الثاني فيكفينا دعاء مولانا سيد العابدين (عليه السلام) لهم في الصحيفة المباركة السجادية، وهو الدعاء السابع والعشرون، وأما ما يدل على كون مولانا الحجة (عليه السلام) مرابطا في سبيل الله عز وجل فعدة روايات:

منها: التوقيع الخارج إلى الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان (ره) نسخته: من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله. [بحار الأنوار، ج 53، ص 176]

ومنها ما روي عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين (عليهم السلام)، أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية  ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا [آل عمران: 200] فغضب علي بن الحسين (عليه السلام) وقال للسائل وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به ثم قال: نزلت في أبي وفينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط، الخبر. [كتاب الغيبة للشيخ النعماني، ص 205]

وعن أبي جعفر (عليه السلام) في هذه الآية قال (عليه السلام) نزلت فينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك يكون في نسلنا المرابط. [تفسير العياشي، ج1، ص 335]

لا يخفى أن المقصود بالمرابط المذكور هو مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بدلالة التوقيع المذكور.

معجزاته ( عليه السلام )

تدل على شدة اهتمامه في ترويج دين الله وهداية عباد الله والدعاء لمن كان كذلك راجح وممدوح عقلا ونقلا، ولذلك تدعوا الملائكة لطالبي العلم، مضافا إلى أن هداية العباد من أعظم أقسام النفع لهم، والإحسان إليهم، فيجب الدعاء في حق من يهديهم إلى الحق، وغير ذلك من الوجوه التي تظهر بالتدبر.

وأما معجزاته (عليه السلام)، فقد روى المحدث الحر العاملي (ره) في كتاب إثبات الهداة عن كتاب فضل بن شاذان، بإسناده عن عبد الله بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله وسلامه عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما: ما من معجزة من معجزات الأنبياء والأوصياء، إلا ويظهر الله تبارك وتعالى مثلها في يد قائمنا لإتمام الحجة على الأعداء. [إثبات الهداة، ج7، ص 357]

محنته (عليه السلام)

- روي في كتاب غيبة النعماني بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (عليه السلام) من جهال الجاهلية قال فضيل: فقلت كيف ذلك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور، والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج عليه به. [كتاب الغيبة للشيخ النعماني، ص 159]

مصائبه (عليه السلام)

فإنه قد أصيب بمصيبة جده وآبائه خصوصا سيدنا الشهيد أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) فإنه ولي دمه كما ورد في التفسير والدعاء للمصاب مستحب كما دلت عليه الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

محبته (عليه السلام) للمؤمنين

ومحبة المؤمن له (عليه السلام) من أعظم الأسباب الموجبة الباعثة للمؤمن على الدعاء له ومسألة التعجيل في فرجه من الله تعالى شأنه.

أما محبته للمؤمنين فتدل عليه طوائف من الأخبار:

منها: ما دل على كون الإمام بمنزلة الوالد الشفيق والأب الرحيم للمؤمنين بل هو أرأف من الوالد بهم.

ومنها: ما دل على كون الشيعة بمنزلة الأوراق لشجرة الإمامة.

ومنها: ما دل على أن الإمام يحزن لحزن المؤمنين ويتفجع لمصابهم، ويألم لمرضهم.

ومنها: ما دل على دعائه لهم وفي حقهم.

ومنها : ما دل على إباحته الأنفال ونحوها لشيعته في زمان غيبته.

ومنها: ما دل على إغاثته لمحبيه في موارد كثيرة.

ومنها: ما دل على حضور الإمام في تشييع جنازة المؤمن.

ومنها: ما ورد من بكائهم عند ابتلاء أحبائهم، وحين وفاتهم وغير ذلك مما لا يخفى على المتتبع إن شاء الله تعالى.

وأما محبة المؤمن له: فهي من الواجبات التي يتوقف عليها حصول حقيقة الإسلام وقبول الأعمال، بل لمحبته بالخصوص تأثير خاص اقتضى أمرا خاصا.

نفعه (عليه السلام)

اعلم أن منافع وجوده المبارك على أقسام:

القسم الأول: منافع وجوده غائبا كان أو حاضرا، وهو على قسمين: قسم يشترك في الانتفاع به جميع الخلائق، مثل الحياة والرزق والسكون في العالم، ونحوها فإن جميعها من بركات وجوده.

- ولهذا قال (عليه السلام) في التوقيع الشريف: وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب، وإني لأمان لأهل الأرض، كما أن النجوم أمان لأهل السماء... [بحار الأنوار، ج 53، ص 181]

وقسم يختص بالمؤمنين من العنايات الربانية، والإفاضات العلمية، كإيضاح وقت الصلوات اليومية، ونحوها.

- روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ما من يوم سحاب يخفى فيه على الناس وقت الزوال، إلا كان من الإمام (عليه السلام) للشمس زجرة حتى تبدو، فيحتج على أهل كل قرية من اهتم بصلاته ومن ضيعها. [وسائل الشيعة، ج 3، ص 79]

والقسم الثاني: منافع زمان غيبته، وهي على قسمين أحدهما ما يختص بالمؤمنين وهي كثيرة.

منها : ما يترتب على انتظار زمان ظهوره من المثوبات الجليلة.

ومنها: ما يترتب على صبرهم في زمان غيبته.

ومنها: تضاعف ثواب أعمالهم الحسنة في مثل هذا الزمان.

فعن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر، في دولة الباطل، أو العبادة في ظهور الحق، ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟ فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل، وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل، وحال الهدنة، أفضل ممن يعبد الله جل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل، مثل العبادة والأمن في دولة الحق. واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة، مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله عز وجل له خمسين صلاة فريضة في جماعة ومن صلى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل له بها خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها، كتب الله له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة، ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه، وأمسك من لسانه، أضعافا مضاعفة إن الله عز وجل كريم. [الكافي، ج 1، ص 333]

ومنها المثوبات الجليلة الكثيرة المترتبة على الأعمال المخصوصة بزمان غيبة الإمام صلوات الله عليه فإنها عظيمة جدا.

وثانيهما ما يختص بالكافرين والمنافقين، وهو إمهالهم وتأخير عذابهم:

- ففي تفسير علي بن إبراهيم القمي (ره) في قوله تعالى: ﴿فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا [الطارق: 17] لوقت بعث القائم، فينتقم لي من الجبارين، والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس. [تفسير القمي، ج2، ص 721]

القسم الثالث: منافع زمان ظهوره، وهي على قسمين:

الأول: ما يعم جميع الخلائق، مثل انتشار نوره، وظهور عدله، وأمنية الطرق والبلاد، وظهور بركات الأرض واصطلاح السباع والبهائم، وعدم إيذاء ذي حمة أحدا وغيرها من بركاته الوافرة، ومنافعه المتكاثرة.

- فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف ظهور القائم (عليه السلام) قال: وتعطي السماء قطرها والشجر ثمرها، والأرض نباتها وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتى ترتعي في أطراف الأرض كأنعامهم. [بحار الأنوار، ج53، ص 85].

والثاني: ما يختص بالمؤمنين، وهو على قسمين:

أحدهما لإحيائهم، وهو الانتفاع بشرف حضوره، والاستضاءة بنوره، والأخذ عن علومه وارتفاع العاهات والأمراض والبليات عن أبدانهم.

- كما عن الصادق (عليه السلام) حيث قال: إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، ورد إليه قوته. [بحار الأنوار، ج 52، ص 364]

وازدياد قوتهم، وطول أعمارهم، ومشاهدتهم كيف ينتقم القائم (عليه السلام) من أعدائهم، وغير ذلك من المنافع الكثيرة.

وثانيهما: لأمواتهم ، فمن ذلك دخول الفرج بظهوره في قبورهم:

- فعن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى شأنه: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ[الروم: 4ـ5] قال: في قبورهم بقيام القائم. [المحجة البيضاء، ص 746] ومن منافع زمان ظهوره لأموات المؤمنين حياتهم بعد موتهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (2)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (3)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (4)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (5)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2259
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24