[ 981 ]
سورة الأحزاب [ مدنية، وهى ثلاث وسبعون آية ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم * (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) * القمي: وهذا هو الذي قال الصادق عليه السلام: (إن الله بعث نبيه بإياك أعني واسمعي يا جاره، فالمخاطبة للنبي والمعني الناس) (2). * (إن الله كان عليما حكيما) *. قيل: قالوا: ارفض ذكر آلهتنا وقل: إن لها شفاعة لمن عبدها (3) وندعك وربك، فنزلت (4). * (واتبع ما يوحى إليك من ربك إن الله كان بما تعملون خبيرا) *. * (وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) *. * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) * رد لما زعمت العرب من أن اللبيب الاريب له قلبان. قال: (لا يجتمع (5) حبنا وحب عدونا في جوف إنسان، إن الله لم يجعل
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - القمي 2: 171، وفيه:(والمعني للناس).
(3) - لم ترد(لمن عبدها) في(ألف) و(ج).
(4) - مجمع البيان 7 - 8: 335.
(5) - في(ألف):(لا يجتمعان).(*)
[ 982 ]
لرجل قلبين (1) في جوفه، فيحب بهذا ويبغض بهذا) (2) الحديث. وورد: (من كان قلبه متعلقا في صلاته بشئ دون الله، فهو قريب من ذلك الشئ، بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته، ثم تلا هذه الاية) (3). * (وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم) * رد لما زعمت العرب: أن من قال لزوجته: أنت علي كظهر أمي، صارت زوجته كالام له. * (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) * رد لما زعمت العرب: (أن دعي (4) الرجل ابنه، ولذلك كانوا يقولون لزيد بن حارثة الكلبي (5) عتيق رسول الله: ابن محمد، وذلك لانه حين برئ منه أبوه لاسلامه، وعدم مفارقته النبي ولحوقه بأبيه، ألحقه رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه). كذا ورد (6). * (ذلكم قولكم بأفواهكم) * لا حقيقة له * (والله يقول الحق وهو يهدي السبيل) *. * (أدعوهم لابائهم هو أقسط عند الله) *: أعدل * (فإن لم تعلموا آباءهم) * لتنسبوا إليهم * (فإخوانكم في الدين) *: فهم إخوانكم في الدين * (ومواليكم) *: وأولياؤكم فيه، فقولوا: هذا أخي ومولاى، بهذا التأويل. * (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما) *. * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * يعني أولى بهم في الامور كلها، فإنه لا
__________________________
(1) - في المصدر:(من قلبين).
(2) - القمى 2: 171، عن أبى جعفر، عن أمير المؤمنين عليهما السلام. وفى الامالى(للشيخ الطوسى) 1: 148، عن(3) - مصباح الشريعة: 92، الباب: 41 في السجود، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(4) - الدعى: من ييتبناه الانسان وأنه ليس بابن حقيقة. مجمع البحرين 1: 144(دعا).
(5) - زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى: صحابي. اختطف في الجاهلية صغيرا، واشترته خديجة بنت خويلد فوهبته الى النبي صلى الله عليه وآله حين تزوجها، فتبناه النبي قبل الاسلام وأعتقه وزوجه بنت عمته. واستمر الناس يسمونه(زيد بن محمد) حتى نزلت آية(ادعوهم لابائهم). وهو من أقدم الصحابة اسلاما. وكان النبي يحبه ويقدمه، وجعل له الامارة في غزوة مؤتة، فاستشهد فيها في سنة 8 من الهجرة. الاعلام(للزركلي) 3: 57.
(6) - القمى 2: 172، عن أبى عبد الله عليه السلام، بالمضمون.(*)
[ 983 ]
يأمرهم ولا يرضى منهم إلا بما فيه صلاحهم ونجاحهم بخلاف النفس، فلذلك أطلق، فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم، وأمره أنفذ عليهم من أمرها، وشفقتهم عليه أتم من شفقتهم عليها. ورد: (إنه لما أراد غزوة تبوك وأمر الناس بالخروج، قال قوم: نستأذن آباءنا وأمهاتنا. فنزلت) (1). وكذلك الائمة عليهم السلام من بعده، فإن كل واحد منهم أولى بالمؤمنين من أنفسهم واحدا بعد واحد. سئل عن معنى ذلك، فقال: (قول النبي صلى الله عليه وآله: من ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي (2)، ومن ترك مالا فلورثته، فالرجل ليست له على نفسه ولاية إذا لم يكن له مال، وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم (3) النفقة، والنبي وأمير المؤمنين ومن بعدهما سلام الله عليهم ألزمهم الله هذا، فمن هناك صاروا أولى بهم من أنفسهم، وما كان سبب إسلام عامة اليهود إلا من بعد هذا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله، لانهم آمنوا على أنفسهم وعيالاتهم) (4). * (وأزواجه أمهاتهم) *: منزلات منزلتهن في التحريم مطلقا، (وفي استحقاق التعظيم ما دمن على الطاعة). كذا ورد (5). وزيد في قراءتهم عليهم السلام (وهو أب لهم) (6). القمي: نزلت: وهو أب لهم (7). أقول: وذلك لما مر من إلزام نفسه مؤنتهم وتربية أيتامهم ومن يضيع منهم، ولان كل نبي أب لامته، من جهة أنه أصل فيما به الحياة الابدية، ولذلك صار المؤمنون إخوة. وورد:
__________________________
(1) - مجمع البيان 7 - 8: 338، عن النبي صلى الله عليه وآله.
(2) - ليس في المصدر كلمة:(والى).
(3) - في(ألف) و(ج):(عليه).
(4) - الكافي 1: 406، الحديث: 6، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(5) - كمال الدين 2: 459، الباب: 43، ذيل الحديث الطويل: 21، عن القائم عليه السلام.
(6) - مجمع البيان 7 - 8: 338.
(7) - القمى 2: 175.(*)
[ 984 ]
(أنا وعلي أبوا هذه الامة) (1). وذلك لانهما في هذا المعنى سواء. * (وأولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) *: في حكمه المكتوب. قال: (نزلت في الامرة، إن هذه الاية جرت في ولد الحسين من بعده، فنحن أولى بالامر وبرسول الله من المؤمنين والمهاجرين والانصار) (2). وقد مضت هذه الاية في آخر الانفال (3)، وأنها نزلت في نسخ التوارث بالهجرة والنصرة. والتوفيق بنزول هذه في الامرة، وتلك في الميراث، لا يلائم الاستثناء في هذه الاية ولا ما يأتي في بيانه، بلى إن عكسنا استقام، وكذا إذا عممنا الحكم وإن كان المورد خاصا، وكذا إذا جعلنا أحدهما تأويلا، كما يستفاد من بعض الاخبار (4). * (من المؤمنين والمهاجرين) * صلة لاولي، أي: أولوا الارحام بحق القرابة أولى بالامرة أو بالميراث من المؤمنين بحق الدين، والمهاجرين بحق الهجرة. وإن حملنا الاية على الميراث احتمل أيضا أن تكون بيانا لاولي الارحام. * (إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا) * يعني بالتوصية. سئل: أي شئ للموالي ؟ فقال: (ليس لهم من الميراث إلا ما قال الله: (إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا)) (5). * (كان ذلك في الكتاب مسطورا) *. * (وإذ أخذنا) * مقدر بأذكر. * (من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) * القمي: الواو في (ومنك) زيادة، إنما هو (منك ومن نوح)، فأخذ الله الميثاق لنفسه على الانبياء، ثم أخذ لنبيه على الانبياء
__________________________
(1) - الامالي(للصدوق): 22، المجلس: 4، ذيل الحديث: 6، علل الشرائع 1: 127، الباب: 106، الحديث: 2، عن النبي صلى الله عليه وآله.
(2) - الكافي 1: 288، الحديث: 2، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) - الاية: 75.
(4) - علل الشرائع 1: 205، الباب: 156، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(5) - الكافي 7: 135، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 985 ]
والائمة عليهم السلام ثم أخذ للانبياء على رسوله صلوات الله عليهم (1). * (ليسأل الصادقين عن صدقهم) * أي: فعلنا ذلك ليسأل الله يوم القيامة الانبياء الذين صدقوا عهدهم، فيظهر صدقهم. * (وأعد للكافرين عذابا أليما) * كأنه قيل: فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين. * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا) * يعني الاحزاب، وهم قريش وغطفان ويهود قريظة والنضير في عشرة الاف، وكان المسلمون سبعمائة، فلما سمع النبي صلى الله عليه وآله بإقبالهم، ضرب الخندق على المدينة بينه وبينهم، بإشارة سلمان رضى الله عنه عليه وتصويبه الوحي، فبقي يحاربهم في الخندق أياما، فلما طال الامر واشتد عليهم الحصار، وكانوا في وقت برد شديد، وأصابتهم مجاعة، وخافوا من اليهود خوفا شديدا، وتكلم المنافقون بما حكى الله عنهم، ونافق أكثر من معه، وقد كان أخبرهم بتحزب العرب عليه ومجيئهم من فوق، وبغدر يهود ونقضهم عهده ومجيئهم من أسفل، وأنه يصيبهم جهد شديد، وأن العاقبة له عليهم، بعث الله الدبور (2) مع الملائكة فهزموهم بإذن الله. كذا ذكره القمي (3) في خلال قصتهم بطولها. * (وجنودا لم تروها) * يعني الملائكة * (وكان الله بما تعملون بصيرا) * أي: حفر الخندق، وعلى الغيبة، أي: التحزب والمحاربة. * (إذ جاؤوكم من فوقكم) *: من أعلى الوادي * (ومن أسفل منكم) *: من أسفل الوادي * (وإذ زاغت الابصار) *: مالت عن مستوى نظرها حيرة وشخوصا * (وبلغت القلوب الحناجر) * رعبا، فان الرئة تنتفخ من شدة الروع، فيرتفع القلب بارتفاعها الى رأس
__________________________
(1) - القمى 2: 176.
(2) - الدبور: الريح تقابل التى تقابل الصبا والقبول، وهى ريح تهب من نحو المغرب، والصبا تقابلها من ناحية المشرق.
(3) - القمى 2: 176 الى 188.(*)
[ 986 ]
الحنجرة، وهي منتهى الحلقوم. * (وتظنون بالله الظنونا) *: الانواع من الظن. * (هنالك ابتلى المؤمنون) *: اختبروا، فظهر المخلص من المنافق، والثابت من المتزلزل. * (وزلزلوا زلزالا شديدا) * من شدة الفزع. * (وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله) * من الظفر وإعلاء الدين * (إلا غرورا) *: وعدا باطلا. * (وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب) *: أهل المدينة * (لا مقام لكم) *: لا موضع قيام لكم * (فارجعوا) * إلى منازلكم هاربين * (ويستأذن فريق منهم النبي) * للرجوع * (يقولون إن بيوتنا عورة) *: غير حصينة، وأصلها الخلل * (وما هي بعورة) * قال: (بل هي رفيعة السمك (1) حصينة) (2). وفي رواية: (وكانت بيوتهم في أطراف البيوت حيث ينفرد الناس، فأكذبهم. قال (وما هي بعورة)) (3). إن يريدون إلا فرارا) * من القتال. * (ولو دخلت عليهم من أقطارها) *: من جوانبها * (ثم سئلوا الفتنة) *: الردة ومقاتلة المسلمين * (لاتوها) *: لاعطوها * (وما تلبثوا بها) * بالفتنة، أي بإعطائها * (إلا يسيرا) *. * (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الادبار وكان عهد الله مسئولا) *. * (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) *. * (قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا) * ينفعهم * (ولا نصيرا) * يدفع الضر عنهم. * (قد يعلم الله المعوقين منكم) *: المثبطين (4) عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم المنافقون * (والقائلين لاءخوانهم هلم إلينا) *: قربوا أنفسكم إلينا ولا يأتون البأس) *: ولا يقاتلون
__________________________
(1) - السمك: السقف. الصحاح 4: 1592(سمك).
(2) - مجمع البيان 7 - 8: 347، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - العياشي 2: 103، الحديث: 98، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - ثبطه: قعد به عن الامر وشغله عنه ومنعه تخذيلا ونحوه، المصباح المنير 1: 100(ثبط).(*)
[ 987 ]
* (إلا قليلا) *. * (أشحة عليكم) * بخلاء بالمعاونة أو النفقة أو الظفر أو الغنيمة * (فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم) * في أحداقهم * (كالذي يغشى عليه من الموت) *: من معالجة سكرات الموت، خوفا ولواذا بك * (فإذا ذهب الخوف) * وحيزت الغنائم * (سلقوكم) *: ضربوكم * (بألسنة حداد) *: ذربة (1) يطلبون الغنيمة، والسلق: البسط بقهر، باليد أو باللسان. * (أشحة على الخير أولئك لم يؤمنوا) * إخلاصا * (فأحبط الله أعمالهم وكان ذلك على الله يسيرا) *. القمي: نزلت هذه الاية في الثاني لما قال لعبد الرحمن بن عوف: هلم ندفع محمدا إلى قريش ونلحق نحن بقومنا (2). * (يحسبون الاحزاب لم يذهبوا) * أي: هؤلاء لجبنهم يظنون أن الاحزاب لم ينهزموا، وقد انهزموا * (وإن يأت الاحزاب) * كرة ثانية * (يودوا لو أنهم بادون في الاعراب) *: تمنوا أنهم خارجون إلى البدو وحاصلون بين الاعراب * (يسألون) * كل قادم من جانب المدينة * (عن أنبائكم) *: عما جرى عليكم * (ولو كانوا فيكم) * هذه الكرة ولم يرجعوا إلى المدينة، وكان قتال * (ما قاتلوا إلا قليلا) * رياء وخوفا عن التعيير. * (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) * في أفعاله وأخلاقه، كثباته في الحرب ومقاساته للشدائد وغير ذلك * (لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) *. قرن بالرجاء كثرة الذكر المؤدية إلى ملازمة الطاعة، فإن المؤتسي بالرسول من كان كذلك. * (ولما رأى المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما) *. روي: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (سيشتد الامر
__________________________
(1) - الذرب: الحاد من كل شئ. ولسان ذرب وفيه ذرابة، أي: حدة. قال أبو زيد: في لسانه ذرب، وهو الفحش، الصحاح 1: 127(ذرب).
(2) - القمي 2: 188.(*)
[ 988 ]
باجتماع الاحزاب عليكم، والعاقبة لكم عليهم. وقال: إنهم سائرون إليكم بعد تسع أو عشر) (1). * (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) * قال: (أن لا يفروا أبدا) (2). * (فمنهم من قضى نحبه) * قال: (أجله، وهو حمزة وجعفر) (3). قيل: النحب: النذر، استعير للموت لانه كنذر لازم في الرقبة (4). * (ومنهم من ينتظر) * قال: (أجله، يعني عليا) (5) * (وما بدلوا) * العهد ولا غيروه * (تبديلا) *: شيئا من التبديل. فيه تعريض لاهل النفاق ومرض القلب بالتبديل. قال أمير المؤمنين عليه السلام: (ولقد كنت عاهدت الله تعالى ورسوله أنا وعمي حمزة وأخي جعفر وابن عمي عبيدة على أمر وفينا به لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله، فتقدمني أصحابي وتخلفت بعدهم لما أراد الله تعالى، فأنزل الله فينا: (من المؤمنين رجال صدقوا) الاية) (6). وفي لفظ آخر قال: (فينا نزلت: (رجال صدقوا) فأنا والله المنتظر، وما بدلت تبديلا) (7). * (ليجزى الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين) *: المبدلين * (إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) *. * (ورد الله الذين كفروا) * يعني الاحزاب * (بغيظهم لم ينالوا خيرا) *: غير ظافرين * (وكفى الله المؤمنين القتال) * قال: (كفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب وقتله
__________________________
(1) - البيضاوي 4: 161.
(2 و 3) - القمي 2: 188، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - البيضاوي 4: 161.
(5) - القمي 2: 189، عن أبي جعفر عليه السلام.
(6) - الخصال 2: 376، ذيل الحديث الطويل: 58، عن أبي جعفر، عن أمير المؤمنين عليهما السلام.
(7) - مجمع البيان 7 - 8: 350، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)
[ 989 ]
عمرو بن عبدود) (1). * (وكان الله قويا) * على إحداث ما يريده * (عزيزا) * غالبا على كل شئ. * (وأنزل الذين ظاهروهم) *: ظاهروا الاحزاب * (من أهل الكتاب) * القمي: يعني بني قريظة (2). * (من صياصيهم) *: من حصونهم * (وقذف في قلوبهم الرعب) *: الخوف * (فريقا تقتلون وتأسرون فريقا) *. * (وأورثكم أرضهم وديارهم) *: مزارعهم وحصونهم * (وأموالهم) *: نقودهم ومواشيهم وأثاثهم * (وأرضا لم تطئوها وكان الله على كل شئ قديرا) *. وذلك أنه لما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المدينة واللواء معقود، أراد أن يغتسل من الغبار، فناداه جبرئيل عليه السلام: ما وضعت الملائكة لامتها (3)، فكيف تضع لامتك ! إن الله يأمرك أن لا تصلي العصر إلا ببني قريظة، فإني متقدمكم ومزلزل بهم حصنهم، إنا كنا في آثار القوم نزجرهم زجرا، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام بين يديه مع الراية العظمى، وأنزل العسكر حول حصنهم، فحاصرهم ثلاثة أيام، فجزعوا وأكثروا عليه، فأنزلهم على حكم سعد بن معاذ فرضوا بذلك، فحكم سعد: أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم، وتقسم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والانصار. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد حكمت بقول الله عزوجل فوق سبعة أرقعة (4). هذا ملخص ما ذكره القمي (5). * (يا أيها النبي قل لازواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا) *: السعة والتنعم فيها * (وزينتها) *: وزخارفها * (فتعالين أمتعكن) *: أعطكن المتعة * (وأسرحكن سراحا جميلا) *:
__________________________
(1) - مجمع البيان 7 - 8: 350، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) - القمي 2: 189.
(3) - اللامة: الدرع. الصحاح 5: 2026(لأم).
(4) - الرقيع: سماء الدنيا، وكذلك سائر السماوات. الصحاح 3: 1222(رقع).
(5) - القمي 2: 189 إلى 191.(*)
[ 990 ]
طلاقا من غير ضرار برغبة. * (وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الاخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) *. استحقر دونه الدنيا وزينتها. ورد: (إن زينب بنت جحش قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: لا تعدل وأنت رسول الله ! وقالت حفصة: إن طلقتنا وجدنا أكفائنا من قومنا. فاحتبس الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وآله عشرين يوما، قال: فأنف الله لرسوله، فأنزل هذه الاية. قال: فاخترن الله ورسوله ولم يكن شئ، ولو اخترن أنفسهن لبن (1)) (2). والقمي: أصاب غنيمة، فقلن أزواجه: أعطنا ما أصبت، فقال: قسمته بين المسلمين على ما أمر الله، فغضبن من ذلك، وقلن: لعلك ترى أنك إن طلقتنا أن لا نجد الاكفاء من قومنا يتزوجونا ! فأنف الله عزوجل لرسوله، فأمره أن يعتزلهن، تسعة وعشرين يوما حتى حضن وطهرن، ثم أنزل الله هذه الاية، وهي آية التخيير، فقامت أم سلمة أول من قامت، فقالت: قد اخترت الله ورسوله، فقمن كلهن، فعانقنه، وقلن مثل ذلك، فأنزل الله: (ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء) الاية (3)، فهذه الاية مع هذه، وقد أخرت عنها في التأليف (4). ورد: (إنما هذا شئ كان لرسول الله صلى الله عليه وآله خاصة، أمر بذلك ففعل، ولو اخترن أنفسهن لطلقهن) (5). * (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة) *: ظاهر قبحها * (يضاعف لها العذاب
__________________________
(1) - أي: لصرن بائنات، يعني حصل البينونة بينك وبينهن.
(2) - الكافي 6: 138، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - نفس السورة: 51.
(4) - القمي 2: 192.
(5) - الكافي 6: 137، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 991 ]
ضعفين) *: ضعفي عذاب غيرهن. قال: (الفاحشة: الخروج بالسيف) (1). * (وكان ذلك على الله يسيرا) * لا يمنعه عن التضعيف كونهن نساء النبي، وكيف وهو سببه ؟ ! * (ومن يقنت منكن) *: ومن يدم على الطاعة * (لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين) *: مرة على الطاعة ومرة على طلب رضا النبي صلى الله عليه وآله، بالقناعة وحسن المعاشرة وغير ذلك. * (وأعتدنا لها رزقا كريما) * في الجنة زيادة على أجرها. قال: (كل ذلك (2) في الاخرة، حيث يكون الاجر يكون العذاب) (3). * (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن) * الله * (فلا تخضعن بالقول) *: فلا تجبن بقولكن خاضعا لينا مثل قول المريبات * (فيطمع الذي في قلبه مرض) *: فجور * (وقلن قولا معروفا) *: حسنا بعيدا عن الريبة. * (وقرن) * من الوقار أو القرار * (في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) * التبرج: اظهار النساء زينتهن ومحاسنهن للرجال. ورد: (إن يوشع بن نون وصي موسى عاش بعد موسى ثلاثين سنة، وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى عليه السلام فقالت: أنا أحق بالامر منك، فقاتلها فقتل مقاتلتها وأحسن أسرها، وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفا من أمتي، فيقاتلها فيقتل مقاتلتها ويأسرها فيحسن أسرها، وفيها أنزل الله: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى) يعني صفراء بنت شعيب) (4). وفي رواية: (أي: سيكون جاهلية
__________________________
(1) - القمي 2: 193، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) - في المصدر:(كل هذا).
(3) - القمي 2: 193، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - كمال الدين 1: 27، في مقدمة المصنف، عن النبي صلى الله عليه وآله.(*)
[ 992 ]
أخرى) (1). * (وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) *. قال: (نزلت هذه الاية في رسول الله وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وذلك في بيت أم سلمة زوج النبي، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المومنين وفاطمة والحسن والحسين، ثم ألبسهم كساء له خيبريا، ودخل معهم فيه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله ؟ قال: ابشري يا أم سلمة، فإنك إلى خير) (2). وزيد في رواية: (إنما نزلت في وفي أخي وفي ابنتي وفي ابني وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة، ليس معنا (3) أحد غيرنا) (4). وفي أخرى: (يعني الائمة وولايتهم، من دخل فيها دخل في بيت النبي) (5). وفي نزولها في شأنهم أخبار كثيرة من طريق العامة (6) والخاصة (7). وعن زيد بن علي بن الحسين: إن جهالا من الناس يزعمون: أنه إنما أراد الله بهذه الاية أزواج النبي، وقد كذبوا وأثموا وأيمن الله، ولو عنى أزواج النبي لقال: ليذهب عنكن
__________________________
(1) - القمي 2: 193، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام.
(2) - القمي 2: 193، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) - في المصدر:(ليست فيها).
(4) - كمال الدين 1: 278، الباب: 24، ذيل الحديث: 25، عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(5) - الكافي 1: 423، الحديث: 54، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(6) - السنن الكبرى(للبيهقي) 2: 150، المستدرك(للحاكم) 2: 416، البيضاوي 4: 163، روح المعاني 22: 14.
(7) - القمي 2: 193، علل الشرائع 1: 191، الباب: 151، الحديث: 1، الخصال 2: 561، ذيل الحديث: 31، عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 229، الباب: 23، الحديث: 1.(*)
[ 993 ]
الرجس ويطهركن تطهيرا، ولكان الكلام مؤنثا، كما قال: (أذكرن ما يتلى في بيوتكن)، (ولا تبرجن) (ولستن كأحد من النساء) (1). وورد: (ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الاية أولها ينزل في شئ وأوسطها في شئ وآخرها في شئ ثم قال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) من ميلاد الجاهلية) (2). وفي رواية: (الرجس هو الشك، ولا نشك في ديننا أبدا) (3). * (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة) * من الكتاب الجامع بين الامرين * (إن الله كان لطيفا خبيرا) *. * (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات) *. ورد: (إن الايمان ما وقر في القلوب، والاسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء، والايمان يشرك الاسلام، والاسلام لا يشرك الايمان) (4). * (والقانتين) *: المداومين على الطاعة * (والقانتات والصادقين) * في القول والفعل * (والصادقات والصابرين) * على الطاعات وعن المعاصي * (والصابرات والخاشعين) *: المتواضعين لله بقلوبهم وجوارحهم * (والخاشعات والمتصدقين) * من أموالهم ابتغاء مرضاة الله * (والمتصدقات والصائمين) * لله بنية صادقة * (والصائمات والحافظين فروجهم) * عن الحرام * (والحافظات والذاكرين الله كثيرا) * بقلوبهم وألسنتهم * (والذاكرات أعد الله لهم مغفرة) * لذنوبهم * (وأجرا عظيما) * على طاعتهم. روي: (دخلت أسماء بنت عميس على نساء رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: هل فينا شئ من
__________________________
(1) - القمي 2: 193.
(2) - العياشي 1: 17، الحديث: 1، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) - بصائر الدرجات: 206، الباب: 11، الحديث: 13، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - الكافي 2: 26، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 994 ]
القرآن ؟ قلن: لا. فأتت رسول الله فقالت: يا رسول الله إن النساء لفي خيبة وخسار ! فقال: ومم ذلك ؟ قالت: لانهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال، فأنزل الله هذه الاية) (1). * (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) *: أن يختاروا من أمرهم شيئا، بل يجب عليهم أن يجعلوا اختيارهم تبعا لاختيار الله ورسوله، والخيرة: ما يخير. ورد: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وآله، فقالت: يا رسول الله حتى أوامر نفسي فانظر، فأنزل الله هذه الاية، فقالت: يا رسول الله أمري بيدك، فزوجها إياه) (2). * (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) *. * (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) * بالاسلام * (وأنعمت عليه) * بالعتق، وهو زيد بن حارثة * (أمسك عليك زوجك) *: زينب * (واتق الله) * في أمرها فلا تطلقها * (وتخفي في نفسك ما الله مبديه) *. قال: (إن الذي أخفاه في نفسه هو أن الله سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه، وأن زيدا سيطلقها، فلما جاء زيد وقال له: أريد أن أطلق زينب، قال له: (أمسك عليك زوجك)، فقال سبحانه: لم قلت: أمسك عليك زوجك ؟ وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك) (3). وزاد في رواية: (ولم يبده، لكيلا يقول أحد من المنافقين: إنه قال في امرأة في بيت رجل: إنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين (4)) (5).
__________________________
(1) - مجمع البيان 7 - 8: 358، عن مقاتل بن حيان، مع تفاوت يسير.
(2) - القمي 2: 194، عن أبي جعفر عليه السلام.
(3) - مجمع البيان 7 - 8: 360، عن علي بن الحسين عليهما السلام.
(4) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 195، الباب: 14، ذيل الحديث الطويل: 1.
(5) - وزاد في(ألف):(وفي المخفي رواية أخرى ذكرناها في الصافي).(*)
[ 995 ]
* (وتخشى الناس) * تعييرهم إياك به. * (والله أحق أن تخشاه) * إن كان فيه ما يخشى * (فلما قضى زيد منها وطرا) * بحيث ملها ولم يبق له فيها حاجة، وطلقها وانقضت عدتها * (زوجناكها) * وفي قراءتهم عليهم السلام: (زوجتكها) (1). ورد: (إن الله ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم، وزينب من رسول الله، وفاطمة من علي) (2). * (لكى لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) *. * (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله) *: سن ذلك سنة * (في الذين خلوا من قبل) * من الانبياء، وهو نفي الحرج عنهم فيما أباح لهم * (وكان أمر الله قدرا مقدورا) *: قضاء مقضيا وحكما قطعيا. * (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) * فينبغي أن لا يخشى إلا منه. * (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) * على الحقيقة، فيثبت بينه وبينه ما بين الوالد وولده من حرمة المصاهرة وغيرها. أقول: لا ينتقض عمومه بكونه أبا للائمة عليهم السلام وأنهم بنوه، لانهم رجاله ليسوا برجال الناس، مع أنهم لا يقاسوا بالناس. ورد: إنه صلى الله عليه وآله قال: (إن كل بني بنت ينسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم، وقال للحسن والحسين: ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا) (3).
__________________________
(1) - جوامع الجامع: 373، عن أهل البيت وعلي والصادق عليهم السلام.
(2) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 195، الباب: 14، ذيل الحديث الطويل: 1.
(3) - مجمع البيان 7 - 8: 361.(*)
[ 996 ]
يعني قاما بالامامة أو قعدا عنها، وقد مر في سورتي النساء (1) والانعام (2) ما يدل على أنهما ابناه أيضا. * (ولكن رسول الله) * وكل رسول أبو أمته لا مطلقا، بل من حيث أنه شفيق ناصح لهم، واجب التوقير والطاعة عليهم، وزيد منهم. * (وخاتم النبيين) *: وآخرهم الذي ختمهم أو ختموا به، على اختلاف القراءتين (3). * (وكان الله بكل شئ عليما) *. * (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) *: يغلب الاوقات وتعم أنواعه. * (وسبحوه بكرة وأصيلا) *: أول النهار وآخره، خصوصا لفضلهما على سائر الاوقات، بكونهما مشهودين. ورد: (ما من شئ إلا وله حد ينتهي إليه، إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه، فرض الله الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده، إلا الذكر فإن الله لم يرض منه بالقليل، ولم يجعل له حدا ينتهي إليه، ثم تلا هذه الاية) (4). * (هو الذي يصلي عليكم) * بالرحمة * (وملائكته) * بالاستغفار لكم، والاهتمام بما يصلحكم * (ليخرجكم من الظلمات إلى النور) *: من ظلمات الكفر والمعاصي إلى نور الايمان والطاعة * (وكان بالمؤمنين رحيما) * حيث اعتنى بصلاح أمرهم وإنافة (5) قدرهم، واستعمل في ذلك ملائكته المقربين. ورد: (من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مائة مرة، ومن
__________________________
(1) - ذيل الاية: 23.
(2) - ذيل الاية: 153.
(3) - مجمع البيان 7 - 8: 358.
(4) - الكافي 2: 498، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام، وفيه:(الله عزوجل) في الموضعين.
(5) - ناف الشئ ينوف، أي: طال وارتفع. الصحاح 4: 1436(نوف).(*)
[ 997 ]
صلى على محمد وآل محمد (1) مائة مرة صلى الله عليه وملائكته ألفا، أما تسمع قول الله عزوجل: (هو الذي يصلي عليكم) الاية) (2). * (تحيتهم يوم يلقونه سلام) * قيل: أي: يحيون يوم لقائه بالسلامة من كل مكروه وآفة (3). وورد: (يعني أنه لا يزول الايمان عن قلوبهم يوم يبعثون) (4). * (وأعد لهم أجرا كريما) *. * (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا) *: (على من بعثت إليه، بتصديقهم وتكذيبهم) (5) * (ومبشرا) * (بالجنة من أطاعك) (6) * (ونذيرا) * (بالنار من عصاك) (7). * (وداعيا إلى الله) *: (إلى دينه). كذا ورد في الاربعة (8). * (بإذنه) *: بتيسيره * (وسراجا منيرا) * يستضاء به عن ظلمات الجهالة، ويقتبس من نوره أنوار البصائر. * (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) *. * (ولا تطع الكافرين والمنافقين) *. تهييج له على ما هو عليه من مخالفتهم. * (ودع أذاهم) *: إيذاءهم إياك، أو إيذاءك (9) إياهم * (وتوكل على الله) * فإنه يكفيهم * (وكفى بالله وكيلا) *. القمي: نزلت بمكة قبل الهجرة بخمس سنين، قال: فهذا دليل على خلاف التأليف (10). * (يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن) *:
__________________________
(1) - في(ألف):(ومن صلى عليه).
(2) - الكافي 2: 493، الحديث: 14، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - البيضاوي 4: 165.
(4) - التوحيد: 267، الباب: 36، ذيل الحديث: 5، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(5) - الاحتجاج 1: 361، عن أمير المؤمنين عليه السلام، بالمضمون.
(6 و 7 و 8) - علل الشرائع 1: 127، الباب: 106، ذيل الحديث: 1، معاني الاخبار: 52، ذيل الحديث: 2، عن حسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(9) - في(ب):(وإيذاءك).
(10) - القمي 2: 194.(*)
[ 998 ]
تجامعوهن * (فما لكم عليهن من عدة) *: أيام يتربصن فيها بأنفسهن * (تعتدونها) *: تستوفون عددها * (فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا) * من غير ضرار ولا منع حق. قال: (عليه نصف المهر إن كان فرض لها شيئا، وإن لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يتمتع مثلها من النساء) (1). وقد سبق في سورة البقرة (2). * (يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن) *: مهورهن، لان المهر أجر على البضع * (وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك) * بالسبي * (وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها) *. (نزلت في خولة بنت حكيم من الانصار، عرضت نفسها عليه وقالت: وهبت نفسي لك إن قبلتني، فقال لها خيرا ودعا لها وللانصار، فنزلت). كذا ورد (3). * (خالصة لك من دون المؤمنين) * قال: (ولا يحل ذلك لغيره) (4). قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم) * من الشرائط والحصر في الاربع * (وما ملكت أيمانهم) * والجملة إعتراض. * (لكيلا يكون عليك حرج) * أي: خلص إحلالها لك لمعان يقتضي التوسيع عليك * (وكان الله غفورا) * لما يعسر التحرز عنه * (رحيما) * بالتوسعة في مظان الحرج. * (ترجي من تشاء منهن) * بترك نكاحها أو تطليقها * (وتؤوي إليك) * بضمها إليك وإمساكها * (من تشاء) * قال: (من أوى فقد نكح، ومن أرجى فلم ينكح) (5). وفي رواية: (ومن أرجى فقد طلق) (6). * (ومن ابتغيت) *: طلبت * (ممن عزلت فلا جناح عليك) * في
__________________________
(1) - الكافي 6: 108، الحديث: 11، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) - ذيل الاية: 231.
(3 و 4) - الكافي 5: 568، الحديث: 53، عن أبي جعفر عليه السلام.
(5) - مجمع البيان 7 - 8: 367، عن الباقر والصادق عليهما السلام.
(6) - القمي 2: 192، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 999 ]
شئ من ذلك. * (ذلك أدنى أن تقر أعينهن ولا يحزن ويرضين بما آتيتهن كلهن) *: ذلك التفويض إلى مشيتك، أقرب إلى قرة عيونهن وقلة حزنهن ورضاهن جميعا، لانه حكم كلهن فيه سواء، ثم إن سويت بينهن وجدن ذلك تفضلا منك، وإن رجحت بعضهن علمن أنه بحكم الله، فتطمئن نفوسهن. * (والله يعلم ما في قلوبكم وكان الله عليما حليما) *. * (لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا) *. قيل: المعنى لا يحل لك النساء من بعد الاجناس المذكورة اللاتي نص على إحلالهن لك، ولا أن تبدل بهن أزواجا من أجناس أخر (1)، وقيل: من بعد النساء اللاتي اخترن الله ورسوله، إذ خيرن مكافاة لهن على ذلك، وهن التسع (2). وورد: (إنما عنى به: لا يحل لك النساء اللاتي حرم الله عليك في هذه الاية (حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) إلى آخرها (3). قال: ولو كان الامر كما يقولون، كان قد أحل لكم ما لم يحل له، لان أحدكم يستبدل كلما أراد، ولكن الامر ليس كما يقولون، إن الله عزوجل أحل لنبيه أن ينكح من النساء ما أراد إلا ما حرم في هذه الاية في سورة النساء) (4). فيه ما وقيل: هي منسوخة بقوله: (ترجى من تشاء) فإنه وإن تقدمها قراءة فهو مسبوق بها نزولا (5). * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم الى طعام) *: تدعون
__________________________
(1) - جوامع الجامع: 376، الكشاف 3: 270، البيضاوي 4: 166.
(2) - مجمع البيان 7 - 8: 367.
(3) - النساء(4): 23.
(4) - الكافي 5: 389، الحديث: 4، عن أبي جعفر عليه السلام.
(5) - البيضاوي 4: 166.(*)
[ 1000 ]
إليه * (غير ناظرين إناه) *: غير منتظرين وقته أو إدراكه، من أنى الطعام إذا أدرك. * (ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا) *: تفرقوا ولا تمكثوا * (ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي) * لتضييق المنزل عليه وعلى أهله، واشتغاله بما لا يعينه * (فيستحيي منكم) *: من إخراجكم * (والله لا يستحيي من الحق) * فيأمركم بالخروج * (وإذا سألتموهن متاعا) *: شيئا ينتفع به * (فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) * من الخواطر الشيطانية. القمي: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله بزينب بنت جحش وكان يحبها، فأولم ودعا أصحابه، وكانوا إذا أكلوا يحبون أن يتحدثوا عنده، وكان يحب أن يخلو معها، فأنزل الله عزوجل هذه الاية (1). * (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) *: من بعد وفاته أو فراقه * (إن ذلكم كان عند الله عظيما) *. * (إن تبدوا شيئا) * كنكاحهن، على ألسنتكم * (أو تخفوه) * في صدوركم * (فإن الله كان بكل شئ عليما) *. القمي: لما أنزل: (وأزواجه أمهاتهم) (2) وحرم الله نساء النبي على المسلمين، غضب طلحة فقال: يحرم (3) محمد علينا نساءه ويتزوج هو بنسائنا، لئن أمات الله محمد النركضن بين خلاخيل نسائه، كما ركض بين خلاخيل نسائنا، فأنزل الله (4). * (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن) *. استثناء لمن لا يجب الاحتجاب عنهم.
__________________________
(1) - القمي 2: 195.
(2) - نفس السورة: 6.
(3) - في(ب):(حرم).
(4) - القمي 2: 195.(*)
[ 1001 ]
روي: (إنه لما نزلت آية الحجاب، قال الاباء والابناء والاقارب: يا رسول الله أو نكلمهن أيضا من وراء حجاب ؟ فنزلت) (1). * (ولا نسائهن) * يعني النساء المؤمنات * (ولا ما ملكت أيمانهن) *. سبق بيانه في سورة النور (2). * (واتقين الله) * فيما أمرتن به * (إن الله كان على كل شئ شهيدا) * لا تخفى عليه خافية. * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين امنوا صلوا عليه) *. قال: (الصلاة من الله رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء) (3). ورد: (صل على النبي صلى الله عليه وآله كلما ذكرته أو ذكره ذاكر عندك في أذان وغيره) (4). * (وسلموا تسليما) *. قال: (يعني التسليم) (5) فيما ورد عنه. وفي رواية: (لهذه الاية ظاهر وباطن، فالظاهر: قوله: (صلوا عليه)، والباطن قوله: (سلموا تسليما)، أي: سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله (6) وما عهد به إليه، تسليما، قال: وهذا مما أخبرتك: أنه لا يعلم تأويله إلا من (7) لطف حسه وصفا ذهنه وصح تمييزه) (8). * (إن الذين يؤذون الله ورسوله) *: يرتكبون ما يكرهانه من الكفر والمخالفة * (لعنهم الله) *: أبعدهم من رحمته * (في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا) *: يهينهم مع الايلام. القمي: نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين حقه، وأخذ حق فاطمة وآذاها (9).
__________________________
(1) - الكشاف 3: 272، البيضاوى 4: 167.
(2) - ذيل الاية: 31.
(3) - معاني الاخبار: 368، الحديث: 1، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(4) - الكافي 3: 303، الحديث: 7، من لا يحضره الفقيه 1: 185، الحديث: 875، عن أبى جعفر عليه السلام.
(5) - معاني الاخبار: 368، الحديث: 1، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(6) - في المصدر:(واستخلفه وفضله عليكم).
(7) - في جميع النسخ:(الا لمن لطف) وما أثبتناه من المصدر.
(8) - الاحتجاج 1: 377، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(9) - القمى 2: 196.(*)
[ 1002 ]
* (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا) *: بغير جناية استحقوا بها * (فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا) *. ورد: (إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين المؤذون (1) لاوليائي ؟ فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين، ونصبوا لهم، وعاندوهم وعنفوهم في دينهم، ثم يؤمر بهم إلى جهنم) (2). * (يا أيها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) *: يغطين وجوههن وأبدانهن بملاحفهن إذا برزن لحاجة * (ذلك أدنى أن يعرفن) *: يميزن من الاماء والقينات * (فلا يؤذين) *: فلا يؤذيهن أهل الريبة بالتعرض لهن * (وكان الله غفورا) * لما سلف * (رحيما) * بعباده، يراعي مصالحهم حتى الجزئيات منها. * (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض) * القمي: شك (3). * (والمرجفون في المدينة) *: الذين يرجفون أخبار السوء، وأصله التحريك، من الرجفة وهي الزلزلة، سمي به الاخبار الكاذب، لكونه متزلزلا غير ثابت. القمي: نزلت في قوم منافقين، كانوا في المدينة يرجفون برسول الله صلى الله عليه وآله إذا خرج في بعض غزواته يقولون: قتل واسر، فيغتم المسلمون لذلك ويشكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (4). * (لنغرينك بهم) * قيل: لنأمرنك بقتالهم أو إجلائهم (5). والقمي: نأمرك بإخراجهم من المدينة (6) * (ثم لا يجاورونك فيها) *: في المدينة * (إلا قليلا) *.
__________________________
(1) - في المصدر:(أين الصدود).
(2) - الكافي 2: 351، الحديث: 2، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - القمي 2: 196.
(4) - القمي 2: 196.
(5) - البيضاوي 4: 168.
(6) - القمي 2: 197.(*)
[ 1003 ]
* (ملعونين) * قال: (فوجبت عليهم اللعنة) (1). * (أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا) *. * (سنة الله في الذين خلوا من قبل) *: سن الله ذلك في الأمم الماضية، وهو أن يقتل الذين نافقوا الانبياء وسعوا في وهنهم بالارجاف ونحوه، أينما ثقفوا * (ولن تجد لسنة الله تبديلا) *. * (يسألك الناس عن الساعة) *: عن وقت قيامها * (قل إنما علمها عند الله) * لم يطلع عليه ملكا ولا نبيا * (وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا) *. * (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا) *. * (خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا) * يحفظهم * (ولا نصيرا) * يدفع العذاب عنهم. * (يوم تقلب وجوههم في النار) * تصرف من جهة إلى جهة، أو من حال إلى حال * (يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) *. * (وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) *. * (ربنا آتهم ضعفين من العذاب) *: مثلي ما آتيتنا به، لانهم ضلوا وأضلوا * (والعنهم لعنا كبيرا) *: أشد اللعن وأعظمه. القمي: هي كناية عن الذين غصبوا آل محمد حقهم. (يا ليتنا أطعنا): يعني في أمير المؤمنين، والسادة والكبراء: هما أول من بدأ بظلمهم وغصبهم (2). * (يا أيها الذين امنوا لا تكونوا كالذين اذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها) *. قال: (كانوا يقولون: ليس له ما للرجال) (3). وفي رواية: (يقولون: إنه
__________________________
(1) - المصدر: عن أبي جعفر عليه السلام.
(2) - القمي 2: 197.
(3) - المصدر، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 1004 ]
عنين) (1). وفي أخرى: (إنه كان حييا (2) ستيرا، يغتسل وحده. فقالوا: ما يتستر منا إلا لعيب بجلده، إما برص وإما أدرة (3)، فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر، فمر الحجر بثوبه، فطلبه موسى، فرأوه عريانا كأحسن الرجال خلقا، (فبرأه الله مما قالوا) (4). * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) * قال: (عدلا) (5). * (يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله) * قال: (في ولاية علي والائمة من بعده) (6). * (فقد فاز فوزا عظيما) *. * (إنا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا) *. قال (7): (الامانة الولاية، من أدعاها بغير حق كفر) (8). أقول: يعني بالولاية: الامارة والامامة المتقرب بهما إلى الله (9). وفي رواية: (الامانة: الولاية. والانسان: أبو الشرور المنافق، يعني الاول) (10).
__________________________
(1) - الامالى(للصدوق): 92، المجلس: 22، ذيل الحديث: 3، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(2) - في(ج):(حئيا). والحيى والحئى: ذوالحياء.
(3) - الادرة: نفخة في الخصية. النهاية 1: 31(أدر).
(4) - مجمع البيان 7 - 8: 372، مرفوعة.
(5) - الكافي 8: 107، الحديث: 81، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(6) - الكافي 1: 414، الحديث: 8، القمى 2: 198، عن أبى عبد الله عليه السلام.
(7) - في(ألف):(أقول: ما قيل في تفسير هذه الاية في مقام التعميم ان المراد بالامانة التكليف، وبعرضها عليهن النظر الى استعدادهن، وبابائهن الاباء الطبيعي الذى هو عدم اللياقة والاستعداد، وبحمل الانسان قابليته واستعداده لها، وكونه ظلوما جهولا لما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية، وهو وصف للجنس باعتبار الاغلب، وكل ما ورد في تفسيرها في مقام التخصيص يرجع الى هذا، مثل ما ورد ان...).
(8) - عيون أخبار الرضا عليه السلام 1: 306، الباب: 28، الحديث: 66، معاني الاخبار: 110، ذيل الحديث: 3، عن على بن موسى الرضا عليهما السلام.
(9) - في(ألف):(الامارة والامامة ويحتمل ارادة القرب من الله).
(10) - معاني الاخبار: 110، الحديث: 2، عن أبى عبد الله عليه السلام.(*)
[ 1005 ]
وفي أخرى: (هي الولاية أبين أن يحملنها كفرا، وحملها الانسان، والانسان أبو فلان) (1). والقمي: الامانة هي الامامة والامر والنهي. قال: والدليل على أن الامانة هي الامامة قوله عزوجل للائمة: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها) يعني الامامة، فالامانة هي الامامة عرضت على السموات والارض والجبال فأبين أن يدعوها أو يغصبوها أهلها (وأشفقن منها وحملها الانسان)، يعني الاول، (إنه كان ظلوما جهولا) (2). أقول: (3) تخصيص الامانة في هذه الاخبار بالولاية والامامة (4)، والانسان بالاول، لا ينافي عمومها لكل تكليف بعبودية لله وأمانة وشمول الانسان كل مكلف. فقد ورد: (إن عليا عليه السلام إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل ويتلون، فيقال له: مالك يا أمير المؤمنين ؟ ! فيقول: جاء وقت الصلاة، وقت أمانة عرضها الله على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها) (5). وفي وصاياه عليه السلام: (ثم أداء الامانة، فقد خاب من ليس من أهلها، إنها عرضت على السماوات المبنية، والارض المدحوة، والجبال ذات الطول المنصوبة، فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها، ولو امتنع شئ بطول أو عرض أو قوة أو عز لامتنعن، ولكن أشفقن من العقوبة، وعقلن ما جهل من هو أضعف منهن، وهو الانسان، (إنه كان ظلوما جهولا) (6). وظاهر هذه الوصية التعميم. وورد: (في الرجل يبعث الى الرجل يقول له: ابتع لى ثوبا، فيطلب له في السوق
__________________________
(1) - بصائر الدرجات: 76، باب آخر في ولاية أمير المؤمنين عليه السلام، الحديث: 3، عن أبي جعفر عليه السلام.
(2) - القمي 2: 198. والاية في سورة النساء(4): 58.
(3) - في(ألف) زيادة:(الدليل على أن).
(4) - في(ألف) زيادة:(اللتين مرجعهما واحد).
(5) - عوالي اللئالي 1: 324، الحديث: 62.
(6) - نهج البلاغة: 317، الخطبة: 199. وفي الكافي 5: 37، ذيل الحديث: 1، ما يقرب منه.(*)
[ 1006 ]
فيكون عنده ما يجد له في السوق فيعطيه من عنده. قال: لا يقربن هذا ولا يدنس نفسه، إن الله عزوجل يقول: (إنا عرضنا الامانة) الاية) (1). فتأويل هذه الاية في مقام التعميم أن يقال: المراد بالامانة: التكليف بالعبودية لله لكل عبد بحسب وسعه، وأعظمها الخلافة الالهية لاهلها، ثم تسليم من لم يكن من أهلها لاهلها، وعدم ادعاء منزلتها لنفسه، ثم ساير التكاليف، والمراد بعرضها على السماوات والارض والجبال: النظر إلى استعدادهن لذلك، وبإبائهن: الاباء الذاتي الذي هو عبارة عن عدم اللياقة لها، وبحمل الانسان إياها: تحمله لها من غير استحقاق لها واقتدار بها، وبكونه ظلوما جهولا: ما غلب عليه من القوة الغضبية والشهوية، وهو وصف للجنس باعتبار الاغلب، فكل ما ورد في مقام التخصيص يرجع إلى هذا، كما يظهر عند التدبر. * (ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما) *. تعليل للحمل من حيث أنه نتيجته، وذكر التوبة في الوعد إشعار بأن كونهم (ظلوما جهولا) في جبلتهم لا يخليهم من فرطات.
__________________________
(1) - التهذيب 6: 352، الحديث: 999، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)