00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المؤمن  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

[ 1094 ]

سورة المؤمن (1) [ مكية، إلا آيتي 56 و 75 فمدنيتان، وآياتها خمس وثمانون آية ] (2)

 بسم الله الرحمن الرحيم (حم) سبق تأويل أمثاله (3) (تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم). (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول): ذي الفضل بترك العقاب المستحق (لا إله إلا هو) فيجب الاقبال الكلي على عبادته (إليه المصير) فيجازي المطيع والعاصي. (ما يجادل في ايات الله) بالطعن فيها وإدحاض (4) الحق (إلا الذين كفروا). قال: (لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله فقد كفر، ثم تلا هذه الاية) (5).

__________________________

(1) - في(ب):(سورة غافر).

(2) - ما بين المعقوفتين من(ب).

(3) - البقرة(2): 1.

(4) - دحضت: بطلت. الصحاح 3: 1076(دحض).

(5) - كمال الدين 1: 256، الباب: 24، الحديث: 1، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.(*)

[ 1095 ]

(فلا يغررك تقلبهم في البلاد) بالتجارات المربحة، فإنهم مأخوذون عن قريب بكفرهم أخذ من قبلهم. (كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم): والذين تحزبوا على الرسل، وناصبوهم بعد قوم نوح كعاد وثمود. (وهمت كل أمة) من هؤلاء (برسولهم ليأخذوه): ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيب. (وجادلوا بالباطل): بما لا حقيقة له (ليدحضوا به الحق): ليزيلوه به (فأخذتهم) بالاهلاك جزاء لهمهم (فكيف كان عقاب) فإنكم تتلون قصصهم في القرآن. (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) قال: (يعني بني أمية) (1). (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا) قال: (آمنوا بولايتنا) (2). وورد: (إن لله ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا، كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه، وذلك قوله تعالى:) الذين يحملون العرش (الاية. قال: استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق) (3). (ربنا): يقولون ربنا (وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم). (ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من ابائهم وأزواجهم وذرياتهم) ليتم سرورهم (إنك أنت العزيز): الذي لا يمتنع عليه مقدور (الحكيم):

__________________________

(1) - القمي 2: 255، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 262، الباب: 26، الحديث: 22، عن الرضا، عن آبائه، عن رسول الله صلوات الله عليهم.

(3) - الكافي 8: 34، قطعة من حديث: 6، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه: 304، الحديث: 470، عنه عليه السلام، مع تفاوت في ذيل الحديث.(*)

[ 1096 ]

الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه حكمته، ومن ذلك الوفاء بالوعد. (وقهم السيئات): العقوبات (ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم). (إن الذين كفروا ينادون لمقت الله) إياكم (أكبر من مقتكم أنفسكم) الأمارة بالسوء (إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون). (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين). قال: (ذلك في الرجعة) (1). أقول: لعل المراد أن التثنية إنما تتحقق بالرجعة، أو يقولون ذلك في الرجعة، بحسب الاماتة والاحياء اللتين في القبر للسؤال. (فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل): فهل إلى نوع خروج من العذاب طريق فنسلكه ؟. (ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده) قال: (يقول: إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر الله بولايته) (2). (كفرتم وإن يشرك به) قال: (من ليست له ولاية) (3). تؤمنوا قال: (بأن له ولاية) (4). (فالحكم لله العلي الكبير). (هو الذي يريكم اياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب): يرجع من الانكار بالاقبال عليها والتفكر فيها. (فادعوا الله مخلصين له الدين) من الشرك (ولو كره الكافرون) إخلاصكم وشق عليهم. (رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده) القمي: روح القدس، وهو خاص برسول الله والائمة عليهم السلام (5) (لينذر يوم التلاق) قال:

__________________________

(1) و(2) و(3) و(4) - القمي 2: 256، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - القمي 2: 256.

[ 1097 ]

(يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض) (1). (يوم هم بارزون): خارجون من قبورهم لا يسترهم شئ (لا يخفى على الله منهم شئ) من أعيانهم وأعمالهم وأحوالهم. (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار). حكاية لما يسأل عنه ولما يجاب به، بما دل عليه ظاهر الحال فيه من زوال الأسباب وارتفاع الوسائط، وأما حقيقة الحال فناطقة بذلك دائما. (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب). قال: (يقول الله:) لمن الملك اليوم (ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون: (لله الواحد القهار) فيقول الله جل جلاله: (اليوم تجزى) (2). وفي رواية أخرى: (فيرد الله على نفسه،) لله الواحد القهار (3). (وأنذرهم يوم الازفة) أي: القيامة، سميت بها لأزوفها، أي: قربها. (إذ القلوب لدى الحناجر) فإنها ترتفع عن أماكنها فتلتصق بحلوقهم، فلا تعود فتتروحوا، ولا تخرج فتستريحوا. (كاظمين) على الغم (ما للظالمين من حميم): قريب مشفق (ولا شفيع يطاع): يشفع. ورد: (من لم يندم على ذنب يرتكبه، فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة، وكان ظالما، والله تعالى يقول: (ما للظالمين من حميم) الاية (4). (يعلم خائنة الأعين): استراق النظر. سئل عن معناها، فقال: (ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر إليه، فذلك خائنة الأعين) (5). (وما تخفي الصدور) من

__________________________

(1) - معاني الأخبار: 156، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - التوحيد: 234، الباب: 32، ذيل الحديث الطويل: 1، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.

(3) - القمي 2: 257، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - التوحيد: 408، الباب: 63، الحديث: 6، عن موسى بن جعفر عليهما السلام.

(5) - معاني الأخبار: 147، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1098 ]

الضمائر. (والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير). تقرير لعلمه بخائنة الأعين وقضائه بالحق، ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون، وتعريض بحال ما يدعون من دونه. (أو لم يسيروا في الأرض): أرض القرآن (فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة واثارا في الأرض) مثل القلاع والمدائن الحصينة (فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق). (ذلك) الأخذ (بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب). (ولقد أرسلنا موسى باياتنا): بالمعجزات (وسلطان مبين): وحجة قاهرة ظاهرة. (إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب). (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم) أي: أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلون بهم أولا، كي يصدوا عن مظاهرة موسى. (وما كيد الكافرين إلا في ضلال): في ضياع. (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه) قاله تجلدا وعدم مبالاة بدعائه. قيل: كانوا يكفونه عن قتله ويقولون: إنه ليس الذي تخافه بل هو ساحر، ولو قتلته ظن أنك عجزت عن معارضته بالحجة. وتعلله بذلك - مع كونه سفاكا في أهون شئ - دليل على أنه تيقن أنه نبي، فخاف من قتله، أو ظن أنه لو حاوله لم يتيسر له (1). سئل: ما كان يمنعه ؟ قال: (منعته رشدته، ولا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا (2).

__________________________

(1) - البيضاوي 5: 37.

(2) - علل الشرائع 1: 58، الباب: 52، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1099 ]

(إني أخاف) إن لم أقتله (أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) ما يفسد دنياكم من التحارب والتهارج. (وقال موسى) أي: لقومه لما سمع كلامه (إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب). (وقال رجل مؤمن من ال فرعون): من أقربائه، واسمه (حزقيل). كما ورد (1). (5) - الأمالي (للصدوق) 385، المجلس: 72، الحديث: 18، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، الاحتجاج 2: 131، عن أبي عبد الله عليه السلام. قال: (ابن خاله) (2). وفي رواية: (ابن عمه) (3). ولا تنافي بينهما. (يكتم إيمانه) القمي: كتم إيمانه ستمائة سنة (4). (أتقتلون رجلا أن يقول): لأن يقول. (ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) أضافه إليهم بعد ذكر البينات، احتجاجا عليهم واستدراجا لهم إلى الاعتراف به، ثم أخذهم بالاحتجاج من باب الاحتياط. (وإن يك كاذبا فعليه كذبه): لا يتخطاه وبال كذبه، فيحتاج في دفعه إلى قتله. (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم): فلا أقل من أن يصيبكم بعضه. وفيه مبالغة في التحذير، وإظهار للإنصاف وعدم التعصب، ولذلك قدم كونه كاذبا. (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب). قيل: احتجاج ثالث ذو وجهين: أحدهما: أنه لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله إلى البينات، ولما عضده بتلك المعجزا ت وثانيهما: أن من خذله الله وأهلكه فلا حاجة لكم إلى قتله. ولعله أراد به المعنى الأول، وخيل إليهم الثاني لتلين شكيمتهم، وعرض به فرعون بأنه مسرف كذاب (5). (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين): غالبين عالين (في الأرض): أرض مصر

__________________________

(1) - الأمالي(للصدوق) 385، المجلس: 72، الحديث: 18، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، الاحتجاج 2: 131، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - عيون أخبار الرضاء عليه السلام 1: 240، الباب: 23، الحديث: 1، وفيه:(ابن خال فرعون).

(3) - الاحتياج 2: 131، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - القمي 2: 257.

(5) - البيضاوي 5: 38.(*)

[ 1100 ]

(فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) أي: فلا تفسدوا أمركم ولا تتعرضوا لبأس الله بقتله، فإنه إن جاءنا لم يمنعنا منه أحد، وإنما أدرج نفسه فيه ليريهم أنه معهم ومساهمهم فيما ينصح لهم. (قال فرعون ما أريكم): ما أشير إليكم (إلا ما أرى) واستصوبه من قتله (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد). (وقال الذي امن يا قوم إني أخاف عليكم) في تكذيبه والتعرض له (مثل يوم الأحزاب): مثل أيام الأمم الماضية المتحزبة على الرسل، يعني وقائعهم. وجمع (الأحزاب) مع التفسير أغنى عن جمع (اليوم). (مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود): مثل سنة الله فيهم حين استأصله، جزاء بما كانوا عليه من الكفر وإيذاء الرسل. (والذين من بعدهم) كقوم لوط (وما الله يريد ظلما للعباد) يعاقبهم بغير ذنب، ولا يخلي الظالم منهم بغير انتقام. (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) قال: (يوم ينادي أهل النار أهل الجنة: أفيضوا علينا من الماء، أو مما رزقكم الله) (1). (يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم) يعصمكم من عذابه (ومن يضلل الله فما له من هاد). (ولقد جاءكم يوسف من قبل): من قبل موسى (بالبينات): بالمعجزات (فما زلتم في شك مما جاءكم به) من الدين. (حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) (الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان): بغير حجة (أتاهم) بل إما بتقليد أو شبهة داحضة (2) (كبر مقتا عند الله وعند الذين امنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار).

__________________________

(1) - معاني الأخبار: 156، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - دحض الحجة: بطلت. القاموس المحيط 2: 343(دحض).(*)

[ 1101 ]

(وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا): بناء مكشوفا عاليا، من صرح الشئ: إذا ظهر. (لعلي أبلغ الأسباب): الطرق. (أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) في دعوى الرسالة. (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل وما كيد فرعون إلا في تباب): في خسار. (وقال الذي امن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد). (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع): تمتع يسير لسرعة زوالها (وإن الاخرة هي دار القرار) لخلودها. (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها) عدلا من الله (ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب): بغير تقدير وموازنة بالعمل، بل أضعافا مضاعفة، فضلا من الله ورحمة. (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار). (تدعونني لاءكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به): بربوبيته (علم) والمراد نفي المعلوم، والأشعار بأن الألوهية، لابد لها من برهان، واعتقادها لا يصح إلا عن إيقان. (وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار) المستجمع لصفات الألوهية من كمال القدرة والغلبة والتمكن من المجازاة، والقدرة على التعذيب، والغفران. (لا جرم) (لا) رد لما دعوه إليه، و (جرم) بمعنى حق. (أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة). قيل: أي: حق عدم دعوة آلهتكم إلى عبادتها، أو عدم دعوة مستجابة لها (1). (وأن مردنا إلى الله) بالموت (وأن المسرفين) في الضلال والطغيان. (هم أصحاب النار).

__________________________

(1) - البيضاوي 5: 40.(*)

[ 1102 ]

(فستذكرون) عند معاينة العذاب (ما أقول لكم) من النصيحة (وأفوض أمري إلى الله) ليعصمني من كل سوء (إن الله بصير بالعباد). (فوقاه الله سيئات ما مكروا): شدائد مكرهم (وحاق بال فرعون سوء العذاب). قال: (التقية ترس الله في الأرض، لأن مؤمن آل فرعون لو أظهر الإسلام لقتل) (1). ورد: ما ملخصه: (إنه لما وشوا (2) به إلى فرعون: أنه خالفك، وجئ به إليه، ورى فوقي من القتل، فجعل في ساق كل واحد من الواشين وتد وفي صدره وتد، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم، فذلك ما قال الله:) فوقاه الله (إلى قوله:) سوء العذاب () (3). وفي رواية: (والله لقد قطعوه إربا إربا، ولكن وقاه الله أن يفتنوه في دينه) (4). (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا). قال: (ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة، لأن في نار القيامة لا يكون غدو وعشي، ثم قال: إن كانوا إنما يعذبون في النار غدوا وعشيا، ففيما بين ذلك هم من السعداء، ولكن هذا في نار البرزخ قبل يوم القيامة، ألم تسمع إلى قوله تعالى: (ويوم تقوم الساعة ادخلوا (الاية) (5). وورد: (إن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها، يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة، ولا تنجز لنا ما وعدتنا، ولا تلحق آخرنا بأولنا) (6). (ويوم تقوم الساعة أدخلوا ال فرعون أشد العذاب).

__________________________

(1) - مجمع البيان 7 - 8: 521، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(2) - وشى به وشيا ووشاية: إذا نم عليه وسعى به. لسان العرب 15: 313(وشي).

(3) - الاحتجاج 2: 131 - 132، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(4) - القمي 2: 258، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(5) - مجمع البيان 7 - 8: 526، عن أبي عبد الله عليه السلام.

(6) - الكافي 3: 245، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1103 ]

(وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار) بالدفع أو الحمل. قال: (الاستكبار هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته) (1). (قال الذين استكبروا إنا كل فيها) فكيف نغني عنكم، (إن الله قد حكم بين العباد) ولا معقب لحكمه. (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب). (قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا) فإنا لا نجترئ فيه، إذ لم يؤذن لنا في الدعاء لأمثالكم، وفيه إقناط لهم عن الأجابة. (وما دعاء الكافرين إلا في ضلال): في ضياع لا يجاب. (إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد). قال: (ذلك والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا، وأئمة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا، وذلك في الرجعة) (2). (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم) لبطلانها (ولهم اللعنة ولهم سوء الدار). (ولقد اتينا موسى الهدى): ما يهتدي به في الدين من المعجزات والصحف والشرائع (وأورثنا بني إسرائيل الكتاب): التوراة. (هدى وذكرى لاءولي الألباب). (فاصبر) على أذى المشركين (إن وعد الله حق) بالنصر (واستغفر لذنبك): لترك الأولى والاهتمام بأمر العدا (وسبح بحمد ربك بالعشى والإبكار). (إن الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر):

__________________________

(1) - مصباح المتهجد: 701، عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.

(2) - القمي 2: 259، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)

[ 1104 ]

عظمة وتكبر عن الحق (ما هم ببالغيه) أي: ما هم ببالغي تلك العظمة، لأن الله مذلهم (فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير). (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) فمن قدر على خلقها أولا من غير أصل، قدر على خلق الناس ثانيا من أصل (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) لأنهم لا ينظرون ولا يتأملون، لفرط غفلتهم واتباعهم أهواءهم. (وما يستوي الأعمى والبصير): الجاهل والمستبصر (والذين امنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ): والمحسن والمسئ، فما بعد البعث يظهر التفاوت (قليلا ما تتذكرون). (إن الساعة لاتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) لقصور نظرهم على ظاهر المحسوس. (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين): صاغرين. قال: (هو الدعاء، وأفضل العبادة الدعاء) (1). (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه): لتستريحوا فيه، بأن خلقه باردا مظلما، ليؤدي إلى ضعف المحركات وهدوء الحواس. (والنهار مبصرا): يبصر فيه أو به، وإسناد الإبصار إليه مجاز فيه مبالغة. (إن الله لذو فضل على الناس): فضل لا يوازيه فضل. (ولكن أكثر الناس لا يشكرون) لجهلهم بالمنعم، وإغفالهم مواقع النعم. (ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون): تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره. (كذلك يؤفك الذين كانوا بايات الله يجحدون). (الله الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وصوركم فأحسن صوركم) بأن

__________________________

(1) - الكافي 2: 466، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1105 ]

خلقكم منتصب القامة، بادي البشرة، متناسب الأعضاء والتخطيطات، متهيأ لمزاولة (الصنايع واكتساب الكمالات. (ورزقكم من الطيبات): اللذائذ (ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين) فإن كل ما سواه مربوب مفتقر معرض للزوال. (هو الحي): المتفرد بالحياة الذاتية (لا إله إلا هو): لا أحد يساويه أو يدانيه في ذاته وصفاته (فادعوه مخلصين له الدين) من الشرك والرياء (الحمد لله رب العالمين): قائلين له. ورد: (إذا قال أحدكم:) لا إله إلا الله (فليقل:) الحمد لله رب العالمين (فإن الله تعالى يقول:) هو الحي (الاية) (1). (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين): أن أنقاد له، وأخلص له ديني. (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا) (ثم لتبلغوا): ثم يبقيكم لتبلغوا (أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل): من قبل الشيخوخة أو بلوغ الأشد. (ولتبلغوا أجلا مسمى): ويفعل ذلك لتبلغوا وقت الموت (ولعلكم تعقلون) ما في ذلك من الحجج والعبر. (هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن) بلا صوت ولا حرف (فيكون). (ألم تر إلى الذين يجادلون في ايات الله أنى يصرفون) عن التصديق بها. (الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون). (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون) بها.

__________________________

(1) - القمي 2: 260، عن علي بن الحسين عليهما السلام.(*)

[ 1106 ]

(في الحميم ثم في النار يسجرون): يحرقون. (ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون). (من دون الله قالوا ضلوا عنا): فلم نجد ما كنا نتوقع منهم (بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا): بل تبين لنا أنا لم نكن نعبد شيئا بعبادتهم. (كذلك يضل الله الكافرين) حتى لا يهتدوا الى شئ ينفعهم في الاخرة. ورد: (فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خد إلى النار التي خلقها الله في المشرق، فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة، ثم مصيرهم إلى الحميم.) ثم في النار يسجرون، ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله (؟ ! أي: أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما ؟) (1). وقال: (وقد سماهم الله كافرين مشركين بأن كذبوا بالكتاب وقد أرسل الله عزوجل رسله بالكتاب وبتأويله، فمن كذب بالكتاب، أو كذب بما أرسل به رسله من تأويل الكتاب، فهو مشرك كافر) (2). (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض): تبطرون وتتكبرون (بغير الحق): بالشرك والطغيان (وبما كنتم تمرحون): تتوسعون في الفرح. (أدخلوا أبواب جهنم) المقسومة لكم (خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين عن الحق جهنم. (فاصبر إن وعد الله حق) بهلاك الكفار وتعذيبهم. (فإما نرينك): فإن نرك، و (ما) مزيدة لتاكيد الشرطية، ولذلك لحقت النون الفعل. (بعض الذي نعدهم) وهو القتل والأسر (أو نتوفينك) قبل أن تراه (فإلينا يرجعون) فنجازيهم بأعمالهم. (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص

__________________________

(1) - الكافي 3: 247، ذيل الحديث: 1، القمي 2: 260، عن أبي جعفر عليه السلام.

(2) - القمي 2: 260، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)

[ 1107 ]

عليك). ورد: (إن عددهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا) (1). (وما كان لرسول أن يأتي باية إلا بإذن الله): ليس له أن يستبد بإتيان المقترح (2) بها. (فإذا جاء أمر الله) بالعذاب (قضى بالحق): بإنجاء المحق وتعذيب المبطل (وخسر هنالك المبطلون): المعاندون، باقتراح الايات بعد ظهور ما يغنيهم عنها. (الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون) فإن منها ما يؤكل كالغنم، ومنها ما يؤكل ويركب كالإبل والبقر. (ولكم فيها منافع) كالألبان والجلود والأوبار (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) بالمسافرة عليها (وعليها) في البر (وعلى الفلك) في البحر (تحملون). (ويريكم اياته) الدالة على كمال قدرته وفرط رحمته (فأي ايات الله تنكرون) فإنها لظهورها لا تقبل الانكار. (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة واثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون). (ما) الأولى يحتمل النافية والاستفهامية، والثانية الموصولة والمصدرية (3). (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) واستحقروا علم الرسل (وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون). (فلما رأوا بأسنا): شدة عذابنا (قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به

__________________________

(1) - الخصال 2: 642، الحديث: 18، عن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنين، عن النبي صلوات الله عليهم، والحديث: 19، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير المؤمنين، عن النبي صلوات الله عليهم، مجمع البيان 7 - 8: 533.

(2) - اقترحته: ابتدعته من غير سبق مثال. المصباح المنير 2: 176(قرح).

(3) - فالمعنى على الأول: لم يغن عنهم ما كسبوه من البنيان والأموال شيئا من عذاب الله تعالى. وعلى الثاني: فأي شئ أغنى عنهم كسبهم. فيكون موضع(ما) الأولى نصبا، وموضع(ما) الثانية رفعا. التبيان 9: 101، مجمع البيان 7 - 8: 535.(*)

[ 1108 ]

مشركين) يعنون الأصنام. (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون) أي: في وقت رؤيتهم البأس، استعير اسم المكان للزمان. سئل: لأي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده ؟ قال: (لأنه آمن عند رؤية البأس، والإيمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف. قال الله عزوجل:) فلما رأوا بأسنا (الايتين) (1).

__________________________

(1) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 77، الباب: 32، الحديث: 7.(*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394541

  • التاريخ : 16/04/2024 - 13:24

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net